الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

ألانسان أولا وأخيرا....بقلم الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي




ألانسان أولا وأخيرا


ا.د. عبد الكاظم العبودي



أما بنعمة ثورة نوفمبر 1954 المجيدة في الجزائر فحدث أيضا
وعن تضحياتها الجسام فحدث أيضا.

(صورة التقطها مصور الحرب البريطاني Philip Jones Griffiths لتجمع سكني ريفي في منطقة القبائل عام 1962)..

(هكذا وزعت فرنسا الانسانية جدا والراقية جدا الحضارة في الجزائر بسخاء لا سخاء مثله طيلة 132 عام من الاحتلال وصرفت اموال استغلالها لخيرات البلاد على الجزائريين)..

(اكيد يوجد من بين من كانت عائلته تقيم بهذا الحي الراقي جدا من يكتب على الفيسبوك وفي الصحف اليوم " منذ الاستقلال واحنا في محنة".. ايه يا بني منعرف واش.. الحرقة تليق بكم)..
الصورة والتعليق بين الاقواس منقولة من صفحة احد الاصدقاء الجزائريين (السعدي ناصر الدين) ، ولكن السؤال الملح: كم هي اعداد احياء الفقر والعشوائيات والبناءات الفوضوية واكواخ ملايين المتشردين والنازحين اليوم في الخيام ببلدان سوريا والعراق واليمن وغيرها من دول عربية ينتظرون ساعة الخلاص من صور مثل هذه الفاقة .
والله لن أخجل حين أثبت هنا شهادتي للتاريخ : انني عشت طفولتي مع عائلتي واقاربي وهم بعشرات ومئات الالوف ، أغلبهم من نازحي فلاحي جنوب العراق الزاحفين بفقرهم وفاقتهم نحو العاصمة بغداد والساكنين في صرائف الشاكرية والميزرة والعاصمة والعطيفية وخان حاج محسن ومناطق مختلفة من الكرخ والرصافة والكاظمية ،وكانوا في حال أسوء مما في هذه الصورة، حياة عشناها في أكواخ مبنية من قصب وطين، في قرية منكوبي الفيضان 1954 ( المنكوبين) وسميت قريتنا المعدمة تماما بــ " المنكوبين" أو "البيجية" وبصرائف مبنية بالقصب والطين بجوار وموازاة محيط مطار بغداد من سنوات (1955 -1963) . كانت الدولة العراقية الغنية وكل من زار العراق من الاجانب والهيئات الدولية عبر مطار بغداد ( المثنى حاليا) يتفرجون على احوالنا ولا اتذكر انهم قدموا شيئا لنا بشئ اسمه الماء او الكهرباء او المدارس او الصحة او التعليم .

لكن ظروف الوعي وحدة الصراع والارادة الثورية لدى بعضنا دفعتنا ان نناضل ضد كل من اراد ان يقتل في اعماقنا النزوع الى الحرية والتطلع الى حياة كريمة للانسان العربي فتعلمنا ووصلنا الى مواقع متقدمة في الوظائف والمهن والعمل السياسي ، المجال لا يتسع بنشرقائمة من نخبة ابناء العراق خرجوا من تلك البيوت الطينية والصرائف ليتبوأوا مناصبهم ومواقعهم .

عاد الفقر الى العراق وانتشرت نسخا من مثل هذه الصورة البائسة وما علينا الا العودة لدروس ثورة نوفمبر التي علمتنا منذ نعومة أطفارنا ان لاشئ مستحيل أمام الثورة والثوار.

لا ارى حلا لكل هذا وقد طال الانتظار
الا بالثورة... والثورة... والثورة.
لان الطغاة بالغوا في التعسف والسرقة والخيانة والقتل المبرمج للانسانية والانسان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق