الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

مؤامرة تقسيم الاقطار العربية / بقلم د- فالح حسن شمخي

 مؤامرة تقسيم الاقطار العربية 



د- فالح حسن شمخي 

تحدثت في المقال السابق والذي يحمل عنوان ( حول مايروج ان طوفان الاقصى ، مؤامرة )، عن وجهة نظري بما يحدث في فلسطين ، قلت باني اجزم بأن هناك مؤامرة امريكية اوربية صهيونية فارسية يضاف اليها البعض من الرجعية العربية لتقسيم المنطقة العربية ، وذكرت بانني لا اعطي رأي بما يحدث في فلسطين الان ولا اقول بأن معركة طوفان الاقصى حدثت نتيجة لمؤامرة وتركت الامر الى مابعد انتهاء المعارك ، فالايام كفيلة بالاجابة على السؤال ، ان كانت طوفان الاقصى مؤامرة على العرب والشعب الفلسطيني أم لا ؟

برز معطى جديد في مقابلة أجرتها قناة «الميادين» مساء الأربعاء في 22 تشرين الثاني 2023 مع وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، طرح حلاً للقضية الفلسطينية يتمثّل في إجراء استفتاء في فلسطين المحتلة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، لتحديد مصيرهم ومستقبلهم.هذا الاقتراح يثير الريبة في ان القوى التي تهدف الى تقسم الوطن العربي ، خططت للقيام بفعلها هذا بطريقة ناعمة الهدف منها تمرير التقسيم بطريقة قد يتقبلها البعض من الشعب العربي ، فكرة تمرر عبر فلسطين المحتلة ، ومن الممكن تعميمها على الاقطار العربية الاخرى ، على فكرة الخطة ليست جديدة ، فالتجربة حدثت في جنوب السودان ،

الطرح الفارسي الذي تقف وراءه امريكا والصهيونية يبدو انه جاء على مراحل ، مرحلة فلسطين هي المرحلة الاولى ، اسلام ، مسيح ، يهود ، اما المرحلة الثانية في العراق ولبنان واليمن فهي مرحلة الاستفتاء الطائفي ، والعرقي ، وهذا الاستفتاء خدم خطة الفرس باقامة مايسمى بالهلال الشيعي ، ويخدم الصهاينة بانها ستكون الكيان الاقوى في هذه الكيانات الطائفية والعرقية ، وقد روج لهذه الخطة  الرئيس الامريكي الحالي بايدن بالتزامن مع احتلال العراق .

هنا انا اتفق بما جاء في مقالة السيدة صفية انطوان سعادة التي تحمل عنوان (إشكالية طرح وزير خارجية ايران استفتاء في فلسطين ) الذي نشرته جريدة الاخبار في ٢٨/١٠/٢٠٢٣، والذي تقول في فقرة منه ،  الموضوع الأساسي الثاني، وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنقطة الأولى، يتمحور حول واقع الدولة الوطنية/القومية التي لا يجوز الخلط بينها وبين الدين خاصة وأن الدين، أي دين، لا علاقة له بالأرض، بل بإيمان الفرد مهما كانت جنسيته أو عرقه. فالمسلم يستطيع أن يكون أميركياً، أو فرنسياً، أو ألمانياً، وأن ينتمي إلى أي جنسية في العالم، وقد يحارب المسلم الأميركي المنخرط في جيشه الوطني، مسلماً إيرانياً أو عراقياً أو سورياً أو فلسطينياً ، القضية الفلسطينية ليست قضية أديان، ولا تُحل باستفتاءات دينية، بل هي قضية وطنية، قضية شعب فلسطيني لم يفرّق يوماً بين فلسطيني مسلم وفلسطيني مسيحي، أو حتى فلسطيني يهودي قبل عام 1948)،

ماقالته السيدة هو عين الصواب وهي الحقيقة التي تحاول قوى التآمر تجاوزها مثلما فعلت مع الكثير من الحقائق ومحاولة تمريرها على الشعب العربي الذي تعتقد انه ساذج وبسيط كما هو الحال مع ذيولها وعملائها بالمنطقة العربية ، القوى الامبريالية والاستعمارية ومن يرتبط بها لازالوا يعيشون في الماضي ، ولم يدركوا ان الوعي الشعبي العربي قد تغير ، وانه مدرك لكل الخطط الخبيثة .

فالعراق لاتمثله المليشيات الطائفية والعرقية والتابعين لتركيا التي تطمح بضم كركوك والموصل اليها ، مثلما تطمح ايران بضم جنوب العراق اليها ، ولاتبتهج الانظمة العربية المتخلفة بضم الاقليم السني اليها .

والسودان لايمثلها البرهان وحميدتي ، واللعب على قضية دارفور معروفة ، والشعب السوداني الشقيق هو قادر على تقرير مصيره ، كما هو الحال في اليمن ولبنان ، وشرق السعودية والبحرين عصية على الاطماع الفارسية والخطط التأمرية الخبيثة .

اما التقسيم العرقي فهو من الصعوبة بمكان ، فالاكراد في وطننا العربي الذين لم تفكر فيهم معاهدة سايكسبيكو سوف لن تفكر فيهم امريكا والصهاينة اليوم لانهم موزعين بين تركيا وايران والعراق وسوريا ، وبالتالي فسوف لن تسمح قوى التآمر الاقليمية المرتبطة بالمشروع الامريكي الصهيوني بمنحهم دولة قومية على المدى المنظور .

المخططات الامبريالية والصهيونية الجديدة  ستفشل كما فشلت في الماضي نتيجة الثورات والاحزاب والتيارات القومية العربية ، الشعب العربي اقوى وأصلب وأوعى مما تتصوره قوى التآمر ، ومثلما يفكر تابعيها وذيولها في المنطقة ، فالتظاهرات الشعبية العربية التي انطلقت من المحيط الى الخليج دفاعا عن فلسطين ومناصرة لغزة تؤشر الى ان الشعب العربي هو غير الشعب العربي ايام العشرينيات، هو  قادر على دحر واجهاض كل المؤامرات ، وهو من سيغير وجه التاريخ عبر تغيير الانظمة العميلة ، وتعليق العملاء على اعمدة الكهرباء كما فعلت المقاومة الفلسطينية.

الاول مِنْ كانون الاول رمز للتضحية والفداء يوم الشهيد – يوم اكرم منا جميعاً / بقلم أَ . د أبولهيب

 الاول مِنْ كانون الاول رمز للتضحية والفداء

يوم الشهيد – يوم اكرم منا جميعاً


أَ . د . أبولهيب

( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا ُهم ْيَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ )

صدق الله العظيم


يعتبر الاول من شهر كانون الاول من كل عام ، مناسبة وطنية لتخليد ذكرى الشهداء الابطال ، من الذين روت دمائهم الطاهرة الزكية أرض الرسالات الخالدة ، انه يوم سجل فيه اسماء كوكبة مِن شهداء العراق الابطال مِن الجيش العراقي الباسل .

 ان هذا اليوم هو جزء من مسيرة الكفاح والدفاع عن العراق والامة يوم سطر فيه الشهداء اروع الملاحم البطولية في التضحية والفداء للدفاع عن وطنهم ضد حقد الطغمة الفارسية التي ارادت النيل من العراق وكرامته وارادوا ان يحولوا امراضهم الخبيثة واورامهم السرطانية لتنخر جسد العراق والامة لكنها اصطدمت بجدار من الموانع المؤمنة بالدفاع عن العراق والامة العربية والاسلامية .                                          

هذا اليوم الخالد في ذاكرة العراقيين والعرب ، والذي يستذكر فيه كل عام ابناءه الشهداء ويستذكرون بطولاتهم وامجادهم وقصص البطولة والتضحية والفداء . هذا اليوم الذي سجل في سفر العراق الخالد ، هذا اليوم الذي ارتكبت فيه الطغمة الفارسية ابشع جريمة عرفتها الانسانية جمعاء بحق الاسرى العراقيين وخلافا لكل المواثيق الدولية لحماية اسرى الحرب وخلافا لكل المواثيق الاخلاقية والانسانية . وارتكبت فيها ميليشيات الحقد الفارسي للحرس الثوري الايراني بقتل الاسرى العراقيين والتمثيل بجثثهم وتقطيعهم وحرقهم وسحل جثثهم بالعربات بعد ان امر ط،،،،اعون البشرية ( خميني الدجال ) ، وارتكبت ابشع الجرائم بحقهم لحقده على العراق التاريخي ، واليوم ترتكب ذات الجرائم التي ارتكبت بحق الاسرى في السابق وبعد الاحتلال لعبت الميليشيات الفارسية المرتبطة بايران وبالاحزاب والتيارات التي جاءت من ايران وفتكت بالعراق والشعب العراقي ، وقتلت مئات الالوف من العراقيين بنفس اسلوب بلاد فارس بالجريمة .    

وفي الوقت الذي تعمدت فيه حكومات الاحتلال من عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا ، بتجاهل هذه المناسبة الجليلة الشريفة ، إرضاءً لنظام الولي الفقيه ، نجد ابناء وبنات العراق العظيم يَصُرونَ بوعيهم المُتطلع بإخلاص وحماسة الى معرفة الماضي والافادة من قيّمهِ ومآثرهِ كنتيجة حتمية لِصدقِ الانتماء للعراق نسباً وجذراً وتراثاً ، تجدهم يحتفون سنوياً بشهداء القادسية الثانية ويوم النداء العظيم ، وأم المعارك وشهداء يوم الزحف العظيم ..إنتهاءً بشهداء اليوم الذين تغتالهم يد الغدر والخسة والخيانة بحججٍ وتهم مختلفة انتقاماً لعرش كسرى ونار المجوس التي اطفأها نور الاسلام برجالات العراق الاشاوس .                                              

                    

لذلك تنطلق مشاعر الفخر بالشهداء من عقيدة راسخة وعزيمة لا تلين بأن الأوطان تبنى بسواعد الرجال وأصالة المبادئ وشهامة المواقف ، ومن هنا فإن الشهيد ليس ابناً لأسرة عراقية واحدة ، وإنما هو ابن لكل بيت ، وكل عائلة لما بذله من عطاء ، وما قدمه من تضحية وفداء ليبقى الوطن شامخاً منيعاً ، حيث ان سفر التاريخ مليء بماْثر العراقيين في ساحات الوغى من بطولات لا تثنيها رياح الموت ، فهم في المعارك جبالَّ رواسِ ، وهذا ما يجعل شهداؤنا مصدر فخرنا وعزنا ، نستلهم من بطولاتهم وتضحياتهم عشق الوطن والاخلاص له ، والتفاني في سبيله والتضحية لأجله ولهذه الاسباب اصبح من الواجب الانساني والاخلاقي والاعتباري ان يكون للشهيد يوماً خالداً في نفوس العراقيين وقد ولد هذا اليوم في الاول من شهر كانون الاول عام ١٩٨١ يوماً للدماء العراقية الطاهرة التي اريقت مِن أجل الوطن ، بأثر رجعي ويتزامن استذكار العراقيين بـ ( يوم الشهيد ) من هذا العام مع منظر المجازر البشعة والمريبة التي ارتكبتها حكومات متلاحقة من ذيول ايران واميركا ضد ابناء العراق المنتفضين السلميين من ثوار تشرين الذين خرجوا لِإزالة الظلم والقهر والجور الذي لحق بهم طيلة عقد ونيف من سنوات الحكم العجاف على يد ثلة من المرتزقة والمأجورين الذي جاء بهم المحتلين ( الاميركي والايراني ) فعاثوا بالعراق فساداً ورعباً وظلماً ومصداق كلامنا على ذلك يتجلى في قطار الشهداء الذي انطلق في الاول من تشرين الاول عام ٢٠١٩ ، على يد احفاد كسرى ورستم وعملائهم ممن خانوا خبز العراق وملحه بعد ان خانوا شرفهم في المقام الاول وشاءت الاقدار ان يتجدد قتل ابناء العراقيين الابرار هذا اليوم على يد نفس القتلة الذين سفكوا دماء اباؤهم واخوانهم في معركة القادسية الثانية وهذا ما لا يضع مكانا للشك ان جمهورية الشر ( ايران ) لا تريد للعراق واهله الا مزيداً من الخراب والدمار .  

رحم الله الأرواح الزكية التي ضحت من اجل الوطن لتبقى خالدة عبر الاجيال والازمان تستحق الاجلال والاكبار والاعتزاز من قبل جميع العراقيين ... وسلاما طأطأت حروفه رؤوسها خجلة وتحية تملؤها حسرة القلوب التي تعتصر الما وحزنا ويسموها الافتخار لكل شهيد قدم روحه ليحيا العراق ، 

طوبى للشهداء الأكرمين ...ولهم المجد والخلود .

الاثنين، 27 نوفمبر 2023

ألسودان وطوفان الاقصى / بقلم د- فالح حسن شمخي

ألسودان وطوفان الاقصى 

د- فالح حسن شمخي 

يعاني القطر العربي السوداني الشقيق بصمت وبعيد عن الاعين كما يعاني العراق واليمن وسوريا ولبنان ويبدو انها خطة امريكية صه،،،،يونية ف،،،ارسية تهدف الى تقسيم هذه البلدان بهدوء وبعيد عن الاعين لانشغال العالم بطوفان الاقصى ، قرار التقسيم الذي سيطال السعودية ومصر هدف صه،،،يوني لتحقيق مايسمى ( اسرائيل الكبرى ) بعد تهجير الشعب الفلسطيني الى مصر والاردن والعراق ومحو اسمه من التاريخ ، وهدف فارسي لاستعادة الامبراطورية وتحت اسم ( الهلال الشيعي )، وهدف امريكي اوربي اقتصادي للحصول على البضائع والغاز والنفط من اقصر طريق ، وهو طريق الامارات السعودية الاردن فلسطين المحتلة البحر الابيض المتوسط ، وهنا قتل الاقتصاد المصري ( قناة السويس )، وقتل الاقتصاد اللبناني بعد تحييد ميناء بيروت .

ان انشغال العالم بطوفان الاقصى بعد ٧ اكتوبر  ، تم اسدال الستار على مايعانيه الشعب السوداني من  واقع مأسوي، فلا احد يراقب ويصور  الواقع الذي يشير الى تهجير المدنيين السودانيين من منازلهم ، ومايحدث لهم من عمليات قتل واغتصاب وسرقة ، فالتقديرات تشير الى أن أكثر من 10 آلاف شخص استشهدوا بينهم اطفال ونساء وشيوخ وان هناك الاف الجرحى وهذا مايساوي ويقترب من شهداء غزة ، وان عملية النزوح تجاوزت ٥ ملايين وهذا مايفوق على عدد النازحين في غزة ، وتسجل التقارير العالمية عملية فرار خارج البلاد تجاوزت ٢ مليون  إلى البلدان المجاورة. وللاسف فأن كل هذا يحدث بسبب   الجشع والسلطة، التي نشعل النار بين الاخوة المتحاربين .  

يبدو ان عبد الفتاح البرهان وحميدتي الذين بصموا على اتفاقية الاطار والذين يتحاربون الان وهم لايعرفون ان حربهم هذه ستقود الى تقسيم السودان ، وان كانوا يعرفون ذلك فتبا لهم ، فالحرب اللعينة قد ضحت  بعشرات المرافق الحكوميّة والمصانع ومراكز البحوث والجامعات والمستشفيات ، ولاندري ان كانوا يعرفون متى تنتهي هذه الحرب  التي تحرق الاخضر واليابس ، أو يعرفون  من هي الجهة الخارجية التي تستثمر  في هذا القتال ، ولماذا؟

لقد  بدأت الخطط الخارجية الخبيثة تتكشف ، واصبحت الجهات التي تقف وراء هذه الحرب تظهر دوافعها بعد أن وصل هذه الحرب الى مرحلة الذروة،  فالشعب السوداني وضع امام خيارين  الفناء او التقسيم كما حدث في جنوب السودان ، وهنا ياتي دور الاحزاب والتيارات القومية والوطنية في البحث عن حل داخلي يتمكنوا من خلاله قطع الطريق على مؤامرة التقسيم.

اخيرا نقول أن التطلع إلى الحكم المدني أصبح حلما عربيا وسودانيا نتمنى ان يتحقق في ظل هذا التعتيم على القضية السودانية التي اصبحت هي القضية المركزية للعرب حالها حال فلسطين والعراق ، ان زعماء الحرب البرهان وحميدتي  ، أظهروا أنهم غير مؤهلين لحكم السودان، وغير قادرين على القيام بذلك.

العراق وطوفان الاقصى / بقلم د- فالح حسن شمخي

العراق وطوفان الاقصى

د- فالح حسن شمخي 

عندما نتحدث عن العراق لانتحدث عنه جغرافيا او مناخيا كما تناولة الكاتب جبرا ابراهيم جبرا او اقتصاديا ، حديثنا عنه اليوم وبعد الانتصار العربي الفلسطيني في معركة طوفان الاقصى ، سيكون اجتماعيا وسياسيا في المجال الاجتماعي لانستطيع ان نزيد او نزايد على ماقاله الدكتور علي الوردي بحق المجتمع العراقي ، لكن لدينا اكثر من سؤال ، السؤال الاول هو من قتل علي والحسن والحسين … وبالطريقة المعروفة ؟

السؤال الثاني لماذا وصف الفرزدق  اهل العراق بقوله (تركت الناس قلوبهم معك وسيوفهم عليك ؟ 

ولماذا  وصفهم الامام الحسين وهو يرد على الفرزدق بالقول (ما أراك إلا صدقت يا أخا تيم، الناس عبيد المال، والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم، فإذا محصو بالبلاء، قل الديانون)؟

السؤال الثالث هل يختلف ابناءالعراق اليوم عن اجدادهم ايام الامام الحسين ؟

الاسئلة ليس المقصود منها الاساءة لشعب عمره الاف السنين ، شعب اخترع العجلة ، واول من دون ، ووضع القوانين ، شعب فيه ومنه العلماء والادباء والمبدعين ، لا ادري لماذا وصفهم الامام الحسين والفرزدق والدكتور علي الوردي  بصفات تتناقض مع صفاتهم الجيدة والمعروفة ، هذا سؤال اضيفه لتساؤلاتي؟ 

مما تقدم اخذ من دراسة ووصف المجتمع العراقي ما سوف اسقطه على الجانب  السياسي الحالي ، اسقط القول الاول وهو ماقاله الامام الحسين (الناس عبيد المال، والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم)، والثاني هو ماكتبه الدكتور علي الوردي في كتاب( وعاظ السلاطين) والذي تناول فيه أولئك الذين اعتادوا على دعوة الناس إلى مُثل عليا وتخويفهم من غضب الله لانحرافهم عن تلك المثل، دون أن يقفوا قليلا ليتبينوا مقدار ما يتناسب منها مع الطبيعة البشرية .

الوضع السياسي في العراق ليس بعيدا عن وصف الامام الحسين وعن ماجاء في كتاب الوردي ( وعاظ السلاطين )، احزاب وتيارات دينية طائفية وعرقية ومناطقية ، كلهم عبيد المال ، وكلهم يستخدمون الدين استخدام سياسي ، احزاب وتيارات تابعين لايران الفارسية ، وتركيا العثمانية والبعض منهم تابع للرجعية العربية ، وكل هذه التسميات تدور في فلك الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية .

اذا اخذنا الاحزاب والتيارات التي تدور في فلك ايران والتي تهيمن على السلطة والقرار والتي تعمل بتوجيه مركزي من ايران ، حاولت استعراض عضلاتها بعد طوفان الاقصى وهي لاتعرف مثل مالا يعرف غيرها ان هناك مؤامرة دولية تهدف الى تهجير الشعب الفلسطيني وايران لها دور في هذه المؤامرة والايام ستكشف ماهو خافي ، فايران اعلنت البراءة من ماحصل في ٧ اكتوبر في فلسطين ، واعلنت البراءة عن ذيولها بعدما شعرت بأن كيانها مهدد  هي من دفع الذيول في العراق والى استخدام العضلات على طريقة ( ابو جاسم لير)، وهم اندفعوا دون ان يعرفوا  حجم المشكلة التي دفعتهم ايران اليها واصبحوا مثل ( بلاع الموس ) ، فظهر تناقضهم الى العلن فمنهم من يريد الاستمرار بضرب المصالح الامريكية في العراق ومنهم من يريد التوقف والاعتذار من امريكا ، المشكلة كما يقول المثل العراقي ( الفاس وكع بالراس )، فامريكا لايمكن ان تغض الطرف عن مافعلوه والبداية كنت قصف جرف الصخر ، وهناك مثل عراقي يقول ( جابك بختي وحطك تحتي )، يبدو ان امريكا مبخوته ، او ان الشعب العراقي مبخوت ، فالخلاص من هؤلاء بان قاب قوسين او ادنى ، لذا نراهم يتخبطون من جهة في تصريحاتهم ويصدرون بيانات تهدئة ومن جه يلغون قرار المسألة والعدالة ومن جهة يحذرون  من حزب البعث  وقوته في العراق ، المهم هم الان لايعرفون ماذا  يريدون ، ايران سحبت نفسها مثل ماسحبت نفسها من المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الاقصى .

الوضع السياسي القائم في العراق مثل ( شليلة وما لها راس)، اذا شمرنا الحذاء اليوم يقع على رأس ١٠٠ زعيم وقائد وشيخ ، على العكس من اليمن ولبنان ، فكل منهم تابع لرأس واحد وهذا الرأس مرتبط بايران ، ان تعدد الشيوخ والمرجعيات  من الظواهر السلبية ، وهذا الامر بديهي لكن في العراق وكما يقول المثل العراقي ( كل ديج يعوعي على مزبلته)، وهذه الظاهرة هي التي قتلت علي والحسن والحسين… ، وهي التي سوف تقضي على هؤلاء ، المثل العراقي يقول ( لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي)، فهؤلاء سوف لن يبقوا بالسلطة التي مكنتهم من سرقة المال العام ، ولاهم سوف يستمرون بالعنجهية والبوزات وتحقيق  شعارهم  وهو ( الموت لامريكا واسرائيل).

المعطيات تشير الى ان نهايتهم قريبة اقرب من النتائج التي ستتحقق نتيجة طوفان الاقصى ، وان فايق الشيخ علي افضل في استشراف المستقبل من ابو علي الشيباني ، والاخوة الاعداء رايحين بالرجلين نتيجة الغباء والتبعية لايران الفارسية.

طوفان الاقصى يعيد الذاكرة للأوربيين / بقلم د- فالح حسن شمخي

طوفان الاقصى يعيد الذاكرة للأوربيين 

د- فالح حسن شمخي 

ان بشاعة الاجرام الذي تمارسه الصهيونية في غزة بقتل الاطفال والنساء يعيد الذاكرة الى الشعوب الاوربية المسيحية التي تختزن في وعيها الجمعي صورة بشعة لليهودي وهذه الصورة مرتبطة تاريخيا  باليهود الذين كانوا حاضرين باغتيال السيد المسيح ، فاليهود في نظر الاوربيين والامريكان يتحملون  خطيئة القتل الديني اليهودي وهذا الامر يقف وراء  الكراهية والعنف ضد اليهود وقتلهم في أوروبا وأمريكا.

انعكست صورة اليهودي البشعة في الثقافة الاوربية في الاعمال الادبية ومنها مسرحية ( تاجر البندقية ) للكاتب وليم شكسبير ، الذي قدم شخصية هذا التاجر والمرابي اليهودي  خلال الفترة ما بين عامي 1596 و1598، المسرحية التي جمعت  بين الكوميديا والتراجيديا.

المسرحية تدور احداثها  في مدينة فينيسا «البندقية» في إيطاليا، كان اليهودي الجشع«شيلوك» قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام. فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش، وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين. من بينهم تاجر شاب اسمه«انطونيو.

تجسدت كراهية الأوربيين لليهود في مايلي :

١- أصدر الملك إدوارد الأول في 1290 قرارًا بطرد كل اليهود من إنكلترا، ألغي القرار بعد أكثر من 350 عامًا وذلك في 1656. لم يكن القرار استثنائيًا بل حصيلة أكثر من 200 سنة من سوء المعاملة.

٢- إصدار مرسوم الحمراء في 31 مارس عام 1492، طرد بموجبه اليهود من إسبانيا .

٣-  استند هتلر الى لسببين في موقفه من اليهود وهما :

أ - أن اليهود الألمان خانوا ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى وكانوا مسؤولين عن هزيمتها.

ب- أن اليهود كانوا مسؤولين عن بؤس ألمانيا الاقتصادي خلال فترة الكساد في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينيات.

٤- خطاب بنيامين فرانكلين الذي حذر فيه من مخاطر قبول اليهود في الولايات المتحدة حديثة النشوء.

على العكس من الاوربيين فقد  تعامل  العرب معهم استنادا الى القرآن الكريم الذي ذكر بنى إسرائيل الذي اعتبرهم من سلالة نبى الله إسرائيل (يعقوب)، أما اليهود الذين ذكرهم القرآن والذين خانوا عهد الرسول (ص) فى المدينة فهم من سلالة يهوذا أحد أبناء إسرائيل (يعقوب).والبعض منهم يعيش الان في فلسطين المحتلة ، ولم يأت فى القرآن الكريم على الإطلاق.

لقد اطلق مصطلح السفارديم اليوم على اليهود الذين لا ينتمون إلى أصل أشكنازي غربي في المجتمع اليهودي داخل فلسطين المحتلة ، والسفارديم هم  يهود المشرق العربي والعالم الإسلامي الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة واستوطنوا به.

بالاضافة الى التقسيم اعلاه فقد خرج اليهود المتدينين في اوربا وامريكا وفي الارض العربية المحتلة ليعلنون البراءة من الصهيونية على اعتبارها  حركة سياسية عنصرية ، ظهرت في  أوروبا  أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من  الاضطهاد والكراهية التي وقعت عليهم في اوربا ، ان اليهود المتدينين يريدون القول ان هناك فرق بين الصهيونية واليهودية وهذا الفرق يتجلى في ان  اليهودي هو من يدين بالديانة اليهودية. اما الصهيوني فهو من يدعم الأيديولوجيا الصهونية التي تؤيد تأسيس حكم يجمع اليهود من جميع انحاء  العالم لاستيطان أرض فلسطين بالقوة، وإقامةِ دولة يهودية مزعومة بها تسمَى زورًا بـ"إسرائيل".

اخيرا اشير الى ان هناك علاقة بين الحركة الصهيونية والحركة الماسونية التي هي حركة سرية عالمية عرفت بغموض النشأة والأهداف وسعة الانتشار والنفوذ، حيث  يرى الكثيرون أنها يهودية أو ذات ارتباط وثيق بالصهيونية العالمية وتهدف للسيطرة على العالم بالتدريج والسعي لإعادة بناء ما تعتقد أنه "هيكل سليمان" على الرغم من ان  زعماؤها ينفون  ذلك ويؤكدون أنها "جمعية خيرية تسعى لتآخي البشرية ورفاهيتها.

السياسة والعواطف وطوفان الاقصى / بقلم د- فالح حسن شمخي

السياسة والعواطف وطوفان الاقصى 

د- فالح حسن شمخي 

هناك من قال ان السياسة ( عهر فكري )، وهناك من قال ان السياسة( مصالح )، وهناك من تحدث عن السمة الاخلاقية ، وحدثنا ميكافيلي الايطالي عن ان (  الغاية تبرر الوسيلة)، واعتبرت هذه القاعدة هي الانطلاقة الأولى التي ينطلق منها كل سياسي ، وهناك قاعدة فقهية تقول ( الضرورات تبيح المحظورات)، وقيد البعض هذه القاعدة  بشروط ومعايير وضوابط شرعية .

مما تقدم اعلاه نرى ان ليس هناك في السياسة والعمل السياسي ماهو مطلق ، وكل شيء نسبي كباقي العلوم الانسانية اذا اعتبرنا السياسة علم ، وبالتالي فأن للسياسي الحق بكل مايريد قوله للتعبير عن موقفه والعقيدة التي ينتمي اليها ، ويستند الى ماتقدم اعلاه.

لكن الذي اراه كانسان بان كل ماتقدم  يسقط امام الدم النازف وقتل الاطفال والنساء بدم بارد والضمير الانساني العالمي  في سبات عميق ، يسقط امام من يضع كفنه بيد وبندقية باليد الاخرى دفاعا عن حريته وكرامته وعرضه وماله وعرضه ، امام كل ذلك تسقط السياسة ونظرياتها ، يسقط الانتماء الحزبي والعرقي والطائفي والفئوي والمناطقي .

انتقد ماشئت وحاجج وكفر وتجاوز  ، لكن توقف امام المقاومة العربية الفلسطينية وانحني باحترام ، كائن من تكون ، ابو عبيدة وحماس والجهاد الاسلامي الذين يخوضون معركة الشرف والكرامة والعزة خط احمر غير مسموح التجاوز عليهم لاي سبب كان حتى وان كانت تصريحاتهم لاتعجبك ، هؤلاء الرجال تؤيدهم الملايين على امتداد الكرة الارضية ، فليس من المنطق ان تكون انت على حق بتجاوزك عليهم نتيجة رفضك لتصريح معين صدر منهم   .

في  قطر من الاقطار العربية حل حزب من الاحزاب نفسه من اجل هدف استراتيجي امن به وعمل على تحقيقه ، وهذا الهدف هو هدف الوحدة العربية ، فاذا كانت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ، واذا كانت الوحدة هي الطريق لتحرير فلسطين ، وفلسطين طريق الوحدة ، فعلينا كعرب بغض النظر عن الانتماء السياسي والعقائدي والحزبي ان نتجرد عن عن كل الرواسب التي علقت ، وان نقف مع من يعطي  الدم لتحقيق اهدافنا ، ونقتدي بمن حل التنظيم الحزبي من اجل هدفه الاول .

المقاوم الشجاع ابو عبيد وهنية وغيرهم ممن ينتمون الى حماس وحركة الجهاد بشر ، وهم يتعاملون مع الحدث الكبير وفق الظرف الموضوعي والذاتي ، صحيح اننا نعتبرهم ملائكة في هذه المعركة ، لكنهم بشر ، القسوة عليهم وعلى تصريحاتهم ظلم كبير ، ، المثل العراقي يقول ( الي ايده بالنار مو مثل الايده بالماء البارد ).

جلد الذات / بقلم د- فالح حسن شمخي

جلد الذات 

د- فالح حسن شمخي 

لا اعرف السبب الذي يقف وراء مهاجمة العرب والعروبة بهذا الشكل من قبل البعض من الذين اقل مايقال عنهم انهم موتورين وسقط متاع؟

المقارنة بين التظاهرات الشعبية التي تخرج في اوربا لنصرة الشعب الفلسطيني وبين التظاهرات التي تخرج في الاقطار العربية مقارنة غير منطقية ، كذلك المقارنة بين مواقف حكومات امريكا الاتينية وافريقيا وايرلندا ، وبين الانظمة العربية او البعض منها مقارنة غير منطقية ايضا لانها تتحدث بعيدا عن معرفة الظروف الذاتية والموضوعية للشعوب والحكومات.

بالعودة الى التأريخ العربي منذ التحرر من الاستعمار العثماني والفارسي ، ومن ثم الاستعمار الاوربي نجد ان الانسان العربي قد ارتقى بوعيه ومعرفته وتطلعاته ونضاله وتقديمه الدم ثمنا لحريته ، ان اي مقارنة بين الشعب العربي ايام حكم السلطنة العثمانية حيث الفقر والمرض والجهل وما تلاها من استعمار اوربي واليوم في هذا الحاضر الذي نعيشه ، مقارنة مجحفة ، وهنا لا اريد الحديث عن العرب اليوم كعلماء ومفكرين وعباقرة في التعامل مع المعلوماتية ووسائل الاتصال ومبدعين ، اقتصر الحديث هنا عن معركة طوفان الاقصى والتي اقارنها بمعركة اليرموك وهذا يكفي مع ان هناك فرق شاسع بين السيف والاسلحة التدميرية التي يستخدمها العدو ، وعن الشعب العربي الذي هب لنصرة ابناء جلدته في فلسطين ، فتظاهرات الاردن والمغرب وتونس ليست بعيدة عنا وعن الذي يهاجم العرب والعروبة والمعجب بتظاهرات الشعوب الاخرى  ، وموقف الحكام العرب وفي مقدمتهم الرئيس التونسي والجزائري …الخ ليست ببعيدة عنا ايضا ، والجبهات المفتوحة على مصرعيها لمشاغلة الكيان العنصري الغاصب معروفة ، والتي ستطور موقفها للدخول بالحرب المباشرة معروفة ايضا ، اعتقد ان العرب والعروبة بافضل حالاتهم اليوم ، ان المقاومة العربية الفلسطينية هي الطليعة الذي ستاخذ بيد الشعب العربي على طريق الوحدة والخلاص من الحكام المنبطحين وبالتالي مما تبقى من مرض وفقر وجهل  .

ادعو البعض من اصحاب العقال والعمامة والافندية الى التوقف عن جلد الذات وجلد العرب والعروبة ،واقول لهم ان حرب التحرير الشعبية التي انطلقت من غزة البطولة والفداء ستذهب بالزبد وتلقي بالبعض من الحكام العرب والحكومات والبعض من الاعراب الذي اعمى الله بصرهم وبصيرتهم  الى مزبلة التاريخ ، وستبقى شجرة العروبة التي امتدت جذورها في الارض العربية باسقة كالنخيل ومثمرة لايضيرها تساقط الاوراق الصفراء .

حيا الله العرب والعروبةعلى امتداد الارض العربية ، حيا الله احفاد المصطفى وابو بكر وعلي وعمر وخالد والمعتصم وهارون الرشيد ، حيا الله احفاد المتنبي والجاحظ والمعري ، حيا الله احفاد المختار والحسيني وعبد القادر الجزائري والشريف علي ابن الحسين ، حيا الله احفاد عبد الناصر وصدام والقذافي وعلي عبد الله صالح وابو عمار والياسين والقسام ، حيا الله احفاد كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان .

اخيرا نقول : بدأ الطوفان العربي  الذي لن يتوقف ، ولن يستطيع الغرب الاستعماري ايقافه.

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023

نشرة انتفاضة شباب تشرين العدد ٢٧ الخاص ٢٠٢٣

 نشرة انتفاضة شباب تشرين 

العدد ٢٧ الخاص ٢٠٢٣

لتصفح النشرة الضغط على الرابط الالكتروني ادناه 

https://online.anyflip.com/rnvg/zqbp/mobile/index.html
















الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي عن الانتخابات

قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي



بيان قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

عن الانتخابات

أيها المناضلون البعثيون الأباة

لقد خاض حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي منذ انعقاد مؤتمره التأسيسي في السابع من نيسان 1947، نضالا مريرا من أجل تحقيق أهدافه السامية، دفع على طريقه الآلاف من الشهداء الأبرار الذين ارتقوا أعواد المشانق بإباء وشموخ، أو وقفوا في ساحات الإعدام رميا بالرصاص، ولم تلن لهم قناة ولم يندموا على ما واجهوه من نهايات مشرفة ستسجل لهم ولعوائلهم بأحرف من ذهب.


ولقد واجه حزبكم بسبب وضوح أهدافه وإصراره على النضال من أجل تحقيقها وإن غلت التضحيات، واجه عداء القوى الإمبريالية والصهيونية والشعوبية الحاقدة على التاريخ العربي الخالد، الذي حمل لواءه الأجداد العِظام رسائل حضارة شعت بأنوارها على البشرية جمعاء.


وكان لمناضلي البعث في القطر العراقي، النصيب الأكبر من التضحيات التي ستبقى مناراً ينير الدرب للسائرين على طرق المجد، وكانت تجربة البعث الثانية بعد وصوله للحكم في القطر العراقي في 17/30 تموز 1968، القدر الذي شخّص ما في العراق من خواص ومزايا ربما ينفرد بها عن سائر الساحات الأخرى، فاختص العراق بشرف قيادة النضال القومي دفاعا عن قضايا الأمة، لا سيما في تحرير الإنسان العربي من إرث التخلف والتبعية للأفكار المستوردة ومشاريع الهيمنة السياسية والاقتصادية، أو الارتباط بالأحلاف العسكرية التي لا تخدم مصالح الأمة بقدر ما تخدم مصالح القوى الدولية المتحكمة بمقاليد الاقتصاد العالمي عبر نشر القواعد العسكرية والجوية في سائر الأرجاء، لا سيما المناطق الأكثر استقطابا لنوايا الشر الخارجية مثل منطقتنا العربية.


وبسبب تصدي العراق الباسل وبقيادة حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي، لكل مشاريع الهيمنة الخارجية ونهب ثروات الوطن العربي، فقد تعرض لأكبر مؤامرة دولية وصلت أعلى مراحلها بغزو العراق سنة 2003، بعد ثلاث عشرة سنة من حصار قاري لم يعرف له التاريخ مثيلا، أدى إلى سلب العراقيين حقهم بالحياة الحرة الكريمة، ومع الأسف فإن قوى العمالة بالداخل تضافرت مع المعتدين الأجانب، كما تم وضع بعض الأراضي العربية والممرات البحرية وفُتحت الأجواء أمام الطيران الأمريكي الأطلسي، وبعد أن استكمل أعداء العراق أعداء الأمة احتلال العراق وأخرجوه من منظومة الأمن القومي العربي، وحل الجيش العراقي وأجهزته الأمنية، وقرار حل الحزب، وكأن البعث تأسس بقرار رسمي كي يتم حله بقرار أمريكي، أقام المحتلون عملية سياسية مسخه، وأضفوا عليها من الصفات والألقاب، ما يثير السخرية والاشفاق، فقالوا إنها تجربة ديمقراطية نموذجية تصلح لدول العالم الثالث.


ومع الأيام تأكد صواب موقف البعث في إدانة التجربة والقوى المشاركة فيها لأنها قوى معزولة تاريخيا ولا مكان لها في التاريخ السياسي الإنساني، ومع أن مقاولي هذه التجربة الشاذة والذين صمموها، يعرفون أنها تجربة بائسة ميتة ولا مستقبل لها، إلا أنهم يصرون على إقامة مهرجاناتها الهزيلة كل أربع سنوات ظنا منهم أن التجربة الخاطئة يمكن أن تؤدي إلى نتائج سليمة، وهذا هو العبث بعينه.


أيها المناضلون


وفي مواصلة للّعبة الأمريكية الإيرانية البائسة، تتجدد الدعوات للمواطن العراقي للتوجه إلى صناديق الاقتراع، في أكبر عملية تضليل وخداع وتزييف للشعارات، تارة تحت عنوان انتخابات برلمانية وتارة أخرى تحت لافتة انتخابات مجالس المحافظات، ولما كانت كل الانتخابات السابقة معروفة النتائج مسبقا، ومزيفة من حيث أَعداد المشاركة فيها، والذي لا يرقى إلى نسب المشاركة المقبولة عالميا، أو من حيث توزيع المقاعد على وفق نسب المحاصصة البائسة، فإن الإصرار على مواصلة هذه اللعبة البائسة يدل على استخفاف بإرادة الشعب العراقي ووعيه وتوجهاته الرافضة للعملية السياسية الشائهة.


لكل هذا ندعو رفاقنا في الحزب وجماهيره العريضة المناضلة التي سلَحَتها تجاربُ الماضي المُشرق، وحاضر التضحية والنضال، إلى مقاطعة هذه الانتخابات الصورية التي تريد تلميع صورة الاحتلالين الأمريكي الإيراني، ومنح أطراف العملية السياسية شهادة حسن سلوك وبراءة من جرائم قتل مئات الآلاف من العراقيين وتهجير أكثر من ذلك، والفساد والعبث بأموال العراق التي تم نهبها من قبل هذه الشلة الفاسدة ولأسيادها في واشنطن وطهران.


إن قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي تدعو المناضلين ألّا يلوثوا أصابعهم بعار المشاركة في هذا التزوير الفاضح لإرادة الشعب العراقي، ونحن على يقين أن شعبنا هو السبّاق بما يمتلكه من وعي سياسي في رفض هذه المسرحية المتكررة الصفحات منذ سنة 2003، وسيلقي بها في الوعاء الذي تستحق أن تستقر فيه.

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد اواسط تشرين الثاني 2023

الثلاثاء ١ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ     الموافق  ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م

 https://thiqar.net/Art.php?id=62903

اسطورة طوفان الاقصى ...ماهو أبعد مِن العدوان / بقلم أَ.د أبولهيب

 اسطورة طوفان الاقصى ...ماهو أبعد مِن العدوان 



أَ . د . أبولهيب

إنّ حرب الإبادة والتطهير العرقي، والعقاب الجماعي، والمجازر الوحشية ضدّ الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فاقت كلّ تصوّر، ضدّ قطاع غزة، وسكانها المدنيين، لا يقتصر هدفها فقط، على إلحاق الهزيمة بالمقاومة الفلسطينية في غزة. ولو كان كذلك، لما قام جيش الإره،،،،،اب الإسرائيلي، باللجوء إلى سياسة الأرض المحروقة، التي أدّت إلى تدمير شامل لدور السكن والعبادة والمراكز الصحية، والمستشفيات، والمؤسسات التعليمية، والبنى التحتية المدنية، والضغط على شعب غزة لترحيله عن أرضه .           

عقدة «إسرائيل» تظهر جلياً من خلال وجود مقاومة فلسطينية تقضّ مضاجعها على الدوام، وتحبط مشروعها الذي تسعى إليه منذ قيام دولتها المؤقتة، وهو التوسّع والإقرار بالدولة اليهودية على كامل فلسطين وما هو أبعد من ذلك .  

شهيّة التوسّع لم تغمض عيون العدو الإسرائيلي منذ عام ١٩٤٨ وحتى اليوم، عن الضفة الغربية وقطاع غزة، ولبنان، وسورية، والعراق، والأردن، والسعودية ومصر، حيث سلوكه العنصريّ، وسياسة التوسّع والتطهير العرقي، والاستيلاء على الأرض، لم يتغيّر حيال فلسطين ودول المنطقة، قبل قيام الكيان المحتلّ وبعده .                                                                      

في عام ١٩٤٠م ، كتب مدير الصندوق القومي اليهودي يوسف ويتز يقول : ( فليكن واضحاً لنا، وهو أن لا مكان لشعبين في هذه البلاد. إذا ترك العرب هذا البلد يكفينا. وليس هناك من وسيلة غير ترحيلهم جميعاً. يجب أن لا نترك قرية واحدة، ولا عشيرة واحدة… يجب أن نشرح للرئيس الأميركي روزفلت ولكلّ زعماء الدول الصديقة، بأنّ أرض «إسرائيل»، ليست صغيرة جداً إذا ما تركها العرب ورحلوا عنها، وتوسّعت حدودها قليلاً نحو الشمال على طول الليطاني، ونحو الشرق على مرتفعات الجولان  إنّ الاندفاع باتجاه تهجير الفلسطينيين) . وعبّر عنه أيضاً، رئيس الكنيست الأسبق مائير كوهين، بعد حرب حزيران ١٩٦٧، بقوله: «إنّ إسرائيل ارتكبت خطأ فادحاً، عندما لم تقم بطرد ٢٠٠ ألف او ٣٠٠ ألف عربي من الضفة الغربية ) .                    

 هاجس الديموغرافيا الفلسطينية، ظلّ يقلق قادة العدو، لكون تعداد العرب على كامل تراب فلسطين لا يزال أكثر من تعداد اليهود، رغم موجات الهجرة اليهودية المستمرة إليها .             

هذا الواقع دفع بـ «إسرائيل» كي تطالب السلطة الفلسطينية، بكلّ وقاحة، وقبل أيّ حلّ معها، الاعتراف بـ «إسرائيل» كدولة يهودية للشعب اليهودي. اعتراف تريد منه «إسرائيل» مستقبلاً وعلى عجل، تطبيق «قانونها اليهودي»، ومن ثم «تطهير» فلسطين من العرب، وترحيلهم إلى خارج وطنهم .             

ما دام الاعتراف الرسميّ الفلسطينيّ بيهودية الدولة مستحيلاً، رأت «إسرائيل» أنه حان الوقت لتتولى المهمة بنفسها للانقضاض على الفلسطينيين، وترحيلهم قسراً من خلال إبادة جماعية ومجازر وحشية، والقضاء على مقوّمات الحياة في قطاع غزة، وبث الهلع، في صفوف الفلسطينيين، وإكراههم بالقوة على ترحيلهم عن أرضهم، مثل ما حصل مع أبناء جلدتهم أعوام ١٩٤٧، و١٩٤٨، و١٩٤٩، قبيل قيام الكيان العنصري وأثناءه وبعده .         

إنّ الترحيل القسري لشعب غزة ترى فيه «إسرائيل»، مقدمة أساسية لضمّ القطاع إليها، وفي ما بعد التوجه الى الضفة الغربية، وتفريغها من العرب، وتهجيرهم الى الأردن، ومن ثم توسيع نطاق حدودها، بقضم المزيد من الأراضي في دول المنطقة .                                

مقاومة شعب غزة وصموده الأسطوريّ، كفيلان بأن يحبط نهائياً أهداف «إسرائيل»، التي يقلقها جداً، العامل الديمغرافي الذي يقضّ مضاجع العدو. إذ أنّ الدولة التي أرادها القادة الصهاينة دولة يهودية، ستتلاشى مع الوقت، نتيجة النمو الديموغرافي الفلسطيني، الذي سيجعل مستقبلاً من «يهود إسرائيل»، طائفة صغيرة في فلسطين التاريخية، يصعب على الإسرائيليين بعد ذلك، احتكار الدولة وحدهم وتقرير مصيرها بأنفسهم كما هو الحال في الوقت الحاضر .                     

بعد ٧٦ عاماً من قيام الكيان المؤقت، ورغم الهجرة اليهودية إليه، فإنّ تعداد العرب من مسلمين ومسيحيين يفوق عدد اليهود فيه، إضافة الى أنّ الكيان على وشك استنزاف خزان الهجرة اليهودية إليه الى حدّ بعيد .               

اسرائيل» ترى في حروبها العبثية حلاً لأمنها وتطلعاتها التوسعية. حروب انتقدها بشدة أبراهام بورغ رئيس الكنيست الأسبق، مندّداً بالسلوك الإسرائيلي بقوله: «إنّ لدينا القوة العسكرية دون وزن مقابل ، وهمّنا العمل على تحقيق النصر لجيشنا لأننا لا نفهم إلا لغة القوة، حتى انّ جيشنا الأكثر جيوش العالم هجوميّة يحمل اسم جيش الدفاع الإسرائيلي. ظلت «إسرائيل» أسيرة ماضيها الدموي والدرامي. لقد استغلينا المحرقة حتى أصبحنا بممارساتنا لها غارقين فيها… إنّ الحرب لم تعد استثناء لنا، بل أصبحت قانوناً .                                                                             

طريقة عيشنا طريقة حرب مقابل الجميع… لقد ربحنا كلّ الحروب، ومع ذلك نحتفظ بشعور عميق بالخسارة… نحن قبلنا ان نعيش بسلام مع الجلادين الألمان، وجعلنا العرب مكانهم لنفرغ عدوانيّتنا عليهم . ذهبنا الى الأمام مع الألمان والتعويضات، وفي الوقت نفسه لم يتوقف غيظنا وضغينتنا حيال العرب… إنّ البطولة الإسرائيلية المستندة الى القوة العسكرية والعنف، هي نتيجة النرجسية وعدم الثقة في نفوسنا؟! الشمولية والعداء للشعوب هما الروحان الوطنيان اللذان يحركان فينا الدعاء اليومي لليهود: «الشكر لك لأنك لم تجعلني من الغويم » . اليوم، بصمود الفلسطينيين ومقاومتهم، تسطّر غزة ملحمة تاريخ فلسطين الجديد . بانتصارها يبدأ العدّ العكسي لدولة الاحتلال، فيما الكيان ومجتمعه المتآكل يتصدّع، تحرّكه وتوجّهه عنصريّة قذرة، بشعة بكلّ أبعادها وأشكالها . غزة الأسطورة، بهرت العالم كله، الصديق والعدو، لتكون بحق أيقونة المقاومات ودرّتها، وهي تمرغ أنف المعتدين في رمال فلسطين، بإصرارها على تحرير الأرض واستعادتها من جديد . سرائيل» بعدوانيتها وعنجهيتها، وضعت نفسها بين فكي كماشة: مقاومة فلسطينية مستميتة جنوباً، ومقاومة لبنانيّة باسلة شمالاً، تعرّي دولة الاحتلال وتذلّها . متى سيقرّ الكيان العنصري الدخيل في جسم الأمة، بأنه لن ينعم بالأمن والسلام والاستقرار طالما أنّ احتلاله للأرض مستمر، وسلوكه العدواني متواصل . متى يتخلى زعماء العرب وقادتهم، وهم أمام الخطر المحدق بالأمة وشعوبها، عن الأدبيّات الهشة، والمستهلكة التي تقتصر على انتقاد دولة الاحتلال دون ان يكون لهذه اللغة طعم، او رائحة، او لون، في الوقت الذي يشاهدون أشلاء الأطفال، والإبادة الجماعية تحصد أرواح الفلسطينيين، ويتمادون علناً وسراً في تطبيعهم وتنسيقهم مع العدو، ويخضعون لإرادة الغرب طوعاً، رغبة بدعمه ورضاه، فيما العدو «الإسرائيلي» مستمرّ في مجازره الهمجية مستخفاً بهم، غير مبالٍ بمواقفهم المخزية، وتصريحاتهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع . لن يغيّر الدَّعي نتنياهو الشرق الأوسط كما يريد، إنما الذي سيغيّر وجه المنطقة وفلسطين، هم المقاومون الأحرار الذين يعبّرون عن وجدان الأمة وضميرها في نضالها من أجل الحرية والسلام الحقيقي القائم على الحق والعدل . إنه تاريخ مشرّف جديد يسطره المقاومون عنوانه: من أفق غزة، يلوح اليوم بداية أفول نجمة داود .

الاثنين، 13 نوفمبر 2023

غزة تستغيث ضمائرنا / بقلم أَ.د أَبولهيب

غزة تستغيث ضمائرنا 



أَ.د أَبولهيب

يمر اليوم أكثر من شهر على القصف الهمجي لقطاع غزة، بينما لم تزل المواقف العربية تتراوح بين التصريح الخجول والتصريح الخذول؛ بما لا يؤشر على أدنى مؤازرة حقيقية أو تعاطف إنساني، إن لم يكن تعاطف الدم والدين، على الرغم من أعداد الشهداء التي فاقت عشرة آلاف، ٧٠ في المئة من الأطفال والنساء، والدمار الهائل الذي أصاب القطاع من جهاته الأربع. ولا أدري كيف يتخيل هؤلاء الساقطون من العروبة والإسلام ما سيكتبه عنهم التاريخ، وما سترويه الأجيال المتعاقبة عن مواقفهم الجبانة المتخاذلة من هذه الأحداث الجسام التي لا يمكن وصفها بأقل من جريمة الحرب والإبادة الجماعية على أعينهم وأعين العالم المنافق ومسمعهما .                     
صحيح أن بعض الدول العربية كان لها مواقف معقولة مما يجري كالجزائر وتونس وقطر، إلا أن حجمها السياسي وقدراتها العسكرية، وموقعها الجغرافي؛ لا تمنحها الفرصة لاتخاذ موقف يتسم بالتحدي والصلابة، بينما ثمة دول مطبعة تمتلك قدرات عسكرية ووزنا سياسيا نسبيا ، وقفت موقف المتفرج أو المشارك المصطف في جانب العدو، كموقف مصر المتخاذل الهش الذي عرته المعركة، وكشفت ظهره فوق ما كان قبل المعركة، وربما كانت مصر هي الدولة العربية الوحيدة القادرة على التدخل بثقلها التاريخي- دبلوماسيا أو عسكريا؛ لو كان فيها قيادة محترمة وجيش على أهبة الاستعداد، لا يعمل في بيع الطماطم والبطاطا، ولا يعمل مزارعا في المزارع الفاشلة التي صرف عليها مئات الملايين من الجنيهات عبثا .                          
يأتي الموقف العربي المتخاذل في ظل محرقة لا تتوقف، واجتياح بري تتصدى له المقاومة بتحد وشجاعة وعنفوان عز مثيله في أي بقعة من العالم، بينما تنتفض الشعوب العربية كالأسود التي تحيط بها همجية القوة العسكرية وإغلاق الحدود؛ ولو فتحت الحدود لوجدت طوفانا عربيا بشريا بالملايين يقتحمون أرض فلسطين من جهاتها الأربع؛ لكن قدرنا أن تحيط بفلسطين أنظمة خانعة مستسلمة جبانة، كل ما يعنيها أن تبقى على كراسيها وإن كانت تلك الكراسي من قش، لا وزن لها ولا قيمة .                                             
في المقابل فإن صمود أهل قطاع غزة ومقاومته تؤشر على انتصار كبير على الرغم مما تتعرض له من تدمير، ومحاولة للاجتياح والتهجير، وقتل ممنهج على سمع العالم المتآمر وبصره. وهنا لا بد من أن نشير إلى أن غزة وإن تكبدت أحد عشر ألف شهيد وخمسة عشر ألف جريح إلا أنها بخاصة وفلسطين بعامة أمة ولادة سرعان ما تعوض الشهيد بعشرة مشاريع شهادة؛ ففي غزة وحدها معدل الولادة سنويا يقدر بـ55 ألف طفل، وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي كان عدد النساء اللواتي سيلدن ٥٥٠٠ امرأة حامل، ولا ندري كم منهن استطعن الولادة بأمان، وكم منهن استشهدن هنّ وأجنّتهن، لكن كل ما نعرفه أن غزة قادرة على الصمود وأن كل جيل يأتي للحياة يكون أكثر قوة وتحديا وإصرارا على الانتصار، كيف لا؟ ولا يوجد بيت في القطاع إلا وفيه شهيد أو جريح أو أسير .                                       
ولنا في قوله تعالى: "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون"؛ فالكيان يألم ألما شديدا؛ جراء قتلاه وأسراه والدمار الذي أحدثته صواريخ المقاومة، في تل أبيب وعسقلان وسيديروت وكيسوفيم وأسدود وكل مستوطنات غلاف غزة التي أفرغت من سكانها؛ فشكل ذلك عبئا كبيرا على الكيان المحتل الذي يتخبط فيما آلت إليه الأوضاع الميدانية والسياسية التي تنخر في جسم الكيان وتعرضه لأكبر حالة انقسام داخلي يبشر بسقوط نتنياهو وحدوث أزمات داخلية، هذا ناهيك عن عملية طوفان الأقصى بحد ذاتها، التي جردت الكيان من كبريائه المزعوم وهيلمانه الكاذب .      
ويكفي أن نتابع ما يجري في الكيان من مماحكات ومشكلات ذات صلة بالأسرى لدى حركة حماس؛ الذين قتل منهم تحت القصف نحو ٦٠ أسيرا حتى اليوم. وهو ما أدى إلى توترات وارتباكات وأكاذيب كلها تصب في مطلب واحد ألا وهو إسقاط نتنياهو وإخراجه بعيدا عن الساحة السياسية ومحاكمته ورفضه من جموع الصه،،،،اينة بكل أطيافهم العرقية والأيديولوجية باستثناء بعض حلفائه من اليمين المتطرف.
 أما الاجتياح الذي بدأ في قطاع غزة، فلا أظنه سينجح، ولا أراه قادرا على الصمود، فالمقاومة أعدت له ما يلزم من الطاقات البشرية والأسلحة المؤاتية، ومهما بلغت التضحيات فغزة منتصرة، والعدو إلى خسار وبوار، بإذن الله . 
    
فألف ألف رحمة على ارواح شهدائنا الابطال ، وندعو من الله الشفاء العاجل لجرحانا .

الأحد، 12 نوفمبر 2023

القمة العربية الإسلامية فرصة أخرى ضائعة إن لم نقرن القول بالعمل. بقلم / بدر الدين كاشف الغطاء

 القمة العربية الإسلامية فرصة أخرى ضائعة إن لم نقرن القول بالعمل.

بدر الدين كاشف الغطاء

11 /11/ 2023

صدر يوم 11/11/2023 بيان القمتين المدمجتين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي عن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وكان المفروض ان تنعقد القمة العربية يوم 11/11 تتلوها القمة الاسلامية يوم 12/11 ، لكن يبدو ان خلافات حصلت داخل المجموعة العربية حول عناصر البيان الختامي للقمة العربية، مما دعا الى اللجوء الى حل "عبقري" يدمج القمتين ويخفف الضغوط على الجميع، مع أن القمم المشتركة تعقد عادة بين نظيرين، وبما ان جميع الدول العربية اعضاء في منظمة التعاون الإسلامي فكان المطلوب الاكتفاء بتسميتها القمة الإسلامية.

        قرار القمة العربية والإسلامية المشتركة لم يرق الى الاستجابة للغضب العربي العارم على جرائم الصهاينة، ولآمال الجماهير العربية التي انتظرت استعمال الدول العربية، مجتمعة ومنفردة، أدوات الضغط التي تملكها ، وهي أكثر من أن تحصى، لإجبار الكيان الصهيوني على وقف عدوانه المستمر منذ أكثر من شهر على الشعب الفلسطيني، ولإعادة ثقة الجماهير بالنظام الرسمي العربي. إضافة الى أن ما جاء في بيان القمة من إجراءات ،على شحتها، ينتظر الامتحان عند التنفيذ.

وأدناه خلاصة بأهم فقرات قرار القمة العربية والإسلامية المشتركة::

في فقراته الأولى عرض بيان القمة المواقف المبدئية تجاه القضية الفلسطينية، وأغلبها  وردت في قرارات عربية ودولية سابقة واستذكارها  هو تحصيل حاصل ، مثل تحميل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مسؤولية استمرار الصراع وتفاقمه نتيجة عدوانها على حقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وإن السلام العادل والدائم والشامل لن يتحقق من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وادانة الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وإدانة اجراءات إسرائيل اللاشرعية التي تنتهك حرية العبادة،

بعد ذلك استعرض بيان القمة الاحداث بعد طوفان الأقصى بصيغة الرفض والشجب والاستنكار، فرفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة. وأدان تهجير حوالي مليون ونصف فلسطيني، ورفض محاولات النقل الجبري الفردي أو الجماعي أو التهجير القسري أو النفي أو الترحيل للشعب الفلسطيني ، وطالب بوقف جرائم القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال وإرهاب المستوطنين، وأدان قتل الصحفيين والأطفال والنساء واستهداف المسعفين واستعمال الفسفور الأبيض المحرم دوليا في الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، وأدان الأفعال والتصريحات الكراهية المتطرفة والعنصرية لوزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها تهديد احد هؤلاء الوزراء باستخدام السلاح النووي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. واستنكر ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.

 ثم في الجزء التنفيذي طالب بيان القمة المجتمع الدولي ومؤسساته ودوله بأمور كثيرة ، أهمها مطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر الى سلطات الاحتلال، ومطالبة مجلس الأمن اتخاذ قرار فوري يدين تدمير إسرائيل الهمجي للمستشفيات في قطاع غزة ومنع إدخال الدواء والغذاء والوقود إليه، والطلب من المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية استكمال التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وضرورة تنفيذ إسرائيل التزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال ووقف جميع الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تكرس الاحتلال، وضرورة تحرك المجتمع الدولي فوريا لإطلاق عملية سلمية جادة وحقيقية لفرض السلام على اساس حل الدولتين

 وأخيرا عرج بيان القمة على بيت القصيد، وهو ما يجب على أهل القمة فعله ، وبالذات القادة العرب، فكان عاماً ومحدودا، وركز على دعوة عامة غير محددة بإطار زمني تقول "دعوة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية  لممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والقانونية واتخاذ أي اجراءات رادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعمارية ضد الإنسانية" و "كسر الحصار على غزة وفرض ادخال قوافل مساعدات إنسانية عربية واسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري" ،كما كلف بيان القمة "وزراء خارجية المملكة العربية السعودية بصفتها رئاسة القمة العربية والإسلامية، وكل من الأردن - مصر - قطر - تركيا - اندونيسيا – ونيجيريا وفلسطين وأية دول أخرى مهتمة، والأمينين العامين للمنظمتين بدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في المنظمة والجامعة لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة". كما طالب بتفعيل شبكة الأمان المالية العربية والإسلامية لتوفير المساهمات المالية وتوفير الدعم المالي والاقتصادي والإنساني لحكومة دولة فلسطين ووكالة الأونروا.


الاستنتاجات


أولا: في العلاقات الدولية المعاصرة لا تؤتي الدبلوماسية ثمارها إن لم تكن مزيجا من القوه الصلبة والقوة الناعمة ، بمعنى القدرة على المنع والمنح، ولحد الآن لم تكن الدبلوماسية العربية ، الجماعية منها أو الفردية، قادرة على تحقيق نجاح يذكر في مواجهة الحرب العدوانية الإسرائيلية المتواصلة على شعب  فلسطين منذ طوفان الأقصى، لإنها كانت دبلوماسية بلا أنياب. وبيان القمة أشار بلغة عامة الى ممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والقانونية، مستثنياً الضغوط الاقتصادية مع انه طالب الآخرين بوقف تصدير السلاح للكيان لصهيوني وهو اجراء ذو بعد اقتصادي . وإذا لم تعلن الدول العربية مجتمعة أو منفردة بعد القمة استعدادها لفرض عقوبات دبلوماسية وسياسية وقانونية واقتصادية على الكيان الصهيوني ومن يدعمه فلن يكون للتحرك الدبلوماسي العربي والإسلامي تأثير يذكر. 

أما إعلان كسر الحصار على غزة ، فهو قرار شجاع إذا جرى تنفيذه، وغير معروف هل يعني ذلك انهاء سيطرة الكيان الصهيوني ، من خلال ممثل الاتحاد الأوروبي، على المعابر مع مصر وفق اتفاق عام 2005، أم العودة الى ذلك الاتفاق المتوقف حاليا بسبب العدوان الصهيوني على غزة، وهو اتفاق سيء وأصبح بالياً وتجاوزته الاحداث.


ثانيا:  يحدد الباحثون الاستراتيجيون قدرات الأمم من خلال ثقلها الديموغرافي والجغرافي ومواردها الطبيعية، وبموجب هذا التحديد فإن الامة العربية يفترض أن تكون قطبا عالميا مرموقا، لكن الوقائع تقول إن عناصر القوة الكامنة غير كافية لتحديد أيّ من الأمم سيصنع التاريخ، فالتاريخ تصنعه الأمم التي تتخذ قرارات استراتيجية بشأن أين ومتى وكيف تطلق الامة قواها القائمة والكامنة، وكيف تعزز لُحمتها القومية وكيف تختار حلفاءها وأي حرب تخضونها وأي صراع تتجنبه. وكان طوفان الأقصى، ولازال، فرصة الأمة لأن ترد لنفسها الاعتبار بعد (75) من الاحتلال والقهر . ولا يكفي القاء العبء على "المجتمع الدولي ومنظماته" لإحقاق الحق، بل يجب ان تقدم الأمة كل ما يمكن ان تقدمه لوقف العدوان ونيل الحقوق، وأن تتوقف دولنا عن ممارسة أصبحت ممجوجة تتمثل في السعي لتجميل صورتها أمام الغرب وادعاء احترامها لقيمه والافراط في تأكيد تمسكها بالسلام كخيار إستراتيجي، فالغرب لا يفهم غير لغة القوة ولغة المصالح.


ثالثا: لقد عَبَرَ الفلسطينيون، من الطفل الى المقاتل، حاجز الخوف من الآلة العسكرية الإسرائيلية الجبارة ، ومطلوب من صناع القرار في أمتنا عبور حاجز الخوف من تهويلات الماكنة الإعلامية الغربية وتهديدات سياسيي الغرب، وأن يقولوا الحقيقة ويعبروا عن إرادة شعبهم . وأسوق لهم مثالاً أخيرا، فقد نشر دانيال ليفي المفاوض الإسرائيلي السابق في اتفاقية أوسلو الثانية مقالا في صحيفة نيويورك تايمز يوم 8/11/2023 قال فيه (حماس مغروسة في صلب نسيج المجتمع الفلسطيني وبالتأكيد زادت شعبيتها ليس بسبب تعطشها للدماء بل لأن الخيارات الأخرى لتحرير فلسطين أصبحت مغلقة بوجه الفلسطينيين ) وأضاف (حماس لا تمثل تهديدا وجوديا كما تظن إسرائيل، بل التهديد الوجودي هو غلوّ إسرائيل وتطرفها). 

وأسأل : لماذا لا زال نظامنا الرسمي العربي وإعلامه يتجنب قول الحقيقة التي قالها مسؤولون وأكاديميون يهود ؟؟

ولماذا نسمح  للصهاينة أن يدّعون أن بعض صناع القرار العرب طلبوا منهم سحق حماس ولا يُرَدّ عليهم؟


رابعا: منذ طوفان الأقصى ووسائل إعلام "ولاية الفقيه" وذبابه الالكتروني يوجهون الاتهامات للملوك والرؤساء للعرب بخذلان أشقائهم الفلسطينيين، وهدف ولاية الفقيه هو أولاً التغطية على قرارها بعدم "توسيع نطاق الحرب" رغم ادعائها بأنها تحمل لواء المقاومة، وذلك بعد تهديد وزير الخارجية الأمريكي لها بضربة ماحقة قد تزيل حكمها. ولذلك وجهت ولاية الفقيه ميلشياتها في المنطقة بالاكتفاء بالمناوشات. والهدف الثاني لولاية الفقيه هو استغلال الموقف الرسمي العربي المتأرجح لتأجيج  العداء  والحقد الفارسي على الأمة العربية.


خامساً  : لا شك إن تقصير النظام الرسمي العربي والحكومات العربية يعود في بعض جوانيه الى  تقصير الجماهير في إيصال صوتها الى حكوماتها، ومطلوب من الجماهير  ومنظماتها  الطلب من حكوماتها إنهاء سياسات الانتظار، وتوحيد الكلمة لمواجهة غول متوحش بأنياب نووية يعتبر نفسه فوق القانون ويعتبر أبناء الأمة "حيوانات بشرية" . وبقدر حيوية الجماهير وقدرتها على إيصال صوتها لأولياء الأمر عن طريق التظاهر وأنشطة منظمات المجتمع المدني ووسائط الاتصال الاجتماعي يحصل التغيير. ورأينا كيف ان قادة الدول الغربية المؤيدة للكيان الصهيوني بدأت بتغيير مواقفها بعد التظاهرات العارمة في بلدانهم.

والله المستعان

بغداد في 11/11/2023

الجمعة، 10 نوفمبر 2023

غزة اسطورة الصمود العربي/ بقلم أ . د . أبولهيب

غزة اسطورة الصمود العربي 


أ .د . أبولهيب

فلسطين ارضَ الحشد والرباط ، ومعقل البِدايات والهِدايات ، على أرضها مَشى الأنبياء ، ومنها أُسرِي بالنبي محمد صل الله عليه وسلم الى علياء السماء ، وفي إحدى مغاراتها ولِد السيد المسيح عليه السلام مشعل النور والضياء ، وفيها غَزة محطة الصمود والعِزة ، وقلعة الشموخ والكبرياء، ونموذج الرفعة والنصر .


منذ سنوات يعاني قطاع غزة من حصار محكم غير مبرر، اشتد بعد عملية اسر الجندي الإسرائيلي ، منذ ذلك الوقت مستمرين ، مستمر بقسوة ظالمة وتحدي صارخ للمجتمع الدولي، حتى اليوم، وعبر تلك السنوات الطويلة ، لا يسعنا الا ان نقول وبنفوس مكلومة وقلوب مفجوعة وكرامة مجروحة ، عذرا يا أطفال وشيوخ ونساء غزة ،على عروبتنا التي ماتت ودفنت فوق التراب لا تحته خجلا من بسالة وبطولة شعب ، كله رجال مقاومة ، وهم يتصدون للعدو الصهي،،،،وني الغاشم بطائراتهم الورقية وحجارتهم البسيطة ولهيب غضبهم،  عذرا يا مخيمات ، وبحر، ومسيرات غزة على أحاسيسنا ومشاعرنا التي انعدمت وتشوهت في ظل صمت قادة الأمة عن الكلام متناسين ما تمرون به من حصار وتجويع وإبادة جماعية ،علي يد اعتى فاشية واقصى آلة إره،،،ابية عالمية..


وعذرا يا شهداء وأسرى وجرحى ومصابي غزة ،على تخاذلنا إزاء نصرة قضيتكم ، والتي هي أمانة ومسئولية في عنق كل عربي ومسلم،  وعذرا والف عذرا لبنادقكم وصواريخكم ومقاليعكم ودواليبكم المشتعلة بالدخان ، تخفيكم، فعالمنا العربي والإسلامي بات منهك ومتعب ومهزوم فالطغاة كثروا وسادوا والفساد عم وطغى والظلم أنتشر وسيطر فما لكم غير الله ينصركم ويثبت أقدامكم أمام الوحشية الصهيونية والمجازر الدموية التي تنهال عليكم قصفا وقتلا وحرقا وتدمير ،

اعذرونا فنحن الذين أصبح صمتنا عادة وضميرنا العربي أنتقل إلى رحمة الله بلا عبادة دفناه في ظلمة الليل حياءا بكل مراسم الذل والعار والهزيمة فإلى متى يعيش هذا الشعب الغزي المقاوم مقيدا بالقوة النازية ومحاصرا من أبناء وطنه وإخوان عروبته الذين باع بعضهم دينه وضميره وشرفه لأمريكا وحليفتها إسرائيل بأبخس الإثمان وأحط وانذل المواقف أما آن للواقع أن يتغير وأن يعيش هذا الشعب كباقي شعوب العالم بأمن وسلام .


ها هي غزة ارض الشهداء ومصنع الرجال في كل يوم تروي لكم حكايات الصمود والتحدي وتوزِع شهادات الفَخر والتميز وتضيء نور الكَرامة والعزة وتعطي دروسا متقدمة في المقاومة والشهادة والبطولة والكبرياء ومواجهة الحصار وآلة القتل والدمار بعدما أضحت قلعة للمقاتلين واستراحة للمجاهدين التي لن تنكسر شوكة قادتها أو ترضخ عزيمة شعبها وستظل صامدة عودها صلب وقوي في وجه العدوان القاهر والحصار الظالم مهما عظمت التضحيات وسالت الدماء وتوسعت المعاناة وطال أمد المؤامرات والخيانات والانتكاسات .

هذه غزة الصامدة والباسلة رغم الآلام و الجراح والمصاب الجلل تبني بدماء شعبها ومقاوميها جسور العبور إلى القدس وبيت المقدس وهي تودع الشهيد تلو الشهيد بزغاريد الفرح وبندقية الثائر وقبضات الانتقام  شعبها يعشق الحرية وإرادته تهزم الجيوش ذنبها الوحيد أنها لم تعترف بوجود الكيان الص،،،،،هيوني الغاصب ولم تتنازل عن حقوقها التاريخية المشروعة ولم تترك الأرض فريسة للدخلاء ولم تتخلى عن مبادئها الراسخة المتوارثة وأنها ستظل تقدم الآلاف من الشهداء والجرحى على طريق النصر والتحرير المبين .


لك الله يا غزة فهو حسبك ومؤيدك وناصرك فتجملي ليومك القادم الذي لن يطول شروقه بإذن الله تعال للمضي قدما نحو المجد والسؤدد ولو كان هناك من يفهم ويقدر لاستفاد من دروس العدوان الصه،،،يوني المتوالية على غزة ولم يفكر إلا بطريقة واحدة وهي كيف ينحني لغزة وأهلها إكباراً وإجلالاً ، لا أن يبحث عن وسائل من أجل إرهابها وإخضاعها وقتل أهلها وخنقهم بالحصار والتهديد بالقصف والعدوان .


 يا أهل غزة الباسلة شرف الامة وعنوان صمودها تحيتنا لكم وانتم في وسط الركام ودياجير الظلام والم الجراح وعمق الخطوب وذكرى أشلاء الضحايا الممزقة تحيتنا للطفل والشيخ والأم والأرملة واليتيمة والقادة والرموز والفدائيين والمجاهدين والشهداء تحيتنا لكم جميعا وانتم تصنعون الأنموذج الأروع في الصمود والتحدي على ارض الحشد والرباط تحيتنا لتراب غزة الطهور العبق بشذى الدماء الزكية ورائحة البارود وزفرات الموت المرعبة .

الرحمة والغفران لشهدئنا ، وندعوا من الله الشفاء العاجل لجرحانا .

الخميس، 2 نوفمبر 2023

نوايا سياسة التفقير في العراق! قراءة إحصائية/ بقلم ا.د عبد السلام الطائي

نوايا سياسة التفقير في العراق!

قراءة إحصائية

أ.د. عبدالسلام الطائي

أستاذ علم الاجتماع- جامعة ستوكهولم



مدخلات التفقير

دخلت سياسة الافقار العمد مرحلة شم النسيم المنعش لمستحدثي النعم ضد ذوي النعم في العراق منذ عهد النكبة الفكرية والأيدولوجية التي اصابت شعب العراق 2003 وما تلاها من  انهيار للمناعة التشريعية، بسب الاكراه التشريعي للقوانين بفتاوى المراجع السياسية المذهبية من غير العراقيين.  وهكذا استطاع القانون الخاص للمراجع المذهبية  ان يقيد القانون العام، فأدى الى شرعنة سرقة المال العام ، على سبيل المثال، فقه بعض المراجع الولائية المؤثرة  يعتمد على {نظرية المالك المجهول لأموال الدولة} التي تبيح نهب المال العام واستخدامه من قبل المجتمع السياسي العراقي للأحزاب بما فيهم المجتمع  النيابي والحكومي، أدت الى ازداد ثراء الأحزاب على حساب الشعب وتحول مجتمع الأحزاب الى مجتمع  "نهاب وهاب " نهب ثروة البلاد والعباد ووهبها الى دول الجوار، ايران سوريا لبنان اليمن و...

ومن الجدير بالذكر، ان نهب وتسليب الشعب من قبل الاحزاب ومكاتبها الاقتصادية التابعة للحشد "الشيعبي" فان ذلك مشرعن بنظرية المالك المجهول في الفقه الخميني والسيستاني، فقد جاء في الجزء الأول من كتاب علي السيستاني الموسوم بالمسائل المنتخبة" بالصفحة 254 منه ما نصه: المعادن كالذهب والفضة والنحاس والحديد، والكبريت والزئبق ، والفيروز والياقوت ، والملح والنفط والفحم الحجري وامثال ذلك ـ فهي من الأنفال. أي من الغنائم . ف"أن الدَّولة، بعصر الغيبة، كلّ ما تملكه يُعد امرا مغتصباً، ، وكل من يستولى عليه من قبل الاخرين لا يُعد فساداً ولا سرقة.

  وتفسيرا لذلك  اجازت  نظرية المباني الفقهية أيضا، حق تخويل فقيه الحزب السياسي او الميليشيات المسلحة "تفويضا شرعيا مفتوحا للتصرف بأموال الدولة كما يشاؤون، كأخذ الكومشنات والاستيلاء على اموال النفط وعقارات الدولة والمواطنين وغيرها. وبموجب ذلك اعتبر العراق غنيمة حرب  في فقه وعرف الغزاة ومن والاهم أحزابا ودول .

وهكذا- تحول الفساد والرشاوى والسرقات من حالة شاذة ومنبوذة في السياسة والدين الى واجب الهي في  الدين الإيراني والابراهيمي.

ولا مناص من القول، بان العلوم الاجتماعية والسياسية  قد صنفت الفتاوى واحدة من اهم اسلحة حروب الجيل الخامس 5GW في الحرب النفسية. نظرا لما تمتلكه من قدرات غير منظورة في نشر المعتقدات والافكار الهدامة.

ولايفوتنا أن ننوه  بهذا الصدد، بان العديد من الدراسات  توصلت الى اهم النوايا والفئات المستهدفة التي تتناولها فتاوى حروب الجيل الخامس، هي:  (33%) من تلك  الفتاوى هدفها نشر الفوضى وزعزعة أمن واستقرار الدول والشعوب، وان (27%)، لها أهداف سياسية، بينما (25%) من تلك الفتاوى هدفها تدمير اقتصاديات الدول، علاوة على ان 25 %  منها غايتها تنمية وتغذية خطابات الكراهية .  وانطلاقا مما سلف، فان مؤشر الإفتاء يشير إلى أن هناك فتاوى اجتماعية تثير اللغط وتشكك المسلمين في ثوابتهم الدينية، بهدف زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى الإفتائية

المخرجات

وبما ان هناك متلازمة ما بين الفقر والجريمة بعلم اجتماع الانحراف وبعلم الاجرام. بناءا عليه، فان الفقر يؤدي للجريمة والجريمة سببها الفقر مع بعض الاستثناءات . ولعله من الطبيعي ان تزداد حجم الجرائم حينما يكون لها سند فقهي، فتوى،  تعطل القانون. طالما الخاص يقيد العام.

 وحري بنا التطرق الى مخرجات سياسة التفقير العمدية لبعض مكونات المجتمع، ناهيكم عن  ارتفاع معدلات الجريمة في العراق من جهة، ومن جهة أخرى أدت الى ظهور أنماط جرمية لم يألفها شعب العراق منذ تأسيس دولة العراق 21 حتى مرحلة النكبة 2003 بالعراق الجديد مثل، تجارة الدم والبدن الاتجار بالأعضاء البشرية، المخدرات، الاختلاس الحكومي، التسول، الرشاوى، الالحاد، الانحلال المعياري  الذي تسبب بشيوع المثلية.

فعندما يرى العراقي المحاصصون الحصريون، الحكوميون والسياسيون  الجدد، بما فيهم رجل الدين، وهو  يسرق  وشاذ جنسيا ويسكن القصور ، فان العراقي حنيذاك يكفر بكل القيم وبالساعة السودة التي جعلت هؤلاء يحكمون العراق  منذ 2003 ، ممن تسببوا بجعل العراق وكانه غنيمة حرب لهم ولدول الجوار

 وكان من بين مخرجات سياسة التفقير، اختلال تماسك  المجتمع، وقد  تسبب بما يلي :

·       حصول 99% من حالات الطلاق عام 2022  ، انتشرت في محافظة ذي قار خلال شهري يناير وشباط، وقد تمت خارج المحاكم  حسب احصائيات مجلس القضاء الاعلى

·       حصول حالة طلاق كل 10 دقائق في العراق وفقا لبيانات السلطة القضائية العراقية  

·       التدمير  بالنزوح القسري-  

o      هناك 1.008.524 مليون  اسرة نازحة.

o      عدد الاطفال النازحون بلغ، 1.6 مليون.

o      بلغ عدد النساء النازحات، 1.9 مليون.

o       11758 عائلة نازحة، بلا معيل، تعيلها النساء،  لتعرض ازواجهن واخوتهن الى: اما الى القتل او السجن او الخطف

o      بلغت حالات الولادة في المخيمات 6511 توفي منهم 727 طفلا بمعدل 9 اطفال لكل 100 مولود.

o      احتلت محافظة نينوى المرتبة الاولى بعدد النازحين، تليها الانبار وصلاح الدين.

 

نستقرء من البيانات اعلاه، ان حجم عدد النازحين من الاطفال والنساء البالغ، 3.5. مليون، وهو رقم فاق تعداد سكان الكويت ودولة قطر. وبذلك يمكننا ان نصف ونصنف عراق ما بعد الاحتلال بانه مدينة او جمهورية للأرامل والايتام بحكم الارقام الاحصائية الخاصة بضحايا العراق بعد الغزو الامريكي الايراني.

ناهيكم عن وجود نسبة عالية من العراقيين الذين  يرومون الهجرة الى خارج العراق، فواحد من بين كل ثلاث من العراقيين يرغبون  بالهجرة اليوم.

·       ومن التداعيات أيضا تدمير  الاسرة بالترمل والايتام

·       زواج المتعة الذي يغض النظر عن سن الفتاة وترددات ذلك  بايولوجيا وعلى زيادة معدلات التصدع  والتفكك الاسري

·       تفكيك الدين الاسلامي الى دين حكومي ومرجعيات

·       تدمير الاقتصاد بالفساد والانفاق الحكومي

·        تدمير المجتمع بالميليشيات من خلال القتل على الهوية

·        التدمير بالمخدرات، 3 من 10 مدمنين على المخدرات بما فيهم الأجهزة الأمنية بين متعاط ومدمن،  وفقا للتقارير الدولية

·       تدمير التعليم والصحة

·       تدمير المجتمع بالهجرة والنزوح القسري

حيث نجم عن تلك المخرجات التدميرية على المجتمع العراقي ما يلي:

·       اضطراب منظومة القيم في العراق

·       تدهور القيم الاخلاقية

·       اضطراب القيم الوطنية

 

قراءة واستقراء احصائي

ونظرا  لما ال اليه حال العراق اليوم، اهلته لكي يصنف خارج الزمن. ولعل  خير ما ينطبق عليه وصفا وتحليلا وتسبيبا، ما جاء بعنوان كتاب الدكتور علي الوردي الموسوم: " مهزلة العقل البشري" . بلى ان ما يحصل في عراق النكبة منذ 2003 بسبب هيمنة الجهل على العقل في السياسة والدين والحكم، لا يمكن لعاقل ان يصنفه علميا الا في خانة مهزلة العقل البشري قياسا بحال شعوب الأمم الأخرى التي لا تمتلك ارث وموارد العراق الثقافية والحضارية والاقتصادية!. كل ذلك جرى وما زال يحصل، نتيجة لسياسة المحاصصة والتمايز الديني والمذهبي والعرقي وتعطيل القوانين بالإفتاء السياسي، ما نجم عن ذلك من انحلال معياري وانهيار الأمن الاجتماعي والاقتصادي.

فالفقر لا يحصل في بلد غني كالعراق الا عندما يكون  ولاة الامر فيه وكأنهم من غير اهله في العراق. نظرا  لكونهم مسيرين وليسوا مخيرين. حين ذاك ذهبت وستذهب أموال العراق للميليشيات بسوريا ولبنان واليمن وافريقيا وايران، علاوة على، إسكان واطعام الزوار الإيرانيين وهم بالملايين خلال الزيارات، يحصل الفقر في العراق، حينما  يسرق ويهرب النفط لإيران  وسوريا !

البيانات الإحصائية ادناه تبين  سياسة التفقير والتجويع والتجهيل والبطالة وكأنها متعمدة،  ان لم تكن كذلك. فقد تراوحت نسبة الفقر بين 70-77% في المناطق الشيعية جنوب العراق، تصدرت محافظات القادسية والمثنى وميسان سلم الفقر في هذه المدن. في حين بلغت نسبة الفقر في المناطق الكردية شمال العراق 1%. 



هذا وتفيدنا البيانات المعتمدة وفقا لمدركات مؤشرات الفساد. بان التدمير بالإنفاق الحكومي والخدمات المفقودة، كانت بسبب الافراط في الانفاق الحكومي مقابل التفريط بالخدمات المقدمة للمواطنين ناهيكم عن التنمية المفقودة، لا محال ستؤدي هذه السياسة الى الافقار والتجويع والتجهيل . وبما ان سياسة توزيع الدخل في ميزانيات الدول مرتبطة بشكل واديولجيات النظام السياسي للدولة. فان تخصيص 22،6% من ميزانية العراق للجيش والشرطة- وهي مخصصات تفوق ميزانية الأردن جيشا وشعبا-  اذا ما قورنت بالنسبة الى تخصيصات ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، البالغة 4.7% ، وتخصيصات ميزانية وزارة الصحة البالغة  3.8% . لهو مؤشر واضح بان العراق "دولة بوليسية" يهمها حماية نفسها لا رفاهية وامن شعبها، على الرغم من ضخامة ميزانية الجيش والشرطة، لكنهما عاجزين عن توفير الامن للشعب!.

في حين ان البيانات الدولية المرفقة تشير بان سلم ترتيب الجيش العراقي حاليا بين جيوش العالم بات في المرتبة 50 بعدما كان في المرتبة الرابعة بحلف الناتو قبل الاحتلال، على الرغم من ان ميزانيته آنذاك كانت اقل بكثير من ميزانية جيش ما بعد نكبة 2003 .


اما بشان البيانات الإحصائية المعتمدة ذات الصلة بالاهتمام بالإنسان العراقي، سنبينها بالدينار العراقي،  وهي الاتي :

1.     بلغت تخصيصات الوقفين 50 ضعفا قياسا بتخصيصات وزارات الصحة والتربية والتعليم ،كما هي مبينة في ادناه:

2.     الوقف الشيعي : 591 مليار دينار

3.     الوقف السني : 281 مليا دينار

4.     وزارتا التربية والتعليم : 11.4مليار دينار

5.     وزارة الصحة: 6 مليار دينار فقط!

نستقرأ  من البيانات أعلاه، بان مخصصات حكومة الطوائف السنية والشيعية تفوق ميزانية وزارت التربية والتعليم والصحة التي تقدم خدماتها لكل الطوائف.

وعلى الرغم من تسلسل العراق في المرتبة الخامسة عالميا لاحتياطي النفط والمرتبة العاشرة لاحتياطي الغاز. لكن 27% من العراقيين يعانون من البطالة ويعيشون تحت خط الفقر بسبب الفساد المالي والاداري وضعف القوانين وعدم استقلالية القضاء. ولتلك المسوغات فقد صنف العراق عالميا بالمرتبة 166 من 167 وفقا لمدركات مؤشرات الفساد. وانطلاقا مما سلف، تصدر العراق الفقر والبطالة اسفل الترتيب الدولي على الصعيد العالمي.

خاتمة

لقد كان لإصدار الحاكم الامريكي المدني في العراق، بريمر، قرار  الغاء القوانين السابقة لتحل محلها الفتاوى، علاوة على إصدار قرارات لحل مؤسسات الضبط والرقابة الاجتماعية والاقتصادية الحكومية- الوزارات-  وغير الحكومية، لتكون مسوغا بعدم عودة النظام السابق لحزب البعث، وهي  ستكون سببا أيضا، في تعجيل انهيار النظام السياسي الحالي  متى ما يشاء بريمر ومن والاه في العراق،  وسيكون سببا في انهيار الحكومة العراقية في الوقت الذي تراه مناسبا  ادارة حكومة بريمر  ومن سلطه علينا وعلى من والاه .

 

 المصدر،  وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للاحصاء، المجموعة الاحصائية السنوية،  Annual Statisical Abstract ، 2018-2019 - 2020، العراق . بغداد.