الأحد، 24 ديسمبر 2023

إِسْتِقْرَاء لِمَقْوَلَةْ أَلْرَفِيقْ أَلْشَهِيدْ صدام حسين رحمه الله ( نَكْسِبُ اَلْشَبَابْ لِنَضْمِنْ أَلْمُسْتَقْبَلْ )/ بقلم أ . د أبولهيب

 إِسْتِقْرَاء لِمَقْوَلَةْ أَلْرَفِيقْ أَلْشَهِيدْ صدام حسين رحمه الله 

 ( نَكْسِبُ اَلْشَبَابْ لِنَضْمِنْ أَلْمُسْتَقْبَلْ )

أ . د  أبولهيب

أَولى حزبنا أَلعظيم حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه إهتماماً خاصاً بشريحة أَلشباب أَلذين شَكَلُوا نواة الحزب التنظيمية ومسيرته النضالية ، إِذْ اعتمد ألبعث عليهم فى انتشاره وتطوره بِأعتبارهم قادة ألمستقبل وألشريحة أَلْأَوسع مِنْ شعبنا وألتي كانت ألأكثر تعرضاً للظلم وألقهر وألإِستغلال ، أَولت قيادة الحزب وألثورة عناية خاصة بالشباب ، وأَكد ألرفيق ألشهيد صدام حسين رحمه الله فى أَكثر من حديث على دور الشباب فى بناء ألمجتمع حيث قال : 

( نكسب ألشباب لِنضمن ألمستقبل ) .   

نقول هنا يعود إِنتماء ألشباب لحركة ألبعث ليس إِلى قوة ألفكرة ألعربية ألجديدة المتنامية ، والتي تعني فكرة ألبعث ، ألتي جاءت بحلول ناجحة لمشاكل أَلْاُمة ومنها ألشباب وتحديات مستقبلهم فحسب ، وَإِنَمَا لِاَنَّ ألشباب هُمْ جيل أَلْأُمة ألحيوي ألذي يحمل ألروح ألثورية وألحماسة وألإِندفاع ، والذي يتفاعل مع حاجات وتطلعات أُمَتِه ، وقد تحدث ألرفيق ألمرحوم مؤسس ألحزب أحمد ميشيل عفلق – عن هذه ألروح فى مقالته بعنوان ( خبرة ألشيوخ وإِندفاعات ألشباب ) عام ١٩٥٥م بِقَولهِ :

 (( إِنَّ صفات ألشباب ومميزات ألشباب هي وحدها ألمتلائمة مع حاجات أُمتنا ألمتحفزة للبعث والنهوض وبين الشباب وبين أُمتنا موعد وتلاق وتوافق وإِنسجام )). ولهذا أعطى ألحزب منذ تاسيسه دوراً تاريخياً للشباب بوصفهم ألطليعة ألمؤهلة لأَن تفهم ضرورات ألثورة قبل غيرها مِنْ فئات ألشعب ، إِذن صُنع ألمستقبل لابد ان يعتمد على ألجيل الشباب ألجديد كَي يؤدوا هذا ألدور ألتاريخي ولهذا لابد ان يكون بناء ألشباب بناء صحيحاً كَي يؤدوا هذا ألدور ألتاريخي حينما يكون تفكيرهم بألأساس منظماً وواعياً وجمعياً وثورياً ، بعد ان يتخلصوا مِنْ أمراض مجتمعهم ويؤمنوا بأنفسهم بوصفهم ألجيل العربي الجديد ألمؤمن بأمته ألخالدة وبقدرتها على أن تتغلب على الانحطاط الذي مرت به ، ولذلك قال ألرفيق ألشهيد صدام حسين رحمه الله (( إِنَّ ألشباب خيرة ألامة فى صنع مشروعها ألنهضوي وحينما يتم بنائهم الجسدي والمعنوي بناءً صحيحاً وسليماً والمقترن بتسليحهم بالثقافة الثورية يكونون مهيئين لعملية ألتغير فى ألمجتمع تغيراً جذرياً بعيداً عن ألأنانية ، لأن ألبعثي ثوري أصيل ليس بينه وبين ألانانية أَية صِلَة لذلك مسؤول بِأخذ بيد ألآخرين وخصوصاً إِنَّ كُلُ مخلص بعثي بطريقته ألخاصة ، هذه هي صفات ألبعثيين ألشباب ألتي صنعها حزب البعث ألعربي ألاشتراكي وبناه بناءً متيناً حتى يقاوم كل التحديات المستقبلية التي تواجهها الامة العربية ومشروعها ألقومي ألحضاري ألنهضوي ، لِأَنَّ ألشباب لايحسب وفق سِنِهِ وِإِنما وفق ألوعي وأَلارادة وألدور ألتاريخي ، لِأَن ألمجتمع ألسليم هو ألقادر على أن يمد فى عمر ألشباب كي يكون ممثلاً حقيقياً للجيل ألعربي ألثوري ألجديد ، ألذي هو جيل ألثورة ألعربية القادر وألمؤهل لتحقيق فكرة ألبعث وتحقيق ألمجتمع ألعربي ألاشتراكي ألديمقراطي ألموحد .

لذلك من أَلْأَولويات ألتي وضعها حزب البعث ألعربي ألاشتراكي بعد ثورة ألسابع عشر ألثلاثين مِنْ تموز هي مرحلة بناء ألشباب ، فإِنَّ ممارسات ألرفيق ألشهيد رحمه الله ، فى النيل وألامانة وألدقة والسعي لفعل الخير وسرعة إستجابته لحاجات ألمجتمع والفرد كان لها دورها فى توحيد ألاهداف وتفجير ألطاقات ، وبهذا يخاطب ألرفيق ألشهيد طلائع ألعراق بقوله:

 (( إَنكم أيها ألاعزاء ، درع ألعراق ألموصوف وسيفه ألمتحفز فى ألغمد وذخره وذخيرته الحية يوم تشح المنابع وَسَاعِدَهُ أَلمُنْتَظر وأنامله ألدقيقة على ألطريق استمرارية ألنهضة ألشاملة وبما يبقى ألعراقيين ممسكين بناصية ألمجد والحرية وألازدهار مكللين بسلام ملؤه ألعز والافتخار )) .

لذلك إنَّ ألشباب دائماً كان موضع إهتمام ألرفيق ألشهيد صدام حسين ،  إِذْ أوصاهم بِأن يضطلعوا بدورهم ألقيادي فى معركة ألامة ضد واقع ألتخلف والرجعية والتجزئة من خلال بناء شخصيتهم ألقيادية . حين ينظر ألبعثيين إلى تجربة حزبهم ألنضالية ، لايرون فيها إلا مسيرة نضالية للشباب ألعربي ألمؤمن بقضايا أُمتِهِ ، ولا يرى ألبعثيون فى تاريخهم إلاَّ ماهو حركة شبابية ، مِنْ حيث مضمون ألفكر وَمِنْ حيث قادة ورواد ألفكر ، مِنْ طلائع ، ألبعثيين ألذين حملوا على عاتقهم مسؤولية إِعادة بناء ألانسان ألعربي وألاضطلاع بحمل رسالة ألامة وأهدافها فى ألوحدة والحرية والاشتراكية . لذلك نرى ألشباب فى رؤية ألرفيق ألشهيد ثورة متجددة ، تتفاعل مع ثورة ألامة العربية.

وَهُمْ ثروة مِنْ ألطاقات وألخيال ، وألفكر ألنقدي ألتقدمي ألحر ، وألعقل ألمنفتح .


 وكان ألرفيق ألشهيد صدام حسين رحمه الله يدعوا إلى دعم الحزب بألدماء ألشابة ، ألمصحوبة بألأفكار ألمتجددة ، بأن يفتح الحزب للشباب فرص إِبراز طاقاته وإبداعاته ولا يجب فرض جدار وقوالب وآليات نمطية عليهم ، لذلك كان مِنْ ألمهم لحزب ألبعث العربي الاشتراكي أن يتبنى خطة تربوية للشباب تتركز حول كيفية التعامل مع هذا ألقطاع ، وتوظيف طاقاته فى إطار حركة ألنضال ألعربي نحو أهداف ألامة .   

وعلى ضوء ذلك إِنَّ خطة بناء ألشباب ألبعثي ، هو عمل متكامل ضمن خطة بناء ألمجتمع ألاشتراكي من خلال إعداد جيل ينهض بمتطلبات مرحلة ألنهضة ألقومية ألشاملة للقضاء على عوامل التخلف والرجعية فى ألمجتمع ألعربي ، وحين يضع ألحزب مهاماً نضالية للشباب ، يضعها مَنْ واقع فهمه للشباب وحيوية دورهم فى مسيرة ألامة ، وكذلك مِنْ زاوية إدراك ألطاقات ألممكنة والمهارات المتاحة لدى ألشباب ، واستيعاب المشاكل والتحديات التي تكتنف ألشباب ، لذلك إن طموحات هذه الامة ومستقبلها هو كله للشباب والاجيال ألقادمة ، وبالتالى وفى إطار إعداد الاجيال للثورة العربية ، مِنْ هنا يتبنى ألبعث مفهوماً لدور ألشباب ، ينبع مِنْ فكره القومي ألتقدمي ، ويناهض ألمفاهيم ألتقليدية للشباب. 

 إِن حزب ألبعث إستوعب دور ألشباب فى المنهاج النضال الثوري ، لِإِستيعاب طاقاتهم وأفكارهم ألمتجددة ، وبجانب ذلك إِستيعاب ألنواحي ألبيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية والثقافية والحضارية لمرحلة ألشباب .             

نرى إن الشباب فى فكر الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله هذا ألمفهوم لطبيعة ودور الشباب فى مسيرة وحدة وتحرير الامة ، لذلك ان شعار الرفيق الشهيد صدام جسين ( نكسب الشباب لنضمن المستقبل ) مِنْ الشعارات التي ظلت ترددها الملاكات الحزبية فى محاضراتها وفى خططها الحزبية ، بالقدر الذي أصبح شعاراً تكتبه المؤسسات الحزبية وتزين به جدران المقرات الحزبية ، لذلك إِنَّ كلمة الرفيق الشهيد هذه تلخص أبعاد المهمة المركزية لبناء الانسان ولبناء الاشتراكية فى الثورة العربية فى وطننا العربي ذلك أن كسب الشباب إِنما يعني إِنقاذهِ مِنْ عوامل ألضياع ، ألا وهي عوامل ألإنحطاط فى ألمجتمع العربي ، وجعله مهيئاً للنهوض بمهمات المرحلة الانبعاثية فالوحدة العربية لايبنيها إِلاَّ الوحدويون ، والاشتراكية لاتتحقق إِلا بالإشتراكيين ، والحرية لايحرص عليها وينتزعها إِلا ألاحرار فإِن نكسب الشباب يعني ان ننقذهم من واقع التجزئة والتخلف والاستغلال والاستسلام لاإِرادة ألأجنبي وان نزودهم بعقلية الوحدة والاشتراكية والروح الثائرة المتحررة ، وبذلك  نضمن تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية ، وان نضع الحاضر والمستقبل معاً ، من خلال تربية الشباب الاشتراكي فى الوطن العربي تربية انبعاثية شاملة ، لذلك نرى بان كل إهتمامات الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله يتركز حول تربية الشباب ، نرى هنا الرفيق الشهيد يكتب للشباب مجموعة مِنْ وصايا منها يوصي فيها الشباب البعثي ويهيئه لدوره فى قيادة المجتمع العربي مِنْ خلال وصيته التي جاءت ضمن حزمة مِنْ الوصايا يقول : (( أَيها الشباب إِذا سبقكم مَن ترون أَنَهُ سابق لكم بما هو مادي أو مظهري فلا تعقبوا أثره ، وأختاروا طريقكم الخاص المشرف ، إِذْ كان الطريق مَنْ سبقكم على غير هذا الوصف وأسبقوه إِلى ماهو روحي واعتباري ، وبالثقافة والموقف والتحصيل الدراسي والعمل الشريف المشروع ، إِذْ أَنَّ موقفكم على هذا هو الاعمق أثراً والاكثر رسوخاً ، والاعلى منزلة ، وغيره قد يكون إلى زوال)).

ومِنْ هنا نحاول إستصحاب فكر الحزب أن نفكك تلك الوصية ونربطها مع استراتيجية بناء الكادر البعثي بما يحقق وصية الرفيق الشهيد ويدعم نضال الحزب مِنْ خلال التخطيط السليم لبناء الحزب وكذلك نربطه بتربية الشباب ، هنا تهدف تربية الشباب فى منظور البعث الى خلق انسان ذي نزعة حضارية ، يمتلك حساً تأريخياً وَ واعياً بالمرحلة التي تمر بها الامة ، وتتحقق فى ذاته المعادلة الصحيحة بين الاصالة والحداثة ، فيتفاعل مع التراث تفاعلاً حياً ويتفاعل مع التطور المعاصر تفاعلاً أصيلاً .                        

وهنا يظهر لنا شيئ جديد عن التربية وهي الشخصية الحضارية التي تحقق الترابط الداخلي بين العقلية الوحدوية والروح الاشتراكية والايمان بالحرية هي ما تطمح التربية الاشتراكية الى انضاجه وتكوينه عند الشباب العربي المناضل ، فيكون حاصل ذلك أن يقترن العلم بالاخلاق والثورة بالتواضع .

هنا نرى لم يبقى جانب من جوانب الحياة المرتبطة بتربية الشباب لم يتطرق اليه الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ، لذلك نرى بان احاديثه لَنْ تخلو من الجانب الروحي فى تكوين شخصية الشباب البعثي ، لان كان الاسلام مثالاً تاريخياً بارزاً فى التاريخ العربي ، وكان يتميز بطاقة روحية كبيرة ، بحيث نجح نجاحاً كبيراً فى عملية التغير فى أَلْبُنْى الفكرية والحضارية العربية إِلا أَنَّ دور الثقافة الاسلامية كمحرك إضافي فاعل فى تحقيق أهداف الثورة العربية الذي اصابه التكلس من خلال واقع التخلف الفكري الذي حول الثقافة الاسلامية الى ثقافة فكرية متخلفة ، تعزز الفرقة ولا تعزز الوحدة ، تعمد على اضطهاد البشر ولا ترفع مِنْ قدرة الكرامة الانسانية ، وحتى يكون للثقافة الاسلامية دورها الروحي المحفز للشباب العربي ، يجب أن تعزز فى تلك الثقافة جوهرها القِيَمِي الانساني ، وبُعْدِها النضالي التعبوي وفى الحالتين يسهم ذلك فى تعزيز النواحي الروحية المُغَذية للشباب العربي وبالتالي يتحقق التناغم بين الجانب الروحي للشباب ودورهم النضالي ضد التخلف وقوى الاستغلال ، وعليه يكون للجانب الروحي دور فاعل فى حركة النضال القومي العربي.

 وفى الخاتمة وتلخيص ذلك نذكر هنا إن الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ومن خلال وصيته للشباب لَمْ يعط أولوية لعنصر عَنِ أَلآخر ، ولما جعل تلك الشروط كلها تتكامل وتترابط ولا يغنى وجود بعضها عن غياب الآخر ، فتكوين شخصية الشباب العربي المناضل ، يجب أن تتحلى بالجانبين الروحي والعلمي وبالتالي لايمكن أن يكون مظهرياً ولا مادياً ، إِذا كان علمياً محضاً وغاب عنه الروحي يكون بذلك الشاب قد أصبح مادياً ، وإذا كان روحياً محضاً وغاب عنه العلمي يكون بذلك الشاب رجعياً متخلفاً يحمل طاقة هدامة .  

 وفى النهاية بَشَّرَ الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ، الشباب البعثي الملتزم بمنهاج التربية الحزبية الصحيحة للشباب ، التي تزاوج مابين الروحي والعلمي بالنجاح والتقدم إِذ وصف موقفهم وعملهم فى وصيته بأنه الاعمق أثراً والاكثر رسوخاً والاعلى منزلة ، وغيره قد يكون الى الزوال .

إِسْتِقْراء لِآخرْ رِسَالَة كَتَبَهُا أَلْرَفِيقْ أَلْشَهِيدْ صدام حسين لِشَعبْ أَلْعِراقِ وَ أَلأُمَّة أَلْعَرَبِيَة / بقلم أ.د ابو لهيب

 إِسْتِقْراء لِآخرْ رِسَالَة كَتَبَهُا أَلْرَفِيقْ أَلْشَهِيدْ صدام حسين لِشَعبْ أَلْعِراقِ وَ أَلأُمَّة أَلْعَرَبِيَة 

أ.د ابو لهيب     

بعد المؤامرة الدنيئة التي رسمتها ونفذتها وقادتها  أمريكا والغرب وبعض انظمة الدول العربية العميلة ، الذين حاولوا وعملوا دوماً لاسقاط العراق العظيم ، المنار الوحيد لانقاذ الامة العربية وتوحيدها .       

لم يكن من قبيل الصدفة أن تتركز المؤامرة الامريكية الغربية وبعض انظمة الدول العربية العميلة على العراق وتبدأ  به وتتوج بإِسقاط نظامه وإحتلاله وحل جيشه وجميع مؤسساته الامنية ، وتقسيمه على اسس طائفية وعرقية ، فالعراق كان مؤهلاً لقيادة مشروع نهضوي عربي كبير  يحقق التوازن مع المشاريع الاخرى ، الايرانية والتركية والاسرائيلية ، لما يملكه من مصادر قوة وامكانيات مادية وبشرية وجذور حضارية تمتد لأكثر من ثمانية آلاف عام .     

بعد احتلال العراق وانهاء  الحكم الوطني فيه  ، من قبل أعداء الامة في ١٠ / نيسان / ٢٠٠٣ ، استطاع الرفيق الشهيد ان يخرج من بغداد ويتوجه الى مسقط رأسه فى قرية العوجة ، ومنها الى القرية التي انطلق منها عندما كان شابا واصدر بحقه القاء القبض ، ومنها خرج الى سورية ، ولكن هذه المرة ، ليس فى نية الرفيق الشهيد الخروج من العراق بل ، خطط لاعادة التنظيم مع بعض من رفاق القيادة , ويقود حملة المقاومة والج،،،هاد ضد أمريكا واعوانه  ، لذلك أمريكا فكرت بأي ثمن ان تلقي القبض عليه والا سيشكل عليهم خطراً .                          

وبعد جهد جهيد من لدن أمريكا وأعوانها وعملائهم وذيولهم  أستطاعت قوة مخصصة لهذه المهمة بعد سبعة أشهر وثلاثة أيام أن تلقي القبض عليه ، واعتقاله تحت حراسة مشددة جدا ، ومن تاريخ إعتقاله يوم ١٣/ كانون الاول / ٢٠٠٣ إلى يوم إستشهاده فى ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٦ ، زاره عديد من المسؤولين الامريكان الكبار ، وإن تلك الزيارات لاطمئنان الرفيق الشهيد واعطاء إغراءات كثيرة له شريطة أن يصدر بياناً باسمه يطلب من رفاقه المسلحين أن يلقون سلاحهم ويسلمون أنفسهم الى القوات الامريكية لقاء اطلاق سراحهم وارسالهم الى اي دولة اخرى يعيشون كلاجئين فيها ، ولكن فاجئهم الرفيق الشهيد بالرفض التام لجميع مقتراحتهم  جملة وتفصيلا ، وبعد ما يأس اعداء الامة ، فكروا بخطة اغتياله وقتله  ، وهذا جاء فى أحد رسائله التي ارسلها الى ابنته رغد وشرح لها بان أعداء الامة قرروا قتله ولكن لايعرف كيف و متى ؟ .      

وبعد المحاكمة الصورية التي كانت مهزلة تاريخية وتبدل فيها ثلاثة قضاة ، لانهم رفضوا هذه المحاكمة واخيراً أصدرت المحكمة الصورية بحق الرفيق الشهيد عقوبة الاعدام ، يوم ٢٦ / كانون الاول / ٢٠٠٦ ، ونفذ قرار حكمه يوم ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٦ ، المصادف اول يوم عيد ألاضحى المبارك                         وقبل عدة أيام من إستشهاد الرفيق الشهيد كتب رسالة الى ابنته رغد وسلمها الى محاميه خليل الدليمي وترجى منه أن يوصلها بأمانة لأِهمية الرسالة ، وبعد استشهاده سلم المحامي الرسالة الى ابنة الرفيق الشهيد ،الرسالة كانت تعتبر حدث تأريخي لانها تظم عدة محاور اساسية :-   

*- الرفيق وجه رسالته الى شعب العراق الابي والامة العربية ، و وضح فيها بأن هذا قدره والا لن يتوقف في سوح النضال والجهاد الى تحقيق النصر ، لذلك طلب من المجاهدين بأن يكونوا مستمرين قى نضالهم الى تحقيق النصر ، واكد فى رسالته ، بان أعداء الامة جبناء ، يخافون من المجاهدين الابطال ، لذلك تكاتفوا مع إخوانكم العرب أينما كانوا لاجل الجهاد .   

*- وإن فى رسالته يذكر الشعب العراقي والامة العربية المجيدة بصدق ونزاهة وإنسانية القائد والقيادة ، وحرصهم على الشعب والامة ، ورؤيتهم الثاقبة بالحكمة والعدالة فى معالجة الامور ، كما ذكر فى رسالته استقواء التافهين بالاجنبي على ابناء جلدتهم ، ولايصح  إلا الصحيح في بلادنا . كما استند فى قوله على قولى تعالى :                                                                                           

فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚسورة الرعد آية ١٧ .                             

*- يذكر الرفيق الشهيد أبناء الشعب العراق الابي والامة العربية ، بأن الرفاق الذين يقودون من بعدي هم متممين طريق النضال ثقوا بهم لانهم كالسيف البتار على الاعداء ومن خلالهم يتحقق النصر المبين بأذن الله .                                                                            

*- هنا دعا الشعب بأن يحافظوا على المعاني التي يجعلهم يحملون الايمان بجدارة وان تكونوا القنديل المشع فى الحضارة وتنوير طريق النضال ، لان المناضلين إن لم يحترقوا ، كيف ينار طريق النضال للوصول الى الهدف المنشود ، هذا هو صفة المناضلين وها أنا افديت بروحي لاجل ان تبقى راية العراق شامخةً بيد أهلها ، كما طلب من أبناء الشعب الشرفاء بالمحافظة على القيم التي حملوها منذ البداية فقال :

 إذا خانتكم قيم المبادئ ، فحاول أن لا تخونكم قيم الرجولة ، لان قيم الرجولة كبيرة ولا تعوض .                                 

*- كما طلب من المناضلين الى عدم الحقد لان الحقد لايترك فرصة لصاحبه لينصف ويعدل  ،و لانه يعمي البصر والبصيرة ويغلق منافذ التفكير فيبعد صاحبه عن التفكير المتوازن واختيار الاصح ، فيجب علينا أن نصبر ، فصبر جميلاً ، ونستعين بالله على قوم الظالمين ، فى ظل عظمة الباري سبحانه ورعايته لكم ، ومنها ان تتذكروا أن الله يسر لكم ألوان خصوصياتكم لتكونوا فيها نموذجاً يحتذي بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الاخوي فيما بينكم .       

*- وفى خاتمة رسالته طلب من الرفاق المناضلين وأبناء الامة المجيدة بان يكونوا مستمرين فى درب النضال دون كلل وملل ، مستنداً على قول : 

مَنْ أَنْتَ يَا مَوْتُ بَلْ مَنْ أَنْتَ يَا قَدَرُ إِنِّي أَنَا أَلْبَعْثِيُ حَتْمْاً سَوْفَ أَنْتَصِرُ ، لَمَا سَلَكْتَ دَرْبِ أَلْبَعْثِ كُنَا نَعْلَمُ إِن أَلْمَشانِقَ لِلْعَقَيدَةِ سُلَمُ .       

 كما انه ختم رسالته التاريخية بهذه الابيات من الشعر:                                        

كـادونا بباطل ونكيدهم بحقِ ينتصر حقنا ويخزي الباطلُ .

لنا منازلٌ لا تنطفي مواقِدُهَا ولِأَعْدائنا النار تشوي المَنَازِلُ.                                          

وفى الاخـرى تَسْـتَقْبلنا حـورهـا يُعِـزُ مَنْ يقـدم فـيها لايُذَالُ .                                 

عرفنا الدرب ولقد سلكناها مناضلاً فى العدلِ يتبعه مناضلُ.                                          

ماكُنَّا أبَداً فيها تواليا فى الصول والعزمِ نَحْنُ الاوائل ُ.                                          

كما يذكر أبناء الشعب الابي بأن أمريكا قلبت الدنيا ، وقالت : 

إحتلال الكويت من قبل العراق جريمة ، بينما إحتلال أمريكا للعراق عملا بطولياً وتحرير كما ادعت ، فى نظر البعض حتى الان رغم المآسي والجرائم التي حدثت على العراق والمنطقة باسرها .                                

وختم رسالته بقوله :

 استودعكم ونفسي عند الرب الرحيم الذي لاتضيع عنده الودائع ولا يخيب ظن مؤمن صادق آمين . الله أكبر ألله أكبر ، وعاشت أمتنا ، وعاشت الانسانية بأمن وسلام حيثما أنصفت وأعدلت ، الله أكبر وعاش شعبنا المجاهد العظيم ، عاش العراق ، عاش العراق ، وعاشت فلسطين وعاش الجهاد والمجاهدون ، الله اكبر وليخسأ الخاسؤون .    

رحمه الله واسكنه فسيح جناته

السبت، 23 ديسمبر 2023

نشرة انتفاضة شباب تشرين / العدد ٢٨

نشرة انتفاضة شباب تشرين 

العدد ٢٨ 

















للاطلاع الضغط على الرابط ادناه 

https://online.anyflip.com/rnvg/henu/mobile/index.html

جيش العراق في ذكرى تأسيسه / بقلم المحامي حسن بيان

جيش العراق في ذكرى تأسيسه

بقلم المحامي حسن بيان  

22 كانون الأول 2023

يعود تاريخ تأسيس الجيش العراقي الى السادس من كانون الثاني عام١٩٢١ ، وبذلك يكون قد مر على اعلان تأسيسه مئة وثلاثة اعوام . وقددأبت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ اعلان التأسيس الى احياء هذهالذكرى  باعتبارها  مناسبة وطنية ،ترتقي حد المناسبات الوطنية التيتؤرخ لتأسيس الدول او نيلها استقلالها.

وما ميز الجيش العراقي عن غيره من الجيوش العربية  - وحبذا لو كانهناك جيش عربي واحد - هو حِرَفِيته  وعقيدته القتالية  .

بالنسبة للميزة الاولى ، فإن هذا الجيش تميّز بحرفيته ومهنيته وانضباطيتهرغم تبدل التبدلات والمتغيرات  السياسية التي كان يشهدها العراق علىتعاقب المراحل السياسية التي عبرها منذ تأسيس دولته في مطلعالعشرينيات من القرن الماضي  وحتى اتخاذ قرار بحله من قبل المحتلالاميركي عام ٢٠٠٣. وهذه الحرفية والمهنية والانضباطية كان لها الدورالبارز في تمكين هذه المؤسسة من أن تكون المؤسسة الارتكازية الاهم فيبنيان الدولة الوطنية وفي حماية امن المواطن من مخططات التخريبالداخلي  وامن العراق  من مخططات الاختراق المعادي للسيادة الوطنيةوالامن القومي العربي من مشاريع العدوان اياً كانت مصادره .

اما بالنسبة للميزة الثانية ، فأن هذا الجيش تميز بدوره استناداً الىعقيدته القتالية انطلاقاً من وعي مختزن لديه ، بأنه ليس مؤسسة ذاتوظيفة فنية تحكمها تراتبية محددة وحسب  ، وانما هو مؤسسة ذات وظيفةوطنية وقومية .

فالوظيفة  الوطنية تفرضها ضرورات حماية الوحدة الوطنية من محاولاتالتخريب التي تستهدف البنية الوطنية ، وحماية السيادة الوطنية منالتطاول عليها ممن يتربصون شراً بالعراق للنيل من وحدته الوطنية.  

والوظيفة القومية ، تفرضها ضرورات حماية الامن القومي العربي ممنيسعون الى اختراقه بالعدوان والاحتلال والتخريب عبر التغول في العمقالمجتمعي .

هذه العقيدة القتالية لجيش العراق ، وان كانت ادرجت في مواد قانونهالاساسي الوطني ، الا انه ما كان ليصل الى المستوى الذي بلغه منحضور فاعل في تأدية دوره في البعد الوطني والمدى القومي ، لو لم تكنشخصيته تشكل انعكاساً للشخصية الوطنية العراقية. فالجيش هو ابنبيئته الشعبية  ، وعندما تكون هذه البيئة مشبعة بالروح الوطنية ولا تجدنفسها الا في رحاب الهوية القومية الجامعة ، فمن الطبيعي جداً ان يكونهذا الجيش الذي ينضوي في صفوفه كل الطيف الاجتماعي في العراق ،ان يكون صورة مصغرة لشعب العراق الذي تميز بوطنيته وعمق التزامهالقومي .

هذا الجيش الذي اختبرته  المواجهات مع اعداء الشعب والامة ، علىساحة العراق ومساحة الوطن العربي الكبير ، بقدر ما استمد من مخزونالوطنية العراقية شحناً تعبوياً لازَمَهُ  في كل مسيرته منذ التأسيس ، فإنهمنح هذه الوطنية العراقية مناعة ، جعلت الجسم الوطني العراقي عصياًعلى الاختراق من قوى العدوان الخارجي والتخريب الداخلي. وهذا الامرنفسه ترجم بمفردات عملية في دوره على مستوى الانخراط في كل معاركالامة التي خاضتها  ضد اعدائها المتعددي المشارب والمواقع.

واذا كان العراق ، وُضِعَ  في رأس لائحة الاستهداف من القوى المعادية ،فلكونه شكل   احد مواقع القوة والاقتدار في البنية القومية والتي تجلتمعطياتها بشكل خاص ابان  الحكم الوطني الذي قاده حزب البعثالعربي الاشتراكي ،حيث استطاع ان يقيم تجربة رائدة في التحولالسياسي والاجتماعي والاقتصادي والتنمية الشاملة للبنية العراقية بكلمجالاتها ، كما لعب دور الحاضن لقضايا الامة العربية وخاصة قضيةفلسطين.

من يستعرض تاريخ العراق منذ تأسيس دولته ، لايسعه الا ان يواكبهاتاريخية جيشه الذي لعب دوراً بارزاً في ابرز المحطات السياسية التي مربها العراق على مدى ثمانية عقود.

من دوره في مقاومة الاستعمار البريطاني وثورة رشيد  الكيلاني فيباكورة الاربعينيات ودوره في ثورة  ١٤ تموز ١٩٥٨ وثورة ١٤ رمضان١٩٦٣ وثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨، الى دوره في معركة فلسطين ضدالعصابات الصهيونية (ومقبرة شهدائه في جنين هي الشاهد على ذلك) ،كما دوره  الفاعل  في حرب تشرين ١٩٧٣على الجبهتين المصريةوالسورية وهو الذي  حمى دمشق وحال دون سقوطها. واذا كان يسجللهذا الجيش دوره في تقديم الدعم بالمشاركة والخبرة الفنية والعتاد فيكثير من الاقطار العربية التي كانت تتهددها مخاطر خارجية ، منموريتانيا الى السودان واليمن ، ولبنان بعد الاجتياح الصهيوني لجنوبلبنان ١٩٧٨ ، فإن المحطة الابرز في تاريخيته ومسيرته هو تصديه للحربالتي فرضها النظام الايراني بعد استلام المؤسسة الدينية لمقاليد السلطةفي ايران واطلاق حملتها العدائية المجبولة بالحقد الشعوبي الدفين ضدالعروبة.

لقد خاض جيش العراق حرباً امتدت ثماني سنوات ، وخرج منها اكثر قوةواقتداراً على مستوى قدراته العسكرية وخبرته القتالية وتصنيعه العسكري،رغم الدعم القوى الذي قدمه التحالف الصهيو -  اميركي للنظام الايرانيوامداده بالسلاح والخبرات الاستخبارية والعسكرية وما "ايران غيت " ،الا المكشوف من مستور العلاقات التسليحية بين الكيان الصهيوني ونظامالملالي في طهران.

هذا الجيش الذي خاض حرباً في مواجهة تحالف دولي قادته اميركاوشاركت فيه انظمة عربية ، رمى الكيان الصهيوني ب ٣٩ صاروخاً ،ادراكاً من القيادة السياسية في العراق بان الحرب التي شنت عليه في١٩٩١ والحقت بحصار ظالم لم يشهد التاريخ مثيلاً له انتهاء بالغزو عام٢٠٠٣ ، انما كل ذلك كان تنفيذاً لقرار صهيوني اتخذ في كواليس دوائرالحكم الاميركي ، لاسقاط العراق وبما يمثل من ثقل في البنيان القوميواستتباعاً بتقويض كل مؤسسات الارتكاز الوطني للعراق والجيش هوالمؤسسة الاهم.

وعندما وقع العراق تحت الاحتلال ، فإن اول قرار اتخذه المحتل الاميركيهو حل الجيش العراقي والقرار الثاني هو اجتثاث البعث.

لقد اتخذ قرار حل الجيش ، لانه بدون ذلك ما كان يمكن تقويض بنيةالدولة العراقية وصولاً الى تقويض البنية الوطنية . والامر لم يقف عند حدحل الجيش ، بل اعقب ذلك ، تنفيذ حملة ممنهجة لتصفية ضباطه وكفاءاتهالعسكرية خاصة الذين عملوا في حقل التصنيع العسكري . وقد تشاركالنظام الايراني والكيان الصهيوني في تنفيذ هذا المخطط ، اذ توزعالطرفان المهمات ، حيث تولى الاول ، تصفية ضباط سلاح الجو والقوةالصاروخية، وتولى الثاني تصفية العلماء والخبراء خاصة خبراء الطاقةالذرية.

لقد ادى حل الجيش العراق الى تفكك بنية الدولة ، واقيم نظام للمحاصصةالسياسية والاقتصادية والمالية ، وبحل الجيش وتفكيك مؤسسته ، تشكلتالمليشيات التي ترتبط بمركز التحكم والتوجيه المخابراتي الايراني ، واصبحالعراق مرتعاً تسرح وتمرح فيه هذه الميلشيات بما يخدم مصالح المصالحالايرانية على حساب مصالح الشعب الذي نهبت ثروته الوطنية وطيّفتحياته السياسية وعم الفساد كل نواحي الحياة.

لقد ادى حل الجيش  العراقي الى تحلل بنية الدولة ، وبهذا التحلل انكشفالعراق امام كل اشكال الاستباحة لامنه الوطني ، وبانكشاف امنه الوطنيانكشف الامن القومي العربي ، وبات ظهر الامة العربية مكشوفاً ، وبانهذا الانكشاف بشكل واضح في الانعكاسات على الساحات التي تخوضمواجهات مع الاعداء القوميين للامة من العدو الصهيوني الى النظامالشعوبي في ايران وانتهاء بالنظام التركي . ويكفي الوقوف على ماتتعرض له غزة من حرب ابادة  واستباحة سوريا وليبيا واليمن من قبل قوىدولية واقليمية  ليتبين ، كما كان لتدمير العراق واسقاط نظامه الوطنيودولته وحل الجيش العراق من تداعيات سلبية على الامن الوطني للاقطارالتي تتعرض للعدوان الصهيوني او تلك التي يتفاقم فيها التغول الايرانيوبما يثبت بان الامن القومي العربي هو وحدة عضوية تضعف مناعتهاعندما تضعف المناعة الوطنية لمكوناتها.  

ان قرار حل الجيش العراقي ، كان قراراً مدروساً ومخططاً له ، ونجاحاختباره في العراق وتأثير ذلك على بنية الدولة وابراز دور الميلشياتوتشريع تمويلها ودورها على حساب دور الجيش الوطني ، دفع كل منيضمر شراً بالامة الى اعتماد هذا الاسلوب في تقويض بنى الدول الوطنية، وما جرى في سوريا واليمن وليبيا ولبنان واخيراً السودان ، انما يندرجفي سياق ضرب بنية الدولة الوطنية  عبر اسقاط دور مؤسساتها الارتكازيةواهمها مؤسسة الجيش.

من هنا ،فأن مخطط حل الجيش العراق لاتستقيم النظرة اليه الا اذا وضع في سياق المؤامرة على الامن القومي العربي عبر اضعاف عناصر مناعته، وجعل ساحات الاقطار مكشوفة امام كل اشكال التدخل الخارجي مناقليمي ودولي.وان ابراز دور الميلشيات تحت مسميات مختلفة كي تكونبديلاً للجيش الوطني ، وتشريع دورها الامني هو اسفين يضرب في بنيةالدولة الوطنية   لخلق واقع يدفع البلاد نحو التشظي في ظل اسقاط دورالمؤسسة الوطنية الارتكازية.  

في ذكرى تأسيس الجيش العراقي ، لابد من التأكيد بان البناء الوطني لايستقيم دون قيام المؤسسات الوطنية الارتكازية واهمها مؤسسة الجيش التي يحكم عملها قانون وطني سواء لجهة تركيبة هياكلها التنظيمية  اولجهة مبررات وجودها ودورها وعقيدتها القتالية المتمحورة حول مهمتهاالاساسية في  حماية الامن الوطني كما الامن القومي.

فتحية الى هذا الجيش في ذكرى تأسيسه ، وتحية الى شهدائه الذينسقطوا على مساحة الوطن العربي الكبير ،وهو الذي قدم نفسه قولاً وفعلاً كجيش عربي  معني بالدفاع عن حياض الامة العربية  بقدر ماهو كانمعنياً بحماية البوابة الشرقية للوطن العربي.  

الوسوم

الجيش العراقي

https://alshiraa.com/posts/gysh-alaarak-fy-thkr-tasysh-bklm-almhamy-hsn-byan-627

الأحد، 17 ديسمبر 2023

دس السم بالعسل / بقلم د. فالح حسن شمخي

 دس السم بالعسل 

د - فالح حسن شمخي 

نحن كعرب وفلسطينين نُق،،،،،تَل ونُدمَر ونُشرَد لكننا نق،،،،،اتل ونقاوم ، مقاومتنا العربية في غزة تمتلك الارادة الحرة الواعية ، وهي التي ستعيد  الحياة  الى الامة العربية الحية التي لاتموت وكانت مصدر العلم والمعرفة والنور ، فلماذا يستجدي البعض منا او يشعر بالزهو والفخر اذا ماخرج اوربي او امريكي ما بعد صحوة ضمير ليساند  حقوقنا المشروعة؟ 

لماذا نوجه الدعوات في تظاهراتنا لهذا البرلماني وذلك ليقول كلمة ؟ 

لماذا لاندقق بكلمته قبل اعطاءه المايكرفون ليلقي كلمته؟ 

ليعلم العرب جميعا ان الاحزاب اليسارية ومايسمى باحزاب الديمقراطية الاجتماعية في اوربا ومنها حزب المج،،،رم بايدن هي احزاب منافقة تهرول وراء الاصوات ، واصوات العرب والمسلمين مهمة جدا في الانتخابات ،

وبالتالي علينا التدقيق في مواقف تلك الاحزاب  ، وعلى البعض من العرب الذين ينتمون الى  الاحزاب الاوربية  ان يعرفوا ذلك.

عضوة برلمان سويدية تمت دعوتها الى تظاهرة لبيان موقفها من الابادة الجماعية والتطهير العرقي وقتل الاطفال في غزة ، تستهل كلمتها في التباكي على ماحدث في السابع من اكتوبر وماجرى للصهاينة المحتفلين .

تم التصدي لها من الدكتور الطبيب اللبناني العروبي محمد قويق ، وبصوت عالي هتف لفلسطين ودعاها للنزول تنبه المتظاهرين للموقف وشاركوه الهتاف ، الامر الذي جعلها تهرب  كالثعلب الماكر.

اخيرا الى الاخوة العرب  التظاهرات والرأي العام الغربي مهم اذا ما انحاز لموقفنا  بشكل واضح وجلي، لكن ابطالنا من ابناء فلسطين ومقاومتنا في غزة ليست بحاجة الى الغرب الانتهازي المنافق والى من يدس السم بالعسل ، لان الميدان والدماء والشهداء هم من الذين سيحسمون الصراع بين الحق والباطل ، وهم من سيرفعون رأس الامة  العربية ويعيدون امجادها .

السبت، 16 ديسمبر 2023

الحراك الجماهيري يمنح الحياة للاحزاب الثورية / بقلم د. فالح حسن شمخي

 الحراك الجماهيري يمنح الحياة للاحزاب الثورية  

د- فالح حسن شمخي 

هناك قول على لسان الفنان العراقي  المرحوم خليل شوقي في احدى المسرحيات يقول فيه ( الحركة ياناس  كل البركة بالحركة )، ومن  هذا القول نقول ان الحراك الجماهيري (اعتصامات وتظاهراته ومقاومة) ، يمنح الاحزاب والحركات الثورية قوة وحيوية وهو يعيد للبعض منها الحياة لاسيما التي اصابها نوع من انواع الاسترخاء نتيجة الظروف الموضوعية والذاتية ، حركة الجماهير تعني المدرسة التي  تستوعب الشباب وتمنحهم روح جديدة وثقافة وطنية وقومية  ، الحراك الجماهيري يستند الى شعارات يستمدها من سفر الاحزاب الثورية التي هي اقرب الى اهدافه وتطلعاته  ، وحزب البعث العربي الاشتراكي اليوم ونقولها بثقة انه هو الاقرب الى نبض الشارع العربي الثائر ، اقرب بايدلوجية ، اقرب باهدافه الاستراتيجية في الوحدة والحرية والاشتراكية ، اقرب بنبذه لكل ماهو سلبي في حياة الامة ، وبالتالي فالحزب اليوم هو اقرب من اي وقت مضى من الجماهير ولاسيما الحراك الذي جاء لنصرة فلسطين ، والحزب قد انخرط في هذا الحراك بقوة ، انه يعتبر فلسطين قضيته المركزية ، ولان الحزب كسب الشباب العربي الواعي  تاريخيا   عبر الحراك الجماهيري وعبر التعريف باهدافه ومنطلقاته الفكرية اثناء الحراك  ، والشباب الذي ولد بعد احتلال العراق والذي مارست عليه القوى العالمية والاقليمية والقطرية ابشع العمليات في غسيل الدماغ وجعلت البعض منه يفقد هويته الثقافية ويتقبل التطبيع وصفقة القرن والابراهيمية والشرق الوسط الجديد والمثلية …الخ  هو بحاجة الى التوعية والتعريف .

ان المكان الطبيعي للحركات والاحزاب الثورية وفي طليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي هو  بين الجماهير   لانه يحمل شعار السمة الشعبية ولانه يعبر حقيقة عن تطلعات الجماهير الكادحة ، فواجب البعث  اليوم هو أن يضع نصب عينيه الفئات الشعبية التي يتوجه إليها فهو ليس بديلا عنها بل هو الذي يتحمل المسؤولية ، وهو الذي يثبت وجوده في كل المواقف المسؤولة  ، والمواقف المسؤولة  دائما وابدأ تتوخى مصلحة وتطلعات الشعب وهذه المواقف لا تفرض عليه وإنما هو الذي يفرضها من خلال الوعي والالتزام والنضال.

وحتى يكون الحزب الطليعي طليعيا عليه أن يكون ايجابيا ، منفتحا على الشعب ، متعاونا معه ، يعرف ماذا يريد ، ويعرف كيف ومتى يريد ، يعرف أهدافه ويعرف الوسائل التي يستخدمها في سبيل الوصول إلى هذه الأهداف ويفرق بين المرحلي والاستراتيجي ، وان لا يكون حزبا مغامرا ، عليه أن يكون حزبا طليعيا ملتزما بقضايا الشعب العادلة بالتحرر والعيش الكريم .

فليس مكان الحزب الثوري  المكاتب والغرف الهادئة والجلوس خلف الكومبيوتر واصدار البيانات ، اذا ماخرج الشعب يحمل سلاحه للمقاومة ، واذا ماخرجت الجماهير بتظاهرات او اتخذت قرارا بالاعتصام .


اليوم وفي ظل ما تتعرض له امتنا العربية وشعبنا العربي الفلسطيني على وجه الخصوص  ، نرى الامين العام المساعد للحزب علي السنهوري محمولا على الاكتاف في السودان ، ونرى قيادة وكوادر وجماهير الحزب في لبنان  والاردن  والجزائر وتونس …الخ كتف بكتف مع الجماهير العربية التي تطالب حكوماتها بموقف واضحة اتجاه الكيان الصهيوني والدول الداعمة وفي المقدمة منها امريكا ، او المطالبة بفتح الحدود المصطنعة للدخول الى فلسطين المحتلة ، 

ان الحزب الذي امن بان حرب التحرير الشعبية هي الكفيلة في تحرير فلسطين وبالتالي تحرير الامة العربية وتحقيق وحدتها ، والحزب الذي ربط بين القلم وفوهة البندقية فأنه اليوم يضيف الصوت الهادر الى القلم الذي يرسم طريق الحرية والى فوهة البندقية فهما  اليات حرب التحرير الشعبية وبهما 

 الخلاص ، الخلاص من الاستعمار بكل اشكاله ، من الصهيونية ، من الرجعية العربية والحكومات العميلة ، من العشائرية السلبية ، من الطائفية المقيته، والفئوية والمناطقية .

الجمعة، 15 ديسمبر 2023

المشروع القومي الفارسي العدواني وأدواته / بقلم د. نزار السامرائي

 المشروع القومي الفارسي العدواني وأدواته 

د. نزار السامرائي

من المعروف أن لإيران  برنامجا قوميا عدوانيا توسعيا يستهدف الأمة العربية بوجودها، لا يختلف عن المشروع الإسرائيلي في شيء، إن لم يكن أكثر منه خطورة لأنه يتسلح بشعارات تداعب المشاعر العربية وتستمد بعض خلفياتها الدعائية من أهداف فشلوا في تحقيقها ولكن إيران تطرح في واقع الحال مشروعا معاديا للأمة العربية ولا يمت للإسلام بصلة.

ومع ذلك علينا أن نعترف أن إيران نجحت فيما فشلت فيه كل النظم العربية ذات التوجه القومي التقدمي كما هو حال مصر عبد الناصر أو سوريا أو العراق، أو ذات التوجه الديني وخاصة السعودية بما لها من رمزية تتصل بوجود الحرمين الشريفين أو بما كانت حتى الأمس القريب ترفعه من شعارات دينية متشددة ولكنها عجزت عن تحشيد قوة مادية ترتبط بها وتدافع عن مصالحها، وحتى بالنسبة لنظم الحكم الوطنية أو القطرية، فقد عجزت عن صناعة بيئة مؤيدة لها سواء كانت تشكيلات حزبية أو منظمات دينية أو سياسية، فقد بقيت كل هذه النظم حبيسة حدودها الجغرافية ولم تتمكن من كسب تنظيم سياسي يمتك الجرأة على إعلان الولاء المطلق لهذا النظام أو ذاك، بل إن البعض من مؤيدها يسارعون للتبرؤ من التبعية السياسية أو الفكرية والعقيدية، ويعتبرون ذلك مدعاة للخزي السياسي والوطني، وكأن الانتماء لخط سياسي يشكل عارا سياسيا أو شخصيا، وغالب الظن أن ارتباط بعض تلك النظم بالقوى الدولية المعادية لتطلعات الأمة العربية بالانعتاق، هو الذي منع الإعلاميين أو السياسيين أو المفكرين من المجاهرة بموالاة هذا النظام أو ذاك، لأن تهما جاهزة ستتدفق عليه بأنه باع نفسه لذلك النظام، في حين أن ضبابا كثيفا سيثار حول من يرتبط بالمشروع الإيراني وسيجد له مبررات دينية وثورية كثيرة.

فاين يكمن الخلل؟

علينا أن نركز على أساليب البحث العلمي عن خلفيات كل هذا الغموض المقصود، وذلك من خلال مراكز دراسات استراتيجية متخصصة في الشأن الديني والاختلافات بين المذاهب والفرق بين الفرق، بدراسات معمقة لهذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد الأمن القومي العربي في أخطر مفصل منه، وتضم هذه المراكز متخصصين بأعلى المواهب والقدرات فكريا وسياسيا بهدف إعطاء إجابات شافية عن هذا السؤال الاستراتيجي، توضع تحت تصرف الدول العربية من أجل النهوض بواجباتها على أكمل وجه دفاعا عن أمنها الوطني وبالتالي الاضطلاع بدور جماعي من أجل حماية الأمن القومي العربي، إن هذا الأمر لا يحصل من خلال سياسة الإنكار كما تفعل النعامة عندما تدفن راسها، في الرمال وتظن أنها نجت من الأخطار المحدقة بها، بل بالاعتراف الشجاع بكل الإخفاقات التي وقع فيها الجميع، والتي ترجع بالأساس إلى سوء فهم حقيقة أن التشيع الذي ترعرع في بلاد فارس وخاصة بعد قيام الدولة الصفوية عام 1500 وجاهر بأعلى درجات الاستعداد للصدام مع أي طرف يخالفه في توجهاته، فهو الأكثر قدرة على الربط بين صدق الانتماء للتشيع والولاء الكامل لمركز التشيع في إيران بصرف النظر عمن يحكم في طهران، أو من هو مرجع قم، أو المرجع الصوري في النجف، وبين ما يؤمن به من قناعات قومية يُلبسها أردية مذهبية.

إيران ليست عبقرية في خططها وقراراتها ولا تمتلك من الدهاء مما  يفتقده العرب، بل وجدت في وصول القوى الدولية الغربية إلى قناعة يقينية، من أن المشروع الإسرائيلي في فلسطين وصل إلى مفترق طرق بعد أن اخفق في السيطرة على المنطقة وفشل في مساعدة الغرب على التحكم بثرواتها، بل على العكس من ذلك فإن زرع إسرائيل في قلب الوطن العربي، أدى إلى تماسك العرب ولو من الناحية الظاهرية، لأنهم وجدوا أنفسهم أمام خطر خارجي دينيا وقوميا، يهدد وجودهم ومصيرهم ومستقبلهم، فاعتمدوا سياسة حمقاء في التعامل مع اسرائيل، تعتمد على مبدأ خطوة إلى الأمام وثلاث خطوات إلى الوراء، ومكنوا كل من يعارض النظام الرسمي العربي إلى توظيف القضية الفلسطينية ووضعها على رأس القضايا التي يستطيع بها جعل ذلك النظام في حالة دفاع يائس عن النفس بكل معنى الكلمة. 

لقد عانى العرب من غياب الوضوح في رؤية معمقة للتعامل مع القضية الفلسطينية، فبعضهم يعتبرها قضية إسلامية، والبعض الآخر يرفض هذا التوصيف ويعتبرها قضية قومية تخص العرب، وطرف ثالث يتنصل من أي التزام ويعتبرها قضية وطنية تتعلق بالفلسطينيين أنفسهم، وعليهم هم وحدهم الذين يقررون الطريق الذي يختارونه، وما على العرب والمسلمين إلا توفير الدعم سياسيا وماليا وعسكريا لهم في خياراتهم.

أرى أن العرب تعاملوا بنظرة ثنائية في قضية الأرض المغتصبة، فهم لم يولوا قضية احتلال إيران لإقليم الأحواز ما هو جدير به من الاهتمام، باعتبار أن إيران دولة مسلمة ولا ضير في احتلالها لأي أرض عربية، وهذه نظرة قاصرة وتفكير ساذج إلى أبعد الحدود، ذلك أن المشاريع الإمبراطورية الفارسية والعثمانية تشكلان خطرا على العرب بالدرجة الأولى، وتسعيان لسحق العرب وإلحاقهما بالمشروع الدولي الذي يمتلك أعلى درجات التحسس من نهوض العرب، اعتمادا على تاريخ طويل من العداء الغربي الصليبي للعرب.

لقد وجدت بريطانيا وأمريكا أن المشروع الإيراني الذي يزعم أنه يستمد عقيدته من أصول إسلامية، في حين أنه يسعى لبعث الروح في العقيدة الفارسية الساسانية، ومغلف بشعار إسلامي شيعي، أنه هو الوحيد الذي يتمكن من تمزيق الوطن العربي والعالم الإسلامي استنادا إلى إثارة تساؤلات بالية عفا عليها الزمن منذ أربعة عشر قرنا، ولكنها تمتلك قابلية الاستقطاب في كل زمان لأنها تتعلق بالمعتقدات الدينية، فإحياؤها يلقى قبولا مع أو ضد بنفس قوة التبني حد الصدام بين الفريقين، ولأن إيران بحكم ما أضافت إليها بريطانيا من ممتلكات عربية، امتلكت موقعا جغرافياً مهماً وثروات طائلة لا سيما النفط، صار بإمكانها أن تغدق على عملائها من الأموال العربية ما تشتري من سوق العمالة، كل من هانت عليه نفسه وكرامته وارتضى لنفسه أن يكون عبدا رخيصا لقوة خارجية تختلف معه في اللغة والعرق، وتحاول أن تطمس شعوره الوطني والقومي باسم الاسلام، وهي التي راحت تفرض ثقافة فارس حتى داخل الجغرافية السياسية لكيانها الذي تحول من اسم فارس إلى اسم إيران في 21 آذار 1935، عندما قرر رضا بهلوي استبدال اسمها القديم فأصبح الاسم إيران.

على من يريد التصدي لهذه الظاهرة اللافتة، أن يعود لدراسة نشوء التشيّع في فارس، وعليه العودة إلى كتابات الكليني والصدوق والمفيد والطوسي، وغيرهم من المتأخرين، كي يلم بالكيفية التي احكموا فيها بناء المذهب وربطوا بينه وبين الولاء لإيران، بحيث يتصرف عملاء إيران بصورة عمياء في طاعتها ويعتبرون ذلك شرفا وفخرا لهم.

وطالما كان وجود النظام الطائفي في ايران، وظيفة إقليمية ودولية، فإنه سيبقى محل دعم غربي وشرقي لمنع الامة العربية من النهوض، سواء كان نهوضها على أساس إسلامي أو أساس قومي. ومن يتابع من يجري من توظيف للقضية الفلسطينية هذه الأيام وخاصة بعد معركة طوفان الأقصى، وتوظيف الوكلاء الحوثيين ومن حزب الله ومن المليشيات الشيعية في العراق ، يعي جيدا أن إيران صممت أمنها القومي بطريقة تنقل المعركة خارج أراضيها وتجاهر بعدم ضلوعها في الحرب بأي شكل من الأشكال، إيران متخصصة في صناعة العبيد الأذلاء الذين يقاتلون إذا أمرتهم ويتوقفون إذا أمرتهم، وهم وحدهم الذين يتكبدون الخسائر بطيب نفس مع أنهم جنود يقاتلون في غير ساحتهم ومن أجل قضية ليست قضيتهم.

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2023

الامة العربية المتهرءة الضائعة الصورية. بقلم / سيروان انور بابان

الامة العربية المتهرءة الضائعة الصورية.

بقلم / سيروان انور بابان


هل انها امة عربية فعلا ؟؟ أم امة متهرءة ولاوجود سياسي لها في خريطة العالم السياسية ؟؟

سؤال اعتقد انه مهم..

هل هناك ماتسمى بالامة العربية ضمن الجغرافية السياسية ؟؟ وهل لها تأثير سياسي وعسكري على العالم ومايحدث ؟؟ 

ماهي جغرافية هذه الامة الحقيقية؟

ماهي صفتها السياسية والاجتماعية ؟؟

ان كانت موجودة فعلا،،لماذا تم احتلال فلسطين وهي صامتة صمت القبور منذ ١٩٤٨ لم تتحرك لتحريرها بجيوشها المستهرءة؟؟

لماذا تم احتلال العراق ؟؟ وتحركت جيوش الغزو من كل صوت باكثر من ٤٠ جيشاً واستقرت في اراضيها ومياهها وسماءها وثم نفذت الاحتلال من الدول العربية المجاورة للعراق وباسناد منها سياسيا ولوجستيا واعلاميا والاهم ماليا واقتصاديا ؟؟..وجميعها صامتة متعفنة بعفونة الخيانة للدين ولقوميتهم،وتحتفل بسقوط قلعة من قلاع التاريخ واول ارض للخليقة  ؟؟

لماذا تم احتلال العراق وسوريا واليمن ولبنان من قبل ايران سياسيا وعسكريا عبر ميليشيات رسمية تتبع الحرس الثوري الارهابي ؟؟؟

لماذا تحتل تركيا مناطق في كردستان العراق وكذلك في سوريا ويدخل الجيش التركي فيهما ويقصف متى يشاء ؟؟

لماذا تتواجد جيوش الاحتلال الصهيوني وجيوش الاحتلال الغربي وقواعدهم في جميع دول الخليج المفروض هو عربي !!! وبعض الدول العربية الاخرى  ؟؟

لماذا استسلم مايسمى بالشعب العربي لمؤامرة الربيع العربي ( الصهيوني ) وهي تنفذ مشروع الشرق الاوسط الجديد ،وتقسيم المقسم وتجزءة المجزأ اصلا؟

لماذا تصمتون لضياع تاريخ امتكم ان كانتم تعتقدون فعلا انها أمة مستقلة القرار السياسي والاقتصادي والعسكري ، كما هو حال دول الاتحاد الاوربي او الاتحاد الروسي ، وان كنتم فعلا عربا واسلاماً وتتبعون دين الاسلام وكتاب الله ؟؟ واعتقد هناك خطأ في تلك التبعية ،،عندما نرى الغربي والاجنبي والصهيوني يتحكم بكم ، وجيوشكم صدأت في جحورها!!!! 

أذن ..مما تقدم...ضرورة اعادة النظر بمايطلق عليها الامة العربية ؟؟والتي لاوجود سياسي لها على خارطة العالم السياسية ولاحتى وجود جغرافي رسمي امام العالم كأمة متحدة !!!

اما الانظمة التي تحكم هي عبارة عن انظمة بيادق في شطرج تحركها الصهيونية العالمية وتحرقها متى شاءت .. 

انها ليست امة متحدة ولاعلاقة لها بالوحدة ، عبارة عن مجموعة جغرافيات مختلفة المساحات فيها شعوب و تحكمها انظمة نصبت لتلك المهام و اسسها المحتل البريطاني والفرنسي والايطالي في الحرب العالمية الاولى بعد عام ١٩١٤ ولم يؤسسها كأمة وشعب واحد ودولة جغرافية واحدة ، واعترفت في تلك الجغرافيات جميع الانظمة التي نصبت انذاك وقبلت بها جميع الانظمة مابعد ذلك.حتى جاء الاحتلال الامريكي والصهيوني الجديد عام ٢٠٠٣ ليحتلها مرة اخرى ويقسمها مرة اخرى كيفما يشاء ويقبل جميع من تم تنصبهم للحكم...

راجعوا مايطلق على مجموعة دول وجيوش متهرءة بانها امة عربية ؟؟؟!!!!


بندقية المقاومة فوق الشبهات / بقلم سعدون المشهداني

 بندقية المقاومة فوق الشبهات 

سعدون المشهداني 

من عربي الهوى وليس حمساوي، 

تعلمنا في بداية شبابنا ان الموقف القومي  لا يتجرء  ، وان وحدة المصير امر واحد ،  لا فكاك منه.

نعم ، نحن حماة الثقافة العربية بحرفها وكلمتها وتاريخها دفعنا ثمن باهض من أجل العروبة وعروبة العراق وتاريخه.

الا اني اقول لهذا الجيل ، اقول لهم

لا تجعلوا من المواقف الظرفية اتجاه  طوفان الاقصى المعركة غيرت الكثير  ، هو الموقف الذي يجعلنا نخسر موقفنا الاستراتيجة تجاه القضية المركزية الاولى فلسطين .

لاتتركوا مجال لايران وذيولها  للتشهير  بموقف البعث وجماهيره لاسيما في القطر العراقي من خلال موقف البعض الذي يتهجم على حماس وقادة حماس والشك  بتبعيتهم الى ايران .

نعم ، خسرنا السلطة قهرا بتحالف دولي ، فلا تخسروا الشارع العربي لموقف ظرفي ، عليكم تجاوره بل ويجب تجاوز فنحن اصحاب   المشروع العروبي ، نحصد ثمار طوفان الاقصى ، ولا ندع مجال لإيران ان تتاجر به  كما تاجرت. بقتالنا داعش.

انا كلمة من محب إلى من هم أهل لحماية الموقف القومي.

تفرد بالشكو ماكو / بقلم د- فالح حسن شمخي

 تفرد بالشكو ماكو

د- فالح حسن شمخي 

هل يستطيع الباحث في المجال  الفلسفي والاجتماعي ان يخرج بنتائج يعتد بها ، وهو يتصدى  لدراسة دراسة المجتمع العراقي   وفقا  لثنائية العقل والضمير ، الاخلاق والمنفعة …الخ ؟

وصلتني رسالة من الاستاذ سعدون المشهداني يقول قيها:  (اتمنى عليك ان تستمع الى الباحث عصام القيسي من اليمن الشقيق والذي يناقش  في برنامج فصول موضوع يحمل عنوان - فعل المقاومة بين المذهب الاخلاقي والمذهب النفعي ، وان تجعل من المادة البحثية منطلقا لدراسة الموضوع وتسقطه على الحالة العراقية، ، وإمكانية الاستفادة من الموازنات السياسية لحفظ التنظيم البعثي في العراق، 

معتمدا على القاعدة الفقهية التي تقول اذا تعرضت لمفستدين يمكن  التعامل مع  المفسدة الصغرى ، فهناك مفسدة كبرى وهي ضياع البلد بيد َمجاميع فاسدة تابع للارجنتين الشرقية  ، يجب ازحتها للحفاظ على العراق والمفسدة الأدنى هي  بالاستفادة من بعض القوى لتحقيق ذلك )،

 لا ادري لماذا قفزت الى ذهني نكته يطلقها ابناء العراق على انفسهم وانا اتابع  رسالة الاستاذ المشهداني ، ومحاضرة الباحث عصام القيسي ، والنكتة معروفة ، مفادها ان عراقيا وقف امام  جهاز الكومبيوتر فسأله باللهجة العراقية ( شكو ماكو ؟  ) يقال ان جهاز الكومبيوتر انفجر  لانه  لايملك اجابة لهذا السؤال ،

 الان وانا احاول اسقاط بحث فعل المقاومة بين المذهب الاخلاقي والمذهب النفعي على دراسة الظاهرة العراقية يبدو بأني تعرضت  الى ماتعرض له جهاز الكومبيوتر ، فالظاهرة العراقية اليوم لاتنفع معها اي دراسة والسبب كما يقول ابناء العراق وباللهجة المحلية ايضا ( شابجة).

الباحث اليمني يرد على من يتهم المقاومة الفلسطينية ( حماس )، بالمؤامرة ، او بانها قامت بعمل فوق طاقتها وطاقة العرب  لانها  كسرت صورة الجيش الذي لايقهر والصلف والعنجهية الامريكية والاوربية التي تقف وراء هذا الجيش الذي تبين انه ورقي ( فخل التوث بالبستان  هيبة). 

استجابة مني لما يريده الاستاذ المشهداني اقول هل يتهم او سوف يتهم حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بما تتهم به المقاوم الفلسطينية اذا ما تفاوض او تعامل مع قوة اجنبية في سبيل انقاذ العراق من الفوضى التي تتحكم بكل شيء ومنها السياسة ؟

وهنا سنحاول  الربط بين هذا السؤال ، وسؤالنا الاول الذي وضعناه في مقدمة مقالنا ، وبمحاكات الباحث عصام القيسي ؟ 

للاجابة عن السؤالين علينا ان نعرف ماهو تعريف الاخلاق ، وماهي الفلسفة النفعية ، وعلاقة ذلك بالعقل وبالضمير ونتبع خطوات الباحث اليمني في هذا الخصوص:

١- (الأخلاق هي دراسة، تقيم السلوك الإنساني على ضوء القواعد الأخلاقية التي تضع معايير للسلوك، يضعها المجتمع او الإنسان لنفسه ويعتبرها التزامات ومبادئ يمشي عليها وأيضا واجبات تتم بداخلها أعماله أو هي محاولة لإزالة البعد المعنوي لعلم الأخلاق، وجعله عنصرا مكيفا، أي أن الأخلاق هي محاولة التطبيق العلمي، والواقعي للمعاني التي يديرها).

وهنا علينا معرفة ان المبادئ الاخلاقية نسبية وليست مطلقة ، فالاخلاق لها علاقة بالزمان والمكان ، فالقيم الاخلاقية  التي يستند اليها الشعب الهندي مثلا تختلف عن معنى الاخلاق لدى الشعب السويدي او الصومالي مثلا ، وكذلك القيم الاخلاقية في العصور الوسطى في اوربا هي غيرها الان ، والاخلاق قد يكون مصدرها الشعب او الدين او السياسة او الكل مجتمعا اما على مستوى السياسة فأن ميكافيلي الايطالي الذي كتب كتاب (الامير ) والذي ذكر فيه مبدأ اخلاقيا حيث  يقول ( الغاية تبرر الوسيلة )، فهناك الكثيرون  ممن اتفق معه من منطلق الهدف هو الاهم  ، وهناك من اختلف معه واعتبر ان تحقيق الهدف النبيل يجب ان نصل اليه عبر الوسيلة الشريفة والنظيفة ، وحزب البعث العربي الاشتراكي هو في طليعة المخالفين لمبدأ ميكافيلي ، وبالتالي لا اعتقد انه سيتعامل مع الامريكان  استنادا الى المفسدة الصغرى  ومهما كان الهدف مهما ، حتى وان برر البعض ذلك القول   ( بالاستفادة من الموازنات السياسية ).

٢- (يعود مصطلح «الفلسفة النفعية» للمصلح الاجتماعي والفيلسوف الإنجليزي جيرمي بنتام (1748 - 1832) وهي فلسفة تقيس صواب العمل بما يحققه من منفعة وسعادة للإنسان، كما تحرص على تخفيف آلامه ما أمكن لها ذلك، أما جذورها فتعود إلى مجموعة من المفكرين والفلاسفة كجون ستيوارت ميل 1806- 1873م صاحب كتاب (مذهب المنفعة) وهربرت سبنسر ). 

اعتقد ان  مفهوم النفعية  بسيط فهمه نظريا ،  لكن تكمن صعوبته  في التعامل بموجبه مع  الشعب العراقي ، فالسؤال  ماهو النفع والصواب مثلا  في حمل محمد الحلبوسي على الاكتاف ، والهتاف لنوري المالكي وحضور مجالس عمار …الخ ، فعل من المعقول ان هدية مسدس او بطانية او وجبة دجاج تجلب المنفعة وبالتالي السعادة  ، وماهي السعادة والنفع الذي يجنيها الشعب العراقي جراء الصراعات الطائفية  والعشائرية  ، والذهاب الى مايسمى بصناديق الاقتراع، وهل سيحقق حزب البعث العربي الاشتراكي السعادة والنفع في وضع يده في يد الامريكي الذي اجتاح العراق وقتل وشرد واوصل البلاد والعباد الى ماهم عليه الان ؟  للاجابة على هذا السؤال علينا ان نتذكر ( شكو ما كو).

اما موضوع العقل واحكام العقل. في الاجابة على فعل المقاومة الذي استخدمه الباحث من اليمن لدحض سؤال المتربصين في المقاومة الحمساوية كما يحلو لهم ان يسمونها ، فسنقول مثل ماقال الرجل ، العقل بحاجة الى ان تغذيته بمعلومات ومعطيات ليتمكن من اصدار القرار ومن الافضل ان نترك امر الحكم العقلي فيما يحدث الى مابعد المعركة ، وهنا نقول بان حكمنا العقلي فيما يحدث في العراق سنتركه الى مابعد الفوضى والطوفان الذي بشر به فائق الشيخ وابو علي الشيباني ولطميات باسم الكربلائي،  لان من  يعتقد انه يستطيع الحكم عقليا على مايحدث في العراق الان وفي ظل هذه الفوضى وغياب المعطيات لاعقل له.

اما موضوع الضمير الذي تحدث عنه الباحث اليمني والذي اعتبره  البوصلة بين الخبر والشر والذي لايحتاج الى معلومات ومعطيات في الحكم على فعل المقاومة ، فاقول ان بوصلة الضمير في العراق هي الاخرى قد تعطلت نتيجة لما يحدث فنجد من الصعب التمييز بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ، بين الاسود والابيض، واننا كما يقول الشاعر جليل حيدر في قصيدة له تحمل عنوان ( شكو ماكو) ، يقول فيها (نحن شعب الباميا والباجة والتشريب ، نحن شعب السراديب ، نحن شعب الشكو ماكو).

الشعب الذي يعتبر السحرة والدجالين والخونة والعملاء وسراق المال العام قدوة  للضمير له ، اما الضمير البعثي فقد اتجهت بوصلته الى الحق والخير واللون الابيض ، وسفينته معلومة فمن يريد النجاة،، البعث هو طريق النجاة بعيدا عن القتلة الامريكان وغيرهم ، ومن يريد الغرق فالطريق واضحة بعد اكثر من عشرين سنة عجاف ، العراق للاسف يغرق  لان شعبه لم يتوصل الى الجواب على سؤال شكو ما كو ؟