الأربعاء، 14 ديسمبر 2022

رحمة بالشهداء / بقلم بعثي

 بسم الله الرحمن الرحيم

أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)

 صدق الله العظيم



رحمة بالشهداء

بقلم / بعثي

بكلمات نابعة من القلب والضمير،اكتب وقلبي يعتصر بالالم على وطني وشعبي وحزبي ، واستذكرت جانبا من ايام معاناتنا (الجميلة) في عمق معناها ، بسبب حبنا لوطننا وحزبنا ، وخاصة بعد الاحتلال البغيض ، وبعد اعتقالي من قبل القوات المحتلة في منتصف مايس 2003 ، قبعت في معتقل كروبر الامريكي وفي زنزانة انفرادية مايقرب عن ثمانية اشهر، ورغم صدور قرار اطلاق سراحي في أب 2003 ، ولكن لم يطلق سراحي في حينها ، لان المحقق الامريكي طلب ان اوقع على تعهد بالبرائة من حزب البعث العربي الاشتراكي وعدم مقاومة المحتل حين يطلق سراحي ، ولكني رفضت التوقيع والاستجابة لهذا الطلب فاعادوني الى الزنزانة مرة اخرى , ويعلم الله كم هي معاناتنا والضغوط النفسية التي كنا نعاني منها كمعتقلين ، واي قوة حين يضغط حملها تنهار ولكن الله عز وجل منحنا قوة وصبر ساعدتنا على التحمل والصمود ، وحين كنت ارى صلابة وقوة الدكتورة هدى عماش والدكتورة رحاب في معتقلهما ، كنت اردد مع نفسي (اذا اهتزت قيم الرجولة فانظر الى هدى ورحاب) مستلهما قول شهيد العراق والامة الراحل صدام حسين (اذا اهتزت قيم المبادئ فتذكر قيم الرجولة)  ولكل منا قصص وليست قصة مع معاناة الاعتقال وضروفه.

وبقيت استدعى كل فترة للتحقيق والمساومة على ان اقدم التعهد ليطلق سراحي ، وابلغني المترجم ملاحظة المحقق الامريكي وهي(لماذا العناد والعراق اصبح بيد امريكا ونظام البعث انتهى وكل قيادة البعث والدولة امامك في المعتقل) ، فكانت اجابتي بكل ثقة وصدق ــــ ( ارتبطت بفكر البعث وعمري 12 سنه ومن عائلة بعثية وقومية وقضيت كل عمري مع البعث فكيف اتخلى عنه !!!!! واما المقاومة فهي فطرة عند كل المخلوقات لتدافع عن نفسها من الخطر الخارجي وحتى العصفور الصغير يدافع عن عشه حين يـأتيه الخطر ، فكيف بالانسان الذي يحتل بلده وتهان ارضه ، فكل الشرائع تمنحه الحق بالدفاع عنه ، ولو كنت لا املك القدرة الجسدية للدفاع عن بلدي فسادافع عنه بقلمي ، واعلموا جيدا انكم هنتم بلدي ووطني باحتلالكم ، واهنتوني شخصيا ، ونحن عرب بدو لاننسى الثأر ويتوارث عندنا فان غفل اولادي واحفادي اهانتكم لبلدي فلن يغفلوا اهانتكم لي وسيردوها لكم ولو بعد حين )ـــــــ.

وحين خرجت من المعتقل ، اضطررت للهجرة لبلد عربي ، وبعد فترة من الاقامة فيه وكعادتهم يستدعون المقيمين عندهم في جهاتهم الامنية المتعددة!! وسألني المحقق من ضمن اسئلته العديدة!! (هل انت بعثي فاجبت نعم ) (وهل انت من جماعة عزت او من جماعة محمد يونس ، فاجبته انا من جماعة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تقوده القيادة القومية للحزب وامينها الحالى الرفيق عزت ابراهيم-رحمه الله- فنحن ننتمي لحزب لا لاشخاص).

اردت من هذه المقدمة ان اقف على محطات من العطاء الوطني ، وهي مشابهة من حيث المضمون لمحطات كثيرة في حياة الالاف من المناضلين والبعثيين  خاصة بعد الاحتلال الذين سطروا مواقف اكبر واجل مما تم عرضه وواصلوا المسيرة بكل اقدام وبطولة وشجاعة ، ولم ترهبهم قوة الاعداء وممارساتهم بالايذاء ، فكان منهم الشهداء وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر الراحل صدام حسين رحمه الله والاسرى والمعتقلين الذين قبعوا  ولازالوا في زنازين الاحتلال وزنازين ذيولهم العفنة حتى هذه اللحظة ، وشهداء المقاومة البطلة التي قارعت المحتل وذيوله وشهداء الغدر وشهداء تشرين ...... والجرحى والمعوقين والامهات الثكالى والارامل والايتام ، هؤلاء جميعا تاج رؤسنا وفخر نضالنا وامتنا ، ونقف امامهم مطأطئ رؤسنا خجلا وعرفانا لهم ، وهم زهونا وعزتنا ونبقى ندين لهم لان اي عطاء منا لايرتقي الى ماقدموه ، وهذا دين في رقاب كل البعثيين الاحياء والوطنيين الشرفاء.

 فكيف يوفى هذا الدين؟!!!!!!!

يوفى بطريقة واحدة لاغيرها .......

بالتكاتف والتعاضد وبوحدة الصف والنضال تجاه الهدف ، وان نترفع عن الزعامات ونتنازل واحدنا للاخر والقيادة لمن تتوفر لديه الامكانيات ليست الامكانات الوجستية فحسب وانما الامكانات النفسية وتجرد الذات والنزول الى القواعد الجماهرية والشعبية للنهوض بعملية البناء النضالي واعداد جيل من القيادة المؤمنة لتكمل مسيرة رجال البعث الذين بنو هذا الحزب العملاق ووضعوا اسسا واضحة وعميقة.

ان البعث والشعب والامة تستحق منا كل شيء.....

لايصوب لنفسه من يرى انه على صواب ليخطأ الاخر.......

ولايتزمت من يرى نفسه على صواب لينال ممن كان معه بالامس في خندق واحد....

ابحثوا عن المستفيد من وراء ما انتم فيه ستجدون الاعداء الذين احتلوا العراق وفي مقدمتهم ايران الشر......

كونوا يدان متماسكتان سيدها عقل واحد هو البعث.....

تذكروا الشهداء والاسرى والمعتقلين والجرحى والمعوقين والامهات الثكالى والارامل والايتام ، يريدون منكم الثأر لهم لا للايثار لمواقعكم .......

يريدون وحدة الصف والنضال لا الفرقة والتشرذم.....

اذكروا الله وارحموا الامة والحزب ونضاله وتاريخيه المجيد ......

فلن يرحمكم التاريخ مثلما لم يرحم من سبق.......

عودوا لرشدكم فالوقت لم يأزف بعد........

وتبقى القيادة القومية هي خيمة حزب البعث العربي الاشتراكي وهويته

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ)

والله من وراء القصد.









السبت، 26 نوفمبر 2022

القيادة القومية في بيان شامل حول الأوضاع العربية


القيادة القومية في بيان شامل حول الأوضاع العربية



إدانة العدوان الخارجي على الامة العربية  ولانشاء صندوق قومي لدعم فلسطين

لإعادة الاعتبار للمسألة  الديموقراطية وقيام الجبهة الشعبية العربية

الانتفاضة الشعبية في ايران دليل تحول في الرأي العام ضد نظام الملالي

تفهم ضرورات امن روسيا القومي ،وحق اوكرانيا في وحدة ارضها وشعبها

أدانت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي كل اشكال العدوان الذي تتعرض له الامة العربية ودعت الى اعادة الاعتبار للكفاح الشعبي المسلح لتحرير فلسطين و تأسيس صندوق قومي لدعم ثورتها ،  وقيام الجبهة الشعبية العربية واعادة الاعتبار للقضية  الديموقراطية في عمليات التحول السياسي .

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في مايلي نصه. 

بعدما استمرت الساحة العربية لسنوات ، جاذباً للانظار ، ومسرحاً  لاحداث كبرى من العدوان الخارجي عليها الى الانتفاضات الشعبية التي انفجرت في العديد من الاقطار العربية وتولد ازمات بنيوية  ، تعيش بعض الساحات الدولية والاقليمية تطورات هامة ، لن تقتصر نتائجها وتداعياتها على ساحاتها وحسب ، بل تتعداها الى الجوار الاقليمي والدولي. ومن بين هذه الاحداث الكبرى يبرز الحدث المتفجر في الشرق الاوروبي والانتفاضة الشعبية في ايران. لكن  انفجار ازمات كبرى على المستوى الدولي ،  كتلك المتولدة  عن سياقات الحرب الروسية -الاوكرانية التي تدخل هذه الايام شهرها التاسع دون ان تلوح في الافق بوادر قريبة لوضع نهاية لها، لم يحرف الانظار عن تفاعل تطورات الاحداث على الساحة القومية وتلك الدائرة في دول الاقليم ، بدءاً من النتائج التي افرزتها الانتخابات التشريعية في الكيان الصهيوني مروراً  بالانتفاضة الشعبية ضد نظام الملالي في ايران التي  دخلت شهرها الثالث ، وصولاً الى احتدام الصراع على الساحة القومية بين قوى الحراك الشعبي العربي ونظم الرجعية والتطبيع  والاستبداد والتسلط والتوريث السلطوي واستباحة القوى الدولية والاقليمية للامن القومي العربي . 

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي واكبت من خلال مواقفها تطورات الاحداث على مدى العام الذي يطوي ايامه الاخيرة على وقع استمرارية تفاعل الاحداث عربياً واقليمياً ودولياً إنما  تؤكد على مايلي : 

اولاً،

ان الحرب التي اندلعت بين روسيا واوكرانيا ، هي بمقدماتها وسياقاتها وما ستؤول اليه من نتائج ، لم تكن صاعقة في سماء صافية ،بل بدأت عناصرها بالتشكل  بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ومسارعة اميركا لملء الفراغ الناجم عن سقوط حلف وارسو ، عبر التمدد الى الشرق الاوروبي ، ونشر منظومات صاروخية فيه ،بدأت روسيا تشعر بعد استفاقتها من غيبوبة الصدمة ، ان امنها القومي اصبح عرضة للتهديد من جراء تواصل انضمام دول اوروبا الشرقية الى حلف شمال الاطلسي. 

ان روسيا التي بدأت استعادة حضورها على مسرح الاحداث الدولية والقارية ، رأت في السعي الاوكراني للانضمام الى الحلف الاطلسي ، ليس تهديداً مباشراً للاقلية الروسية في اوكرانية والتي كانت احدى الاوراق التي توظفها موسكو في الضغط على الداخل السياسي الاوكراني وحسب ، وانما لامنها القومي الذي لم يفارق ما يستوطن  ذاكرتها  من احداث تاريخية ، كان القوقاز وشبه جزيرة القرم مسرحاً لها ، من روسيا القيصرية الى الاتحاد السوفياتي ، وصولاً الى المرحلة الراهنة ، حيث تسعى موسكو لاعادة الاعتبار لدور فاعل فقدته منذ اصبحت اميركا تتصرف كقطبية أحادية  مقررة لمسار الاحداث الدولية. 

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي تؤكد على حق الشعوب في ممارسة خياراتها السياسية وفق مقتضيات مصالحها الوطنية بعيداً عن التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية ومنها الحق السيادي للشعب الاوكراني  ، تتفهم هواجس دولة روسيا الاتحادية  لما ينطوي عليه تمدد الاطلسي الى مقربة من حدودها من مخاطر محتملة على امنها القومي.وهي تعتبر  ان الحل السياسي الذي يضع حداً لهذا الصراع الذي يتسم بالطابع الدولي بعد الاصطفاف الغربي عامة والاطلسي خاصة خلف اوكرانيا ،يجب ان يرتكز على قاعدتين   تتعلقان بتفهم ضرورات الامن القومي الروسي من جهة اولى ،  ووحدة الاراضي الاوكرانية من جهة ثانية  .وكل محاولة لكسر واحدة من هاتين  القاعدتين على حساب الاخرى ،  سيؤسس لحرب جديدة اذا ما انطوى  حل الصراع المتفجر حالياً على عكس ما تقضيه موجبات هاتين القاعدتين. 

ثانياً، 

ان الانتفاضة الشعبية التي تتسع مساحتها على مدى الجغرافيا الايرانية بتعددية تكوينها القومي والديني والمجتمعي ، دون ان يتمكن القمع السلطوي من اسكات صوت المنتفضين الذين يملؤن الساحات والميادين  ، انما تختلف عن سابقاتها من حيث العناوين السياسية التي ترفعها ضد حكم الملالي والدولة الامنية التي صادرت الحريات العامة ومارست سياسة الفصل العنصري بين المكونات المجتمعية للشعوب الايرانية. 

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ترى في هذا الذي يجري في ايران حالياً  ،انما يعبر عن حجم الاحتقان الشعبي المتراكم على مدى عقود من الزمن تعطلت فيه الحياة السياسية ، الا مايخدم  النظام القائم على القمع في الداخل الايراني ، والاندفاع الى الخارج الاقليمي وخاصة المدى العربي منه ، في تنفيذ لاستراتيجية تهدف الى تفكيك بنى الدولة الوطنية العربية  ،وتغيير التركيب الديموغرافي لبنى المجتمع العربي وحيث وصل  التغول الايراني في العمق القومي العربي. 

ان هذا الذي تعيشه ايران حالياً ، اماط اللثام عن حقيقة الوضع الذي حاول النظام اخفاء معطياته فترة طويلة ، متستراً  برفع شعارات ضد الكيان الصهيوني وما يسميه نظام الاستكبار العالمي في الوقت الذي يجري فيه الصفقات السرية مع هذين الطرفين ، خدمة للمصالح المشتركة التي تجمعهم على حساب الامة العربية ومصالحها الحيوية  ،وكان اخرها صفقة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة  التي اديرت برعاية اميركية في استجابة مكشوفة للمطالب الامنية والاقتصادية الصهيونية ، واعادة تعويم الدور الايراني في العراق والافراج عن ٧ مليار دولار اميركي  محتجزة في البنوك الغربية وغض النظر عن تصدير النفط والغاز الايرانيين لتلبية حاجة السوق الاوروبي كبديل عن الغاز الروسي.  

ان القيادة القومية التي تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحديد خياراتها السياسية انطلاقاً من الموقف المبدئي القائم على عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول ،ترى في هذا الذي  تشهده الساحة الايرانية من انتفاضة شعبية شاملة لم يستطع النظام احتواء تداعيتها حتى الان  رغم القمع المفرط الذي تمارسه الاجهزة السلطوية ، هو بداية تحول ايجابي في الرأي العام لدى الشعوب الايرانية ضد سلوك نظام الملالي  في سياساته القمعية الداخلية  ،كما هو دليل على ان السياسة العدوانية التي ينتهجها هذا النظام   مباشرة او عبر اذرعه الامنية المليشياوية   في العديد من الاقطار العربية  ، انما بدأت ترتد عليه في الداخل من خلال الانتفاضة الشعبية  التي تدعو قواها  للتغيير واسقاط النظام . 

ثالثاً،

ان القيادة القومية للحزب ، ترى  ان تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية وتطورات الاوضاع الداخلية في ايران كما في تركيا ، بدأت ترخي ظلالها الثقيلة على الساحة العربية ، من خلال ادخال النفط والغاز في شرق المتوسط والخليج العربي في التأثير على مجرى هذا الصراع ، لانتزاع ورقة ضغط رئيسية من  روسيا لتوظيفها في سياقات هذه الحرب ، كما بلجوء النظام الايراني الى تصدير التفاعلات للازمة الداخلية المتفاقمة ، برفع مستوى تدخلاته في دول الجوار من خلال الاعتداءات المتصاعدة  على شمال العراق والتهديد باجتياح بري ، في استحضار لمواقفه التي سبقت تحضيراته للعدوان على العراق في الرابع من ايلول ١٩٨٠، والتي توازيها  الاعتداءات  العسكرية التركية على الشمال العراقي والتهديد باجتياح عسكري للشمال السوري ، ومثلها الاعتداءات الصهيونية على سوريا بحجة ضرب المواقع الايرانية ، في نفس الوقت الذي تدار فيه اتصالات سرية بين الكيان الصهيوني والنظام الايراني ، وعلنية مع تركيا لرسم خطوط تقاسم  المصالح بين  القوى الاقليمية على حساب الامن القومي العربي. 

ان القيادة القومية للحزب ، في الوقت الذي تدين فيه كل اشكال العدوان المتعدد المصادر ضد الامة العربية  ، ترى ان هذا العدوان المتعدد الاشكال  ما كان ليحصل ويتمادى ، لولا الانكشاف للساحة القومية والذي بلغ ذروته بعد العدوان المتعدد الجنسية على العراق واحتلاله منذ مايقارب العشرين سنة. ولهذا فإن الرد على هذا الاطباق العدواني من قبل قوى اقليمية ودولية على الامة ، لايكون الا باسقاط النتائج التي ترتبت على اسقاط واحتواء دول الارتكاز العربي التي تمثلها مواقع مصر والعراق وسوريا، . وهذا ما يتطلب  تحرير مصر من قيود اتفاقيات "كامب دافيد" ، وتحرير العراق من الاحتلال الاميركي - الايراني المزدوج واسقاط العملية السياسية بكل شخوصها ، واستعادة سوريا لدورها في قلب المشروع القومي ، بعدما ذهب النظام الحاكم فيها ، بعيداً  في رهن هذا القطر العربي الاصيل في عروبته ، لمصلحة المشروع الشعوبي الفارسي المحمول على رافعة التحالف الصهيو - اميركي . 

رابعاً ، 

ان القيادة القومية للحزب ، التي تدرك حجم المخاطر التي يمثلها التنمر الذي يمارسه النظامين الايراني والتركي  على العرب كمكون قومي ، من خلال تقديم نفسهما مرجعان لمشروع نظام الحاكمية وولاية الفقيه ، وكلاهما ينطويان على تهديد لهوية الامة القومية ولوحدة نسيجها المجتمعي ، تعيد التأكيد بأن التناقض العدائي الذي يحكم علاقة هذين النظامين مع الامة العربية انما يتغذى من المدى الذي بلغه المشروع الصهيوني الذي تحكمه قاعدة التناقض الوجودي مع المشروع القومي. ولهذا فإن  الاخطار ذات الطابع الشمولي التي تهدد الامة بوجودها ودورها ورسالتها التاريخية ، لاتستقيم مواجهتها الا اذا اتت في سياق المشروع الوحدوي الذي تنصهر فيه امكانات الامة على الصعد السياسية والاقتصادية والتعبوية والتنموية ، والعودة للجماهير في نضالها لانجاز تحررها القومي والاجتماعي. فالجماهير هي صاحبة المصلحة في التغيير ، وهي المادة الاساسية لفعل التحرير ،وهذا ما وعاه الحزب في وقت مبكر من انطلاقته ، بتأكيده بان الحزب يقف دائماً على الضفة  التي تقف عليها الجماهير ، وان الكفاح الشعبي المسلح هو الطريق القويم لتحرير الارض والانسان من الاحتلال الاجنبي.  ولهذا ،فإن حزبنا ،حزب البعث العربي الاشتراكي ، يجدد الدعوى لقوى الثورة العربية وتلك التي  تناضل من اجل التغيير والتحرير،  لمسارعة الخطى  من أجل قيام  الجبهة القومية الشعبية العربية ، لتشكيل الاطار القومي لتوحيد الجهد العربي، وتوفير رافعة قومية لدعم النضال الوطني التحرري بمضامينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وابعاده القومية ،ورفع  مصدٍ شعبي في مواجهة مسار التطبيع مع العدو الصهيوني ومواجهة الاخطار التي تهدد الامن القومي من داخل الوطن العربي ومداخله.  واذا كانت الامة العربية تعيش تحت وطأة احتلال متعدد الاشكال ، فإن اخطر تجسيداته  هو ذاك الذي يمثله الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، يليه الاحتلال الايراني للاحواز ،وما اقتطع من الجغرافيا العربية والحق بدول الجوار الجغرافي اقليمية كانت ام دولية. 

من هنا ، فان القيادة القومية التي تدعو الى مواجهة كل عدوان او تدخل  خارجي  تتعرض له الامة العربية  ،  بموقف موحد ،ترى ان الترجمة العملية لهذا الموقف انما تكون بتوفير الدعم والاحتضان لقوى التحرير ضد الاحتلال وقوى التغيير ضد نظم الاستبداد والاستغلال والتخلف والرجعية. 

ان هذا يتطلب ، دعماً قومياً على كافة الصعد والمستويات لقوى المشروع المقاوم للاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة  ولقوى المشروع الوطني المقاوم للاحتلال الاميركي الايراني للعراق ، وتوفير الدعم والاسناد السياسي والمادي لثورة الشعب العربي في الاحواز ، ووقف خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني وعدم المراهنة على اعتدال او تطرف في تركيب السلطة في الكيان الصهيوني. 

وعليه ، فإن أي  عمل عربي  لا يرتقي في اجراءاته العملية الى مستوى ماهو مطلوب من دعم سياسي ومادي لقوى الثورة العربية  ، يبقى كلاماً مفرغاً من اية مضامين عملية. وهذا  ما ينطبق  على مقررات القمة العربية الاخيرة ، التي لم تلامس حقيقة ما يتهدد الامة من مخاطر ، واقتصرت على التمنيات المجردة من اية التزامات جدية وفعلية لمواجهة هذه التهديدات وخاصة في فلسطين والعراق. 

خامساً، 

ان القيادة القومية للحزب في الوقت الذي تسجل فيه تحفظها على ما تمخضت عنه القمة العربية الاخيرة من مقررات ، تدعو الى انشاء صندوق قومي لدعم الثورة الفلسطينية وتعزيز صمود جماهير شعبنا في الارض المحتلة في مواجهة ما تتعرض له من حصار وتضييق على نظام التقديمات التي توفرها "الانروا"، وتشدد على اهمية الارتقاء بالموقف الوطني الى مستوى التوحد الفعلي ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية ، بعد تطوير مؤسساتها وتفعيلها لتكون قادرة على تلبية متطلبات النضال الوطني الفلسطيني، ووضع حدٍ لحالة الانشطار السياسي الذي يضعف من فعالية الموقف الفلسطيني ويوفر فرصة للقوى المعادية والتي تسعى للاستثمار السياسي بالقضية الفلسطينية من توظيف التناقضات في خدمة مصالحها السياسي على حساب القضية الفلسطينية. 

ان القيادة القومية التي تعي كم هي الضرورة  ملحّة ، للارتقاء بالموقف الشعبي العربي الى مستوى ماهو مطلوب ، للانتصار لحراك الجماهير بكل تعبيراتها النضالية ، تؤكد على التمسك بخيار الكفاح الشعبي بكل اشكاله ، والمسلح  هو الافعل والارقى في مواجهة الاحتلال ، كما تشدد على اهمية التمسك  بسلمية الحراك الشعبي  في انجاز عملية التغيير السياسي للحؤول دون دفعه للوقوع في فخ العسكرة ، الذي تنشده القوى السلطوية التي تقاوم الاصلاح والتغيير في بنى النظم السياسية . 

 سادساً، 

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وفي مناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لصدور القرار الدولي بتقسيم فلسطين ، تعيد التأكيد ، بأن فلسطين لاتقبل القسمة ، وهي كانت وستبقى عربية الانتماء والهوية ، وان الاحتلال مهما طال امده لن يستطيع اسقاط الحق التاريخي للامة في فلسطين ، التي لم تستهدف بالاساس لذاتها فقط ، وانما كانت الامة العربية هي المستهدفة من خلالها. وان استعادة هذا الحق التاريخي الذي لايسقط بالتقادم  لايكون الا بالتحرير الشامل واقامة الدولة الوطنية الفلسطينية على كامل التراب الوطني من البحر الى النهر. وهذا ما يستوجب مغادرة الاوهام على مشاريع التسويات التي يروج لها في الاوساط الدولية واروقة النظام الرسمي العربي   ومنها  ما سمي  "بالمبادرة العربية للسلام ".   

ان القيادة القومية التي تكبر بجماهيرنا شعبنا في فلسطين المحتلة صمودها ، توجه التحية للقابضين على جمر المواقف المبدئية الذين يتصدون  للعدو باللحم الحي ، مسطرين اروع الملاحم البطولية في القدس ونابلس وجنين وكل مدن الضفة وغزة وعمق الداخل الفلسطيني ، وغير مراهنين على تمايز بين  "صقور" "وحمائم" ويمين ويسار في بنية كيان الاغتصاب ، لان الكل الصهيوني هو عدو للكل الوطني الفلسطيني كما للكل القومي العربي.  

ان الحركة الصهيونية  تعمل على قضم الارض الفلسطينية  لاقامة كيانها على كل فلسطين ، مقدمة لاقامة دولة "اسرائيل" التوراتية التي تمتد مابين الفرات والنيل ، وعلى الامة العربية أن لا تقبل باقل من تحرير فلسطين بكاملها،  كخطوة على طريق تحقيق الوحدة العربية عملاً بمقولة القائد المؤسس ، فلسطين طريق الوحدة ، والوحدة طريق تحرير فلسطين. 

سابعاً،

ان القيادة القومية للحزب التي رأت في الحراك الشعبي المنطلق في اكثر من ساحة ، دليلاً على حيوية الجماهير العربية وعلى قوة نبض الشارع المنتفض على وقع هتاف "الشعب يريد اسقاط النظام "، تؤكد أن هذا الحراك وان تعرض للاختراق في بعض الساحات  من قبل القوى المعادية لتطلعات الجماهير وحقها في التغيير ، فهو يبقى معبراً اصيلاً عن ارادة التغيير لدى الامة بوسائل التعبيرات الديموقراطية ولا تستبطنه نظرية المؤامرة كما يروج لها بعض الاصوات الاعلامية بهدف شيطنة الحراك وتبرير الانقضاض عليه. 

والقيادة القومية اذ تشدد على اهمية هذه الظاهرة الشعبية التي يختلج بها الشارع العربي في العديد من الاقطار ، ترى ان اعادة الاعتبار للقضية  الديموقراطية في مسيرة النضال  الوطني العربي  ،  هي السبيل الذي يمكن الجماهير من الامساك بناصية قرارها بعيداً عن القولبة السلطوية التي عطلت دور الجماهير وافقدت الامة احد مصادر قوتها في سعيها لتحقيق اهدافها في التقدم والتحرر القومي والاجتماعي. فكما الديموقراطية هي اساس في تفعيل الحياة السياسية عبر اطلاق الطاقات الطاقات الجماهيرية واقامة النظم التي تحكمها قواعد تداول السلطة والتعددية السياسية  بالاستناد الى ما تفرزه الارادة الشعبية  ، فإنها ضرورية لمحاكاة مشاريع التنمية المستدامة ببعدها القومي الشامل  التي تؤسس لاقتصاد قومي تحكمه قواعد التفاعل والتكامل في استثمار الموارد الطبيعية والبشرية ، وبما يوفر فرص عمل ويحد من هجرة الكفاءات ويفتح الاسواق العربية امام الانتاج القومي الذي يتطلب اقامة شبكة مواصلات وبنى تحتية تربط الامصار العربية بعضها بالبعض الاخر وبما يساعد ويرفع من مستوى التحفيز للاستثمار ضمن الشروط التفضيلية للرأسمال الوطني بطرفيه الخاص والعام .  

فلتعد القضية الديموقراطية لتحتل موقعها المتقدم في مسيرة النضال  الوطني جنباً الى جنب مع قضايا الوحدة والحرية وانهاء كل اشكال الاستلاب القومي والاجتماعي   .

 ثامناً، 

ان القيادة القومية للحزب اذ تشدّد على  اهمية العودة للشعب في انجاز عمليتي التحرير والتغيير والبناء الوطني ، فإنها تقدر عالياً الدور الذي يضطلع به الرفاق في العراق قيادة وكوادر ومناضلين وحاضنة شعبية ، وهم يخوضون مواجهة ، على جبهة اعداء الخارج التي تتمثل بالاحتلال الايراني وبقايا الاحتلال الاميركي ، وجبهة فساد الداخل التي تديرها منظومة سلطوية  ميلشياوية لعبت دوراً في تعميم ثقافة الفساد السياسي والاقتصادي والاداري والمالي ، واغرقت الحياة بكل الموبقات الاجتماعية.  ان هذه  المنظومة التي تنفذ الاملاءات الايرانية  وفق ماتمليه التوافقات الخارجية وخاصة الاميركية والايرانية منها ،واخرها اعادة تركيب مؤسسات السلطة بعد انسداد استمر لاكثر من سنةٍ ، لن تختلف عن سابقاتها في الاداء والارتهان  وان تبدلت رموزها ، وبالتالي فإن ما آلت اليه مؤخراً  ، لن يزيد الامور والاوضاع الا تفاقماً وسيكون سبباً لحولة  جديدة من الانتفاضة الشعبية عبر استعادة الشارع لنبضه واعادة استحضار القضية الوطنية العراقية بما هي قضية تحرير وتوحيد ، في انطلاقة حراك جديد لاستعادة العراق لدوره وحضوره في مشروع الاستنهاض الوطني والقومي الشاملين . 

فتحية للجماهير المنتفضة في العراق العزيز وهي  التي اعطت لحراكها بعداً وطنياً كما بعدها الاجتماعي .وتحية لحاضنة هذه الانتفاضة الشعبية وللقوى الوطنية والشرائح الشبابية  التي صوبت مسارها واتجاهاتها نحو اهدافها الاساسية في التحرير والتغيير ، وفي طليعتها الحزب الذي لم يغادر ساحات النضال وبقي ملتحماً  بالجماهير في قيادة المقاومة كما في قيادة الحراك الشعبي  رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الرفاق في كافة المستويات   ويقدمون  التضحيات الجسيمة وهم يخوضون معركة انقاذ العراق من براثن الاحتلال واسقاط كل افرازاته.   

 تاسعاً،

ان القيادة القومية التي تكبر في رفاقنا في العراق دورهم في تثوير الحالة الشعبية والتي كانت انتفاضة تشرين واحدة من تعبيراتها ، تقدر  عالياً المدى الذي وصلته الانتفاضة الشعبية في السودان بعدما  استطاعت ان تفرض ايقاعها على ادارة الحياة السياسية وتحاصر من خلال مواقفها وحراك الشارع، محاولات "المكون العسكري" الذي نفذ انقلاب  الارتداد عن كل ماتم الاتفاق عليه في الوثيقة الدستورية لادارة المرحلة الانتقالية  بانجاز عملية  التحول الديموقراطي واقامة الدولة المدنية التي تصون الحريات العام وتطلق عملية تنموية تلبي الحاجة الشعبية  في بناء اقتصاد وطني غير مرتهن للصناديق الدولية ولاتجاهات قوى التطبيع مع العدو الصهيوني.

 فتحية لهذا الحراك الشعبي الذي حافظ على سلميته ، وتحية للجان المقاومة والقوى السياسية والنقابية والديموقراطية و لحزبنا المناضل ودوره المتميز في العمل من أجل وحدة قوى الثورة  وفي التصدي لنظام البشير ومحاولات اعادة انتاج نفسه بادوات وشخوص جديدة تصدى لها الشعب بقوةٍ ، بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر من العام ٢٠٢١. 

ان القيادة القومية للحزب وهي توجه  التحية  للرفاق في السودان قيادة وكوادر ومناضلين ،تشد على ايديهم وهم يواجهون سلطة القمع دون ان ترهبهم او تفت من عضضهم اجراءات الاعتقال والتعسف ، التي طالت مناضلين من الحزب وقوى الحرية والتغيير وعلى رأسهم الرفيق المناضل المحامي وجدي صالح ، عضو القيادة القطرية للحزب وعضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وعضو لجنة ازالة نظام التمكين. 

إن القيادة القومية للحزب في الوقت الذي تفخر فيه  بالدور النضالي الذي يؤديه الرفاق في السودان وحضور الحزب في المشهد السياسي ، تنوه  بدور المنظمات الحزبية في ساحات النضال القومي ،من فلسطين الى لبنان والاردن وسوريا والبحرين واليمن  والاحواز وكل ساحات المغرب العربي  وساحات الاغتراب من اجل دفع مسيرة النضال العربي خطوات الى الامام على طريق اهداف الامة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية.  

عاشت الامة العربية ، والمجد والخلود لشهدائها الابرار والحرية للاسرى والمعتقلين. الخزي والعار للعملاء والخونة والمطبعين  والعهد على استمرار النضال لتحقيق اهداف امتنا العربية في التحرر والتقدم والوحدة .  

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

٢٠٢٢/١١/٢٦

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2022

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي : الحكم ارتكب هرطقة دستورية ، وقارب مسألة الترسيم مع سوريا بشكل خاطىء

 القيادة القطرية لحزب  طليعة لبنان  العربي الاشتراكي :



الحكم ارتكب هرطقة دستورية   ، وقارب مسألة الترسيم مع سوريا بشكل خاطىء 

اكدت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، ان العهد الرئاسي ارتكب هرطقة دستورية  في ايام حكمه الاخيرة ، بعدما توّجه  بتوقيع صفقة التفريط بالحقوق المائية وبالمقاربة  الخاطئة للترسيم البحري مع سوريا .  

 جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية للحزب في مايلي نصه. 

قبل ساعات من مغادرته قصر بعبدا ،اقدم رئيس الجمهورية  ، على توقيع ما سماه مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة  على وقع  قرع طبول المغادرة في مشهدية لم يشهد لبنان مثيلاً لها ، حيث احتشد المناصرون في الباحات الخارجية للقصر الجمهوري.وكأن الخارج من القصر ، قادم من غمار معركة خرج منها منتصراً ، فيما الوقائع السياسية والمادية تدلل على  ان الرئيس الذي ُنظم له احتفال شعبي من مؤيديه  ، خرج مهزوماً بالمفهوم الوطني ، بعد توقيعه على صفقة ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة وخرج مهزوماً سياسياً ،  في ظل  ازمة اقتصادية - اجتماعية خانقة ، وانسداد سياسي عطل كل المحاولات لاحداث اختراق في جدران الازمة التي باتت ازمة بنيوية بعد التحلل الذي أصاب الدولة ،  وعطّل كل وظائفها في ادارة المرفق العام ، بمؤسساتها الدستورية والقضائية والادارية والخدماتية . 


ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، والتي سبق وحددت موقفها من  الاتفاقية التي وقعها لبنان الرسمي مع الكيان الصهيوني عبر الوسيط الاميركي وفي  ظل المناخات السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة بعد شغور موقع رئاسة الجمهورية لتعذر  انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية وما اتخذه الرئيس المنتهية ولا يته من قرارات ، والمقاربة الملتبسة لعملية ترسيم الحدود مع سوريا ، إنما تؤكد على مايلي :  

اولاً :  ان  اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة ،هي بما انطوت عليه من تفريط بالحقوق الوطنية والتنازلات التي   قدمتها منظومة المحاصصة السلطوية ، هي اتفاقية اذعانٍ ، لبّت بالدرجة الاولى ، مطالب العدو الصهيوني الاقتصادية والامنية ، كما حاكت مطالب الوسيط الاميركي في توفير مناخات آمنة لاستثمار نفط شرق المتوسط وتوظيفه في سياق الحرب الروسية - الاوكرانية لتأمين بدل للغاز الروسي في تلبية حاجة السوق الاوروبي، واستجابت لمطالب  النظام الايراني الذي كان حاضراً في كواليس التفاوض عبر الدور الذي قام به ذراعه السياسي - العسكري في لبنان.

وإذا  كان الذين يعتبرون الاتفاقية "انتصاراً وانجازاً تاريخياً" كما يزعمون ، فليقولوا وليصارحوا اللبنانيين ، لماذا تم سحب الملف من يد الجيش اللبناني ، ولماذا  تم التراجع عن الخط ٢٩ ، ولماذا تم القبول  بخط العوامات كخط امني ، ولماذا حصل التمنع  عن  احالة الاتفاقية   الى المجلس النيابي لمناقشتها، والدستور يفرض ذلك  سنداً للمادتين ٥٢ و ٨٩ من الدستور؟. 

  أما وأنه لم تعطَ تبريرات مقنعة للتنازلات التي قدمتها السلطة ، فهذا يكفي لجعل الشك بما انطوت  عليه الاتفاقية  من تفريط وتنازلات موصوفة يرتقي حد اليقين. وهذا يعني ان صفقة الترسيم هي صفقة مشبوهة بالطريقة التي اديرت بها والنتائج التي تمخضت عنها.  

ثانياً :  ان القيادة القطرية للحزب وهي  تؤكد رفضها لإتفاقية   الاذعان التي وقعها لبنان الرسمي ممثلاً برئيس الجمهورية مع العدو الصهيوني عبر الوسيط الاميركي ، ترفض الطريقة التي قاربت بها السلطة اللبنانية مسألة  ترسيم الحدود البحرية مع سوريا. فسوريا ليست دولة عدوة كما أنها ليست  دولة صديقة  حتى تتم المبادرة  لترسيم الحدود معها بالطريقة التي طرحت بها ، بل هي دولة شقيقة يجمعها  ولبنان وحدة  الانتماء القومي، وبغض النظر عن طبيعة النظام السياسي الحاكم فيها حالياً واصطفافه في محورٍ سياسي اقليمي يحمل مشروعاً ينطوي على مخاطر جمّة على مصالح الامة العربية وقضاياها  الحيوية  . 

ان السلطة اللبنانية التي بادرت للاعلان عن تشكيل وفدها للتفاوض مع سوريا وقبل ان يجف حبر الاتفاقية مع العدو الصهيوني ، كان عليها قبل المبادرة بهذا الاتجاه ان تعمل على اقفال المعابر غير الشرعية ووضع حدٍ للتهريب ، وطرح رؤية وطنية  للاستثمار المشترك في المنطقة الاقتصادية البحرية  كخطوة على طريق التكامل الاقتصادي العربي. 

ثالثاً:

 ان القيادة القطرية للحزب التي تعتبر ان المنظومة السلطوية بكل اطرافها تتحمل مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع من تدهور على كافة الصعد والمستويات ، تدعو الى الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد شغور الموقع ولاجل اعادة الاعتبار للدولة انطلاقاً من تفعيل دور المؤسسات الدستورية ، وترى في  ما أقدم عليه الرئيس المنتهية ولا يته من  توقيعه  مرسوم  قبول استقالة الحكومة ، هي لزوم ما لايلزم  ، باعتبار ان الحكومة معتبرة مستقيلة حكماً ، سنداً للمادة ٦٩ فقرة ( ه) من الدستور.وبالتالي فإن توقيع مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة هو هرطقة دستورية  وغير منتج  لأية مفاعيل دستورية . فالحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال في النطاق الضيق لمفهوم تصريف الاعمال ، والحل بالخروج من هذا المأزق السياسي الذي يزداد تعقيداً عبر البدع  دستورية هو بملء الشغور وتشكيل حكومة جديدة لتسيير شؤون الدولة والمواطنين. 

ان القيادة القطرية للحزب التي تحمل منظومة المحاصصة السلطوية مسؤولية الانهيار العام والتفريط بالحقوق الوطنية وتقديم التنازلات المجانية مقابل وعود بمكاسب سياسية فئوية ، تدعو الى ابقاء سقف الموقف الوطني المعترض على الاداء السلطوي في ادارة الملفات الوطنية والسياسية والاقتصادية عالياً . وهذا ما يملي على هذه القوى  تحويل القضايا التي تمس الامن الوطني  كما الامن الاجتماعي ، الى قضايا  رأي عام  من أجل  الاصلاح السياسي والاقتصادي في حده الادنى والتغيير في حده الاقصى ، ولا سبيل لذلك الا باستعادة نبض الشارع الذي خفق  قوياً في انتفاضة ١٧ تشرين ، والمطلوب استعادته لاعادة بناء السلطة على اسس وطنية  ووضع حدٍ لكل اشكال  المساومات على حساب القضايا الوطنية  وقضايا الجماهير وحقها في العيش الحر الكريم. 

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي 

في ٢٠٢٢/١١/١

الاثنين، 24 أكتوبر 2022

ذكرى رحيل القائد د- فالح حسن شمخي

 ذكرى رحيل القائد 


د- فالح حسن شمخي

ادناه رسالة شكر وتقدير كنت قد بعثت بها الى الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي المرحوم عزة ابراهيم الدوري رحمة الله عليه العام ٢٠١٨.

اعيد نشرها في ذكرى رحيله  لعلها تعبر عن مشاعري الصادقة اتجاه رجل مناضل ، شجاع ، حكيم،  نقي اصيل ، وفي لمبادئ الحزب والامة ، المبادئ التي اعتنقها وخبرها وجسدها على ارض الواقع في مسيرته النضالية منذ ان كان يافعا .

اتمنى من الله ان ياخذ بايدينا لنسير على نهجه ومنهجه ، في حبه وصبره وحلمه ، في شموخه وعلو همته ورفعة راسه ، الراس التي  لم تنحني  الا في تعبده في صلاته ونسكه .





الأحد، 11 سبتمبر 2022

الثلاثاء، 9 أغسطس 2022

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي حول العدوان الصهيوني على غزه.

 بسم الله الرحمن الرحيم

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي حول العدوان الصهيوني على غزه.



يا أبناء امتنا العربيه المجيده

يا ابناء شعبنا الفلسطيني الثائر

       تتعرض مدينة غزه الأبيه المحاصره منذ عدة أيام الى عدوان صهيوني همجي يصب حمم الموت والدمار على أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل في مدينة غزة قلعة الصمود والجهاد والمقاومه الباسله والتي ترد على العدوان بصواريخ الحق التي طالت عدة مدن صهيونيه بينها تل ابيب ، ويعبر هذا العدوان السافر عن مدى استهتار الصهاينه بأرواح الأبرياء وتدمير منازلهم اضافه الى مايلحقه من دمار في البنى التحتيه التي تمس حياة المواطنين وتزيد في معاناتهم وقد كانت حصيلته في الأيام الثلاثه الأولى (43) شهيد بينهم (15)طفل و(4) نساء و(311) جريح.

   ان هذا العدوان المتكرر ماكان له أن يحصل لولا تردد وعجز النظام الرسمي العربي الذي اندفع للتطبيع مع الصهاينه على حساب الثوابت القوميه وفي مقدمتها رابطة الدم والنسب متنكراً لحقوق شعبنا الفلسطيني في العيش على أرضه والتي كفلتها قرارا ت الشرعيه الدوليه ومواثيق الأمم المتحده ، إضافه الى تخلي العرب عن قرارات القمم العربيه التي تؤكد على التزامهم في دعم الشعب العربي الفلسطيني حتى تحرير أرضه وإقامة دولته المستقله على ترابه الوطني وفق مبدأ ما أخذ بالقوه لايسترد إلا بالقوه لأننا أمام عدو غاصب عنصري لايقيم وزناً للغة الضعف ولا يفهم غير لغة القوه.


 


أيها الأحرار في وطننا العربي الكبير

  ان غزه المجاهده تستصرخنا في أن نهب لنجدتها بجميع قوانا الوطنيه والقوميه والاسلاميه وأحزابنا ومنظماتنا الشعبيه والمهنيه وذلك عن طريق القيام بتظاهرات حاشده في أقطارنا لنصرة غزه وفصائل المقاومه التي تكيل الضربات الصاروخيه في عمق أراضينا المحتله وتضع العدو الصهيوني أمام معادله جديده في عملية الصراع وبإمكانات بسيطه تفتقر الى الدعم الرسمي والشعبي العربي ، كما ندعو الأمم المتحده ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم القانونيه في إيقاف العدوان الصهيوني على غزه وحماية شعبها من آلة الحرب والعدوان التي تفتك بشبابها وشيوخها ونسائها وأطفالها.


   الرحمه والغفران لشهداء غزه الذين رووا بدمائهم الزكيه أرضها الطاهره .

عاشت المقاومه الفلسطينيه التي تتصدى ببساله لقوى الشر والعدوان الصهيونيه .

عاشت فلسطين حره عربيه من النهر الى البحر والله اكبر.

                  

                                    قيادة قطر العراق

                           لحزب البعث العربي الاشتراكي

                                بغداد في 8/8/2022

بيان حزب البعث العربي الاشتراكي بمناسبة عاشورا

بيان حزب البعث العربي الاشتراكي / قيادة قطر العراق /بمناسبة عاشورا 



 بسم الله الرحمن الرحيم

(وَلَا تَحسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَموَٰتَا بَل أَحيَآءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ)

صدق الله العظيم. [ال عمران:169]

في ذكرى يوم عاشوراء

تحل علينا اليوم الذكرى الأليمة لاستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وآل بيته الأطهار وأصحابه الميامين في واقعة الطف في العاشر من محرم الحرام من عام 61 هجرية، في ثورته ضد الظلم والفساد والتمسك بالحق والتضحية في سبيله من أجل اعلاء مبادئ العدل والحرية والمساواة التي مهدت الطريق للإنسانية جمعاء في مواجهة الطغاة ونصرة المظلومين والمعذبين في الأرض.


إن وقفة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء هي تجسيد لقيم الشجاعة والبطولة والفروسية في مواجهة الباطل، وهي بحق انتصار للدم على السيف، وهي امتداد للتضحيات الجسام التي قدمها جده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والرعيل الأول من أصحابه الكرام (رضي الله عنهم أجمعين) من أجل اعلاء راية الإسلام   والذود عنها والتضحية في سبيلها بالأنفس والأموال، وما أحوجنا اليوم إلى السير على نهج الإمام الحسين (عليه السلام) والتمسك بالقيم التي ضحى بنفسه من أجلها والتي جسدها بمقولته (ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)، وهي تعبير عن الدلالات العميقة للثورة الحسينية الإصلاحية والتي بقيت على مر الأجيال تذكي فينا روح الثورة وعنفوانها في مواجهة الظلم والفساد والمفسدين.

وما يقوم به أبناء شعبنا البطل منذ ثورة تشرين 2019 وحتى اليوم خير دليل على ذلك والذين لم يبخلوا بالتضحية بأرواحهم الطاهرة بإطلاق صرخة مدوية في وجوه الظالمين والفاسدين الذين أذاقوا شعبنا العراقي العزيز سوء العذاب وأمعنوا في قتل خيرة شبابه وشاباته وشيوخه ويتشدقون بالانتساب للإمام الحسين (عليه السلام) زوراً وبهتاناً.

إننا نؤكد هنا بأننا أمام فرصة تاريخية لا تتكرر ونحن نعيش معاني ودلالات يوم عاشوراء في التضحية بالغالي والنفيس، وعلينا استحضار الروح التعرضية والاقتحامية للثورة الحسينية في مواجهة هؤلاء الطغاة من أحزاب إيران الصفوية وميليشياتها الإجرامية وعملاء أمريكا والصهيونية، وعلى شعبنا العراقي البطل القيام بثورة شاملة موحدة تعم العراق من أقصاه إلى أقصاه مصداقاً لقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، والله أكبر.

المجد والخلود لشهداء ثورة تشرين العظيمة. 

الرحمة والغفران لشهداء الشعب العراقي أينما سقطوا على امتداد أرضنا الطاهرة. الخزي والعار للخونة والعملاء والمنافقين والدجالين. 


قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد في العاشر من محرم 1444 هـ

الموافق 8/آب/2022 م

الثلاثاء، 2 أغسطس 2022

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي حول وصول العمليه السياسيه الى حافة الانهيار

 بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

حول وصول العمليه السياسيه الى حافة الانهيار



ياابناء شعبنا العراقي العزيز

ايها المناضلون البعثيون اينما كنتم

    لقد شكلت ثورة تشرين المباركه التي انطلقت بتاريخ 1/10/2019 تهديدا مباشرا للعمليه السياسيه التي اوجدها الاحتلال لانها كشفت ما بنيت عليه من كذب وتضليل وخداع وشعارات جوفاء لم تصمد كثيرا امام الشعب العراقي المنتفض بشبابه وشيوخه ونساءه ، واستطاع الثوار الابطال من خلال التضحيات الجسيمه التي قدموها والممهوره بالدم العراقي الطهور من توجيه صفعه قويه للطبقه السياسيه الفاسده وذلك باسقاط حكومة المجرم عادل عبد المهدي التي قمعت الشباب الثائر بوحشيه وقسوه متناهيه على ايدي مليشيات ايران وعصاباتها والتي اوقعت اكثر من (800) شهيد في صفوف الثوار اضافه الى عشرات الالاف من الجرحى والمعتقلين والمغيبين ، وكانت من بين نتائج الثوره هي المقاطعه الشامله للانتخابات البرلمانيه التي جرت بتاريخ 10/10/2021والتي لم تتعدى نسبة المشاركه فيها اكثر من 14% وكانت هذه النسبه المتدنيه كارثيه على احزاب ايران ومليشياتها الولائيه وادخلت العمليه السياسيه في نفق مظلم ومأزق كبير القى بظلاله القاتمه على الطبقه السياسيه واظهر عجزها عن تشكيل الحكومه على الرغم من مرور عشرة اشهر على اجراء الانتختابات.

       إن ماتشهده العمليه السياسيه اليوم هو نتيجه طبيعيه لاصرار القوى السياسيه الحاكمه على التمسك بالمحاصصه الطائفيه والاثنيه والصراع المحموم على المكاسب والمغانم وممارسة التهميش والاقصاء والاجتثاث والتمييز بين ابناء الشعب الواحد وانتشار السلاح المنفلت والتبعيه العمياء لايران الشر ودول اقليميه اخرى والتفريط بسيادة العراق ومصالح شعبه كانت اسباب مباشره لرفض الشعب العراقي للعمليه السياسيه ومحاصرتها والعمل على اسقاطها ، ومايجري على الارض اليوم من معطيات يؤشر لحالة صدام متوقعه بين اطرافها لان الجميع يسعى للحصول على اكبر قدر من الامتيازات في الوزارات والهيىئات المستقله والدرجات الخاصه والوظائف العليا وترك الشعب العراقي يعاني من الفقر والحرمان وتفشي الامراض وسوء الخدمات و تفتك بشبابه المخدرات والبطاله و تتقاذفه المافيات وعصابات الجريمه المنظمه ، ومن الواضح بان البلد يسير نحو المجهول لان صوت السلاح المليشياوي المنفلت اصبح عاليا وان معركة كسر العظم بين الفرقاء بدأت تلوح في الافق و ربما تكون اخر سيناريو يمكن ان يلجأ اليه هولاء بعد استنفاذ الوسائل الاخرى لان سيدهم الايراني يمكن ان يعيدهم الى بيت الطاعه في اي وقت يشاء.

ياثوار تشرين الابطال

   اننا نؤكد هنا تمسكنا بالثوابت الوطنيه وفي مقدمتها تحرير العراق وتحقيق مطالب ثورة تشرين الشبابيه المباركه ولطالما دعونا لاسقاط العمليه السياسيه برمتها منذ ان اسسها المحتل في عام 2003 وقدمنا التضحيات الغاليه في مقاومه قل نظيرها الحقت بالمحتل الامريكي خسائر جسيمه في الارواح والمعدات اجبرته على الانسحاب من العراق مهزوما في نهاية عام 2011 ، ودعونا الى اقامة نظام ديمقراطي تعددي من خلال حكومه انتقاليه تاخذ على عاتقها كتابة دستور جديد للبلاد وتطهير القضاء من الفاسدين واصدار قانون عادل للانتخابات والاعداد لانتخابات نزيهه باشراف الامم المتحده والغاء قوانين الاقصاء والتهميش والاجتثاث وحل المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة واعمار المدن المدمره واعادة النازحين والمهجرين الى مناطقهم ومعرفة مصير المغيبين واحالة المجرمين والقتله والفاسدين الى القضاء لينالوا جزائهم العادل ، واننا على ثقه مطلقه بان النصر معقود لشعبنا العراقي البطل وطليعته ثوار تشرين النشامى الذين ضربوا اروع الامثله في التضحيه والايثار واسترخصوا الدماء من اجل عراق عربي معافى و مستقل وقوي ومزدهر يحكمه ابناءه المخلصون ويشمرون عن سواعدهم من اجل اعادة اعماره ووضعه  بالمكانه التي يستحقها بين الامم.

الرحمه والغفران لشهداء ثورة تشرين الابطال .

تحيه خاصه ملؤها الفخر والاعتزاز لشعب العراق العظيم قاهر الفرس قديما وحديٹا .

الخزي والعار والشنار للعملاء والخونه عبيد الاجنبي والله اكبر .


قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد في 2 / 8 /2022

السبت، 16 يوليو 2022

خطاب الرفيق المناضل ابو جعفر ( حفظه الله) أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي ،بمناسبة الذكرى ٥٤ لثورة ١٧-٣٠ من تموز ١٩٦٨ المجيدة.

 خطاب الرفيق المناضل ابو جعفر ( حفظه الله) أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي ،بمناسبة الذكرى ٥٤ لثورة ١٧-٣٠ من تموز ١٩٦٨ المجيدة.



بسم الله الرحمن الرحيم

(ونريدُ أنْ نَمُنَّ على الذينَ أُستُضعِفوا في الأرضِ ونَجعلهم أئِمةً ونَجعلهم الوارثينَ، ونًمَكِّنَ لهم في الأرض)

صدق الله العظيم


أيتها الماجدات، أيها الأماجد، أبناءَ شعبنا العراقي العظيم.

تمرُ علينا هذه الأيام الذكرى الرابعةُ والخمسون لثورة السابع عشر- الثلاثين من تموز العظيمة، التي وضعت العراقَ على طريقِ النهوضِ الشامل والتحررِ العميق، وفتحت أمامَ شعبهِ سُبلَ المستقبلِ المشرق امتداداً لتراثِ العراق وتاريخِه الحضاري المجيد، وبما يتناسب مع قدراتهِ المادية وموقعهِ الاستراتيجي وطاقاتهِ البشرية الكبرى، ويلبي طموحاتِ شعبهِ العظيم، ويعبر عن مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي ونضالهِ من أجل الحريةِ والتنميةِ والبناءِ الحضاري الزاهــر. 

فنقلت الثورة العراقَ من حالٍ إلى حال، من دولةٍ ضعيفة هامشية تعاني من اختراقاتٍ أجنبية وضعفٍ أمني وتخلفٍ تنمويٍ وضعفٍ اقتصادي، إلى دولةٍ متقدمةٍ قويةٍ عزيزةٍ مهابة ذاتِ مكانةٍ مؤثرةٍ مرموقةٍ وثقلٍ إقليميٍ وعربيٍ ودوليٍ وازن. 

وعلى الصعيد القومي مثّلت ثورة 17 تموز الرد العملي والحاسم على هزيمة حزيران عام 1967، ووضعت أهداف الحزب في الوحدة والحرية والاشتراكية على مسار التطبيق العملي على طريق تحقيق نهضة الأمة، فجاءَت هذهِ الثَورة الرائِدة مُبشِّرةً بانطلاقِ فجرٍ جديدٍ للعِراقِ والأُمَّةِ العرَبيَّة، مِن أجلِ الحُريَّةِ والكَرامةِ والمُستَقبلِ الَواعِدِ لبَلَدِكُم العِراق وأُمَّتِكُم العرَبيَّةِ المَجيدة. 

وانطلَقَت ومُنذُ اليومِ الأوَّلِ في وَعيٍّ وادراكٍ عَميقَين لمَسؤوليَّتِها التاريخيَّةِ الوَطنيَّةِ والقَوميَّة، ووُفقِ بَرنامَجِها الاستراتيجيّ المُمتَدّ بدءاً مِن العِراق، ليَكونَ نواةً ومركزاً لإشعَاعِ الثَورةِ في كُلِّ أرجَاءِ الوطَنِ العرَبيِّ الكبيرِ.


لقد كانَت ثَورةِ السَابِعَ عشرَ مِن تَموز ثَورةِ المَلايِّينَ مِن العِراقيِّينَ، واستَطاعَت بقِيادَةِ حِزبِكُم الطَليعِيِّ الرِّسَاليّ، وبمُشَاركَةٍ جماهيريَّةٍ واسِعة، وبمُؤازَرةِ كُلِّ القِوى الوَطنيَّةِ المُخلِصَة في قُطرِنا الحبيب، أنْ تَبني عِراقاً جَديداً، حُرَّاً، مُوحَّداً، قَويَّاً، مُتَقدِماً، يُمَثِّلُ مَركزَ اشعاعٍ عَربيٍّ وإقليميٍّ ودَولي. فكانَت بحقٍّ حَداً فاصِلاً وزَمناً فارِقاً في حياةِ العِراقيِّينَ والعرَبِ.

 

فعبرَ مسيرتِها الكبرى، حققت الثورةُ منجزاتٍ أساسيةٍ ما تزالُ آثارُها الإنسانيةُ والماديةُ ماثلةً في عقولِ وضمائرِ العراقيين وأبناءِ الأمةِ العربية، وما تزالُ حاضرةً في الميدانِ تـُذكّرُ شعبَنا العزيز بما قدّمتهُ دولةُ العراق الوطنية في عهدِ ثورةِ السابع عشرَ من تموز المجيدة لأبنائها وللأمةِ جمعاء من رعايةٍ وإنجازات. 

فعلى الصعيدِ الداخلي، كانَ في مقدمةِ أولويات حكومة الثورة، رعايةُ الإنسان وصونُ حقوقه وحمايةُ كرامته. فثبتت ركائزَ العدلِ والمساواةِ الكاملة في الحقوق والواجبات بين العراقيين بغضِ النظر عن الجنس والانتماء السياسي أو العرقي أو الديني، واهتمت بإصلاح وتطوير القوانين، وشرّعت القوانين والإجراءات الكفيلة باحترام حقوقِ المرأة العراقية وكرامتِها ومنحِها كلِ الفرص للعملِ والتعليم والارتقاء في الوظائف العمومية والمشاركة الكاملة في بناءِ البلادِ والنهوضِ بها. وسنّت قوانينَ الرعاية الاجتماعية وضمنتْ لجميع القطاعات المهنية والشعبية حريةَ تشكيلِ نقاباتِها ومنظماتِها المهنية. 

وطورت مؤسساتِ الصحةِ والخدمات العلاجية المجانية، ووسعتْ قطاعَ التعليم فنفذت حملةً لمحو الأمية، وحققت مجانيةَ التعليم، وأسست الوفَ المدارس، ونشرت عشراتِ الجامعاتِ والمعاهدِ ومراكزَ البحث العلمي في العاصمة والمحافظات، وابتعثت عشراتِ الألوف من الدارسين إلى أرقى الجامعات في البلدان المتقدمة، مما خلقَ قاعدةً علميةً وتقنيةً متينة وشاملة، وأغنى البلادَ بعشرات الألوف من العلماء والباحثين ومئاتِ الألوف من الخريجين المؤهلين علمياً وعملياً. كما أولت حكومة الثورة مسألة التنمية الاقتصادية الشاملة اهتماماً فائقاً فأسست ألوفَ المشاريع في ميادين الصناعة والزراعة والري والبنية الأساسية (التحتية) فشيدت المصانعَ وشقت الجداولَ واستصلحت الأراضي وبنت السدودَ والجسورَ، ومدت ألوفَ الكيلومترات من الطرق، وأوصلت شبكاتِ الطاقة الكهربائية ومياه الشرب إلى أبعد القرى النائية في ربوع وطننا العزيز.

وأنجزت حكومة ُ الثورةِ الحلَ السلمي الديموقراطي للمسألة الكردية، ونفذت قانون الحكم الذاتي لأبناء شعبنا من القومية الكردية، وصانت الحقوق الثقافية والدينية والقومية لأبناء شعبنا من الأقليات القومية والدينية كالتركمان والسريان والصابئة وغيرهم. وقامت بتحديثِ وتوسيعِ وتطوير القوات المسلحة، فبنت جيشاً قوياً حديثاً عظيماً حتى أضحى الحارسَ الأمين لسيادة العراق وأرضه وأمنِ شعبِه، وذراعِه القوي المدافعَ عن حقوقِ الأمة العربية في فلسطين وأمنِ الكثير من أقطارها. 

ولأنه لا سيادة حقيقية ولا استقلال ناجز من دون قاعدة اقتصادية وطنية راسخة لذا فقد أنجزت حكومة الثورة الاستقلالَ الاقتصادي، ووضعت مواردَ وثروات البلادِ الاستراتيجية بيد أبنائها عبر تأميم النفط والثروات المعدنية الأخرى واستثمارها في صناعاتٍ وطنيةٍ متقدمةٍ كانت الأولى على صعيد الوطن العربي والشرق الأوسط.

وعلى الصعيد الخارجي، حمت ثورةُ تموز مصالحَ العراق الوطنية في بيئته الإقليمية والدولية فرسخت استقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه ورسخت مكانته الإقليمية والعربية والدولية، وعززت علاقاته مع الدول العربية الشقيقة ومع الدول الإسلامية وسائر دول العالم، ودعمت قضايا الأمة العربية وحركاتِ التحرر القومي وفي مقدمتِها الثورة ُ الفلسطينية، وتصدّت بحزمٍ لكلِ أشكالِ التطبيع الخياني، وقدّمت الدعمَ العسكري والاقتصادي والتعليمي لعددٍ كبيرٍ من الأقطار العربية، كما انفتحت على حركات التحرر في العالم الثالث.

وقد استثارت هذه الإنجازاتُ العظيمة أعداءَ العراق والأمة ِالعربية، وفي مقدمتهم القوى الاستعمارية وإيران والكيان الصهيوني، فناصبت العراقَ العداء وباشرت التآمر عليه منذ وقت مبكر بدءاً بمؤامرة إيران لقلب نظام الحكم في كانون الثاني عام 1969 وحربها العدوانية على بلدنا من عام 1980إلى 1988 ، وصولاً إلى الحملة الحربية الاستعمارية الكبرى على العراق التي وضع الكيان الصهيوني مخططها وتولت الولايات المتحدة وبريطانيا وإيران تنفيذها  ابتداءً من آب عام 1990، واشتملت على حرب الثلاثين جيشاً المدمرة عام 1991، والحصار الخانق الشامل من آب 1990إلى الغزو في آذار عام 2003 ، وخطة التدمير المنهجي الشامل لقدرات العراق العسكرية والعلمية والصناعية التي نفذتها فرق التفتيش عن الأسلحة المزعومة  طيلة فترة الحصار . وقد توجت أميركا وبريطانيا وإيران هذه الحملة العدوانية الشاملة بعملية غزوِ العراق واحتلالهِ عام 2003، وفقَ المخطط الصهيوني الذي استهدف اسقاط حكومة الثورة وهدم دولة العراق الوطنية وإشاعة الفوضى والدمار في ربوعها.


أيها العراقيون الأباة

لقد جلبَ الغزوُ والاحتلالُ الاستعماري للعراق ما لا يُعدُّ ولا يُحصى من الويلات والتدمير والكوارث، حتى باتَ العراقُ، هذا البلد الناهض الذي كان يقفُ على أعتابِ الدول المتقدمة، نموذجاً للدولة الفاشلة وصار مرتعاً للجريمة والفوضى والانحراف، وساحة للتجهيل المنظّم والمقصود وإشاعة التفرقة الأثنية والطائفية لتخريب النسيج الاجتماعي لأبناء الوطن الواحد.

 وقد بدأت إدارة الاحتلال الأميركي البريطاني تنفيذ هذا المخطط ِ الصهيوني الخبيث مباشرة وعن طريق أفواج من العملاء والساقطين وفي مُقدمتِهم عملاءُ إيران، الذين أوكلت إليهم مهمةَ إكمال تنفيذه بعد انسحاب قوات الاحتلال في نهاية عام 2011 وذلك عن طريق التشكيلات التي أقامتها لهم تحت لافتة العملية السياسية. 

وكان أول إجراء في هذا المخطط حل الجيش والغاء سائر القوات المسلحة، وإصدار قرار الاجتثاث الفاشي لأعضاء حزب البعث من أجهزة الدولة والذي فـُصِلَ بموجبه مئاتُ الألوف وحُرِم العراق من خيرة الكوادر من أبنائه المدنيين والعسكريين. ثم فرض المحتل نهج المحاصصة لتقسيم الدوائر والوظائف والموارد العمومية في الأجهزة الحكومية على أحزاب عملائه وفق محاصصة دينية وعرقية ومذهبية، وذلك تأسيساً لتقسيم العراق وإمعاناً في إشاعة الفوضى والفساد والتدمير المنهجي لأجهزة الحكومة وتمزيق المجتمع. 

وبعد تفكيك المؤسسة العسكرية والأمنية، شكلت إدارة الاحتلال جيشاً ودوائر أمنية داخلية من المليشيات الموالية لإيران بهدف هزِّ أركان الدولة وتمزيق المجتمع العراقي. كما نصبت الجواسيس واللصوص حكاماً على شعب العراق، وأطلقت مباشرة وعبر حكومات عملائها يد المافيات للتحكم في اقتصاد الوطن ونهب موارده، وإشاعة الفساد في جميع التشكيلات الحكومية التي أسستها. وهكذا باشر عملاء الاحتلال السرّاق والساقطون نهب المليارات من ثروات الشعب وتحويلها عبر منظومات الفساد المؤسساتية إلى إيران، وإلى جيوبهم وحساباتهم في خارج العراق. 

كما سعى النظام العميل لإيران الذي نصّبَه المحتل إلى هدم مقومات المجتمع المستندة إلى القيم العراقية والعربية والإسلامية العريقة. وسمحت لفرق الاغتيالات الإسرائيلية والإيرانية لتصفية الألوف من كبار ضباط الجيش والطيارين والعلماء والمهندسين والأكاديميين العراقيين، فضلاً عن قيام مليشيات إيران بتصفية عشرات الألوف من البعثيين ومؤيديهم وتشريد مئات الألوف غيرهم من أبناء العراق من بيوتهم ومدنهم وبلادهم.

وعمل المحتل والنظام العميل لإيران الذي أقامه في العراق إلى إدخال التنظيمات الإرهابية للتذرع بها لتخريب المدن التي احتضنت المقاومة الوطنية العراقية وإبادة أهلها وتهجير أبنائها لإفراغ العراق من قدراته البشرية وعقوله العلمية وإحداث التغيير الديموغرافي الذي يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان ويشكل خرقاً فاضحاً للمواثيق الدولية ويخدم أهدافاً مشبوهة بعينها.


يا أبناء شعبنا العزيز

لقد واجه حزبكم بعد احتلال العراق مهامَ جسيمةً عديدة، كان في مقدمتها إعادة التنظيم الحزبي إلى جميع أنحاء العراق، رغم استماتة المحتل وعملائه الموالين لإيران في محاولاتهم للقضاء عليه عبر اجراءات الاجتثاث الفاشية وحملات القتل والاعتقال والتشريد والتجويع الغاشمة ضد مئات الألوف من أعضائه والملايين من جماهيره. وعمل على إطلاق المقاومة العراقية المسلحة ضد القوات المحتلة منذ اليوم الأول للاحتلال فقام بتشكيل عدة فصائل مقاومة باسلة، أجبرت قوات الاحتلال، عبر عمليات بطولية وتضحيات ملحمية، بالتعاون مع فصائل مقاومة عراقية أخرى، على الانكفاء خارج المدن عام 2009، ثم الخروج هارباً بالانسحاب الذليل نهاية عام 2011، بعد أن كبدته خسائر جسيمة. وقد اعترفت دائرة المحاربين القدامى في البنتاغون بأن خسائر الجيش الأميركي منذ بداية الاحتلال في 9/4/2003 وحتى نهاية شهر أيار عام 2007 (أي في ما يقرب من نصف فترة الاحتلال) بلغت   73650 (ثلاثة وسبعون ألفاً وستمائة وخمسون) جندياً أميركياً  وأكثر من  مليون ونصف مليون جريح ومعوق ومصاب بعاهة. وهذا يعني أن المقاومة العراقية الباسلة قد كبدت المحتل الاميركي وحده في كل فترة الاحتلال أكثر من 130 ألف قتيل. 

وحينما أيقن الأعداء أن "البعث" عصيٌّ على الاغتيال عبر قوانينهم الجائرة وحملاتهم الظالمة لجأوا إلى محاولات دنيئة لاغتياله من الداخل من خلال بعض الحزبيين ضعاف النفوس النرجسيين الطامعين بالوجاهة والمصالح الشخصية والذين تحركهم قوى مشبوهة ونوازع الطمع والغدر. فواجه البعث محاولة ردة مبكرة عام 2007 للهيمنة عليه وحرفه عن مساره القومي والوطني، وتمكن من دحرها وانهائها. ومنذ أكثر من 10 سنوات لاحظت القيادة بوادرَ تكتلٍ يقوده بضعة حزبيين تسللوا إلى مراتب قيادية ‏في تنظيمات الحزب في المهاجر، في غفلة وفي ظروف الحزب الصعبة المعروفة بعد احتلال العراق. ويقوم هذا التكتل على ولاءات شخصية بعيدة عن قيم الحزب وأخلاقيات تنظيمه وضوابط نظامه الداخلي التي اعتمدها فكانت بمثابة العمود الفقري لقوته وديمومته لأكثر من سبعة عقود. وقد رافقت ظهور هذا التكتل مساعٍ مؤسفة لبث روح الاحباط لإفشال كل مبادرة ناجحة للحزب على الصعيدين العربي والدولي على طريق تحرير العراق وخدمة العمل الوطني المناهض للاحتلال.  كما اقترنت بالتشهير بكوادر الحزب وزرع ‏الفتن بين أعضائه. ولم تكن قيادة الحزب ممثلة بالرفيق الأمين العام عزة إبراهيم رحمه الله والقيادة القومية وقيادة قطر العراق غافلة عن تلك الظاهرة السلبية لكنها صبرت ‏طويلاً ومارست ضبط النفس طيلة كل تلك السنين العشرة في مسعىً نبيلٍ لإعادة من فقد البوصلة إلى رشده بالتبصير والتوعية حفاظاً على مسيرة العمل في تلك التنظيمات. إلا أن هذه الشلة المتكتلة أصرّت على الإيغال في مشروعها العبثي بقصد إشغال ‏الحزب بالفتن الداخلية والمماحكات الشخصية والمهاترات الدنيئة بعيداً عن مهامه الوطنية والقومية. 

وما إن رحل الرفيق عزة ابراهيم الأمين العام أمين سر القطر رحمه الله في أواخر عام 2020 ‏حتى كشفت هذه الشلة عن مخططها المريب للهيمنة ‏على الحزب. فتحركت القيادة القومية وقيادة قطر العراق بسرعة وأحبطت ‏المحاولة التآمرية، وذلك بموجب صلاحياتها ومهامها ومسؤولياتها بوصفها ‏القيادة العليا للحزب الأمينة على سلامة مسيرته وعمل فروعه وتنظيماته كافة وفق ‏مبادئه الوطنية والقومية والإنسانية، وحسب نظامه الداخلي، وهو ما مارسته طوال ‏مسيرة الحزب منذ تأسيسه وخلال أكثر من سبعة عقود ونصف. 

ورغم كل محاولات القيادة لمعالجة الأمر ‏بالصبر والتأني والحكمة لكن تلك الزمرة أمعنت بالتصعيد المتعمَّد خدمة لتنفيذ مشروعهم المشبوه متوهّمين من أن الصبر والحكمة وبعد النظر هي مؤشرات ضعف وليس دلائل قوة، فأوغلت بقايا الشلة المرتدة في مسارِها المنحرف وشنت في وسائل التواصل العامة حملةً دعائيةً كثيفة ومتصاعدة ‏من الأكاذيب والشتائم والتشهير اللاأخلاقي ضد قيادة البعث القومية وقيادة قطر العراق وأعضائِهما. ثم ما لبثت أن أعادت الكرّةَ ‏في أواخر شهر آذار الماضي، فقامَ عناصرُها بمحاولةٍ ثانية للهيمنة على قيادة قطر ‏العراق بممارسات تكتل مفضوح ثبت حدوثه بالأدلة القاطعة وبالشهود. وكان من الطبيعي أن تـَلقىَ هذه ‏المحاولة رفضاً سريعاً حازماً من كافة قواعد وكوادر الحزب صعوداً إلى القيادة القومية وقيادة قطر العراق اللتين مارستا ‏مسؤولياتِهما القيادية وواجباتِهما في حماية الحزب فاتخذتا قرارات حاسمة وَأَدَت ‏محاولة الردة وعاقبت أقطابها.

وهكذا استطاع الحزب بفضل الحضور ‏الفاعل لقيادته وتماسك ووعي تنظيماته في عموم محافظات القطر وفي المهاجر أن يحاصر مشروع الردة ‏الجديد ويقبره في مهده، ما جعل عناصره يتساقطون واحداً بعد الأخر، تماماً كما حصل لأسلافهم الذين ارتدوا قبلهم عامي 1966 و2007 وتساقطوا واندحروا وانتهوا ‏كما الفقاعات،‎ وبقي حزبكم أيها العراقيون واحداً متماسكاً نقياً بعد أن طُهِّر من عناصر الردة والانحراف. 

إننا في قيادة قطر العراق نؤكد من موقع المسؤولية عن الحفاظ على كوادر الحزب وأعضائه أن باب الحزب مفتوح لكل من يتراجع عن طريق الردة ليعود، وفق ضوابط النظام الداخلي، إلى صفوف حزبه بعد أن بانت للجميع الحقائق وتكشّفت لهم النوايا الغادرة لشلة الردة المنحرفة.


يا أبناء شعبنا العزيز

لقد استهدفَ أعداءُ العراق والأمة العربية وخصوصاً الكيان الصهيوني وإيران ثورتكم العظيمة وحزبَ البعث الذي أطلقها وقادها عبر مسيرة 35 عاماً من الإنجازات العظيمة، لأدراكهم إن هذا الحزبَ على قدرٍ عالٍ من التميز والفرادة عن كلِ ما سِواه من أحزابٍ وتنظيماتٍ في العراق. لقد توفرت للبعث جملةٌ من المميزات الاستراتيجية التي تبدو جليةً في قدراته النضالية والجماهيرية، وتاريخه الطويل في العمل السياسي الوطني المسؤول، وفي انتشاره في كل ربوع العراق وفي كل زاويةٍ من زوايا مجتمعِهِ متجاوزاً كل الاختلافات الدينية والعرقية والمذهبية والمناطقية، بفضلِ عقيدتهِ الوطنيةِ والإنسانية التي تُعلِي قيمَ المواطنة والمساواة. كما تـَتـَمَثلُ ميزاته في خبرات أعضائه وقيادييه الطويلة في إدارة الدولة، وفي نزاهتهم وسمعتهم الطيبة وصورتهم المشرقة لدى أبناء شعبهم. 

إن حزباً بهذه المواصفات وبهذه المميزات الاستراتيجية الفريدة هو المؤهل حقاً، لقيادة الفعل الوطني العراقي لتحرير العراق وإزالة الهيمنة الأجنبية واسترداد عافيته وسيادته واستقلاله ومكانته التي يستحقها شعبه العظيم. ومن هنا كان تكالب الأعداء في الخارج وعملاؤهم في الداخل لمنع البعث في العراق من النهوض وبناء تنظيماته واستعادة قوته وتعويض ما ألحقه به المحتل وأتباعه عملاء إيران من اضرار جسيمة وذلك لإبعاده عن أداء دوره ومسؤولياته ومهامه الوطنية الكبرى في تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي وانقاذه من هيمنة إيران وذيولها، واستعادة سيادته واستقلاله وخدمة شعبنا العزيز الذي كان "البعث" سبّاقاً في خدمته وفي الدفاع عنه.

لقد استخدم الأعداء لتنفيذ مخططهم المعادي وسائل خارجية من القمع والتصفيات الدموية والتهجير والتشريد وتجفيف الموارد والتشويه والمحاكمات بتهم ملفقة والاجتثاث، كما استخدموا مؤامرات داخلية تتمثل بما يتيحه لهم مرتدون من فرصٍ للانقضاض عليه بحركات غادرة تنتحل اسمه وتحاول إشاعة الفوضى في تنظيماته، لكن الحزب تمكن بحمد الله من إحباط تلك الدسائس واحدة تلو الأخرى.


أيها العراقيون الأماجد

لقد واصلَ شعبُ العراق العظيم مقاومتَه للاحتلال الاستعماري بعدَ الانسحاب الذليل لقواته في نهاية عام 2011، وذلك برفضه القاطع لما يسمى بالعملية السياسية التي اٌقامها المحتل لبناء نظام حكم محلي خانع له بإدارة عملاء حليفته إيران، وذلك لاستكمال تنفيذ أهداف الغزو والاحتلال حسب المخطط الصهيوني المعادي لدولة العراق ولشعبها الأبي. فنظـّم شعبنا الأبي مظاهراتٍ واعتصاماتٍ وانتفاضاتٍ شعبية عارمة ضد النظام العميل الفاسد الحاكم، شهدتها بغداد والموصل والرمادي والفلوجة والبصرة والناصرية في الأعوام الثمانية التي أعقبت الانسحاب. وفي عام 2019 توج الشعب العراقي كل هذه المسيرة البطولية الرافضة للاحتلال ونظامه العميل الفاسد، في ثورة تشرين الباسلة التي استمدت جذوتها من هذا الفعل البطولي.  وأظهر ثوارها البواسل أعلى درجات الوعي الشعبي وجَسـّـدوا أنقى أشكال الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي في مواجهة النظام الطائفي الفاشي وأطرافه الفاسدة العميلة لإيران. كما تميزوا بالفروسية والإقدام وأبدوا أعلى قيم الفداء والتضحية والبطولة في كل الساحات والميادين وهم يتصدون لأسلحة الميليشيات المجرمة بصدورهم المليئة بحب الوطن والإيمان بحقه في الحياة الحرة الكريمة. لقد كان الهدف الرئيسي لثورة تشرين الوطنية تغيير النظام الفاشي العميل بجميع مؤسساته، وتحرير العراق من الاحتلال الإيراني، وانقاذ شعبه العظيم من الوضع الكارثي الذي خلقه الاحتلال الاستعماري عام 2003، وإسقاط كل ما ترتب عليه من قوانين جائرة ومظالم وشبكات فساد ونهب لثروات الشعب. وإننا على ثقة أن هذه الثورة التي قدّم فيها شباب العراق أغلى ما لديهم ستتواصل حتى تحقيق هذه الأهداف النبيلة وإنجاز الحرية الكاملة لشعبنا العزيز. وهذه المسيرة النضالية البطولية المتصاعدة ضد الاحتلال وعملائه تستلهم من ثورة تموز روحها الاقتحامية ورؤيتها الاستراتيجية وصلاتها بالتاريخ المجيد للعراق والأمة العربية في نسغ صاعد متفاعل مع كل عوامل التحدي وروح الصمود والمطاولة.


وفي هذا الصدد فإن حزبَكم الثوري الذي عهدتموه في ميادين النضال والبناء وقيادة العراق والذي كان له شرفُ مقاومة الغزاة المحتلين عازمٌ على أداء كل الواجبات التي ينتظرها منه شعبُه وأمتُه ويعاهدُكم على تصعيد العمل الوطني لتحرير العراق من الاحتلال الأجنبي المتمثل الآن بالهيمنة الاستعمارية الإيرانية.

وإذ يؤكدُ البعث هذا العزم، فإنه يشددُ على ضرورة التعاون والتنسيق مع جميع الأطراف الوطنية العراقية الرافضة للاحتلال الإيراني وعمليته السياسية البغيضة من تشكيلات اجتماعية وسياسية ومهنية، ومع كل أبناء الشعب وشخصياته وقياداته المجتمعية الغيورة على وحدة العراق والحريصة على انقاذه مما يعانيه من تدهور وانهيار وتراجع وفوضى على يد حكامه الفاسدين المرتبطين بالاحتلال الأجنبي.

وفي هذا السبيل يجدد حزب البعث العربي الاشتراكي الدعوة التي أطلقها في مناسبات سابقة لإقامة جبهة وطنية عريضة تجمع كل هذه الأطراف، أو وفق أي صيغة أخرى يجري الاتفاق عليها بهدف تصعيد العمل الوطني لإنقاذ العراق من هذا الوضع الكارثي. ويؤكد ضرورة العمل المنظّم الهادف لاسترداد سيادة العراق واستقلاله التام وممارسة الديمقراطية الحقة وإقامة حكومة انتقالية وطنية عراقية من كوادر وكفاءات وطنية عراقية مستقلة نزيهة تتولى إدارة البلاد لفترة انتقالية يُتفق على مدّتها. وتتولى الحكومة الانتقالية إزالة كل القوانين والإجراءات الشاذة الدخيلة التي فرضها الاحتلال وحكوماته، وفرض النظام والقانون، والقضاء على حالة التدهور والفوضى والهدر لأموال الدولة اضافة الى ضرب شبكات الفساد واحالة الفاسدين للقضاء، والعمل على استرداد أموال الشعب المهربة. كما تتولى معالجة فوضى السلاح والإلغاء الفوري لكل ما يقع خارج القوات المسلحة النظامية من مظاهر ومليشيات مسلحة، وإعادة تنظيم الجيش وسائر صنوف القوات المسلحة وفق قوانينها وتقاليدها المهنية والوطنية العريقة. كما تعمل على الحفاظ على جميع مؤسسات الدولة وتوجيهها لخدمة الشعب وإبعاد الفاسدين عنها، وإصلاح النظام القضائي وتطهيره من الفاسدين. ومن مهامها أيضاً حماية الأملاك العامة والخاصة، وإزالة جميع التجاوزات والتغييرات والاوضاع الشاذة المخلة بالسلم المجتمعي والمنافية لتاريخ العراق المجيد وتراثه العربي والإسلامي العريق والتي فرضتها ادارة الاحتلال الاجنبي وحكومة عملائها الطائفية الفاسدة في قطاعات التعليم والثقافة والإعلام والأوقاف. 

كما أن في طليعة مهامها وضعُ مشروع دستور وطني جديد يلبي آمال الشعب على وفق القواعد والمبادئ الدستورية الوطنية التي قامت عليها دساتير الدولة العراقية قبل الاحتلال، وطرحه على الاستفتاء الشعبي العام لإقراره، وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية بموجبه وفق قانون انتخابات وطني جديد وبإشراف هيئة انتخابات رسمية يديرها القضاء وبرقابة دولية، وذلك لإتاحة الحرية الكاملة لكل العراقيين المؤهلين قانونياً للترشح والانتخاب لاختيار مجلس نيابي وحكومة وطنية تمثلان الشعب وتعملان لخدمته وللنهوض بالبلاد. 

ومن بين المهام الأساسية للحكومة الوطنية الانتقالية المقبلة إعدادُ قانون للأحزاب وآخرَ لحرية الصحافة، وصيانةُ حق التعبير عن الرأي وحماية حقوق الإنسان، وإلغاء جميع القوانين والإجراءات الفاشية المنتهكة لحقوق الإنسان والمنافية لقيم الحق والعدل وللمبادئ الإنسانية والديمقراطية مثل نظام المحاصصة العرقية والدينية والطائفية، وقوانين وإجراءات التمييز وعدم المساواة والاقصاء الديني والعرقي والطائفي والسياسي، والبدء بمعالجة آثارها الكارثية على المجتمع العراقي وتعويض المتضررين منها. 

ومن واجبات الحكومة الوطنية الانتقالية العملُ الفوري على إعادة النازحين والمهجّرين إلى مناطق سكناهم الأصلية وتعويضُهم عما أصابهم من أضرار، وإطلاق سراح كل العراقيين الأبرياء الذين اعتقلوا وسجنوا لأسباب سياسية تتصل بمقاومتهم للاحتلال أو انتمائهم للعهد الوطني، أو بسبب معارضتهم لهيمنة إيران، أو الذين أودعوا في السجون لأسباب طائفية بموجب قانون الإرهاب أو لغايات كيدية حسب تقارير المخبر السري. 

ومن مهام الحكومة الانتقالية وقف العمل بنظام المحاصصة في التعيين في جميع مجالات العمل الحكومي، واعتماد المساواة الكاملة بين المواطنين ومعايير الكفاءة والإخلاص للوطن، وإلغاءُ عمليات التغيير السكاني التي أحدثها النظام العميل في عدة مناطق، وتقديم المساعدات التموينية العاجلة لإسعاف ملايين المواطنين الذين أفقرهم النظام الفاسد، والبدء بمعالجة قضية البطالة بصورة شاملة وتوفير فرص عمل للعاطلين الذين ضاعفت أعدادهم إجراءات المحتلين والعملاء بتدمير قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات وهدر أموال الدولة.

وتتعهد الحكومة الوطنية الانتقالية بإعداد قوانين للأحزاب وضمان حرية الصحافة، وصيانة حقوق التعبير عن الرأي وحماية حقوق الإنسان، وإلغاء جميع القوانين والإجراءات الفاشية المنتهكة لها والمنافية لقيم الحق والعدل والمبادئ الإنسانية والديمقراطية ، وإحالة كل الذين أجرموا بحق ثوار تشرين، سواء الذين أطلقوا النار أو القنابل الغازية المهلكة، أو الذين خطفوا واغتالوا الناشطين المدنيين، وإحالتهم مع آمريهم ومسؤوليهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، هم وكل الذين اقترفوا جرائم بحق العراقيين من قتل وخطف واعتقال وحبس تعسفي وابتزاز وجرائم نهب وسرقة وتجاوز على الأملاك الخاصة والعامة منذ عام 2003.

وستتولى الحكومة الانتقالية استعادة علاقات العراق الوثيقة مع جميع الدول العربية، والحفاظ على مكانته وعلاقاته المتوازنة مع الأسرة الدولية والقائمة على احترام السيادة والمصالح المشتركة وتعزيز السلام والأمن الدوليين، كما ستسعى لاستعادة دور العراق القوي والمحوري في تحقيق وترسيخ السلام والأمن والاستقرار والتنمية، وفي مكافحة الإرهاب والتطرف في العالم.


هذه هي رؤية حزبكم أيها العراقيون الأماجد، لمرتكزات المرحلة الانتقالية التي من خلالها يستطيع شعبنا تجاوز المحن والكوارث التي خلفها الاحتلال والسلطات العميلة الغاشمة، ويعبر نحو أفق الاستقرار والدولة المدنية الحديثة التي يتساوى فيها المواطنون عند خط شروع واحد، ويكون الأفضل بينهم هو الأقدر والأكثر استعداداً لخدمة وطنه وشعبه.

إن هذه المرتكزات هي التعبير الأسمى عن وفائنا لدماء شهدائنا الأبطال وعذابات جرحانا وأسرانا الأحرار ومعاناة أبناء العراق طيلة عقدين، وهي الرد العملي على كل ما خططه الغزاة ونفذه عملاؤهم من تخريب وقتل وتدمير وفساد وتجهيل. كما إن تفاعل شعبنا العزيز مع هذه المبادئ الاستراتيجية واعتمادها هو السبيل الأمثل لتحقيق حلم ملايين العراقيين المتمثل بعودة العراق حراً عزيزاً سيداً مستقلاً ينعم شعبه بثرواته في أجواء من السلام والرخاء والأمان ويبني فيه أبناؤه سبل المستقبل الزاهر بإذن الله تعالى.


تحية لجميع ثوار تموز البواسل الذين صنعوا فجر ثورة السابع عشر من تموز، ولقادتهم الميامين فرسان الثورة: الرئيس الأب القائد أحمد حسن البكر والرئيس شهيد الحج الأكبر صدام حسين والرفيق صالح مهدي عماش. وتحية لرفيق دربهم قائد الجهاد والتحرير عزة إبراهيم رحمهم الله جميعاً.  

الرحمةُ والخلودُ لشهداء البعث وثورة السابع عشر من تموز والعهدِ الوطني وسائرِ شهداء العراق، وعِلـِيّين لشهداء الصمود العراقي المُعجز وأبطال المقاومة الوطنية المسلحة والانتفاضات والاعتصامات الشعبية وثوار تشرين البواسل في مواجهة الاحتلال ونظامه العميل لإيران.

عاش العراق وشعبه الصامد الأبي

عاشت امتنا العربية المجيدة


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرفيق

أبو جعفر

أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

16 / تموز / 2022