الأربعاء، 14 ديسمبر 2022

رحمة بالشهداء / بقلم بعثي

 بسم الله الرحمن الرحيم

أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)

 صدق الله العظيم



رحمة بالشهداء

بقلم / بعثي

بكلمات نابعة من القلب والضمير،اكتب وقلبي يعتصر بالالم على وطني وشعبي وحزبي ، واستذكرت جانبا من ايام معاناتنا (الجميلة) في عمق معناها ، بسبب حبنا لوطننا وحزبنا ، وخاصة بعد الاحتلال البغيض ، وبعد اعتقالي من قبل القوات المحتلة في منتصف مايس 2003 ، قبعت في معتقل كروبر الامريكي وفي زنزانة انفرادية مايقرب عن ثمانية اشهر، ورغم صدور قرار اطلاق سراحي في أب 2003 ، ولكن لم يطلق سراحي في حينها ، لان المحقق الامريكي طلب ان اوقع على تعهد بالبرائة من حزب البعث العربي الاشتراكي وعدم مقاومة المحتل حين يطلق سراحي ، ولكني رفضت التوقيع والاستجابة لهذا الطلب فاعادوني الى الزنزانة مرة اخرى , ويعلم الله كم هي معاناتنا والضغوط النفسية التي كنا نعاني منها كمعتقلين ، واي قوة حين يضغط حملها تنهار ولكن الله عز وجل منحنا قوة وصبر ساعدتنا على التحمل والصمود ، وحين كنت ارى صلابة وقوة الدكتورة هدى عماش والدكتورة رحاب في معتقلهما ، كنت اردد مع نفسي (اذا اهتزت قيم الرجولة فانظر الى هدى ورحاب) مستلهما قول شهيد العراق والامة الراحل صدام حسين (اذا اهتزت قيم المبادئ فتذكر قيم الرجولة)  ولكل منا قصص وليست قصة مع معاناة الاعتقال وضروفه.

وبقيت استدعى كل فترة للتحقيق والمساومة على ان اقدم التعهد ليطلق سراحي ، وابلغني المترجم ملاحظة المحقق الامريكي وهي(لماذا العناد والعراق اصبح بيد امريكا ونظام البعث انتهى وكل قيادة البعث والدولة امامك في المعتقل) ، فكانت اجابتي بكل ثقة وصدق ــــ ( ارتبطت بفكر البعث وعمري 12 سنه ومن عائلة بعثية وقومية وقضيت كل عمري مع البعث فكيف اتخلى عنه !!!!! واما المقاومة فهي فطرة عند كل المخلوقات لتدافع عن نفسها من الخطر الخارجي وحتى العصفور الصغير يدافع عن عشه حين يـأتيه الخطر ، فكيف بالانسان الذي يحتل بلده وتهان ارضه ، فكل الشرائع تمنحه الحق بالدفاع عنه ، ولو كنت لا املك القدرة الجسدية للدفاع عن بلدي فسادافع عنه بقلمي ، واعلموا جيدا انكم هنتم بلدي ووطني باحتلالكم ، واهنتوني شخصيا ، ونحن عرب بدو لاننسى الثأر ويتوارث عندنا فان غفل اولادي واحفادي اهانتكم لبلدي فلن يغفلوا اهانتكم لي وسيردوها لكم ولو بعد حين )ـــــــ.

وحين خرجت من المعتقل ، اضطررت للهجرة لبلد عربي ، وبعد فترة من الاقامة فيه وكعادتهم يستدعون المقيمين عندهم في جهاتهم الامنية المتعددة!! وسألني المحقق من ضمن اسئلته العديدة!! (هل انت بعثي فاجبت نعم ) (وهل انت من جماعة عزت او من جماعة محمد يونس ، فاجبته انا من جماعة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تقوده القيادة القومية للحزب وامينها الحالى الرفيق عزت ابراهيم-رحمه الله- فنحن ننتمي لحزب لا لاشخاص).

اردت من هذه المقدمة ان اقف على محطات من العطاء الوطني ، وهي مشابهة من حيث المضمون لمحطات كثيرة في حياة الالاف من المناضلين والبعثيين  خاصة بعد الاحتلال الذين سطروا مواقف اكبر واجل مما تم عرضه وواصلوا المسيرة بكل اقدام وبطولة وشجاعة ، ولم ترهبهم قوة الاعداء وممارساتهم بالايذاء ، فكان منهم الشهداء وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر الراحل صدام حسين رحمه الله والاسرى والمعتقلين الذين قبعوا  ولازالوا في زنازين الاحتلال وزنازين ذيولهم العفنة حتى هذه اللحظة ، وشهداء المقاومة البطلة التي قارعت المحتل وذيوله وشهداء الغدر وشهداء تشرين ...... والجرحى والمعوقين والامهات الثكالى والارامل والايتام ، هؤلاء جميعا تاج رؤسنا وفخر نضالنا وامتنا ، ونقف امامهم مطأطئ رؤسنا خجلا وعرفانا لهم ، وهم زهونا وعزتنا ونبقى ندين لهم لان اي عطاء منا لايرتقي الى ماقدموه ، وهذا دين في رقاب كل البعثيين الاحياء والوطنيين الشرفاء.

 فكيف يوفى هذا الدين؟!!!!!!!

يوفى بطريقة واحدة لاغيرها .......

بالتكاتف والتعاضد وبوحدة الصف والنضال تجاه الهدف ، وان نترفع عن الزعامات ونتنازل واحدنا للاخر والقيادة لمن تتوفر لديه الامكانيات ليست الامكانات الوجستية فحسب وانما الامكانات النفسية وتجرد الذات والنزول الى القواعد الجماهرية والشعبية للنهوض بعملية البناء النضالي واعداد جيل من القيادة المؤمنة لتكمل مسيرة رجال البعث الذين بنو هذا الحزب العملاق ووضعوا اسسا واضحة وعميقة.

ان البعث والشعب والامة تستحق منا كل شيء.....

لايصوب لنفسه من يرى انه على صواب ليخطأ الاخر.......

ولايتزمت من يرى نفسه على صواب لينال ممن كان معه بالامس في خندق واحد....

ابحثوا عن المستفيد من وراء ما انتم فيه ستجدون الاعداء الذين احتلوا العراق وفي مقدمتهم ايران الشر......

كونوا يدان متماسكتان سيدها عقل واحد هو البعث.....

تذكروا الشهداء والاسرى والمعتقلين والجرحى والمعوقين والامهات الثكالى والارامل والايتام ، يريدون منكم الثأر لهم لا للايثار لمواقعكم .......

يريدون وحدة الصف والنضال لا الفرقة والتشرذم.....

اذكروا الله وارحموا الامة والحزب ونضاله وتاريخيه المجيد ......

فلن يرحمكم التاريخ مثلما لم يرحم من سبق.......

عودوا لرشدكم فالوقت لم يأزف بعد........

وتبقى القيادة القومية هي خيمة حزب البعث العربي الاشتراكي وهويته

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ)

والله من وراء القصد.