الجمعة، 16 نوفمبر 2018

رحلةُ الحياة ...بقلم الشيخ محمود




بسم الله الرحمن الرحيم


رحلةُ الحياة 


محمود الجاف

وُلدَ مع الزغاريد وذبح الأضاحي والأمنيات . بالسعادة التي لن يراها في أيامهِ الباقيات . ثم ما لبثَ أن اكتشفَ آلامها كُلما كبُر جَسدهُ وعقلهُ ومشاعرهُ وصار من أصحاب العقول . وتبدأ الأوراق الخضراء والورود الجميلة التي تُحيطهُ بالذبول . شيئا فشيئا ويومًا بعد آخر يُصاب بريقها بالأفول . يموت الأب ثم الأم والإخوة والأخوات والجار والأقارب والأصدقاء الذينَ كان أكثرهُم عقارب .
تُصبح ظلماءٌ كأن لاحياة فيها ولاماء
بلا هواء
حقوقنا صارت أحلام . تتوسل من اجل عملك وتعليمك والحصول على شبر في أرضك وذاك مُنتهى أملك ويَقينك . تبقى تُهرولُ هُنا وهُناك من أجل ما يُسمى المُستقبل . ويتبين أنهُ مُجرد سراب ظن الكثيرون أنهُم سيصلون إليه .

وفي الزمان الآت ستعيش في شَتات أو تَغرق في الفُرات وترى أوهاما وأكاذيب وضربات تليها ضربات قاسيات . من الولادة حتى الممات ... ذكرياتٌ وذكريات . وهذه في الحقيقة هي الحياة ...

من البداية عيناك ترنو إلى النهاية وما تلبث أن تقف في طابور انتظاره . وتنتظر قراره . حتى يحين دورك . فتصحو من الحُلُم بعد أن حصل جسدك على بعض الماء والقماش وقليلا من الحُب والحنين وكثيرا من الصراخ والأنين .
سترحل وقد رسمت عنك صورة قد لاتخلو من بعض النُدب السوداء 
ثم بعد أيامٍ ثلاث تُصبحُ مُجرد ذكريات . أو حُلمٌ جميلٌ مرَّ سَريعا وفات . في عقول خاويات ...
وبعد أن كنت كل شيء . أصبحت مُجرد رُفات 

هذه هي الدنيا وهذه هي الحياة 

نسأل الله لنا ولكم الثبات
2018 . 11 . 16


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق