الأحد، 29 ديسمبر 2019

نتائج الصراع (ساحات التحريرً) / بقلم د- فالح حسن شمخي



نتائج الصراع
)ساحات التحريرً(

د- فالح حسن شمخي
عندما نتحدث عن الصراع اي صراع يقفز الى اذهاننا صورة سلبية ، وعندما اريد التحدث عن الصراع هنا لايعني  التحدث عن ماهية او نوعية الصراع ان كان صراع إيجابي او سلبي ، صراع باطل او حق ، صراع مبرر او غير مبرر، ولا اريد الخوض في أسباب ومبررات الصراع اي صراع ، سأركزعلىً جانب واحد من جوانب الصراع وهذا الجانب ،  نتائج الصراع اي صراع ان كان صراع الحضارات او صراع الدول او صراع أفراد العائلة او الحزب او صراع الانسان مع نفسه ،
فصراع الحضارات الذي عرف على انه  :( مُصطلح يشير إلى الاختلافات السياسية والاقتصادية والمُندلعة بين الدول القومية خلال الفترة التالية للحرب الباردة، وتشمل كلّاً من الحضارات الإسلامية والصينية واليابانية والهندية والغربية والأفريقية وأمريكا اللاتينية، وتُعزى الأسباب بالدرجة الأولى لهذه الخلافات إلى الاختلاف الثقافي فيما بينها. يُمكننا تعريف صراع الحضارات بأنّه عبارة عن إطار تَحاوري بين عددٍ من الثقافات المختلفة فيما بينها، نظراً لسعي كلٍّ منها إلى فرض ذاتها وثقافتها على الأخرى، وبالتالي يُهيمن الصراع الرهيب والطغيان الإنساني على هذه الحضارات). ان من اهم نتائجه كما اعتقد  هو التقدم والتطور والرقي والشعور بالوجود الذي تصل اليه الشعوب والامم حتى وان كانت الوسيلة هي الحروب والويلات والبشاعة والقسوة ، فالصراع الحضاري هو قدر الشعوب والامم.

اما صراع الانسان مع نفسه (ذاته ) والذي عبر عنه الاسلام  الحنيف  بقوله تعالى :(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ، وحديث المصطفى (ص) حينما قال : ( رجعنا من الجهاد الأصغر ، إلى الجهاد الأكبر ) ، والجهاد الأكبر هنا الصراع مع النفس  ، وما تحدث  عنه  الفلاسفة ومنهم ديكارت حينما قال (انا أفكر إذن انا موجود ) ، وجون بول سارتر  عندما قال : (مادمت أتألم فأنا موجود ) ، وهنا يعني الالم الوجودي الذي ينتج عن العقبات التي تواجه الانسان وهو يسعى لتحقيق أهدافه وتطلعاته .
نتائج الصراع مع النفس والذي حدثنا عنه القران الكريم ورسولنا صلوات الله عليه  هو الوصول الى السمو والكمال  العفة والنزاهة والشعور بالوجود الآدمي  ، اما ماتحدث عنه  الفلاسفة فنتائجه الشعور بالوجود الحقيقي عبر امتلاك ناصية الحقيقة التي لاشك فيها.
اما الصراع داخل الأحزاب والحركات الثورية وليس (الدكاكين الحزبية التي هدفها الربح المادي الناتج عن السرقة )،  فهو صراع  ينتج عنه إثبات الوجود والتجدد والديمومة اولا وإغناء النظرية ثانيا وتطوير البناء الهيكلي والدستور والنظام الداخلي وبغض النظر عن طبيعته ووسائله وتضحياته  .
اما صراع الشعب العراقي والعربي من خلال الشباب والذين هم راس الرمح وهوً بيت القصيد فهو صراع بين القديم والجديد بين التخلف والتقدم  ومن اهم نتائجه هو دحر الباطل وإحقاق الحق كسر قيود العبودية والتحرر من التبعية بكل اشكالها وبناء الدولة المدنية الدول التي يسود فيها القانون والعدالة الاجتماعية.
كل صراع مهما كانت نوعيته وشكله يتطلب تضحية وألم وحزن ودماء ، وهي حتمية وتمثل سنة الحياة وكما قال أمير الشعراء احمد  شوقي :(وللحرية الحبكلّ يد مضرجة يدق ).
وكما يقول العرب :(الحق بالسيف والعاجز يريد شهود).
وهذا لايعني ان الثورة السلمية لاتحقق النتائج الذي يحققها السيف.

غاطس العلاقات الأمريكية الإيرانية / بقلم نزار السامرائي / الجزء الثاني



غاطس العلاقات الأمريكية الإيرانية

نزار السامرائي

الجزء الثاني
ما هي أسباب التردد الأمريكي في تعاملها مع إيران؟

هل هو ناجم عن ضعف أمريكي عسكري؟ بالطبع هذه خرافة لا يصدقها حتى الإيرانيون أنفسهم.
هل هي خشية من نتائج المواجهة سواء من قوة إيران الذاتية أو من أدواتها الإقليمية أو المنتشرة في مناطق واسعة من العالم؟ ولماذا وقفت الولايات المتحدة وإسرائيل عاجزتين عن ردع نوايا إيران النووية؟ ولماذا تخاذل الاتحاد الأوربي عن اتخاذ خطوة واحدة تجاه هذا البرنامج الذي يشكل خطرا داهما على العالم وعلى المنطقة برمتها؟ وهل يرتبط الأمر بقوة غامضة تمتلكها إيران تستطيع بها إخافة العالم؟ أم أن الأمر يرتبط بحلف روسي صيني داعم بلا حدود لإيران ترافق مع مصالح فرنسية وألمانية اقتصادية في إيران تسعى لعدم إضاعتها؟ بحيث باتت الزعامة الإيرانية على قناعة من أن المصدات التي أُقيمت حول جدرانها الخارجية حتى من دون طلب منها باتت أقوى سياج يوفر لها الحماية اللازمة من أي تهديد خارجي خاصة مع رئيس أمريكي يقول ما لا يفعل ومهووس بتبديل مستشاريه ومساعديه ويمارس دبلوماسية التويتر بنجاح لم يحقق مثله أي رئيس آخر، حتى أن وزير خارجيته مايك بومبيو أجاب عن سؤال صحفي عن موعد مغادرته لموقعه كوزير للخارجية، قال إنه ينتظر تغريدة للرئيس تحسم هذا الأمر، وهذه السخرية اللاذعة تعكس مدى التدهور الذي وصلته مؤسسات الدولة الأمريكية العميقة التي تميزت في حقب الرؤساء الكبار باستقرار في المناصب العليا في البلاد.

يرى باحثون يعرفون أكثر مما تسمح الولايات المتحدة بتسربه، أن استراتيجية القوى الدولية رسمت لمنطقة الشرق الأوسط معادلة سياسية لا تريد أن تفلت خيوطها من بين يدها، تتلخص ببروز ثلاث قوى فاعلة فيها هي على التوالي في قدراتها العسكرية:-
1إسرائيل
2تركيا
3إيران
وإبقاء الوطن العربي مقّسمّا مهّمشا يعيش صراعات بينيّة على الحدود والثروات بين دوله، أو أزمات داخلية كقضايا الحريات العامة وحقوق الأقليات والتوزيع العادل للثروات، بحيث تجد دولُه نفسَها مضطرةً للإنفاق العسكري دفاعا عن نفسها وعادة لا تستطيع أن تفعل ذلك، مما يضطرها لطلب الحماية الدولية، التي تستطيع من خلال ذلك الحفاظ على تواجدها العسكري ونفوذه السياسي وحماية مصالحها الاقتصادية، ويمكن استنتاج ذلك من أن سياسة إيران بعد إسقاط الشاه بسبب ارتباطاته مع الغرب وعلاقاته مع إسرائيل، لم تتغير نحو الأحسن، بل على العكس من ذلك باشر النظام الذي أقامه خميني تحركاته الخارجية بشطر العالم الإسلامي عموديا على أسس طائفية وزرع الخلايا والتنظيمات الولائية في الوطن العربي، وبفرض العدوان على العراق الذي لم يكن له خيار إلا الدفاع عن نفسه في مواجهة التهديد الخارجي.

حسنا تلك إذن حزمة عريضة من أسئلة حائرة قد لا تجد لها إجابات شافية في عوالم التوقع أو التحليل والاستنتاج، ما لم يتم كشف ملفاتها السرية في أدراج أجهزة المخابرات ووزارات الخارجية، ولكن ذلك لا يحول دون إعطاء وجهات نظر تحليلية لما يجري وما يترتب عليها من نتائج.

من المعروف أن دونالد ترمب هو سادس رئيس أمريكي يصل إلى البيت الأبيض منذ وصول خميني إلى السلطة في إيران، بدأها جيمي كارتر الديمقراطي واعقبه دونالد ريغان الجمهوري، وخلال رئاستهما كانت أزمة احتلال السفارة الأمريكية في طهران في ذروة التأزم، وعجز جيمي كارتر الذي وُصف في حينه بأنه أضعف رئيس أمريكي حتى ذلك الوقت عن حل أزمة الرهائن وإن كان قد قدم تنازلات سياسية لافتة، منها عدم استضافة الشاه المعزول فوق الأراضي الأمريكية على الرغم من أصابته بمرض السرطان، ومنها مالية إذ تعهدّ بإطلاق مليارات الدولارات العائدة للحكومة الإيرانية التي كانت الإدارة الأمريكية قد وضعتها تحت الحجز بعد سقوط نظام الشاه، وقامت الحكومة الجزائرية بدور الوسيط المكوكي بين الطرفين ثم استضافت عاصمتُها التوقيعَ على محاضر الاتفاق بين البلدين وبضمانتها، لتحويل الأموال المحجوزة  ثم نقلها إلى إيران، ومع أن المفاوضات قد أُنجزت خلال إدارة كارتر، إلا أن التمّنع الإيراني لم يشأ منح كارتر شرف النهاية السعيدة لمحنة 52 من الدبلوماسيين العاملين في سفارة بلدهم في طهران والذين تم احتجازهم لمدة 444 يوما.

وبعد كارتر وصل الرئيس ريغان إلى البيت الأبيض والذي هدد بأن على إيران أن تطلق سراح الرهائن قبل تسلمه السلطة وإلا فإنها سترى موقفا لم تعهده قبلاً، وهذا ما حصل، ولكن ريغان الذي حمل إلى السياسة الأمريكية كل ما حفلت به أفلام هوليود ركز كل اهتمامه للدخول في سباق تسلح مع الاتحاد السوفيتي السابق وهو ما أدى إلى ارهاق الاتحاد السوفيتي وتحميله فوق طاقته، مما أدى إلى خروج الأخير من الساحة الدولية منكسرا بُعيد انتهاء رئاسة ريغان في ولاية جورج بوش الأب، والذي استثمر خلو الساحة الدولية من المكافئ القوي فعرّج على منطقة الشرق الأوسط لإخراج أقوى أعداء أمريكا في المنطقة أي العراق من المعادلة الإقليمية، فخاض بوش حربه الخاصة ضد العراق لتحقيق الهدف الذي أعلنه جيمس بيكر وزير خارجية بوش بإعادة العراق إلى عصر ما قبل الصناعة، وهكذا مرت إيران بحالة استرخاء في عهد ديمقراطي واحد وعهدين جمهوريين، بل أن دونالد ريغان الذي كان يُنظر إليه كواحد من الرؤساء الصقور في تاريخ الولايات المتحدة، أرسل مستشاره لشؤون الأمن القومي روبرت ماكفرلين إلى طهران أثناء الحرب مع العراق حاملا هديتين ثمينتين، الأولى كعكة كبيرة على هيئة خريطة العراق مع سكين، كناية عن تعهّد أمريكي بتسليم العراق كاملا لإيران لتفعل به ما تشاء، والثانية صفقة سلاح أُطلق عليها اسم كونترا، تضمنت صواريخ تاو وقطع غيار لطائرات الفانتوم وF 5، في محاولة لترجيح كفة إيران في عدوانها على العراق، أما نائبه السابق جورج بوش الأب فقد حقق أحلاما تلمودية في تدمير بابل لما تمثله من خطر على دولة إسرائيل، وتولّدت قناعة أن خروج الاتحاد السوفيتي من معادلة الصراع الدولي لا بد أن يقود إلى أن تخترع عدوا بديلا، فوجدت الولايات المتحدة في العراق عدوا يهدد مصالحها الإقليمية، تعاملت معه على هذا الأساس مع أنها تعرف جيدا عدم وجود تناسب في حجم القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية لكل منهما.

بعد رحيل بوش الأب من البيت الأبيض جاء رئيس ديمقراطي هو بيل كلينتون محملا بوعود كثيرة، لكنه سقط من حصانه في أول غزواته، عندما تسافل وسقط تحت إغراء شابة يهودية حسناء حديثة الوظيفة في البيت الأبيض، فغادر كل ما يفرضه عليه منصبه من وقار تفرضه مستلزمات وظيفته حتى بفرض أن مثل هذه المغامرات الرخيصة هي ديدنه، فواقعها في إحدى غرف البيت الأبيض، ولما كانت الفتاةُ المذكورة مكلفةً بهذه المهمة فقد كشفت تفاصيلها لممارسة المزيد من الضغط الصهيوني على كلينتون من قبل اللوبي اليهودي في أمريكا لتحقيق مكاسب أكبر لإسرائيل، وأحيل كلينتون إلى لجنة تحقيق، ومن أجل الإفلات منها، لم يجد إلا في العراق خلاصا لكرسيه من السقوط، فأمر بتنفيذ ضربة صاروخية أتت على ما قام العراق بتصليحه وصيانته مما دمره سلفه بوش الأب.

لكن اللعبة التوراتية الإنجيلية التي اعتمدها أكثر من رئيس أمريكي في تعاطيه مع السياسة الدولية لم تنته عند هذا الحد، فقد وصل إلى البيت الأبيض أكثر الرؤساء الأمريكان سفاهة وحمقاً، وهو جورج بوش الابن الذي استغل وقوع تفجير برجي التجارة الدولية في نيويورك في 11 أيلول/سبتمبر 2001، فنفذ حربه الخاصة بغزو أفغانستان بحجة القضاء على القاعدة، ثم واستنادا إلى أمر رباني فقد قرر غزو العراق عام 2003، بدعوى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ودعمه للإرهاب الدولي، تلك الاتهامات التي تأكد زيفها على الرغم من كل الجهود التي بذلتها أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية للإمساك بأي خيط يدعم تلك الاتهامات، ثم تم تدمير منظومة الدولة العراقية وعقد المحتلون اتفاقيات سرية مع إيران تسلمت بموجبه دولة الفقيه العراق كاملا واستكملت ما لم تنفذه أمريكا من دمار.

وهكذا نلاحظ أن في كل مرحلة من مراحل المواجهة ترفع الولايات المتحدة شعارات عالية النبرة ضد إيران ولكنها في التنفيذ توجه طائراتها وبوارجها وصواريخها وفرقها العسكرية نحو العراق والعراق فقط.

يتبع الجزء الثالث

غاطس العلاقات الأمريكية الإيرانية / بقلم نزار السامرائي / الجزء الأول



غاطس العلاقات الأمريكية الإيرانية

نزار السامرائي

الجزء الأول
على الرغم من ارتفاع صوت الشعارات المعادية للولايات المتحدة من قبل إيران وأطراف موالية لها في الوطن العربي وتدين بالولاء لنظرية الولي الفقيه، فإن مياه الود والصفاء تنساب بين الطرفين من دون عائق تماما مثل انسياب المياه الجوفية في مسالكها، ولا تشبه علاقاتهما اي علاقات بين طرفين يظهران الخصومة ويبطنان مصالح عميقة لا تهددها الأزمات التي تطرأ بين آونة وأخرى، كما حصل في العلاقات الإيرانية الأمريكية، في مسالك غير مرئية أبقت على أعلى قدر من التفاهم والوئام.

لا توجد قضية انقسم عليها المراقبون والمحللون السياسيون كما انقسموا على موضوع التحالف السري أو لنقل التفاهم السري الذي يصل حد صداقة تمنع أي تصادم محتمل، أو بين التصادم المفترض الذي يسوّق له كثير من المأخوذين بالدعاية الإيرانية التي تصورها وكأنها لوحدها التي تحمل لواء مواجهة الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية والدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين، مستغلّة هذه القضية التي هي محل إجماع عربي، من أجل تسويق ما تسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية كقوة جهاد وممانعة بوجه مخططات طمس الحق العربي في فلسطين الذي تخلى عنه العرب وسلمّوا راية الممانعة إلى إيران بملءِ إرادتهم لولاية الفقيه، على الرغم من أن إيران لم تخض حربا مباشرة واحدة باستثناء محاولتها تصدير ثورتها إلى العراق عندما تصدى لها العراقيون في معركة القادسية الثانية.

وإجمالا يمكن القول إن ما بين الولايات المتحدة خاصة والغرب عامة مصالح استراتيجية عميقة وعلاقات راسخة تتجاوز المرحلي، قد يصعب فهم كل أبعادها إذا ما نُظِرَ إليها من زاوية شعارات الكراهية المعلنة من قبل المسؤولين، أو في التهديدات العالية الوتيرة التي تتردد بلا توقف بين إيران والولايات المتحدة وتنسحب تلقائيا على إسرائيل.

فما هي حقيقة ما يحصل على المسرح من أدوار أو من وراء الكواليس من مشاعر وصفقات؟ ولماذا تتبدل أدوار الممثلين بل وأداء كل واحد منهم على وفق ما ترسم المصالح الثابتة والتصريحات المتغيرة؟.

هذا ما سنحاول أن نعرضه في هذه المقالة أو نعطي إجابات لها مهما تعمق غاطسها تبقى قاصرة عن الإحاطة بأبعادها وخفاياها التي تحرص الدولة الأمريكية العميقة على الحفاظ على الإمساك بكل خيوطها السائبة خشية من إفلات إيران الدولة بصرف النظر عن طبيعة نظام الحكم فيها عن الفلك الأمريكي. 

غير أن سؤالا ملحّاً لا بد أن يرد على خاطر المراقب المحايد عن دوافع الولايات المتحدة التي ترى كل هذا السلوك الاستفزازي الإيراني لمكانتها الدولية بما في ذلك تعريض مصالح ومؤسسات أمريكية لاستهدافات متكررة ومؤثرة من قبل الحرس الثوري الإيراني أو من قبل منظمات إرهابية تم تأسيسها من جانب إيران، ثم تقف موقفا مترددا مكتفية بالبيانات الصحفية النارية الصادرة عن البيت الأبيض أو وزارة الخارجية أو تعقيبات مضحكة من جانب الرئيس ترمي على صفحته في تويتر؟

ارتفع سقف التحدي الإيراني للولايات المتحدة في ولاية الرئيس دونالد ترمب إلى حد اسقاط طائرة أمريكية مسيرة متطورة فوق الخليج العربي في 20 حزيران 2019 ومرّ الحادث كغيمة غير ماطرة مع رسالة امتنان وتقدير من ترمب للزعامة الإيرانية لأنها لم تذهب إلى حد اسقاط طائرة نقل عسكرية كانت تحمل على متنها عددا من العسكريين الأمريكان كان تحلق على مقربة من الطائرة المسقطّة، ثم إن ترمب أظهر إنسانية أمريكية لافتة عندما كشف النقاب عن أن سبب عدم رده على العدوان الإيراني عسكريا، أنه كان يخشى من سقوط ما يقرب من 200 مدني إيراني في العملية التي كانت مقررة وتم إلغاؤها في الدقيقة الأخيرة، واستعاض عنها بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران وبسيل جديد من التهديدات على تويتر، وهنا لا بد من طرح سؤال منطقي عن الأسباب التي تدفع بترمب أن يرسل لإيران برسائل ودية بعد كل عمل قبيح تُقدم عليه إيران، من قبيل إن الولايات المتحدة تريد لإيران أن تكون بلدا متطورا مزدهرا، فهل يعي ترمب نتائج مثل هذه الرسائل على الزعامة الإيرانية الحمقاء وكيف توظفها ضد الشعب الإيراني من أن الاستكبار العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة يقف عاجزا عن مواجهة إيران وما تمتلكه من قوى خفية قادرة على إلحاق الهزيمة بأعدائها.

 سلوك إيران هذا وتردد أمريكا في الرد على مغامراتها الطائشة بل وتحرشاتها المتكررة بمصالحها في منطقة الخليج العربي، شجعها على أن تنظر باستخفاف للمواقف التي أعلنها ترمب عند حديثه عن الدور الإيراني، وتأكد للزعامة الإيرانية أن ترمب أكثر انسجاما مع رؤيتها وتبنيّا لوجهات نظرها بشأن قضايا أمن الخليج العربي من أي طرف أمريكي آخر، وعندما شعرت باطمئنان إلى أن ما تقوم به من أعمال إرهابية لن يلقى الرد الدولي أو الأمريكي حصرا، حولت مغامراتها الطائشة إلى مغامرات محسوبة فأردفت عملية اسقاط الطائرة الأمريكية المسيّرة بعملية استهداف خطيرة لمنشآت شركة نفط أرامكو في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية أكبر حليف سياسي واقتصادي للولايات المتحدة في المنطقة، وهذا الحادث الذي توقّع كثير من المراقبين العسكريين والسياسيين أن يكون الرد الأمريكي بمستوى الإهانة التي لحقت بمكانة الولايات المتحدة أو بما رفعه ترمب من شعارات نارية بشأن التصدي لسياسات إيران العدوانية التوسعية، لا سيما وأنه قال بأنّ أي سلوك إيراني يعرض المصالح والمنشآت الأمريكية أو أمن أصدقاء الولايات المتحدة أو تهديد إمدادات النفط والتجارة البحرية للخطر فإن بلاده سترد ردا عسكريا حازما وغير مسبوق على إيران، ولكن هذه الأحداث مرّت مرورا عابرا وكأن شيئا لم يحصل وبلعت واشنطن الإهانة ومسحتها بذيلها واتضح أن الرد الأمريكي سوف لن يتجاوز تغريدة على حسابه في تويتر واستعاضت واشنطن عن الرد العسكري بتشديد العقوبات الاقتصادية المطاطية.
يتبع الجزء الثاني

الأحد، 22 ديسمبر 2019

ثورة تشرين في العراق بين الرومانسية الثورية والبرغماتية السياسية بقلم د ـ فالح حسن شمخي



ثورة تشرين في العراق
بين الرومانسية الثورية والبرغماتية السياسية

د ـ فالح حسن شمخي

قبل ايام حضرت محاضرة اقامها المركز العربي التركي في اسطنبول نخبة من  المحاضرين الاكفاء والحكماء والمقتدرين على تناول ثورة تشرين الشبابية في العراق ومايحيطها وبحضور جمهور من الكتاب والمثقفين ، تم تغطية هدا النشاط اعلامسا من خلال البعض الفضائيات العراقية والتركية.

الذي اثار انتباهي في ذلك اليوم هو الحديث الذي كان يميل الى انتقاء الالفاظ وهو يشبه حديث من تقدمهم الفضائيات العربية لنا على انهم من الباحثين والمتخصصين بالشان السياسي وهم للاسف لايسمون الاشياء بمسمياتها فكثيرا مانسمعهم يرددون كلمة {الارجنتين} ، عندما يتعلق الامر بجارة السوء  ايران ، ويشيرون الى طرف ثالث لايعرفونه عندما يحدثون عن القتلة الماجورين والذيول الذين اغتالوا بخسة شباب ثورة تشرين الشبابية.

وبعد يوم او يومين من الندوة المذكورة اعلاه خرجت علينا احد الفضائيات التي كنا نعتقد انها لاتضع حدود وخطوط حمراء ، وهي تنقل لنا مقتطفات من حديث المتحدثين تجنبت نقل المداخلات ، واستنادا لذلك توصلت شخصيا الى ان هناك البعض من المتحدثين والفضائيات  من يتحرك بحدود {البرغماتية السياسية} ، وهذا الامر هو بعيد كل البعد ولايعبر عن شباب الثورة في ساحات التحرير الذين يعيشون ويتحركون ضمن مايسمى {الرومانسية الثورية} ، وعلى حد علمي بان الاحزاب والحركات الثورية والايدلوجية التي انبثقت من رحم الامم والشعوب الحية ، تم بناء نظرياتها استنادا الى الرومانسية الثورية ، واعترف باني رومانسي ثوري وسابقى كذلك.
 البراغماتية كما هو معروف ومؤرخ له هي {مدرسة سياسية شأنها شأن المدراس السياسية الأخرى التي حكمت العلاقات السياسية الدولية كالمدرسة المثالية الواقعية والليبرالية..الخ. وهي من المدارس التي تؤمن باختلاف الآراء وعدم الثبات في السياسة والدين والاقتصاد والعلوم الطبيعية، وأن الصدق والكذب والحق والباطل والصواب والخطأ، كلها مفاهيم نسبية وليست مطلقة، و هناك ما يميز هذه المدرسة أو الفلسفة بأنها فلسفة مستقبلية لا تنظر الى التاريخ والماضي بل إلى الحاضر والمستقبل}.

وهنا يكمن الخلاف  بيني كانسان حالم ثوري وبين البرغماتية  والتعامل معها برؤية نقدية يقودني للقول ، ان عدم الثبات والنسبية ، يعني الميكافيلية التي تجيز التحرك بكل الوسائل لتحقيق الهدف حتى وان كانت هذه الوسائل  لا اخلاقية ، وان الحاضر والمستقبل لاي شعب او امة حية لابد له من التعامل مع التاريخ بطريقة المحاكاة او الانبعاث وان اميل الى التعامل مع التاريخ على اساس احياء ماهو اصيل ومفيد وقطع الصلة بيننا وبين التاريخ يعني فقدان سائق المركبة للمرآة الامامية لمركبته.

البرغماتية اسم مشتق من اللفظ اليوناني :- براغما :- ومعناه العمل ، وهي مذهب فلسفي – سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة ؛ فالسياسي البراغماتي يدعّي دائماً بأنه يتصرف ويعمل من خلال النظر إلى النتائج العملية المثمرة التي قد يؤدي إليها قراره ، وهو لا يتخذ قراره بوحي من فكرة مسبقة أو أيديولوجية سياسية محددة ، وإنما من خلال النتيجة المتوقعة لعمل .

اما الرومانسية الثورية التي اؤمن بها واعتقد هي النظرية والفكرة والحلم الذين نسير على هديه في التعامل مع الواقع بهدف تغيره فليس لها تعريف محدد لكنها تفهم على انها ذلك الحلم الكبير الذي يعيشه الثوار بدولة العدالة وفق رؤيتهم لتلك الدولة ولا يوفرون جهدا ولا وسيلة لتحقيقه، الحلم لا يساوم ولا يهادن ولا يعرف الحلول الوسطى، إنه النصر أو الشهادة.

والرومانسي الثوري لايؤمن بالاغتيالات السياسية التي تمارسها الحكومات العميلة والمليشيات المرتبطة بها واجهزتها الامنية.
والرومانسي الثوري ، يفرق بين العنف والعنفوان ، فهو يستخدم العنف بشكل جميل وشهامة للدفاع عن النفس وليس بشكل وحشي للانتقام من خصومه.
والرومانسي الثوري ثائر  لا يموت لانه باع روحه لفكرة الثورة وقايضها بمفهوم لا متناهي من الحرية المطلقة ، اما الحكومات العميلة والمليشيات المرتبطة بها واجهزتها الامنية ، وان كانوا يعيشون طويلا فانهم ميتون.

ان الخطر الذي لابد للثوار الحالمين في ساحات التحريرفي العراق الانتباه اليه هو معرفة وفرز المندسين الذين  يعزفون على الوتر الرومانسي لدى الثوار من خلال ايهامهم بأن حرية التعبير والتظاهر وإبداء الرأي مكفولة مما يشجع الكثيرين على ممارسة هذه الحرية التي تتخذ في بعض الاحيان طابعا ثوريا وان كان سلميا، فيحتلون منصات الخطابة والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن الذيول وسراق المال العام ، فيجري رصدهم وخطفهم واغتيالهم  بكاتم الصوت والمفخخات ومن ثم المشي في جنائزهم مع وعد بفتح تحقيق بأسرع وقت للقبض على القتلة .

وان هناك خطر اخر على الثورة والثوار الرومانسيون وهو الركون الى الراحة والاطمئنان والاعتماد على نظام الحكم الذي انتجته الثورة الشعبية ، فالواقع يختلف عن الخيال ، ان مهمة استمرار الرومانسية الثورية ونقل احلام الثوار الى مايسمى {الواقعية الحياتية} يقع على عاتق الثوار انفسهم ونظام الحكم الذي رشح عن الثورة ، ويعتمد ذلك على المصارحة والمكاشفة الدائمة وتقبل الراي والراي الاخر والقيادة الجماعية.


الخميس، 12 ديسمبر 2019

ماذا تعني كلمة البعث لدى حكام العراق بقلم أ.د . أبو لهيب


ماذا تعني كلمة البعث لدى حكام العراق
أ.د . أبو لهيب

قبل احتلال العراق عام ٢٠٠٣ م ، على يد امريكا واعوانها و خدامها ، كان كُلُ شيئ متوفر لِأَبناء أَلشعب ، مثل ، الخدمات العامة مِنْ الكهرباء والماء والمجاري والبطاقة التموينية وراتب مستمر جيد بحيث يكفي حياة المواطن ، كما أن ألأمن والامان متوفر الى أقصى حد للمواطن ، وكانت المواقع القيادية الادارية ( الوزراء ، وكلاء الوزراء ، مدراء العاميين ، رؤساء المؤسسات الصناعية والزراعية ، ورئيس المجلس الوطني .... ألخ ، يتم اختيارهم حسب الكفاءَ العلمية والخبرة الادارية ، كما أن الجامعات العراقية كانت تعتبر مِنْ خيرة الجامعات فى العالم ، والشهادات الممنوحة للطلاب ، تعادل شهادات الدول الاجنبة المتطورة ، وإنَّ ألاطباء العراقيين كانوا ذات خبرة كبيرة بحيث يستعيرونهم للدول المتقدمة والغربية .                                                                                  
رغم الحرب التي دامت ثمانية سنوات بمؤامرة دولية ومساعدة الخونة والعملاء ، لكن لم تؤثر نهائياً على الحياة الداخلية للشعب ، كل شيئ متوفر للمواطن ، والاسواق عامرةً دائماً والامن والامان متوفرة للمواطن . سرقة الاموال العامة مِنْ قبل المسؤولين معدومة نهائياً ، لان مسؤولين الدولة يعتبرون أنفسهم خدام الشعب ، ويعقدون الليل مع النهار لِأجل سعادة الشعب وأخذوا هذه الصفة مِنْ قائدهم الملهم الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) وَاي مواطن لديه شكوى كان باستطاعته مقابلة رئيس الجمهورية دون التميز العنصري أو مذهبي أو طائفي ، ويشكوا مالديه مِنْ المشكلة ، وَلَنْ يخرج عند القائد إِلا حاجته مقضية . كان مبدأ العقاب والثواب معمولة وهذا لتشجيع المبدعين فى جميع مجالات الحياة .                                                                                              
ولكن بعد احتلال العراق بمساعدة الخونة والمارقين وذيول الفرس المجوس ، مِنْ الذين جأوا لحكم العراق ، أعطوا وعود كثيرة لابناء الشعب العراقي ، ولكن لم ينفذوا شيئاً مِنْهُا خلال ١٦ سنة الماضية ، كرسوا كل  جهدهم بسلب ونهب خيرات البلاد وقوت الموطنيين الابرياء ، وهذا  هدفهم الاساسي  ولم  يفكروا بأبناء شعبهم نهائياً ، فقط يهتمون بانفسهم ولديهم قول مأثور :مَنْ هو إِبن ألْغَدْ . بما انهم لم يضمنوا عملهم لانهم لم يأتوا حسب الكفاء بل على اساس المحاصصة الحزبية وتوزيع المواقع ، لذلك دائماً المسؤل يفكر بجمع المال بطرق غير مشروعه ولا يفكر نهائياً بابناء شعبه ، وهو بالاساس لا يعتبر نفسه عراقي ، لانه ذيل للدول اخرى وعميل ، وَلَم يتبوأ مسؤول موقعا خلال ١٦ سنة الماضية ان لَمْ يسرق من المال المال مستغلا موقعه ، بحيث وصل الحال الى بيع وشراء المواقع القيادية مثل منصب الوزير ، وكيل وزير ، مدير عام ، رؤساء المؤسسات ..... إلخ .     
                  
وصلت الحالة بالشعب الى عدم تحمل هذه الاحزاب الحاكمة ومسؤوليها الخونة وألسراق والعملاء ، لذلك فكر شباب العراق بجميع أطيافه ، بأن يخرجون بانتفاضة ويطالبون بحقوقهم مِنْ هؤلاء السراق والخونة فى ١/١٠/٢٠١٩ ، ، ومِنْ ثم أَصبحت إنتفاضتهم ثورة شبابية عارمة بحيث تكتسح كل شئ يقف أمامها ، رغم سلمية ثورتهم المباركة لَنْ يرضخوا لِأعداء الشعب ، رغم أن أعداء الشعب وعملائهم و ميليشياتهم المجوسية مدججين بكل بأنواع الاسلحة ، وقدمت الثورة ما لايقل عَنْ ٦٠٠ شهيد و ٢٥٠٠٠ ألف جريح وعدد كبير مِن المختطفين والمعتقلين ، ولكن كل ذلك لَنْ يؤثر على عزيمة الشباب الثائر ، ويرددون شعاراتهم ، بأَنْ تخرج ايران وعملائهم واذنابهم و ميليشياتهم مِنْ العراق ، هم يريدون توفير الخدمات مِنْ الكهرباء والماء والمجاري وتنظيف المدن مِنْ الفضلات وبناء المعامل والمصانع وتوفير فرص العمل للشباب كل حسب اختصاصهم ، وتشغيل المعامل والمصانع المغلقة والمتوقفة قسرياً ، و محاسبة المقصرين والفاسدين واللصوص والعملاء من هؤلاء الحكام الحاليين  وذيولهم مِنْ خُدام المجوسية .    
                
نتيجة هذه المطالب المشروعة للشباب فى ثورتهم العملاقة ، عمل العملاء والماجورين باتهام الشباب على انهم بعثيون او احفاد البعثيون  ، من اجل ان تشكل هذه التهمة خطورة عليهم . ولكن أنا أعتبر هذا الاعتراف الصريح مِنْ قبل حكام العراق الحالي وعملاء ايران بِأنه وسام على صدور البعثيين والشباب الثوار ، وهذا يعني أن البعثيين فى حينها كانوا خدام للشعب ويسهرون على ابناء الشعب فى اصعب أيام ، فى الحر والبرد حتى لا يغتنم السراق والعملاء الفرصة ويؤذون أبناء شعبهم.

 وكان ابناء الشعب من كل الطوائف والقوميات والاديان دون التميز ينخرطوا فى صفوف الجيش الشعبي ليصبحوا الظهير القوي للجيش النظامي متطوعين ، دون اي راتب اضافي  مِنْ الدولة ، اعتمادهم  على رواتبهم التي يستلمونها عن  وظائفهم الاصلية ، هذا هو البعث بِأختصار .

 لذلك أَلْآن أصبحت كلمة البعث شيئاً مرعباً بالنسبة لحكام العراق ، وهم يتحدثون على كل وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي  ، كل مِنْ يطلب الاصلاحات وتوفير الخدمات مِنْ الكهرباء والماء والبنى التحتية  وباقي الخدمات الاخرى وتوفير المحروقات و بنزين للسيارات والغاز السائل والبطاقة التموينية وتوفير العمل و تشغيل الشباب وبناء الوحدات السكنية لهم وتنظيم الرواتب وتطبيق العدالة الاجتماعية ، هم مِنْ البعثين .                                                       
ولكن أعداء العراق وذيول الفرس مِنْ ازلام السلطة  يلفضون كلمة البعث  بدون وعي  ، لانهم لايدركون إِنَّ ابناء الشعب والثوار يفرحون بذلك لانهم يعتبرونها وسام شرف على صدورهم ويتباهون بها ، ويعتبرونها  لقب مِنْ اشرف الالقاب وهية شرف الوطنية ، وبذلك يمنحهم الفرصة الى ان يصبحون خداماً لشعبهم ، هذا هو الهدف الاساسي لثورة الشباب .                                                                                                      
إِنَّ حكام العراق الخونة مِنْ ذيول الفرس المجوس حمقاء الى درجة بحيث لا يعرفون ماذا يقولون . و ماهية تاثير كلماتهم على الجماهير الثائرة ، يعتقدون بِأَنَّ هذا طعن للثورة .   

وهذا يذكرني بشئ تاريخي عظيم ، عندما أرسل سعد بن ابي وقاص وفداً مِنْ خيرة الصحابة والقادة العسكرين من جيش المسلمين  للتفاوض مع يزدجر كسرى ، عند وصولهم الى ديوان كسرى سلم لرئيس الديوان الرسالة ، عندما قرأ كسرى الرسالة ضحك كثيراً وقال هل مِنْ المعقول ياتي عرب مِنْ البادية ويعلمني كيف احكم بلدي واعيش ، لذلك أمر بحاشيته بان ياتون بكيس مِنْ الرمل ويعطون للوفد المفاوض ، كَرَدٍ لجواب رسالتهم ، وهو فى داخله يعتبر هذا اهانة لهم ، ولدينهم وقادتهم ، ولكن دهاء الوفد اكبر بكثير مِنْ غباء وتفكير الفرس المجوس ، اخذوا كيس التراب وخرجوا بالسرعة ، فبعد قليل جاء رستم قائد قوات الفرس الى مجلس كسرى ، فقال يزدجر كسرى له فات عليك موقف مضحك وجميل ، عندما أهنت الوفد الاسلامي ، فقال رستم ماذا عملت وكيف أهنتهم ؟ فقال كسرى : أمرت بأن يحملوهم كيس مِنْ التراب ، وهم أغبياء أخذوا كيس التراب وخرجوا بالسرعة .

 فقال رستم : هذا أسوأ شئ عملته فى حياتك ، لانك اعطيت تراب وطنك لهم ، وهذا يعني انت راضي بتسليم امبراطوريتك لهم بدون المقاومة ، أمر رستم بمجموعة مِنْ مقاتليه أن يتبعوا هؤلاء وياخذون منهم كيس التراب بأي ثمن ، ولكن بعد جهد جهيد عادوا خائبين ولم يروا هؤلاء الوفد ، لان الوفد أكفاء واذكى من اعدائهم الفرس المجوس ، لَمْ يعودوا فى نفس الطريق بل غيروا وجهتهم ، لذلك لَمْ يتحقق ما يتمناه العدو الفارسي ، وفى النهاية سقط الامبراطورية الفارسية على يد القائد العربي الاسلامي العظيم سعد بن ابي وقاص فى قادسية الاولى ، وبعدها بمئات السنين ينهزم نظام الملالي فى ايران ويتجرعون كأس السم ويخسرون  الحرب فى القاسية الثانية على يد القائد الملهم الشهيد صدام حسين رحمه الله.
 والان بدأ تسقط حكم الملالي الفرس المجوس مرة اخرى وينتهون فى العراق على يد أحفاد سعد بن ابي وقاص والشهيد البطل صدام حسين رحمه الله ،
 لذلك يجب ان يعرفوا أعداء العراق ماذا تعني كلمة ( البعث ) حتى يصمتوا ولَنْ يجرأوا أن يتفوهوا بها ، لان سقوطهم ونهايتهم باتت  قريبة بِأذن الله .                                                                                                           
عاش أحفاد سعد بن ابي وقاص والشهيد البطل صدام حسين رحمه الله .                  
عاش شباب الثورة المباركة وهم يضحون لإجل تحقيق النصر المبين وانقاذ الشعب العراقي الابي مِنْ ظلم الظالمين والسارقين والعملاء .                                            
الرحمة والف رحمة لشهداء الثورة الشبابية العظيمة المباركة .
وندعوا مِنْ الله عزوجل الشفاء العاجل لجرحانا الابطال .                                             
عاش العراق العظيم ..عاش الشعب العراقي الابي .