الجمعة، 26 يوليو 2019

حزب البعث العربي الاشتراكي - مكتب الثقافة والاعلام القومي - النشرة القومية الاعلامية 26-7-2019

حزب البعث العربي الاشتراكي
مكتب الثقافة والاعلام القومي
النشرة القومية الاعلامية
26-7-2019

===============================

العناوين الرئيسية


=====================

1-  7 آلاف و600 شخص اختفوا “قسراً” في العراق خلال عامين ونصف فقط!
2- شبكة الإسناد المالية للحرس الثوري الإيراني.
3- المناضل الوطني والقومي بسام الشكعة في ذمة الله .
4- بيان جبهة التحرير العربية حول جريمة تدمير حي كامل في وادي الحمص.
5- فيصل عرنكي يستنكر الجريمة البشعة بحق ابناء شعبنا بحي واد الحمص.
6- فعالية تأبين شهداء الحركة الطلابية / كلمة الاستاذ محمد ضياء الدين.
7- منجزات ثورة 17-30-تموز في حلقات .
8- مجلة صدى نبض العروبة العدد 154 

=====================

7 آلاف و600 شخص اختفوا “قسراً” في العراق خلال عامين ونصف فقط!
بغداد
كشف عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أنس العزاوي، الثلاثاء، عن أعداد العراقيين المختفين قسريا خلال العامين الماضين والأشهر الماضية من 2019.
وقال العزاوي في حديث لـ”روسيا اليوم” تابعه “ناس” اليوم (23 تموز 2019)، إن “المفوضية سجلت خلال العامين والنصف الأخيرين 7663 حالة اختفاء قسري”، مبيناً أن “الذين تأكد وجودهم في المعتقلات والسجون يبلغ عددهم 652”.
وأضاف أن “هذه الأرقام لا تشمل الذين اختفوا في فترة وجود تنظيم داعش، كما لا تشمل محافظات إقليم كردستان العراق”.
وأشار العزاوي إلى “وجود عراقيل تمنع المفوضية من الوصول إلى المختفين قسريا، حيث لا يوجد تعاون من قبل بعض المؤسسات التنفيذية المسؤولة عن السجون والمعتقلات بحجة الإجراءات الأمنية”.
ودعا الحكومة العراقية إلى ضرورة “مساعدة المفوضية في الوصول إلى حقيقة المختفين قسريا ومساعدة عوائلهم في معرفة 
مصيرهم ومحاسبة المقصرين”.
=====================
شبكة الإسناد المالية للحرس الثوري الإيراني الى نهاية عام ٢٠١٨ حسب وزارة الخزانة الامريكية. وفيما يأتي رسم توضيحي للشبكة المذكورة
=====================

   جبهة التحرير العربيه


المناضل الوطني والقومي بسام الشكعة في ذمة الله


بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعى جبهة التحريرالعربية القائد الوطني والقومي الكبير المناضل بسام الشكعه رئيس بلدية نابلس الأسبق  والذي وافته المنيه مساء يوم الاثنين بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنضال قضاها في خدمة وطنه وشعبه وأمته  ... كان رحمه الله رمزا من رموز النضال  الوطني وتجلى ذلك في مقاومته لغول الاستيطان في فلسطين حيث استطاع أن يجبر حكومة الاحتلال الصهيوني على إزالة مستعمرة ايلون موريه من أراضي قريةروجيب عام 1979 بعد قيادته لثورة شعبية في محافظة نابلس والضفة الغربية امتدت لكل الوطن الفلسطيني والشتات حيث كان رحمه الله على رأس المظاهرات مما أدى الى استهدافه من قبل العصابات الصهيونية بزرع عبوة ناسفة في سيارته حيث انفجرت العبوة وأدت إلى بتر ساقيه إلا أن بتر ساقيه لم تثنه عن الاستمرار في الدفاع عن قضية شعبه العادلة ..توفي وهو مؤمن بحتمية انتصار شعبه مهما طال زمن الاحتلال ...
رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان ...
========================
بسم الله الرحمن الرحيم

بيان حول جريمة تدمير حي كامل في وادي الحمص

    يا أبناء وجماهير شعبنا العربي الفلسطيني البطل

 
ما قامت  به قوات الاحتلال الصهيوني يعد  اكبر جريمة ترتكب بحق أبناء شعبنا العربي الفلسطيني وأهلنا في مدينة القدس  ويكشف الوجه الحقيقي لكيان الاحتلال وحكومتة الإرهابية وإضافة جديدة  في تاريخها الأسود منذ  جريمه هدم حي المغاربة عام 1967 إلى ماقامت بة  الآن من  تدمير حي كامل مكون من 100  منزل وتشريد اكثر من 500 مقدسي بمختلف الاعماربعد ضربهم والتنكيل بهم في وادي الحمص تمهيدا لتهويده وتفريغ مدينه القدس الشريف من سكانها الأصليين امام اعين العالم اجمع دون أن يحرك ساكن الاحتلال الصهيوني لم يتجرء على ماقام به اليوم في مدينة القدس لولا التخازل العربي وسكوت الحكومات العربية المتخازلة والخنوع الرهيب للشعوب العربية 

اننا بجبهة التحرير العربية ندعو كافة الشعوب العربية وجميع أحرار وشرفاء الامه العربية للوقوف بوجه الاحتلال وعملائه لإنقاذ مدينة القدس ومسرى رسولنا الحبيب والمسجد الأقصى المبارك.

اننا نطالب جميع أحرار وشرفاء العالم وللعمل لتقديم قادة العصابة الصهيونية وفي مقدمتهم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للمحاكمة على ما يقومون به من ارتكاب جرائم بحق أبناء شعبنا في مدينة القدس أن هذة الجرائم تخالف كافة القوانين الدولية والشرائع السماوية

كما ندعو كافة أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل وجميع الفصائل الفلسطينية لتعزيز المقاومة الشعبية والكفاح الوطني لمواجهة العدو الصهيوني ، وإننا الان نمر وتمر قضيتنا الفلسطينية في اخطر مرحلة ويتطلب منا جميعا توحيد صفوفنا وإنهاء كافة الخلافات وسرعة إنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة ترتيب بيتنا الفلسطيني ووضع استراتيجية جديدة لمواجهة كافة المخططات الصهيونية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد مدينة القدس العاصمة الأبدية لفلسطين معاهدين أبناء شعبنا الفلسطيني بمواصلة النضال والكفاح حتى تحرير فلسطين كل فلسطين وأنها لثورة حتى التحرير

جبهة التحرير العربية
========================
فيصل عرنكي يستنكر الجريمة البشعة بحق
ابناء شعبنا بحي واد الحمص

استنكر الدكتور فيصل عرنكي ممثل جبهة التحرير العربية في  اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة التنمية البشرية،، استمرار التطهير العرقي بحق ابناء شعبنا  في حي واد الحمص التابع لبلدة صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة حيث اقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي على هدم ست عشرة بناية تضم نحو مئة شقة سكنية فجر اليوم.

وحمل عرنكي المسؤولية الكاملة لحكومة الاحتلال عن هذا التصعيد الخطير ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل واعتبره جزءا من مخطط تنفيذ ما يسمى "صفقة القرن" الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وطالب عرنكي الهيئات والمؤسسات الدولية لتنفيذ ما نصت عليه الاتفاقيات الدولية، والوقوف بجديه امام انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ودعى الدول العربية لضرورة التخلي عن أوهام الحلولِ الأميركية الداعية إلى التطبيع مع دولة الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ومصالح الأمة العربية.

وقال عرنكي "من يحلل الهدم والدمار ويزيد من معاناة الناس تسقط عن كتفه عباءة الايمان والإنسانية ويتعرى امام الله والناس والتاريخ لا يرحم".

========================


========================

فعالية تأبين شهداء الحركة الطلابية


التي تم منعها من القيام بجامعة الخرطوم بإغلاق الجامعة وانتشار كثيف لقوات الأمن والشرطة والدعم السريع ، فاقامها الطلاب أمام كلية المصارف فكانت المشاركة من تجمع المهنيين مولانا جعفر التاج وقوي الحرية والتغيير الأستاذ محمد ضياءالدين.

الحكومة المدنية
حلم السودان المنتظر
الخرطوم: أمين محمد الأمين
لم يكن في حسبان الشعب السوداني الانتظار طويلاً لتكوين حكومة مدنية تلبي تطلعاته وآماله، فقد خرج عن بكرة أبيه محتجاً على الوضع الذي وصل إليه السودان ومطالباً بإزاحة النظام الذي استمر في الحكم ثلاثين عاماً، ومنذ سقوط النظام البائد في 11 من أبريل ظل الشعب السوداني يطالب بتكوين حكومة مدنية معترضاً على حكم العسكر الذي حكم السودان لفترة طويلة عبر حكومات متعاقبة منذ الاستقلال.
يرى عدد من المراقبين أن هنالك تحديات في تكوين حكومة مدنية تستطيع ممارسة الديمقراطية في السودان، وعزوا الأمر إلى أن السودان يحتاج إلى الكثير من الإصلاحات أولاً خاصة في أجهزة الدولة عموماً، الدولة المدنية حسب ما قال د. محمد عبد الله هي دولة يحكمها الدستور (العقد الاجتماعي) وتشكل منظومة التشريعات والقوانين مرجعية حاكمة لتنظيم التوازن والتلازم بين السلطات والصلاحيات وطريقة التداول على السلطة، كما أنها تضمن حق المواطنين بممارسة حرية الرأي والتعبير والتنظيم، والأمة هي مصدر السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية أو التقنينية من خلال ممثليها، وهم أعضاء البرلمانات فيها، حيث يهيمن القانون على كل مكونات الدولة أفراداً وسلطات، وتُفوض السلطة الحاكمة بقيادة الدولة تفويضاً مقيداً لا مطلقاً نحو مصالح الوطن والمواطنين، وأشار إلى أن المعايير التي تجعل الدولة مدنية خمسة اعتبارات هي: تمثيلها إرادة المجتمع، كونها دولة قانون، انطلاقها من نظام مدني يضمن الحريات ويقبل التعددية وقبول الآخر، قيامها على اعتبار المواطنة أساساً في الحقوق والواجبات لجميع المواطنين فيها، أخيراً التزامها بالديمقراطية والتداول السلمي على السلطة.
مفاوضات الفرقاء
وتجري الآن مفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير لتسليم السلطة لمدنيين، ووقع الأطراف بالحروف الأولى على الاتفاق السياسي بوساطة أفروأثيوبية على أن يتم التوقيع على الإعلان الدستوري بعد تشاور واتفاق الطرفين، كما تجري مفاوضات بين قوى الحرية والتغيير والحركات المسلحة ممثلة في الجبهة الثورية.
تكريس التخلف
قال القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي شمس الدين أحمد صالح في إفادته لـ(أخبار اليوم) أمس إن السودان مؤهل لقيام حكم مدني في السودان، ويرى أن من الطبيعي أن يكون الحكم مدنياً في جميع أرجاء العالم والاستثناء هو الحكم العسكري، وقال إن حكم العسكري صالح إلى حد ما في الفترة ما بعد الاستعمار وما قبل الحرب الباردة، لكن بعد الحرب الباردة أجمعت كل الدول على أن الحكومات العسكرية القابضة لم تفعل سواء تكريس التخلف والديكتاتورية إلى جانب إثارة الانتماءات ما دون الوطنية والقومية (قبلية، جهوية، طائفية.. الخ). وأوضح أن الاستبداد والكبد يفتت المجتمعات وينشر الفساد ويرفع ميزانية الأجهزة الأمنية القمعية على حساب ميزانية الخدمات والتنمية بمفهومها الشامل.
سلطة مدنية
وأشار إلى أن الحكومات العسكرية لم يعد مرغوباً فيها على المستوى الدولي والإقليمي ولا يعترف بها ولن تعفى من ديونها ولن تتعاون معها، وأكد أن أشواق الشعب السوداني كبيرة في قيام سلطة مدنية، وأوضح أن السودان بعد الاستقلال عاش 63 عاماً منها 52 عاماً حكماً عسكرياً و11 عاماً حكماً مدنياً في ثلاث فترات، ولفت إلى أن الشعب السوداني وصل لقناعة بأن لا سلطة غير المدنية.
 حقوق الإنسان
 ويقول: الشعب السوداني بوعيه العميق قادر على إقامة السلطة المدنية وتحقيق دولة القانون والمؤسسات المنتخبة حرة الإرادة وبناء دولة حقوق الإنسان والمواطنة وبناء دولة حقيقية متطورة ومتقدمة تلعب دورها الرائد في محيطها الحضاري العربي والجغرافي الإفريقي، وأكد أن الحراك السابق كشف بجلاء وعي هذا الشعب العميق وأسلوبه الحضاري السلمي المتقدم والمتفرد أمام الآلة القمعية للنظام السابق حتى أذهل العالم أجمع.
بيئة ملائمة
وبيّن أن السودان فيه من الكوادر المؤهلة للحكم المدني ما يفوق مؤسسات الحكم نفسها لكن تنقصهم الحرية والفرص والبيئة الملائمة للحكم، وأوضح أن التحديات التي تواجهه قيام حكومة مدنية ديمقراطية تعبر عن تطلعات الشعب كثيرة منها تحديات إقليمية ودولية مرتبطة بمصالح دول وجماعات لها علاقات متشابكة مع تلك الدول الإقليمية والدولية، إلى  جانب تحديات داخلية على رأسها بقايا النظام السابق، وقلة خبرة بعض أعضاء المجلس العسكري والتجاذب هنا وهناك وعقلية المحاصصة عند البعض.



كلمة ألاستاذ  محمد ضياء الدين






=============================

ثورة 17-30 تموز المجيدة ثورة المنجزات والتحديات
الوطنية والقومية

منجزات في حلقات 
================
الحلقة الاولى : ثورة تموز ثورة المنجزات والتحديات / نبيل عبدالله        
=================
الحلقة الثانية : ترسيخ العدالة / البناء التشريعي والقانوني في ظل الثورة 
عادل زكي / ليث الجنابي
=================
                                 الحلقة الثالثة: بناء القدرات العسكرية العراقية
جيش العراق الوطني /العميد الركن مجيد سالم الكعبي
التصنيع العسكري العراقي / سلام الشماع
=================
  الحلقة الرابعة : تطوير التربية والتعليم / الدكتور عماد متعب الزهيري       


 =============================

مجلة صدى نبض العروبة


العدد 154 الصادر في 22 تموز 2019
مع ملحق لثلاث من حلقات المنجزات الوطنية
لثورة 17-30-تموز المجيدة
رابط الموقع
رابط المجلة الالكتروني/ اضغط على الرابط ادناه

  =============================



السبت، 20 يوليو 2019

عالم ساحر في متناقضاته.....بقلم الاستاذ نزار السامرائي



عالم ساحر في متناقضاته


نزار السامرائي

ربما يحتاج الموضوع الذي سأضعه بين يدي القرّاء الكرام مقدمة موجزة قد تثير شيئا من الدهشة لديهم.

من يعرفني فهو يعرفني ومن لا يعرفني، فأنا عربي الأصل عروبي التوجه قومي التفكير بعثي الانتماء، أؤمن بالتنوع الفكري والسياسي، ولكنني أؤمن أيضا بأن الإسلام السياسي ألحق ضررا فادحا بالإسلام لم يلحقه به ألدّ أعدائه منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا، وهذا الحكم بالنسبة لي قاطع لا يستطيع كائن من كان أن يقنعني بخلافه.

وتتساوى عندي في هذا الحكم الأحزاب والحركات والمنظمات الإسلامية الشيعية والسنيّة على حد سواء، ولم تفعل ذلك بالإسلام فقط بل أفسدت الحياة السياسية بعقد وخلافات يعود تاريخها إلى بداية نشوء الدول التي أعقبت الخلافة الراشدة، بل يذهب كثير من الشيعة إلى أنها تعود لواقعة السقيفة، وخاصة أولئك الذين تأثروا بما طرحه الكليني والطوسي والطبرسي والأحاديث التي لفقوها ونسبوها لأئمة التشيع، وما أدخله الصفويون على الإسلام من بدع حتى تحولت مع كثرة الترديد الببغاوي والجهل المركب إلى مسلّمات وكأنها هي العقيدة الإسلامية وما عداها فيُنظر إليه على أنه باطل وكفر ومروق عن الإسلام.

ولعل تجربة الإسلام السياسي إذا اعتبرنا أن تجربة السلطة الحاكمة في العراق تجربة إسلامية، تشكل الدليل على مدى ما ألحقه الحكام الذين جاءوا يلهثون وراء حذاء الجندي الأمريكي، ثم عندما وجدت أمريكا أن ثمن بقائها في عالي الكلفة، يمموا وجوههم نحو إيران لا سيما وأنها هي التي نسقت مع خطط الغزو خطوة بخطوة لإنجاح الغزو الدولي وإسقاط تجربة الحكم الوطني الذي كان جبلا شاهقا يصد الرياح الصفراء ويحول بينها وبين الوصول إلى الأمة وبين أهداف إيران التوسعية في الوطن العربي والعالم، فلعب الإيرانيون اللعبة ببراغماتية عالية، في حين انساقت دول الخليج العربي بغفلة أو بغباء، وراء نوايا الشر المستبطن وعقد الماضيين البعيد والقريب بحيث باتت تستنطقهما كلما خبت بعض نار الفتنة، فصاروا لعبة مقامرة بائسة وظنوا (وما زالوا يظنون) أن الولايات المتحدة وكالة أمنية تعمل كمرتزق دولي يأخذ أجره من دون أهداف سياسية ثم يمضي في طريقه بعد أن يحمي ملكهم، وعميت الأبصار عن الحلف غير المعلن بين المصالح الغربية والإيرانية، فشحذوا سكاكينهم ونحروا العراق وراحوا يرقصون على جثته على مزامير الباطل وظنوا أنهم أراحوا واستراحوا، وإذا بهم وجها لوجه أمام تغوّل فارسي بدعم أمريكي وأوربي وروسي ومن كل حدب وصوب معلن حينا على استحياء وخفي في معظم الأحيان، فتحولت بلدانهم إلى منجم لأثمن المعادن التي يجني منها الكبار ما لذّ لهم وطاب.

خلاصة القول، إن حركة الإخوان المسلمين وهي جزء من الإسلام السياسي، أنظر إليها كما أنظر إلى تجربة الولي الفقيه في إيران والحرس الثوري (المصنف نظريا كحركة إرهابية) وحزب الدعوة وحزب الله اللبناني وغير ذلك من الحركات والمليشيات التي زرعتها إيران في طول الوطن العربي وعرضه، هذه الحركات مجتمعة أو منفردة ألحقت بالوطن والمواطن والعقيدة الإسلامية من الضرر والإساءة ما لم تلحقه حتى الحركات الفكرية الإلحادية والعقيدة الشيوعية، ونتيجة مواصلة النهج السياسي والفكري لهذه الحركات فقد صار باستطاعة المراقب أن يحكم على أن هذا النهج، مرسوم ومخطط له من قبل أطراف تبطن الشر الحقيقي للإسلام.

لكن هذه الأحكام لا ينبغي لها أن تكتسب الدرجة القطعية ونسوق الجميع إلى زنزانة الانغلاق الفكري، إذ يجب ألا يغيّب المحظور الثانوي عن أذهاننا المحظور الرئيس، وعلينا أن نقر في نهاية المطاف أن حركة الإخوان المسلمين إن كانت قد ارتكبت عمليات إرهابية وقد فعلت ذلك، فإنها لن تصل إلى عشر معشار ما ارتكبته المليشيات المرتبطة بسلطة الولي الفقيه، مثل حزب الله والمليشيات الشيعية في العراق وسوريا واليمن والخلايا النائمة في المملكة العربية السعودية، ثم علينا ألا نهمل حقيقة أساسية في أنشطة المنظمات التي ترعاها دولة الولي الفقيه في إيران، هي أن الأخيرة تستند أولا إلى تخطيط ودعم دولة معترف بها في المجتمع الدولي وتريد أن تؤدي دورا إقليميا أكبر من حجمها في حين أن حركة الإخوان المسلمين لا تمثل دولة ولا تمثلها دولة، وثانيا أن طبيعة الجرائم التي ترتكبها هذه الحركات جرائم ذات صبغة طائفية تسعى لحذف السنّة من الخارطة السكانية حيثما وُجدت فيها وهذا ما يجعلها جرائم عنصرية أو ما يسمى بالتطهير (هذا المصطلح أمقته وأرفضه)، وكل تلك الجرائم تقيّد على أنها لمواجهة الإرهاب، تحت سمع العالم وبصره من أجل شراء الصمت الدولي، في نفس الوقت الذي ترفع فيه شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، أما العمليات التي تنسب لحركة الإخوان المسلمين أو من الذين يزعمون الارتباط بها وهم ليسوا جزءً من التنظيم، فهي في عمومها عمليات ذات طابع سياسي، وإن كانت تنم عن طفولة عقائدية وجهل سياسي، فهي تعبر أحيانا عن ضيق صدر عما يجري حولها من أحداث سياسية على المستويين الداخلي أو الخارجي.

وعلينا أيضا ألا نغفل حقيقة أخرى لا تقل عن الحقائق السابقة وهي أن إيران دخلت على خط تقديم الدعم السياسي والمالي والعسكري للحركات القريبة من الإخوان المسلمين أو المحسوبة عليها، وهنا علينا أن نتوقف عند نقطة في غاية الأهمية، وهي أن إيران لا تقدم دعما مجانيا لأحد أبدا فلا بد أن تجني من كل دولار ألفا بدلا عنه كما أعلن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، فإيران توجه تلك الحركات لتنفيذ خططها بما يخدم منظومة الأمن القومي الإيراني فقط، ثم لتقع تبعات تلك العمليات على منفذيها كأفراد أو منظمات وتخرج إيران من المشهد من دون أية خسارة.

ما أريد أن أقوله من مقالي هذا إنني لا أتبنى أطروحة الإخوان المسلمين بل وأرفضها رفضا قاطعا، ولا أريد الدفاع عنهم إن كانوا متهمين فهم أولى بذلك مني، ولكنني أراقب الساحتين العربية والدولية فألاحظ أن الجميع قد ترك الإرهاب الإيراني وخاصة إرهاب الحرس الثوري وحزب الله اللبناني سواء في سوريا أو اليمن، وإرهاب المليشيات الشيعية في العراق والحركة الحوثية، التي تتسم بطابع واحد هو التغيير الديموغرافي وفرض التشيع بالإرهاب والتجويع ثم إلقاء قارب مليء بالخبز للجياع وتخييرهم بين الموت أو قبول التشيع كدين لهم، فهل الإخوان المسلمون كذلك؟ على العكس إنهم ونتيجة ما يستشعرونه من حصار سياسي وأمني فقد اضطر بعضهم لمد أيديهم إلى إيران، وحافظ الإخوان المسلمون في سوريا على نقاء الانتماء إلى العروبة وإسلام التوحيد، وراحوا يتعقبون ما يرتكبه ما يسمونه بالإرهاب السني ويلقون عليه كل أوزار ما يتعرض له العالم، ومما مكنهم من ذلك أن داعش تتبنى أية عملية إرهابية تقع في أي مكان حتى إذا حصلت في صالة قمار بين متراهنين مختلفين على الغنيمة.

إيران كدولة تقود إرهابا دوليا واسع النطاق كانت منطقتنا ضحيته الأولى، بدأت صفحاته الأولى بالعدوان الإيراني على العراق نتيجة رفع خميني شعار تصدير الثورة، ثم ما أعقب ذلك من ممارسات لاحتلال بيت الله الحرام من قبل الحرس الثوري ومحاولتهم إعلان البيعة له من هناك، ثم ما أعقب الاحتلال الأمريكي وتحول السلطة في العراق من سلطة مدنية إلى سلطة طائفية تعتمد ولاية الفقيه كمنهج ثابت مع تكفير كل من يخرج عن هذا الخيار، أما ما جرى من قبل الحوثيين في قصف مكة المكرمة بصواريخ بالستية زودتهم إيران بها، فهو عدوان على أعظم مقدسات المسلمين، فهو يمر كمر السحاب.

فلماذا يتعامل العالم مع إيران بهذه المرونة؟ ولماذا كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوربي على ذلك القدر من الحماسة لتدمير العراق؟ مع أنه أكد مرارا وبالدليل القاطع على تفنيد كل مزاعم الكراهية التي أطلقها البوشان الأب والابن وتوني بلير ومعهم الاتحاد الأوربي ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي مع الأسف أنه يحمل الجنسية العربية، في حين يتعامل العالم بهذا القدر من المرونة والعقلانية مع تحدي إيران للأسرة الدولية وهي تمارس أعلى درجات البلطجة ليل نهار، وتهدد الملاحة الدولية في الممرات الدولية الاستراتيجية  وتسقط طائرة أمريكية حديثة من دون طيار وتحتجز ناقلات النفط وغير ذلك من العمليات الإرهابية، وسط أعلى ضجيج أجوف من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي تحول إلى أضحوكة في مسارح العالم السياسية، ولكنه قبل ذلك كان قد أفرغ خزائن دول الخليج العربي من موجوداتها وأدخلها في ضائقة مالية وعجز في ميزانياتها، كل ذلك تم تحت لافتتين، الأولى توفير مظلة الحماية من المخاطر الإيرانية والثانية حل مشاكل الصراع البينية بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، ولكن أيا من الهدفين لم يتحقق منهما شيئا فكانت الخسارة مركبة، فهو تركهم يعتمدون على الحماية الخارجية بدلا من اعتماد خطة بناء استراتيجي للأمن القومي، ومن جهة أخرى ترك الشارع المحلي يمور في أزمات اقتصادية بدلا من انفاق تلك الأموال على مشاريع التنمية الحقيقية وليست المظهرية.

صارت إيران نتيجة الإخفاقات البائسة للولايات المتحدة والتي لو كان ترمب قد وفر قليلا من التهديد والوعيد ونفذ القليل منهما لردع إيران وحجّمها وأوقفها عند حدها، لكن الاستراتيجية الغربية في جوهرها اختارت التحالف الثابت مع إيران ولو كان على حساب العرب جميعا، لنلاحظ مواقف فرنسا وألمانيا وبريطانيا من إيران ووضعهما الكوابح بوجه أي محاولة لإدانتها في أي محفل دولي أو أوربي، فإلى ماذا يشير هذا؟
بالمقابل تجري دول العالم بحثٍ عربي ونتيجة حساسيات غير مبررة وغير مفهومة المقاصد، إلى تعقب الإخوان المسلمين في كل مكان، بل انسحبت التهمة على تركيا فأُخذت بجريرة لم ترتكبها، فنرى تركيا تتعرض هذه الأيام لملاحقة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي تارة بحجة تهديد أمن حلف شمال الأطلسي نتيجة شرائها منظومة الدفاع الجوي S400 وتارة بالتدخل في سوريا وهو التدخل الوحيد الذي ساند وبثبات ثورة الشعب السوري واستضافت تركيا ملايين السوريين، وتارة ثالثة في موضوع التنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية لقبرص ورابعة وخامسة والحجج لا تنتهي.

لكن الحقيقة التي لا تغيب عن المراقب الحصيف، أن لأوربا ثارا تاريخيا مع تركيا العثمانية، فالدولة العثمانية هي التي نشرت الإسلام في أوربا، ولولا الحلف الصفوي مع أوربا في بدايات القرن السادس عشر وما زال قائما إلى اليوم لأصبحت النمسا ودول أوربية أخرى جزءً من ممتلكات الدولة العثمانية حتى قال أحد المفكرين الأوربيين، نحن مدينون لفارس بدين ثمين إذ لولاها لكنا اليوم نقرأ القرآن.

هنا على ما أظن تكمن الأسباب الجوهرية لحقد أوربا وأمريكا جزء من تراثها الثقافي والفكري على تركيا، ولكن مما يؤسف له أن بعضا من العرب وكما انساقوا وراء الجزار الذي نحر العراق عام 1991 وعام 2003، ها هم اليوم يركضون من دون تفكير وراء نفس الجزار الذي يريد حز رقبة تركيا.

وأخيرا لقد عاش الوطن العربي فوضى سياسية خلال العقود الأخيرة، السؤال كم عربي اختار اللجوء إلى إيران؟ بل كم عربي بمن فيهم الشيعة سمحت له إيران بدخول أراضيها، وما ينطبق على إيران ينطبق على دول الخليج العربي بدرجات متفاوتة.

حزب البعث العربي الاشتراكي - مكتب الثقافة والاعلام القومي - النشرة القومية - 20-تموز-2019


حزب البعث العربي الاشتراكي
مكتب الثقافة والاعلام القومي
النشرة القومية
20-تموز-2019


===============================



تهنئة مكتب الثقافة والاعلام القومي الى الرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الاعلى للجهاد والتحرير
 بمناسبة الذكرى 51 لثورة 17-30تموز المجيدة



حزب البعث العربي  الاشتراكي                                 امة عربية واحدة         
       القيادة القومية                                                    ذات رسالة خالدة
مكتب الثقافة والاعلام القومي

الرفيق المجاهد عزة ابراهيم (حفظكم الله ورعاكم).
الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
القائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير

بمناسبة ذكرى ثورة البعث في 17 تموز1968  ، ثورة الشعب العراقي العظيم و في مقدمته جماهيره الكادحة ، ثورة العزة والكرامة و المنجزات العملاقة ، يسر مكتب الثقافة والاعلام القومي ان يتقدم الى مقامكم الكريم  ومن خلالكم الى قيادة حزبنا ومناضليه وجماهير شعبنا على امتداد وطننا العربي الكبير وفي المهجر ، باطيب التمنيات وازكى التبريكات داعين الله جلت قدرته ان يمنحنا بقيادتكم شرف النصر المبين لتحرير العراق وكل ارض عربية مما حل بها جراء الهجمة الغير مسبوقة على يد التحالف الامبريالي الصهيوني الفارسي .
لقد جاءت ثورة البعث في ذلك اليوم التاريخي من اجل التصدي البطولي للانهيار النفسي والقنوط الذي كان يعانيه العرب نتيجة لانهيار اول تجربة وحدوية في تاريخهم المعاصر بانفصال سوريا عن مصر ، ثم النتائج المريعة لحرب حزيران وما أدت إليه من احتلال كامل الأرض الفلسطينية والجولان وسيناء، فكانت تلك الثورة فعلاً فارقاً وبداية جدية لنهضة تليق بمكانتهم وتاريخهم المجيد.
فمزق ضياؤها أستار الظلام في العراق  واستنار به كل أبناء الأمة على امتداد الوطن العربي بل استنار به كل مناضل على دروب الخير والإنسانية في العالم .
حيث انطلق فيها قطار الحرية يقوده البعث العظيم ليطلق العنان لطموح العراقيين وأبناء الأمة العربية في كسر قيود الهيمنة الاستعمارية وولوج آفاق التحرر والاستقلال والنهضة الحضارية المتكاملة.
وقد التفَّ حولها شعبنا العراقي العظيم لصدق نواياها ونزاهة مسيرتها وعمق انجازاتها التي انهت عقوداً من البؤس فاخرجت العراق من مصاف دول العالم الثالث في التعليم والرعاية الصحية وخدمة الانسان . ولانها الثورة التي اطلقت سراح السجناء السياسين وحلت سلميّاً قضية الاقليات في بيان 11 اذارالخالد ، وجعلت نفط العرب للعرب وحمت عروبة دمشق و كل الامن القومي العربي من بوابته الشرقية ، ووضعت بالافعال لا بالاقوال كل امكانياتها لقضية تحرير فلسطين .
فأشرقت شمس السابع عشر من تموز على ارض العروبة كلها وعم ضياؤها الوطن العربي وتدفقت خيراتها على أبناء الأمة والإنسانية جمعاء فادخلت مسيرة العرب الكفاحية من اجل حياة عزيزة وكريمة  الى أوسع مداخل الخلود. فكان تموز بحق ثورة العراقيين من اجل الأمة وثورة الأمة في ارض الرافدين.
واليوم واذ تكتسح الوطن العربي هذه الهجمة الاستعمارية الشرسة فانه أحرى بأبناء الأمة العربية أكثر من أي وقت مضى أن يهبّوا للتكاتف والتراص في وجه هذه الهجمة العدوانية عليهم . فما تعيشه الامة  اليوم في العراق وفلسطين وسوريا واليمن والأحواز وفي كل أقطار الوطن العربي إنما هي في الحقيقة صورة لمعركة العرب الواحدة وبجهدهم وتكاملهم  هم الغالبون باذن  الله تعالى ..
تحية لقادة ثورة السابع عشر من تموز المجيدة وابطالها الاشاوس وعلى رأسهم الاب القائد احمد حسن البكر والشهيد البطل صدام حسين.
تحية لرمزنا وبيرقنا الباسق الرفيق عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه الذي يقود مسيرة النضال نحو النصر القريب بعون الله على طريق عودة الحق وازهاق الباطل.
والمجد كل المجد لشهداء العراق والامة العربية المجيدة
وكل عام وأمتنا المجيدة بخير.

مكتب الثقافة والاعلام القومي
13-تموز-2019
===============================

تصريح الاستاذ علي الريح السنهوري، امين سر قيادة القطر لحزب البعث العربي الاشتراكي، لجريدة الشرق الاوسط اللندنية، في عدد يوم 18 يوليو 2019 في محادثه مع الصحفي مصطفي سري.


 صرح القيادي في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، امين سر حزب البعث العربي الاشتراكي علي الريح السنهوري لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن توقيع الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى التغيير، رغم أنه لا يلبي طموحات الشعب السوداني، لكنه «خطوة إلى الأمام» مشترطا استكماله بالوثيقة الدستورية التي لم يتم التوافق عليها بعد.
وشكك السنهوري في إصرار المجلس العسكري على «توقيع الاتفاق السياسي» قبل التوافق على الإعلان الدستوري، واعتبره محاولة منه لإرسال «رسائل إلى الخارج»، فحواها أن المفاوضات تسير باتجاه إيجابي، لوقف أي عقوبات قد تفرض عليه، مشيراً إلى أن قوى إعلان الحرية كانت تريد التوقيع على الاتفاق والإعلان الدستوري في وقت واحد.
وقال السنهوري إن المفاوضات التي ستبدأ الخميس بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، ستناقش القضايا الخلافية في الوثيقة، مشيراً إلى أن التوقيع على الاتفاق من دون حسم مسألة المجلس التشريعي يعني أن تعليقه لن ينتهي في 3 أشهر، «وسنظل نتفاوض حوله حتى نهاية الفترة الانتقالية».
وتابع: «أعتقد أن هنالك نيات مبيتة من المجلس العسكري لإلغاء وتجميد المجلس التشريعي، بحيث تؤول سلطات التشريع إلى مجلس السيادة وهذا أمر مرفوض من جانبنا». وأوضح السنهوري أن المقترح المطروح بإسناد ابتدار سلطة التشريع وسن القوانين من قبل مجلس الوزراء وإجازتها من مجلس السيادة يحوله إلى مجلس رئاسي، «وهذه وصاية منه على الثورة والشعب».
وانتقد تسليم السلطة السيادية العليا للعسكريين طوال 21 شهراً، واعتبرها انتقاصا من سيادة الشعب، ومن قدرة قوى الحرية والتغيير على إنجاز أهداف ومطالب الثورة، بيد أنه عاد للقول: «من إيجابياته تمكين المشاركة الوطنية لجماهير شعبنا، وقواه السياسية والاجتماعية في السلطة وهذه خطوات نحو الأمام».
وتابع: «بموازين القوى القائمة الآن، كان ينبغي الانتقال إلى سلطة مدنية كاملة، وهذا مطلب القوى الخارجية بأن تخضع الجيش والأمن لسلطة مدنية».


===============================

حزب البعث العربي الاشتراكي - التظيم الارتيري - بيان بمناسبة الذكرى الواحدة و الخمسون لثورة الطريق الجديد ثورة 17 -30 تموز 1968م
بِسْمِ اللِّ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حزب البعث العربي الاشتراكي
أمة عربية و احدة    ذات رسالة خالدة
التنظيم الإرتري

بيان بمناسبة الذكرى الواحدة و الخمسون
لثورة الطريق الجديد ثورة 17 -30 تموز 1968م

في يوم أغر من تموز العزة و الكرامة اشرأب مناضلو البعث الأوفياء و وضعوا اللبنة الاولى لأعظم ثورة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر عبر فعل ثوري منظم.
جاءت ثورة تموز والامة تحت وطأة هزيمة حزيران لتعيد الأمل من جديد الى طريق الجهاد والثورة وازالة ومحو آثار تلك الهزيمة التي انعكست على كل مفاصل الحياة العربية كما اراد لها اعداؤها فكان ميلاد ثورة البعث في العراق في تلك الظروف ضربة قوية للمخطط الامبريالي الصهيوني الذي اراد ان يجعل من الهزيمة وآثارها المؤلمة بداية النهاية للامة العربية والقضاء التام على مشروع النضال من اجل تحرير فلسطين وكل شبر محتل من ارض العروبة.
ثورة 17- 30 تموز المجيدة لم تكن ثورة قطرية في أثرها بل تجاوزت دورها الوطني إلي أفاق أرحب بعد أن جعلت من العراق القاعدة المحررة للأمة فكان دورها قومي ا و إنساني ا و ظلت تمثل معيارا للتقدم و التغير الحقيقي حيث إنها أحدثت تحولات نوعية علي كافة المستويات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية في العراق ليمتد أثر ذلك أيضا علي الوطن العربي بشكل إيجابي.
في عهد الثورة المجيد و في بواكير عهدها اتخذت رؤية واضحة إزاء التعليم بما يتوافق مع رؤية البعث الفكرية فكان الارتقاء بالمستويات الأكاديمية و المهنية ديدن القيادة و تم التوسع الأفقي في المدارس بشكل ملحوظ مع منهجية أكاديمية مدركة لما تتطلبه التنمية من شروط وبالتالي لم يكن هذا التوسع عشوائي ا وأسهم في رفع مستويات التعليم بشكل متدرج من الابتدائي وحتى المستوى الجامعي والدراسات العليا ولم تقتصر آثار هذا النمو الطردي علي العراق و مواطنيه إذ تمدد إلي الوطن العربي حيث فتحت المدارس والمعاهد والجامعات أمام الطلاب العرب من كل الأقطار مما كان له أثر إيجابي علي المستوى القومي والقطر الإرتري كان له نصيب مقدر من هذا الأمر حيث تم رفد الساحة النضالية بكادر متعلم تم تأهيله بقدرات علمية وفنية تمكنه من المشاركة بشكل إيجابي في تطور الثورة و تحرير كامل التراب الوطني...
كما أحدثت ثورة تموز المجيدة ثورة في البنية التحتية التي تشكل الدعامة لاقتصاد حر من التبعية حيث شيدت المصانع والطرق والجسور والمطارات و الموانئ بما يتوافق مع حاجة العراقي في تنمية تنهض بالقطر ليكون رأس الرمح في المواجهة مع القوى الإمبريالية والصهيونية بأنهاء التبعية وتعزيز الاستقلال الاقتصادي فاعتمدت الثورة علي مصادر العراق من البترول عبر قرار التأميم الشجاع الذي شكل علامة فارقة في تأريخ المنطقة العربية.
ومن أجل خلق عراق مستقر ينعم بالسلم الاجتماعي كان الحكم الذاتي لشمال العراق الذي جعل منه بلد ا للتعايش السلمي فكان العراق موحد ا اجتماعيا كما هو جغرافيا وسياسي  عبر إنشاء الجبهة الوطنية القومية التقدمية التي انتظمت تحت لوائها كل القوى الاحزاب الوطنية.
علي صعيد الفعل القومي كانت الثورة داعما وسندا لحركات التحرر العربية ممثلة في الثورة الإرترية والفلسطينية والاحوازية وتقديم الدعم السخي دون ان يتبع ذلك الشروط والاملاءات التي اصبحت سمة معروفة عن بقية الداعمين الذين يقدمون بيد ويأخذون بالأخرى. لقد قدم العراق دعما في كافة المجالات ممثلا في المال والسلاح والتدريب والتأهيل والعلاج والتعليم والاعلام للثورة الإرترية وكان الاشقاء العراقيون حضورا في الساحة الإرترية في مجالات التدريب العسكري والكادر الصحي والاعلامي حيث كان يشكل دعم القطر العراقي العمود الفقري والدعم المضمون والموثوق للثورة الإرترية وفي جميع مراحلها حتى تكلل نضالها بالنصر.
لقد تحول العراق في ظل ثورة تموز الى قلعة محررة للامة العربية ولجميع شعوب العالم المضطهدة والمقهورة ومركزا و قبلة ومنارة تهتدي بها كل الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق
في ذكرى الثورة المجيدة التحية لمهندس الثورة وقائدها الشهيد القائد المجاهد صدام حسين ونبتهل الى الل ان يجعله في عليين و بقية رفاقه من ثوار تموز الاحرار والتحية والرحمة والغفران للمرحوم الاب القائد احمد حسن البكر
المجد والخلود لشهداء العراق والبعث والامة العربية
التحية لرجال البعث ومقاومته الباسلة التي مرغت انف الاحتلال الاميركي في وحل الهزيمة وتتصدى ببسالة للاحتلال الفارسي الصفوي.
النصر العاجل لأبطال العراق الصامدين في وجه الهجمة الشعوبية

قيادة التنظيم الإرتري
17-تموز-2019
========================
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي
قطر الجزائر
وحدة حرية اشتراكية
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

هنيئا للشعب الجزائري بالفوز والفريق الوطني المتألق

إن الانتصار الذي حققه الفريق الوطني بالفوز بالكأس الإفريقية الثانية، وحد كلمة الشعب وراء الراية الوطنية، راية الشهداء، ومَتَّنَ لُحمته الاجتماعية، وجدد الأمل بانتقال الجزائر من مرحلة الركود والتراجع والتي فرضها النظام السابق، إلى مرحلة النهضة والإقلاع إلى الأمام لبناء دولة عصرية عادلة تؤسس لنهضة عربية واعدة أمام شراسة الأعداء المتربصين بالوطن والأمة العربية والمعوقين لنهضتها
إن ما حققه الفريق الوطني من فوز وتألق في المباريات الرياضية بالقاهرة، بأخلاقه العالية، وجمهوره المتمدن، أثلج صدور أبناء الشعب الجزائري وجماهير الأمة العربية جمعاء، لأنه مثلها أحسن تمثيل.

لقد صدقت نبوءة مؤسس البعث الأستاذ أحمد ميشال عفلق حينما قال مرة ثانية إن المعجزة القادمة للعرب ستكون من الجزائر، وقد يكون هذا التتويج الرياضي بداية لإنجازات عظيمة في مجالات أخرى إن شاء الله.

وبهذه المناسبة السعيدة، يهنئ حزب البعث العربي الإشتراكي في الجزائر، الشعب الجزائري والأمة العربية بهذا الفوز، وبعودة الأمل، ويهنئ الفريق الوطني بالتألق، والجمهور الرياضي بالرقي الحضاري الذي أبداه في هذه المباريات الرياضية، كما ينتهز حزب البعث هذه الفرصة، ليهيب بجموع الجزائريين وفي مقدمتهم الشباب، بالتحلي بالروح التي ظهر بها فريقنا الوطني، روح القتال والدفاع عن الألوان الوطنية والشعور بالمسؤولية، ويحثهم على بذل كل ما لديهم من طاقات كل في مجاله للنهوض ببلدنا وتحقيق حلم الشهداء، لتصبح الجزائر منارة يهتدي بها العرب والمسلمون والأفارقة.

الأستاذ الدكتور أحمد شوتري
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في الجزائر
19 جويلية 2019.

===========================

في عام ١٩٣٥ كتب مؤسس حزب البعث احمد ميشيل عفلق مقال بعنوان عهد البطولة واليوم انا اطالع  في  كتاب في سبيل البعث قرأت المقال أحسست انه كتب في هذه الأيام والمقصودون به ثوار وكنداكات السودان

اتمنى من الأصدقاء قراته بتمعن وتاني الي المقال

الآن تنطوي صفحة من تاريخ نهضتنا العربية وصفحة جديدة تبدأ، تنطوي صفحة الضعفاء الذين يقابلون مصائب الوطن بالبكاء وبأن يقولوا "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وصفحة النفعيين الذين ملأوا جيوبهم ثم قالوا" (لا داعي للعجلة، كل شيء يتم بالتطور البطيء)، صفحة الجبناء الذين يعترفون بفساد المجتمع اذا ما خلوا لأنفسهم حتى اذا خرجوا إلى الطريق كانوا أول من يطأطئ رأسه لهذه المفاسد...

وتبدأ صفحة جديدة، صفحة الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل ولهيب الايمان، ويجاهرون بأفكارهم ولو وقف ضدهم أهل الارض جميعا، ويسيرون في الحياة عراة النفوس. هؤلاء هم الذين يفتتحون عهد البطولة.

عهد البطولة وأكاد اقول عهد الطفولة، لان النشىء الذي يتأهب اليوم لدخول هذه المعركة له صدق الاطفال وصراحتهم، فهو لا يفهم مايسمونه سياسة، ولا يصدق ان الحق يحتاج إلى براقع، والقضية العادلة إلى تكتم وجمجمة.

حياة هؤلاء ستكون خطا واضحا مستقيما لا فرق بين باطنها وظاهرها ولا تناقض بين يومها وأمسها فلا يقال عن أحدهم "نعم.. سارق ولكنه يخدم وطنه" ولا يقودون في الصباح مظاهرة ويأكلون في المساء على مائدة الظالمين. الصلابة في الرأي صفة من أجل صفاتهم، فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة، ولا يعرفون المسايرة. فاذا رأوا الحق في جهة عادوا من أجله كل الجهات الاخرى، وبدلا من أن يسعوا لارضاء كل الناس اغضبوا كل من يعتقدون بخطئه وفساده. انهم قساة على أنفسهم، قساة على غيرهم، اذا اكتشفوا في فكرهم خطأ رجعوا عنه غير هيابين ولا خجلين، لان غايتهم الحقيقة لا أنفسهم. واذا تبينوا الحق في مكان انكر من أجله الابن اباه وهجر الصديق صديقه.

هؤلاء اليوم قليلون وربما أصبحوا في الغد أقل اذا اصطدموا بالمصاعب التي تنتظرهم، ورأوا الويلات تنزل بهم واللعنات تنصب عليهم. ولكن المستقبل لهم لانهم يفصحون عن مشاعر ملايين الناس الذين قص الظلم ألسنتهم.

ان الاسلحة التي تهدد هذا النشىء، كثيرة مختلفة، وثمة سلاح امضى من السجن والتعذيب، هو سلاح البرودة التي يقابل بها بعض مواطنيه، والابتسامة الساخرة التي يجيبون بها على ندائه وحماسته. انهم سيقولون "دعوا هؤلاء الاطفال يلعبون برهة من الزمان ويحاولون تناول القمر بأيديهم القصيرة، ان الواقع كفيل بارجاعهم إلى العقل"، ولكن واجب هذا النشىء، ان تزيده برودة مواطنيه غيرة وايماناً، وان يذكر ان بقاء بلاده حتى الان في تأخرها المعيب هو من جراء هذه الابتسامة الساخرة التي يتسلح بها الضعفاء كلما دعاهم الواجب واستيقظ في ضمائرهم صوت الحق.

ليست البطولة دائما في المهاجمة، بل قد تكون كذلك في الصبر والثبات، وليست الشجاعة دائماً في محاربة العدو الظاهري فحسب، بل انما هي ايضا – وعلى الأخص – محاربة العدو الباطني اي ان يحارب المرء في نفسه اليأس والفتور وحب الراحة.
في هذا العهد الجديد الذي بدأت تباشير صبحه تختلج في الافق، نريد أن تكون النهضة والاستيقاظ في كل عواطفنا الشريفة ومواهبنا العالية لا ان تنحصر اليقظة في عاطفة واحدة ضيقة. لم يعد يرضينا أن نسمع ان ذلك الشخص وطني اذا لم يكن في الوقت نفسه انسانيا، عفيف النفس، كريم الخلق، فالعاطفة الوطنية اذا لم تكن مصحوبة بهذه الصفات قد لا تكون غير مجرد كره للاجنبي.

وهذه ليست غايتنا. لسنا نطلب الاستقلال لننعزل عن بقية الشعوب، ونقيم سدا بيننا وبين الحضارة الانسانية. لسنا نصبو إلى الحرية لنعيش في الفوضى، او نرجع الى ظلام القرون الوسطى. اننا نطلب الاستقلال والحرية لانهما حق وعدل قبل كل شىء ولانهما وسيلة لاطلاق مواهبنا العالية وقوانا المبدعة، وكيما نحقق على هذه البقعة من الارض التي هي بلادنا غايتنا وغاية كل انسان، الانسانية الكاملة.

تشرين الاول1935
===========================


الذكرى السنوية السنوية الثانية لرحيل الرفيق المناضل
 الدكتور عبدالمجيد الرافعي

===========================

تحالف قوى الاجماع الوطني السوداني يناقش الوثيقتين التي تقدمت بها الوساطة الافريقية الاثيوبية حول مشروع الاتفاق السياسي والاعلان الدستوري

في اجتماعها  السبت ١٣ يوليو ٢٠١٩ ، ناقشت قوى الاجماع الوطني بكامل هيئتها الوثيقتين اللتين تقدمت بهما الوساطة الأفريقية الاثيوبية حول مشروع الاتفاق السياسي والإعلان الدستوري.

بعد الاطلاع على الوثائق المقدمة من الوساطة تعلن قوى الاجماع عن تحفظات جوهرية حول مضمون الوثيقتين، والتي نرى بأنها لا تتناسب مع التأسيس لسلطة مدنية انتقالية حقيقية ، بل وتجهض فكرة مشروع قوى إعلان الحرية والتغيير لإدارة المرحلة الانتقالية.

مع كامل التقدير للدور والجهد المقدر للوساطة واللجان الفنية، فإن قوى الاجماع الوطني تعلن عن إلتزامها بكامل الاتفاق السابق مع المجلس العسكري الانتقالي، وما عبر عنه القرار الصادر من مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماعه بالرقم ٨٥٤ وبتاريخ ٦ يونيو ٢٠١٩، والذي ينص على ضرورة إلتزام الطرفين بما توصلا اليه من اتفاق فيما مضى واكمال مالم يتم الاتفاق عليه وليس بداية التفاوض من جديد بمسلسل لا ينتهي.

تلتزم قوى الاجماع بتقديم رؤيتها لحلفائها في قوى إعلان الحرية والتغيير بما يصحح الموقف نحو الالتزام بأهداف الثورة والثوار، وفاءً لدماء الشهداء نحو سلطة مدنية انتقالية تفتح المجال لتحقق أهداف وشعارات الثورة من حرية وسلام وعدالة.
رابط الموقع الرسمي على الفيسبوك للتحالف لمتابعة الاخبار https://www.facebook.com/548794911878996/posts/2374094082682394/

===========================
الطائفية السياسية
نظام تفتيت المجتمع العربي على طريق
تحقيق "اسرائيل" الكبرى
مدخل:
كثيراً ما يتردد في قاموسنا السياسي الحالي مصطلحات كـ(نظام الطائفية السياسية)، أو (أمراء الطوائف)، أو (الحركات الدينية السياسية)، أو (الحركات السياسية المغلفة بغطاء الدين). ويعد مصطلح الطائفية السياسية هو مصطلح جامع لكل تلك التسميات.
وقد ابتدأ استخدام هذا المصطلح في الوطن العربي  في لبنان منذ عشرات السنين، وتعود أصوله التاريخية إلى العام 1864، وهو تاريخ إنشاء متصرفية جبل لبنان في أعقاب أكبر فتنة طائفية شهدها ذلك القطر العربي . ومن أجل احتواء تلك الفتنة تم تشكيل مجلس إدارة للحكم تمثَّلت فيه طوائف الجبل، وكان يدار من قبل متصرف تركي ، وترعاه الدول الأجنبية التي أعلنت كل منها حمايتها لطائفة من تلك الطوائف.

وبدأ الخطاب السياسي العراقي يعرف تلك المصطلحات بعد الاحتلال الامريكي له في العام 2003، خاصة بعد ان تكرست منطلقاتها في الدستور العراقي الذي كان نتاج صياغة أميركية، ورعاية إيرانية، ومشاركة من عملائهما، حيث أُدخلت نصوص ظاهرها الاعتراف بحقوق الطوائف ولكن بصياغات خبيثة خطيرة اثارت وما تزال  معارضة وطنية قوية باعتبارها تهدد وحدة البلاد وتماسك مجتمعها. وأخذ استخدام تلك المصطلحات يتوسَّع ويتعمَّق أكثر خلال ما جرى من انتفاضات وحراك شعبي في الوطن العربي ، إذ مرَّ على الساحة المصرية بعد وصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم.

وهو يتفاعل الان ويتعمَّق في ليبيا إلى جانب مصطلح (نظام العشائر). وتبرز تأثيراته في تونس بوصول (حزب النهضة) إلى استلام الحكم. وتوسَّع استخدامه في الحراك الدائر في سورية في ظل نشاط (حركة النصرة) و(الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش) من جهة والقوى والمليشيات الموالية لايران من جهة ثانية ، هذا بالإضافة إلى تنظيمات أخرى بمسميات مختلفة . كل ذلك أدى إلى رفع الكثير من علامات الاستفهام عن الحراك الاسلاموي الطائفي الصبغة ونتائجه في تلك الأقطار. وأصبح المصطلح أكثر خطورة بعد أن أكدت التقارير وجود صلات وثيقة بين تلك الحركات الاسلاموية الطائفية والقوى المعادية للأمة العربية وتطلعاتها وعلى وجه الخصوص الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية ونظام ولاية الفقيه في ايران .

وبانتشاراستخدام هذه المصطلحات والمفاهيم الطائفية ، يقف المراقب متسائلاً:

- ما هي طبيعة القوى الطائفية التي تلعب دوراً لافتاً على ساحة الوطن العربي ؟ وما هو حجمها؟ وما هي أهدافها؟

- كيف يمكن استشراف مستقبل الحراك الشعبي الوطني والقومي في ظل مشاركة تلك الحركات الطائفية في تفاصيله ويومياته؟

ويزداد القلق أكثر إذا عرفنا أن تلك الحركات الطائفية هي من تحاول ان تتصدر المشهد بشكل اوبآخر في مسعى لقيادة او الاستحواذ على الحراك الشعبي الوطني والقومي في هذه المنطقة او تلك . وبالعودة الى الجذور التاريخية لتلك الاحزاب او التيارات نجد ان القوى الامبريالية الاستعمارية قد عملت على تأسيس تلك الاحزاب والحركات الطائفية وهي التي دفعت بها الى الواجهة ( تنفيذاً لمبدأ فرق تسد ) وذلك في مسعى منها للتخلص من الانظمة الوطنية ولمواجهة موجة الوعي الوطني والمد القومي النهضوي التي اجتاحت الاقطار العربية. وبعد الاحتلال الامريكي الايراني للعراق وما شهدته اقطار الوطن العربي من انهيارات متتالية كان من نتائجها استهداف واقصاء المثقفين

الوطنيين والقوميين لابقائهم على هامش الاحداث مما ادى الى تعاظم ظهور تلك المصطلحات الطائفية .
ولا بد للمتابع السياسي من دراسة جذور ونشأة الاحزاب والحركات الاسلاموية الطائفية  الطابع دراسة دقيقة ليتسنى له تحديد موقف مبدأي واضح ازاءها ومعرفة دورها الحقيقي المرسوم ، مع عدم اغفال تركيز الاعلام الغربي على تضخيم تاريخ الصراعات المذهبية الدموية ذات الطبيعة الدينية وايعازها الى الاسلام حصرياً متجاوزا عن عمد التاريخ الدموي للصراعات في الديانات الاخرى والتي اعتمدت التكفير والتكفير المضاد .

فالدين، في مفهومنا، حاجة روحية ضرورية للإنسان، وقلَّما تجد إنساناً لا ينتمي إلى دين يؤمن بخالق للكون. ولكن الخطير في الحركات الدينية السياسية أنها توسِّع الشرخ بين مكونات المجتمع الواحد. ولهذا فقد شقت الدين الواحد إلى مجموعة من الطوائف. وقسموا الحقوق والواجبات على أساسها، بما يُعرف في المصطلح الشائع، بـ(أنظمة المحاصصات الطائفية).

فما هو مفهوم الطائفي ؟
تعريف الطائفي:
يمكننا معرفة مفهوم الطائفي من خلال تحديد طريقته بالتدين، فالمتدين نوعان:
- النوع الأول هو الذي  يحترم معتقدات الآخرين الدينية على قاعدة أن هناك أكثر من طريق لخلاص الأنفس في الآخرة. ويميز بين الدولة الدينية والدولة المدنية، ويختار الأخيرة كنظام سياسي للحكم.

- والنوع الثاني هو الذي ينكر على الآخرين حقهم بالاعتقاد الديني، ويسفِّه معتقداتهم بذريعة أن طريقته لخلاص نفسه في الآخرة هي الطريق الصحيح وما عداه من

معتقدات ليست صحيحة، وهنا يتحول المتدين إلى طائفي. والأخطر من ذلك أنه يكفِّر نظام الدولة المدنية، ويدعو لإسقاطه، ويعمل من أجل تأسيس الدولة الدينية، التي غالباً ما تحكم تبعاً لفقه المذهب الديني الحاكم.

الديني يجمع والطائفي يفرِّق:
وهكذا يصبح الفرق بين الديني والطائفي واضحاً . فالدين باختصار اعتقاد روحي يجمع البشر ولا يفرقهم إذا أُخذت القيم العليا ، كقيم جامعة بين الأديان بعين الاعتبار، ومن تلك القيم يأتي واجب الدفاع عن الأرض والعرض،  وحول هذه القيم يجتمع أبناء الوطن الواحد على تعدد انتماءاتهم الدينية. وإذا تحوَّل الاعتقاد الديني إلى اعتقاد بقدسية شرائع المذهب الخاصة، فستتحول العلاقات بين أبناء الوطن الواحد إلى مستوى التوتر على قاعدة (نصرة أبناء المذهب) على حساب نصرة (أبناء الوطن الواحد)، وبذلك يتحول الاعتقاد الديني أو المذهبي إلى عامل تفريق وتمزيق واقتتال.
فالشعور الطائفي، في مثل هذه الحالة، يحوِّل الاعتقاد الديني إلى عامل تفتيتي، ينتج عنه خطر جسيم على المجتمع الواحد فهوسلاح جاهز لوضعه في موقع الاحتراب مع المعتقدات الدينية الأخرى وبالتالي فهو تفتيتي لأنه يعمل على انقسام المجتمع وفقدان العدالة والمساواة بين مواطنيه.

وعن هذا، ولأن الطائفية مشروع للتصادم مع الأديان والمذاهب الأخرى، نعتبر أن أخطر أنواع الصراعات بين المذاهب تلك التي تنشأ من عقيدة طائفية متزمتة. وبناء عليه، تتمثَّل خطورة المذاهب والأديان، عندما يتحوِّل الدين أو المذهب إلى مشاريع سياسية، وهذا ما عرَّفته أدبيات حزب البعث العربي الاشتراكي، بـ(الحركات الدينية السياسية) أي تلك الحركات التي تستغل الدين من أجل مآربها السياسية.

فالديني السياسي يعمل من أجل بناء دولة ظاهرها دينية لكنها تستغل الدين لمآرب  سياسية دنيوية لا علاقة لها بالدين. وقد عرفت العصور السابقة الكثير من الفرق الدينية التي عاثت تفتيتاً بمكونات المجتمع، ونشرت الصراعات الطائفية بين تلك المكونات. وقد وصل إلينا، في العصر الحديث، حركتان دينيتان طائفيتان، من بين مئات الفرق التي انقرضت، وهما: حركة الإخوان المسلمين، وحركة (ولاية الفقيه).

(الإخوان المسلمين)  و(ولاية الفقيه) حركتان دينيتان سياسيتان:

وعلى الرغم من أن الحركتين متناقضتان فقهياً، الا انه يجمعهما العداء للقومية العربية وللوحدة العربية. وهما تخططان، بعد إسقاط الأنظمة الوطنية، والفكرالقومي ، بكل ملامحه وأشخاصه وأحزابه، للانتقال إلى مرحلة اقتسام مناطق النفوذ في الوطن العربي على قاعدة أن كلاً منهما يشد إلى جانبه من ينتمي مذهبياً لمشروعه الديني السياسي. وبالتالي فانه في الحقيقة يجمعهما تحالف قوي ، لا بالفقه وانما بالتناغم لمواجهة الفكر القومي العربي وكل فكر عروبي يسعى لوحدة الامة العربية . وقد أثبتت الاحداث دعم نظام ولاية الفقيه في إيران للاخوان المسلمين في أكثر من ساحة عربية ، ومن أهمها العراق وفلسطين. وها هي قطر وتركيا اردوغان ينسقان مع الولي الفقيه في المنطقة خلال التطورات السياسية الاخيرة التي شهدتها المنطقة .

وضمن هذا السياق فإن كلاً من الحركتين الطائفيتين تعمل بوعي ودراية، من أجل تطبيق ما يسمى ( مشروع الشرق الأوسط الجديد) الذي يقوم على فكرة إعادة تقسيم الأقطار العربية إلى دويلات طائفية صغيرة ليكون الكيان الصهيوني هوالاقوى بينها والمهيمن  بالتالي على  كل شؤونها وذلك كمرحلة اساسية من مراحل المشروع الصهيوني الاكبر وهو تأسيس " اسرائيل " الكبرى . وهذا ما ينسجم مع الوقائع التاريخية التي تشير الى ان بريطانيا ( صاحبة مبدأ فرق تسد ووعد بلفور الذي نشأ بموجبه الكيان الصهيوني في فلسطين  المحتلة ) هي من اسس حزب الدعوة وحزب

الاخوان المسلمين في الاربعينيات من القرن الماضي  وانها اوكلت تنفيذ ذلك الى اجهزة المخابرات البريطانية  .

ومن الادلة الراسخة على عمق التنسيق وعملهما في سبيل إنجاح  ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد، هي التحالفات التي جمعتهما في العراق بعد الاحتلال الامريكي له، فلكل منهما قواعده الحزبية المتمثلة بشكل أساسي في (حزب الدعوة) والاحزاب الاخرى الموالية لايران ، وفي (الحزب الإسلامي في العراق).

كان احتلال العراق، وما رافقه من تحالفات مع أميركا وبريطانيا، كاشفاً واضحاً لأهداف الإخوان المسلمين ولأهداف الاحزاب والتيارات التابعة الى النظام الإيراني. وإن التذكير بحقيقة وجودهم في عقر دار دول العدوان وتمهيدهم له لسنين طويلة ودخولهم إلى العراق تحت مظلة الاحتلال الأميركي، قد ألقى مزيداً من الضوء على علاقتهم الوثيقة بالاحتلال ، ومشاركته في مشاريعه وأهدافه. وإن من البراهين الأكثر وضوحاً كانت مشاركتهم جنباً إلى جنب في أول (مجلس حكم) أسسه الاحتلال لإدارة شؤون العراق المحتل. حيث كان لكل منهما ممثلين في المجلس المذكور. ومن بعده كانت مشاركتهما في الموافقة على نص الدستور الذي وضعه الاحتلال، والذي اتاح لهم التمثيل في (العملية السياسية) التي فصّلها الاحتلال على قواعد المحاصصة الطائفية، وتولوا المناصب الحكومية طوال فترة الاحتلال الأميركي حتى تاريخ هزيمته وفرض الانسحاب عليه تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة . واستمر تعاونهم ومشاركتهم في (العملية السياسية) ذاتها تحت إشراف النظام الإيراني. وعن ذلك وللبرهان على ضلوع نظام ولاية الفقيه في إيران في التعاون مع الإدارات الأميركية منذ احتلال العراق، كان تصريح أكثر من مسؤول إيراني عن الدور الإيراني المباشر في تنفيذ المشاريع الأميركية، حيث كان التصريح المذكور واضحاً في أهدافه ومراميه، اذ نص على انه : (لولا إيران لما كانت أميركا قد دخلت كابول وبغداد).

وأما على الصعيد العربي العام، فبعد انهيار السد الامني القومي الذي كان يشكله العراق في ظل نظامه الوطني فقد اندفعت تلك الاحزاب والتيارات لتساهم بالتفتيت والدمار الذي تشهدة العديد من الاقطار العربية تحت رعاية ايرانية واضحة

وبين هذه الساحة أو تلك، كانت الصهيونية والرأسمالية العالمية، تقودان الاحداث هنا أو هناك، وذلك من أجل تطبيق مبادئ التفتيت والتقسيم على قواعد إنشاء دويلات طائفية تحول بشكل نهائي دون مشاريع توحيد الوطن العربي وتمهد للمشروع الصهيوني الاكبر من الفرات الى النيل .

نظام الطائفية السياسية لا يعيش خارج عوامل الاستقواء بالخارج-
لبنان مثالاً:
لقد عُدَّ النظام الطائفي السياسي في لبنان (أنموذجاً) لمضمون مشروع الشرق الأوسط الجديد. وهذا ما تُثبته الأحداث التاريخية، وكذلك الوقائع الحالية. وعن ذلك، حُكم لبنان، من بين كل الأقطار العربية، بنظام الطائفية السياسية. إذ تعود أصوله التاريخية إلى العام 1864. وأطلق على تأسيسه الأول بـ(متصرفية جبل لبنان).

فنظام المتصرفية هو نظام حكم أقرته الدولة العثمانية، بمشاركة عدد من الدول الأوروبية، بعد مذابح حصلت بين الدروز والموارنة في جبل لبنان، وعُمل به منذ العام 1864 إلى العام 1918. وقد جعل هذا النظام جبل لبنان منفصلاً من الناحية الإدارية عن باقي بلاد الشام، تحت حكم متصرف أجنبي مسيحي عثماني غير تركي وغير لبناني، تعينه الدولة العثمانية بموافقة الدول الأوروبية العظمى: بريطانيا وفرنسا وبروسيا والنمسا وإيطاليا. بحيث يسعى كل مندوب في اللجنة الدولية إلى جعل مقرراتها تخدم مصالح بلاده في لبنان. ويكون للجبل مجلس من إثني عشر عضواً: 4
عن الموارنة، و3 عن الدروز، و2 عن الروم الأرثوذكس، وواحد عن كل من السنة والشيعة والروم الملكيين الكاثوليك.

وبعد مرور قرن ونصف القرن تقريباً، ما يزال النظام في لبنان يعيش عصر (المتصرفية)، وإن كان بثوب حديث. ورغم انه يتم اختيار رجالاته بطريقة ديموقراطية، ولكن العملية تكون محكومة بثابتين هما:

-  توزيع المسؤوليات على قواعد المحاصصة الطائفية، بدءاً من رئاسة الجمهورية، ومروراً بتشكيل الحكومة ورئاستها، وبعدد أعضاء مجلس النواب ورئاسته، وانتهاء بتوزيع الوظائف بكل مستوياتها.

-  تكون كل طائفة في لبنان مرتبطة بعوامل الاستقواء الخارجي الدولي والإقليمي من جهة، وعوامل الاستقواء العربي بامتداداته الطائفية من جهة أخرى.

وعلى هذا الأساس، صعد نجم طائفة من الطوائف اللبنانية في مرحلة وأفل في مرحلة أخرى، بشكل يتناسب مع عوامل الاستقواء الخارجية. واستطراداً، فقد كانت الطائفة المارونية، المدعومة من الانتداب الفرنسي تحتل مركز القرار في النظام اللبناني. وبعد العام 1982، صعد نجم الطائفة الشيعية بعد دعمها من قبل النظامين السوري والإيراني.

إن كل ذلك يثبت أن التفتيت الطائفي، ونظام المحاصصات الطائفية، يجعل من كل الطوائف ضعيفة وهذا بالذات هو ما يدفعها للاستقواء بالخارج.  ان هذا الاستقواء يقوِّض أسس المجتمع المدني، ويجعل الوحدة الوطنية هشَّة لا تصمد أمام هبَّة واحدة من الرياح القادمة من الخارج.

وقد أثبتت وقائع ما سمي بـ(الربيع العربي) ومكامن انعكاساتها الخطيرة على لبنان مخاطر كل ذلك . فعلى الرغم من تحييد لبنان عن رياحه ، في الفترة ما بين بداية

انطلاقه  وبداية انحساره، الاّ ان المجتمع اللبناني كان يقف  خلاله على حافة الهاوية. الا ان السبب الذي منع قوى التدخل الخارجي من الوقوع بها هو أن لبنان كان في خرائط القوى العالمية  تفصيلاً يمكن حياكة ثوبه على حسب ما كانت سترسو عليه أوضاع مشروع الشرق الأوسط الجديد. ولولا هذا السبب، لعرف لبنان (في حالة اندلاع الحريق على ساحته)  أسوأ مرحلة في تاريخه لما كان سيتعرَّض له من اقتتال طائفي أشد دموية مما جرى على الساحات العربية الأخرى، وذلك لشدة التداخل السكاني بين طوائفه. وبذلك كان النظام الطائفي السياسي قنبلة جاهزة للتفجير في أية لحظة لتضع (السلم الأهلي) في لبنان في خبر كان.

 ان هذا الواقع لم تكن الأطراف الداخلية في لبنان لتدركه، أو تدرك مخاطره. كما انه سيبقى حاضراً في مخططات الخارج، لاستثماره في وضع تسويات للمنطقة كلها، ولإبقائه عاملاً مؤثراً في الهيمنة على القرار السيادي في لبنان. ومن هنا  يتأكد كم هو ضروري دور القوى والأحزاب الوطنية والقومية ً في النضال من أجل إلغاء نظام الطائفية السياسية. ومن أجل ذلك ظلَّ حزب البعث العربي الاشتراكي  في لبنان يرفع هذا الشعار ويحضُّ على تنفيذه مهما طال الزمن.


العراق بعد الاحتلال وُضع على طريق (اللبننة):

قبل احتلال العراق، في العام 2003، كان يُضرب بالنظام اللبناني المثل ، كأنموذج للنظام الطائفي السياسي. وجاء احتلال العراق لكي يلبنن (العملية السياسية) فيه. وبعد احتلال العراق، كان من المخطط له من قبل واضعي مشروع الشرق الأوسط الجديد، أن (يُعرقنوا) الأنظمة الجديدة. والدليل على ذلك، هو ما ورد في أحد تصريحات وزير الدفاع الأميركي في عهد إدارة جورج بوش الإبن  دونالد رامسفيلد ، عندما كان يعرض خطة احتلال العراق، واقفاً أمام خريطة للمنطقة ، اذ قال ما مفاده ، " إن العراق يمثل محور الدائرة المحيطة به، فإذا سقط تتدحرج الأنظمة الأخرى كأحجار الدومينو" .

وبعد عدة أيام من احتلال بغداد، صرَّح بول وولفويتز، أحد أعمدة مشروع (نحو قرن أميركي جديد)، قائلاً: " إذا توقفنا عند العراق فكأننا لم نفعل شيئاً". ان تلك التصريحات الموثَّقة، تثبت أن نشر الطائفية السياسية كان أهم أعمدة مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم المنطقة كلها، وخاصة أقطار الوطن العربي، إلى دويلات تحكمها أنظمة المحاصصات الطائفية.

لذلك نرى من المفيد هنا أن نستعرض بإيجاز كيف قوَّض الاحتلال أسس النظام الوطني في العراق، وأرسى بديلاً عنه نظاماً طائفياً سياسياً، بحيث وضع كل طائفة فيه في مواجهة حادة مع الطوائف الأخرى. ومن أهم تلك المظاهر، نذكر ما يلي:

•      تشكيل (مجلس الحكم الانتقالي) في بداية أيام الاحتلال، على قواعد تمثيل الطوائف فيه.

•      لغم الدستور ، الموضوع أميركياً والمبارك إيرانياً، بنصوص كانت واضحة بهدف  تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم: (شيعي وسني وكردي)،  مع ابقاء حبلها مفتوحاً على تشكيل أقاليم أخرى.

•      تقسيم المناصب الرئاسية حسب الاعراق والطوائف فجرى تثبيت رئاسة الجمهورية للأكراد، ورئاسة الحكومة للشيعة، ورئاسة مجلس النواب للسنة. وبين هذا الموقع أو ذاك، كان يُسمى نواب للرؤوساء من المذاهب أو الأعراق الأخرى.

•      توزيع حصص وظائف الدولة، بناء على محاصصات طائفية، وليس بناء على الكفاءة والخبرة المهنية والعملية والتخصص العلمي.

•      تشكيل الجيش الحكومي وأجهزة الأمن الداخلي، و أجهزة المخابرات على قواعد الولاء لأمراء الطوائف ، بحيث يكون لكل شريحة طائفية أجهزتها واختراقاتها في كل تلك الأجهزة.

•      تقسيم الحصص في البنية الفوقية والتحتية للدولة بين الطوائف ، بحيث يتم اختيار من يملأ تلك المواقع من بين الفاسدين والجهلة واللصوص، وسيئي السلوك والأخلاق.  على ان يكون المعيار الوحيد لكل تلك التشكيلات هو الولاء للإدارة الأميركية و للنظام الإيراني، ومن بعده لا تهم اية معايير أخرى .

•      نتيجة للمظاهر المذكورة أعلاه، عرف العراق، وما زال، أسوأ مراحله التاريخية.  فمنذ ذلك الحين يسود الفساد والرشوة وشراء المناصب وسرقة ثروات الدولة وعدم الاهتمام بالحد الأدنى من البنى التحتية على صعيد الخدمات العامة.

•      وفوق هذا وذاك، انتشرت موجة المعممين من الذين تمَّ تسخيرهم لخدمة أغراض الاحتلال الأميركي والإيراني بشكل مباشر. فتكاثرت موجات الحقن الطائفي والمذهبي، وتكاثرت مظاهر الصراع الطائفي بشكل كبير، وذلك بتشجيع من وكلاء الاحتلالين، من أجل تفكيك البنية الاجتماعية للشعب العراقي وذلك امعاناً بسيطرة الاحتلال الاجنبي .

وعن هذا الدور، وتلك النتائج، لعب النظام الإيراني أخطر الأدوار، بما يفوق كثيراً دور الاحتلال الأميركي. ويعود السبب في ذلك لأن الاحتلال الأميركي كان عاجزاً عن تحقيق هذا الامر لافتقاده الى الحاضنة الشعبية له. بينما يعتبر  النظام الإيراني أن له حاضنة شعبية، خاصة بزعمه المستمر على انه هو من يمثل الطائفة الشيعية. ولذلك عاث في ابنائها تخريباً وتجهيلاً وعلى كل المستويات ثقافيا وقيميا وخلقيا. اضافة الى إغراقها في ممارسة الطقوس الخاصة من خلال أشكال وألوان من الممارسات الغريبة التي يأنفها الفكر الديني بما فيه  المذهبي التقليدي.
وفي المقابل كان الاحتلال الأميركي، ومن قبيل تبادل الأدوار وتكاملها، يُعنى بتشكيل الجماعات السنية المتطرفة، وذلك من قبيل توليد الأضداد الطائفية التي يبرِّر وجود الواحد منها وجود الآخر.

كان تبادل الأدوار بين الاحتلالين، في تنمية وتغذية النزعات الطائفية، ضرورياً لإبقاء الإصبع العراقية جاهزة لإطلاق النار ضد خصومها المذهبيين. وكانت النتائج أن المجتمع العراقي تحول لفترة من الزمن و لأول مرة في تاريخه الحديث، إلى مجتمع مفتت ومتقاتل، يكفِّر بعضه البعض الآخر، ويقتل بعضه البعض الآخر. ومن فاته من تكفير وقتل، كانت تكمل حكومة الاحتلال على الباقي منه.  وبهذا تحوَّل منهج الدفاع عن المذهب، أو العرق، إلى قاعدة عامة في علاقات العراقيين بعضهم مع البعض الآخر، وأصبح الولاء للوطن لغة خشبية عند معظم العراقيين الغارقين في وحول الطائفية.

الأقطار العربية الأخرى، وُضعت على طريق (العرقنة):
إن صورة استفحال أنظمة المحاصصة الطائفية في لبنان والعراق، ستبقى الدرس الأكثر وضوحاً من أجل الاستفادة منها في كل الساحات العربية المشتعلة من سورية إلى اليمن مروراً بليبيا. خاصة أن مشروع الشرق الأوسط الجديد، وإذا كانت قد ضعفت ركائزه، باستثناء الإصرار على تطبيقه من قبل النظام الإيراني، الا انه ما يزال يُنذر بالخطر إلى أن يتم استئصاله بشكل نهائي، وهذا ما يتم التخطيط له للساحات السورية واليمنية والليبية. وحتى إذا وصل إلى هذه النتيجة، فيجب أن لا يعني ذلك أنه انتهى كاستراتيجية للاستعمار الأميركي والحركة الصهيونية العالمية المتكاملة في اهدافها مع أيديولوجيا ولاية الفقيه الايرانية . وإنه سيبقى ماثلاً كخطر كبير تجب مواجهته في الفكر وعبر عمليات التلاحم المجتمعي والسياسي، التي تقع مسؤوليتها على عاتق حركة التحرر العربي أولاً،  وعلى الأنظمة الرسمية العربية ثانياً، لأنه مشروع يهدد بنية الدولة العربية على المستوى القطري، كنقطة انطلاق لتطبيقه في كل الوطن العربي.

الحل هو في قيام دولة وطنية مدنية بعمق عربي :
وإذا كان هذا هو المناخ العام السائد حالياً  في العراق، و لبنان وليبيا واليمن وسورية، إلاَّ أن هذا لا يعني أن المعركة انتهت فلأن للفكر الوطني والقومي قوى ثورية مازالت تناضل ، وترفض كل ماهو طائفي وعرقي وعشائري ومناطقي . وهنا، نستحضر الفكرالعربي القومي الذي شخص امراض المجتمع العربي وفي مقدمتها الطائفية وهذا ماجاء به حزب البعث العربي الاشتراكي في نظرته للمسألة الطائفية .
فالحل الذي جاء به حزب البعث لمعالجة مايحدث على سبيل المثال في العراق هو العمل بمبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنيين وممارسة الحرية الدينية ، وإحلال عقيدة الدفاع عن الوطن وحمايته محل الولاءات الاخرى ، واعتبار الاعتقاد الديني والمذهبي حرية فردية. ففي الوطن  تسكن مجموعات لها عقائد دينية ومكونات اثنية و عرقية، كما هو واقع الحال في اغلب دول العالم ، لذا لن يجمعها إلاَّ نظام سياسي وتشريع موحد يضمن الوحدة الوطنية والعدالة والمساواة وحرية الاعتقاد الديني لكل أبنائه. 

وخلافاً لمبادئ أنظمة المحاصصة الطائفية، نصت الفقرة (2) من المبدأ الأساسي الثاني من دستور حزب البعث العربي الاشتراكي، على ان : (قيمة المواطنين تقدر، بعد منحهم فرصاً متكافئة، بحسب العمل الذي يقومون به في سبيل تقدم الأمة العربية وازدهارها دون النظر إلى أي اعتبار آخر).

لذا تبقى الأوطان موحَّدة إذا اجتمع سكانها حول هدف واحد هو الولاء للوطن، وتتفتت إذا كان الولاء للمذهب هو البديل.  كما وتنص المادة (15) من الدستور على ان : (الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية التي تكفل الانسجام بين المواطنين وانصهارهم في بوتقة واحدة، وتكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية). من كل ذلك، يتبنى حزب البعث العربي الاشتراكي مبدأ الولاء للوطن على حساب الولاء للمذهب والطائفة .

وأخيراً، ندعو الى صحوة عربية  تدعو للعودة الى الاسس السمحة الجامعة للدين الاسلامي الحنيف ونبذ الطائفية ايا كانت من اجل ان نكون اقوياء ، فسر قوتنا يكمن في وحدة الصف وبناء  دولة مدنية، يتساوى فيها الجميع بالحقوق والواجبات. وأن الدفاع عن وحدة الوطن والامة والحرص عليهما هو قوة لجميع ابنائهم وهي كفيلة بان تعفيهم من عبء الاستقواء بالخارج. كما أن الولاء للوطن والامة يشكل اكبر حماية للمعتقدات الدينية  ، فلقد اثبت التاريخ فشل الدويلات الطائفية في حماية ابنائها كما فشلت في توحيد المجتمعات .
مكتب الثقافة والاعلام القومي
19 تموز 2019



==============================


قوى الحرية والتغيير أمام اختبار جدي


"الهدف": الخرطوم
لا سلطة لغير الشعب. ...مدنية قرار الشعب
ادلى المهندس عادل خلف الله، عضو قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي والقيادي في قوى الحرية والتغيير، بتصريح ل "الهدف" في 18/7/2019 حول الاتفاق الاطاري السياسي بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري، قال فيه: إن ما تم التوقيع عليه لا جديد فيه، سوى حادثة التوقيع التي لم يتم التقيد فيها بما هو متفق عليه والذي يقضي بالتوقيع على الوثيقتين السياسية والدستورية في وقت واحد. وعدم تضمين كثير من الملاحظات الجوهرية على النص الابتدائي. ولذلك جاء  دون الحد الأدنى ولا يعبر عن تطلعات شعبنا وفي مقدمتها  (السلطة المدنية) فلقد كرس الاتفاق السلطة بيد المجلس العسكري، ولمدة 21 شهرا في مستهل الفترة الانتقالية وخصم الثلاثة أشهر التي استفرد فيها العسكري منذ ابريل وحتى الآن عمليا بالسلطة من فترة المكون المدني !!. ولقد حول الاتفاق  قضايا جوهرية وفي غاية الاهمية إلى قضايا مؤجلة،  سيما ما يتعلق بالتشريع.

وعلى الرغم من ان ما تم التوقيع عليه مستهل بعبارة  اتفاق سياسي، لكنه في الجانب( المتعلق بالمجلس التشريعي) أشار الى إحتفاظ كل من الطرفين بوجهة نظره، في إشارة إلى تمسك قوى الحرية والتغيير بالنسب والمعايير المتفق عليه سابقا، وعدم اعتماد العسكري لها دون  تحديد  دقيق وواضح لطبيعة العمل اذا تمسك كل طرف  بوجهة نظره؟ وهي سابقة فريدة في تجارب(التفاوض)

والأهم من هذا وذاك؛ لماذا يتراجع الاتفاق عن ما صدر في القرار الإفريقي رقم  "854" والاتفاق السابق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير. والوساطة الاثيوبية. وبدلا عن تضمين أحقية قوى الحرية والتغيير عبر رئيس الوزراء في تشكيل الوزارت من كفاءات وطنية مرر وجهة نظر العسكري بأن يكون الوزراء كفاءات مستقلة، دون تحديد لمعناها وإضافة (يجوز استثناء لرئيس الوزراء اختيار شخصيتين حزبيتين ذات كفاءة مؤكدة) وهو نص استطرادي يكشف توجه العسكري لاستبعاد كفاءات قوى الحرية تحت غطاء مفهوم غامض  ومضلل تم الاتفاق على ازالته أو تحديده.

الاتفاق في مجمله كما أشرت أمس الأربعاء بقناة "العربي" يشكل إنتكاسة لمفهوم ومطلب السلطة  المدنية بكل دلالاته الشعبية وضروراته في الانتقال السلمي للتحول الديمقراطي وتوفير مناخات التصدي للأزمة الوطنية الشاملة والتصدي بحزم وجدية لتصفية ركائز التمكين والاستبداد.
 وتساءل خلف الله: هل بمقدور مفاوضي  قوى الحرية والتغيير بعد توقيعها على الاتفاق السياسي بالأحرف الأولى أن تحدث تطور ا نوعيا في وثيقة الاعلان الدستوري بقوة موقفا التفاوضي المستند علي حقائق الارض.؟ هذا ما ستجاوب عليه جلسة التفاوض القادمة.

 واضاف خلف الله: بشكل عام الاتفاق لا يخدم مفهوم الدولة المدنية ولا يدفع بالبلاد صوب  الاستقرار، لعدم استيعابه لأهم المطالب والتطلعات الشعبية، التي لن تكف قطاعات واسعة من الشعب من التمسك بها واستمرار وتصاعد فعالياتها السلمية للدفاع عنها. إضافة إلى مطلوبات التحول الديمقراطي بتصفية ركائز التمكين.

 اما  فيما يتعلق باللجنة المستقلة للتحقيق فلقد نسب الاتفاق تشكيلها الى جهة مجهولة من خلال الاشارة بالاتفاق إلى تشكل(فعل مبني للمجهول) لجنة تحقيق مستقلة.

وعليه فان الاتفاق في مجمله لا يعبر عن التطلعات الشعبية ولا يعبر عن ميزان القوي الذي أحدثه شعبنا بعد مليونيات 30 يونيو و13 يوليو. والراجح ثقل لصالح الشعب والأهداف الثورية لانتفاضة الجسورة، في الوقت الذي كان  وما يزال فيه المجلس العسكري في أسوأ حالاته بعد ارتكابه لمجزرة فض الاعتصامات وانتهاكاته المتواصله لحق الشعب في التعبير السلمي والتعدي على حقوقه وكرامته مثلما حدث في السوكي والضعين والحتانة  عند لحظة التوقيع وما بعدها. والتي عمقت من عزلته وعدم الثقة الشعبية فيه .

وهو ما أكد عليه بيان حزب البعث العربي الاشتراكي الصادر في 6 يوليو و13 يوليو، الذي  أشار الى دخول بلادنا  مرحلة جديدة، لن يتوقف فيها الصراع الصراع السياسي والاقتصادي والاجتماعي من أجل الديمقراطية والعدالة والسلام والتقدم والكرامة وحقوق الإنسان. كما لن يتوقف تعبير القوى الوطنية والثورية الشعبية الشبابية في التعبير عنها والتضحية في سبيلها وصولا الى تجسيد الأهداف الثورية للإنتفاضة على أرض الواقع . وهو ما يضع قوى الحرية أمام اختبار جدي في أن تكون بحق، حالة تعبيرية عن تطلعات الشعب ومفصحة عن روح وجسارة  انتفاضتة، بتقوية موقفها وتمتين وحدتها والإلتزام الصارم بميثاقها واحترام تقاليد العمل المشترك.

=================================

 الدكتور غازي فيصل حسين
في لقاءات ورشة إيران وأمن الخليج
جزء من لقاءات الحضور المتنوّعة، والتي أسهمت بشكل لافت في إثراء موضوع الجلسة، وانتهت بتكريم السفير بدرع شكر قدمه مدير عام برق 
“بشير كفاح


رابط الورشة



=================================



صباح الخير.. أصدقائي شعراء السودان
حميد سعيد

في ظلِّ تبلديةٍ حيث يظل الشعراء *
ينتظرون حضور النيلين. . لتكتملَ السهرةُ
يكتبُ عبدُ اللهِ قصيدتَهُ
وعلى إيقاع السنط الأبيض.. ذاتَ مساءْ
سيُعَلِّمُها لغةَ الماءْ
الشعراءُ السودانيونَ يُحبّون الليلَ..
جميعُ الشعراءِ يُحبّون الليلَ..
تَمُرُّ حبيبةُ عبدِ اللهِ السمراءْ
عاصفةٌ من أبنوسٍ وبخورٍ عربيٍّ وعطورٍ جامحةٍ..
وَنِداءْ
يحتَرِقُ الصندَلُ في حِنّاءِ يديها
يَلْتِفِتُ الشعرُ إلى ليل الكحلِ بعينيها
ويعودُ إلى حيث مضى الشاعرُ..
مُرتَبِكاً وحييِّاً
تَتْبَعُهُ الغاباتُ إليها
وتُشارِكُها الرغبَةَ حينَ تنامُ.. الأشجارْ
.  .  .  .  .  .
بينَ حريرِ الثوبِ الرُمّانيُّ وما خَبَّأَ من فِتَنٍ..
وحريرِ مفاتِنها
لغةٌ يُدرِكُها الشعرُ
ويُثري مُعجَمَها الشعراءْ
للضحك الأبيض حصَّتَهُ في أحلام الفقراءْ
ولها..
حصًّتها في كتبِ العشقِ
وفي ما كتبَ العُشّاقْ
يَتَنَزَّلُ حالُ الوله الصوفيِّ إذا كَتَبَتْ..
في الأوراقْ
سَيُحِبُّكِ عبدُ اللهِ بعيداً عنكِ..
هوَ الحبُّ
اقتربي من جمر قصائدهِ
وابتعدي عنهُ..
يخشى عليكِ من الشعرِ
فابتعدي عنه..
يخشى على الشعر منكِ
.  .  .  .  .  .
بجوار تبلديَةٍ
وحدَكِ الآنَ.. إذ رحلَ الشعراءُ..
وانفضَّ سامِرُهمْ
وحدَكِ الآنَ..
عاصفة من بخور وعطرٍ ..
ومن أبنوسْ
وحدكِ الآنَ..
عاصفة في نداءْ
8-4- 2019
٠ التبلدية : من أشجار السودان

========================



هجرة المسيحين من العراق والشرق الاوسط بسبب العنف والارهاب والتمييز المذهبي والديني


قدم الملتقى العراقي للثقافة والفنون في عمان مساء امس ٣ تموز ٢٠١٩ عرضا للفلم القصير المعنون: ما تبقى لهم، للمخرج المبدع عبدالخالق الجواري، الذي تناول عرض مأساة انسانية واخلاقية كبرى يعيشها العراق منذ عام ٢٠١٩م تمثلت بانتشار المنظمات الارهابية وعصابات الجريمة المنظمة وثقافة العنف والكراهية بين الاديان والمذاهب وظهور دولة الخلافة الارهابية والقاعدة وتمدد المشروع الايراني لدولة ولاية الفقيه التي كرست ثقافة الحروب والمليشيات وعسكرة المجتمعات وتدمير الاقتصاد وتغذية العنف، مما دفع الملاين من العراقيين للهجرة الداخلية والخارجية بعد تدمير المدن والحياة كما اندفع ما يقرب من مليونين مسيحي للهجرة واللجوء في دول الجوار ودول العالم حيث ينتشر اليوم ملايين العراقيين في ٦٤ دولة في العالم بسبب السياسات الامريكية للفوضى الخلاقة وسياسات ايران للموت والحروب. وتحدث المهندس نزار العوصجي إضافة للعديد من الضيوف عن عمق المأساة الإنسانية وضرورة العودة للقيم الحضارية للشعب العراقي والتأكيد على ثقافة التسامح والانفتاح والاعتراف بالأخر وبحقوقه الدينية والمدنية والإنسانية ونبذ ثقافة العنف والكراهية وتجريم الإرهاب.
 
========================
بيان صحفي:
الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال:


نحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استشهاد الأسير نصار ماجد طقاطقة نتيجة التعذيب والاعتداء والإهمال الطبي الذي تعرض له.

نطالب المؤسسات الدولية والحقوقية الوقوف عند مسؤوليتها والضغط على الاحتلال لتشكيل لجنة تحقيق محايدة لمعرفة تفاصيل الجريمة التي وقعت بحق الأسير الشهيد نصار طقاطقة.

نطالب الجهات الرسمية الفلسطينية وعلى رأسها هيئة شؤون الأسرى والمحررين بموقف حازم يرتقي لمستوى الجريمة من خلال حمل هذا الملف والذهاب به إلى محكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان وكل ما من شأنه أن يفضح جرائم المحتل ويعمل على لجم وإيقاف الإجراءات القمعية بحق الأسرى.

نُهيب بأبناء شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة مساندة ودعم إخوانهم الأسرى في سجون الاحتلال، فالشهيد نصار طقاطقة لن يكون الأخير ما لم تكن هناك مواقف جدية ضد دولة الاحتلال، فأنتم سندنا الأول وأملنا الكبير الذي نتشبث به.
ما سمعناه عن استشهاد الأسير طقاطقة لا يمثل الحقيقة كاملةً، فما زالت الجثة محتجزة وتحمل الكثير من الدلائل والإشارات التي تؤكد على جرم الاحتلال، ولا زال الكثير من الغموض يلف أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام والمعزولين وأصحاب الملفات الطبية داخل سجون الاحتلال.

=================================

كتب الرفيق محمد صالح اليوسف من المغرب العربي وضمن سلسلة ايام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر عن الذكرى الحادية والخمسين على ثورة 17/تموز/1968 المجيدة

         بسم الله الرحمن الرحيم
      أيام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر

على الرغم من أن  هناك أحداثا وملاحم جرت في بقعة معينة من الوطن العربي ، لكن امتد اشعاؤها ليضيء لنا على امتداد الوطن الكبير ، إما لأنها كانت  دفاعا عن وجود ومصالح ومستقبل الأمة وبجهد مشترك ، أو أدت في نتائجها وانعكاساتها إلى حماية المصلحة القومية وتعميق التلاحم العربي فصارت معالم وأياما مشرقة في تاريخنا العربي نستلهم منها القيم والدروس ونتزود من تفصيلات مجرياتها بشحنات من العزم وتجدد فينا روح الوفاء والإقدام والتضحيات في معاركنا الراهنة في مواجهتنا لأعداء الأمة من قوى الشر والعدوان حماية لمصالح الأمة وخياراتها ودورها الرسالي الانساني.
 برنامج أيام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر يسلط الضوء على هذه الأحداث ويتناول بعدها القومي وتأثيراتها ودورها في التلاحم النضالي بين أبناء العروبة.  من هذه الأيام الخالدة في تاريخنا العربي  المعاصر:
ثورة 17 تموز المجيدة في العراق.
في صبيحة مثل هذا اليوم من العام 1968م استيقظ العراقيون والعرب والعالم وقد اشرقت على حياتهم شمس تمدهم بخيوط امل جديد وتبشرهم بمستقبل افضل. كانت تلك نسائم الحرية والعمل التي بثها البعث في الامة بسواعد كوكبة مؤمنة كرست كل حياتها (جهدها وفكرها) من اجل الامة العربية.
لقد كانت ثورة تموز التي فجرها البعث ينبوعا من العطاء والبذل في حياة الامة ووعدا صادقا من رجال مؤمنين بربهم وشعبهم وامتهم نحو مراق جديدة في خدمة ابناء
العراق والامة العربية وتاسيس قاعدة لنهضة عربية تسهم في كبح شهوة اعداء الامة من الاستعماريين والمستغلين والفاسدين والحاقدين واعوانهم الذين عاثوا فسادا ووقفوا حجر عثرة في وجه مقتضيات الحياة الكريمة لأمة العرب سنين طوالا. فما كان من رجال البعث وقادته الا التصدي الشجاع لذلك التدهور المريع في حياة العراقيين والعرب الذي كانت قوى الشر من امبرياليين وصهاينة وادواتهم تجرهم اليه جرا بعد ان زرعت الكيان الصهيوني في قلب الوطن وتهيأت لها من عوامل الوقوف في وجه الوحدة العربية كأكبر معرقل لخططهم لابقاء الامة العربية حبيسة الضعف ما يكفي لاخضاع العرب وعرقلة طموحهم في السير نحو حياة آمنة ومستقبل كريم.
وبالمقارنة مع ما كان يعيشه العراق والامة العربية من اوضاع سيئة على كل المستويات قبل ثورة تموز المجيدة يحق لنا ان نقول ان ثورة البعث في العراق قد انقذت فعلا العراقيين والعرب عندما قطعت تلك السلسلة من التدهور بثورة تتغذى من معين الايمان والوفاء البعثي.
وبنظرة سريعة يتكشف لنا عمق الدور الهائل الذي نهضت به ثورة تموز في نفض غبار الضعف والاستكانة الذي زرعه الاستعمار وقوى الشر وخيم في ارض العرب وجثم على كاهل ابنائها بسبب تراكم الكوارث والنكسات وتداعياتها من احباط نفسي وعجز عن الفعل وظلم اقتصادي نتج عن واقع حال العربي قبل تموز1968م فعراقيا تمظهر في ابرز صوره:
*/ جعل العراق وكرا للتجسس والمؤآمرات على العراقيين والامة العربية.
*/ نهب خيرات البلاد وحرم العراقيين من التمتع بثروتهم النفطية وادامة التخلف في العلاقات الاجتماعية وفي التعليم والصحة والصناعة والبنية التحتية وابقائه في ظروف البيئة المتعايشة مع التخلف.
*/ الحرص على صرف الانسان العراقي بعيدا عن تمثل عمقه الحضاري ودور العراق التاريخي في الحضارة والتطور وابعاده عن التطلع الى دوره الانساني. اما على مستوى الانسان العربي فقد كانت اهم الملامح السائدة:
1/ التآمر على اول وحدة عربية كان البعث من اهم صناعها واكبر المضحين من اجلها .
2/ العمل باستمرار في نهج التفتيت والتجزئة وتكريس الكيانات القطرية القائمة على النقيض من الوحدة وتغذية الروح والنعرات القطرية.
3/ المحاولات الدؤوبة لتوطين الهزيمة في الانسان العربي واستغلال نتائج النكسة في حزيران 1967م لتكريس الهوان والروح الانهزامية في ابناء العروبة وتثبيط هممهم وتخذيلهم.
اذن والحالة هذه فان قرار البعث بثورة تقطع ذلك التدحرج المريع في حياة العراقيين وابناء الامة العربية كان استجابة لمطلوبات وطنية وقومية وانسانية من ناحية ، وكان من ناحية اخرى خطوة اقتضتها ضرورات تخطي معطيات تلك المرحلة السيئة.
وانتشل البعث بثورته المجيدة في تموز العراقيين خاصة والانسان العربي بشكل عام من بين ركام الخنوع والتدهور ، ومد لهم بساط الامل والعمل والطموح فاشرأبت اعناقهم نحو العلا وأحيا فيهم روح الاجداد وسمو الرسالة الكبرى التي حملوها الى البشرية فاشرقت الدنيا بنور الحق بسواعدهم وايمانهم العميق وعزائمهم القوية على كل الخليقة. وقد افسحت الثورة للحياة كل مناحيها وفتحت الابواب مشرعة واعتبرت ان أولى مهماتها في احياء الدور الرسالي للامة هي خلق اهم الادوات الموصلة الى بداية صحيحة وجدية لهذه الرحلة وهو الانسان العربي الجديد .
وفي اطار الرؤية والمنهج الاستراتيجي للبعث فان امر انتشال العراق والامة ووضع ارجلهما على عتبة الطريق الصحيح كان في الحقيقة يمثل بل وينذر بمعركة كبيرة بكل المقاييس ستخوضها الامبريالية والصهيونية مع هكذا منحى وطموح الى نهضة هو امر غير مشروع بالنسبة للعرب. وكان لابد من اعداد العدة والعتاد اللازم لهذه المعركة الضارية مع قوى الاستعمار والشر وادواتها المحلية والاقليمية والدولية . وكما توقع قادة الثورة وتحسبوا بدأت الحرب على الثورة الوليدة منذ البداية وهي طرية العود وتوالت المؤامرات عليها تارة من داخل العراق واخرى من محيطه وثالثة من بعد . وكان لابد من الدفاع عن مشروع النهضة والتحدي والصمود في وجه تلك السلسلة المتواصلة من التآمر فاعدت الثورة للمعركة أدواتها الضرورية وفي المقدمة من ذلك الانسان العراقي اداة الثورة وغايتها فكان مشروع النهضة بالانسان اولا والسمو بروحه وافكاره وطموحاته المشروعة في التقدم واخذ فرصته بين الامم (الانسان المؤمن بحقه وبدوره الحياة).
ومع كل صمود يبديه العراق بقيادة البعث ومع كل تقدم يحققه كانت المؤآمرات تزداد حدة وشراسة وتتطور ادوات المعركة ضده ولكن كل ذلك صنع من البعث والعراق قوة متينة وقاعدة للتحرر ليس للعراق بل للعرب واصبح العراق في عهد البعث قلعة للحرية وسندا لكل الثوار المطالبين بحقوقهم المشروعة في الحياة الكريمة وحظي بحب واحترام وتقدير كل الخيرين في العالم.
ولانهم عاشوا الحياة الكريمة وشاهدوا الانجازات الكبرى في التنمية والبناء وولوج أفاق التطور في كل المجالات ولما رأوا من صدق واخلاص في قادة الثورة فقد التحم العراقيون بالعرب الشرفاء والخيرين في العالم في وجه المؤامرة على العراق الامر الذي دفع كل اعداء الانسانية تجميع كل ما لديهم من حقد وآلة تدمير وبقسوة لم يشهد التاريخ مثيلا لها فحطموا كل ما بنته الثورة من منجزات وخسر العرب والخيرون في العالم كما العراقيين خسارة جسيمة بتدمير تلك القاعدة العملاقة.
 وصحيح ان تضحيات العراقيين في هذه الحرب الظالمة كانت باهظة في الارواح والدماء والممتلكات بملايين الشهداء والمعوقين والايتام والارامل واللاجئين والنازحين . ولكن حلف الاعداء ايضا تكبد خسائر فادحة بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوقين النفسيين وتالفي الذاكرة والمجانين علاوة على الخسارة المالية المقدرة بترليونات الدولارات وهي خسارة ستظل هما ثقيلا على صدورهم سنين طوالا مهما كابروا وتنكروا .
اذن المعركة ضد البعث ومشروعه الحضاري لم تتوقف نتائجها المباشرة وغير المباشرة على البعث وثورته ومؤسساته فقط . بل كانت كارثة على مجمل المعانى السامية والقيم النبيلة التي تحتاجها البشرية جمعاء لتعيش حياة طبيعية. ويعيش العرب اليوم جنبا الى جنب مع العراقيين البؤس الذي نتج عن تخاذلهم في الدفاع عن عراق الثورة بل تآمرهم لاسقاط السلطة الوطنية في العراق . فاستعمرت العديد من اقطارهم واهينت كرامتهم وقيمهم واختلت مقومات امنهم تلك التي كان ينتخي البعثيون دفاعا عنها.
طريق العودة:
لا شك اننا وفي ظل هذه المعاناة التي يعيشها العرب اليوم نتيجة الموقف الخاطئ في معركة كانت مصيرية بالنسبة لهم ، فانهم بحاجة ملحة الى استدارة كاملة عن تلك المواقف الخاطئة وسلوك طريق العودة عن الهاوية وشروط هذه العودة:
*/ الاعتراف بالواقع الخطير الذي تمر به الامة العربية نتيجة غياب النظرة القومية في العلاقات العربية الدولية والاقليمية منذ الاختلال الذي احدثته الحرب العدوانية على العراق.
*/ الاقرار بفشل المعالجات القائمة على النظرة القطرية والمنفردة لقضايا الامة وبالتالي الحاجة الماسة الى ضرورة معالجة المشكلات التي تواجه الاقطار العربية بموقف جماعي ووفق نظرة قومية.
*/ التأكيد بان الاحتلال الاميركي الفارسي للعراق هو اساس البلوى التي عمت وطننا الكبير وان مفتاح استعادة الحرية للاجزاء المحتلة من الوطن العربي هو تحرير العراق من الاحتلالين ووضع حضوره وثقله وامكاناته المادية والبشرية وقواه المناضلة وعلى رأسها البعث المناضل في قلب ميدان المعركة القومية.
*/ ضرورة ان يعي الشباب بان الطريق المفضي الى وحدة النضال العربي طريق واحد وهو خوض نضال الوحدة والاستعداد للتضحية من اجل وجود الامة وسلامتها تلك التضحية التي كان البعث رائدها عندما قدم امثلة ما سبقه بها من احد في العصر الحديث وسجل في قائمة الشرف والفخر قوافل من قادته وكوادره يتقدمهم شهيد الحج الاكبر ورفاقه الميامين.
*/ الوقوف الصريح والدعم الكامل لمعركة تحرير العراق وتطهيره من دنس الاحتلال الفارسي التي تتصدى لها فصائل المقاومة العراقية الباسلة والبعث المجاهد بقيادة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي.
*/ على شباب الامة تبين ان التجربة وعبر الاثنتين وسبعين سنة الماضية قد اثبتت ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب السياسي المؤهل على امتداد الوطن العربي
لربط النظرية بالعمل وهو الاقدر على قراءة مطالب الامة وهو الاكثر استعدادا للتضحية من اجل بناء نموذج وطني وفق منظور قومي وانساني صادق ولو على مساحة قطر واحد.
فليكن الشباب العربي هو صاحب المبادرة في استنهاض وتوفيرعوامل وشروط الوحدة التي تنقذ امتنا وتمكنها من الدفاع عن وجودها وبقائها. انها مهمة جيل هذه المرحلة الحرجة من ابناء الامة العربية ان يتوحدوا في وجه قوى الشر والعدوان والاستعمار الجديد الذي توحد لسلب الامة وجودها ومقدراتها وطموحها واهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.
النصرفي ذكرى ثورة تموز للبعث العظيم والتحية لقيادته المناضلة ومقاومته الباسلة والمجد لشهدائه الاكرمين   
          محمد صالح اليوسف 
المغرب العربي 
رابط المقال الالكتروني
http://online.anyflip.com/rnvg/lbbh/mobile/index.html
====================

مجلة طليعة لبنان عدد تموز 2019

رابط المجلة الالكتروني
رابط مكتبة المجلة للاعداد السابقة
===================

مجلة صدى نبض العروبة
العدد 153 والخاص والصادر بمناسبة 17-30-تموز-2017
رابط لجنة نبض العروبة المجاهدة
الرابط الالكتروني لمجلة الصدى
رابط مكتبة المجلة بالاعداد

==========================

==============================
رابط موقع التحرير على تويتر بوسترات بمناسبة ثورة 17-30 تموز المجيدة
ثورة 17-30 تموز المجيدة ثورة المنجزات والتحريات :