الاثنين، 28 ديسمبر 2020

في ذكرى إِستشهاد سيد شهداء و صحابي العصر شهيد الاضحى الرفيق صدام حسين رحمه الله...بقلم الاستاذ الدكتور ابو لهيب


في ذكرى إِستشهاد سيد شهداء و صحابي العصر

شهيد الاضحى الرفيق صدام حسين رحمه الله

أَ.د. أبو لهيب

في مثل هذا اليوم الموافق 30 كانون الاول عام 2006 م ، وفي اليوم الاول مِنْ عيد الاضحى المبارك تتذكر جميع شعوب الامة العربية والاسلامية وفي مقدمتهم الشعب العراقي الأبي ، ذكرى إستشهاد بطل مِنْ أَبطال أَلتاريخ العربي الاسلامي على يد جلاوزة الصفويين والعملاء والخونة ممن باعوا شرفهم وكرامتهم للاجنبي .                                          

وكلما يحتفلون المسلمون في جميع أنحاء ألعالم بعيد ألأضحى ألمبارك ، يتذكرون تلك الجريمة ألبشعة والمأساوية ، وهي إِستشهاد ألرئيس ألبطل صدام حسين رحمه الله في فجر أَول يوم أَلعيد ألأضحى على يدملة  ألكفر من ألمحتلين وأحفاد كسرى ورستم .                 

هنا نذكر الشعوب العربية وبكل فخر واعتزاز نقول ، لقد إستشهد بطل الامة ألعربية صدام حسين رحمه الله ، وهو يدافع عَنْ شعبه ، وإِستشهد أبنائه وحفيده وهم حاملين السلاح بوجه أَلمحتل ، وبعد إِستشهاده لَمْ يترك خلفه أَموال طائلة في البنوك أَلغربية ، علماً بِأَن جميع أَلقصور وألممتلكات كانت مملوكة بِأسم أَلدولة أَلعراقية ، لذلك بات اليوم القاصي والداني يترحم عليه ، لانه لَمْ ينهب بلده على غرار ما فعل حكام عرب سابقون ولاحقون ، وعلى غرار ما فعل حكام العراق الجدد ، الذين نهبوا ثروات ألعراق لجيوبهم وحساباتهم الخاصة ، لذلك رفع شباب ثورة تشرين شعار ( لا نعاني مِنْ قلة أَلموارد ولكن نعاني مِنْ كثرة أَللصوص ) .                                                     

مِنْ هنا نذكر أَلأُمة العربية وألاسلامية أَنَّ ألكُلْ سيموت  آجلاً أَمْ عاجِلاً ، ولكن هناك فرق شاسع بين مَنْ يستشهد بِأَيدي أَكبر قوة عسكرية شهدها ألتاريخ ، وبين مَنْ يعدم بيد ضعفاء ومستضعفين وطنهِ اَلذين نهبوا ثرواتهم وخربوا مستقبلهم ، بينما الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله اطلقوا عليه أَعداء العراق والصفويين وبعض خونة العرب صفة ( الدكتاتور) ، ولكن اتضحت الصورة تماما وحتى من أشد معارضيه لَمْ يتهموه بِاللصوصية وتهريب ثروات العراق لحسابه وحساب أفراد أسرته ، لننظر إِلى حال العراق مابعد ألاحتلال ، فبدلاً مِنْ دكتاتور واحد أصبحت البلاد تعيش تحت وطأت آلاف الدكتاتورية واللصوص والقتلة والمجرمين  ، وبعد مرور نحو 15 سنة مِنْ احتلال العراق و إسقاط نظام البطل الشهيد صدام حسين رحمه الله ، لا أَمن تحقق ولا ديمقراطية أينعت ، ولا عيش كريم تجذر إِذ لازالت غالبية الشعب ألعراقي تعاني مِنْ ألتهجير والعوز وإنعدام ألأمن والدمار والفساد ، هو المشهدألمهيمن .                                                                   

ونتيجة ذلك وبعد أَنْ زال أَلضباب ألذي تسبب بتضليل ألشعب ألعراقي ألأبي وتحريف الحقائق وضحت الرؤية للقاصي والداني بِأَن أعداء العراق مِنْ أَلْمحتلين الغربيين والصفويين ألمجوسيينْ قد خدعوهم بِشعارات براقة ، دون أي فعل ، لذلك إِنقلبت ألآية ضدهم واولها ثورة تشرين لشباب العراق ، أصبحوا الان يحملون صورة ألشهيد البطل على صدورهم إِحتجاجاً على ألفساد والطائفية والمذهبية ، ونهب ثروات البلاد وهذا الوعي هو خير إِنتصار لذكرى إِستشهاد بطل الامة العربية ألرفيق صدام حسين رحمه الله ، والان توضحت الصورة للشعب العراقي الابي إ بِأن الشهيد البطل لم يكن لِصاً ولا خائناً لوطنه وأُمته ، بَلْ إِنه جاهد دوماً لبناء عراق قوي مستقل وتوحيد الامة العربية وتحرير ألإقتصاد ألعربي حتى لا يتحكم بهم أَعداء الامة ، ولكن أمريكا واعوانها وربيبتها اسرائيل لَمْ يرضوا بذلك ، لذلك جمعوا قوة العالم لمحاربة ألدولة العراقية لاجل إسقاطها ، إِنَّ الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله في أصعب لحظات حياته لَم ينسى مبادئه وحبل المشنقة في رقبته وقف بشجاعة وصلابة لامثيل لها في وجه أمريكا واسرائيل وعملاء الصفوية المجوسية وقال : فليسقط الامبريالية العالمية المتمثلة بامريكا وعملاء الصفوية واسرائيل ، وبهذا تحدى أعداء الامة العربية والاسلامية وطالب بالحق الفلسطيني يعود لإصحابه .                                                

هنا نوضح للامة العربية والاسلامية ، مع كل ذكرى لِإِستشهاد أَسد أَلرافدين وبطل الامة العربية والاسلامية تمتزج فيها الاحزان بِالفخر بِالامال ، حزن لفقد قائد عزيز وفخر للامة هذا البطل الذي وقف أمام ألموت أمل يشع مِنْ إبتسامة ألاخيرة
وكانه يرى فجراً في الافق سيمزق ظلمة الليل الكئيب .                                              

15 سنة مرت والامة التي شغلت بال القائد ترامتها الرياح الجوانب وتلقفها سيل القضاء ، والنوائب ، 15 سنة مرت بعد إستشهاد البطل صدام حسين رحمه الله وحالنا في إنقسام إِلى إنقسام ، لم يعد للوطن العربي راع ولا حامٍ ، وجال الغزاة وأذنابهم في جسد الامة بعد إِدراكهم رحيل ذَكَرْ ألقطيع ، علينا أن نختار اليوم بين أمرين ، إِما ألبكاء وعويل على البطل ألشهيد ، أَو ألبحث في كيفية إِنعاش أَلوطن العربي وإخراجه مِنْ أزماته بفكر ألشهيد البطل صدام حسين رحمه الله ومبادئه ، لذلك نقول لَنْ نبكيك يا صدام ، فَأنت فكرة ومشروع نهضة لايمكن أَنْ تخنقها ألمشانق ، لَنْ نبكيك فَأنت حي في كل لحظة شموخ نستمدها منك ، في كل وقفة عِزْ نستعيرها مِنْ ماضيكم ، أمثالك لايموتون بَلْ نحن الاموات إِنْ أخترنا ألنحيب ، ونحن أحياء إِنْ أخترنا مواصلة ألسير على ذات الدرب وفي ألختام نقول كل عام وعيد الاضحى وصمة عار على جبين امريكا واسرائيل والصفويين المجوس .

الف رحمة على روح الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله شهيد الامة العربية والاسلامية ، الف رحمة على ارواح شهداء الامة العربية اللذين وقفوا بكل عزم وصلابة بوجه أعداء العرب والاسلام

 

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020

في ضوء حديث القائد المؤسس الإيمانُ بِعَقِيدَةِ البَعْثِ رَفْضٌ لِكُلِّ أَشْكَالِ التَّكَتُّلِ العَبَثِي ..ابن قاسيون

في ضوء حديث القائد المؤسس

الإيمانُ بِعَقِيدَةِ البَعْثِ رَفْضٌ لِكُلِّ أَشْكَالِ التَّكَتُّلِ العَبَثِي

أبن قاسيون

أن تؤمن بعقيدة أو فكرٍ وتجعله سبيلك في ممارسة صحية لحياةٍ سياسية تعبر عن هذه العقيدة أو الفكر، هذا الإيمان قد يجعلك تصطدم وتواجه الكثير من التحديات والمعوقات والصعوبات فتضطرك لتقديم الكثير من التضحيات في سبيل هذه العقيدة أو هذا الفكر.

إن الفكر الذي حمله حزب البعث العربي الاشتراكي ببعده القومي العروبي النضالي الثوري جعل من كل معتنقي هذا الفكر أصحاب قضية تسمو وتترفع عن الشخصنة والأنانية، وأنه أصبح ضمن بوتقة جماعة منسجمة فكرياً ونضالياً تدافع عن قضايا الأمة العادلة وتسعى لبناء مجتمع عربي تقدمي اشتراكي جماهيري يتشارك فيه الجميع بالحقوق والواجبات.

إن الإيمان بفكر ومبررات وأهداف البعث واكتساب ثقافة ومهارة النضال يتجسد عملياً ومصيرياً في المهام والواجبات والتضحيات متحملاً ما يترب عليه من التزام ثوري وسلوك منسجم مع الوحدة الفكرية والتنظيمية للحزب، بما يخدم تطلعات الجماهير طموحاً وتجسيداً لتحقيق الأهداف المرحلية والاستراتيجية للبعث، الأهداف الحقيقية المرتبطة بالجماهير والأمة وتطلعاتها، التي لا تمت إلى الوهم أو السحر أو الغيبيات بصلة، بل تتجسد من خلال الإيمان بمنظور التفاؤل المبني على النضال الذي ينتقل بالفكر والنظرية إلى حيزهما العملي، والتفاؤل الذي هو مظهراً دافعاً منطلقاً من الإيمان، هذا الإيمان الذي يجعل الرفيق البعثي يوماً بعد آخر وهو يتثقف ويطلع ويناضل أنموذجاً حياً طليعياً مرشداً ومستلهماً ومطبقاً لفكر الحزب، واضحاً أمام رفاقه وجمهوره.

 وهنا نجد روحية هذا التفاعل عندما حدَّث بها الرفيق المؤسس رفاقه عام 1943م وحسب ما تضمنه الجزء الأول من كتاب في سبيل البعث نحو وضوح العلاقة بين الإيمان وأحد مظاهره التفاؤل معتبراً الآلام والصراع هي معاناة النضال الحقيقي لأهدافنا:(إن الأساس الخالد لعملنا، الأساس الذي لا يتبدل ولا يستغنى عنه هو (الإيمان). والتفاؤل مظهر بسيط من مظاهر الإيمان. هذه نظرة قد يعتبرها بعضهم غيبية، ولكن الحياة برمتها تقوم عليها منذ أن وجدت الحياة الإنسانية. وإذا طرحت هذه النظرة جانباً لا يبقى تاريخ ولا يبقى إنسان...... حتى نصل من خلال الآلام، من خلال الصراع بيننا وبين قدرنا، بيننا وبين أنفسنا، إلى اكتشاف حقيقتنا الإنسانية).

إن المؤمن بفكر وعقيدة البعث يرى دوره مناضلاً يستند إلى التجارب الذاتية وتجارب الآخرين ودروسها، ويتصف بالأمانة والصدق في الموقف والثبات، وتفاعله المطلوب مع التحديات والمواقف التي يتعرض لها الحزب، وعليه أن يعزز الثقة بنفسه من خلال ثقته بفكر ونضال الحزب، مقدماً نفسه مثالاً يحتذى به في الميدان الجماهيري وعضواً صلباً في ميدان النضال يشار له وإليه بالتثبيت والوصف الجميل في النضال بالنموذجية المؤثرة في المجتمع التي من خلالها تنمو فاعلية الحزب في الميدان وفي التماس الإيجابي مع الجمهور في وعيه وتطلعاته، ولا يأخذه التيه في هذا الواقع الذي أصبح فيه البشر نهباً للأفكار المعادية والظلامية، بعثي مؤمنٌ بأهداف ومبادئ بعثه في مواجهة التحديات والمخاطر والخصوم.

وأكد الرفيق المؤسس في رسالته (إلى المناضلين الواعين: احفظوا وحدة النضال واحذروا المغامرين) .... وأوضح (والفرق واضح بين المناضلين والمغامرين، فالمناضلون يخلقون النضال ويظلون مع ذلك أدوات خاضعة لقانون الحركة التي خلقوها ويحيلون كل قوى يكسبها النضال لأشخاصهم إلى قوى تغذي الحركة نفسها وتعينها على المزيد من الصبر والمقاومة، وعلى السير القويم المتفق مع منطق الفكرة، أما المغامرون فهم أولئك الذين يستهويهم النضال في مراحله الحماسية السهلة، أو يندسون في صفوفه دون إيمان، حتى إذا نالوا قسطاً من الشهرة والنفوذ تبين لهم أن الانفلات من قيود النضال ومنطقه القاسي، وطريقه الطويل، يسمح لهم بالقفز في مضمار النجاح الشخصي. وهذا ما يقودهم بسرعة مفاجئة إلى التآمر والخيانة، إذ ليس لهؤلاء من طريق وسط).

إن وحدة النضال البعثي تمثلها في هذه الظروف العصيبة التي تمر على البعث والأمة العربية، هي القيادة القومية التي تمثل البوتقة التي تنصهر فيها كل القيادات القطرية وتنفذ توجيهاتها وتنصاع لقراراتها باعتبارها الهيئة الأعلى في الهرم التنظيمي للحزب، وهي القادرة على قراءة التطورات والاحداث واتخاذ القرارات المناسبة على ضوء ما ترتئيه لمصلحة البعث والأمة.

إن الانتماء للبعث يفرض على الرفاق واجبات لا بد لهم من القيام بها في الحالات الطبيعية وفي الظروف الطبيعية، ولكن هذه الواجبات يُصبح التقيد بها واتباعها في الظروف الاستثنائية واجب حتمي ومقدس وضمن الضوابط الحزبية، ولا يجب الخروج عن ذلك، ومن هذه الواجبات:

1. أن يتقيد بالانضباط الحزبي وأن ينفذ جميع قرارات وتعليمات وأوامر المنظمات الحزبية المختصة بكل أمانة ودقة، وليس للعضو حق المناقشة في القرارات والتعليمات والأوامر المشار إليها إلا في جلسات نظامية وضمن التسلسل الحزبي، وبعد أداء واجبه في تبنيها وتنفيذها.

2. أن يتبنى جميع مواقف الحزب وهيئاته المختصة ويدافع عنها بأمانة وإخلاص.

12. أن يمارس النقد والنقد الذاتي داخل الاجتماعات الحزبية النظامية حصراً فيمتنع عن ممارسة النقد خارجها ويبتعد عن النقد والتشهير والتجريح.

إن البعث في فكره ومسيرته الطويلة في تطبيق هذا الفكر حرصَ على نبذ أي تكتلات صغيرة أو كبيرة تشكلُ عبئاً على مسيرة الحزب النضالية، مهما كان التوجه الذي تسير فيه هذه التكتلات، التي تؤثر بما لا يدع مجالاً للشك، تأثيراً سلبياً على الحياة الحزبية والعلاقات بين الرفاق.

وقد أشار الرفيق المؤسس في كلمة في المؤتمر القطري السوري الاستثنائي في 3 شباط 1964، إلى أسلوب التكتل، حيث قال:

أيها الر فاق(1)

إن الأعضاء كباراً وصغاراً يجب أن يخضعوا للنظام الداخلي للحزب، هذه مبادئ عامة وهي وحدها المقبولة.... وسأحاول أن أشرح نظرتي والدوافع التي دعتني إلى اتخاذ مثل ذلك الموقف وهو.... (السفر إذا نشر قرار فصل الاستاذ صلاح في الصحف).

إذا كان بعض الرفاق لا يعرفون المشكلة إلا بنتيجتها في ذلك اليوم فإنها قديمة وقديمة جداً، وهنا في هذا المؤتمر من يعرف موقفي منها منذ القديم، ويعرف أني دوما كنت أعترض على الانسياق في مثل هذا الطريق الضال خوفا على الحزب، وكانت الأحداث تأتي لتزيدني اقتناعاً بأن ذلك الطريق لم يكن طريق الخير والنجاح بل العكس تماماً. المبادئ العامة قام الحزب اساساً عليها، ما كان ليستطيع المضي في طريقه وأن يناضل ويلفّ حوله جماهير الشعب، وينتشر في شتى الاقطار العربية، ويدوم عشرين سنة وأكثر لو لم يكن صحيحاً. وهذا لا يمنع بالطبع من القول بأن هناك أمراضاً.

رفاق كثيرون في مسؤولية القيادة والسلطة يعرفون موقفي منذ أن ظهرت هذه الأزمة في الحزب، يعرفون بأني اكتشفت ما فيها من اصطناع وتزييف وافتعال، وأنه بالإمكان دوماً أن تتخذ بعض الأخطاء والتصرفات حججاً وذرائع من اجل تنفيذ خطة مقصودة وغرض مبيّت، وعندما أنتبه لذلك وأعترض وأحذر وأخاف، لا أخاف على صلاح البيطار. لا أعرف كيف أصف الدرجة التي أحب فيها الحزب. صلاح صديق العمر لي، هذا صحيح وتلازمنا وبقينا سنين طويلة ونحن في موقف واحد ننظر إلى القضايا العامة، ونحلل الأوضاع القومية لنقوم بخدمة ما، لنعمل شيئا لجيلنا ولوطننا، ولم يكن العمل سهلاً. وآخر الأمر صممنا وبدأنا وتعثرنا كثيراً، كل هذا الماضي الطويل يجعل من رفقتي وصداقتي لهذا الزميل شيئاً ثميناً وقوياً ولكني لا يمكن أن أضع فوق الحزب الذي من خلاله أرى مصلحة الأمة، أي شخص أو ولد أو بشر. ولكن هو خوفي على الحزب، وأعرف متى تكون المبادئ مطبقة لنفسها ومتى تكون مطبقة لدوافع ومصالح شخصية لا يقصد بها مصلحة الحزب، بل تنفيذاً لخطة حفنة من الأشخاص تحركهم الأغراض والنزوات، وأعتقد بأن ما وصلنا إليه هو دليل ساطع كالشمس بأن هذه الطريقة والخطة ليس فيها ضمير، وان اشياء كثيرة قد دخلت على هذا الحزب مفتعلة، تبين أن خطة وضعت لإقصاء أشخاص معينين، إذا ما أُقصوا فيمكن عندها للجماعة أو للشلة أن تنفرد بقيادة الحزب والسلطة، وتبرر في سبيل ذلك كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة.

جاء هذا المؤتمر بتصميم لأن يكون إنقاذا للحزب والبلاد، وان تسوده روح المحبة رغم كل شيء، وأنا لا أقول المحبة تعني التسامح مع الإقطاعي، بل في داخل الحزب يجب أن نحتكم إلى المحبة، فنحن أيها الرفاق في معركة تاريخية إما أن يصمد فيها هذا الحزب ويتحقق أمل كبير للأمة ويفسح المجال أمام تجربة ثورية بأن تبني نفسها شيئاً فشيئاً، أو أن تتبخر وتتلاشى في هذه المعركة. كان من المفروض، كان العقل والوجدان والروح الحزبية والقومية، كل هذا كان يقتضي بأن نكون أشد تماسكا وتراصاً وتضامناً من أي وقت مضى، لا أن نفتح معركة داخلية في الحزب من الصراع على المراكز والمناصب والقيادات ونلهي الحزب بهذه الأشياء وننسى اننا محاطون بالأعداء. أن من يستلم حكما يجب أن يعطي كل يوم وكل شهر شيئاً جديداً للشعب حتى يحصن الحكم نفسه أمام مؤامرات الأعداء. في هذا الظرف بالذات كنا واثقين ببعضنا فإذا بالمعركة تفتح، ونفاجأ بمعركة مفتعلة مصنوعة ولو أنها ارتكزت أيضاً إلى أشياء حقيقية من نواقص في الحزب والأشخاص. ولكن هناك فرقاً كبيراً بين تذرعنا بالنواقص هذه، للتهديم، وبين اتمامها واكمالها. كيف أجاز البعض لنفسه في مثل هذه الظروف القاسية أن يبدأ مثل هذه المعركة؟! انا عرف أن الخطة قديمة ولكنها لم تتخذ هذا الإسراع في التنفيذ إلا في وقت معين وعندما ظهر بأن السلطة قد خلصت للحزب، أي في اللحظة الثمينة النادرة التي أتيحت للحزب كي يعطي ويقدم ويستقطب الجماهير في سوريا وأن يكسب ثقتها ويسترعي اهتمامها في الأقطار العربية الأخرى، في هذه اللحظة التي كان يطلب منا فيها الوحدة التامة في الحزب كي نتمكن من التحقيق والانجاز، فتحت معركة الانقسام. لم يكن صلاح البيطار إلا وسيلة ومناسبة وأداة، لم يقصد بشخصه، لذلك نبهت إلى الخطر. لم أكن أقصد شخصا مهما كانت قيمته وكفاءته -ومهما كانت معزته عندي -وإنما كنت أقصد الحزب. ثم تتالت الفصول للخطة، وعندما لا نبت في خطر كهذا الخطر ولا نوقفه عند حده فأن الأمور كلها تضطرب وتختّل، وعندها يمكن أن يُدفع الشخص المخلص دفعاً ودون انتباه وتقدير للعواقب إلى المخالفات، إلى أعمال يائسة. الأشياء التي جمعت وضخمت واختلقت على صلاح البيطار قبل المؤتمر القطري لم تتناوله في إخلاصه للحزب وفي عقيدته ومبادئه وإنما تناولته في بعض تصرفاته بالحكم، ولكن فيما بعد تطورت الأمور وبشكل أراني مضطراً أن أصرح ببعض الأشياء.

بعد نكسة العراق وقد أطلعتم في جلسة أمس على أشياء كثيرة من هذه الصفحة، بعدها شعرنا كمسؤولين عن هذا الحزب وعن ماضيه ومستقبله اننا مطالبون بعمل سريع وبنقد ذاتي، نرفع فيه عن الحزب مسؤولية أخطاء وتصرفات أستغلها أعداء الحزب في العراق وخارج العراق وضخموها عشرات المرات وأضافوا إليها واختلقوا، لكن لا شك أنه كان هناك لها أساس من الحقيقة سمح لهؤلاء الأعداء والخصوم لأن يتمادوا في الافتراء، فشعرنا بخوف مشروع علي الحزب من أن ينال منه الأعداء ويشككوا فيه وفي عقائديته وتكوينه كله، اذا كان الحزب يسمح لمثل هذه الأخطاء أو يتغاضى عنها أو يعجز عن تصحيحها في حينها. هذا ينال الحزب مباشرة وفي الصميم، وبالتالي يضع سداً منيعاً بينه وبين الشعب وإلى سنين. وعند ذلك على الحزب أن يبذل جهوداً كبيرة لإزالة هذا السد. وعندما جاء رفاقنا العراقيون الذين أبعدوا إلى اوروبا ثم عادوا إلى دمشق واجتمعوا في جلسة بالقيادة القومية، صارحناهم بعض المصارحة لا كلها، لأنهم كانوا في حالة من الانفعال والتأثر، وشملتنا هذه الحالة ومنعتنا من المصارحة الكاملة، انهم رفاق وحالتهم لا بد أن تؤثر فينا، ولكن قلنا لهم: أن ما نعهده فيكم من روح حزبية عالية تجعلنا نأمل ونتوقع منكم أن تقدروا ظروف الحزب وظروف البلاد، دون أن ينبهكم أحد إلى ذلك. ولكن الرفاق بقوا في حالة التأثر وقالوا بأنكم تطردوننا طردا او شيئاً من هذا، وكان هذا كلاماً قاسياً ولا أريد أن أطيل أكثر من هذا في الموضوع. المهم أن هذا أيضاً صعّب علينا المهمة وأخّر علينا عملية النقد الذاتي التي كانت واجبة، ليبقى الباب مفتوحاً وواسعاً بين الحزب وبين جماهير الشعب، ويبقي على وحدته الداخلية ويبعد عنه التمزق والتشتت في الاجتهادات، ولعكم عشتم وشاهدتم مظاهر تلك الأزمة في تلك الأيام القاسية، ولكننا نحن شاهدنا الشيء الكثير سواء من رفاق العراق أو من خارجه وبعضهم أخذ يستغيث أن يبرأ الحزب من الأشياء التي تنسب إليه، سواء استطاع المستلمون الحكم بعد النكسة ألا يصدروا فضائح الحزب ولو كانت بأكثريتها مزورة. وعليه أُجلت عملية النقد التي كانت لها فوائد كبيرة. اعتقد أن صلاح البيطار مهما ظن فيه بعض الرفاق ومهما بلغت الانفعالات الشخصية لا يمكن أن ننكر عليه بأنه أحد مؤسسي هذا الحزب منذ اللحظة الأولى لوجوده، وأنه وضع فيه كل كفاءاته وأتعابه، وبالتالي يشعر كما يشعر كلنا بالغيرة على الحزب وعلى سمعته، ويتألم أعمق الألم إذا لم يرتفع من الحزب صوت جريء موضوعي ليقول للعالم كله: كلا ليس البعث فاشياً، لا يجيز البعث التقتيل والتعذيب، لا يجيز هذه التصرفات اللا إنسانية. إن أشياء كثيرة زُوِّرت على الحزب ولكن وقعت بعض الأخطاء، وعلى الحزب أن ينقدها برجولة، وتعرفون أني قلت كلمة مختصرة جداً بمناسبة مهرجان نصرة عدن وضمنتها أسطراً معدودة من النقد الذاتي بصفتي الأمين العام للحزب. وصحيح أن صلاح البيطار تصرف تصرفاً فردياً عندما نشر تصريحاً في الصحف، ويعرف بعض الرفاق وهم حاضرون كيف كان رد الفعل عندي عندما قدموا لي الجريدة، ولكني أقول بكل صراحة أن التذرع بهذا لفصل صلاح من الحزب كفر. وليس هذا انتصارا لشخص، كلا! وإذا كنا سننتصر لأشخاص بعد هذه المآسي فلسنا بشراً، ولكننا سننتصر لقيم حزب مناضل منذ عشرات السنين يقدم لهذه الأمة التي ظلت مئات السنين تشكو من ضياع القيم الإنسانية. إذا كان الحزب سيفكر بمثل هذه القيم ويتذرع بهفوة ليفصل مؤسسا للحزب، ماذا نقول للناس وللشعب، الذي يجب أن نقدم لهم قيما جديدة، إذا كنا نحن نتشفى من بعضنا...؟ اعرف أن المنطق يعطي أسلحة جديدة لكل من يبرر، وأعرف هذه المبررات والحيل ولكنها لا تنطلي علي بكل صراحة. ولما لم أجد التجاوب التام أو بالأحرى لم أجد عملا يوقف مثل هذه الأساليب التي تكاد تودي بالحزب، وإلى اين نحن سائرون، عندها نعم فكرت في السفر وذهبت إلى رفاقي في القيادة القومية، وقلت إن هذه الحالة لا تطاق، وغداً إذا نشر الخبر في الصحف سيعتبر كارثة للحزب، وأخبار المؤامرات من كل جانب تحاك ضدنا، فلماذا هذه الضجة الآن؟ ولماذا هذا الدليل الجديد على التصدع وعلى الانهيار؟ بوسع بعض الرفاق أن يظهروا الأمر على غير هذه الصورة، بأن هذا بداية للحياة الجديدة: انضباط، خضوع للنظام. ولكن بصراحة أقول: لن تنطلي عليّ هذه الأقوال.

أنا تكلمت في المؤتمر القومي عن التكتل الذي نعرف أصوله منذ زمن الانفصال وتتبعناه وكان يقوم على إبعاد أشخاص معينين عن الحزب. وبشكل وبكلام صريح واضح، كان يقوم على إبعاد صلاح وميشيل عن الحزب، على مراحل، وقد أُبعدنا فعلا عن التنظيم، ولم نصرح في ذلك وأنا هنا أريد أن أتكلم عن شخصي، لأني لم أتكتل مع أحد طوال حياتي الحزبية. ويعرف الرفاق أنني اختلف في أمور كثيرة مع الأستاذ صلاح، ولكن نحن انتبهنا إلى هذا الأسلوب غير السليم وغير البناء. هناك وقائع كثيرة أكتفي بواحدة منها: في شهر تشرين من عام 1962 سافرت إلى الجزائر بمناسبة أعياد الثورة وبقيت مدة خمسة وعشرين يوماً غائباً عن سوريا، وعندما عدت وجدت نشرة داخلية من خمس عشرة صفحة، وزعت في غيابي، في سوريا وخارجها، صادرة عن القيادة القطرية المؤقتة لسوريا بعنوان (أزمة الحزب) فيها مغالطات وتجريح بماضي الحزب كالذي هو في هذا التقرير(2)، أي من يقرأ هذه العبارات التي تصدر عن الحزب، والتي تقول إنه لم تكن فيه إلا التكتلات والصراع بين القادة الكبار وانه لم يتحقق الانسجام فيه يوماً من الأيام. يتساءل المرء كيف يمكن لحزب كهذا أن يعيش هذه المدة وأن يحقق ما حققه من انتشار؟!.

في المؤتمر القومي، أيها الإخوان، تكلمت عن هذه الظاهرة، وقلت إنه قد يكون الذين بدأوا هذا الأسلوب، قد يكونون مدفوعين بدوافع خيرة، بدوافع الغيرة على الحزب وإرادة النفع له، لهم قناعتهم، وقد يكونون مصيبين في وضع تصور حل أزمة الحزب، بذهاب فلان وفلان، وأشياء أخرى أيضاً، ولكنهم يعتقدون أن ذهاب شخصين تحجرا ولم يعودا من جيل الشباب... يمكن أن يكون ذلك!! ولكن الأسلوب غير سليم، لأن الذين ندعوهم إلى هذا التكتل باسم مصلحة الحزب، لينقذوا الحزب من عادات وجمود. هذه الدعوة بأسلوب التكتل ستشوههم، فلن يكونوا المنقذين للحزب طالما أنهم بدأوا الإنقاذ بعملية غير سليمة، ثم كي ينجحوا في التكتل لا يتحرون النوعية، يكونون في الأول مجموعة من (5-10) من نوعية جيدة ونشيطة، تهيئ الحزب لانطلاقة جديدة، ولذلك افترضت دوما النية الحسنة، ولكني كنت متخوفاً دوما من الأسلوب، وأن يتحول التكتل من بعد إلى نوع من العادة وإلى تضامن قد لا يكون دوماً على الخير. صحيح أن الحزب كان يشكو دوماً من ضعف الروح النظامية، هذا صحيح، وصحيح أنه يجب أن يقفز قفزة نوعية أيضاً، وهذا ما نحلم به. ولكن يجب أن يكون البدء أيضاً نظاميا وإلا تشوهت العملية كلها منذ البداية.

لا أظن أنه يخطر على بالكم بأنني عندما أتخوف من الأسلوب أكون متخوفاً على شخصي وبقاء مركزي في الحزب، قلت لكم بالأمس وأكرر بأني من سنين طويلة، وقد يكون من السنوات الأولى لتأسيسه ولاعتبارات كثيرة كنت أتمنى بإخلاص وصدق أن أكون عضواً عادياً في الحزب وأن أقدم أحسن ما عندي للحزب دون أن أكون في قيادة ما او في منصب ما. أحياناً كثيرة كنت اشعر وأتصور بأنني ربما أكون عقبة في طريق هذا الحزب، وإذا جاز لي في هذه المناسبة أن أصارحكم ببعض ما اختلج في نفسي بحياتي الحزبية، أقول لكم بأنني أصبت ببعض العقد النفسية، كنت أشعر أن أعداء الحزب يحاولون طعن الحزب وإضعافه من خلال شخصي، من جهة، لاعتبارات معروفة، ومن جهة ثانية، ليس عندي طموح الزعامة، وهذا نقص كما أظن. كنت في تناقض. فمن جهة أشعر بغيرة على الحزب لأنه يعادل حياتي كلها، ومن جهة ثانية أشعر أنني عقبة في طريقه، وتستطيعون أن تقدروا الآلام التي انتابتني خاصة هذه السنة في الأزمة مع عبد الناصر. وقد كان واضحاً لي حيث هذه الأجهزة لا بد أن تستغل هذه النواحي، وكنت بيني وبين نفسي أفتش عن مهرب إذا شئتم فلا أجد. لا أستطيع أن أترك الحزب ولا اقبل أن أضره. وتريدون تفاصيل أكثر من ذلك فهذه ليست أوهامي، بل حقائق حين حدثت ثورة 14 رمضان كنت والبيطار في تنزانيا، وعدنا وفي مطار القاهرة شاهدنا محرر أخبار اليوم، وكان المتكلم الأستاذ صلاح، وكنت قليل الكلام، وطرح علي أسئلة وأخذ يكتب، وفي صحف القاهرة نسب الكلام بأجمعه لي "زعيم حزب البعث ومعه عضو في الحزب"، وشعرت أن الخطة بدأت منذ ذلك اليوم لإبراز اسمي وطعن الحزب. هذا شيء من الأزمة التي نعانيها في داخل الحزب. لذلك نحن في مراكز لا نحسد عليها، وفي كل مؤتمر قومي أحاول أن أبتعد ثم أجد نفسي بشكل من الاشكال مضطراً للقبول، وفي هذه المرة في المؤتمر القومي السادس أخذت أخاطب نفسي وأقول لا يجوز أن أخطئ وأقبل.... وضغطوا علي وقبلت ولكن هذه الغيرة على الحزب وهذا الحب يعطيني الحق في أن أصرح، والمسألة ليست مسألة صديق عزيز علي بل المسألة أخلاقية: ليست بهذا الشكل تبنى الثورة العربية وتصحح الأخطاء وتقوم الأوضاع الفاسدة منذ مئات السنين، وليس بهذا الشكل يكافأ الأشخاص الذين وضعوا حياتهم في الحزب. ثم أن هناك أموراً تتعلق بالناحية السياسية، فعندما يفصل شخص من هذا الوزن فله معنى كبير في علاقة السلطات بعضها ببعض، لذلك انا أعتبر بأن الموضوع جدي، وأن من واجب هذا المؤتمر الذي دفعته الحساسية للحرص على النظام، جدير به أن يعيد النظر في مثل هذا القرار الذي فصل بموجبه الأستاذ صلاح.

3 شباط 1964

(1) كلمة ثانية في المؤتمر القطري السوري الاستثنائي في 3 شباط 1964.

(2) تقرير القيادة القطرية في سوريا للمؤتمر القطري الاستثنائي.

 

 

  

القيادة القومية اعلى هيئة قيادية في الحزب .. بقلم د ـ فالح حسن شمخي


القيادة القومية اعلى هيئة قيادية في الحزب

د ـ فالح حسن شمخي

 بعد دخول القوات الغازية بغداد وازاحة نصب وقبر القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق وحرق مبنى القيادة القومية وخروج العملاء علينا بقانون اجتثاث البعث الخالد ،انبرى الانتهازيون يزورون تأريخ الحزب وقادته معتمدين في ذلك على عدد من الذين خانوا قسم العضوية  من امثال الفكيكي وعلي كريم سعيد وغيرهم معتقدين ان باستطاعتهم حجب الشمس فهم لايعرفون ان تأريخ الحزب محفور بذاكرة الجماهير العربية من المحيط الى الخليج وهم لايعرفون ان تأريخ الحزب هو مراءة للحاضر والمستقبل فالحزب الذي يناضل من اجل احياء التراث العربي والتفاعل الحي معه بامكانه ان يحافظ على تراثه وان ماتعرض له الحزب في ردة 18 تشرين 1963  في العراق هو من الدروس التي علينا العودة اليها في بناء انفسنا من جديد.

محاولة اغتيال قاسم

نفذت سلطات قاسم حكم بالاعدام بكل من العقيد عبد الله ناجي ، النقيب  قاسم العزاوي ، الملازم احمد عاشور ، الملازم فاضل ناصر ، المقدم علي توفيق ، المقدم يوسف كشمولة ، النقيب هاني الدبوني ، النقيب محمد سعيد قاسم ، النقيب صديق علي ، الملازم حازم خطاب ، المقدم اسماعيل هرمز ، الرائد مجيد الجلبي ، فاضل الشكرة ، نافع داوود ، محمد امين ، سالم حسين ، مظفر صالح ، محسن اسماعيل ، العميد الركن ناظم الطبقجلي ، العقيد احتياط رفعت الحاج سري ، الرائد داود سيد خليل وعزيز شهاب وكان تنفيذ الحكم في ناظم ورفعت وداوود وعزيز في أم الطبول قد تم بقرار لم ينل اجماع القضاة.

عقدت  القيادة القطرية للحزب في العراق اجتماعا و اتخذت قرارا باغتيال عبد الكريم قاسم بعد اعدام رفعت الحاج سري وناظم الطبقجلي ، حضر كل من فؤاد الركابي وخالد علي الصالح وذلك بسبب سفركل من صالح شعبان و سعدون حمادي الى سوريا  وسجن كل من علي صالح السعدي وحازم جواد وغياب شمس الدين كاظم.

استشهد في هذه العملية عبد الوهاب الغريري وجرح كل من صدام حسين و سمير النجم ويقول الدكتور تحسين معله " وجدت في الوكر الحزبي كل من  سمير النجم الذي كان  يعاني من اصابة في كتفه واستقرار رصاصة في الرئة ووجدت صدام حسين مصاب بطلقة في رجله وقد اخرجها بموس حلاقة " ويقول ذهبت الى الدكتور عزت مصطفى وحصلت منه على مضاد حيوي للجرحى.

احيل 57 متهما الى محكمة المهداوي التي انعقدت 26/12/1959، حوكم منهم 21 متهم غيابيا وصدرت بحقهم احكام الاعدام في 31 اذار 1959 ومنهم صدام حسين وطه ياسين وحاتم حمدان العزاوي.

ان الجرأة  التي اظهرها شباب البعث داخل المحكمة اوضحت تمسكهم بعقيدتهم الحزبية السياسية ، واظهرتهم امام الرأي العام العراقي بمظهر الشبان الشجعان المخلصين لآفكارهم وشعاراتهم حول الوحدة العربية واستعادة امجاد ومكانة الدولة العربية الاسلامية، حول الشباب المحكمة الى نزال استطاع من خلالها البعثيون ولأول مرة ان يعلنوا على الملأ ارائهم ، فلم يظهروا كطلاب سلطة بل اصحاب موقف ومبادىء  وهذا الموقف كرره المجاهد صدام حسن في المحكمة الاخيرة التي اعدها الامريكان .

ان الشباب الذين حكمت المحكمة عليهم غيابيا خرجوا من العراق باتجاه سوريا ومنهم صدام حسين ، فيصل حبيب الخيزران ، شفيق الكمالي ، وغيرهم

انجر فؤاد الركابي الحزب الى محاولة اغتيال قاسم كان متناغم مع ارادة المخابرات المصرية  ، الامر الذي جعل حزب البعث العربي الاشتراكي يتخذ بعد فترة من المناقشات موقفا واصدار بيانا يحرم فيه الاغتيال السياسي ويؤكد سعيه لتحقيق أهدافه بالنشاط بين الجماهيروبهذا رفضت خطوة الركابي مبدئيا وبغض النظر عن مضمونها، وهذا لايعني خطاء الشباب الذي نفذوا  العملية بل على العكس فالعملية اكدت شجاعة الشباب في تنفيذ قرار القيادة وعلى مبدأ نفذ ثم ناقش.     

اصدر الحزب بيانا سياسيا في 13كانون الثاني 1960 اوضح فيه الظروف السيئة التي دفعت الشباب الوطني لهذه العملية  ، وموقف الحزب من اسلوب الاغتيال السياسي ، واكد ان مسؤولية ماوقع يتحملها الحكم الديكتاتوري المنحرف الذي اصبح لايطاق من قبل الشعب."ان حزب البعث العربي الاشتراكي ، في الوقت الذي يحيي فيه بطولة الماثلين الان امام محكمة المهداوي ويحيي المناضلين الابرياء في المحكمة وفي سجون ومعتقلات قاسم ، يؤكد ان قاسم وحده بجرائمه وتقتيله وتخريبه هو المسؤول عن محاولة الاغتيال".

ان العلاقة المشبوهة التي ربطت البعض من اعضاء الحزب مع المخابرات المصرية جعلت الحزب يتخذ قرار بفصلهم ،لم يبدأ الفصل بالركابي بل سبقه الى ذلك الريماوي ، ففي المؤتمر القومي الثالث فصل عبد الله الريماوي على خلفية علاقته المشبوهه مع عبد الناصر والمخابرات المصرية على حساب الحزب وخلال المؤتمر القومي الرابع الذي انعقد عام 1960 وبحضور متميز لوفود من الاقطار العربية ومن المنظمات الحزبية الوافدة، وجاء من العراق علي صالح السعدي ، حبيب الخيزان ، سعدون حمادي ، حازم جواد وغيرهم . وكان المؤتمر على درجة كبيرة من التنظيم فصل فؤاد الركابي على نفس الخلفية التي فصل عليها الريماوي ولاسباب اخرى. 

اجتمعت القيادة القومية في 15/6/1961 واستنادا الى الوقائع التالية:

1 ـ قرر المؤتمر القطري في العراق بعد دراسة واسعة ومعمقة للعمل الحزبي والتنظيمي

والشعبي والسياسي ادانة العضو فؤاد الركابي لارتكابه الاعمال التالية:

ا ـ اتباعه سلوكا شخصيا يخالف مبدئية الحزب ، وخرق مبادىء التنظيم.

ب ـ تصرفاته المعيبة في مالية الحزب.

ج ـ انحرافه عن اسلوب العمل الحزبي واتباعه اسلوبا انتهازيا يقوم على تجميد النضال الشعبي بقيادة الحزب والاستعاضة عنه باسلوب المغامرات والمناورات الشخصية.

د ـ العمل على التشكيك بمهمة الحزب التأريخية لتحقيق الثورة العربية الاشتراكية وبناء المجتمع العربي التقدمي.

ه ـ العمل ضد وحدة الحزب القومية بالتآمر مع الفئة الانتهازية التي طردها الحزب من صفوفه، والعمل على تخريب سياسة الحزب واستراتيجية الخاصة والتي تعبر وحدها عن مصلحة جماهير الشعب العربي وضمها في خدمة اغراض الفئات الاخرى.

و ـ تخليه عن الرفاق الذين حكموا بمحاولة الاغتيال وعدم ايوائهم في الدار الحزبية التي كان يسكنها بعد انكشاف الدار المختبئين فيها مما ادى الى سقوطهم بايدي الجلادين.

2 ـ قررت قيادة قطر العراق تبني هذه الادانة ورفعت للقيادة القومية تقريرا يتضمن الاسباب الثبوتية لهذه الادانة وطلبت منها اجراء التحقيق حسب ما يقتضيه النظام الداخلي مع العضو المذكور حول هذه الاتهامات.

3 ـ اتخذ المؤتمر القومي الرابع قرار شجب فيه الاسلوب الذي انزلقت اليه بعض القيادات الحزبية والذي يقوم على تجميد دور الشعب والحزب ، في العمل والنضال للقضاء على الاوضاع الرجعية القائمة في الوطن العربي وادان موقف هذه القيادات التي انساقت الى تبني وتهيئة الانقلابات العسكرية والاغتيالات السياسية بمعزل عن العمل الشعبي وكبديل عنه.

4 ـ قررت القيادة القومية بتاريخ 12/10/1960 اجراء التحقيق مع العضو المذكور حول الاتهامات الموجهة اليه والمبلغة له بالكتاب الصادر عن القيادة القومية بتاريخ 14/10/1960 والمتضمن لائحة الاتهام.


5 ـ حرصت القيادة القومية على اتاحة الفرصة للعضو المذكور باعداد اجابته على الاتهامات كما حرصت على توفير اقصى ما تستطيعه من الثقة للعضو المذكور املا في مساعدته لا يقاظ الحس بالمسؤولية لديه بالرغم من وصول معلومات تؤكد  انه لجأ الى الافتراء والدس على الحزب وعقيدته وعلى قياداته وتنظيمه والى التآمر مع الجهات المشبوهة والحاقدة في محاولة يائسة لتغطية اخطائه وخيانته بدلا من مواجهة الحقائق امام حزبه وبوعي ومسؤولية.

 

 6 ـ تأكد للقيادة القومية استنادا للتقارير المرفوعة من المنظمات الحزبية ومن الرفاق ان العضو فؤاد الركابي قد خان حزبه بعد مغادرته العراق والتآمر عليه مع فئة الريماوي الانتهازية التي طردها الحزب عام 1959، وبالتعاون مع حركات اخرى انتهازية يمينية مشبوهة تحقد على الحزب وتعيش لمعاداته والكيد له.

لذا قررت القيادة القومية فصل العضو المذكور استنادا الى الفقرات أ،ب،ج،د، من  المادة ،ه، من باب العقوبات الحزبية في النظام الداخلي وتعميم ذلك على كافة منظمات الحزب ....قرار قابل للاستئناف امام المحكمة القومية.

 

نشر البلاغ في صحف بيروت يومي 22 و 23/6/1961 وفي ليلة 23/6/1961 وصل فؤاد الركابي من القاهرة بحماية  المخابرات المصرية الى بيروت.

وفي اليوم التالي دعا مكتب المعلومات التابع لسفارة الجمهورية العربية المتحدة الى مؤتمر صحفي عقد في فندق الريفييرا ـ احد فنادق بيروت حيث انزل فؤاد الركابي  ليعلن انفصال قطر العراق من القيادة القومية  للحزب بصفته الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي كما يقول.

المؤتمر القومي السادس

انعقد في الفترة 5ـ19ـ1963 و 23ـ10ـ1963

كان المؤتمر القومي السادس  من المؤتمرات القومية المتميزة في تأريخ حزب البعث العربي الاشتراكي بسبب دراسته النظرية المستفيظة للمنطلقات النظرية للحزب في الوحدة والحرية والاشتراكية، حضر المؤتمر من العراق كل من علي صالح السعدي ، محسن الشيخ ،حمدي عبد المجيد ، والذي يهمنا ذكره هنا هو رايه بتجربة الحرس القومي ، فتجربة الحرس القومي هي القاعدة التي تأسست على ضوئها تجربة الجيش الشعبي في العراق فيما بعد والذي كان له دو ر في الحرب العراقية الايرانية وتجربة فدائي صدام الذين يلعبون اليوم دورا اساسيا في مقاومة مغول العصر وتابعيهم.

تشكلت القيادة العامة لقوات الحرس القومي من العقيد الركن المظلي عبد الكريم مصطفى نصرت رئيسا وبعد استقالته حل محله المقدم الطيار مندر الوانداوي اما اعضاء القيادة العامة فهم: نجاد الصافي ، ابو طالب عبد المطلب الهاشمي ، احمد العزاوي ، صباح المدني ، حازم سعيد ، عطا محي الدين، اما مكتب التحقيق فتكون من صدام حسين ، عمار علوش ، ناظم كزار ، عبد الكريم الشيخلي .

"الحرس القومي ومهامه الثورية"

درس المؤتمر القومي السادس تجربة الحرس القومي واعتبر هده التجربة ، وبالرغم من نواقصها وبعض الاخطاء التي رافقتها حصنا  لحماية الثورة يجب تطويرها وتوسيعها بحيث تصبح قادرة على تأدية مهام ثورية في ميدان البناء الاشتراكي وفي نوعية الجماهير العربية الشعبية. كما أكد المؤتمر على ضرورة الوقوف بحزم تجاه اي خطأ يقع فيه بعض افراد الحرس القومي.

ان الصاق نكسة 18 تشرين 1963 كما يروج البعض ،بالحرس القومي وجهاز حزب البعث ليس منصفا فالمسؤولية تتحملها السلطة التي لم تفكر ببرنامج واضح فيما يتعلق بالتخطيط الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، فالسلطة لم تنجح سوى بتغيير بعض الموظفين القاسميين وبعض الهياكل الادارية وتغيير بنية الجيش

 واكد المؤتمر ان عبد الناصر قد فرض على الحزب صراعا لامبرر له سوى طبيعة الحكم الفردي الديكتاتوري الذي يمارسه بنفسه، ولفت المؤتمر الانتباه في قراراته الى أن الظروف الراهنة للنضال العربي تستوجب وقف الصراع وايجاد نقاط التقاء وتفاهم بين الحركات التحررية العربية على صعيد الوطن العربي كله.

واكد ايضا على ان القيادة القومية هي اعلى هيئة قيادية في الحزب، فأن سياسة الدولة تجاه الاقطار يجب ان تقرها القيادة القومية بعد الاخذ بعين الاعتبار رأي قيادة الاقطار.

الدعوة الى مؤتمر قومي استثنائي

نتيجة للخلافات داخل الحزب في العراق دعت القيادة القومية الى عقد مؤتمر قومي استثنائي، حددت له يوم 17ـ5ـ1963 ودعت اليه مختلف المنظمات الحزبية ، وحددت مدينة بغداد مقرا للمؤتمر .

غير ان القيادة القومية فوجئت قبل انعقاد المؤتمر بيوميين "15ـ5ـ1963" بحضور مندوب من العراق يطلب تأجيل المؤتمر لوقت لاحق ، ولم يكن امام القيادة القومية مجال للاختيار او المفاضلة ذلك انه لايجوز عقد مؤتمر قومي في غياب التنظيم الحزبي في العراق ، أخذت القيادة القطرية في العراق تطلب التأجيل بشكل متتال.

مؤتمر 11 تشرين القطري في العراق

بتاريخ 11 تشرين الثاني 1963 اي أثناء انعقاد الؤتمر القطري العراقي ، لاجراء انتخابات تكميلية دخلت مجموعة من الضباط العسكريين وفرضت نفسها بالقوة طالبة الاعتراف بعضويتها في المؤتمر ، وصوت المؤتمر لقائمة فرضها الضباط سميت بالقيادة القطرية.

اخترق 17 ضابطا قاعة المؤتمر بعد عشرة دقائق من التئامة، ورددوا شعار الحزب "امة عربية واحدة   ذات رسالة خالدة" وقالوا: نحن اعضاء المؤتمر ونرفض ان يكون الفكيكي رئيسا له، ونتيجة للفوضى اتي حدثت تم التوافق على انتخاب احمد حسن البكر أمينا للسر ورئيسا للوزراء اما اعضاء القيادة فهم حازم جواد ، طالب شبيب ، طارق عزيز ، صالح مهدي عماش ، منذر الونداوي ، واخرين غيرهم.

يقول تحسين معلة ان صالح مهدي عماش اخبره قبل 11/11/1963 بأن حازم جواد وعبد الستار عبد الطيف يحرضون الضباط على ضرورة اختراق المؤتمر وفرض انفسهم عليه . 

توجهت القيادة القومية الى العراق يوم 13 تشرين الثاني الى العراق وعقدت عدة اجتماعات ، واصدرت بيان واتخذت المقرارات التاليه:

1 ـ اعتبار القيادة القطرية المنعقد في بغداد بتاريخ 11ـ11ـ1963 مؤتمرا غير شرعي وحل القيادة المنبثقة عنه.

2 ـ حل القيادة القطرية التي تمارس مهامها عند انعقاد المؤتمر المذكور ـ القيادة السابقةـ.

3 ـ تولي القيادة القومية مسؤلية القيادة القطرية في العراق .

4 ـ التحقيق في كافة المخالفات والاخطاء التي وقعت في الفترة الماضية واتخاذ التدابير الحزبية الحاسمة بشأنها.

5 ـ حصر صلاحية اتخاذ العقوبات بحق الرفاق الحزبيين التابعين للتنظيم العراقي بالقيادة القومية.

6 ـ اجراء الانتخابات الحزبية في القطر العراقي بكافة مراحلها وعقد مؤتمر قطري لانتخاب قيادة قطرية جديدة في مدة لا تتعدى الاربعة الاشهر.

وقد وافق على نص هذا البيان جميع اعضاء القيادة القومية بدون استثناء.

حلت القيادة القطرية بعد ثلاثة ايام من انتخابها بعد ان قررت القيادة القومية عدم شرعيتها باجتماع ضم ميشيل عفلق ، أمين الحافظ ، صلاح جديد ، جبران مجدلاني ، عبد الخالق النقشبندي في بغداديوم 14تشرين الثاني 1963.

بعد ان تمكن عبد السلام عارف بالتعاون مع المخابرات المصرية والقوميين العرب من اغتصاب سلطة الحزب  في ردة 18 تشرين 1963

اقصى منها الرجلين الاشد خطرا عليه وهم احمد حسن البكر وحردان عبد الغفار واحيل 412 ضابطا الى التقاعد وابعد عشرات الضباط الاخرون الى وحدات بعيدة ، وفي وقت قياسي لايتجاوز الثلاثة اشهر تمكن عارف من ابعاد البعثيين عن المراكز المهمة في الجيش والدولة.

ويرى طالب شبيب بأن احمد حسن البكر لم يكن متورطا في عملية سقوط حكم الحزب في العراق عام 1963  كما يروج البعض. لذا اصبح بيت احمد حسن البكر في بغداد مثابة لالتقاء الوفود التي شكلتها منظمات الحزب في انحاء العراق للعمل على تشكيل الحزب بعد الفشل الذي تعرض له الحزب بسبب خلاف فوقي ليس له اساس واقعي بينهم ، فشعروا بالمرارة لعدم اخذهم للفرصة وظلوا يتوقون لتكرار التجربة وكانوا مقتنعين بقدرتهم على الوصول مرة اخرى للسلطة، وخلال هذه اللقاءات كانت وفود الحزب تلتقي المجاهد صدام حسين مع احمد حسن البكر الذين اتفقوا على تشكيل لجنة تنظيم العراق ، وكان يوم 4/9/1964   

يوما مشؤوما ، اذ اعتقلت سلطات عارف عددا من البعثيين المدنيين والعسكريين بينهم احمد حسن البكر وصدام حسين ، تمكن المجاهد صدام حسين من الفرار وحضور المؤتمر القومي السابع وبتفويض من لجنة تنظيم العراق، واثناء وجودهم في سوريا سافر الى بيروت حامل رسالة من احمد حسن البكر الى كل من طالب شبيب وحازم جواد طالبا منهم فيها العودة الى العراق بعد ان وفر الحزب لهم بيوت سريةللعمل على استعادة السلطة من عارف.

المؤتمر القومي السابع

انعقد في  1ــ17 شباط 1964

لقد وضحت النشرة الدخلية لحزب البعث العربي الاشتراكي  الصادرة بتاريخ22 ـ 2 ـ 1961 ص 9 "بدأت الدعوة الى عقد مؤتمر قومي استثنائي تنتشر في مختلف القواعد الحزبية فالنكسة الخطيرة التي اصيب  بها الحزب في القطر العراقي وتغيير الظروف القومية جعلت الحزب امام موقف جديد يتطلب منه اعادة النظر في استراتيجيته السابقة ووضع استراتيجية جديدة وان يقيم المرحلة السابقة ويدرس الخطوات  العملية التي تفرضها المرحلة الجديدة، يضاف الى  ذلك ان هناك اخطاء شوهت وجه الحزب ووضعته في موضع الاتهام امام الرأي العام العربي والعالمي ...وكان على الحزب ان يحدد موقفا مبدئيا من هذه الاخطاء بالاضافة الى ان القيادة القومية لم تعد قادرة على تحمل مسؤوليتها التالية:

أ ـ اثنان من اعضائها جمد عمليا عن النشاط القيادي بسبب وجودهما في بغداد تحت ظروف صعبة ، هما الرفيق صالح مهدي عماش واحمد حسن البكر.

ب ـ اثنان من اعضائها الاردنيين لم يشتركا مطلقا في اعمالهما بسبب ظروفهما القطرية.

انعقد المؤتمر في جو متوتر، ساهمت بعض العناصر ، التي كان لها دور في نكسة العراق والمتكتلين حولها، وقد قامت هذه العناصر بمحاولات تخريبية تستهدف دون انعقاد المؤتمر ، لاجراء المزيد من الاتصالات الجانبية ولترويج الاشاعات والاكاذيب، ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل ، وخاصة بعد أن أقر مندوبو منظمات الحزب ضرورة عقد المؤتمر في 13 شباط واتخذ القرار باغلبية 12 صوتا مقابل 6 أصوات وامتناع 2 عن التصويت.

قرر المؤتمر ان تمارس  القيادة القومية جميع الصلاحيات المنصوص عليها في النظام الداخلي.

عدم شرعية المؤتمر

برر الرفاق المستنكفون تغيبهم عن المؤتمر القومي بقولهم ان هدا المؤتمر غير شرعي وذلك لسببين:

1 ـ انه جاء بناء على دعوة الامين العام للحزب بينما ينص النظام الداخلي ان الدعوة للمؤتمرات هي من صلاحية القيادة القومية.

2 ـ ان تكوين المؤتمر مخالفا للنظام الداخلي الذي لم يأت على ذكر المؤتمرات الموسعة.

ان السببين الذين يتذرع بهما الرفاق المتغيبون ليسا في الحقيقة جديين والتذرع بهما دون النظر الى الظروف التي يمر بها الحزب تعطي الانطباع بأن الرفاق الذين يتحدثون عن اللاشرعية لا يقدرون ازمة الحزب حق قدرها، ولا يتصورون بشكل واضح النتائج التي تترتب على فقدان الانظباط الحزبي وشلل القيادة القومية.

ان الدعوة للمؤتمر القومي هي من صلاحية القيادة القومية ، انما المشكلة الي غابت عن بال الرفاق المتغيبين عن حضور المؤتمر القومي الاستثنائي هي ان القيادة القومية لم تعد موجودة عمليا. وان حدوث النكسة في العراق وكون ثلاثة رفاق من العراق أعضاء في القيادة القومية وكانوا اعضاء القيادة القطرية التي كانت مسؤولة عن الحزب منذ ثورة 14 رمضان حتى يوم 11ـ11 1963 ، ومجيء هؤلاء الرفاق بعد النكسة الى سوريا ومحاولتهم بالاتفاق مع عدد من اعضاء القيادة القطرية السورية، ان يسيروا الحزب في سوريا في نفس الاسلوب ويجروه الى نفس الاخطاء التي سببت النكسة في العراق .

ان القول بعدم جواز الدعوة لمؤتمر قومي من قبل الامين العام هو في الحقيقة قول غير جدي يضاف الى ان خمسة من اعضاء القيادة القومية التسعة الموجودين في دمشق ايدوا مبادرة الامين العام ولو لم يستعجل الاجتماع لكان القرار بالدعوة للمؤتمر القومي بالشكل الموسع قد تم بموافقة اكثرية اعضاء القيادة القومية الحاضرين. ان المادة 114 من النظام الداخلي أعطت القيادة القومية حق البت في الاستغناء عن تطبيق النظام الداخلي أو اي  جزء منه في حالة الطوارىء ، ومن جهة اخرى فأن توسيع المؤتمر بالشكل الذي لم يتنافى أصلا مع روح النظام الداخلي بل بالعكس كان ينبغي تمثيل اكبر عدد ممكن من القياديين الحزبيين نظرا لان الموضوع يتناول في الحقيقة مصير الحزب . فبدلا من ان يكلب من المؤتمرات القطرية ان تنتخب من بين اعضائها طلب ان ياتي اعضاء المؤتمر بكامله "تنص المادة 45 ـ فقرة ب ـ على : " اعضاء ينتخبهم المؤتمر القطري وتحدد عددهم القيادة القومية مراعية في ذلك عدد اعضاء القطر العاملين او اي اعتبار حزبي اخر على ان لا يقل هذا العدد عن خمسة اعضاء".

فالبنسبة للمؤتمرات القطرية فقد حدد الحد الادنى ولم يحدد الحد الاعلى . ولاشك ان اعضاء المؤتمرات القطرية هم من قيادي الحزب الذين يتحملون مسؤوليات اساسية في اقطارهم.

وبدلا من ان يأتي عن المنظمات الحزبية التي بلغت مستوى الفرع عدد يتناسب مع عدد الشعب طلب من قيادة الفرع ان تأتي بكاملها الى المؤتمر ، وكذلك قيادة الشعبة في الاقطار التي لم يبلغ التنظيم فيها سوى مستوى شعبة وقيادة الفرقة في الاقطار التي لم يبلغ فيها سوى فرقة, فهل ان تمثيل العدد الاكبر هو دليل على الديكتاتورية ام انه دليل على وضع مقدرات الحزب بيد اوسع عدد من قياديي؟ يضاف الى ذلك ان الدعوة لم تحدد اشخاصا بأسماءهم وانما اعتمدت الاسس الموضوعية المذكورة آنفا. كما ان الدعوة تتضمن جميع اعضاء المؤتمر القومي السادس.ان التذرع باللاشرعية كان في الحقيقة حجة اعتقدها المستنكفون سلاحا كافيا لتبرير تغيبهم . فاذا كان المؤتمر يعتبر شرعيا بخمسين عضوا قياديا فانه يكسب في الحقيقة اكثر شرعية بحضور 150  عضوا قياديا.

فالمستنكفون يدعون ان اعضاء المؤتمر القطري العراقي  غير قادرين على حضور المؤتمر القومي نظرا لحراجة الظروف في العراق ، فقد اخذوا المبادرة واتصلوا بالرفاق العراقيين وحرضوهم على مقاطعة المؤتمرـ كما اتصلوا بمنظمات عديدة في الوطن العربي والخارج لنفس الغرض . ان التذرع بظروف قطرية لتأجيل مؤتمر ات قومية ظاهرة بالغة الخطورة وتشكل في الواقع تحولا عن منطق الحزب القومي.

بعد انتهاء المؤتمر القومي السابع عينت القيادة القومية قيادة قطرية مؤقتة وحملتها الرسالة التالية الى لجنة تنظيم القطر وكانت هذه تتألف من بعض كوادر  الحزب في العراق "على رأسهم االرفيق صدام حسين" الذين اخذوا المبادرة في محاولة اعادة التنظيم بعد ردة 18 تشرين الثاني 1963 وحتى تعيين القادة القطرية المؤقته.

تحية عربية وبعد،

ترامى الى الامانة العامة للقيادة القومية بان لجنة قد تشكلت تحت اسم لجنة تنظيم القطر ، اخذت منذ مدة بمهمة مزاولة التنظيم الحزبي لدى بعض الرفاق.

ان الامانة العامة تحب ان توضح للرفاق النقاط التالية:

1 ـ ان قيادة قطرية مؤقتة جديدة قد عينت بعد اختتام المؤتمر القومي السابع لقيادة القطر العراق سياسيا وتنظيميا.

2 ـ ان أية تنظيمات اخرى تمت أو تتم بدون علم القيادة الجديدة تعتبر غير شرعية ، ومتنافية مع البديهيات الحزبية في القيادة المركزية وفي وحدة الحزب.

3 ـ ان القيادة القومية مع تثمينها لدور الرفاق بعد الضربة التي وجهت للحزب في محاولة اعادة تنظيم الحزب تعتقد بأن مهمة جميع الرفاق الان الاتصال بالمركز الجديد ومساندته ودعمه.

4 ـ ان القيادة القومية قد  افهمت القيادة القطرية الجديدة بان مهمتها الاولى والاساسية هي اعادة الوحدة للحزب على اساس ان الجهاز الحزبي والكوادر الحزبية غير مسؤولة بتاتا عن جميع الملابسات والاخطاء التي وقعت في الفترة المؤسفة الماضية التي اتاحت لاعداء الحزب والشعب الاطاحة بالحكم التقدمي الثوري . وتعريض العراق مرة اخرى لنار النفوذ الرجعي الديكتاتوري والاستعماري. ان وحدة الحزب ، ايها الرفاق ، هي القبضة الفولاذية التي نشرعها في هذه الفترة الحاسمة التي يتجمع فيها اعداء الشعب ـ على اختلاف اسمائهم واشكالهم ـ في المهمة غير المشرفة وهي تصفية الحزب ، وضرب نضاله، بقصد افقاد امتنا العربية وجماهيرها الشعبية حزبها الطلائعي العظيم.

ان الامانة العامة ترجو ان تتدارسوا هذه النقاط مع الرفيق مندوب القيادة القطرية المؤقتة وتعملوا على ضوئها بالانضباط وبروح المسؤولية الحزبية التي نعهدها في مناضلي الحزب وابنائه ـ والى امام.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

توقيع : الامين العام احمد مشيل عفلق

 حمل الرفيق صدام حسين هذا التفويض من القيادة القومية الشرعية للحزب ليعمل مع الرفا ق احمد حسن البكر و صالح مهدي عماش وعزة الدوري وطه ياسين رمضان وطارق عزيز والذي تم ذكر اسمائهم اثناء استعراضنا للموضوع على بناء الحزب في العراق من جديد وبشرعية مستمدة من شرعية القيادة القومية وامينها العام الرفيق احمد ميشيل عفلق وجراء التفاف اعضاء وجماهير الحزب حول هذه القيادة تم للحزب استعادة السلطة في 17ـ30 تموز 1968.

 

الأحد، 29 نوفمبر 2020

في ذكرى أَرْبَعِينية وَلِيَّ أَلْعَصْرِ وشيخ ألمجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير وألامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ألرفيق الشهيد عزة إِبراهيم الدوري ..بقلم أَ . د . أَبو لهيب

في ذكرى أَرْبَعِينية وَلِيَّ أَلْعَصْرِ وشيخ ألمجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير وألامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ألرفيق الشهيد

عزة إِبراهيم الدوري

أَ . د . أَبو لهيب

أَليوم ليس كبقية ألأيام ، بل يوم متميز للامة العربية وذلك بسبب مرور أَربعين يوماً على إِستشهاد أَعزعزيز في قلوب أُمتنا المجيدة ، ألقائد الذي عاش مناضلاً ومات شهيداً ، كان حريصاً على مصالح أُمته وَلَنْ يتنازل نهائياً عَنْ مبادئه ألقيمة لذلك سماه الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله بالأمين .                

كما أنَّ ألرفيق أَلشهيد عزة الدوري إِنساناً رسالياً لَنْ يفكر أَبَداً بِالمصلحة الشخصية بقدر إِهتمامه بِمصالح أُمته أَلمجيدة وكان فارساً شجاعاً يقود بنفسه أَلجهاد مع رفاقهِ في العراق دون أنْ يتورع مِنْ العدو الامريكي الغازي وأذنابهم في العراق ، لذلك وضع خوفاً ورعباً في قلوب الاعداء ، وكانوا يخافون مِنْ قوته وقدرته ، لانه رجل رسالي ومبدئي وإيمانه بالله عزوجل أَكبر مِنْ كل شيئ ، دائماً يقول لرفاقه إِنَّ الجهاد في سبيل الله أَكبر جهاد ، ونيل أَلشهادة في سبيل تحرير الوطن مِنْ براثن أَعداء الله أَكبر وأَعظم أجراً عند الله .               

بعد عملية الغزو الامريكي للعراق ، إِستطاع الرفيق الشهيد ألاختفاء عَنْ أَنظار العدو اَلغازي وأَذنابهِ ، وقام بِألاشراف على ألكثير مِنْ العمليات أَلمسلحة ضد ألعَدو الامريكي الغازي ، كما نسبت له مجموعة مِنْ التصريحات أَلتي تدعوا قطاعات مختلفة مِنْ الشعب العراقي لِمقاومة القوات الامريكية في العراق ، لذلك قامت القوات المسلحة الامريكية الغازية برصد عشرة ملايين دولار لِمَنْ يتقدم بِأَي معلومات تقوده إِلى إِعتقالهِ أَو قَتْلِهِ ، كما وضعت صورته مع المطلوبين للقوات الامريكية أَلغازية .                                                               

ولكن كل ذلك لَنْ تأثر على هِمتهِ ومعنوياتهِ ومبادِئِهِ رغم إِغراءات كبيرة مِنْ قِبَلْ ألعدو لَهُ ، وبعد إِستشهاد ألرفيق الشهيد صحابي العصر صدام حسين رحمه الله ، وصى بِأنْ يحل محله ألرفيق ألشهيد ولي الزمان عزة الدوري ، وبذلك إِستلم قيادة الحزب وخلال أربعة عشر عام إِستطاع أَنْ يجمع الرفاق تحت لواء البعث مرة أُخْرى وبكل عزم وإِيمان وتهيئتهم للقيادة مرة أُخرى وبهذا وضع فزعاً كبيراً في قلوب الاعداء ، ودليل على ذلك آخر تصريح للعميل باقر جبر صولاغ يقول : إِنَهُ لا يستبعد بقيام حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ، بقيادة الرفيق الشهيد عزة إبراهيم الدوري بالانقلاب عليهم وإِستلام زمام الحكم في العراق مرة أُخرى ، وهذا دليل بِأَنَّ أَعداء العراق يخافون منه حتى في أحلامهم .                       

يا رفيقنا ألغالي ندعوا مِنْ الله عز وجل اَنْ يغمد كم برحمته الواسعة ويدخلك جناته ويحسبكم مع الانبياء والصديقين والشهداء .                                                                        

أَلف ألف رحمة على روحك الطاهر ، فَنُمْ قرير العين  إِنَّ رفاقك على العهد بِإِدامة المسيرة إِلى تحقيق النصر المبين .