الأربعاء، 23 فبراير 2022

القيادة القومية : الوحدة العربية تبقى الهدف الاسمى

 القيادة القومية 


 

الوحدة العربية  تبقى الهدف الاسمى

 اكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ان الوحدة العربية تبقى الهدف الاسمى الذي تناضل لاجله الجماهير العربية لانهاء كل اشكال استلابها القومي والاجتماعي. 

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في الذكرى الرابعة والستين لاعلان الوحدة بين مصر وسوريا. 

قبل اربع وستين سنة من هذا التاريخ ، كانت الامة العربية على موعدٍ  مع حدث تاريخي  تجلى باعلان الوحدة بين قطرين عربيين كانا وما زالا وسيبقيان يشكلان  قاعدتي ارتكاز لأي  مشروع عربي وحدوي . 

لقد جاء الاعلان عن قيام الوحدة بين مصر وسوريا في الثاني والعشرين من شباط  من العام ١٩٥٨ في ظل مناخ شعبي عربي ، ارتفع منسوبه التعبوي مع ارتفاع حماوة المواجهة مع اعداء الامة المتعددي المشارب والمواقع ، من انطلاق ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي الى تأميم قناة السويس ،ومن  التصدي لما سمي يومذاك  "بحلف بغداد"، الذي اطلقته الولايات المتحدة الاميركية تنفيذاً لمبدأ ايزنهاور   الرامي الى ملء الفراغ في المنطقة بعد تهاوي ركائز النظام الاستعمار القديم الذي حاول استعادة حضوره عبر العدوان الثلاثي على مصر ،الى تنامي حالة الاستنهاض الجماهيري ضد الرجعية والديكتاتورية . 

لقد استطاعت الحركة الثورية العربية بتعبيراتها الشعبية التي جسدها  حزب البعث العربي  الاشتراكي كحركة جماهيرية ، والناصرية كنظام سياسي وطني وضع مصر بكل ثقلها السياسي والشعبي في محور الاصطفاف القومي العربي المتصدي للتحالف الصهيو - استعماري وملحقاته الاقليمين والانظمة الرجعية التي تنفذ الاملاءات الاستعمارية على حساب حقوق الامة العربية في مقدراتها وفي حقها في تقرير مصيرها ، الى تحقيق اول وحدة في تاريخ العرب المعاصر ،كان مقدر لها ان تكون منطلقاً لعمل وحدوي اوسع .

ان حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي اعطى ارجحية معنوية لشعار الوحدة في ثلاثية اهدافه ، كان الحاضر الاكبر في التأسيس لهذا الانجاز الوحدوي  بين قطرين محوريين ، كما كان الحاضر الاكبر في توفير المناخات الجماهيرية والشعبية لثورة ١٤ تموز في العراق، مجسداً  ذروة الانسجام بين القول والفعل في مسيرته النضالية لاستنهاض الامة والوصول بها الى مستوى اقامة  المجتمع العربي الاشتراكي الديموقراطي الموحد. ولهذا ان يكون البعث عرضة للاستهداف المعادي من اعداء الداخل والخارج ، فهذا كان بسبب الدور الذي يضطلع به والمهمة التاريخية الملقاة على عاتقه خاصة بعد ربطه الجدلي بين هدفي التوحيد والتحرير الذي  لخصه  القائد المؤسس الاستاذ ميشال عفلق  بمقولته الخالدة.  "بقدر ما يقترب العرب من تحقيق وحدتهم بقدر ما يقتربون من تحرير الارض العربية من الاحتلال.فالوحدة هي الطريق لتحرير فلسطين ، كما تحرير فلسطين هو طريق الوحدة".  

من هنا كان استهدف البعث فكراً وتنظيماً وممارسةً نضالية ، يندرج ضمن الاستهداف العام للامة العربية . اذ ان كل  عدوان من الخارج كان  يستهدف الامة ،وكل تخريب للبنية المجتمعية العربية وتماسك نسيجها ، كانت شظاياه  تطال الحزب باعتباره جزءاً  عضوياً من تكوين الامة العربية بكل منظومتها القيمية وموروثها التاريخي بكل المعطى الايجابي الذي انطوى عليه. 

ان القوى المعادية للامة التي تلقت ضربات موجعة من خلال الارتقاء بالنضال العربي الى مستوى تحقيق الوحدة الفعلية ، واسقاط حلف بغداد وتوفير بيئة شعبية عربية حاضنة لثورة الجزائر ، لم تغادر الغرف السوداء التي تحاك فيها المؤامرات ضد الامة وقواها الثورية الوحدوية ، مستفيدة من  تعدد ادواتها وقدراتها على التخريب واقتناصها للسلبيات التي برزت ابان حكم الوحدة ، فكان ان حصل الانقضاض عليها الذي تزامن مع انحراف ثورة ١٤ تموز عن  مسارها الوحدوي التحرري . وفي كلتا الحالتين اصابت  النكسة  الامة بقدر ما اصابت الحزب صاحب الدور البارز في انجاز الوحدة وثورة تموز. 

ان الحزب الذي استشعر عمق الاثر السلبي على الامة العربية من جراء الانفصال وانحراف ثورة تموز  عن اهدافها ، اعاد تنظيم صفوفه واستحضر المخزون النضالي الكامن في ذات الامة من اجل اعادة تصويب الوضع العربي بالاتجاه الذي يخدم المسار النضالي ببعديه الوحدوي والتحرري. ولهذا لم يتأخر الوقت طويلاً ،حتى عادت  الامة لتكون مع موعدي اسقاط حكم قاسم في العراق ، وحكم الانفصال في سوريا.

 ان هذا الانجاز النوعي الذي تحقق  ، دفع القوى المعادية لان تطور من اساليب تآمرها ضد الحزب وهذه المرة من داخل صفوفه عبر رعاية وحماية قوى التخريب والتآمر من كان محسوباً من حلفائه ومن قوى الردة في داخله. ولهذا كانت ردة ١٨ تشرين الثاني ١٩٦٣ في العراق ، وردة ٢٣ شباط في سوريا ، بمثابة هجوم معاكس من قبل القوى المعادية للامة العربية ومشروعها الوحدوي النهضوي ، بغية اعادة الامور الى مرحلة ماقبل الوحدة  واجهاض   النتائج السياسية والتعبوية التي افرزها اسقاط  دكتاتورية قاسم وحكم الانفصال.  

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي اعتبرت ان الوحدة هي الهدف الاسمى الذي يتقدم بارجحيته المعنوية على الاهداف الثورية الاخرى ،لم يكن يخامرها ادنى شك ، بان هذه الامة التي واجهت تحديات كبيرة واستطاعت تجاوز تداعياتها وانعكاساتها السلبية على الواقع القومي ،ستتجاوز  النتائج السلبية التي ترتبت عن ردتي تشرين في العراق  وشباط في سوريا ،  ستطل على  نفسها والعالم  بحدث يجسد حجم الا مآل المعلقة على ولادة معطى نضالي جديد تجد الامة نفسها فيه بعد مخاضها العسير الذي ارخى ظلاله الثقيلة عليها على مدى عقدين من الزمن .

ان الحدث العظيم الذي كانت الامة العربية وجماهيرها على موعد معه ، كان ثورة ١٧-٣٠ تموز من العام ١٩٦٨ . هذه الثورة التي اعادت الاعتبار لمشروع النضال القومي بابعاده الوحدوية ومضامينه التقدمية التحررية ، لم تشكل رداً على كل اشكال الردة على الحزب وشرعيته وحسب بل شكلت رداً على الانتكاسات القومية التي تعرضت لها الامة  وابرزها نكسة حزيران ١٩٦٧. 

ومن لم يقرأ جيداً الاهمية التي انطوت عليه معطيات ثورة تموز المجيدة  ١٩٦٨، قرأها  من خلال ردة فعل القوى المعادية للامة عليها ، التي ما أن افصحت هذه الثورة  عن مرتكزات مشروعها السياسي بكل ابعاده  ، حتى ُوضعت  ضمن دائرة الاستهداف المعادي من الداخل والخارج. وضمن سياقات هذا الاستهداف لهذه الصرح النضالي ، ُجندت قوى التخريب الداخلي وقوى الشعوبية التي استحضرت كل مخزون عدائها التاريخي ضد العروبة ، وقوى التحالف الصهيو - اميركي والمنفذين لاملاءاته من قوى الرجعية العربية ، لاجل ضرب البؤرة الثورية التي حملت لواء مشروع متكامل الابعاد للتحرير القومي  والتغيير الاجتماعي وصولاً لانهاء كل اشكال الاستلاب القومي والاجتماعي.  

لقد فرض على الثورة ان تخوض صراعاً شاملاً على اكثر من جبهة ، من الجبهة الغربية مع العدو الصهيوني الى الجبهة الشرقية مع  نظام الملالي في ايران ، ولما لم تستطع القوى المعادية من اسقاط الثورة ونظامها السياسي ، اندفعت اميركا على رأس تحالف دولي لاعلان الحرب على العراق باشكالها الاقتصادية والعسكرية  واحتلاله بعد حصار ظالم استمر لثلاثة عشر عاماً وبمشاركة وتواطؤ من النظام الرسمي العربي.  

وكما لم تكن فلسطين مستهدفة لذاتها وحسب ، من جراء اغتصابها واقامة كيان عنصري على ارضها يكون فاصلاً  بين شطري الوطن العربي ، فإن استهداف العراق من العدوان المتعدد الاطراف والاشكال ، لم يكن لذاته وحسب ، وانما الاستهداف في كلتا الحالتين هو للامة العربية من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي.  

واذا كان اغتصاب فلسطين جاء  انفاذاً لمقررات مؤتمر كامبل بانرمان ١٩٠٥-١٩٠٧، للحؤول دون تواصل الجغرافيا العربية ، فإن احتلال العراق  واسقاط نظام ثورته القومية ، حصل لكي يكمل بنتائجه احتلال فلسطين وليحقق الانكشاف القومي الشامل للامة ، حتى تتمكن قوى الاقليم المعادية من النفاذ الى العمق القومي ، والعبث بامن المجتمع العربي  وتقويض ركائز استقراره الوطني والسياسي والاجتماعي.  فلولا اسقاط العراق كياناً وطنياً ونظاماً تقدمياً ، لما استطاع النظام الايراني التغول في العمق العربي ولما استطاع النظام التركي ملاقاة نظام طهران في احتلاله للارض العربيه وتدخله في الشؤون الداخلية ،ولما استطاع الكيان الصهيوني اغراق الاراضي العربية المحتلة  بالمستوطنات   واختراق العمق العربي بعلاقات تطبيع مع العديد من الانظمة العربية التي  باتت تستقوي به ضد الجماهير كما هو حاصل في استقواء الزمرة العسكرية في السودان ضد الثورة الشعبية التي تشكل اليوم  ايقونة الحراك الشعبي العربي ضد نظم الاستغلال والتبعية والارتهان للخارج الاقليمي والدولي والتوريث السياسي والتأبيد السلطوي وقمع الجماهير ومصادرة الحريات العامة.  

ان هذا الذي تتعرض له الامة العربية  من اشكال متعددة من العدوان ما كان ليحصل ، لو لم تحاصر وتضرب نقاط القوة السياسية  والشعبية في الامة ، وما كان ليحصل لولا حالة التجزئة والتمزق في الواقع العربي.  فالامة تبرز قوية بتوحدها ، وتنتهك ارضها  وتستباح كل محرماتها في حال تفككها وتلاشي الروابط الوحدوية فيها.  وهذا مايفرض على القوى الثورية في الامة ان تعيد تصويب الامور باتجاه تحديد مصادر الخلل الفعلي في البنيان القومي الذي  يتمثل بواقع التجزئة القائم  والضغط عليه للنزول به تحت سقف ماهو قائم لاعادة صياغة خرائط كيانية وسياسية ترتسم حدودها  بإرتسام  حدود الطوائف والاقليات الاثنية والجهويات المناطقية والقبلية.  

من هنا ، فإنه وفي هذه المناسبة ، مناسبة الذكرى الرابعة والستين لقيام اول وحدة فعلية في التاريخ العربي المعاصر ، فإن انتصار الامة على اعدائها على اختلاف عناوينهم ، لايكون الا بالعمل الوحدوي على مستوى الموقف والاليات العملية.  ففي الوحدة  تنصهر الامكانات العربية وتحشد في مشروع متكامل للمواجهة، وبالوحدة تقفل بوابات العبور المعادي من مداخل الوطن العربي الشرقية والشمالية ، وبالوحدة تتوفر لفلسطين وقضيتها وثورتها حاضنتها القومية الدافئة  ويسقط نهج التطبيع الذي تمادى في الاونة الاخيرة ، وبالوحدة تتكامل فعاليات الانتفاضات الشعبية  في فلسطين  والعراق  السودان ولبنان في كل ساحة تشهد ثورة وحراكاً ضد الدكتاتورية ومنظومات الفساد . 

ان القيادة القومية لحزب العربي الاشتراكي ، وفي الذكرى الرابعة والستين لقيام وحدة سوريا  ومصر والتي كان للحزب دوراً محورياً في تحقيقها ، تدعو الى استعادة مضمون  الخطاب القومي الذي ساد عشية اعلان الوحدة ، داعية القوى الوطنية والتقدمية العربية بكل عمقها الشعبي الى تطوير صيغ علاقاتها والارتقاء بها الى مستوى تحقيق الوحدة الشعبية وعلى ارضية برنامج سياسي وحدوي الابعاد تقدمي المضمون وبما يكنها من تحقيق الامتلاء النضالي والسياسي الذي يضع حداً لحالة الفراغ التي تستغل القوى المعادية معطياتها للنفاذ الى العمق العربي. 

واذا كانت الوحدة التي تمر ذكرى اعلانها الرابعة والستين هذا العام قد شابتها ثغرات وسلبيات ، فان تعثرها وسقوطها بحكم موازين القوى التي عملت واصطفت ضدها لايعني انها حاصلة من خارج السياق الطبيعي للتوق الوحدوي الذي يخالج الشعور الجمعي للامة ، وعليه فإن الدعوة للوحدة يجب ان تبقى دائمة الحضور في مسار النضال العربي الوحدوي.  فوحدة العرب هي القاعدة التي يبنى عليها  والثابت التاريخي المتشكل منذ تبلورت الشخصية القومية للامة  ، والتجزئة هي الاستثناء  الطارئ على  حياة العرب.  

وحتى لايتحول الطارئ والمؤقت  الى ثابت في حياة الامة ،  يجب العودة الى الاصول والجذور التاريخية لوحدة الامة العربية   المتحققة بالقوة ، ومطلوب تحققها بالفعل  من خلال تراكم العمل الوحدوي. 

تحية للذين اطلقوا الاعلان الوحدوي قبل ٦٤ عاماً  ولروادها حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادته التاريخية وعلى  رأسها القائد المؤسس الاستاذ ميشال عفلق  والحركة الناصرية وقائدها القومي جمال عبد الناصر .

عاشت الامة العربية ، وعاشت اهدافها الثورية في الوحدة والحرية والاشتراكية.  

المجد والخلود لشهداء الامة العربية والخزي والعار لكل الخونة والعملاء والمتآمرين. 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي 

في ٢٠٢٢/٢/٢٢ 

معنى الرسالة الخالدة / بقلم / د. فالح حسن شمخي


معنى الرسالة الخالدة

د ـ فالح حسن شمخي

 أمة عرببة واحدة    ذات رسالة خالدة  

 الجزء الأول من شعار حزب البعث العربي الاشتراكي ، واضح وصريح وليس بحاجة الى تفسير او تاؤيل ، اما الجزء الثاني من الشعار (ذات رسالة خالدة) ، فكان عليه اختلافات وتفسيرات مختلفة ومتفاوتة وثمّة عدّة شهادات شفهية معروفة تحكي الطريقة التي صيغ بها هذا الشعار، وكيف أصبح شعاراً رسمياً للحزب، ولكن المؤكد أنه لم يكن وليد الصدفة العشوائية، ففي أولى أدبيات الحزب تعرّض مفكرو البعث لمفهوم الرسالة الخالدة، حتى قبل الصياغة النهائية لهذا الشعار وتبنّيه في المؤتمر التأسيسي شعاراً رسمياً للحزب، ولم يكن المقصود من الرسالة الخالدة أنّ العرب في الماضي والحاضر والمستقبل لديهم رسالة محددة خارج المكان والزمان، يبشرون بها ويدعون إليها، بل كانت هذه الرسالة تهدف بالدرجة الأولى إلى تلبية حاجات الحاضر وضروراته، والعمل على تجاوز التجزئة .المصطنعة المفروضة 

وبالعودة الى تفسير القائد المؤسس المرحوم احمد ميشيل عفلق رحمة الله عليه ، الذي نجده في كتاب في سبيل البعث يقول:(طالما وجه إلي أعضاء الحركة وأصدقاؤها السؤال عما نعني بالرسالة الخالدة. وكنت دوماً أجيب جواباً بسيطاً لهؤلاء الذين يظن أكثرهم أن الرسالة العربية الخالدة هي حضارة وقيم معينة يستطيع العرب في المستقبل عندما يبلغون المستوى الراقي السليم المبدع أن يحققوها وينشروها بين البشر، واعتبرت هذه النظرة بعيدة عن الحياة وعن التجربة، ورأيت أنهم يحسبون الرسالة شيئاً جامداً منفصلاً عن نفوس أبناء الأمة وحياتها وتجاربها. فكنت أجيب دوماً بأن رسالة العرب الخالدة ليست للمستقبل وإنما هي الآن في طور التحقيق. إنها هذا الإقبال من العرب على معالجة مصيرهم وحاضرهم معالجة جدية جريئة وهذا القبول بان تكون نهضتهم نتيجة التعب والألم، هذا التحسس بالآفات والمفاسد التي انتابت حياتهم ومجتمعهم، هذه الصراحة في رؤية عيوبهم، هذه الجرأة في الاعتراف بها، وهذا التصميم الرجولي على أن ينقذوا أنفسهم بقواهم الذاتية غير معتمدين على قوى أجنبية أو على سحر، هذه التجربة المرة المملوءة بالكوارث... هذا الحاضر الذي يحياه العرب الآن هو بدء الرسالة الخالدة، لأنهم في هذه التجربة سيعرفون من جديد ما معنى العمل والتضحية، ما معنى التفكير السليم المستقل الذي لا يخاف ضغط الغوغاء، ما معنى الخلق الحر الذي لا يستسيغ التقليد. في هذا الحاضر الذي يبدو أسود قاتماً بشعاً فقيراً، تكمن الكنوز الوفيرة، الكنوز الروحية والخلقية والفكرية للنوع السليم من العرب، ففي كل عربي بذور السلامة والصحة). 

إنّ هذه الأمة العربية  استطاعت  وفي فترات مختلفة من التاريخ أن تقدم للإنسانية أعظم الإنجازات منذ آلاف السنين، وكانت مهد الديانات السماوية التي انتشرت في جميع أرجاء العالم، وصاغت الأبجدية الأولى التي انتشرت في القارات الخمس، وابتكرت الأرقام العربية التي لا تزال سائدة حتى اليوم في الغرب، ومعظم أنحاء الأرض، وضعت أسس قياس الزمن وتقسيمه إلى أعوام وشهور وساعات ودقائق، وأسست علوم الفلك، والرياضيات، والكيمياء، والطب، كما حظيت بأفضل الإرهاصات في العالم في مجالات الفكر، والأدب، والملاحم، وتوجت إنجازاتها بظهور الرسالة المحمدية التي صهرت جميع الحضارات العربية القديمة في بوتقة الثقافة العربية الإسلامية. وبفضل كلّ ما تقدم لا تزال هذه الأمة في جوهرها مستمرة في حاضرنا، حتى وإن فقدت اليوم شيئاً من روح المبادرة وبعض التجانس وروح الإبداع والابتكار، إلا أنها تتميز حتى اليوم بقدرتها على استعادة ثرواتها الحضارية العظيمة، عندما تعقد العزم على خلق مصيرها بنفسها، مهما كانت الصعاب، ومهما عظمت العراقيل. 

يقول كاتب ماركسي يناصب البعث العداء : (هناك شعار هو من اكبر الشعارات التي يرفعها حزب البعث بمثابة قاعدة اساسيه يبنى عليها استراتيجيته وهو شعار امة عربية واحدة ذات رسالة خالده , لقد رفع هذا الشعار في اوج الصعود والحماس القومي ولقى قبولا رائجا بين الشباب العربي وتجاوبا كبيرا ولكن بعد التجربة الطويلة بات هذا الشعار من اكثر الشعارات لافتا للنظر في المراجعة لما فيه من دوافع عمليه الى التعصب والاستعلاء, فماذا يعني امة ذات رسالة خالده ؟ان التأمل الهادئ في الموضوع يدعونا الى وعي حقيقه هذا الشعار ودلالاته ,فهو يضع للامة العربية ميزة ورفعة على بقية الأمم فهي ذات رساله وكأن ذلك قدر مقدر للامة العربية على أمم العالم بمفهوم هذا الشعار وان تلك الرسالة خالدة أي الى ابد الدهر ,اما ما هي هذه الرسالة, فعلى الأرجح كان المقصود لدى المؤسسين هي رسالة الإسلام وليست رسالة وضعية مبتكره) ، الغريب ان هذا الكاتب كان متناقضا مع نفسه فهو يعترف ان الشعار قد استقطب الشباب العربي وبان المقصود من الرسالة الخالدة هي رسالة الإسلام ومن جانب اخر يتهم .حملة شعار الرسالة الخالدة هي تعصب واستعلاء فاذا كان الإسلام متعصبا ومتعاليا فنحن كذلك 

جاء في الرسالة الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي  رحمة الله عليه  في رسالة الى شيخ من شيوخ عشائر العراق قبل اكثر من ثلاثة اعوام : (واعلم أيها الحبيب... فحيث ما ترد كلمة الأمة في رسالتي هذه إليك فاقصد الأمة العربية المجيدة وليس الأمة الإسلامية، إذ هي وحدها صاحبة الرسالة الخالدة الخاتمة تنزيلا وتكليفا وتبليغا وحفظا وأداء فعليها نزلت الرسالة وبلغتها نزلت وهي أول من امن بها وعشقتها وتعشقها، وهي التي حملتها إلى مشارق الدنيا ومغاربها، وهي الأداة الأساسية والحاسمة لحفظها، وهي وعائها ومادتها.. فالرسالة الخالدة الخاتمة عربية التنزيل والمنشأ والمنبت والنمو والازدهار والتكليف والتبليغ.. إنها عربية صميميه فأدائها وحفظها وتبليغها وعشقها وتعشقها وحمل راياتها فرض عين على العرب لا يقبل من العربي بديلا على الإطلاق وهم الذين كلفهم جل جلاله لعرضها على أمم الأرض لتهتدي بهديها بدون أكراه (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي). 

من خلال تلك الرسالة وماجاء فيها ومن خلال الخطاب  في 7/4/2019 لمناسبة تأسيس الحزب والذي تناول الأمين العام للحزب مفهوم الرسالة الخالدة والذي قال فيه:(والبعث يؤمن بما أن الامة العربية قد خصها الجليل سبحانه بمزايا وصفات وسمات خاصة ظهرت عبر تاريخها الطويل في بناء حضاراتها تجعلها على الدوام قادرة على الابداع والنهوض والتجدد والانبعاث فجعلها الله سبحانه خير أمة أخرجت للناس لكي تحمل رسالات السماء الى الأرض وتقود مسيرة الإصلاح والتغيير والتجديد ، فهي امة ذات رسالة خالدة تهدف الى تجديد الحياة وتطويرها وتطهيرها من فساد المفسدين ولإسعاد البشر على ظهر الأرض وتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة بين الأمم والشعوب ، أن مبدأها أي مبدأ الامة العربية الذي تُرتكز عليه في نظرتها للإنسان والإنسانية على الأرض هو ما جاء في رسالتها الخالدة في قوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم) أي أن خيركم هو اكثركم نفعاً وعطاء وخدمة للإنسان والإنسانية. 

فحزب البعث يجسد هذه السمات والميزات والقدرات والقيم ، التي منحها الله سبحانه للأمة العربية يجسدها في عقيدته ومبادئه وأهدافه ومنظومة اخلاقه فهو يمثل جوهر الامة العربية وروحها ، وهو المرآة (التي تُرى فيها الامة العربية على حقيقتها. 

مما تقدم نصل الى نتيجة مفادها ان تفسير الرسالة الخالدة والتي لا لبس فيه هو ما قاله الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وماعدى ذلك فيدخل في باب (الشطط الفكري)

السبت، 5 فبراير 2022

معركة حصاد الأكبر اسطورة مِنْ التاريخ معركة قاطع شرق البصرة / بقلم .. أَ.د أَبو لهيب

معركة حصاد الأكبر اسطورة مِنْ التاريخ

معركة قاطع شرق البصرة

 

أَ.د أَبو لهيب  

عندما نتصفح تاريخ العراق العظيم نرى العديد مِنْ الاساطير التي سجلها الابطال العراقيين ، عبر التاريخ ، مِنْ العصور القديمة إِلى زماننا هذا.      

والان ناتي إِلى أروع وأعظم اسطورة سجلها أبطال الجيش العراقي الباسل في اكبر معركة في قاطع شرق البصرة ، وسميت معركة الحصاد الاكبر ، كما اطلق عليها العدو الايراني معركة كربلا ( ٥ ) خمسة ، والضحايا فيها مِنْ الجانب الايراني ٦٥ خمس وستون ألف  قتيل ، ومِنْ الجيش العراقي ٢٥ ألف شهيد ، وشارك في هذه المعركة التاريخية ( ٢٨٥ ) مائتان وخمسة وثمانون ألف مقاتل مِنْ البسيج و الباسدار الايراني عدا ( ١٥٠ ) مائة وخمسون ألف جندي النظامي ، وآلاف مِنْ الضفادع البشرية ؛ لِأنَّ منطقة القتال هي مناطق الاهوار والمستنقعات والبحيرات الاصطناعية حتى وصل الوضع في المعركة إِلى الاشتباك بالسلاح الابيض .                

بدأت المعركة في ليلة ٨/٩-٢-١٩٨٧ ، بعد انتظار دام اكثر مِنْ شهر ، أَي في يوم ٩ / ٢ / ١٩٨٧ ، بدأ الهجوم الایرانی على وحداتنا فی الخط الدفاعی الأول ، مِنْ أجل کسر الجمود ، وأَنَّ هدف إِيران في هذا الهجوم هو إِحتلال مدينة البصرة وهي المنفذ الرئيسي للعراق على البحر وهي المصدر الرئيسي للنفط للعراق أيضًا ، لذلك قرروا القادة الايرانيون احتلال مدينة البصرة لِأنها العصب الاساسي للعراق ، وجعلتها المعركة الاخيرة لِمحاولة اسقاط العراق والنظام فيه ، وفي وضع الخطة مِنْ قبلهم راعوا توقيت العملية تتزامن مع فصل الشتاء لِأنَّ الامطار الغزيرة تعيق حركة المدرعات الثقيلة والدفاعات الجوية العراقية ، بهدف كسر الجمود وكسر الروح المعنوية للقوات الايرانية ،قام القادة الميدانيين للجيش العراقي بوضع خطة مدروسة للرد على الهجوم الايراني والحاق خسائر فادحة بها .                                                                                    

اتخذت القوات العراقية المزيد مِنْ الاحتياطات ، فاهتمت بالخطوط الدفاعية وحصنتها باجمالي  خمسة خطوط دفاعية ، إِضافة إِلى الأسلاك الشائكة وتحصينات الخنادق ومكافح الهجوم البري كما نصبوا وراء كل مجرى مائي وخط دفاعي ، مدفعية موجهة بالرادار و طائرات الهليكوبتر حربية قادرة على قصف مواقع العدو بالذخائر الخاصة والتقليدية . بحلول ذلك الوقت كانت خطوط الدفاعات قد اكتملت ، وكانت معروفة للعراقيين بِـ ( الجدار الفولاذي ) ، كانت استراتيجية ايران هي اختراق تلك الخطوط الدفاعية الضخمة ثم تطويق مدينة البصرة وعزلها عن باقي مدن العراق ، حتى تكون ضربة قاتلة لايستطيع العراق تحملها ، حيث كان لدى الايرانيين أَمل ضئيل في تحقيق نصر حاسم في مواجهة إِعادة تسليح العراق على نطاق واسع . كانت هناك آمال في أَنْ  يسقط العراق خلال الاستنزاف الكبير ويجعل البصرة عاصمة بديلة موالية لِإِيران لتشكيل حكومة عراقية جديدة .                                                       

كانت خطة ايران لِشن هجوم كاسح على مدينة البصرة للفت الانتباه إِليها وفي نفس الوقت تنفيذ هجوم خادع آخر بأستخدام القوات الايرانية المدرعة في الشمال لتفريق الدروع العراقية الثقيلة مِنْ مدينة البصرة . فيما يتعلق بهذه المعارك أعادت ايران توسيع جيشها مِنْ خلال تجنيد العديد مِنْ متطوعين الباسيج والباسداران الجدد ، بحيث كان لهذا الهجوم ( ٢٠٠ ) مائتي ألف جندي مِنْ الجيش النظامي و مقاتلي فيلق محمد الذي تالفوا مِنْ مقاتلين شباب تم جمع الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم  بين١٢ -٧٠ عامًا، لکن هذه الاعداد الهائلة لم تتمکن مِنْ  التدریب جيدًا ولم يكن لديها سوى أسابيع مِنْ التدريب البسيط .                                         

وهكذا بدأت عملية كربلاء ( ٥ ) في منتصف ليلة ٩ / ٢ / ١٩٨٧ ، بمهاجمە الحرس الثوری الایرانی والباسيج والجيش النظامي ، للخطوط الدفاعية العراقية في جنوب بحيرة الاسماك ، واجتياح المنطقة كتيبة المشاة العراقية . عبرت موجة أخرى مِنْ القوات الايرانية البحيرة عن طريق القوارب ونزلت على الشواطئ الغربية ، حيث اتجهت نحو شط العرب ، لكنها واجهت هجومًا مضادًا مِنْ قبل ألوية الحرس الجمهوري العراقي أَدى إِلى خسائر فادحة مِنْ الجانبين بعد الاستيلاء عليها. الجانب الجنوبي المسمى ( الداعي ) ، وفي ٩ ، ١٠ / شباط / ١٩٨٧ ، اجتاحوا خطين بين خمسة خطوط دفاعية العراقية ، مستخدمين الدبابات العراقية التي استولوا عليها سابقًا لقصف مدينة البصرة واتحصينات الاخرى مع دباباتهم الخاصة بهم .                  

وفي يوم ١٤ / شباط / ١٩٨٧ ، وجدت قوات حرس الحدود العراقية نفسها في الخط الدفاعي الثالث للخنادق للقوات الايرانية التي كانت تتحرك في كلا الجناحين ، بمساعدة  قصف جوي ومدفعي أدى إِلى اشتباكات عنيفة ، وبعدها القوات العراقية انسحبوا عبر القناة ، وفي ١٧ شباط ١٩٨٧ ، توجهوا نحو جزيرة صغيرة في الشط العرب . كان المعارك مستمرًا بين الكروالفر.                                                                                                           

 وتدهورت الاوضاع إِلى درجة خطيرة ، الأمر الذي دفع الرفيق الشهيد صدام حسين ، إِلى قيام بزيارة ميدانية نادرة مِنْ نوعها لقوات الجيش ، لشحذ هممهم ورفع معنوياتهم ، كما التقى مع القادة ووضع خطة جديدة محكمة مع تغيير نوعي مِنْ القادة الميدانيين ، بعد ِإِعادة التنظيم والتغيرات ووضع الخطة الجديدة ، تحت اشرافه المباشر ، شَنَّ الحرس الجمهوري الشجاع هجومًا مضادًا في ٢٨ / شباط / ١٩٨٧ ، ، مستخدمًا موجات مِنْ الدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية أعادوا الخطوط الدفاعية ، واتجهوا بِأتجاه الجانب الغربي لبحيرة الاسماك والجنوب الشرقي بِأتجاه نهر جاسم .                                                              

 قصفت المدفعية بشكل فعال طرق إِعادة الامداد والتعزيز الايرانية ، وأدى هذا القصف إِلى جانب تقدم الدرع العراقي إِلى منطقة القتال إِلى نشوء حركة كماشة سحقت القوات الايرانية ، وقتلت عددًا كبيرًا مِن القادة والضباط والرتب ، مِنْ القوات النظامية والمتطوعين الايرانيين و

بِمن فيهم القائد الايراني حسين خرازي ، هذا كسر ظهر القوات الايرانية اجبروهم على التراجع إِلى حيث أتوا ، وعملية كربلاء ( ٥  ) هي بداية نهاية الحرب العراقية الايرانية ، واصبحت ايران ضعيفة لدرجة إِنهم لم تمكنوا مِنْ شن هجمات أُخرى على الوحدات العراقية ، لان العديد مِنْ قوات  الباسداران والبسيج قتلوا، بِاستثناء الجيش النظامي ، مِنْ ذوي الخبرة في القتال ، بالإضافة إِلى تمزق الروح المعنوية للقوات الايرانية ، وبالتالي انتصرت قوة الايمان والمبادئ والوطنية على قوة الظلام والكفر .                                                                                             

مهدت معركة شرق البصرة ، أو الحصاد الاكبر الطريق للنصر المبين في ٨ /٨ / ١٩٨٨ ، ودمرت القوة العسكرية الايرانية وتجرع خمينيهم الدجال السم ، وبعد ذلك لم يعودوا يفكرون في الحرب على العراق .

عاش العراق وعاش الشعب العراقي الابي

الرحمة لشهداء الجيش العراقي والامة العربية


ثورة الثامن مِنْ شباط عام ١٩٦٣ نقطة تحول في تاريخ العراق مهدت الطريق لحزب البعث لتولي مقاليد الحكم في العراق وخطوة أولى لوحدة الأمة العربية / بقلم ... أَ. د . أَبو لهيب

ثورة الثامن مِنْ شباط عام ١٩٦٣ نقطة تحول في تاريخ العراق مهدت الطريق لحزب البعث لتولي مقاليد الحكم في العراق وخطوة أولى لوحدة الأمة العربية


أَ. د . أَبو لهيب

يصادف اليوم الذكرى 59 لثورة شباط المجيدة في العراق والإِطاحة بالحكم الاستبدادي وقيام ثورة ديمقراطية مباركة ، والخطوة الأَولى على عتبة الوحدة العربية . جاءت ثورة ثمانية شباط المباركة في ظل الظروف التي عاشها العراق منذ عام ١٩٥٩م ، عندما بدأت الانتكاسة في العلاقات بين الأحزاب السياسية الوطنية مِنْ جهة ، وبين الحزب الشيوعي العراقي وعبدالكريم قاسم مِنْ جهة اخرى .                                                

 حيث عمل عبدالكريم قاسم جاهداً على احتكار السلطة ، وجهوده الحثيثة لحصر الاحزاب الوطنية في الساحة ، حيث قام باعتقال وسجن أفضل المناضلين المدافعين المخلصين عَنْ الثورة وقيادتها وإِحالتهم إِلى المجالس العرفية العسكرية ألتي أصدرت بحقهم أحكاماً بِالسجن لمدة طويلة ، وخرج عن الخط الوطني والتفرد بِالحكم وتغيره مِنْ قائد شعبي إلى قائد دكتاتوري ، ومهدت جميعها الطريق لثورة واسعة النطاق ضده ، كان لها اثر حاسم في نجاح ثورة الثامن مِنْ الشباط  ١٩٦٣المباركة .                                           

ورغم أَنها كانت ترفع شعار ( ألسلام في كردستان والديقراطية فی العراق ) إِلا أنها وقفت فی وجه الثورة الكردية بالحديد والنار وأَرسلت وحدات عسكرية لقمع الثورة ، مما أدى إِلى مقتل العديد مِنْ الأكراد الابرياء ، وبعد كل هذه الاحداث ، شن الطلاب البعثيون والقوميون إِضرابًا عامًا بدعم مِنْ أعضاء وأنصار االحزب الديمقراطي الكردستاني ، بكل الوسائل المتاحة للوصول إِلى الثورة المباركة . وبالفعل كان هذا الاضراب الطلابي الشرارة الاولى للثورة وبداية العد التنازلي لتنفيذ الثورة .                                                      

حانت ساعة الصفر وبدأَت الثورة المجيدة بقيادة ثوارالبعث مِنْ العسكريين والمدنيين وضم فريق الثوار حزب البعث بقيادة علي صالح السعدي و أحمد حسن البكر و طالب شبيب و حازم جواد و مسارع الراوي و حمدي عبدالمجيد ، عبدالستار عبداللطيف ، عبدالكريم مصطفى نصرت ، صالح مهدي عماش ، حردان عبدالغفار التكريتي ، منذر الونداوي ، عبدالسلام عارف ، طاهر يحيى ، عارف عبدالرزاق ، عبدالهادي الراوي ، رشيد مصلح ، عبدالغني الراوي ، أختاروا النخبة المذكورة في الساعة التاسعة مِنْ صباح الجمعة الثامن مِنْ شباط ١٩٦٣، و وضعوا خطة صلبە  لِإِنجاح الثورة ، ووزعت الادوار على الضباط الثوار وتنظیمات حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي تم تحضيره  مسبقاً وتدريبه بِالسلاح وجعل ساعة الصفر للتحرك على سلاح الجو ، ثم قطعوا البث عن اجهزة الإرسال الإذاعي  في ابوغريب وبدأَت البث مِنْ هناك قبل الاستيلاء على دار الاذاعة وقيام كل مِنْ منذر الونداوي مِنْ قاعدة الحبانية وحردان التكريتي مِنْ القاعدة الجوية في كركوك بِقصف مدرج مطار الرشيد العسكري لشل حركة أي مِنْ الطيارين الموالين للسلطة ثم قصفوا وزارة الدفاع حيث إِختبأ فيه عبدالكريم قاسم .                                               

 في غضون ذلك توجه عبدالسلام عارف واحمد حسن البكر إلى معسكر أبوغريب ، حيث وصلوا إلى كتيبة الدبابات الرابعة وصعدوا إِلى إحدى الدبابات وتوجهوا إلى محطة الاذاعة في بغداد ، برفقة دبابة أخرى وساعدهم حرس دار الاذاعة المشاركين في الثورة على السيطرة عليها ، ثم التحق بهم كل مِنْ حازم الجواد وطالب شبيب وهناء العمري خطيبة علي صالح السعدي أمين سر حزب البعث وقتها ، بينما قاد خالد مكي الهاشمي دبابته إلى بغداد . كما توجه عبدالغني الراوي إلى مقر لواء المشاة الالي الثامن في الحبانية وتمكن بمساعدة مناصريهم مِنْ الثوار مِنْ السيطرة على اللواء المذكور وتحرك بِهِ نحو بغداد ، كما نزل آلاف مِنْ تنظيمات حزب البعث كمتطوعين على طول الطريق بين الحبانية وابوغريب حاملين أسلحتهم وقد وضعوا إشارات خضراء على أذرعهم ، وقاد عبدالكريم نصرت القوة العسكرية وحاصر وزارة الدفاع حتى لايخرج احد منها ، تقدمت قوة اخرى مِنْ الطرف الثانية لنهر دجلة مقابل وزارة الدفاع يقودها طاهر يحيى وبداء قصفها للوزارة بالمدفعية الثقيلة ، تقدمت القوات الاخرى باتجاه معسكر الرشيد ومقر الفرقة الخامسة واللواء التاسع عشر حيث هناك المعتقل رقم ( ١ ) الذي كان عبدالكريم قاسم محتجزًا فيه عدد مِنْ الضباط مِنْ مناضلي حزب البعث ومِنْ القوميين ، حيث تم اطلاق سراحهم للمشاركة في الثورة وتمكنت قوى الثورة مِنْ السيطرة على المعسكر ومقر الفرقة ، وبذلك أنهى حكم الفرد الدكتاتور( عبدالكريم قاسم ) واعلن البيان رقم ( ١ ) مِنْ محطة إِذاعة بغداد بسقوط حكومة عبدالكريم قاسم ونجاح الثورة واصبح يوم ٨ شباط إِنعطافاً جديداً في تاريخ العراق وخطوة اولى نحو الوحدة العربية ، لقد حكم حزب البعث في العراق ما يقارب 35 سنة ومِنْ خلالها انجز منجزات كبيرة للعراق لاتعد ولاتحصى وبذلك اصبح العراق مِنْ الصف الاول للدول المتقدمة واصبح العراق یحتذي بهِ لباقي الدول العربية ، وهذا سبب خلق المشاكل بين العراق والاستعمار الغربي ، اعتبروا العراق رأس الحربة لضرب المصالح الغربية في الدول العربية والشرق الاوسط ، ونتيجة لهذه الفكرة قاموا بتجميع جيوش 33 دولة وهاجموا العراق واحتلوه ، ولكنهم لَمْ يتمكنوا مِنْ احتلال مبادئ حزب البعث في العراق ، لانه نابع مِنْ ضمير الامة وليس قالب جاهز جلبوه مِنْ الخارج ، لذلك ظل مناضلي البعث يقاومون المحتلين واذناب الفرس الصفوي ، وأَدى هذا العمل الدنيء الذي قامت به القوات الغازية إلى التدمير الهمجي للبنية التحتية . كما وضع المواطن العراقي في اسوأ ظروف معيشية متخلفة اضطر فيها للسعي بعد توفير لقمة العيش والكهرباء والماء والدواء وغيرها مِنْ الخدمات ....الخ ، كما قاموا بتصفية الصناعة الوطنية ودمروا الزراعة بشكل كامل حتى وصل الوضع في هذه الاجيال على القطيعة مع القراءة بعد ان كان العراقي مثل عربي شغوف بِالثقافة يضع هذا الموقف الماساوي على الحزب في هذه المرحلة الصعبة مهامُا متعددة الأوجه ومعقدة بما في ذلك الحفاظ على استمرارية المعرفة والذاكرة التاريخية بين ألاجيال المتعاقبة ، لذلك يجب توجيه الطلاب بشكل خاص ، لانهم اوسع مجموعة على اتصال مع الجميع شرائح المجتمع ومِنْ خلالها يمكن إنشاء شبكة إجتماعية و معرفية تربط العامل والفلاح والموظف بحركة تنويرية يقودها الطلاب وشباب البعث في هذه المرحلة ، وعليه فإِنَّ الكتابة عن المناسبات الوطنية المشرقة في تاريخ شعبنا العراقي الأبي تتطلب بالإضافة إِلى الاحتفاء بها والتعلم مِنْ دروسها وتحفيزها على محاكاة أبطالها ، وكشف القوى الغادرة التي وصلت إلى السلطة على ظهر الدبابات الأمريكية في ٢٠٠٣ وتسبب في كارثة على  ألشعب العراق .

                                                                                             

عاش العراق حرة أبيَّ وعاش الشعب العراقي الأبي                                                

الرحمة والمغفرة لشهداء العراق والأمة العربية