الاثنين، 30 أكتوبر 2023

المقاومة الفلسطينة تبدع باستخدام الحرب النفسية /بقلم د- فالح حسن شمخي

 المقاومة الفلسطينة تبدع باستخدام الحرب النفسية 


د- فالح حسن شمخي 

مثلما فعلت المقاومة العربية الفلسطينية في اليوم السابع من اكتوبر في  انتصارها الذي جاء خارج سياقات الحروب التقليدية وغير التقليدية ، ومثلما تفعل اليوم وعلى مدى ٢٤ يوما من التصدي الى الهجمة الهمجية الهستيرية للعدو  وجها لوجه وبمباغتته باستخدام اسلوب الانزال خلف خطوط العدو لتحقيق الاهداف ، ومثلما ابدعت في استخدام الصواريخ وفي القيادة والسيطرة ، فانها تبدع في استخدام الحرب النفسية التي  تناولتها في منشور سابق .

العدو المتغطرس المستفز والذي يشعر بمرارة الهزيمة يستخدم الحرب النفسية  باسلوب قديم وتقليدي ، بينما المقاومة الفلسطينية تبدع باساليب جديدة ، العدو باقي باسلوب (حسنة ملص) الذي استخدمته مصر ضد العراق ايام حكومة قاسم ، القصة تقول ان معلومة مفبركة وصلت الى مصر تقول ( تم استشهاد المناضلة حسنة ملص )، لن تدقق مصر بالمعلومة وبثتها عبر راديو صوت العرب الموجه للشعب العراقي ، ضحك العراقيون كثيرا لانهم يعرفون من هي حسنة ملص وماهو عملها. واستخدم العراق ومن قبله فيتنام اسلوب تقليدي في الحرب النفسية موجه الى الجنود الامريكان يقولون فيه (زوجتك عند عشيقك تتسكع معه وانت تقاتل هنا )، واستخدمت امريكا الحرب النفسية التقليدية حينما صورت المفاوض الكمبودي وهو يرتدي حذاء غالي الثمن ومصنوع من جلد الغزال لتقول لشعبه ( انتم جياع وهو يرتدي هذا الحذاء )، والامثلة كثيرة بما فيها عمليات غسيل الدماغ التجارب التي مارسها الفيتنامين على المعتقلين من الجنود الامريكان ، حيث يبدأون بالضرب والاهانة والاذلال والتجويع ومن ثم يعطوه السجين سيكارة ويحسنون اكله شيئا فشيئا الى ان يصل الى تقبل افكارهم والدفاع عنها وهكذا .

 اليوم عندما طالعت صفحتي على الفيسبوك دخلت على اعلانات وكلمات الحثالة الذي يتحدث اللغة العربية المدعو  (ادرعي )، وغيره ، وانا لا اعتقد انه اختراق لكني كلما افتح الفيسبوك يظهر ادرعي التافه وغيره ، ليقول ( ان المرأة الفلسطينية في سرير مع جندي صهيوني )، او ان يظهر احدهم ليقول ( نحن البدو نرفع العلم الحبيب علم اسرائيل )، وفلم يصور اسيرين فلسطينين يبدو انهم من الضفة الغربية جالسين منهكين والجنود والمجندات يطوفون حولهم بعلم الكيان ويهتفون ويريدون من الاثنان ان يرددوا  مايقولون ، وافلام مجندات يرقصن باسلوب خليع بمؤخراتهن وكأن جيش الاحتلال سعيد بما يحدث لاطفال ونساء غزة وافلام اخرى يسخرون من رجال المقاومة وانتصاراتهم ، ورمي المنشورات على ابناء غزة بالاطنان ،  انها اساليب بالية وقديمة عفى عليها الزمن ، فهم لايتجاوزون اسلوب الدعاية فقط لم ارى انهم استخدموا او يستخدمون الاشاعة او غسيل الدماغ .

بالمقابل فان المقاومة العربية الفلسطينية ومن خلال البطل ابو عبيدة يمارسون الدعاية بابداع ، ومن خلال الاسيرتين المفرج عنهن ، مارسوا عملية غسيل الدماغ ليس على الطريقة الفيتنامية بل على الطريقة الاسلامية باخلاق العربي المسلم ، والدليل رجوع الاسيرة العجوز لمصافحة بطل من ابطال القسام ، اما خروج الاسيرات الثلاثة في نداء موجه الى الداخل والى السفاح نتن ياهو فكان اسلوب متقدم بالحرب النفسية ، فكانت الاسيرات والاسيرة التي تتحدث بصحة جيدة جدا  وملابس ونظافة جيدة ، وكانت الاسيرة التي تتحدث بتلقائية دليل على  انها لن تلقن ولم يمارس عليها ضغط يذكر ، انه اسلوب مبدع بالحرب النفسية ، اما الملابس التي يرتديها المقاومين والناطق العسكري باسم القسام والكوفية الفلسطينية فهو شكل يفصح عن مضمون البطولة والشجاعة والكبرياء ، كبرياء الفرسان .

سقط الكيان عسكريا ونفسيا واقتصاديا وسياسيا ، وانتصرت المقاومة التي تقود حرب التحرير الشعبية بابداع  وبقدرات مذهلة ، ان انجازاتهم  سوف تدرس في المستقبل ، ستدرس قدراتهم  العسكرية ، وقدراتهم  القيادية ، وقدراتهم في فنون القتال استراتيجية وتكتيك وعقيدة و في استخدامهم الحرب النفسية بابداع.