بسم الله
الرحمن الرحيم
رحلةُ الحياة
محمود الجاف
وُلدَ مع الزغاريد وذبح الأضاحي والأمنيات . بالسعادة التي لن يراها في أيامهِ الباقيات . ثم ما لبثَ أن اكتشفَ آلامها كُلما كبُر جَسدهُ وعقلهُ ومشاعرهُ وصار من أصحاب العقول . وتبدأ الأوراق الخضراء والورود الجميلة التي تُحيطهُ بالذبول . شيئا فشيئا ويومًا بعد آخر يُصاب بريقها بالأفول . يموت الأب ثم الأم والإخوة والأخوات والجار والأقارب والأصدقاء الذينَ كان أكثرهُم عقارب .
تُصبح ظلماءٌ كأن لاحياة فيها ولاماء
بلا هواء
حقوقنا صارت أحلام . تتوسل من اجل عملك
وتعليمك والحصول على شبر في أرضك وذاك مُنتهى أملك ويَقينك . تبقى تُهرولُ هُنا
وهُناك من أجل ما يُسمى المُستقبل . ويتبين أنهُ مُجرد سراب ظن الكثيرون أنهُم
سيصلون إليه
.
وفي الزمان الآت ستعيش في شَتات أو تَغرق
في الفُرات وترى أوهاما وأكاذيب وضربات تليها ضربات قاسيات . من الولادة حتى
الممات ... ذكرياتٌ وذكريات . وهذه في الحقيقة هي الحياة ...
من البداية عيناك ترنو إلى النهاية وما
تلبث أن تقف في طابور انتظاره . وتنتظر قراره . حتى يحين دورك . فتصحو من الحُلُم
بعد أن حصل جسدك على بعض الماء والقماش وقليلا من الحُب والحنين وكثيرا من الصراخ
والأنين
.
سترحل وقد رسمت عنك صورة قد لاتخلو من بعض
النُدب السوداء
ثم بعد أيامٍ ثلاث تُصبحُ مُجرد ذكريات . أو حُلمٌ جميلٌ مرَّ سَريعا وفات . في عقول خاويات ...
ثم بعد أيامٍ ثلاث تُصبحُ مُجرد ذكريات . أو حُلمٌ جميلٌ مرَّ سَريعا وفات . في عقول خاويات ...
وبعد أن كنت كل شيء . أصبحت مُجرد رُفات
هذه هي الدنيا وهذه هي الحياة
نسأل الله لنا ولكم الثبات
2018 . 11 . 16
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق