الجمعة، 27 مارس 2020

أَلْجَاهِلْ عِنْدَمَا يَمْسَكْ بِألْقَلَمِ كَالْمُجْرِمِ عِنْدَمَا يَحْمِلُ أَلْبُنْدُقِيَةِ وَ ألْخَائِنُ يَتَمَسَكُ بِألْسُلْطَةِ ذَلِكَ أَلْوَقْتِ يَتَحَوَّلُ أَلْوَطَنُ إِلى غَابَة لا تَصْلَحُ لِلْحَيَاةْ... الاستاذ الدكتور ابو لهيب



أَلْجَاهِلْ عِنْدَمَا يَمْسَكْ بِألْقَلَمِ كَالْمُجْرِمِ عِنْدَمَا يَحْمِلُ أَلْبُنْدُقِيَةِ وَ ألْخَائِنُ يَتَمَسَكُ بِألْسُلْطَةِ
ذَلِكَ أَلْوَقْتِ يَتَحَوَّلُ أَلْوَطَنُ إِلى غَابَة لا تَصْلَحُ لِلْحَيَاةْ


أَ . د . أَبولهيب                                                                                       
      
بكل تعجب وإستغراب قرأت بعض التعليقات على مواقع التواصل ألإجتماعي ( فيس بوك ) لِأَشْخاصٍ وهم كل مِنْ ، عبدالجبار ألياسري ، يوسف علاوِنَة  و خالد التكريتي ، قد كتبوا تعليقات على زيارة ألرفيق ألدكتور فالح حسن شمخي إلى ثوار تشرين الاحرار فى ساحة التحرير.

لذلك أريد فى هذا المقال أن اذكر هؤلاء بِمقولة لـ ( جورج برنارد شو ) :
الشخص الذكي حقاً لايخطو أَي خطوة إِلا بعد أن يحسب لها أَلف حساب .

على ضوء هذه المقولة اللطيفة أقول بِأن هؤلاء ليس لهم الخبرة السياسية ، لذلك يجب عليهم أَن يثقفون أَنفسهم بِالثقافة أَلبعثية بِصورة جيدة ويفهمون ماذا تعني أَلقيادة فى حزب البعث ، لِأنني أعتقد هؤلاء بمستويات أدنى مِنْ ألثقافة ألحزبية وبحاجة إِلى إِدخالهم إِلى دورات ثقافية لكي يتعلمون كيف يخاطبون ألآخرين

وعندما نتكلم عَنْ القيادة نقول :
أَلقيادة ليست مجرد إِصدار أَلْأَوامر والتاكد مِنْ تنفيذها ، بل أيضاً تحَفْزْ ألْأفراد على ألعمل وتنمية روح أَلجماعة فيما بينهم و إِثارة حماسهم لِيَبذلوا أَقصى جهودهم للحصول على أعلى مستوى يمكنهم أَن يصلوا إِلَيه

هُنا نوضح سبب وجود قائد ميداني شجاع أَلذي حمل فكر ألبَعث و إِنصهر فى بوتقة أَفكارهِ ، أَن يجد نفسه بين شباب ثوار ويوجههم نحو الطريق الصحيح للثورة معتمداً على مقولة أَلرفيق أَلْشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) :

نحن بحاجة إِلى أفكار أَلْشيوخ وقوة ألشباب لِإِشعال أَلثورة و إيصالها إِلى شاطئ الامان

لذلك عِندما نزل القائد الميداني إِلى ساحة ألتحرير ، ساحة ألشهامة والتضحية والفداء إِستند على تلك الافكار بهدف توجيه الشباب توجيهاً بعثياً صحيحاً بخبراته السابقة فى ذلك المجال

هنا يذكرني تعليقات هؤلاء برائعة شعرية للامام محمد بن إدريس ألشافعي يقول :  
            
لا تستغيب فتستغاب وربما             مَنْ قال شيئاً قِيلَ فِيهِ بِمِثلِهِ                    
وتجنب الفحشاء لا تنطق بِها           مادمت فى جِدِّ ألكلام وهزلِهِ                 
ألبَحْرُ يَعْلو فوقَهُ جيف الفلا            والدر مَطمور بِأسفلِ رَمْلِهِ                     
وأعْجَبْ لِعَصفور يُزاحِمُ بَاشِقاً            إِلأَّ لِطَيْشِهِ وَخِفَةَ عَقْلِهِ                
     
كما أقول لهؤلاء أصحاب ألتعليقات أَلْباهِتة ألْآن يحيا الانسان فى عالم متسارع فيه كثير من ألصعوبات ألتي تعترض طريق ألتقدم والنجاح لذلك لا يستطيع أحد المضي فيه إلا أن تميز بالقوة ألتي تساعده على ذلك فهذا العالم لا يعترف بالضعفاء الهزيلين ، وانما يعترف بالاقوياء ألنابهين وعلى إنسان أن ينمي مهاراته ويهتم بذاته ، ويتحلى بالصفات ألتي تجعله قائداً ميدانياً ناجحاً فى حياتهِ ، حتى يمضي بطريقه نحو القِمَّة بِهِمةٍ عالية . 

وَأنا أعتقد بِأن هؤلاء ليس فيهم تلك الصفات ، ولن يحصل لديهم كما ليس باستطاعتهم أن يذهبوا إِلى تلك الاماكن ويثبتوا وجودهم كبعثي ميداني ، لذلك يكتبون تعليقات لا قيمة لها ، بِاعتقادِهم ينزلون مِنْ قيمة ذلك أَلعمل أَلبطولي ألشجاع ، ولكن خُسِروا كَثيراً لَو لَمْ يتكلَموا كان أفضل ولن يذكرهم أحد ، لانهم كانوا مختبئين فى زاوية الحياة المظلمة وليسوا معروفين ، وبفعلتهم هذه  سلطوا الاضواء على انفسهم وظهرت كل عيوبهم لان الناس تقاس بِأحاديثهِ

لا أُريد أن أطول بحديثي أكثر مما اريد اذكر هؤلاء بِأن ألقائد البعثي الميداني هو الانسان المبدع الذي يأتي بالطرق الجديدة ليعمل على تحسين العمل الحزبي وتغير مسار الناتج إلى الافضل ، والقائد الناجِح هو الذي تظهر مهاراته فى وَضعْ وإعداد الخطة وفى طريقة تنفيذها ، وهو متميز فى بث روح الحماسة والمثابرة عند الاخرين ، إنه لاينتظر الاحداث بل يصنعها ، كما إنه بِفِعْلِهِ يؤثر فى الاخرين ويتواصل معهم بِمهارة ويوجههم لتحقيق الاهداف المطلوبة ، لذلك ألقائد البعثي ألميداني يستطيع أن يرى ما لايراه الآخرون ، إنه يعتمد على التحفيز فى عمله لبث روح الحماسة لدى الرفاق العاملين معه ، كما انه يضع الخطط الصحيحة والمدروسة للعمل ولا يترك مجالاً للصدفة فى عمله وطريق نجاحه .           
    
كُلُ ماذكرت فى هذه المقالة لهؤلاء حتى يعرفون مَنْ هو ألرفيق ألبعثي ألميداني ألذي نزل لساحة التحرير والتقى بالثوار وماهو القصد فيه . وبِما أنهم ليسوا بِذلك المستوى فيغردون على هواهم الدنيئة التي لاترتقي إلا بمستوى ألجاهل . وهذا يكفى لِأَنَّ الحليم تكفيه الاشارة .