الخميس، 26 مايو 2016

عندما يتحول العقال على رٲس العربي صفرا من الاصفار حكاية عن اشباه الرجال والزيروات.......الدكتور عبد الكاظم العبودي





عندما يتحول العقال على رٲس العربي صفرا من الاصفار
حكاية عن اشباه الرجال والزيروات
د. عبد الكاظم العبودي
دائما اترحم على الرئيس الجزائري الراحل هواري بو مدين بوصفه حكام الخليج واصحاب الابار النفطية ، نقدا وسخطا واستهجانا من مواقفهم المخجلة، فسماهم الرئيس الراحل بومدين في ٲحد خطبه ( الٲصفار).
وكم من مرة سمعت مثل هذا النعت المخزي يرد على السنة الشباب الجزائري وبصيغة التهكم لمثل هذه الحالات بوصف الحكام العرب ب (الزيروات من جمع زيرو) باللغات الفرنسية والانجليزية.
وعندما داس ٲمثال ٲشباه الرجال ، ممن يحسبون على العرب، على عقالهم، في كثير من المناسبات التي تتطلب مواقف النخوة والشهامة العربية، اعود لتذكر قصة العقال العربي ، كما تناقلتها الٲخبار والقصص في التراث العربي، عن ٲصل العقال ومناسبة لبسه ولماذا صار لونه اسودا ، وانقلها هنا اليوم علني اجد عربيا يعيد الاعتبار للنعمان بن المنذر ولعرب العراق وتهزه النخوة العربية لما يجري في ذبح الفلوجة التي تنتهك حرائرها على يد الفرس والاكاسرة الجدد.
.... قصة العقال لمن لايعرفها
العرب سابقا لم يستخدموا او يعرفوا العقال بل كانو يشدون غترة الراس بقطعة قماش...
والقصة تبدا في زمن النعمان بن المنذر عندما اراد كسرى ملك الفرس الزواج بامرة تحمل مواصفات معينة ، اشار عليه احدهم ان احدى بنات النعمان بن المنذر في العراق تحمل مثل تلك الصفات، فارسل كسرى الى النعمان بانه يريد ان يشرفه بالزواج من احدى بناته  فرد النعمان بانه موافق شرط ان يعرض زواج ابنته على كل عربي، فان رفضوا جميعا اعطاها لكسرى...
غضب كسرى وارسل في طلب النعمان بن المنذر....
فاودع النعمان بناته عند هاني ابن مسعود الشيباني، وذهب الى كسرى فامر كسرى بوثق (ربط) النعمان بعكال البعير وقتله......
ولما سمعت العرب بذلك الحدث ، اتخذوا عقال البعير الذي اوثق به النعمان تاجا على رؤسهم، فلبسوه منذ ذلك اليوم، وكان لونه بلون وبر البعير....
ولكن عندما خسر العرب الاندلس، حزن العرب عليها حزنا شديدا وصبغوا العقال باللون الاسود ، وقالو لن ننزع السواد من رؤوسنا حتى ترجع الاندلس.....
ولم ترجع الاندلس حتى اليوم وبقي العقال اسودا.....
وبعدها خسروا القدس 
ولم ترجع... والان يخسروا اوطانهم...
ويبدو ان اللون الاسود قد اعجبهم في سواد ابناء العرب
اما ملوكهم فقد البسوا رؤوسهم عقال من ذهب او فضة وسائر الالوان الاخرى
لم يبق للعقال العربي منزلة وقيمة النعمان بن المنذر وكسرى يحتل العراق ويحاصر الفلوجة ويرهن حرائرها لذا صدق هواري بومدين حين وصفهم بالاصفار....
عندما سكنتهم الذلة





صفحة المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون - تلفزيون العراق ...برنامج العراق الى اين ...ضيف البرنامج ..الدكتور عبد الكاظم العبودي



الدكتور ماجد أحمد السامرائي والتجني على البعث.... الاستاذ سلام الشماع



الدكتور ماجد أحمد السامرائي والتجني على البعث

سلام الشماع

طلع علينا الدكتور ماجد أحمد (السامرائي)، سفير العراق الأسبق في فنزويلا، بمقالة نشرها في جريدة (العرب) اللندنية عنوانها (هل نحن بحاجة إلى مؤتمر عراقي للمعارضة؟)، تطرق فيها إلى تاريخ المعارضات السياسية العراقية ابتدأها من نشوء الجبهة الوطنية العراقية العام 1954 بين حزب البعث وحزب الاستقلال والحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني ضد النظام الملكي العراقي الذي استند الى أول انتخابات تشريعية ديمقراطية العام 1923، وانتهاء بالمعارضة الوطنية العراقية المناوئة للأحزاب التي تعاونت مع الاحتلال، وفرضت على العراقيين دستوراً غير عراقي.
إني أتفق مع الدكتور السامرائي في بعض ما جاء في مقاله، ومن ذلك ما سماه عدم وضوح الإستراتيجية السياسية لمؤتمر باريس المزمع عقده في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، وسرية أسماء لجنته التحضيرية، وغموض المعايير الموضوعة لاختيار أعضائه، والتي شخص أنها قد تضيع فرصة تحوله إلى قوة مؤثرة في الواقع العراقي، وتثير تساؤلات حول جدوى انعقاده وتهدد بفشله، وكشفه دعم الأمريكان لمؤتمر باريس برعاية الشيخ جمال الضاري المختلف مع هيئة علماء المسلمين لأسباب مالية والذي أدار ظهره لزعيمي الهيئة الراحل الشيخ حارث الضاري، والحالي مثنى الضاري.
وكشفه أيضاً أن جمال الضاري يريد تغييراً عبر إجراء تعديلات على العملية السياسية تتم بدعم الأميركان الذين لا يريدون التورط حاليا بعملية جذرية في بغداد نظراً لانشغالهم في قضية سوريا ومحاربة داعش، وإن كانوا يضعون المعارضة ذات الوجوه الجديدة كورقة ضغط قد تستفيد منها الإدارة الأميركية المقبلة.
لقد حرص السامرائي أن يبدو محايداً وموضوعياً في مقاله غير الموضوعي، لكن الذي (تحت إبطه عنز يمعمع) كما يقول أهلنا في العراق، فغادر موضوعيته وحياده حينما زجَّ بحزب البعث العربي الاشتراكي وزعيمه السيد عزة الدوري في هذا المقال، وتجنى كثيراً وبتهكم يخلو من اللياقة الدبلوماسية التي يفترض أنه تعلمها من الجهات التي يرتبط معها بعلاقات (مهنية جداً منذ مغادرته السفارة العراقية في فنزويلا في أعقاب العدوان الثلاثيني على العراق العام 1991)، منخرطاً في ركب مهاجمي الحزب من أصحاب النوايا السيئة والأجندات الغريبة، والمرتبطين بأجهزة مخابرات أجنبية معادية للعراق وللعرب والمرتزقة والمأجورين الذين يغلبون مصالحهم الشخصية على مصالح أوطانهم على الرغم من أنه كان سفيراً لنظام البعث، كما ذكرنا، ولولا حزب البعث لما عرف أحد من العراقيين اسم هذا المخلوق، ولبقي، كما كان، من المغمورين.
يدعي الدكتور ماجد أحمد السامرائي أن "الحكام الشيعة" يقدمون لحزب البعث خدمة مجانية عبر "اختصار المعارضة على تنظيم عزة الدوري لحزب البعث"، وأن البعثيين "أصبحوا يراهنون على الإعلام أكثر من العمل السري الجدي، ولذلك نجدهم يندفعون في الإمعان بالظهور مثلما حصل أخيرا في الاجتماع الذي عقد قبل شهر في أسبانيا تحت لافتة (منظمة المغتربين العراقيين في بريطانيا) وجرى لغط كثير حول جدواه وأهدافه، ومن أنه مؤتمر كان أقرب إلى السياحة منه إلى السياسة، وكان استعراضيا لإدارته وشخصياته"!!
إن ماجد أحمد السامرائي الذي يدعي (المعرفة) لربما لا يعلم، أو أغاضه كما أغاض أمثاله نجاح مؤتمر المغتربين العاشر بتسلسله حيث أن هذا المؤتمر يخص العراقيين في دول المهجر وبدأ بجلسات انعقاده منذ فرض الحصار على العراق واستمر في ذلك، وهو مؤتمر وطني عراقي لم يطرح في برنامجه سوى أن يكون خيمة وإطاراً يوحد جهد العراقيين في الخارج لمواجهة مخلفات الاحتلال والدفاع عن قضية شعبهم أمام المحافل الدولية والوقوف مع أهلهم في الداخل، واعتاد المؤتمر دعوة ممثلي القوى الوطنية العراقية في دورات انعقاده وهذا ما حصل وسيحصل باستمرار، ومن ضمنهم البعثيون. ولكنه، وبأسلوب مغرض ورخيص، أراد من خلال هذا التصيّد أن يوحي بأن حزب البعث مجزأ وليس حزباً واحداً عبر عبارته "تنظيم عزة الدوري لحزب البعث"، في حين أن البعث بناء رصين متماسك كما يعرفه العدو قبل الصديق، وإذا ما خانه فلان أو علان وتساقط منه المتساقطون (كما حصل من جانبه) فلا يعني أنه فقد قوته وتماسكه، وليعلم هذا "الشخص الطاريء" أن المقاومة والمعارضة والثورة الحقيقية في العراق التي لا يعرفها هذا المسكين هي التي يمثلها ويقودها حزب البعث وحلفاؤه من الفصائل الوطنية في العراق، ونحن هنا نصدّق ما تقوله (الحكومة العراقية والأمريكان وبقية الأعداء) أن البعث بقيادة السيد عزة الدوري هو المعارضة والمقاومة الحقيقية لأنهم يعرفون مدى تماسك وقوة الفعل في الميدان التي تواجههم وتقض مضاجعهم يومياً، وأنا هنا أيضاً اعتمد في معلوماتي كصحفي وكاتب على ما تنشره جهات نافذة عن أسماء بعثيين يقودون الثورة ضد الحكومة الفاسدة في المحافظات، وإذا ما أراد (السامرائي) ماجد بن أحمد أن أبعث له بالتقارير التي تؤكد قولي فأنا مستعد لذلك... وطبعاً أي إنسان يجب أن لا يصدق ما يقوله هو أو أمثاله لأن معلوماتهم مستمدة من الشخصيات الهزيلة التي يستضيفها في برامجه الفضائية، وأضيف أن قوة البعث في المعارضة الوطنية العراقية، يا مسكين، جاءت من التفاف حلفائه حوله وهم قوى عسكرية وسياسية فاعلة على الأرض، وعندما أعلن البعث عدم مشاركته في دكان مؤتمر باريس ذي الأرباح المالية الكبيرة لصاحبه جمال الضاري، رفض حلفاؤه أيضا الاشتراك في هذا المؤتمر الذي أثيرت حوله الشبهات وللأسباب نفسها التي ذكرت وليس لأسباب مجهولة، فاضطر الضاري إلى دعوة المرتزقة والذين لديهم الاستعداد للتناغم مع المشاريع الأمريكية من العراقيين المقيمين في أوربا والأقلام المأجورة التي يسيل حبرها لمن يدفع، وبذلك فإن المؤتمر باعتراف (السامرائي) قد يفشل، ولكن ذلك لن يهم الضاري الذي قبض الملايين، وسينفق على مؤتمر فاشل الفتات ويأخذ الباقي طريقه إلى جيوبه، ونحن نعلم أن المال لا يصنع رجالاً، كما أن المال السياسي الغبي لا يصنع زعماء وقادة.
وأعلم أن الشيخ الضاري أو الشبح الذي تكلم بلسانه، في محادثة مكتوبة احتفظ بها لنفسي احتراماً لخصوصيات الناس، تضمنت إشارة إلى أنه غير مسؤول عن ضياع العراق، وبودي القول إن العراق قد ضاع بمؤامرة كونية كبرى وإن من يمد يده ليعاونهم على الخروج من مأزقهم بتصحيح طفيف في العملية السياسية وتعديل هزيل في الدستور الكارثة سيكون مسؤولا كما هي مسؤولية المحتلين، هذا بالإضافة إلى الدلالات الأخرى ومنها ما ذكره(السامرائي)عن دعم أمريكي لمؤتمر باريس، وكما تسرب حضور ممثلهم خبير (المعارضة السابقة) من أصدقاء ماجد أحمد (السامرائي)، عراب الاحتلال زلماي خليل زادة ليكون المتحدث الرئيس في المؤتمر، وأن الأمريكان "لا يريدون التورط حاليا بعملية جذرية في بغداد نظراً لانشغالهم في قضية سوريا ومحاربة داعش، لكنهم يضعون المعارضة ذات الوجوه الجديدة كورقة ضغط قد تستفيد منها الإدارة الأميركية المقبلة".. وهذا، بحسب معلوماتي، هو الذي جعل حزب البعث وحلفاءه من قوى الثورة والمقاومة والمعارضة الحقيقية يتخذون قراراً بعدم المشاركة، أيها الموضوعي جداً!!!
وعودة إلى الموضوع: لا أدري كيف يمكن أن أنصح الضاري في السر، كما طلب مني في محادثتي المذكورة معه، علماً أن الوصول إلى أعظم رئيس دولة في العالم ومقابلته أهون من الوصول إلى الضاري ومقابلته، على الرغم من أنه هو الذي طلب اللقاء بي، وقد جربت ذلك بنفسي، ولكي لا أظلم الرجل فقد يكون المحيطون به هم الذين يحجبونه عن القول الصادق والنصيحة الثمينة، ويكفي أن من بين المحيطين به شخص اسمه (أبو جهل).
أما حديث (السامرائي) عن مؤتمر المغتربين فقد سمعناه من أبواق معروفة يبدو أنها متفقة معه على عدائها للبعث وبارتزاقها المفضوح كون ممثلي البعث حضروا كمدعوين لهذا المؤتمر شأنهم شأن الشخصيات العراقية الوطنية الأخرى التي حضرت أيضاً، ولو افترضنا غير ذلك فمن حق أي حزب أن يوصل صوته إلى العالم عبر مؤتمرات أو ندوات يعقدها، وقد دفع، للامانة، المشاركون تكاليف حضورهم إلى هذا مؤتمر المغتربين السياحي، كما يحلو للسامرائي وجماعته أن يصفوه، ومن جيوبهم الخاصة ولم يتمكن من الحضور من لم يكن يمتلك القدرة المالية وليس كما هو الحال في مؤتمرات المال السياسي والارتزاق كالذي سوف يعقد في باريس او الذي عقده من يدعي أنه (المفكر) غسان العطية في عمان!!

ثم يُسقط (السامرائي) نفسه بالضربة القاضية الفنية عندما يعيب على حزب كحزب البعث أن يكون له متحدثون باسمه ليخرجوا على الفضائيات وفي وسائل الإعلام (على الرغم من شحتها والحصار المفروض على الحزب) ليبين وجهة نظر الحزب في القضايا المصيرية وقضايا الساعة، وهل يعد ذلك مثلبة من وجهة نظر هذا الفطحل؟ فأين هي المثلبة يا مسكين، خصوصاً وأن جميع أحزاب الدنيا لها ناطقون ومتحدثون باسمها؟
ثم أين هي الفضائيات التي تتحدث عنها، بل العكس هو الذي نراه أن ظهور البعث شحيح في موضوع الإعلام، وعندما يرى العراقيون الشرفاء المتحدث باسم الحزب أو بقية البعثيين وفي أوقات متباعدة يظهرون في لقاءات متباعدة جداً بسبب الحصار الإعلامي المضروب على الحزب والاجتثاث والملاحقة والاعتقالات والإعدامات فانهم يعدون ذلك انجازاً كبيرا ويفرحهم كثيراً، وهذا ما نراه ونسمعه، ولربما (السامرائي) وأمثاله لا يرون ولا يسمعون ذلك، ثم أَلَيْس الإعلام أيها (الخبير الإعلامي) يمثل الآن أخطر أنواع الأسلحة في الحروب الحديثة وفي إدارة الصراعات الكبرى، بل وأخطرها جميعاً؟
أجبني بالله عليك أيها الإعلامي العبقري؟
يقول (السامرائي): (ثم يعلن هذا التنظيم البعثي التابع للدوري عدم حضوره "مؤتمر باريس" للمعارضة لأسباب غامضة. ولعل من الأفضل لقادة هذا التنظيم الذين يعلنون عن أسمائهم ومواقعهم التخلي عن الاندفاع وراء شاشات الفضائيات والإعلام وينصرفون بدل المؤتمرات الاستعراضية إلى عقد مؤتمر حزبي يعالج أزمة تنظيمهم الفكرية والسياسية ويخرجون بتقويم يقنع جمهورهم بما حصل وما جرى)!!!
إن هذا الكلام مردود عليه جملة وتفصيلاً، لأنه ينم عن عقلية تحامل مريضة وصغيرة، فالمؤتمر الذي تحوم حوله شبهات وكل ما فيه غامض باعترافه هو، كيف، كما ذكرنا، لحزب مثل حزب البعث أن يشارك فيه، وهو بحكم خبرة قيادته وتجاربها العميقة تنبّه إلى هذا الهدف التوريطي الخبيث وقرر عدم المشاركة.
أما الحديث عن المؤتمر الحزبي الذي يدعو إليه (السامرائي) فأنا لا أستطيع الإجابة عنه ويبقى من اختصاص قيادة الحزب، ولكن العاقل والفاهم والموضوعي يدرك جيداً الظروف التي تحيط بالحزب، وبخاصة في الجانب الأمني، فكيف يقبل عراقي شريف أن يجمع الحزب كوادره ليعرضها لخطر حتمي وقاتل، كيف؟
لا يدعو إلى ذلك إلا مغرض وعدو، هذا من جانب، ومن جانب آخر، وهنا بيت القصيد، لمن في نفسه مرض، وأنا أناقشها مع (السامرائي)، انطلاقاً من كوني كاتباً سياسياً: إذا كان الحزب يعاني من أزمة فكرية وتنظيمية، كما تقول، فأنا والملايين غيري يَرَوْن غير ذلك، لأن فكر البعث، كما تعلمناه منذ البدايات، هو فكر حي مرن قابل للتكيف وللتطبيق بحسب الزمان والمكان مع الحفاظ على المباديء الأساس وعناوينها الكبيرة والأهداف العليا... وهو ما يعبر عنه بوسائل التطبيق والبرامج السياسية التي يضعها الحزب لكل مرحلة من المراحل، ومنها مرحلة ما بعد الاحتلال إذ كان برنامج الحزب هو البرنامج الوطني الوحيد الذي لا يتقدم عليه برنامج في التمسك بالمقاومة والثورة لانتزاع حقوق العراق بأكملها، وأصبح مرجعاً للقوى الوطنية كلها تستمد منه برامجها وهذا هو واجب البعث ودوره التاريخي، ومن لا يعرف ذلك ففي عقله قصور وفي نفسه شعور بالدونية تجاه حزب كان وما زال يمثل الطرف الرئيس في الصراع ضد المحتلين الأمريكان والإيرانيين وعملائهم.. أما الأزمة التنظيمية التي يزعم وجودها (السامرائي)، فيبدو أنه متأثر ومصدق بمن خان الحزب وتساقط منه وهم عشرات من الأشخاص التائهين والهائمين على وجوههم تلقفتهم أجهزة مخابرات عربية وأجنبية معادية للحزب ومقاومته وكوّنوا منهم فقاعات سرعان ما انفجرت وانتهى مفعولها، فأرجو أن يطمئن السيد ماجد أحمد (السامرائي) ويطمئن ربما أصدقاءه من المتساقطين والمنحرفين.
وبحسب معلوماتي الدقيقة، فإن حزب البعث لم يمر بمستوى من تماسك وحدته التنظيمية كما يمر بها اليوم، خصوصاً بعد ان تخلص من الكذابين والمنافقين والمتساقطين (القدامى) منهم والجدد، ولديه بموجب النظام الداخلي ألف أسلوب وأسلوب غير المؤتمر ليعالج أية هفوة أو خطأ هنا أو هناك، فليوفر (السامرائي) هذه النصيحة لنفسه أو يبيعها بثمن لغير الحزب الذي يجاهد لتحرير العراق وإعادة بنائه يداً بيد وكتفاً بكتف مع شباب العراق ورجاله ونسائه وفي جميع المحافظات، وعلى وجه التحديد، الوسطى والجنوبية منها غير ملتفت إلى الأبواق الناعقة المشبوهة والمغرضين المرتبطين بهذه الجهة المعادية أو تلك، وسيأتي قريباً اليوم الذي سيعقد فيه الحزب مؤتمره التاريخي في بغداد (مؤتمر التحرير والاستقلال والبناء)، وعندها سيفرح المؤمنون الصادقون وتسود وجوه المغرضين والذين ناصبوا البعث العداء.
ويثير المسكين (السامرائي) الشفقة عندما يهتف في مقاله، ومن دون خجل، ليقول: (أيها الباحثون عن الظهور في الفضائيات ممن ينسبون أنفسهم إلى حركة تاريخية لها مكانتها النضالية في العراق: اتركوا منابر الغربة الإعلامية فلن تثيروا انتباه أحد، واذهبوا إن كنتم شجعانا إلى الداخل فهناك تصنع ملحمة البناء والتغيير يسطرها الشباب المنتفض الذي يقدم دمه في بغداد والبصرة والنجف وغيرها من مدن الوسط والجنوب، بعد أن تم أسر أهل المحافظات العربية الموصل وصلاح الدين وديالى والأنبار في مواكب النازحين. فهناك فقط تأخذ القضية العراقية مكانها اللائق)!!
هذا الكلام لا حرج فيه على ماجد أحمد (السامرائي) فعذره جهله وانحرافه، وهو يريد أن يتغافل عن حقيقة أن هذه الحركة التاريخية ينتسب إليها الآن رجال وشباب شجعان يقودون الثورة والمقاومة في العراق... ولا حاجة إلى مزيد من التفصيل في ذلك.
ولكن قل لنا أيها الخائب: حين تتباكى على الحركة التاريخية وتتنطع وتزايد بصلافة على رجالها.... ما موقفك أنت وأمثالك تجاهها والتي لولاها لما كان لكم إسم أو لون أو طعم.. سوى ما لك ولأمثالك من  رائحة زنخة. لقد تخليتم عنها وهانت عليكم في عز معركتها مع اعدائها لصالح من ارتضيتم العمل معه ضدها وضد رجالها، بل وضد شعب العراق بأجمعه، وها أنتم اليوم تعيدون الكرة ذاتها بالتشويش والتحريض والتزوير والطعن برجالها الشجعان الذين يواجهون الموت بصدور عارية في داخل العراق وخارجه في معركة شرسة، سينتصرون فيها بعون الله رغماً عن أنف كل حاقد وجاهل وعميل.
وختاماً أقول للدكتور (السامرائي)، إني لست مستاء من هجومه وسواه على البعث، ولكني مستاء جداً وحزين من هشاشة هذا الهجوم وخوره وضعفه، لأن المتوقع هو أن تكون الهجمات على البعث أكثر قوة وشراسة قياساً بعظمة هذا الحزب التاريخي الكبير الذي يتمتع بوحدة فكرية وتنظيمية ورؤية سياسية قل نظيرها، وينتمي إليه اليوم رجال بمستوى المهمات والملمات، مما دفع كل عراقي وعربي شريف وغيور إلى التمسك به حتى الموت. وليس سراً أن نقول إن حزباً حجمه يمتد من طنجة ونواكشوط في المغرب العربي إلى بغداد والبحرين في المشرق العربي لم يستطع أن ينال منه الأعداء الكبار، فكيف ينال منه عملاؤهم الصغار؟



الأربعاء، 25 مايو 2016

صفحة المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون / تلفزيون العراق .البث المباشر برنامج ..العراق الى اين ؟..لقاء وحوار مع الاستاذ صلاح المختار



صفحة المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون / تلفزيون العراق 

البث المباشرعبر صفحة الفيسبوك

برنامج العراق الى اين 
عنوان الحلقة 
اجوبة على اسئلة الحاضر 

لقاء مع المفكر السياسي 

الاستاذ صلاح المختار 









الثلاثاء، 24 مايو 2016

لماذا الحقد الأسود على الفلوجة؟.....الاستاذ سلام الشماع




لماذا الحقد الأسود على الفلوجة؟

سلام الشماع
مدينة الفلوجة الباسلة تذبح وأهلها الأبرياء يقتلون، هذه الأيام، وتتعرض المدينة إلى أبشع هجمة طائفية تهدف إلى جعلها أرضاً محروقة بسكانها الأبرياء بعد حصار طويل مجرم فرضته عليها حكومة المنطقة الخضراء في بغداد بإسناد إيراني واضح، وتجييش المليشيات الإيرانية والطائفية لمحوها من الوجود مع تصريحات واضحة بذلك من قادة المليشيات وضباط الحرس الثوري الإيراني المتسترين بالعمائم، وحتى من نواب محافظة الأنبار الذين من المفترض أن يقفوا إلى جانب ناخبيهم.
فلماذا هذا الحقد كله على هذه المدينة الصابرة المحتسبة المقاومة البطلة التي نابت عن العراق كله في التصدي للاحتلال الأمريكي البشع؟
إن القصف العنيف بصواريخ إيرانية تسمى (نمر) يشمل جميع أحياء مدينة ويقتل النساء والأطفال والشيوخ الذين تتسرب صور مقاتلهم وجراحهم وحرقهم من داخل المدينة العراقية الصامدة التي أضحت رمزاً عالمياً للمقاومة ضد المحتل، ولصواريخ (نمر) دلالة طائفية واضحة، فالاسم يشير إلى الطائفي السعودي المجرم نمر النمر الذي ارتبط بمخابرات إيران ونظامها للعمل ضد بلاده فأعدم بتهمة الخيانة العظمى وعلى وفق قرار قضائي وحسب القانون.
وقد استغرب المتحدث الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق الدكتور خضير المرشدي في تصريح له أعرب عن استنكار قيادة الحزب وإدانتها بشدة لهذا العدوان الهمجي على المدينة، الصمت العربي والاسلامي والدولي على جريمة إبادة جماعية ترتكب باسم القانون الدولي ومحاربة الاٍرهاب ضد هذه المدينة العراقية العربية والاسلامية، وهو محق في استغرابه فموجة الاستنكار والادانة العالمية تبدأ ولا تنتهي عندما يحدث انفجار بسيط قد لا يروح أحد ضحيته في أقصى قرية في العالم بينما يغض هذا العالم الطرف عن إبادة مدينة بشعبها ويسكت عن الجرائم المرتكبة فيها ووقوعها بين ناري الحكومة العميلة ومليشياتها وبين مسلحي تنظيم داعش المجرم، ولكن ذراً للرماد في العيون تعرب الأمم المتحدة عن قلقها حيال ما يجري في الفلوجة، والإعراب عن القلق لن يوقف قتل الأطفال والنساء ولا إبادة المدينة ولا العدوان السافر والمدمر والشامل عليها.
وقطعاً فإن الولايات المتحدة الامريكية والتحالف الدولي يتحملان المسؤولية الكاملة عما يتعرض له العراق وشعبه من تدمير على يد قوى الاٍرهاب والطائفية التي تمثلها داعش من جهة، والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، والتي لولا الاحتلال المجرم وتداعياته ما تعرض العراق إلى ما يتعرض إليه الآن من كوارث.. ولكن العالم أعمى لا يرى وأصم لا يسمع وأخرس لا ينطق بالحق، وفوق هذا كله فهو منزوع الضمير.
وواهم من يظن أن الفلوجة هي آخر المدن العراقية التي تراد إبادتها ومحوها بدافع الحقد الإيراني، فهذا الحقد الأسود سيطال مدناً وسطى وجنوبية عقاباً على هتافاتها ضد إيران (إيران برة برة بغداد تبقى حرة) أو (آني العراقي آني خل يطلع الإيراني).. والأيام بيننا.
وجدت على (اليوتيوب) مقطعاً لمعمم من أتباع الولي الفقيه يدعو إلى اتباع الأرض المحروقة مع الفلوجة وإبادة سكانها لأنهم داعشيون جميعاً في رأيه، ومحو اسم الفلوجة والاستعاضة عنه بـ(الأرض السوداء).. ألا سود الله وجهه ووجه كل طائفي حاقد في الدنيا قبل الآخرة..
ومرة أخرى: لماذا هذا الحقد الأسود على الفلوجة؟
والملاحظ أن الحي الصناعي الذين يتركز فيه مسلحو تنظيم داعش الإرهابي هو الوحيد الذي ظل بعيداً عن أي قصف، مما يعني وجود اتفاق بين حكومة العار والذل التي نصبها المحتل الغازي في بغداد وبين ذلك التنظيم المجرم على إبادة المدينة بصفتها رمزاً للمقاومة العراقية، واتفاق على غلق الممرات الآمنة لخروج المدنيين، هادفين بذلك إلى كسر الإرادة الشعبية عبر معاقبة أبناء المدينة الذين دوخوا قوات الاحتلال الأمريكي وهزموها وكللوها بالعار وأثبتوا أكذوبة أن الجيش الأمريكي أقوى جيش في العالم.
إن الخلاص العراقي بيد أبناء العراق فلا أقوى من الشعب وعلى العراقيين أن يثوروا اليوم قبل الغد لطرد إيران ومليشياتها وأمريكا وعملائها وإلا فإن الدور قادم على الجميع.


الاثنين، 23 مايو 2016

عن مؤتمر باريس مرة أخرى.....الاستاذ سلام الشماع










عن مؤتمر باريس مرة أخرى

سلام الشماع

كتب بعض الأخوة يهاجمونني لكتابتي عن مؤتمر باريس وكأني سببت العنب الأسود، وربطوا كتابتي بحزب البعث، في حين أن للحزب ناطقه الرسمي الذي يعبر عن سياساته هو الدكتور خضير المرشدي، وإذا كنت أؤيد هذا الحزب فليس بالضرورة أن تعبر آرائي عن سياسته تماماً، فمن الجهل أن تحسب آرائي على أي أحد.
ويؤسفني أني اطلعت مؤخراً على رد للصديق العزيز الأستاذ الدكتور وليد حسن الحديثي، نحا فيه نحو من خاطبوني على العام والخاص، علماً أنه رجل إعلام، بل أستاذ إعلام، وما أوردته في المقال ليس رجماً بالغيب مني، وإنما استندت فيه إلى تقارير صحفية منشورة، ومعلومات من أوساط سياسية تشير إلى مشاركة أمريكية في المؤتمر وصلت إلي وما زال عندي منها الكثير.
فما علاقة حزب البعث بهذا الموضوع وهو الذي أعلن، مراراً وتكراراً، أنه يؤيد أي جهد وطني شريف لتحرير العراق، على الرغم من إعلانه عدم المشاركة في المؤتمر بأي شكل من الأشكال قطعا لأي تأويلات من اي شخص من الأشخاص وأية جهة من الجهات؟
وعلى العموم، فإني سأنتظر إلى أن يعقد المؤتمر ونرى نتائجه، حسب اتفاق تم بيني وبين الشيخ جمال الضاري، في محادثة تمت بيننا على الفايبر، دعاني خلالها للقائه لكن اللقاء لم يتم حسب الموعد، والموعد من الوعد، ولم يتم بعدها وأرجأه الضاري إلى ما بعد عقد المؤتمر.
والدكتور الحديثي يعلم، قبل غيره، أن الشيخ الضاري يطرح نفسه بصفته سياسياً، ومعنى هذا أنه شخصية عامة وخطواته ليست معصومة من التقييم والنقاش والخطأ والزلل وحتى الهجوم عليها، فهو ليس نبياً معصوماً، وإنما هو كغيره من البشر، ومع ذلك فإني أمتلك الشجاعة للاعتذار له عما كتبت والإشادة به إذا ثبت لدي أن الكلام والمعلومات التي استندت عليهما لا تمتلك نصيباً من الصحة، فبيني وبين الضاري وطن عظيم مذبوح هو العراق، وليس بيني وبينه، أو بيني وبين غيره أي عداء شخصي، وهو إن كان يعمل في هيئة علماء المسلمين التي نجلها ونحترم خطها الوطني وكان أحد أعمدتها، كما يقول الحديثي، وإن كان من عائلة الضاري الكريمة المشهود لها بوطنيتها، فليس معنى هذا أنه لا يخطأ ولا تزل به قدم، وبدل هذا الكلام وهذه الشتائم التي وجهها إليّ جيشه الإلكتروني، ليثبت بالدليل أن المعلومات غير صحيحة لأعتذر منه وأتراجع عن خطئي وأنتقد نفسي على رؤوس الأشهاد.
لقد تحرك الجيش الالكتروني للضاري للنيل مني وفبركة الأقاويل علي بسبب المقال، وهذا أسعدني كثيراً لأنه بدل أن يفند المعلومات التي وردت في المقال بأسلوب حضاري، واجهني جيشه الالكتروني بهذا الأسلوب الرخيص.
لذلك فإن قولك، يا صديقي الحديثي، إني تجنيت على الضاري وعلى حزب البعث وقيادته مردود عليك، فلماذا تتحدث أنت بوجهة نظرك الشخصية ولا يجوز أن أطرح أنا وجهة نظري الشخصية.
وأنا أتطابق مع الحديثي في قوله: (وإن كان مؤتمر باريس محطة نضالية عراقية فلنعمل على إنجاحه حتى ولو في قلوبنا وذلك أضعف الايمان)، ولكن، وأنا أعرف وطنية الحديثي، إذا توفرت لديه المعلومات التي توفرت لدي، هل كان سيقول هذا الكلام، ونحن في مرحلة دقيقة جداً من حياة وطننا وشعبنا؟
لقد أشار الحديثي، تلميحاً إلى الطائفية، والحمد لله فإن مواقفي وكتاباتي تشهد لي بأني معصوم منها، وليقدم أي إنسان يعرفني موقفاً طائفياً واحداً اتخذته، أو كلمة طائفية واحدة وردت في كل ما كتبت منذ أن أمسكت القلم إلى الآن.
وإذا كان الضاري، كما يقول صديقي الحديثي، وابن عم له وصديق فنحن لسنا هنا في نزاع عشائري، وإنما نحن نناقش قضية تهم وطن مذبوح.
وردد الحديثي ما رددته جماعة الجيش الالكتروني للشيخ عندما قال: "اتمنى على الأخ الشماع أن يكون موضوعيا قبل أن يمسك يراعه ويتذكر بالخير من أحسن إليه"!! وهذا قول يضطرني أن أفعل كما يفعل أهلنا في الريف، وأفرش عباءتي وأقول له: ألق عليها فضل الضاري عليّ، وسيضطرني ذلك أن أروي قصة شخصية أقسم أنها لم يكن لها أي تأثير على ما نحن فيه، لكن كذبة فضل الضاري عليّ ستضطرني أن أطلب منك شخصياً، لطفا لا أمراً، ما دام هو صديقه وابن عمه، الاتصال به والاستعلام منه عن هذا الفضل الكبير الذي قال أحدهم أنه كان يومياً لا شهرياً، فقد يكون الرجل صادقاً، وإذا كان صادقاً فليسأل السمسار الذي اعتمد عليه في إيصال فضله المزعوم، علماً أني كنت اتسلم أقل راتب عندما عملت في قناة كان يمولها.. فإذا كان هذا هو الفضل فإني كنت أتقاضى راتباً عن عملي الذي هو بدوام تام، ولم يستمر أكثر من ثلاثة أشهر بعد أن ورطوني أن أترك عملي كمراسل لجريدة (العرب) اللندنية في البحرين وألتحق بعملهم بعد تأكيدهم لي أن عملي سيكون لمدة لا تقل عن سنة، قابلة للتجديد إن شاء الله، ورتبت هذه الأكذوبة علي التزامات مالية لا طاقة لي عليها من سكن ومصاريف معيشة وغيرها من فواتير، خصوصا وأني بلا عمل.
وقد أعلن سمسار الشيخ على الملأ أن راتبي مستمر حتى ولو أغلقت القناة التي يمولها الشيخ، وعندما توقفت القناة وبدأت أبحث عن عمل كان يقال لي: أليس لديك راتب من الشيخ جمال الضاري؟ ويرفضون تشغيلي، وهذا فضل آخر من أفضال الشيخ عليّ!!.
وقد حاولت الاتصال بالشيخ وكلفت الكثير من الأشخاص لأعلمه بهذه الحقيقة ولكني لم أجد سبيلاً إلى إيصال المعلومة إليه ولا أذناً صاغية من جميع الذين يعرفونه وأولهم الأخ أحمد حقي من الحلقة الضيقة المحيطة بالشيخ، والذي لم يعد يرد على اتصالاتي به منذ أربعة أشهر، علماً أنهم سجلوني عضواً في منتدى النخب والكفاءات العراقية، ومن الأدب أن يردوا على اتصالاتي.
والأخ أحمد حقي كان قد اتصل بي مرة في استنبول وطلب مقابلتي في محل عام وسلمني ظرفاً قال إنه من الشيخ جمال الضاري لأنه يدعم النخب والكفاءات العراقية فشكرته وشكرت الشيخ، وتبين أن في الظرف 1500 دولار، أعدتها إلى الشيخ الضاري مع هدية مني هي نسخة من كتابي الأخير (نقاط فوق الحروف)، بعد أن أشاع جيشه الإلكتروني بين الناس فضله علي، واقتطعت هذا المبلغ من مبلغ طبع كتاب عن مجزرة الحويجة، كنت قد ادخرته لهذا الغرض، ووجدت أن تأجيل الكتاب ممكن وتأجيل رد فضل الشيخ غير ممكن.
وكنت ، أتمنى على صديقي الدكتور، أن يكون حديثه معي على الخاص وهو يعرفني، لكي لا نضطر أن ننشر غسيلاً وسخاً.. مع احترامي له واعتزازي به.
وهذا نص ما كتبه العزيز الاستاذ الدكتور وليد حسن الحديثي إلى شبكة أخبار العراق:
الاخوة في اخبار العراق
الاخ سلام الشماع يعبر عن وجهة نظره الشخصية و كلامه رجما بالغيب دون سند وطني يرتقي الى ضرورة التحالف من اجل اسقاط المشروع الايراني في العراق وكل ادواته القذرة بكل اشكالها
ان ماذهب اليه الاخ سلام الشماع ضد الاخ جمال الضاري تحامل وتجاوز غير مبرر والشيخ جمال لا يشك احد بوطنيته وهو احد اعمدة هيئة علماء المسلمين بل ومحورها عندما كان عمه الشيخ حارث الضاري رحمه الله ، ولم يظهر اعلاميا ولم يبرز حاله بل اقول لكم هو اكثر فاعلية وتاثير في الهيئة من بعض الاعضاء وهو اقرب الى المشروع الوطني العام ويبتعد عن كل نفس طائفي وللعلم فانه والبعث وقفوا موقفا رافضا لمقابلة من هم في السلطة ان كان سليم الجبوري وغيره اثناء لقاء الدوحة بل رفضهم السكن في نفس الفندق وانا شاهد على ذلك
لقد ذهب الشماع مذهبا متجنيا ليس على الشيخ جمال بل حتى على البعث وقيادته
انني اتحدث بوجهة نظري الشخصية واقول يجب ان نكون مع اي جهد وطني يسهم بانقاذ العراق من واقعه الحالي وتخليصه من كل قاذورات الاحتلال الايراني وتخليص شعبه من الظلم والقهر والقتل والتشريد ومن كل اشكال الطائفية المقيتة
وان كان مؤتمر باريس محطة نضالية عراقية فلنعمل على انجاحه حتى ولو في قلوبنا و ذلك اضعف الايمان
ان كل عراقي شريف ومخلص لعراقيته يحدد موقفه الواضح والصريح مما يجري الان في العراق وان نفكر بعراقيتنا لا بطائفيتنا لكي نتخلص من عملاء ذبحوا العراق طيلة 14 عام وهم اخس ما خلق الله لا ذمة ولا ضمير وكلهم عملاء لمخابرات اجنبية وخاصة الولاء لايران
اتمنى على الاخ الشماع ان يكون موضوعيا قبل ان يمسك يراعه ويتذكر بالخير من احسن اليه
واذا ما فكر احد منكم في علاقتي بالشيخ جمال اقول له انه صديق وابن عم لم اشعر به يوما الا بتواضعه وعراقيته ولم يقدم لي اي شي مادي سوى محبته واستقباله الحسن الطيب ، وهو علم من اعلام العراق
والله من وراء القصد
اخوكم الاستاذ الدكتور وليد حسن الحديثي
20/5/2016





الأحد، 22 مايو 2016

حنين إلى (ألف باء) في ذكراها (اليوم عيد ميلادها).......الاستاذ سلام الشماع













حنين إلى (ألف باء) في ذكراها
(اليوم عيد ميلادها
)

سلام الشماع
متهيباً دلفت إلى مبنى دار الجماهير للصحافة أواخر آب 1974 حاملاً بيدي ورقة توصية كتبها إلى الأستاذ سامي مهدي ابن عمتي الصحفي الراحل عيسى العيسى، بعد أن حاول ثنيي عن العمل الصحفي وعدم ترك العمل في تجارة الأقمشة مع والدي في محله، ولكن إصراري كان أكبر من محاولاته، فلم يجد بداً غير أن يكتب إلي رسالة التوصية بعد أيام من تدريبي في بيتهم في راغبة خاتون.
كانت دار الجماهير، يومها، تشغل الطابق الثاني من مبنى دار الحرية، قبل أن تنتقل إلى مبنى أنشيء بجوار المبنى المذكور، بينما كان عمري، أيامها، 19 سنة، وكنت أستيقظ من نومي فأجد الراحل العيسى قد هيأ مائدة الفطور الصباحي ليقول لي ممازحاً آمراً: كُلْ، سيأتي يوم تقول فيه إن كبار الصحفيين كانوا يخدمونني وأنا صحفي مبتدئ.
رحب بي الأستاذ سامي مهدي وفضّ الرسالة وبعد أن قرأها، كتب ورقة وسلمنيها وقال لي: في الغرفة التي بجانبي يجلس سكرتير التحرير الشاعر فاضل العزاوي أعطه هذه الورقة لطفاً..
وعندما سلمت العزاوي الورقة رحب بي أيضاً وعاملني بصفتي صحفياً، زارعاً الثقة في نفسي، وطلب مني أن أصطحب معي أحد المصورين وأن أجلب له تحقيقاً صحفياً بعد أيام، وطرأ في ذهني أن أكتب عن النجارين فاخترت شيوخهم، وجئته فعلا بتحقيق أثنى عليه ودفعه إلى عدد المجلة الذي سيصدر في الأسبوع التالي.. وكانت فرحتي كبيرة وأنا أرى اسمي لأول مرة في مجلة العراق الأولى، بعد أن كنت أكتب، منذ صباي الأول إسهامات صغيرة في صحف الثورة والجمهورية والتآخي، ثم إسهامات أدبية بسيطة في مجلة (مجلتي) ، وجريدة (المزمار) الخاصتين بالأطفال.
كانت لغتي في التحقيق غير متكلفة وبسيطة نقلت فيها قصصا أوردها النجارون الشيوخ في أحاديثهم تعود إلى العهدين العثماني والملكي، ومن هذا التحقيق عرفت لعبة مخاطبة القارئ وكيف أختار ما يجذبه، وكتبت فعلاً تحقيقات عن ظواهر حياتية، وكتبت عن مقهى في باب المعظم كان يجتمع فيه البعثيون وينطلقون منه في تظاهراتهم، وأجريت مقابلات مع كبار مسؤولي الدولة اثارت اهتمام القراء وحسد الشيوخ من الصحفيين في المجلة، فاحتجوا: كيف أن (زعطوطاً) قدم إلى الصحافة قبل أيام يحقق مقابلات مع كبار وزراء الدولة.
كنت قبل أن أذهب إلى مقابلة مسؤول ما أعد أسئلة كثيرة تخص وزارته وأقدمها إلى سكرتير التحرير للاطلاع عليها، وفي مرة قدمت الأسئلة إليه، فقال لي: اتركها عندي، فإن (فلاناً) و(فلاناً) و(فلاناً) احتجوا على احتكارك إجراء المقابلات لذلك سنعمد أن يشترك جميع أعضاء قسم التحقيقات في إجراء هذه المقابلات..
شعرت بالظلم وقتها.. فأحدهم أخذ أسئلتي وتوجه إلى الوزارة التي كنت عازماً على مقابلة وزيرها، ولكن سرعان ما فرحت أن الوزير رفض إجراء المقابلة، وجرب آخر وآخر فلم يفلحوا جميعاً، فأدرك سكرتير التحرير أن في الأمر سراً، وحاول أن يغريني للبوح به فلم أفعل، فطلبوا مني العودة لإجراء تلك المقابلات، بالإضافة إلى التحقيقات التي كنت أكتبها.
وانتقل الأستاذ سامي مهدي إلى دائرة أخرى وحل محله الأديب الراحل عبد الأمير معلة الذي أخذني إلى عائلة بغدادية في الصالحية خلف السفارة الإيرانية وطلب مني إجراء تحقيق مع امرأة كبيرة في السن كان ابنها بعثياً وكانت تسانده وعملت في بيتها مخبأ تخفي فيه المنشورات الحزبية وأجهزة طبعها، وكان حوارا مثيرا معها نشر في المجلة وحقق صدى واسعا.
لكن الشاعر خالد علي مصطفى الذي أعقب معلة لم يستمر طويلا وجاء بعده حسن العلوي، الذي حقق نقلة نوعية للمجلة، وكان، حقاً، وعلى الرغم من تقاطعي معه الآن لأسباب وطنية، قد اهتم بي وأخذ يضرب المثل بي ويرافقني إلى رؤساء الدوائر التي أروم الكتابة عنها ليوصيهم بالاهتمام بي..
لم أترك مجلة (ألف باء) إلا بعد التحاقي بالخدمة العسكرية وتنسيبي إلى دائرة التوجيه السياسي في مجلة (الجندي) الشهرية، التي أصبح اسمها (حراس الوطن)، وجريدة (اليرموك) التي أصبح اسمها (القادسية)، فيما بعد، ثم عملت لمدة من الزمن في جريدة (الجمهورية)، لأعود أدراجي إلى مجلة (ألف باء) وحتى اليوم المشؤوم 9 نيسان 2003.
إن مجلة (ألف باء) ظلت أسرة صحفية متماسكة على الرغم من تبدل الوجوه فيها، فقد جاء بعد العلوي الراحل عبد القادر العاني لمدة بسيطة ولم يكن رئيس تحرير أصيلاً ثم صاحب حسين رئيس مجلس إدارة دار الجماهير للصحافة فعكاب سالم الطاهر وكامل الشرقي وأمير الحلو وأخيرا رافع الفلاحي الذي لم يثبت بعد بسبب الاحتلال.
إني إذ أستذكر مجلة (ألف باء) وأيامها أحن إليها وإلى وجوه الزملاء الذي عملت معهم فيها، وأشعر بأمل كبير بأننا سنعيدها ونبنيها من جديد فقد حفرت اسمها في تاريخ العراق الحديث بجهود أبنائها الذين لا أشك أنهم يملكون حنيني إليها نفسه.. أما محاولات إصدارها، الآن، فأعدها فاشلة وأن هذه المطبوعات لا تمتلك روح المجلة، بل اسمها فقط.


الخميس، 19 مايو 2016

لماذا رفض الوطنيون حضور مؤتمر باريس؟....الاستاذ سلام الشماع




لماذا رفض الوطنيون حضور مؤتمر باريس؟

الاستاذ سلام الشماع

كان المأمول أن ينجح مؤتمر باريس المزمع عقده في العاصمة الفرنسية باريس نهاية الشهر الشهري في توحيد قوى المعارضة العراقية وتشكيل جبهة وطنية عريضة لها لرسم مستقبل عراق ما بعد حكومات الإسلام السياسي التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه الآن.
لكن الشطر الأعظم من القوى الوطنية العراقية المعارضة أعلن اعتذاره عن حضور المؤتمر بينما أعلن شطر آخر رفضه الحضور ومقاطعته المؤتمر مما عصف بفكرة عقده، التي تبين أنها توريطية تهدف إلى جمع رأس المعارضة العراقية برأس العملية السياسية الاحتلالية بالحرام، في حين كان المعلن أن المؤتمر يسعى إلى إبراز حجم المعارضة العراقية وتمكينها لأخذ دورها في أي تغيير محتمل وبرعاية أممية وباحتضان من فرنسا والدول الأوربية.
وتناقلت الأنباء أن حزب البعث في العراق وحلفاءه من القوى الوطنية والقومية والإسلامية سيشارك في المؤتمر وقالت تسريبات إن الحزب يحشد طاقاته كلها لإنجاح مؤتمر باريس، إلا أن المتحدث الرسمي لحزب البعث في العراق الدكتور خضير المرشدي أعلن أن الحزب يبارك أي عمل ونشاط وطني، ولكنه غير معني أبداً بمؤتمر باريس.
وتبين أن الهدف من تلك التسريبات كان للإيحاء بأن هناك انشقاقاً كبيراً في صفوف المعارضة الوطنية العراقية وزرع اليأس والإحباط في نفوس العراقيين من إمكانية أن تتوحد المعارضة العراقية، الموحدة أصلاً، والعمل على إنقاذهم من محنتهم، كما هدفت تلك التسريبات إلى إسقاط القوى الوطنية العراقية المقاومة من نظر العراقيين، ليسير قطار المؤتمر في ظل ذلك إلى هدفه المرسوم.
والهدف المرسوم، كما أوضحته تقارير صحفية استندت معلوماتها إلى مصادر برلمانية عراقية، هو إنشاء كتلة برلمانية تمهّد الطريق لتأسيس موضع قدم في العملية السياسية بالعراق، لشخصية غير معروفة مسبقاً، وهذه الشخصية هي جمال الضاري الذي خصص 25 مليون دولار لهذه العملية.
ظهر اسم جمال الضاري إلى السطح لأول مرة بعد تسريب مصادر هيئة العلماء المسلمين أنباء، عقب رحيل زعيمها الشيخ حارث الضاري عن قطع صلات جمال الضاري بالهيئة، لأسباب يعتقد أنها (مالية) رغم أنه لم يكن من ضمن قيادات الهيئة السياسية والدينية المعروفة.
وجهد الضاري نفسه، في السنوات القليلة الأخيرة، بالمال السياسي، مستغلاً أموالاً واستثمارات آلت إليه عقب رحيل عميد أسرة آل الضاري وزعيم هيئة العلماء المسلمين الشيخ حارث الضاري، لإنشاء واجهات سياسية تخضع لإشرافه وتمويله، منها منظمة (سفراء من أجل السلام) المثيرة للشبهات في اسمها ومهامها وطبيعة توجهاتها ومجهولية أعضائها، و(منتدى النخب والكفاءات العراقية) وهو تجمع أكاديمي وإعلامي يعقد اجتماعاته في المناسبات ودائماً في تركيا وتشارك فيه قوى معارضة عراقية، نظراً لافتقار جمال إلى حضور سياسي وقاعدة شعبية، بالإضافة إلى أن أغلب الأطراف والشخصيات الوطنية لا تحبذ التعاون معه بسبب علاقاته الغامضة مع دول وجهات قطرية وروسية وفرنسية، وافتعاله خلافات مع الأمين العام الحالي لهيئة العلماء المسلمين الدكتور مثنى حارث الضاري.
إن الواجهات التي أنشأها جمال الضاري ونشاطاتها أوحت بأنها تمهيد لظهور دور المعارضة العراقية بنحو مرضي عنه عالمياً، ثم ثبت لقوى المعارضة أن هذه النشاطات (الوطنية) هدفها اجتذاب عدد من أعضاء مجلس النواب الحالي، ليشكل منهم الضاري كتلة برلمانية جديدة خاصة به تتيح له المشاركة في العملية السياسية الجارية في العراق وخوض انتخابات 2018 في حال عقدها، كما تبين أن (منظمة سفراء من اجل السلام) هي دكان سياسي جديد يبيع للعراقيين البضاعة الفاسدة والمغشوشة.
وتقول تقارير صحفية أنه لم يعرف عن جمال الضاري أي نشاط سياسي سواء ضمن هيئة العلماء المسلمين أو غيرها طيلة السنوات السابقة، الى أن ظهر اسمه في اجتماع (الدوحة) الذي نظمته السلطات القطرية في أيلول من العام الماضي وشارك فيه عدد من الأطراف السياسية المعارضة ومجموعة من البرلمانيين العراقيين، عرف منهم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري والنواب أحمد المساري ومحمد الكربولي وعزالدين الدولة ومحمود المشهداني، على الرغم من أن أغلب القوى العراقية المعارضة التي شاركت في الاجتماع رفضت التعاطي مع الوفد النيابي الحكومي باستثناء منظمة (سفراء من أجل السلام) التي قاد جمال الضاري وفدها بنفسه.
ووفقاً للمصادر البرلمانية التي استندت إليها التقارير الصحفية، فإن جمال الضاري، وهو في الاربعينات من عمره، عقد سلسلة اجتماعات خلال الشهرين الماضيين في اربيل واستانبول وجنيف مع عدد من النواب ينتمون إلى كتلة (متحدون) وآخرين مقربين من الحزب الإسلامي وبحث معهم مستلزمات تشكيل كتلة نيابية في البرلمان الحالي ترتبط سياسياً ومالياً بمنظمة (سفراء من أجل السلام) التي يرأسها، لتهيئة الأجواء وتمهيد الطريق لمشاركته في العملية السياسية والعمل وفق سياقاتها القائمة في العراق منذ الاحتلال الأمريكي في نيسان 2003.
واستنادا إلى تلك المصادر ذاتها، فإن جمال الضاري لوّح بدفع مبلغ يتراوح بين مليوني إلى ثلاثة ملايين دولار إلى كل نائب (حسب شهرته ومكانته) يلتحق بكتلته التي يتوقع أن يرأسها نائب من تحالف القوى العراقية يستعد لمغادرة هذا التحالف قريباً بعد خلافات مع قادته بسبب رفضهم ترشيحه إلى رئاسة البرلمان بدلاً من سليم الجبوري الذي يواجه متاعب سياسية للاستمرار في منصبه.
وحسب تلك المصادر، أيضاً، فان عدداً من النواب منهم أحمد المساري ورعد الدهلكي وناهدة الدايني الذين استضافهم جمال في جنيف قبل أسابيع سيكونون في مقدمة المنضمين إلى كتلته البرلمانية الجديدة التي ستحمل اسم (كتلة السلام) في الوقت الذي ما زالت المفاوضات جارية مع النائب طلال الزوبعي رئيس لجنة النزاهة البرلمانية لإقناعه بالانضمام إلى الكتلة التي يتطلع الضاري أن تضم عشرة نواب على الأقل في المرحلة الراهنة.
وبعد إعلان حزب البعث موقفه الصريح من مؤتمر باريس صرح عضو ما يسمى المعارضة العراقية، غانم العابد، لشبكة رووداو الإعلامية الكردية في أربيل أن إيران تضغط على فرنسا لمنع المشاركين في مؤتمر المعارضة العراقية من الدخول إلى أراضيها، وأن "اللجنة المنظمة للمؤتمر لن تستبعد أي جهة عراقية من الحضور، وسيتم عقده في الموعد المحدد."
ويفهم من تصريح العابد هذا أن أي جهة ترفض حضور مؤتمر باريس هي إيرانية تساند أجندة إيران، أو أنها تسير في خط إيران نفسه، في أحسن الأحوال.
ولا يخجل غانم العابد، حين حديثه عن أهداف المؤتمر، من الاستمرار في الأكاذيب، بعد انكشاف المستور عن حقيقة هذا المؤتمر المشبوه، فهو يقول إن "المؤتمر يهدف إلى إيجاد حل سياسي، وإصلاح العملية السياسية، ونبذ الطائفية في العراق، بالإضافة إلى تشكيل حكومة مدنية، كون الأحزاب الإسلامية الشيعية، والسنية فشلت في إدارة البلد."
والعابد لم يفسر لنا كيف أن المؤتمر ينبذ الطائفية في العراق وأن الأحزاب الإسلامية الشيعية، والسنية فشلت في إدارة البلد، وهو قد تحرك على اتحاد القوى والحزب الإسلامي.
ولكي يصنع من الحبة قبة يقول للشبكة الإعلامية نفسها إن المؤتمر ستحضره شخصيات من الجيش العراقي السابق، والفصائل المسلحة التي قاتلت الاحتلال الأمريكي فيما لن يكون هناك حضور رسمي لحزب البعث."
إن هذه المعلومات تفسر لنا لماذا أعلن حزب البعث وحلفاؤه من القوى الوطنية والقومية والإسلامية أنه غير معني بالمؤتمر ليكشف لنا دكاناً آخر من الدكاكين المخادعة لشعبنا، والذي لا يختلف عن دكان (مبادرة موطني) لصاحبه الدكتور غسان العطية.
كما تكشف لنا هذه المعلومات حجم التآمر على القوى الوطنية العراقية المعارضة والمقاومة للاحتلال وحكوماته المتعاقبة، لتبقي الخيار أمام هذه القوى لتوحيد جهودها ومواقفها وقيادة العراقيين المتطلعين إلى خلاص حقيقي نحو تحرير العراق وإنقاذه من الوهدة التاريخية التي تسهم هذه الدكاكين المشبوهة في إركاسه فيها وقتل أي أمل للعراقيين في الخلاص من واقعهم المر الذي زرعه الاحتلال ووكلاؤه.



الأحد، 15 مايو 2016

ألبعثيون بناة والبناة لا يخربون......الاستاذ سلام الشماع



ألبعثيون بناة والبناة لا يخربون

سلام الشماع
البعثيون بناة، والبناة لا يخربون، والذي يخرب ويهدم ما بناه البناة هو المخرب الشرير الهدام، وعمر البناة طويل وعمر المخربين قصير.
نعم، البعثيون أعدموا واعتقلوا وضيقوا خلال سني حكمهم وهذا مما لا يمكن إنكاره، بل لا موجب لإنكاره، ولكن مما لا يمكن إنكاره ولا موجب لإنكاره، أيضاً، أن البعثيين مارسوا الإعدام والاعتقال والتخريب ضد الحركات الهدامة المرتبطة بالأجنبي، وضد أعضائها المخربين لكي يتسنى لهم بناء وطن هو العراق الذي كان مضرب الأمثال في الرقي والاحترام والرفعة حتى جاء المخربون وهدموا شواخصه وخربوا الحياة فيه، وهذا ما لم يستطع المخربون إلا الاعتراف به على ألسنتهم حينما يصرحون أو يتحدثون.
ولو كان هؤلاء المخربون في أي بلد في العالم، من أمريكا إلى الصومال مروراً بإيران لعوملوا بمثل ما عاملهم البعثيون به.
وأن ينسب المخربون التفجيرات الأخيرة في بغداد والمدن العراقية الأخرى إلى البعثيين، فإن من لا يعرف ألف باء السياسة يرده عليهم، وهو، في الحقيقة، محاولة لإبعاد النظر عن جرائمهم وتخريبهم، وإلا فليخرج علينا واحد منهم ويفسر لنا سبب الاستهدافات المستمرة للقوات الأمريكية التي كانت تنتشر في العراق قبل العام 2011 عندما هربت تحت جنح الظلام، وعدم استهداف القوات الحكومية التي أنشأها المحتل من الذين لم تترك أمامهم إلا فرصة الانخراط في هذه القوات للحصول على لقمة عيشهم وعيش عائلاتهم وأطفالهم؟
خرج علينا العميل موفق الربيعي ليتهم البعثيين بتخريب مبنى البرلمان، وكأنه لا يعلم أن البعثيين هم من بنوا هذا المبنى، فكيف يخرب بانٍ ما بناه؟
وخرج بعده رئيس حكومة الاحتلال حيدر العبادي ليتهم البعثيين بتنفيذ تفجيرات بغداد لإحداث الفرقة الطائفية بين سكانها، ولم ينس الإتكاء على الخلطة السحرية التي بطل سحرها منذ ولدت، وهي (البعثيون الصداميون القاعديون التكفيريون الداعشيون)، ولم يوضح لنا العبادي كيف لمن يجد أن قوته في وحدة أبناء شعبه أن يفرقهم طائفياً، وكيف لمن يتحرق لإعادة ما هدمه الأشرار أن يخرب ما تبقى من شواخص الوطن؟
وقبلهما اتهم عمار الحكيم البعثيين أيضاً بالتخريب، في مواجهة المقارنة الشعبية الواعية بين ما أنجزه البعثيون من بناء واعمار، وبين ما اقترفه من جاء بهم الاحتلال من تخريب وقتل وتشريد وتهديم.
آخر ما ورد من أنباء من بغداد المحتلة اندلاع نيران في منشأة غاز التاجي، وحسب شهود عيان أن أصوات إطلاق نار قد سمعت قبل اندلاع تلك النيران، وأن مجموعة مسلحة اقتحمت المنشأة بعد اشتباكات مع قوة حماية المنشأة، وهذه المجموعات المسلحة لا تخرج عن أن تكون مليشيات طائفية أو داعشية، وهذه المليشيات يوجهها موجه واحد هو حكومة الاحتلال وحليفاها إيران وأمريكا، أي تحالف المخربين هدامي العراق، ولا نعلم كم عراقياً قضى في هذه الجريمة الجديدة.
إن بعضاً من حقائق ما ذكرنا اعترف به المرشح للرئاسة الأمريكية ترامب عندما قال في مقابلة أجريت معه مؤخراً "إن حكومة بوش السابقة اقترفت خطأ كبيراً باحتلال العراق وبمبررات كاذبة، لأن صدام حسين قاتل الإرهابيين وواجههم بضراوة وقد خسرناه بسبب حماقة بوش وأفراد حكومته، وإن العالم كله يكرهنا بعد احتلالنا العراق، وخاصة الشعوب الأوربية التي تنظر إلينا وكأننا أبشع المجرمين، أما شبابنا فهم إما معوق أو مدمر نفسياً بعد مشاركتهم في الحرب ضد العراق وترى في وجوههم نظرات دامعة وحزينة بسبب ما فقدوه من اعضائهم.. صدام رجل طيب إذا ما قارناه بمن أتى من بعده ليحكم العراق."
وإني أتفق مع رئيس هيئة الدفاع عن صدام حسين المحامي د. خليل الدليمي في قوله: إن "أميركا وإيران وإسرائيل ورأس الشيطان (الهالكي) متفقون تماماً على كل ما يجري في العراق: التفجيرات، القتل، التدمير، التهجير، النزوح، الفتنة الطائفية وحتى العشائرية، الاعتقالات السرية والعلنية، إقتحام الحدود بملايين الزوار، الخطف... الخ.. وكل ما يجري في العراق وبأدق التفاصيل، كله وراءه هذه الأطراف التي ينفذها رأس الفتنة" نوري المالكي!
كما أجدني متطابقاً مع نداء الناشط الحقوقي العراقي ومدير المركز العربي للعدالة في لندن الدكتور محمد الشيخلي إلى القوى المعارضة العراقية ودعوته إليها بضرورة توحيد صفوفها فوراً والعمل على تشكيل عاجل لحكومة إنقاذ عراقية تشكل من القوى الوطنية والقومية والإسلامية المعارضة، على أن تكون حكومة انتقالية لمدة سنتين تعمل على كتابة دستور وطني للشعب العراقي والتمهيد لانتخابات ديمقراطية حرة، وذلك بإشراف دولي وإعلان حكومة الإنقاذ أمام مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية والمجتمع الدولي.
وطبعاً، لا يعني الدكتور الشيخلي، بأي حال من الأحوال، مؤتمر باريس المزمع عقده في 28 من هذا الشهر، فهذا المؤتمر لعبة خبيثة يراد منها توريط القوى المعارضة الحقيقية لإعلان زواجها مع العملية السياسية الاحتلالية، ولذلك حديث آخر.
واتفق، أيضاً، مع دعوته للأمم المتحدة إلى تنفيذ التزاماتها بموجب ميثاقها والإعلان الفوري لدعم حكومة الإنقاذ العراقية، خصوصاً وأن المجتمع الدولي ينتظر تحركاً عاجلاً سياسياً ودبلوماسياً من القوى العراقية المعارضة، بعد أن وصلت العملية السياسية إلى مصيرها المحتوم ووقفت أمام طريق مسدود وخانق لا خلاص لها منه، لأنها ليست عراقية ومفروضة على العراقيين.
إن المؤهل للنهوض بهذه المهمة العسيرة في إنقاذ العراق وكنس المخربين الذي زرعهم الاحتلال وحصد العراقيون ثمرهم المر، هو البعثيون والقوى الوطنية والقومية والإسلامية المتحالفة معهم فهم البناة بالتجربة والتاريخ يشهد بذلك.


ماذا تنتظر أيها العراقي؟......الاستاذ سلام الشماع



ماذا تنتظر أيها العراقي؟

لم يساورني شك، منذ البداية، في أن التفجيرات والاغتيالات والتشريد للعراقيين لن تتوقف ما دام وكلاء الاحتلال يجلسون على كراس صممها لهم الاحتلال.
قلتها وأقولها دائماً: إنها حرب لإبادة العراقيين بلا استثناء، لكن العجب العجاب أن بعض العراقيين ما زالوا يأملون خيراً بوكلاء المحتل الذين يلعبون دور القاتل الذي يمشي وراء جنازة القتيل

إن الدليل على أن من يقتل العراقيين هم من يأمل بعضهم خيراً بهم أننا نشهد هذه التفجيرات اليومية منذ 13 سنة ولم يتم التحقيق في تفجير واحد، ولم يلق القبض على منفذ تفجير واحد
هذه الملاحظة جابهت بها أحد أبناء العملية السياسية، قبل أيام، في أحد المجالس، فأجاب أن أمريكا هي التي تنفذ هذه التفجيرات لذلك لا يتم التحقيق فيها
عجبي، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تسرقون ثروات العراقيين وتوحون إليهم أنكم تأخذون الرواتب الضخمة والمخصصات الفلكية مقابل حمايتهم؟ ماذا فعلتم لهذا الشعب الذي يذبح يومياً؟
ترى على من يضحك هؤلاء؟
العراقيون يبادون بالتقسيط المريح، لكن المرعب، وغداً يأتيك الدور أنت يا من تقرأ كلماتي، أو أنك ستبكي غداً عزيزاً على قلبك أو فلذة كبدك، فلا يجوز أن تستقبل الأمر مكتوف اليدين، أو تعدّ أن الأمر واقع وترضخ له.. ألم تسأل نفسك: لماذا شعوب الأرض كلها تتمتع بالأمان أو بالاستقرار، حتى شبه النسبي، وأنت تمزق أشلاءك المفخخات والعبوات اليومية، أو تقاد إلى معتقلات سرية وعلنية ويمارس ضدك تعذيب وحشي وبأساليب مبتكرة غاية في البشاعة وعدم الإنسانية، وأنت يخيم عليك صمت المقابر؟
ما العمل؟
يجب أن تدرك وتمتلئ ثقة بأنك الأقوى من إيران وأمريكا مجتمعتين ومن قواتهما ومليشياتهما وكيدهما ومؤامراتهما، وأن تحزم أمرك وتخلص نفسك وتنقذ وطنك وتعيش فيه بأمان واستقرار وتعيد بناءه لينعم فيه أبناؤك بعيش كريم، بعد أن تكنس القاذورات التي خلفها الاحتلال على أرضك، فأنت السيد لا هم، وبيدك أمرك لا بأيديهم، وإذا خسرت في معركتك لإنقاذ بلدك آلاف الشهداء، فذلك خير من أن تباد بهذا النحو اليومي وبهذه الصفة الهمجية.
لقد أرعبت وقفتك الموحدة وهتافاتك بطلب الاستقلال وطرد إيران من أرضك دولاً كثيرة في العالم، وواجهك عملاء إيران برفع أعلام سيدتهم، فواجهتهم برفع أعلام السيد العراق وأبطلت سحرهم، ومعنى هذا أن هؤلاء، عندما تنتفض، يصبحون كالجرذان أمام صولتك.. فماذا تنتظر؟
بالله عليك يا شعب العراق قل لي: ماذا تنتظر وأنت تودع الأعزة والأغلين يومياً إلى المقابر؟

السبت، 14 مايو 2016

الانتفاضة السلمية لم تعد نافعة.....الاستاذ عوني القلمجي





الانتفاضة السلمية لم تعد نافعة

الذين يصرون على التمسك بالنهج السلمي للانتفاضة لتحقيق الاصلاح لم يجنوا طيلة هذه الشهور سوى الخيبة تلو الاخرى، فاصلاحات رئيس الحكومة حيدر العبادي، المتعلقة بإقالة نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء وتقليص حمايات عدد من المسؤولين وتعين وزراء تكنوقراط، تعد إصلاحات متواضعة جدا، ان لم تكن تافهة، اذا ما جرت مقارنتها بالاصلاحات التي طالبت بها الانتفاضة من قبيل، فصل الدين عن الدولة والغاء المحاصصة الطائفية وتعديل الدستور وتطهير القضاء ومحاكمة رؤوس الفساد
بمعنى اخر اكثر وضوحا وصراحة، فان استبعاد النضال المسلح من عقول قيادة الانتفاضة ولجانها التنسيقية، هو الذي كان السبب وراء فشل هذه الانتفاضة والانتفاضات التي سبقتها في تحقيق اهدافها، سواء المطلبية منها كتامين الخدمات، او السياسية كالغاء نظام المحاصصة وانهاء الفساد، وهو الذي دفع حكومة العبادي الى الاستقواء والتهديد باستخدام القوة العسكرية لاجبار المقتحمين على اخلاء المنطقة الخضراء، ثم الانتقال الى الهجوم ومباشرة عمليات الاعتقال لناشطي الانتفاضة، وهو ايضا الذي سيسهل عليها استخدام القوة بعنف اذا تكرر هذا الفعل مرة ثانية.
هذه هي الحقيقة واي ادعاء اخر، او تحميل مسؤولية الفشل الى مقتدى الصدر لوحده دون غيره ينطوي على ظلم واجحاف، على الرغم من دور السيد في اجبار المتظاهرين على الانسحاب من المنطقة الخضراء. حيث لقيادة الانتفاضة ولجانها التنسيقية حصة في المسؤولية، بل ان كاتب هذه السطور، يُحمّل قادة الانتفاضة النصيب الاكبر فيما حدث، فبالاضافة الى اصرارهم على التمسك بالنهج السلمي للابد، فانهم قبلوا طواعية، وعن طيب خاطر بمقتدى الصدر قائدا لهم وممثلا عنهم، بل سلموا رقابهم له، وفوضوه بالتحكم بمصيرهم، في حين كان بالامكان إقصائه، كونه جزءاً من العملية السياسية، كما اقصت الانتفاضة في اوقات سابقة اطراف اخرى حاولت ركوب الموجة، او على الاقل التعامل معه كطرف وليس قائدا وممثلا عنها، ولو اصرت هذه القيادات على ذلك، لما استطاع السيد ولا تياره التصرف على هواه، او حسب مزاجه او وفق اجندته الخاصة.
كنا نامل بان تستفيد الانتفاضة من هذه الاخطاء وتعيد النظر في حساباتها وتقييم مواقفها وتصحح الية عملها ووسائل نضالها لتستمر بعدها مسيرة الانتفاضة بالاتجاه الصحيح هذه المرة. اي تاخذ بمقولة رب ضارة نافعة. لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث، حيث لازالت قيادة الانتفاضة، تعلق الامال على مقتدى وتياره، ولازالت ايضا تراهن على الحكومة والعملية السياسية، والانكى من ذلك، وعلى الرغم من نية الحكومة المعلنة، على استخدام القوة ضد الانتفاضة متى رأت ذلك ضروريا، مازالت هذه القيادات مصره على نهجها السلمي، بل وترفض جميع الدعوات لاعتماد الكفاح المسلح الى جانب الوسائل السلمية، وإتهام اصحابها بنعوت واوصاف مشينة، من قبيل مخرب وهدام ومشجع على سفك دماء الابرياء الى اخر هذه الترهات، في حين ان اللجوء الى الكفاح الشعبي المسلح، او الانتفاضة المسلحة، في حال عجزت الوسائل السلمية عن تحقيق مطالبها، يعتبر حقاً مشروعاً لا ينبغي الخوف منه او الخشية من نتائجه.
ولكن هذا ليس كل شيء ، فبدلا من تصحيح المسار، انتقلت الى استخدام وسيلة بالية ثبت فشلها على امل ان تجد فيها ضالتها. والمقصود هنا وسيلة الانتخابات، حيث دعا البعض من هذه القيادات الى اجراء انتخابات مبكرة، تستبعد من خلالها كل هذه الوجوه الكالحة، وتاتي بحكومة وطنية، لكن نسى اصحاب هذه الدعوات، او تناسوا، بان الانتخابات ليست سوى كذبة كبيرة لم تعد تنطلي على نصف عاقل، او على الاقل، اصبح من الصعب الوثوق بها كوسيلة للتغيير، كون هذه الانتخابات، ان كانت مبكرة او اتت في حينها او تاخرت عن موعدها، ستاتي بنفس الوجوه الكالحة حتما، شاء الناخب ام ابى. فقانون الانتخابات قد صمم على مقاسات هؤلاء اللصوص، واذا حدث وجرى تعديل لهذا القانون، فان صناديق الاقتراع لن تتحكم بالنتائج، وانما الذي يتحكم بها هو المحتل الامريكي وتابعه الايراني، ولنا في نتائج الانتخابات الثلاثة التي حدثت بالعراق خير دليل على ذلك.
فأبراهيم الجعفري، مرشح الكتلة الفائزة في انتخابات عام 2005 لمنصب رئيس الوزراء أُقصي بالعصا الامريكية لعدم رضى الاحزاب الكردية عليه، واياد علاوي الفائز بانتخابات 2010 واجه نفس المصير المهين لعدم رضى ملالي طهران عنه، اما نوري المالكي، فكان إقصائه فضيحة مهينة للانتخابات وصناديقها واصابعها البنفسجية، فبعد فوزه الساحق والصريح في الانتخابات الاخيرة في عام 2014 اقصته امريكا بعصاها الغليظة وبطريقة مذلة، وعينت بدلاً عنه حيدر العبادي الذي حاز على 3000 صوت، وهذا الرقم بعيد عن ما يسمونه بالعتبة الانتخابية للفوز بمقعد نائب في البرلمان وهي ثلاثون الف صوت... اليست هذه هي الحقيقة؟.. ام غيرها؟ ايها الداعون للانتخابات المبكرة.
ولكي لا نطيل اكثر، وباختصارشديد، فان على قيادة الانتفاضة وابنائها، ان تلغي من حساباتها اية مراهنة على الحكومة، او البرلمان للقيام باي اصلاح جدي، وتشطب من ذاكرتها اية فكرة او مقترح لاصلاح العملية السياسية من داخلها، وان تضع في سلة المهملات جميع المقترحات من قبيل الانتخابات المبكرة وحكومات التكنوقراط ، والاحتكام الى الدستور، او القضاء أو تشريعات مجلس النواب، لان كل هذه المفردات نتاج عملية الاحتلال السياسية.
بالمقابل فان على قادة الانتفاضة إعادة النظر في الافكار والمفاهيم الخاطئة التي تستبعد اية وسيلة كفاحية لإنتزاع الحقوق المهضومة غير الطريق السلمي، فالكفاح المسلح، اصبح ضرورة ملحة لانتزاع الحقوق، خاصة بعد الفشل الذريع الذي واجهته الانتفاضات المتعاقبة على مدى خمسة سنين في الحصول على حقوقها عبر الوسائل السلمية. وقد نجد نموذجا عن هذا الفشل في عملية الاقتحام السلمية للمنطقة الخضراء. فبعد هروب اعضاء مجلس النواب كالجرذان ولجوء اعضاء الحكومة للسفارة الامريكية كالنعام. اضطر المقتحمون الى الانسحاب امام تهديدات الحكومة باستخدام القوة، بسبب العجز عن مواجهة القوة بالقوة.
ان اعتماد الكفاح المسلح، الى جانب وسائل النضال الاخرى ليس ابتكاراً عراقياً، فجميع شعوب الارض لجأت اليه بعد ان عجزت عن انتزاع حقوقها بالطرق السلمية، وهذه واحدة من سنن الانتفاضات الشعبية، فاما ان تتخذ طريق النضال السلمي اوالسياسي، واما طريق الكفاح المسلح، وان اختيار واحداً منها لا يجري اعتباطا او مزاجيا، وانما تحدده طبيعة الصراع فيما اذا كان صراعا تناحرياً او صراعاً ثانوياً، ففي الحالة الاولى يتقدم النضال المسلح على الوسائل النضالية الاخرى، وفي الحالة الثانية، يتقدم النضال السياسي والسلمي على النضال المسلح، واما في حالتنا هذه، فصراع الحكومة والاحزاب الحاكمة مع الانتفاضة هو صراع تناحري وصراع وجود، لا يحل سلميا على الاطلاق، وهذا ما يفسر رفض الحكومة التسليم بمطالب الانتفاضة، لان الاستجابة لها ستعني سقوط الحكومة ووضع اعضائها واعضاء البرلمان خلف القضبان.
ترى هل هناك امكانية لتحقيق هذا الطموح؟
نعم، وبكل تاكيد، فالتراجع الذي حدث، لا يعني نهاية المطاف، ولا يعني ايضا أن قيادة الانتفاضة او لجانها التنسيقية قد خلت من آخرين لهم باع طويل في الثورات الشعبية واطلاع واسع فيما يخص تجارب الشعوب. مثلما لديهم ايمان قوي بتعدد وسائل النضال، بما فيها الكفاح المسلح، كما ان لديهم القدرة على تصحيح مسار الانتفاضة والعودة بها الى جادة الصواب، وقد نجد ارهاصات هذا التوجه في ظهور تيار داخل الانتفاضة يرفض التعامل مع اي طرف يرتبط بالعملية السياسية، ولا يقبل بالمماطلة والتسويف او انصاف الحلول. وأزعم ان الغلبة ستكون لهذا التيار على المدى المنظور، فأطراف عملية الاحتلال السياسية قد وفرت، من جهة، كل المبررات لانتشار هذه الافكار الثورية بسبب سقوطها السياسي والاخلاقي المدوي، واصرارها على مواصلة العبث بشؤون البلاد والعباد، وعدم الكف عن ارتكاب الجرائم والسرقات. ومن جهة اخرى اصرار هذه الاحزاب الحاكمة على رفض اي إصلاح يمس ولو شعرة من راسها، او يهدد مكسبا من مكاسبها، او يهز ركنا من مواقعها.
اذن، لاتزال المعركة مستمرة، بين معسكر الانتفاضة التي تسعى الى تحقيق مطالبها، وبين معسكر الحكومة التي تتحايل على هذه المطالب، ومن يعتقد بان الانتفاضة قد استسلمت فهو في ضلالٍ مبين، اذ انها ستستمر وتواصل كفاحها واذا فشلت، فانها ستلد انتفاضة اخرى واخرى.
هنا لن نجد امامنا من وسيلة للمساهمة في هذه المعركة حتى تحقق انتصارها سوى التوجه الى المنتفضين، بأن لا يثقوا باي طرف من اطراف العملية السياسية بما فيهم مقتدى الصدر وتياره، وان يوحدوا صفوفهم ويقوموا بجهد لتعبئة عموم الناس وحشدهم، تمهيدا للقيام بالانتفاضة الكبرى. وفي هذا الصدد، فان من بين اهم الاسس التي تساعد في نجاح اية انتفاضة او ثورة، من هذا الوزن، وبصرف النظرعن جنسيتها، او الشعوب التي تقوم بها والاحزاب او القوى التي تقودها والاهداف التي تسعى الى تحقيقها، هي وجود قيادة مشتركة وموحدة، لديها برنامج سياسي مشترك، وآلية تستند اليها وادوات نضالية فاعلة تعتمد عليها، ورؤيه واضحة، تنير طريقها، ومعرفة دقيقة لطبيعة معسكر الخصم، والقوى التي تدعمه وتسانده، فهي من المستلزمات التي تساعد على مجابهة الخصم بالقوة المطلوبة وبالزمان والمكان المناسبين.
ومن دون هذه الاسس والثوابت، فان تحقيق النصر لاية انتفاضة او ثورة يصبح امراً صبعاً ان لم يكن مستحيلا. ولو توفرت نصف هذه الشروط في انتفاضتنا الشعبية لما تمكن مقتدى الصدر ولا تياره ولا اية جهة، مهما علا شانها او مكانتها، من التحكم بمصير الانتفاضة، والحاق الضرر بها، ولا تمكنت الحكومة ايضا، ولا اجهزتها القمعية وميليشياتها المسلحة بالمساس بالمنتفضين او استخدام القوة ضدهم، وانما العكس هو الصحيح حيث بإمكان الانتفاضة ان تهزم اعدائها اذا لم يستجيبوا لمطالبها.
ختاما، فان الإصرار على سلمية الانتفاضة مهما حدث، سيحولها في نهاية المطاف، الى مجرد تظاهرات سرعان ما تخف حدتها وتنتهي مع مرور الوقت وهذه حقيقة من الصعب انكارها او تجاهلها او الاستهانة بها وهنا بيت القصيد ومربط الفرس.

هل نحن على موعد مع الانتفاضة الكبرى
نعم بكل تاكيد
عوني القلمجي
14/5/2016