الجمعة، 29 أبريل 2022

البحث عن حقيقة الصراع / بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

البحث عن حقيقة الصراع 

د  ـ فالح حسن شمخي 

يقول الشاعر  (أبو الطيب المتنبي ) :

“كم تطلــــبون لنا عيـــــبًا

فيعجزكم

ويكره المجد ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي …أنا الثّريا  وذان الشيب والهرم ).

المنطق يقول؛ ( اذا احتدم الصراع بين فئتين ، لابد ان تكون احداهما باغية ).

 الصراع يثير  مجموعة من التساؤلات ومنها :

1 ـ ما الذي قدمناه نحن الذين نعيش في ألخارج إلى رفاقنا في الداخل؟

2 ـ كيف يتجاسر إي منا ويعطي لنفسه الأفضلية على رفاقنا في الداخل؟

3 ـ ما هي انعكاسات أفعالنا السلبية والايجابية على رفاقنا في الداخل؟

4 ـ متى نتخلص من ترفنا الفكري وتفكيرنا البرجوازي ونقارن أفعالنا بما قدم ، ويقدم رفاقنا في الداخل من تضحيات جسام وان نحترم أنفسنا ونبتعد عن المناكفات والتنظير الذي لا يستند إلى ما هو شرعي أو واقعي؟

عدت لمطالعة رد الرفيق الأمين رحمة الله عليه على البعض من الذين اصابهم مرض داء العظمة والشطط الفكري  بتمعن  ،  وتوصلت إلى ما يلي:

1ـ أعلن إنا العربي ، العراقي ، البعثي  وبإرادة حرة واعية من المريدين والمؤمنين بنهج وفكر حزب البعث العربي الاشتراكي وقائدة الحزب المفكرين المناضلين المجددين ، لا طمعا بموقع أو جاه ، ولان الله إعطاني أكثر مما اطمح اليه ، وانأ لله من الشاكرين وان إعلاني هذا لن يأتي من عبث أو نتيجة لهبة عاطفية  ، بل جاء نتيجة التمعن بخطاب المرحوم في مناسبة تأسيس الحزب ، وفي الرد على من زلت قدمه .

2 ـ مثلما كان الخطاب التاريخي بمناسبة الذكرى 71 لتأسيس الحزب شاملا وموضوعيا في تلخيصه للنظرية والتطبيق والحياة الداخلية للحزب وتناوله  لواقع العراق وأقطار الأمة العربية المجيدة وتأثرها سلبيا وإيجابيا بالمحيط الإقليمي والعالمي ، فان الرد كان درسا بليغا في مبدأ (النقد والنقد الذاتي ) ، وفي التفرقة بين الفكر (أيدلوجية وإستراتيجية وتكتيك)  وبين (الشعارات) التي يطلقها الحزب ومنها الشعارات المرحلية.

  أشار القائد رحمة الله عليه  إلى موضوع غاية في الأهمية يرتبط بالأهداف الإستراتيجية للحزب وبالخصوص هدف الاشتراكية  (المنطلقات النظرية للحزب ) التي كانت من مقررات المؤتمر السادس للحزب وكيف تعامل معها القائد المؤسس والقائد الشهيد ومصير من تبناها ، إضافة نوعية تجديدية علينا الوقوف عندها طويلا في دراستها والتمعن فيها. 

4 ـ الرد كان درسا في كتابة التاريخ على أسس علمية ومنطقية بعيد عن الأهواء والأمزجة والرجم في الغيب.

5 ـ الرد لخص الأسس والمستلزمات التي تستند إليها المقاومة ، وأدب المقاومة زاخر بذلك.

6ـ أكد القائد في رده على ثوابت الصدق والشفافية والنقاء النفسي والفكري الذي يجب إن يكون عليه رفاق البعث ، والابتعاد عن الكذب والتزوير والتدليس والادعاءات الجوفاء.

7 ـ استغرب شهيد الصبر والمطاولة في رده ، إن يصل البعثي إلى درجة كادر متقدم وهو لم يطلع بالشكل المطلوب على تاريخ حزبه ونظام الحزب الداخلي لذلك ارجع الأمر إلى زلت القدم والشطط الفكري والتلقين. 

8 ـ الرد اظهر حكمة وقوة وشجاعة في قول كلمة الحق وكما يقول المثل العراقي (على عينك يا تاجر ) ، فالرد جاء مزلزلا صاعقا لمن زلت قدمه ومن يفكر بالتجاوز مستغلا الظروف الموضوعية الذاتية  التي يعيشها الحزب وأعضاءه  في ظل حملة الاغتيالات والتشريد وقطع الأرزاق وقانون الاجتثاث اللعين.

9 ـ الرد جاء ليؤكد على إن الحزب ومقامته الباسلة نهضت من بين الركام وان ادعاءات البعض بان الدولة الوطنية العراقية و شهيد الحج الاكبر رحمة الله عليه قد رصد للحزب وللمقاومة أموالا طائلة تكفيهم عشرات السنين ( جيش جرار تحت الأرض مجهزا تجهيزا كاملا تسليحا وتدريبا وتمويلا  ) ،هو محض افتراء ومبالغة مقصودة أو غير مقصودة .

10ـ النكرة الذي تحدث المرحوم عنه والذي يعيش في لندن معروف ببيعه مخطوطات عراقية مسروقة وبحياة عائلية مضطربة وبدعم خليجي بهدف التخريب من الداخل ، فهو لحد سنة 2003 لم يعرف عنه بأنه بعثي .

11 ـ ا ن إي عودة لتاريخ التمرد والانشقاق في الحزب يقودنا إلى إن ما قاله الامين العام رحمة الله عليه في هذا الموضوع ، هو عين الصواب فالقائد أصاب كبد الحقيقة فيما ذهب إليه.

عاشت الأمة العربية المجيدة وطليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي.

الخميس، 28 أبريل 2022

لكي لا يحصل الخلط في الحزب وتتداخل الخنادق / بقلم الرفيق ابو عامر

بسم الله الرحمن الرحيم

لكي لا يحصل الخلط في الحزب وتتداخل الخنادق



المقدمة : ابتداء ان لا نتفاجا بالردة والانشقاق والانحراف , لقد ارتد المرتدون على الصديق الاكبر خليفة رسول الله وحبيبه , فاين يقع القائد المؤسس والشهيد المجدد صدام حسين ونائبه الامين المؤتمن عزة الدوري ومن بعدهم من الصديق , فالفرق كالثرى والثريا , فلا نحزن على المتساقطين من صفوف حزبنا ومسيرته الجهادية العملاقة ولا نكن في ضيق مما يمكرون .

فالبعث ما خدعه مخادع على امتداد تاريخه الطويل ولا ظهر عليه مدعي , ومن يخرج على الاجماع والشرع اي على شرعيته المبدئية والجهادية والفكرية والتنظيمية فظهرت في تاريخه العديد من هذه الظواهر من قضية الريماوي في الاردن الى لجنة القطر والى علي صالح السعدي , ( فلا نبتئس بما يظهر من فقاعات هنا وهناك فانما هي فقاعات ستزول ).

وقال عز من قائل ( فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ) . الرعد 17

ان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي حزب مجاهد ومقاتل وتضحوي قدم اكثر من مائة وسبعين الف شهيد , يتقدمهم شهيد الحج الاكبر ووفاة نائبه الامين وعدد اعضاء قيادة قطر العراق رحمة الله عليهم جميعا .

لن يتوقف امر الحزب على قائد او قيادة وحتى على جيل واحد لانه ملك الاجيال العربية الصاعده بالرغم من الخسارة الكبيرة , ويقوم الحزب بنائه الداخلي على اساس دستوره ونظامه الداخلي ومجموعة تقاليده واعرافه وقيمه ومثله التي ترتكز على تجربته النضالية لاكثر من خمسة وسبعين سنة , فظهر فيه المتآمرون والمنشقون وهم قلة قليلة فكان اخطر انشقاقا في الحزب ردة 23 شباط 1966 وقد عالج البعث هذه الظواهر وفق نظامه وتقاليده ويقول الرفيق القائد الامين العام رحمه الله ( فنحن اليوم لسنا احزاب حاشا الله , نحن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الذي يقود المسيرة الكفاحية ويقدم اغلى التضحيات وهو المرابط في ساحات النضال بالوطن العربي وفي العراق وفي ساحةالصراع بجميع اعضاء قيادته القطرية  الميدانية الباسلة وجميع كادره واعضائه وانصاره ولكي لا يحصل خلط لدى الحزب واصدقائه وحلفائه واعدائه ان قيادة البعث قطرالعراق ليست خارج القطر , قيادة قطر العراق الحقيقية التي تقود المسيرة العملاقة هي داخل الوطن وليس خارجه ) .

اما رفاقنا المناضلون في الخارج يتواصلون مع الداخل ويهتموا بالتعبئة والاعلام واعداد الدراسات والدعم المالي .

فان مقتل البعث في قتل وحدته الفكرية والتنظيمية وتدميره بالشللية والتكتلات والاستزلام والعشائرية والمناطقية والطائفية , وكل الرفاق المناضلين اصحاب المبادئ والعقيدة يدركون جيدا ان اساس وجوهر صلابته ومتانته هو بتطهيره من الانتهازيين والطارئين والوصولين واصحاب المال والجاه وضعيفي الايمان من اهل النفاق والشعوذه , اي تطهيره من الكذب والخبث والخداع والتضليل , لان القانون الاول للاخلاق هو الصدق .

وقد تعامل الحزب عبر تجربته النضالية ممثل بقيادته القومية الشرعية مع المتمردين والمنشقين على ضوء النظام الداخلي واعرافه وتقاليدة فكان الرفيقان المناضلان صدام حسين وعزة الدوري رحمة الله عليهما النموذجان المتقدمان في مواجهة تلك الانشقاقات.

فالمستقبل من يصبر وليس من ينتحر.

                                     الرفيق                                ابو عامر                         28 نيسان 2022 


حزب ألبَعْثْ أَلْعَرَبِي أَلْإِشْتِراكِي هو سفينة أَلْنَجَاة لِلْأُمَة أَلْعَرَبِيَة وَ دَرْعِهِ أَلْحَصِينْ ضد كُلْ أَلْمُؤامَراَتْ ألتي تحاك لها / بقلم أ . د . أَبولهيب

حزب ألبَعْثْ أَلْعَرَبِي أَلْإِشْتِراكِي هو سفينة أَلْنَجَاة لِلْأُمَة أَلْعَرَبِيَة وَ دَرْعِهِ أَلْحَصِينْ ضد كُلْ أَلْمُؤامَراَتْ ألتي تحاك لها 

أ . د . أَبولهيب        

إِنطلاقَاً مِنْ ألإِيمان بِأَنَّ أَلشعور أَلْبَعْثِي وُلِدَ مع أَلإنسان أَلْعَرَبِي عند أول إنتكاسة تعرضت لها ألأُمة بينما كانت تقدم للانسان ألحضارة ألأرقى ، وذلك لإِعادة بَعْثِها مِنْ جديد ، فالرسالة الانسانية والقيمة الحضارية التي اتسمت بها الامة العربية منذ فجر التاريخ حتى اليوم ، وألموقع الجغرافي الذي تشغله ، والعلاقة البينية ألتي حققتها حتى أَصبحت ألممر ألآمن ما بين شرق أرض وغربها ، وألثقافة ألإنسانية بكافة فروعها إِلى جانب ألإِضافات أَلتي كانت سبباً فى تنوير ألمجتمع أَلْإِنساني برمته ، كل ذلك كان وراء ما تعرضت له أَلْأُمة ألعربية فى أَلقديم مِنْ ألمؤامرات.                                                              

وفى ألعصور ألوسطى وحتى مرحلة ألنهضة ألعربية ألتي كانت فيها إنتفاضة ألأُمة ألعربية ضد أَلإِستعمار ألتركي والغربي ، وخوفاً مِنْ نهوض ألأُمة ألعربية بمعنى بَعْثِهَا مِنْ جديد وتحقيق وحدتها بعد إَستقلالها ، تعرضت أيضاً لِأَبْشَعْ أشكال ألمؤامرات بغية ألحيلولة دون إستفاقة أَلمارد أَلعربي ، فجاءت إِحداها تحت عباءة ألخلافة أَلعثمانية أَلتي ابتدعها ألسلجوقيين ألأتراك ثم تتآلت بأتفاقية سايكس بيكو و وعد بلفور والانتداب ألغربي ، وغيره مِنْ ألمؤامرات التي لَمْ يكن لها هذف سوى تفكيك أَلْأُمة ألعربية وشرمذتها وَإِضْعافِها .      

وَما زالت ألمؤامرات التي نتهم نحن ألعرب بِأَننا نستخدمها شماعة نعلق عليها كل خيباتنا وإِنكساراتنا وفشلنا ما زالت مستمرة ، فهي تلاحقنا للاسباب التي ذكرت .            

هذه المؤامرات تصدى لها شرفاء أَلعرب وعلى رأسهم أَلقوميون ، وفى مقدمة أَلقوميين أَلبعثيون ألذين أصبحوا حماة ألقضايا أَلقومية ومستقبل ألأُمة ألعربية . لذلك إِنَّ ألبعث هو سفينة نجاة للامة ألعربية وألوطن ألعربي من هول عاصفة هوجاء تريد أخذه إلى أَلمجهول ، لقد كان أَلبعثُ ألنقطة ألمضيئة ومصدر إِشعاع أَلْأُمة فقط تشكل ألمسوغات ألأساسية لكل ألمؤامرات ألتي حيكت وتحاك ضد ألأُمة ألعربية ، وحزب البعث العربي الاشتراكي هو الوحيد الذي إنتهج ألفكر ألقومي ألتحرري ألاشتراكي خلال العقود الطويلة ، والذي من خلال ريادته للعمل القومي ألتقدمي ، ومن خلال سعيه لتحقيق ألدولة ألمدنية ألعلمانية ألتي تمثل التحرر ألحقيقي مِنْ تسلط الفكر ألرجعي ، ومِنْ خلال صموده ألأسطوري فى وجه أَلعدو ألصهيوني ألعدو ألأول للامة العربية المدعوم مِنْ قبل ألإمبريالية ألعالمية .             

وخوفاً مِنْ إلتفاف ألجماهير ألعربية فى كل أقطارِهِمْ حول ألموقف القومي الحكيم والعربي فى الوطن العربي ، ولِأنَّ مصلحة ألصهيونية والمصالح ألإقتصادية والسياسية والامنية لِأعداء الامة العربية فى منطقتنا باتت مهددة ، لِهذهِ أَلأسباب مجتمعة ، كانت المؤامرة الكبرى والتي تستهدف تلك المزدوجة الايدولوجية القومية إِنَّ الوطن العربي كيانها وجيشه وشعبه وحزبه العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي ، وأخيراً هذه الازمة التي تتعرض لها اليوم ترجمة للمؤامرة التي تهدف الى تفتيت الوطن العربي وإَضعاف الدول العربية .        

إَنَّ الامة العربية وهي ينبوع الشعوب السامية كافة ، تعيش بذاتها ، لَمْ تَأفل منذ ظهور الانسان على مسرح التاريخ ، إِنها دائما مشرقة بنورها على الانسانية ، وقد تبدو أحياناً مفككة متناثرة ، أبناؤها منزوون فى قوقعة ، إلا انها لا تلبث حتى يظهر منها نبي أَو زعيم ، فيبعث فيها من جديد ويلقي النور الحاصل مِنْ تأَججها شفقاً على العالم أجمع فيهدي الامم بمنارته على تحقيق رسالته ، عند ذلك تتحدى هذه الامة تقديرات ألآخرين ، ولِأَنَّ حزب ألبعث العربي الاشتراكي رائد الفكر القومي العربي إِستطاع أن يكشف لِأول مرة بِأنَّ ما تحتاجه الامة العربية ليس إِصلاحات إِقتصادية أو حركة سياسية فحسب ، وَإِنَما كانت بحاجة إِلى روح جديدة ونفسية تعيد إلى ألأُمة ثقتها بنفسها وبِأمانتها الذاتية ، ولقد تعمق الحزب أغوار ألمرحلة وإكتشف مواطن ألضعف وتعرف على الدواء الحقيقي لِأمْراضِها ، لِذلك لم يكن حزب البعث العربي الاشتراكي حركة سياسية فحسب وإنما حركة حضارية شاملة بعثت الحياة الجديدة فى الامة العربية وفجرت إمكانياتها ، لقد كانت نضالاً على كل المستويات ، فخاطبت الجيل الجديد وحركت أعماقه ، فأندفع يمزق ألبالي والزائف ، وتميز نهجه العلمي فى تحليل الواقع عن المناهج الاستسلامية العلمية للشيوعية ، ومن تجارب وخبرات الماضي والحاضر كان حزب البعث يستشرف المستقبل ويضع الحلول المناسبة لكل الاحتمالات التي يمكن أن تواجه مشروعه القومي الوحدوي ، وبذلك كان حريصاً على وضع الخطط المستقبلية وفق المتوفر من الادوات وباتباع آليات خاصة لتنفيذها . لقد كان المتآمرون على البعث مِنْ ألأغيار هم مِنْ أكثر الناس فهماً لِأهداف حزب البعث العربي الاشتراكي وحقيقة ألمِألات ألتي يصبو إليها ، لِأجل هذا يكنون ألحقد عليه ، ويخططون بألتآمر عليه ، ويخضعون كل الافكار السياسية التي يعملون على نشرها وتوزيعها إلى عملية مراقبة وإعادة صياغة لتتوافق مع فكرهم ألتآمري ثم يتم توزيعها مِن جديد . فالمؤامرة هي نفسها التي تصرخ بأعلى صوتها إنها تقول : لابد مِنْ تطويعكم وترويضكم أيها العرب ، لَنْ نسمح لكم بتحقيق أي هدف مِنْ أهدافكم ، بِأقامة أي شكل مِنْ أشكال الوحدة أو حتى ألتضامن معاً فى صف واحد ، بل سنسمح لكم بالاقتتال فيما بينكم بغية انهاك جيوشكم ومِنْ ثم وبكل بساطة يمكننا السيطرة على دفَّة سفينتكم وتوجيهها كما نرغب . لذلك إِنَّ ما يسمى بثورات ألربيع العربي فى الحقيقة ما هو سوى مؤامرة على الامة العربية , والمؤامرة التي أتت بها هذه الفوضى الخلاقة ، وأدت تلك التشتت الى اضعاف الوحدة العربية برمتها .                             

بالطبع كل ذلك عبر عن فحوى المؤامرة ، وكان علينا أن نتوقع أخطر أشكال ألمؤامرة ، لقد جاء في بعض المنطلقات ألنظرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ( إِنَّ إنعدام الثقافة السياسية والمقاييس العلمية فى التحليل والتفكير لابد أن يؤدي إلى خلق التكتلات العشائرية والنفسية الاقطاعية داخل الحزب ، ففي إفتقاد ألتربية ألديمقراطية وفي حال غموض عقائدي أيدولوجي تفسد العلاقات المبدئية الموضوعية بين المناضلين وتؤدي بالبعض إلى التفتيش عن روابط أخرى ، وهكذا تنزلق قواعد الحزب إلى مجموعات فوضوية متخلفة تتمركز حول مفاهيم وصداقات وإستزلام متخلف ) .   

وهنا لابد من العودة إلى نظرية ألمؤامرة لِأَقول : إذا كان أعداء ألأُمة ألعربية لَمْ وَ لَنْ يتآمروا على حزب البعث العربي الاشتراكي ، الحزب الذي يشكل راس الحربة فى الصراع الايديولوجي مع الامبريالية العالمية ، الحزب الذي يدعو لقيام الدولة العربية القادرة على نقل العرب من وضع الاستقبال إلى وضع ألإرسال ، الحزب الذي يعمل على تحرير إرادة الشعب العربي ، الحزب الذي أَطر ألجماهير بمنظمات شعبية كان له دور الريادي فى تحفيز الوعي الوطني والقومي عندها ، والذي جاء بموقفه ضد الرجعية العربية جهاراً ونهارا ، ويقف فى وجه المشروع الامريكي الصهيوني ، فإِذا لم يتآمر أعداء الامة العربية على حزب البعث العربي الاشتراكي ، فضد مَنّْ تكون ألمؤامرة فى الوطن العربي وخاصةً وإِنَّ ألعداء معلن .     

لذلك لابد من العودة إلى القومية العربية ، وزج كل الطاقات العربية للدفاع عنه ، وأعتقد أليوم وبسبب ما يدور من أحداث تهدد ألشعور ألقومي أَن هناك صحوة عربية على الساحة الوطن العربي على أثر شعورهم بالمؤامرة التي أعلنتها ما سمي بثورات الربيع العربي ، هذه الصحوة من الواجب دفعها بكل الامكانيات المتاحة وزجها فى الصالح القومي ، ومن الواضح أن كل توجه قومي يهدف الى تحقيق اي شكل مِن أشكال الوحدة أو على ألأقل ألتضامن العربي يجد مَنْ يعمل على تخريبه بدفع مِنْ أعداء العروبة ، وتدمير فكرته مِنْ الاصل .

ولكن لحزب البعث العربي الاشتراكي تأريخ طويل فى مواجهة المؤامرات ، والرفاق متمرسون بالصراع ضدها وإِفشالها ، ومؤامرة أَليوم لها اكثر مِنْ وجهة ، والكل يعرف ألمؤامرات التي تعرض لها الحزب ، لكنها فشلت فى حرفه عن مساره وفق بوصلته القومية ، والتي استهدفته من داخل الوطن العربي خاصة ماجاء منها بلباس ديني إِلا اَنَه إِستطاع أَن يستأصلها هي الاخرى بأصالة حقيقته التاريخية وقيمه النضالية .                 

ولكن لا ننسى بأن حزب البعث العربي الاشتراكي سيبقى هدفاً للمؤامرة لِأنه حزب الامة العربية بأمتياز ، وهو بفكره وقيمه مستعد دائماً للتصدي لكل أشكال ألمؤامرات التي تستهدف الفكر والفعل القومي المتميز لِإِفشاله وإِسقاطه ، وتتجلى عظمته فى أنه وعي منذ اللحظة الاولى لتاسيسه أن المستقبل مرهون بألْأَجيال ألقادمة بعد إِعدادهم فكرياً وسلوكياً وتقنياً ، فلابد من ألتواصل الدائم مع جماهيره من كل ألْأَجيال ، وإِعادة تأهيلهم بعيداً عن ألجهلة ألمهملين مِنْ ألكبار ، أخيراً لابد مِنْ ألتاكيد على أنَّ حزب البعث العربي الاشتراكي برفاقه العقائديين هو مَنْ يتصدى لهذه المؤامرة التي تستهدف الوطن العربي والامة العربية بجيشه ورفاقه المنظمين فى حزب البعث هؤلاء بالاضافة إلى الشرفاء مِنْ أبناء ألوطن الاحرار هم مَنْ يقف كالطود الشامخ فى وجه المؤامرة التي تبرز براسها الاسود النتن الممثل بأعداء الامة العربية . سينتصر الوطن برجاله مِنْ الشرفاء البعثيين وغيرهم مِنْ المخلصين لِأَنَهُ ملاذ العرب والعروبة ، ولِأَنَهُ يقاتل أعداء العروبة بجيش يحمل عقيدة قومية هي عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي .                                                   

أَلرحمة لشهداء حزب البعث العربي الاشتراكي الذين أكدوا أن حزب البعث كان وسيبقى الطليعة الثورية الواعية للحالة الوطنية والقومية والمضحية فى سبيل وطنها وأُمتها المجيدة .                                                                                                      

عاشت الامة العربية ... عاش العراق حر أبي .                      


الأربعاء، 27 أبريل 2022

فى ذكرى ميلاد رمز الامة العربية وشهيد الاضحى الرفيق صدام حسين رحمه الله/ بقلم أ . د . أبو لهيب

فى ذكرى ميلاد رمز الامة العربية وشهيد الاضحى الرفيق صدام حسين رحمه الله



أ . د . أبو لهيب                                                                                

أَبدأ مقالتي بِمَقْوَلَة للرفيق ألمؤسس أحمد ميشيل عفلق ( رحمه الله ) يقول : ( صدام حسين هدية البعث للعراق ، وهدية العراق للامة العربية ) .                                                

يصادف ٢٨ / نيسان / ٢٠٢٢ ، ذكرى عزيزة على قلوب العراقيين والعرب الشرفاء ، أَلا وهي ميلاد الفارس المُفَدَّى الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) ، إِنَّ ميلاد الرفيق الشهيد مناسبة تاريخية نستلهم منها روح النصر ، وذلك لانها مفعمة بدلالة الرجولة والفروسية وليس بدعة على الشعب العراقي أن يحتفل بميلاد قائد فذ ، فإِنَّ شعوب العالم المتطلعة للحرية والاستقلال والعيش بكرامة تحتفل أيضاً برموزها العظيمة وقادتها الافذاذ الذين رهنوا أنفسهم بحياة شعوبهم ومستقبلها .                                                                

لذلك أن الاحتفال بهذه المناسبة مُضَاهٍ الاحتفال بكل قيم الرجولة والبطولة والمعاني الانسانية السامية التي تجسدت بشخص الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) ، فى الوقت العصيب والمرحلة الحرجة التي تمر بها الامة العربية التي تعيش أزمة خانقة على كل المستويات جعلتها تقف على أعتاب الذل والهوان فى الوقت الذي يقف فيه مجاهدي البعث فى ساحة العز والشرف والفداء فى العراق مع الشعب العملاق كي يقول أكبر ( لا ) فى تاريخ الانسانية بوجه أعتى قوة همجية فى العالم وهي القوة المحتلة للعراق . كذلك تمثيل قيادتهم المجاهدة فى تحقيق طموحات الشعب العربي فى الدفاع عن كل المقدسات العربية .            

إِنَّ الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) إِختصر تأريخ الامة العربية ورجالها العظام فى شخصه ومثل الامة كلها ايضاً فى شخصه وأحيا أمل الامة حتى فى شهادته . لذلك على الامة العربية والعراق أن تفتخر ببطل فَّـذْ مِنْ أبنائها هو ألشهيد البطل صدام حسين ( رحمه الله ) ، لقد نشأ الرفيق الشهيد مواطناً عادياً كملايين أبناء الامة العربية ، يتيماً فقيراً فلاحاً فى قرية منسية فى أرض عراقية عربية يتحكم بها الاجانب ويخيم على اهلها الجهل والفقر والمرض وأخطر مِنْ ذلك كله يخيم عليها الياس مِنْ أنْ تعيد تاريخها المجيد ، إِنَّ الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله )  ذلك المواطن الفتي العادي جداً في ظروف نشأته الغيرعادية ، أَبْدا في طاقاته وآماله وحمل احلام أمته وحققها على ارض الواقع وهي وطناً حراً عزيزاً مستقلاً بقراره السياسي ، مفعماً بالعنفوان ممثلاً لصفحة مشرقة حية مِنْ تاريخ الامة المجيدة .                                                                                               

إِنَّ الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) هو القائد العسكري والسياسي ، كان يتصف بالشجاعة لَمَا لديه مِنْ حِسْ ثوري ووطني ، وكان يحلم أن يكون للعرب قوة عسكرية وعالمية وأَن يحرر فلسطين .                                                                             

وكان الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) قد إِخْتَصَرَ كل تاريخ الامة الخالدة في عهده وكل رجالها العظام . ففي شخصية الرفيق الشهيد كنا نرى شخصية أبو جعفر المنصور الذي بنى بغداد ، فكانت عاصمة الخلافة بعد أن كانت قرية على دجلة لاتكاد تذكر ، وإنَّ الرفيق الشهيد بنى بغداد التي غابت عَنْ دورها التاريخي فى رسالة الامة بعد أن سقطت على يد المغول واحفاد كسرى ورستم .                                                                           

وفي عهده كنا نرى فى شخصيته ، شخصية خالد إِبن وليد وسعد بن ابي وقاص ، الذان جاهدا الروم والفرس المجوس ، وأعاد الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) جهادهم فى قادسية صدام المجيدة بحيث جعل الفرس الصفويين المجوس يركعون أمامه ويتجرعون قادتهم السم ، ويموتون في غيظهم .                                                                      

كما نرى في شخصية الرفيق الشهيد شخصية الخليفة عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز  ، يتفقدان الرعية في أقصى مكان إنه لَمْ يبقى مكاناً في العراق بدون إستثناء لَمْ يزوره حتى يتطلع على أحوال العراقيين .                                                                             

ونرى فى شخصية الرفيق الشهيد شخصية البطل العربي الاسلامي صلاح الدين الايوبي الذي قام بتصفية الجبهة الداخلية مِنْ أحفاد كسرى المجوس ، ويقود المعارك مع رجاله ويقاتل بِأخلاق الفرسان لِأنَّ الغاية عنده لاتبرر الوسيلة ، ولكن المبدأ يبررالمعركة . وبذلك أعاد الرفيق الشهيد تأريخ الامة ورجالها العظام ، ليس فى حياته فحسب وإِنَّمَا في أسره وإِستشهادِهِ . وإِنَّ الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) لَمْ يحيى آمال أُلامة العربية في حياته فحسب وإِنما قدم وجوداً ملموساً لِأنَّ هذه الامة لازالت تنجب الابطال ولَمْ تَعْقَمْ رحمها يوماً أن تنجب ابطالاً في حياتهم ومماتهم ، كما أنه شارك شعبه النشأة يتيماً فقيراً محروماً . وشاركهم صنع احلامهم وشاركهم معاركهم المقاومة وشاركهم المعتقل وشاركهم الشهادة على ايدي فرق الموت الصفوية المجوسية وأذنابِهِمْ .                                       

وهنا نذكر مقولة الرفيق المؤسس رحمه الله عندما قال : ( صدام هدية البعث للعراق ، وهدية العراق للامة العربية ) فنعم الهدية ، كما نتذكر قوله أيضاً عندما قال : ( لقد كان محمداً كل العرب ، فليكن اليوم كل العرب محمداً ) . وإن الرفيق الشهيد نشأ على هذا واستشهد على هذا ، وان الرفيق الشهيد منحنا تاريخاً حياً مملؤة بالمفاخر والانتصارات ، كما قدم لنا هذا التاريخ حياً معاصِراً .                                                                                 

لذلك الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) سيبقا حاضراً ومنتصراً على أعداء الامة لانه  تاريخها الحي الذي أثبت أنَّ رَحْمْ الامة لازال يلد الابطال ، وإن كل فرد مِنْ الامة العربية هو بطل مِنْ ابطالها ومشروع قائد يعيد لها أمجادِها . فعلينا أن نستلهم دروس وعبر مِنْ نضال الرفيق الشهيد وان لا نضيع هذا النصر الذي منحنا الرفيق الشهيد وان لاننزلق إلى حيث يريد العدو ، لقد ضحى الرفيق الشهيد بحياته ليعلمنا آخر الدروس وأعظم الدروس وعلينا أن لاندع تضحيته تذهب إلى حيث يريد العدو ، لقد علمنا الرفيق الشهيد أن نحيا رجالاً وعلمنا أن نواجه الموت رجالاً ، وبهذا يتوضح لنا بِأن الرفيق الشهيد ليس ظاهرة مقطوعة عَنْ سياقِها وليس نبتاً غَريباً في بيئة مغايرة ، بل إِنه مِنْ تراب هذا الوطن العربي ألمناضل وزرعه ، وهو تعبير عن بطولة جماعية للشعب والامة العربية جمعاء ، والابن البار والمعبرعن نضال حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تاسيسه وتصديه وتحديه للقوى المعادية للامة .                                                                                              

لقد تعلمنا مِنْ الرفيق الشهيد الذي تربى فى مدرسة حزب البعث العربي الاشتراكي ، إِنَّ البعثي الحقيقي هو الذي إستوطن ذاته وضميره مبادئ البعث ورسالته وعقيدته الوحدوية الاشتراكية حتى يصل إلى مرتبة وصف خاص جداً وهو ( الانسان الرسالي ) ، لان الانسان البعثي الرسالي يتجرد مِنْ ذاته وينصهر في ذات الامة ، ويترك مصالحه الشخصية ، ويتوحد مع أهداف الامة ، وحين تصل هذه المنزلة الرفيعة تتحقق للبعثي المؤمن بِالله ورسالات السماء ، وخاتمتها المباركة الاسلام الحنيف ، أرفع مراتب الانسانية ويحقق أهدافها الحياتية كلها ليس فى أُطرِها الروحية الاعتبارية فحسب ، بل أيضاً في ضفافها المادية التي تقتضيها الحياة الكريمة بعيداً عَنْ الاسفاف والجشع .                                  

إِذْ نريد أنْ نكتب عَنْ هذا الرجل العظيم الذي يتمثل بالعراق كله لانوفي بِكتابة أوراق عديدة ، وحتى ألف ورقة لانه رمز وشموخ لامة بِأكملها .                                                    

لِذَلك أقول في هذا العام ذكرى الميلاد لشهيد الامة العربية تحمل صفات وسجايا صاحبها مِنْ الرجولة والكبرياء والمبادئ والثبات والشجاعة والتحدي والطهر والايمان والجهاد والتضحية بِالنفس ، هذه الذكرى هي ذكرى تَحْـدُ الركب البعثي والجهادي المؤمِنْ بِأستمرار المقاومة حتى تحرير العراق ، مهما غلت التضحيات وطالت المنازلة ، هي ذكرى تأكيد الوحدة الوطنية والانتماء العربي الاصيل للعراق ، كما ألتزم بهما وصانهما وضحى لِأجلِهِما الرفيق المجاهد الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) ورفاقه ومناضلوا البعث وشرفاء العراق ، ونجعل مِنْ ذكرى ميلاد الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) مُحَفِزٌ جديد لتصعيد النضال والجهاد مِنْ أجل تحرير العراق وتطهيره مِنْ رجس الخونة والمجرمين وأذناب المجوس مِنْ الذين باعوا شرفهم وكرامتهم للاجنبي مقابل حفنة مِنْ المال .                       

رَحِمَ الله ألرفيق ألشهيد صدام حسين ، إبن الامة و وريث تاريخها وأبطالها

ورحم الله شهداء العراق والعروبة والاسلام ، الذين ضحوا بكل غالٍ ونفيس لاجل أن تحيى الامة العربية حرة أبية 

المجد والخلود للامة العربية 


                             

الاثنين، 25 أبريل 2022

حقيقة ماجرى / بقلم ابو الليثين

حقيقة ما جرى


كتب: أبو الليثين 

تروج على وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات لأشخاص اغلبهم مفصولين من الحزب يحملون اسماء حركية تتناول ما تعتبره هذه الأسماء حقائق عما جرى في اجتماع ٢٥ اذار ٢٠٢٢ الذي كان مخصصاً لانتخاب امين سر لقيادة قطر العراق. وقد حفلت تلك التغريدات بكثير من المغالطات في محاولة بائسة من القائمين بها لخلق الالتباس والتشويش عند بعض الرفاق. 

وفي الوقت الذي نُصِرّ فيه على عدم زج الحزب في بازار للمساجلات، وهو مايسعى اليه الذين يسعون الى شق الصف ويشوشون على مسيرة الحزب وعلى دوره النضالي في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها في هذه المرحلة، في مسعى خائب لاثبات وجودهم باعتماد هذه الوسائل، وذلك بادعائهم ذكر بعض الوقائع على غير حقيقتها، وقيامهم باخفاء جزء كبير من التفاصيل الضرورية والحاسمة، واستعراض البعض الاخر بطرق ملتوية بعيدا عن اهدافها الحقيقية، وبعيدا كل البعد عن حقيقة ما جرى على ارض الواقع، مستغلين حرص القيادة المعروف عنها، والذي التزمت به طيلة مسيرتها بعدم كشف اسماء واسرار وتفاصيل مجريات الامور المعنية بالحياة الداخلية للحزب.

وتصويباً للحقيقة كان لابد من كشف الحقائق وتعرية المزاعم والمغالطات والتزييف والالتواء في عرض بعض ما حصل.   

إن اولى الاكاذيب الصارخة التي يروِّج لها بعض المفصولين من الحزب، انه تمت دعوة اعضاء القيادة القطرية الى اجتماع عاجل دون علمهم انه اجتماع انتخابي... والصحيح انهم كانوا يتوقعون ذلك تماما وذلك من خلال دعوة الرفاق اعضاء القيادة في الخارج ومن خلال الالحاح المتكرر في الاجتماعات السابقة من قبلهم لإجراء الانتخاب وكذلك اتصالات المتكتلين ولقاءاتهم قبل الاجتماع ، علما ان هذه الرغبة لم تحظى بتأييد بقية الرفاق اعضاء القيادة لقناعتهم بعدم الحاجة اليها، ولما تمثله من اضاعة وقت الحزب ومناضليه وجماهيره في الوقت الذي ينتظر فيه الوطن الجريح وشعبه الابي الذي يناضل ضد الاحتلالين الايراني والامريكي ويبذل التضحيات السخية في هذا المجال، تركيز كافة جهود القيادة الى النضال الميداني الضروس وهو الامر الذي سارت عليه القيادة وتشكيلاته الميدانية.  

ونولا عند تلك الرغبة التي مثلها البعض فقد استجاب الرفيق ابو جعفر وبكل صدق وشفافية وامانة لرغبة الراق وطلب من القيادة القومية اجازة ذلك. 

وبعد موافقة القيادة القومية تم تحديد يوم ٢٥ اذار لعقد الاجتماع.  وعليه فانه من المغالطات الصريحة والمُتَعَمَّدة والمفضوحة، الادعاء الزائف بان الذين حضروا الاجتماع لم يكونوا على علم بالغاية من عقده.

وان ورود مثل هذه الادعاءات العارية عن الصحة في بيانات المعنيين يُفقِد بقية محتوى ادعاءاتهم اية مصداقية، ويكشف النوايا الحقيقية التي تقف وراء هذه المساعي الملتوية الا وهي التشويش على الجهاز الحزبي وتضليله وذلك تحقيقا لمصالح شخصية ولحرف مسيرته.

ومن الحقائق الراسخة في الحياة الحزبية طيلة مسيرة الحزب العظيمة والمتماسكة لاكثر من ثلاثة ارباع قرن، والي نص عليها النظام الداخلي، والتي يدركها ويعيها كل عضو حزبي صعوداً، هي اشراف القيادات العليا الفعلي والمسؤول على القيادات الادنى منها. وان هذا الاشراف هو مسؤولية حقيقية وليست شكلية، وان النظام الداخلي الذي اعطى للقيادة العليا الحق في اجازة بعض الإجراءات، يعطيها بالمستوى نفسه حق الإبطال او الالغاء لها، اذا ما تبين للقيادة الاعلى ان ثمة اسباباً جوهرية تبرر الإبطال. وتفاصيل كل ذلك موثقة في النظام الداخلي.

كما ان القيادات العليا، وكجزء من مسؤوليتها التاريخية امام الحزب وكوادره وقواعده وجماهيره، هي التي تحدد متى يحق لها التدخل من عدمه، وذلك وفقا لما نص عليه النظام الداخلي وتقاليد الحزب واعرافه النضالية.

وتاريخ الحزب مليء بالممارسات الحازمة والحاسمة من هذا النوع حيث مارست القيادات العليا دورها التاريخي المسؤول هذا بمرونة وحيوية تامة، وقد ادى كل ذلك الى اتسام الحزب بمسيرة متماسكة طيلة نضاله الضروس حيث استطاع بها الانتصار على كل مؤامرات الانشقاق والاستهداف والاجتثاث.

الا ان الذين يسعون بائسين للتشويش على الرفاق وعلى مسيرة الحزب، لا يفقهون كنه النظام الداخلي، معتقدين بانهم هم من يحدد متى وكيف يحق للقيادة الاعلى التدخل من عدمه!!. 

ومن بديهيات العمل الحزبي التي يعرفها كل مناضل عريق متمرس في النضال والقيادة، هي ان المصادقة عل الاجتماعات في حزبنا العظيم هي ليست ممارسة شكلية، وانما هي ممارسة الفعل المسؤول للقيادة الاعلى بكل تفاصيله. لذا فان القرارات التي تتخذها القيادات الدنيا ويتوقف نفاذها على مصادقة القيادات الاعلى تبقى مشاريع قرارات ولا تتمتع بقوة النفاذ الا بعد المصادقة عليها من القيادات الاعلى. وعليه فإن الاوضاع تبقى على حالها بالنسبة لتسيير الامور حتى تأخذ القيادة الاعلى قرارها بما هو معروض عليها او مرفوع اليها من القيادة الادنى. 

ولعلّ اهم واخطر حقيقة سعى الى اخفائها المنحرفون الذين يسعون يائسين الى تضليل بعض الرفاق في الحزب، هي انه في نفس الوقت الذي رُفِع فيه المحضر، تأكد للقيادة القومية وبما لا يقبل الشك وبالأدلة الدامغة، ان لقاءات للمتكتلين قد تم عقدها بعيداً عن الاضواء (قبيل الاجتماع المخصص لانتخاب امين لسر القيادة القطرية) ضم عدد محدود، وبدون علم الرفاق امين سر واعضاء القيادة القطرية الاخرين، وقد جرى فيه توزيع الادوار التي طُلِبَ منهم تاديتها في الاجتماع الانتخابي الذي سيعقد في اليوم التالي، بالشكل الذي يوصل الى النتيجة المتوخاة، وهذا فعل تكتلي واضح وفي غاية الخطورة، ويشكِّل مخالفة صارخة للنظام الداخلي من شانها ابطال شرعية الاجتماع الذي تلاه في يوم 25 اذار واعتباره لاغيا، وابطال كل مجرياته كافة. علما بان من قام بابلاغ القيادة عن هذا اللقاء التكتلي هو بعض من حضره من الرفاق معتقدين انه لقاء اعتيادي وان كافة المعلومات وتفاصيل الحضور وما تم تداوله من فعل تامري موثق لدى القيادة بالشهود وبالوثائق.

كما تأكد لدى القيادة من خلال شهود وتقارير ورسائل حصول اتصالات جانبية مخالفة للنظام الداخلي جرت مع كوادر متقدمة في الفروع، تطلب اليهم، وبشكل مريب وغير مسبوق، وبعيدا كل البعد عن الضوابط والصيغ والاعراف الحزبية، ان يكونوا على استعداد لاستلام المفاصل التنظيمية عقب انتخاب امين سر جديد لقيادة القطر !! .

وعلى صعيد آخر، فإنه من الاهمية بمكان التأكيد على قدسية موقع القيادي البعثي وبالذات موقع امانة سر القطر. ولقد عكس الحزب تلك القدسية في تعبير كلمة (أمين) سر القطر. وبالتالي فإن من اولى مواصفات من يتولى شرف هذه المسؤولية العظيمة في حزب البعث العربي الاشتراكي هي الصدق والأمانة. ومن هنا فإن موضوع اهلية الرفيق المترشح الى هذا الموقع، في مجال الامانة والصدق، تحتل اهمية قصوى لانها تشكل الاساس الراسخ لنجاح كل الحزب، من عدمه لا سمح الله. فالصدق هو الاساس الذي تُبنى عليه كل الفضائل الاخرى. ولنا ان نتصور تبعات ومآلات كل تضحيات الحزب ونضاله لو ان امين السر يفتقر الى صفة الامانة والصدق !! . 


وما حدث في هذا الصدد هو وصول كم كبير من التقارير التي انهالت على القيادة القومية من اقصى شمال العراق الى اقصى جنوبه في البصرة الغراء، وكلها معنية باهلية المترشح (ابو هبة) لموقع (امين) السر. وبالنظر لعدم امكانية حصرها في هذا المجال ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :

• تضمنت بعضها نماذج لكتب رسمية صادرة عن ديوان الرئاسة الموقر قبل الاحتلال تتعلق بادعائه للرئيس الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله بانه قام بنصب عمود كهرباء وعلق عليه العلم العراقي في الضفة الشرقية لشط العرب وامام القطعات المعادية الايرانية في الجانب الايراني من شط العرب، وتبين فيما بعد عدم مصداقية هذا الامر، مما ادى الى تشكيل لجان تحقيقية وتوجيه عقوبات له بضوئها. ولعل اخطر ما في هذا الموضوع هو تجاوز الامر للمصداقية في قضية حزبية داخلية، الى ما هو ابعد من ذلك لتعلق الموضوع بادعاء فعل بطولي داخل الاراضي الايرانية.

• شملت التقارير تحقيقات وعقوبات عديدة في قضايا مختلفة.

• ادعاءه بانه نال اكثر من مئة كتاب شكر وتقدير!! في حين تم تقديم وثائق وكتب رسمية بخلاف ذلك.

• توجيه عقوبات له نتيجة لمعلومات تفتقد الى المصداقية قام برفعها متعلقة بحجم التنظيمات التي بمعيته والتي ثبت للرفيق الامين العام عزة ابراهيم رحمه الله تعالى عدم صحتها.

• تقرير تضمن سرقة بحوث ودراسات منشورة لرفيق معروف والغاء اسم صاحبه ورفعه باسمه الى الرفيق امين سر القطر.

• وثائق تشير الى وجود لبس في فهمه لاهم أسس ومبادئ العقيدة البعثية. 

• تقارير تمس مصداقية انتماءه القبلي نظرا لقيامه بتغيير نسبه القبلي في كل مرة، متذبذبا جنوبا وشمالا وحسب الزمن والمصلحة الشخصيية. وفي الوقت الذي لا يعني الحزب هذا الموضوع، الا انه مؤشر خطير على المصداقية.

• معلومات تشير الى ان ذلك قد دعى الى قيام الامين العام رحمه الله تعالى بوصفه صفة (نعتذر عن ذكرها هنا)، في كل مرة يذكر فيها اسمه.

• وغير ذلك الكثير مما لا مجال لذكره.

  في ضوء ما انطوت عليه معلومات الشهود والرسائل من معطيات، ارتأت القيادة القومية اجراء تحقيق بمضمون كل ذلك للتأكد من صحته او عدمها، وحتى يبنى على الشيء مقتضاه. وفعلاً بادرت الى تشكيل لجنة تحقيق لتباشر عملها باسرع وقت ممكن. وعليه ونظراً لكثرة الادلة على المخالفات المذكورة اعلاه وبما يشكِّل في حالة ثبوتها، مخالفة صارخة للنظام الداخلي من شانها ابطال شرعية الاجتماع الذي تلاه في يوم 25 اذار واعتباره لاغيا، وابطال كل مجرياته، لذا قررت عدم المصادقة على المحضر ريثما تتبين نتائج التحقيق،  وان تبقى الامور  على حالها بالنسبة لموقع امانة سر القطر. 

بعد قرار القيادة القومية بعدم المصادقة على محضر الاجتماع واعتباره غير منتج لاية مفاعيل تنظيمية، وتشكيل لجنة التحقيق، فوجئت القيادة بصدور بيانٍ عن جهة تنسب نفسها صفة قيادة قطر العراق!! ، وفيها اعلان تعليق عضوية تلك القيادة في القيادة القومية، واجراء تعيينات كيفية في موقع نيابة امانة السر، وموقع مدير امانة السر، وتجميد امين السر عضو القيادة القومية للحزب وتحويله الى التحقيق. 

ان القرارات التي اتخذتها ما سميت "بقيادة القطر "، اعطت دليلاً مادياً حاسماً ، بأن تحضيرات كانت تجري لاحداث انقلاب تنظيمي انطلاقاً من معطى انتخاب امين سر جديد لقيادة القطر. وان القرارات التي اتخذتها، اكدت صحة مضمون ما اورده الشهود والتقارير والرسائل التي رفعت للقيادة القومية، ومفادها ان ثمة تحركاً كان سيحصل لاستلام المفاصل التنظيمية على الارض. والا ما مبرر القرارات التي تناولت احداث تغيير في موقع نيابة امانة السر ومدير امانة السر، وهي لم تكن مطروحة بالأساس. علماً ان الاجتماع كان مقرراً لانتخاب امين للسر فقط !

فهل كان على القيادة القومية ان تقف متفرجة على حركة الانقلاب التي باشر بتنفيذها تكتل عمل في الخفاء وبدأ يحضر لمثل هذه الخطوة منذ وفاة الامين العام للحزب القائد عزة ابراهيم عليه رحمة الله ورضوانه.؟ أم  كان عليها النهوض بمسؤولياتها التي يأملها منها كافة الرفاق في الحزب والمبادرة لوأد هذا الانقلاب   التنظيمي في مهده ؟. 

ان الخطوات المتسارعة التي اقدم عليها التكتل، كانت بهدف استباق نتائج التحقيق وطمس معالم الجريمة التنظيمية التي كان يتم التحضير لها من اعضاء التكتل انفسهم توجيهاً وتنفيذاً.  وإنه لولا  الوعي الحزبي المتقدم  والالتزام التنظيمي الذي ابداه الرفاق في الكادر الحزبي  وابلاغ القيادة بالاجتماع التكتلي المُسبَق وحركة الاتصالات المريبة والمخالفة للنظام الداخلي، لكان الوضع اندفع الى منزلاقات خطيرة ذات آثار ضارة على وحدة الحزب ودوره النضالي. 

وعليه واستنادا الى ما تقدم لابد من تأكيد مايلي:

اولاً ، ان اجتماع ٢٥ اذار كان مخصصاً لانتخاب امين سر لقيادة قطر العراق ، وان كل من حضر الاجتماع كان يعرف لاي سبب حضر . وان القيادة القومية قد اعطت الموافقة على عقده. 

ثانياً ، ان محضر الاجتماع يجب ان يرفع  الى القيادة القومية للمصادقة عليه كي يصبح نافذاً. 

ثالثاً ، ان من يقوم برفع محضر الاجتماع بكل مخرجاته هو امين السر ويرفعه عبر مكتب امانة سر القطر. 

رابعاً ، ان التسلم والتسليم لمسؤولية امانة السر تتم بعد مصادقة القيادة القومية وليس قبل ذلك. 

خامساً، ان القيادة القومية لم تصادق على محضر الاجتماع بما توصل اليه من نتائج لجهة انتخاب امين سر لقيادة القطر، للاسباب والتفاصيل المذكورة اعلاه من شهود وتقارير ورسائل تشير الى حدوث تحرك تكتلي اثبتته التحقيقات التالية، اضافة الى موضوع الاهلية للترشيح لموقع امين السر المشار اليها اعلاه،  مما يجعل اجتماع 25 وما نتج عنه من مخرجات باطلا ولاغيا.

 سادساً، لقد كان بامكان  ما يسمى ب"امين السر المنتخب" في جلسة ٢٥ اذار، ان يتقدم باستئناف على قرار القيادة القومية، وهذا حق حفظه له النظام الداخلي، الا ان هذا مالم يحصل. وبدلاً عن ذلك، فقد عمل فوراً الى طلب  اجراء عملية التسلم والتسليم قبل رفع محضر الاجتماع الى القيادة القومية للمصادقة عليه، ثم قام باصدار بيانات باسم قيادة القطر ومن ثم اتخاذ قرارات تعلق عضوية قيادة القطر بالقيادة القومية ، واجراء تعيينات في مواقع تنظيمية ،فأي توصيف ينطبق على كل ذلك غير الانقلاب التنظيمي .!؟. 

وهنا من الضروري التنويه الى أن الاتصالات التي جرت مع بعض الكوادر لتحضير انفسهم "لشيء ما سيحصل" ، انما يذكِّر باسلوب الانقلابات العسكرية التي يتم تبليغ بعض مفاصل الوحدات  العسكرية فيها لان يكونوا في حالة جهوزية انتظاراً لحدث ما. وبالتالي فان المبادرة السريعة التي اقدمت عليها القيادة القومية والاجراءات التي اتخذتها قيادة قطر العراق الشرعية، قطعت الطريق على من سولت له نفسه الانقضاض على الشرعية الحزبية.

 بالاستناد الى ماتقدم ، فإن ما يتم ترويجه من محاولات تشويه الحقائق  وتزييفها باعتماد الالتفاف على الاصول التنظيمية التي اتصف بها تاريخ حزبنا المجيد، هي محاولة  مصدري البيانات او التغريدات زج الجهاز الحزبي  في متاهات التفسيرات الافتراضية للوقائع وتكييفها بما يروها تخدم الاهداف والمصالح  الشخصية والخاصة لمصدّريها، ضاربين عرض الحائط بوحدة الحزب التنظيمية ، ومستهدفين بالاساس مصلحة الوطن الجريح،  الذي لا يرقى الى مستوى تضحياته الجسام غير رصّ الصفوف وتركيز النضال في هذه المرحلة لتحريره من الاحتلال الايراني البغيض والعملية السياسية البائسة للمحتل الامريكي. وهم يدركون تمام الادراك ان اي افتعال للازمات الداخلية انما يصب في مصلحة المحتل، ويؤخر من تحرير الوطن الذي هو الهدف الاسمى لكل وطني حقيقي.

غير ان مايدعوا الى الاطمئنان على واقع التنظيم هو وعي مناضليه وصدق التزامهم وامانتهم للقسم الحزبي والعهد النضالي ووفائهم لدم الشهداء الذين سقطوا في ساحات المواجهة ضد اعداء العراق والامة العربية. وهم بوعيهم هذا قد وجهوا رسالة للقاصي والداني بان الحزب العصي على الاجتثاث، سيبقى عصياً ايضاً على الردة وعلى كل اشكال التخريب التنظيمي.

وسيبقى الباب مفتوحاً امام من غررَ به وضُلّل بالمغالطات، لعودته الى جادة الصواب التنظيمي، والحزب وعاء واسع يتسع لكل من يثبت صدق التزامه بالضوابط التنظيمية .

الأحد، 24 أبريل 2022

مجلة صوت الطلبة العدد ٢٩ / بغداد ٢١ نيسان ٢٠٢٢

  مجلة صوت الطلبة العدد ٢٩

الصادرة في بغداد ٢١ نيسان ٢٠٢٢



















لتصفح المجلة 
اضغط على الرابط الالكتروني ادناه
http://online.anyflip.com/rnvg/ymtg/mobile/index.html

الجمعة، 15 أبريل 2022

تحرير مدينة الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم أَروع ملحمة سجلها التاريخ العراق المعاصر/بقلم الدكتور ابو لهيب

تحرير مدينة الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم

أَروع ملحمة سجلها التاريخ العراق المعاصر

أَ . د . أَبو لهيب

يصادف ١٧/ نيسان / ٢٠٢٢ ، ذكرى عزيزة على قلوب العراقيين والعرب الشرفاء ، انها ملحمة تحرير مدينة الفاو ، فى أروع وأعظم معركة فى التاريخ الحديث كما سميت بعملية ( رمضان مبارك ) لانها صادفت الاول من رمضان لعام ١٩٨٨، وببركة شهر رمضان المبارك توكل الرفيق الشهيد وباشراف منه ورفاقه والقادة العسكرين الميامين بوضع خطة محكمة لاستعادة الفاو وتحريرها مِنْ رجس المحتلين الفرس المجوس، وبدأت عملية رمضان مبارك صباح يوم ١٧ / نيسان /١٩٨٨ الساعة الخامسة صباحاً بهمة عالية وايمان عميق مِنْ قبل المقاتلين الاشاوس ، وبعد مرور ٣٥ ساعة على المعركة التي يوصف الخبراء العسكريين بمعجزة عسكرية ، وفى اليوم الثاني أي ١٨/نيسان /١٩٨٨ رفع العراق وَمَنْ خلفه العرب برمتهم اعلامهم عاليا إِيذاناً بأنتصار العراق العربي على العدو الفارسي الصفوي المجوسي ، وهذه الهزيمة الكبرى تعتبر مفتاح لبقية المعارك التي تليها وامتدت لاربعة اشهر وفى النهاية أقرت إيران الهزيمة مِنْ دون تردد بِإعلان ( الخميني ) آنذاك عَنْ قبول وقف إطلاق النار فى الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت فى عام ١٩٨٠ وبقيت نارها ثماني سنوات ، واعترف الخميني حينها بتجرع السم حين قبل بوقف إطلاق النار ، بعد الهزائم التي ألحقها الجيش العراقي بالقوات الايرانية خصوصاً معركة استعادة مدينة الفاو ، مدينة الفداء وبوابة النصر االعظيم.                                                                      

إِنَّ عملية ( رمضان مبارك ) وهو الاسم الذي أطلق على معركة الفاو والتي وصفها قادة ومخططون عسكريون عرباً وأجانب بِأنها – معركة بالغة الضخامة ونموذجية وتتميز بِأهميتها على جميع المستويات – وهي بحق أهم واكبر معركة عسكرية خاضها العرب فى تاريخهم الحديث ، ان الدراسة المعمقة للمعركة التي دارت رحاها يومي ١٧- ١٨ نيسان ١٩٨٨ ، والتي خاضها مقاتلو العراق الشجعان فى قوات الحرس الجمهوري والفيلق السابع والقوات المتجحفلة معها وصقور القوة الجوية وطيران الجيش ومن ورائهم كل قطعات الجيش العراقي الباسل ، وباشراف المباشر مِنْ لدن الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه المناضلين وقادة الجيش الميامين ، تحت رؤية نابعة مِنْ إيمان عميق بقدرة الامة على استعادة أمجادها ، ستكشف انها كانت معجزة عسكرية وفق كل السياقات والمقاييس .         

فهي واحدة مِنْ أعظم المعارك فى التاريخ إذا ما أخذت بنظر الاعتبار حجم الاسلحة والافراد ومساحة أرض المعركة والخسائر البشرية وسرعة حسم المعركة بالنصر لرجال أمة العرب رجال العراق العظيم .                                                                                      

واليوم بعد مرور ٣٣ سنة على اعظم الملاحم البطولية وهي ذكرى ملحمة تحرير الفاو ، ليس لمجرد كونها تاريخاً لتضحيات كبيرة بذلت ، أو لانها محفورة فى ذاكرتنا الشخصية كأفراد تعايشنا مع تلك الاحداث عن بعد او قرب ، إنما للتذكير بها كشاهد للحاضر والمستقبل أيضاً ، وكما يبدو إِنَّ توقيت المعركة لم يكن فقط لِأغراض إِستراتيجية أو تكتيكية.

إِنَّ سبب ما دعاني أكتب عن تحرير مدينة الفاو ، يعود لِأكثر مِنْ سبب لكن أهمها إسقاط الحاضر وبِأثر رجعي للنيل مِنْ أثر تلك المعركة ، وهي محاولات أهدافها باتت معلومة وفجة مِنْ قِبَلْ دعاة المشروع الايراني الصفوي المجوسي وإِعلامهم الخائب أو مِنْ بعض الذين يتقصدون الانتقاص مِنْ الامة العربية ودولها التي وقفت مواقف مُشرفة مع العراق فى حربه الشريفة والعادلة ، بل واقول المقدسة نتيجة لِمهازل الاحتلال والدور الذي لعبته الطغمة الصفوية المجوسية الحاكمة فى إيرن وادواتها فى تدمير الشعب العراقي الابي والانتقام مِنْ هزيمتها المنكرة فى حرب الثمان سنوات وانهيارها الكلي أمام ضربات الجيش العراقي العظيم .   

لذلك لملحمة الفاو طعم النهضة العربية والتلاحم العربي فى الملمات لدفع الاطماع التوسعية ، وهي مدرسة فى فن الصمود والقتال والتدريب والادارة ، بُذلت فيها جهود لتوفير مناخ وبيئة ومسرح مشابه لموقع العمليات فى مدينة الفاو .                                               

إِنَّ بعض قادة وخبراء عسكريون مِنْ الاشقاء والاصدقاء نصحوا القيادة العراقية ان يتريثوا بشأن تحرير مدينة الفاو ، بوصفها النقطة الاصعب فى الجبهة العراقية الايرانية بِأسرها، وقد أختارتها جهة خارجية ، وعولت عليها كمقدمة لِإِسقاط النظام الوطني فى العراق ، بيد أَنَّ القيادة العراقية الحكيمة ، ارتأت ضرب المؤامرة في بؤرتها ، وقلب المعادلة لتكون معركة الفاو كمقدمة لهزيمة المخطط التوسعي . وبالفعل تلاحقت معارك النصر إِلى هزيمة شاملة  وكان على القيادة الايرانية أن تستخلص منها الدروس والعبر ، وان تتجنب مأزق ومستنقع الذي وقع فيه اليوم ولا تستطيع الخروج منها بسهولة .                                               

لذلك يجب على القيادة الايرانية الغشيمة أن تدرك إِنَّ العراق قيادة وشعباً يمتلك شحنة معنوية بما تمتلك مِنْ خصائص تكون لدى شعبها عبر العصور ، يفترض على ايران ان تكون على معرفة بها ، تجنبها الانزلاق لان تطيع شهواتها ورغبتها بالتوسع المساندة مِنْ جهات تناصب العراق والامة العربية العداء ، وإِنَّ هذا التورط سيحكم سياستها لعقود قادمة ، سوف تجد مِنْ الصعوبة الافلات مِنْ تبعاته ومستحقاته .                                                               

وقاد إِنغماس إِيران وصرف جهودها فى مجال الخارج ، إلى تجاهل حقائق ومعطيات داخلية كثيرة فى مقدمتها الاشكاليات الاجتماعية ، الاقتصادية ، وحقوق الشعوب الاخرى ضمن الجغرافية الايرانية .   

ويجب على إيران أن تفهم جيداً إِنَّ إنتصار الارادة الوطنية التي ترجمتها العسكرية العراقية إلى فوز باهر ، إنما هو جوهر مادي يدخره الشعب العراقي ويضيفه إِلى خصائصه وتكوينه الوطني والنفسي                                  

المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية                                                                     

عاش الجيش العراقي الباسل صانع الانتصارات والامجاد                                          

ونبشر الشعب العراقي العظيم الابي الشجاع ، نصرك الكبير آت ، آت .                        


الخميس، 14 أبريل 2022

في يوبيل البعث الماسي / خمسة وسبعون عاما من الحصاد الثوري / بقلم الاستاذ حسن خليل غريب

في يوبيل البعث الماسي

خمسة وسبعون عاماً من الحصاد الثوري



حسن خليل غريب

إن جمع خمسة وسبعين عاماً في مقال قصير من نضال البعث الفكري والسياسي معجزة لن تحصل. بل يكفي في مساحة قصيرة، أن نوجزها بما يعبِّر عن اعتزازنا بهذه المناسبة.

عندما وُلد البعث، ولدت العروبة بوجه جديد قابل للحياة. وبمناضلين يقدِّمون أرواحهم فداءً لها، ودفاعاً عن كرامتها. بل كان هو القابلة الحقيقية التي قام بتوليدها في حلتها الراهنة الواضحة الحدود الجغرافية، ولم ينس ما وهبه الاستعمار إلى جيران العرب كالأحواز والإسكندرون، ترغيباً منه في اجتذابهم إلى جانبه. كما وتوليد الأسس الفكرية والسياسية الحديثة لبناء دولة العروبة ببرامجها الإنسانية العميقة التي تنظر إلى مستقبل الأمة العربية الواحدة لترتبط مع العالم بالقيم الإنسانية العليا، وتربط مواطنيها بمعايير واحدة من دون تمييز. وتوفير العامل الأهم في استعادة قوَّتها بوحدتها بحيث تشكل الأنموذج للشعوب التي تكافح قوى الاستعمار والرأسمالية.

كان تأسيس البعث على قواعد فكرية واضحة، وقواعد سياسية تضمن حقها في تقرير المصير. فكانت الخطوة الأولى الواعية التي وضع لبنتها المؤسسون الأوائل في الحزب.

منذ تلك اللحظة، انطلقت صفارة الإنذار أمام جماهير الشعب العربي لتأخذ دورها، في الشارع تهتف انتصاراً للتغيير، وفي المصنع لتوفير الاكتفاء الذاتي. والحقل لتأكل مما تنتج. وفي مواجهة البورجوازية الاقتصادية والتجارية لتحصيل حقوقها. وعلى المقاعد الدراسية لتحصيل العلم والمعرفة. وخلف المتاريس ضد من يخترق أمنها القومي. والرضى بزنازين الأنظمة القمعية إذا كانت بوابة للحرية. والتوعية الإعلامية لكشف الأقنعة عن أعداء الأمة. وتعبئة الجماهير بالعنفوان القومي الذي سطره أجدادهم عبر التاريخ الطويل في كل ساحة عربية.

تراكمت المهمات أمام البعثيين واشتدَّت المصاعب، وتكاثر الأعداء، وتصاعدت المحن، إلى أن راح أعداء البعث، في كل مرة تخرج منها عنقاؤه إلى العلن من جديد، يتساءلون باستغراب: وهل البعثيون ما زالوا أحياء؟

خمسة وسبعون عاماً مملوءة بالنضال والتضحيات، ظلَّ البعث حياً لأن من حملوا أفكاره كانوا يؤمنون بأنه إما حياة بعز، أو ممات بشرف. كما اعتبروا أن في حياتهم حياة للأمة، وفي الهروب موت لها، وموت لهم. 

ما أكبرهم هؤلاء الذين شقُّوا طريق البعث. ما أكبرهم أولئك الذين أسسوه. ما أكبرهم هؤلاء الذين تابعوا المسيرة وماتوا دفاعاً عنها. ما أكبر هذه الأمة بأمثال هؤلاء الكبار. 

أمة شقَّت طريق الحضارة الإنسانية، لن تموت برصاصة من هنا، وقذيفة من هناك. بصاروخ من هنا، وصاروخ من هناك. بجيش غاصب من هنا، وجيش غاصب من هناك. وكما الشمس لا يحجبها الظلام، كان البعث دائماً تحت ضوء الشمس يكسح من أمامها الغيوم العابرة، فتضيء من جديد، ويلمعون معها كالذهب الذي تخلَّص من رواسب الأتربة التي كانت تغطيه.

 الرصاصة والقذيفة والصاروخ والطائرة تقتل إنساناً، وتدمر منزلاً، أو تدمِّر كل ما أنتجته الأمة من معالم حضارية ومادية. ولكنها لا تستطيع أن تقتل روحاً تعشق أمة حرة. لا تستطيع أن تقتل الشوق والشعور بالانتماء إلى أمة. ولن تسطيع قتل روح الابتكار عند العربي ليعيد بناء ما تمَّ تدميره.

هذا الانتماء الحميم، يُولِّد آلاف البشر بديلاً لكل مواطن تقتله رصاصة أو قذيفة أو صاروخ. وهو الذي يستطيع أن يعيد بناء ما تهدم. ويستطيع أن يدحر كل الغزاة كما فعل أسلافه. والتاريخ يشهد أن العرب بتروا كل قدم وطأت قهراً أرض العروبة، من فارسية، إلى يونانية أو رومانية. أو قدم مغولية، أو صليبية. أو قدم صهيونية، أو أميركية.

أيها البعثيون أنتم كبار. في كل عرس ثوري تقدِّمون فيه الدماء، وتحتفلون بعرس للشهداء. فليحتلوا الأرض وليدمروا الشجر والحجر، وليبقروا بطون الحوامل. ولكنهم لن يستطيعوا أن يدمروا عقولكم، ويحتلوا صدق انتمائكم.

خمسة وسبعون عاماً سقط فيها مئات الآلاف من الشهداء البعثيين، والمتوفين، ولكن مسيرة حزبكم استمرت. ما أن يخبو في ظرف عصيب، حتى يستيقظ من بين الأموات مفاجئاً كل من نعاه.

طلَّقتم السلطة إذا لم تكن تحريراً للشعب، وعملاً من أجل سعادته وكرامته.

عشقتم الخنادق، ورفعتم البنادق لتحرير الأرض. وحملتم كتابكم الذي ينص على قيم الكرامة. والكرامة هي في حماية الأرض وسعادة الشعب وحريته.

كنتم قبل أن تكون السلطة. وكنتم في السلطة. ولا ترضوا أن تكون السلطة هدفاً، بل وسيلة.

لقد أصدر الاستعمار والصهيونية، منذ الخمسنيات من القرن العشرين، قراراً بملاحقتكم لأنكم منعتم الاستسلام لهما. وأصدر بول بريمر قراره الأول بإعدام البعث، بعد احتلال العراق. كان من سوء حظه أنه أتى بمن كان كل همهم أن يعرفوا مقدار رواتبهم. ولم يسألوه لماذا أعاد العراق إلى ما قبل العصر الصناعي، لا بل أعاده إلى العصر الهمجي، الذي قاده جماعة من اللصوص والقتلة والطائفيين. لقد أدَّى الرغاليون خدمة جلَّى للثورة العربية، بعد أن كشف الشعب عن وجوه الفساد، واللصوصية، فرفعوا المتاريس في وجوههم، وعرُّوهم من أقنعة الديكتاتورية الأميركية، والديكتاتورية الإيرانية، خاصة بعد أن صوَّبوا بنادقهم إلى صدور الثوار الشباب.

ولكن تحالف الشر الأميركي – الإيراني - الإخواني، لم يحسب أن في العراق أشرافاً قادوا معركة تحرير العراق من الاحتلال، وما زالوا حتى أرغموا إدارته على تجرع كأس الهزيمة. 

وكان بين هذا وذاك، أفواج من البعثيين في الطليعة منهم، بقيادة صدام حسين وعزة ابراهيم، ولاقت صداها في ثورة تشرين التي قادها الشباب بعد أن اكتشفوا جريمة نظام ولاية الفقيه، الذي استولى على العراق برعاية (شيطانه الأكبر) وقاده بمجموعات من العراقيين من الذين باعوا شرفهم، وعاثوا فساداً في ثروات العراق ليقدموها على طبق من فضة إلى خزائن كسرى الجديد. 

تجاهل نظام ولاية الفقيه مكابراً. أن البعث بالمرصاد، ستنتفض عنقاؤه من تحت الرماد من حيث لا يحتسب. وظلَّ مطمئن البال فيما اعتبره منطقة آمنة لنفوذه الطائفي، إلى أن فاجأته ثورة تشرين في العام 2019. حينذاك فتح عملاؤه أعينهم تعجباً وهم لا يصدِّقون ما يرون ويسمعون. فلم يكن أمامهم سوى استخدام وسائل الإجرام بكل ما فيه من بشاعة. فقتلوا المئات، وأعطبوا الآلاف، وزجَّوا بما يعادلهم في سجون (الولي الفقيه).

ومن ثورة تشرين كانت البداية، وفي نهاية المشهد الثوري الجديد ستكون نهاية كسرى. وسيذوق مرارة الهزيمة مرة أخرى، كما ذاقها في السابق. وسيعرف طعم مرارتها بعد أن تذوَّقتها الإدارة الأميركية بجمهورييها وديموقراطييها، حيث فرُّوا هاربين بعد (أن انفتحت عليهم نار جهنم) من فوَّهات بنادق أبطال المقاومة في العراق.

كانت ورقة النعي التي أعلنها بول بريمر، استفزازاً لكل عربي حر شريف. وهذا البعث ترتفع راياته خفَّاقة في روابي الوطن العربي من مغربه ومشرقه، ثائراً في صفوف ربيع الشباب العربي، من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.

في العيد الماسي، وكل عيد، سيبقى البعثيون بخير، ما داموا في خنادق النضال.

من عراق المشرق العربي، ثورة حتى إقفال البوابة الشرقية للوطن لعربي.

إلى المغرب الأقصى التواق إلى لقاء مشرقه.

من سورية الجريحة، إلى السودان المكافح ضد الانقلابات التي برهنت الوقائع أنها تقفل باباً آخر من أبواب العروبة.

من القدس الجريح، إلى الأردن الذي تنفتح جروحه كلما أثخنت حراب الصهيونية الجراح في فلسطين.

من لبنان الذي ناء تحت أثقال التبعية والطائفية، إلى اليمن المكلوم بتلك الأثقال.

من تونس ثورة الياسمين، إلى جزائر المليون شهيداً، إلى ليبيا التي تجاهد للتحرر من دبابير الميليشيات التي زرعتها أيدي الصهيونية والاستعمار وحركات الإسلام السياسي.

من مصر أم الدنيا، المكبَّلة بأصفاد كامب ديفيد، إلى جماهير دول الخليج العربي التي ترفض التطبيع مع الصهيونية.

من البعث إلى الجماهير اليائسة من الخلاص، يهتف قائلاً: أنا معكم لا تخافوا الموت في المتاريس المنصوبة ضد ناهبيكم وقامعيكم ومحتليكم، لأن الموت بشرف خير من حياة تعيشونها بالذل والمهانة.

من مناضلي البعث، إلى مؤسسيه وشهدائه وقادته الذين رحلوا، يهتفون: (نحن على دربكم لسائرون).

من العيد الماسي للبعث، يُعلن: (لن أكون الأخير في أعياد البعثيين). بل أنا البوابة لأعياد ستأتي بعدي، وما بعد بعدي، حتى تبلغ الأمة العربية بعثها الكامل من جديد.

الجمعة، 8 أبريل 2022

القائد المناضل علي الريح السنهوري في خطاب التأصيل والتجديد/ بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

القائد المناضل علي الريح السنهوري في خطاب التأصيل والتجديد


د ـ فالح حسن شمخي

اطل علينا الرفيق المناضل الأمين العام المساعد  لحزب البعث العربي الاشتراكي  بخطاب تاريخي ، شامل بمناسبة الذكرى ٧٥ لتأسيس حزب الأمة العربية المجيدة حزب البعث العربي الاشتراكي ، كان لهذا الخطاب كما نعتقد الأثر الكبير علينا كاعضاء وجماهير مؤمنة بالبعث فكرا وعقيدة،  ولأن الخطاب يعيد لنا صدق وصراحة ونقاء القادة المؤسسين في زمن تغيرت فيه الكثير من المفاهيم .

، كان خطابا تاريخيا وتحليليا شاملا  يحمل بين طياته المعالجة لحالة التردي والتراجع والخنوع والذل الذي تعيشه الأمة العربية المجيدة والبعض من أبناءها .

يأتي الخطاب والأمة العربية   تمر بمرحلة حاسمة من مراحل  الصراع الوجودي  مع الاعداء الطامعين الذين يطرحون مشاريع كثيرة  تستهدف وجود الامة وفي مقدمة هذه المشاريع ، الشرق الاوسط الجديد ، وصفقة القرن ، والتطبيع مع الكيان الصهيوني ، مشاريع تديرها الدولة العالمية العميقة و التي تمثلها على السطح  الامبريالية والصهيونية ، وبالتعاون مع الفرس والاتراك  والاثيوبيين ، صراع يتصدى ويدافع فيه عن وجود الامة  البعث العظيم ، فهو رأس الرمح والمدافع الحقيقي عن وحدة الأمة ووجودها ودورها الحضاري الانساني الرسالي .

الخطاب  ياتي في الذكرى ٧٥ لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ، و كتعبير حقيقي عن مشاعر وتطلعات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج والتي عانت من حالة تشتت  الافكارها وضبابية الرؤية جراء الاحتلال الاجنبي المباشر وغير المباشر ، الاحتلال المادي والمعنوي والإعلامي .

لنا الحق كعرب وكبعثيين أن نفخر بما جاء بهذا الخطاب ونقول انه خطاب الحكمة ووضوح الرؤية والتاصيل  والثبات على المبادئ و للأسباب التالية : ـ

١- اكد الخطاب  على ثوابت  الامة العربية وتطلعاتها التي حملها حزب البعث العربي الاشتراكي  وناضل من اجلها على مدى ٧٥ عاما  من عمر الحزب من خلال مايلي:

 ١- التاكيد على معنى الرسالة  الخالدة ،  وبان الحزب حزب رسالي .

ب  - اكد على سمات الحزب 

مركزا على السمة الشعبية ، حينما استعرض بشكل عميق وتحليلي الحراك  الشعبي في العراق وسوريا والجزائر والسودان .

٢-  استعرض الخطاب المراحل التاريخية التي مر بها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه إلى يومنا هذا مستعرضا مواقف الحزب والبطولات التي امتاز بها قادة وكوادر الحزب على مستوى الفكر والشهادة على طريق تحقيق اهداف الامة العربية المجيدة .

٣- قدم الخطاب رؤية نقدية للواقع الذي تعيشه الانظمة  العربية وبخاصة في الخليج العربي ، حيث التخبط والضياع والهرولة وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وفي عدم قدرتها على التعاطي مع معطيات الواقع الدولي الجديد للخروج برؤية تخدم مصالح الامة.

٤- لقد وجه الخطاب الأنظار إلى الدور الذي يلعبه الفرس والاتراك والاثيوبيين في المنطقة العربية، بدعم  واتفاق مع مشاريع أمريكا والكيان الصهيوني .

٥- دعى الخطاب الى جبهة عربية جماهيرية واسعة تضم الاحزاب والحركات العربية للعمل على انقاذ الامة مما هي فيه ،حيث  الواقع المرير والمزري على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

 ٦- أكد الخطاب على إن الأمة العربية المجيدة امة حية لا تموت وان البعث باق ومستمر في النضال لتحقيق أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية ،  وأعاد إلى الأذهان مفهوم الثورة الشعبية التي علينا العمل بموجبها  في العراق وسوريا واليمن والاحواز .

٧-  الخطاب وثيقة تاريخية واضافة فكرية تضاف الى سفر البعث الخالد فعلى كل  بعثي وقومي عربي اصيل  التمعن فيه وتحليل جمله ومفرداته واعتبار ه مصدرا لكل دراسة نظرية يروم البحث فيها . 

حيا الله الرفيق المناضل والمفكر العربي الاصيل علي الريح السنهوري الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي .

الرحمة للقادة المؤسسين

الرحمة لشهداء العروبة والبعث وفي مقدمتهم الشهيد صدام حسين.