الأحد، 29 نوفمبر 2020

في ذكرى أَرْبَعِينية وَلِيَّ أَلْعَصْرِ وشيخ ألمجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير وألامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ألرفيق الشهيد عزة إِبراهيم الدوري ..بقلم أَ . د . أَبو لهيب

في ذكرى أَرْبَعِينية وَلِيَّ أَلْعَصْرِ وشيخ ألمجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير وألامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ألرفيق الشهيد

عزة إِبراهيم الدوري

أَ . د . أَبو لهيب

أَليوم ليس كبقية ألأيام ، بل يوم متميز للامة العربية وذلك بسبب مرور أَربعين يوماً على إِستشهاد أَعزعزيز في قلوب أُمتنا المجيدة ، ألقائد الذي عاش مناضلاً ومات شهيداً ، كان حريصاً على مصالح أُمته وَلَنْ يتنازل نهائياً عَنْ مبادئه ألقيمة لذلك سماه الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله بالأمين .                

كما أنَّ ألرفيق أَلشهيد عزة الدوري إِنساناً رسالياً لَنْ يفكر أَبَداً بِالمصلحة الشخصية بقدر إِهتمامه بِمصالح أُمته أَلمجيدة وكان فارساً شجاعاً يقود بنفسه أَلجهاد مع رفاقهِ في العراق دون أنْ يتورع مِنْ العدو الامريكي الغازي وأذنابهم في العراق ، لذلك وضع خوفاً ورعباً في قلوب الاعداء ، وكانوا يخافون مِنْ قوته وقدرته ، لانه رجل رسالي ومبدئي وإيمانه بالله عزوجل أَكبر مِنْ كل شيئ ، دائماً يقول لرفاقه إِنَّ الجهاد في سبيل الله أَكبر جهاد ، ونيل أَلشهادة في سبيل تحرير الوطن مِنْ براثن أَعداء الله أَكبر وأَعظم أجراً عند الله .               

بعد عملية الغزو الامريكي للعراق ، إِستطاع الرفيق الشهيد ألاختفاء عَنْ أَنظار العدو اَلغازي وأَذنابهِ ، وقام بِألاشراف على ألكثير مِنْ العمليات أَلمسلحة ضد ألعَدو الامريكي الغازي ، كما نسبت له مجموعة مِنْ التصريحات أَلتي تدعوا قطاعات مختلفة مِنْ الشعب العراقي لِمقاومة القوات الامريكية في العراق ، لذلك قامت القوات المسلحة الامريكية الغازية برصد عشرة ملايين دولار لِمَنْ يتقدم بِأَي معلومات تقوده إِلى إِعتقالهِ أَو قَتْلِهِ ، كما وضعت صورته مع المطلوبين للقوات الامريكية أَلغازية .                                                               

ولكن كل ذلك لَنْ تأثر على هِمتهِ ومعنوياتهِ ومبادِئِهِ رغم إِغراءات كبيرة مِنْ قِبَلْ ألعدو لَهُ ، وبعد إِستشهاد ألرفيق الشهيد صحابي العصر صدام حسين رحمه الله ، وصى بِأنْ يحل محله ألرفيق ألشهيد ولي الزمان عزة الدوري ، وبذلك إِستلم قيادة الحزب وخلال أربعة عشر عام إِستطاع أَنْ يجمع الرفاق تحت لواء البعث مرة أُخْرى وبكل عزم وإِيمان وتهيئتهم للقيادة مرة أُخرى وبهذا وضع فزعاً كبيراً في قلوب الاعداء ، ودليل على ذلك آخر تصريح للعميل باقر جبر صولاغ يقول : إِنَهُ لا يستبعد بقيام حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ، بقيادة الرفيق الشهيد عزة إبراهيم الدوري بالانقلاب عليهم وإِستلام زمام الحكم في العراق مرة أُخرى ، وهذا دليل بِأَنَّ أَعداء العراق يخافون منه حتى في أحلامهم .                       

يا رفيقنا ألغالي ندعوا مِنْ الله عز وجل اَنْ يغمد كم برحمته الواسعة ويدخلك جناته ويحسبكم مع الانبياء والصديقين والشهداء .                                                                        

أَلف ألف رحمة على روحك الطاهر ، فَنُمْ قرير العين  إِنَّ رفاقك على العهد بِإِدامة المسيرة إِلى تحقيق النصر المبين .                                                                                               

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020

كلمات في رثاء الاخ والحبيب والصديق والرفيق عبد الصمد الغريري (ابا زيد)...بقلم الرفيق ابو عبد الملك


بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم )). (يونس-107)

صدق الله العظيم

كلمات في رثاء الاخ والحبيب والصديق والرفيق عبد الصمد الغريري (ابا زيد) ....

كيف لي ان انعيك في الصباح الاول لرحيلك عن تلك الدنيا الفانيه .. كيف لي ان اتحمل الوجع والالم الذي تركته في نفسي وقلبي بعد رفقة وصداقة جاوزت الثلاثة عشر عاما مذ تعارفنا لاول مره بعيدا عن ديارنا في دمشق الحبيبه .. كيف لي ان اسجل حروف رثائك ومحبتك ووجعي الكبير بفراقك ايها العزيز النبيل والصديق الصدورق والذي لا اظن ان ماتبقى من العمر قد يجود بشبيه  لك ولشخصك وبعلاقتي المتميزه بك وانت الذي اصبحت لي الاخ والصاحب والملاذ في زمن المحن والماسي .. اه ثم اه ثم اه .. كم حسدني الكثيرون عن علاقتي وصداقتي معك .. وكم حسدوك على علاقتك وصداقتك معي .. كنا ايها الحبيب الذي لا اظن ان يبتعد طيفك عني يوما يكمل احدنا للاخر  في عشق العراق الذي سيقتلنا جميعا وفي الموقف والاناقة والراي .. كنت تكمل لي الراي والملاحظة حين يغيب عن بالي بعضها وكنت اكمل لك الراي والملاحظة والمشوره التي تخدم مانحن فيه من عمل على طريق النضال والجهاد وفي قضايا بلادنا التي امنا بها ..  كنت تحمل الكثير من اسرار وخبايا مسيرتنا في وطننا وكنت مثلك قد تحملت بعضها .. وكنت تكتم سري واكتم سرك ...كان كل منا يثق بالاخر بالمطلق لان هدفنا لايحتمل التاويل او الخداع او المراوغه .. كنت اقسو  عليك في بعض ارائي وملاحظاتي احيانا وكنت تقبلها بلا تردد وبمحبه غريبه لان احدنا قد عرف الاخر بصدق وعمق ..

من لي ايها الحبيب بعد اليوم من يصابحني يوميا  او على الاقل بين يوم واخر بشكل متميز  وبطريقة مختلفه حتى في اسلوبها وتعودناها منذ سنوات وهي وبسبب محبتنا لاهلنا وللناس جميعا تناغي طريقة اهلنا في جنوب القلب من وطننا الحبيب .. حيث يرن رقم جوالك لاسمع منك ( صباح الخير مولانا .. لاجيبك مولاك ابو عبدالله ..صباح الانوار ) وهكذا تدور الايام والصباحات  فمن الذي يعيدها ايها الحبيب ..

ايها الحبيب المحبوب المسافر الى دنيا الخلود .. لقد وجدتك ومن خلال رفقتك  الطويله فارسا ابيا يعتد بنفسه جمع بين النفس الثائره المتمرده التي تميز بها اهلنا من سكان مدن وقرى اعالي الفرات وبين حلم المناضلين الصابرين المتأملين المحاورين بالحجة والمنطق وبالحق المبين والذي لايقبل الزيغ او الزلل .. وجدتك ثائرا ومتمردا حتى على بعض اعراف وطباع رفاقك التي ترى بوجوب مغادرتها وتجاوزها وتطويرها مع تطور الحياة والفكر ..

كنت تمتلك خليطا عجيبا بين الموروث الشعبي والحكايا والامثال والحكم حتى التي تتحدث بها عجائزنا .. وبين الفكر المتنور والمتطور والذي يبلغ عن الحداثه والمستقبل الرصين ..

ومع كل ذلك امتلكت قلبا يتسع للجميع ويمتلك محبه للجميع حتى لمن اساء الينا .. كنا نحسدك عليها وكنت تعامل من اساء اليك باخلاق الفرسان .. والله لقد كنت شاهدا على الكثير من تلك المواقف من الذين اساءوا اليك والينا بقسوه وقد يكون بعضها خارج المنطق والاخلاق ولكننا كنا نتجاوزها باخلاق الفرسان .. والادهى ان بعض تلك الاساءات كانت تصدر احيانا من ناس كنت قد احسنت اليهم في الموقف والمحبه ..

ايها الحبيب الغائب الحاضر .. وانا ارثيك اليوم والدموع لم تنقطع حيث اكتب كلمات الرثاء ... لا بد لي ان اثبت للتاريخ انك كنت وطنيا مخلصا وفيا مؤتمنا على المباديء وعلى حق العراق المبين وتتحدث بلغة اهله وطموحاتهم واحلامهم .. وكنت عنيدا وشفافا وتطرح الرؤيا ووجهة النظر بلين ومحبه ولكنها بصلابة المناضلين الكبار ممن حملوا على اكتافهم ارث وتاريخ وعنفوان وطن يستحق المجد والرفعه ...

كيف لا وانت من شاء القدر ان يرافق اثنان من أهم الثائرين الاحرار في تاريخ العراق الحديث ،بل من اهم الثايات والمثابات الوطنيه والقوميه في تاريخ العرب الحديث..

ايها الحبيب والاخ والصديق الذي غادرنا مبكرا حيث لازال في العمر متسعا ولازالت الاحلام والامال تترى علينا وعلى عقولنا .. هنيئا لي بصداقتك ومعرفتي بك .. وهنيئا لك بمحبة الناس العفويه في بلادنا وفي معظم بلاد العرب من الذين عرفوك بل ومن معظم الاحبه من العراقيين في المهاجر ..

نم قرير العين  ايها الحبيب  ولن اقول لك وداعا لانك ستبقى بين الحنايا والضلوع مادام في القلب منزع..

 ويا لمأساتي وحزني عليك ويالوجعي ولوعتي على فراقك ايها النبيل الاصيل الذي امتلك نخوة وفزعة قل مثيلها عند الرجال .. فكم كنت تسعى لرفع ضيم وتقديم عونا لمحتاج ومساعدة من يحتاج الى عبور ازمه وأسعاف ملهوف ... تقبلك الله في عليين وفي جنات الخلد ومنحنا الله واهلك الصبر  على فراقك .. وانا لله وانا اليه راجعون

وسبحان الحي الذي لايموت ...

اخوك المحب

الرفيق ابو عبد الملك 

١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٠

تأثير أَلْمذهبية والطائفية لتمزيق العراق وشعبه الابي .بقلم /أَ.د. أَبو لهيب


تأثير أَلْمذهبية والطائفية لتمزيق العراق وشعبه الابي

أَ.د. أَبو لهيب

لَقَدْ أَنتج سقوط ألجمهورية العراقية على يد مَغُول أَلعصر أَمريكا وأعوانهم وذيولهم في التاسع مِنْ نيسان 2003 ، مجتمعاً بلا بناء ، لِأَنَّ جميع ألبناءات أَنهارت ، سواء كانت أنساق في العلاقات بين السلطة والمؤسسة والدولة ، وأنساق العلاقات الافقية بين البلد وأبنائه مِنْ رابطة أَو ولاء ، إِنهارت تلك ألدولة الجديدة بكيانها ومؤسساتها وهويتها بعد أَنْ فتح المحتلون أَبواب قصور الحكم القديم والمباني والادارات والوزارات والبنوك أَمام مجموعات مِنْ اللصوص والسارقين ، ليستولوا على ما فيها مِن أَثاث وأموال وحتى أوراق ومستندات ووثائق ، أطلق عليه عملية ( فرهود ) أَو ( ألحواسم ) لصيقاً بكل شيئ غير شرعي سواء كان الاستيلاء على الاموال أو بيوت هجرها أَهلها أَو دوائر حكومية فَرَّ موظفيها خشية مِنْ الموت ، وجاءوا بجيش وضباط جدد وجميعهم لاينتمون للمؤسسة العسكرية المعروفة ، لُقِبَهُمْ ( ضباط الحواسم ) بينما تولى أخرون مهنيون يعملون على  إفراغ ألمتحف الوطني والمناطق الاثرية مِنْ محتوياتها وكنوزها .                                              

أَسس سقوط الدولة العراقية نمطاً جديداً للعلاقات بين مكونات الشعب الواحد الذين يشكلون فسيفساء نادرة  كان يجب أَنْ تكون عامل قوة بدلاً مِنْ أَنْ تصبح مسماراً جديداً في نعش المجتمع العراقي ألْمُثَخَنْ بالطعنات داخلياً وخارجياً بفعل التميز والاقصاء والرعب والاذلال والجوع بعد أن كرس هذا النمط قيم المحاصصة المبنية على الطائفية والدين وأَلْعِرقْ ، بدءاً مِنْ تشكيل الحكومة ورئاسات الدولة الثلاث وإِنتهاءً بِحِصَصْ ألوظائف البسيطة مِنْ الاجهزة المدنية أو الامنية .              

إِنَّ ما حصل في العراق في 9/نيسان/2003 ، شكل إِنعطافاً تأريخياً كبيراً في المنطقة لَهُ علاقة مباشِرة بِألْسُنَّةْ وألْشِيعَةْ في منهجيهما ألتاريخيين وفي إِستراتيجيتها خلال مئات مِنْ السنين ، واستند تلك الفكرة من خطط لتمزيق وحدة المجتمع سياسيا ، علما ان الدولة العراقية الحديثة لم تتأسس على اساس مذهبي ولم يحكمه منذ عام 1921 اي نظام على اسس طائفية بما فيها النظام السابق ، فكرست الاحزاب الشيعية والمدعومة من الاحتلال وايران نزعة تقسيم الحكم طائفيا والهدف منه تمزيق وحدة المجتمع العراقي ، هنا وقع أَلْشيعة ألعرب قي العراق في مصيدة الطائفية الايرانية مما ادى الى سيطرة ايران بعباءة الشيعة العرب في العراق وقد أدى ذلك أَلتغيرألحاصل إِلى إِثار كبيرة على حاضرهم ومستقبلهم ، فهم اندفعوا ليطبقوا التجربة الايرانية في الحكم محاولين تحويل العراق الى جمهورية اسلامية اخرى تحت ( حكم شيعي ) وهذا لايمكن ان يحدث في العراق بسبب اختلاط وتصاهرالطائفتين ومنهم من يتصور بانهم لِأَولْ مرة في تاريخهم ينتقلون إلى مواقع قيادية مثلما قالها احد ازلام الاحزاب الطائفية ( بهاء الاعرجي ) ان الحكم كان سنيا من ( ابو بكر الى احمد حسن البكر ) ليجعل من ذلك ان تقسيمات الحكم اصبحت هكذا طائفيا ومن منطلق تفكيرهم ، يتحملون مسؤولية كبيرة ، وفي مقابل ذلك كانت احزاب اسلامية سنية دخلت العملية السياسية وروجت بانها تمثل السنة وايضا تتحمل كل ماجرى من مجازر ، لَمْ يدرك الطرفان حجم ماجرى حتى الان ، وإِنَّ عجلة الزمن قد دارت وفرضت واقعاً جديداً يجب أَنْ يتعامل معه الجميع ، إِلا أَنَهُمْ مازالوا يتعاملون مع الواقع الجديد بعفوية وبعقول سياسية تقليدية تحكمها المصالح أَلْآنية أَلْشخصية والحزبية الطائفية المريضة ، ولم يتمعنوا بعد في طبيعة ما يقع عليهم مِنْ مسؤولية تجاه الطائفة والدين والانسانية .               

على أَثر ماذكرناه جرى التغيير الداخلي ، كما حاول الحكام الجدد ( محتلون العراق ) أَنْ يرسموه كصورة جديدة للعراق الجديد ، دون ألنظر إِلى التغيير الخارجي للدولة وتاثيراته الاقليمية والدولية أَو حساب النتائج التي ترتبت على طريقة تغيير النظام ودون إِعتبار أَو تقدير حقيقي لطبيعة التحديات الداخلية والاقليمية والدولية الهائلة أَلْمُتَآتية مِنْ القوى المتضررة مِنْ التغير .                            

وقد أفرزت طريقة إِدارة ملفات الانهيار مِنْ ( إِرهاب وجريمة وفوضى وإِنعدام للخدمات وصراع سياسي محموم وإِنقسام ألمذهبية والطائفية ) نمطاً ألقى بِضلالهِ على البديل المراد إِنتاجه لِنظام وعصرالرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ، مما أَدى إِلى تأسيس حزمة مِنْ الازمات الجديدة ، زادت أزمة العراق تَأزماً ، فطبيعة المنظومة السياسية المركبة على العملية السياسية كشفت عن حجم الاخطاء والخطايا التي أَوقعت التجربة في دوامة أزمات لاتنتهي ، بل تعيد إنتاج أَزمات جديدة في كل مرة يحاول الحكام الجدد أَنْ ينهوا أزمة سابقة على وجودهم أو ولدت مع توليهم الامر حتى غدا كل شيئ أَزمة بدءاً مِنْ هوية أَلدولة وشكل نظامها السياسي والانتماء والولاء والتعايش وإِدارة ألسلطة وتوظيف الثروة ، والدستور والقوانين والتعليم والثقافة .                                             

ولعل السبب الرئيسي في تلك الدوامة مِنْ الازمات هو أَنَّ القوى التي إِحتلت العراق لَمْ تدرك جيداً حجم التاثيرات السلبية العميقة ألتي تركت آثارها على بنية المجتمع والدولة ، بسبب قصور الرؤية وسوء التخطيط ، حيث افرزت العملية السياسية تضخم الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية ، وغلبة نهج السلطة على حساب نهج الدولة ، وشرعت لِإِنقسام السلطات بعد تقاسمها جراء المحاصصات الطائفية والعرقية ، وافرزت تضارب رؤى وإِدارات ومشاريع فَإِنْ يمكن أَنْ تكون متكاملة لانها متوافقة على هدف واحد هو إِعادة رسم المشهد العراقي كمجتمع ودولة ، إِلا أَنَّ هذا الهدف وتلك المشاريع تشتت وتضاربت وبلغت حد الصراع الدموي بفعل إِختلاف اجندة الفرقاء السياسيين وابتلاع الاحزاب المتنفذة للسلطة والدولة وتعطلت آلية إِعادة إِنتاج المجتمع والدولة مِنْ بُنَى إِقتصادية وخدمات واَمنْ ومنظومة سياسية بفعل تغليب التوازن ، ومحاولة الوصول إِلى توافق بين القوى السياسية المنتجة للقرارعلى مستوى الدولة دون النظر إِلى نتائج هذا التوافق والتوازن مِنْ صُبغ التنوع الاجتماعي الطبيعي بصبغة غير مقبولة تقوده إِلى إِنشقاقات طائفية وعرقية كبرى بِالاضافة على إِستشراء ألفساد .                                                                                     

قادت الاحداث كقوة التخريب دموية لَمْ يشهد العالم مثيلاً لها بعد أَنْ إِختلط الحابل بالنابل وتنوعت العناوين بين المقاومة والجهاد مع دخول مندسين ينفذون أَجندات خارجية وسط صفوف المقاومة الحقيقية ، مما أَدى إِلى تشتيت صفوفها وصبغها فيما بعد بصبغة الارهاب حيث صار كل مَنْ يحمل سلاحاً بوجه القوات الغازية المحتلة أو القوات الامنية الذيلية لِأَمريكا ( إِرهابياً ) بسبب عدم وجود سيناريوهات صحيحة لضبط تداعيات التغيير وتنظيم مناسب والتحول التدريجي نحو الدولة الجديدة بِما يضمن ضبط إِيقاع الفوضى وإِمتصاص ردات الفعل التي أَنتجها التغيير واحتواء تداعيات الانهيار داخلياً وإِقليمياً .                       

وهكذا وعلى هذا المنوال تم تمزيق العراق الابي عراق الحضارات ومهد الانبياء ، بين المجوسيين وأعوانهم وأَذنابهم ألخائبين وهكذا تم تقطيع أَوصاله بين ألمذاهب والطوائف والديانات ، وهكذا تم تمزقه أرباً أربا بين القوميات والعرقيات .                                   

تارة تدعي تركيا العثمانية بِأن ولاية موصل وشهرزور أَراضيها ، وقطع منها غدراً آبان الحروب العالمية ، وتارة أخري تدعي الفرس المجوس الصفوي بِأن شرق العراق بِكامله أراضي إِيرانية وهو أولى بِهَا  مِنْ غيرها ، وبين هذا وذاك ضاع الشعب العراقي الابي وتشرد ملايين منهم داخل العراق ، يعيشون في المخيمات في البؤس والفقر ، كما تشرد خمسة ملايين عراقي لاجئ خارج الوطن بين بلدان العالم ، وفقدوا هوياتهم الوطنية ، وانصهروا في بودقة تلك الدول التي يعيشون فيها .          

خلال سبعة عشرة سنة الماضية وإلى الان ألاحداث تشير إلى تمزق كامل للعراق وتقسيمه على الطائفية والاعراق والديانات والقوميات ، وهكذا دُمِرَ بلد الحضارات ، وادي الرافدين ، صاحب أقدم الحضارات في العالم وبلد الخيرات ومهد الانبياء على يد مغول العصر أمريكا والصفوين الفرس وأتراك العثمانيين ، والخونة والمجرمين مِمَنْ باعوا ضمائرهم وشرفهم للاجنبي

عاش العراق حراً أبياً                                                                                     

الموت للخونة والمجرمين مِنْ الذين باعوا وطنهم بثمن بخس للاجنبي                           

الرحمة ِلشهداء العراق والامة العربية ممَنْ لَمْ يبخل بِأغلى مالديه للحفاظ على وطنه وشعبه

 

الاثنين، 9 نوفمبر 2020

أَلْبَعْثُ رائِدْ أَلْفكر أَلْقَومِي ويَبْقى شَامِخَاً وَمَدْرَسَةً لِلْنِضَالْ في مُواجَهَةْ ألمُؤامَرَاتْ الاقليمية والدولية أَ. د. أَبو لهيب


أَلْبَعْثُ رائِدْ أَلْفكر أَلْقَومِي ويَبْقى شَامِخَاً وَمَدْرَسَةً لِلْنِضَالْ في مُواجَهَةْ ألمُؤامَرَاتْ الاقليمية والدولية

أَ. د. أَبو لهيب                                                             

إِذا إِطلعنا على النظام الداخلي للحزب  بدقة , وكذلك أدبياته نرى كثير مِنْ الامور المفيدة يجب أَن نقف عندها ، وَ مِنْ أَهَمْ ما ذُكِرَتْ إِنَّ حزب البعث حزب حَي نضالي ضد كل وسائل التفرقة والعنصرية والطائفية ، يشمل كل الامة العربية وحزب دائم التحديث حسب المرحلة التي يمر بها ، حزب لا يؤمنُ بعبادة الاشخاص ، بل يحترم القادة ويضع مكانة خاصة في أدبياته وتاريخه النضالي ، ويبقون خالدين في مخيلة الحزب الى ابد الآبدين ، وإِنَّ نظرياتهم وتوجيهاتهم الحية تبقى مرشداً ينير درب المناضلين .                      

بِما أَنَّ فكر البعث منبعث مِنْ الفكر الاسلام الحنيف ، وشعاره ( أُمَةً عَرَبِيَةً واحِدَة .... ذاتُ رِسَالَةٍ خالدة ) وبما أَنَّ هذا شعار منبعث مِنْ قوله تعالى : ( إِنَّ هَذَهِ أُمَتِكُمْ أُمَةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُكُمْ فَأَعْبِدُونِ) سورة الانبياء –آية 92، تبقى صامِدة أمام كل التحديات والمؤامرات الاقليمية والدولية وَلَنْ تهتز أبداً ، نأتي بِمِثال حي عَنْ الاسلام ، عِنْدَمَا توفى الرسول الاكرم محمد (ص) قسم مِنْ المسلمين مِمَنْ كان إيمانه ضعيف ، إِرتد وبايع ْآخرين ، لذلك قال أَبوبكر الصديق(ر): مَنْ كانَ منْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَدَاً (ص) فَإِنَّ مُحَمَدَاً قَدْ مَاتْ . وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ الله ، فَإِنَّ الله حَيُّ لايَمُوتْ. وفي براعة ولياقة وتوفيق قرأ أَلْآية الكريمة لجمهرة المسلمين مِنْ قولهِ تعالى : ( وَمَا مُحَمَدُ إِلَّا رَسُولٌ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ أَلْرًسًلْ أَفَإِنْ مَاتْ أَوْ قًتِلْ إِنْقَلَبَتًمْ عَلَى اَعْقَابِكًمْ ْوَمَنْ يَنْقَلِبً على عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضًرُّ الله شَيْئَاً وَسَيَجْزِي الله أَلْشَاكرِينْ )سورة آل عمران – آية 144 .  لذلك بقى الدين الاسلام قوياً يوم بعد يوم وبعد وفاة كل خليفة ياتي خليفة آخر والمؤمنين والمسلمين يبايعونه دون تميز والمسيرة مستمرة إِلى يومنا هذا ولا يهزه أَقوى عاصفة .                   

بِمَا أَنَّ فكر البعث منبعث مِنْ ينابيع الايمان لَنْ يهزه شيئاً ، وبعد وفاة أو إِستشهاد القائد ياتي مباشرةً قائد آخر وَلَنْ تتوقف المسيرة ، لان البعث حزب حي .                       

في سنة 2003 م إِرتكب الاوباش  المجرمين مِنْ عصابات المافيا الدولية عدوانهم الهمجي اللعين ضد العراق وشعبه وتمثل بأكبر جريمة وذلك بِأقدامهم على العدوان وإِحتلال العراق عسكرياً ، وجراء ذلك لقد استشهد كثير مِنْ رفاقِنا المناضلين ، وَمِنْ ضمنِهِمْ ألرفيق الشهيد صحابي العصر ( صدام حسين ونجليه وحفيده ) وأثر ذلك حاول بعض مِنْ ضعافي الايمان بِمبادئ البعث أَنْ ينشق مِنْ حِزب الام ، ولكِنْ فَشَلَتْ محاولاتهم الخائبة ، لِأنَّ الرفيق الشهيد قبل نيل شهادته وَصًّى بِأَنْ يكون مكانه ، الرفيق المناضل وشيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير ويبايعون جميع الرفاق القيادتين بيعة مطلقة كي تبقى مسيرة النضال والمقاومة مستمرة ، وبقى شيخ المجاهدين خليفة للرفيق الشهيد بكل إخلاص وامانة لانه إِنسان رسالي بِكُلْ مقاييس النضال ، وَبَعْدَ مرور اثني عشرة سنة على استشهاد الرفيق صدام حسين وإِستلام ألرفيق المناضل شيخ المجاهدين عزة ابراهيم الدوري زمام القيادة ، لَمْ يتوقف مسيرة الحزب بل تطور أكثر وأكثر وكان قد قاد الحملة الجهادية في العراق ضد المحتلين واذنابهم مِنْ الخونة والمندسين ، وبعد تلك السنوات الطويلة مِنْ النضال المستمر بدون انقطاع ، وافاه شيخ المجاهدين أجله وتوفى ، وترك أَثراً كبيراً ومصيبة عظيمة في قلوب البعثيين ، ولَكِنْ هذا لايعني بِأن المسيرة توقفت ، كلا بل كانت المسيرة مستمرة ، وجاء رفيق مناضل آخر تطبيقا لنظام الداخلي للحزب وهو المفتاح الاساسي لجميع المغاليق ولايمكن تجاوزه من اي شخصية في الحزب ، ونتيجة ذلك تم اعلان استلام القيادة مِنْ قِبَلْ الرفيق المختار للمهمة ، ولكن مرة اُخرى بعض مِنْ ضعاف الايمان بِمبادئ البعث أرادوا أن يعبرون عن محبتهم لشيخ المجاهدين ، وارادوا ان يقولوا بِأنَ هناك رفاق آخرين يستحقون أكثر لذلك المقام ، وهذا التعبير مِنْ ضعف ايمانهم وليس مِنْ المحبة لانهم أرادوا أَنْ يشقون صفوف الحزب مِنْ خلال نشر تلك الافكار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ولكن فشلوا ايضاً ، فشللاً ذريعاَ .                                                            

وَإِنَّ مسيرة الحزب إِستمرت بِمسارها الصحيح ، ولَنْ تتوقف ، بهمة المناضلين ، فَمِنَ البديهي أَنْ يبدأ شعبنا المعروف بِنِضالِه وحبه والتصاقِهِ بِأرْضِهِ وَوطنه وأن يبدأ بِمكافحة تلك العصابات الخبيثة التي فرضها الاحتلال ، ولم يكن امام شعبنا الا مزيداً مِنْ النضال الثوري وبكل اشكاله لمكافحة تلك الافة القذرة فكان شعبنا أهل لتلك العملية الثورية في مكافحة العملاء الذين جلبوا الويلات للعراق بعمالتهم وقذارتهم ، ولهذا نرى هذه الحملة الجنونية تجاه البعثيين وتوجيه ألْتُهَمْ الكاذبة والباطلة لهم ، وَإِني أَرى مِنْ حق شعبِنا أَنْ يلتف حول البعث وقيادته الحكيمة وتنظيماته المناضلة والقوى الوطنية الاخرى التي تعمل مع الحزب ، لان ماشاهده ولمسه وعرفه عَنْ هؤلاء العملاء الخونة واللصوص الدوليين أعطت ومنحت الشعب العراقي الرؤية الواضحة لتلك الوجوه العميلة الكالحة والقذرة التي باعت كل القيم ومقدرات الشعب والارض والوطن للاجنبي .             

إِنَّ شباب ورجال البعث والعراق لاتثنيهم تلك الاعتقالات والحملة القذرة التي تحاول النيل منهم بل تزيدهم اصرار على التضحية في سبيل العراق وشعبه والعمل على تحريره ونيل الاستقلال الوطني الكامل وتحرير الارض والوطن مِنْ كل الغاصبين وستبقى بِإذنْ الله رؤوسهم مرفوعة ، إنهم رجال المهمات والتضحية والفداء لشعبهم ووطنهم .                   

الف ألف تحية لمناضلي شعبنا مِنْ  الوطنيين والبعثيين الابطال .                                  

والرحمة والغفران لكل شهداء البعث وشعبنا الابطال الذين سطروا أكبر الملاحم البطولية لوطنهم وشعبهم .       

                                                                                     

الجمعة، 6 نوفمبر 2020

المركزية الديمقراطية (الانضباط) الديمقراطية المركزية / بقلم .. د ـ فالح حسن شمخي


المركزية الديمقراطية

(الانضباط)

الديمقراطية المركزية

د ـ فالح حسن شمخي

ما الذي تؤدي إليه المركزية والحزب على رأس السلطة أو عندما يخوض الحزب نضاله السياسي في أوربا على سبيل المثال ؟

ما الذي تؤدي إليه الديمقراطية والحزب خارج السلطة أو عندما يخوض الحزب نضاله العسكري والسياسي في الداخل ، في العراق على وجه التحديد ؟

متى نستخدم شعار (نفذ ثم ناقش ) الذي أطلقه حزبنا وهو جزء من مبدأ (الديمقراطية المركزية) وكيف؟

أين نضع مفردة الانضباط في العمل الحزبي وهل هي جزء من المفردات السياسية أو جزء من المفردات العسكرية؟

 إن ما تعرض له حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق من قوانين ( قرقوشية )، ومن شتى صنوف الاغتيالات والتعذيب والسجن والتشريد بحق أعضاءه وعوائلهم معروفة، والمعروف أيضا كيف استطاع الحزب امتصاص زخم الهجوم المعادي والشروع بالهجوم المقابل بعد أن تخلص من النباتات الضارة والمتسلقة. فقد عمل الحزب وبسرية تامة ليبقى وأعضاءه بمأمن من الضربات الحاقدة وبالوقت نفسه استطاع بهذه السرية أن يثير هلع ورعب الاحتلال الأمريكي والإيراني.

 إن صيانة الحزب لتشكيلاته هو الإجراء الحيوي الذي يأتي عبر تفعيل مبدأ الديمقراطية المركزية، في الوقت الذي تسعى فيه قوى الشر لكشف الحزب وضربه فان الحزب يقدم المركزية على الديمقراطية من اجل المحافظة ما يلي :

1 ـ الأسلحة والمعدات الفنية وغير الفنية العسكرية التي يستعملها الحزب والتي تضمن للحزب إدامة زخم المعركة المفتوحة مع العدو.

 2 ـ دور الطبع ومراكز التوزيع وأجهزة المراسلة والممتلكات والنقود وغيرها من المستلزمات. إن بقاء هذه في مأمن من رصد القوى المعادية يوفر للحزب إمكانات العمل المنتج بحرية ومقدرة فائقة.

 3 ـ العناصر المناضلة الهامة وما يتعلق بها من معلومات :

 (الأسماء، العناوين، الأوصاف، الارتباطات العائلية، الخصائص السلبية والايجابية، درجة الانتماء الحزبي، محلات السكن، أماكن التردد والسفر والتنقل.. الخ).

 4 ـ مواقع المنظمات السرية، قوتها وسعتها، حتى لا يستطيع العدو أن يمتلك أي فهم أو انطباع لطبيعة المنظمات الحزبية، لان معرفة قوة الحزب تدفع العدو إلى وضع خطة للهجوم الانتقامي، إن ما يؤرق العدو هو جهله بنوعية وحجم منظمات الحزب السرية.

 5 ـ روابط التنظيم السري الخارجية وعناصر الاتصال حيث من الضروري جدا إخفاء روابط التنظيم السري بالقوى والحركات الأخرى وبذل اكبر ما يمكن من الجهود لتغطية عناصر الاتصال وذلك لان كشفها يوقعها في حالة من حالات الانعزال عن القوى السياسية والاجتماعية الأخرى.

 إن سرية التنظيم تتقرر بالدرجة الأولى حسب طبيعة العدو ولا يمكن التخلي عن الصيغة السرية للتنظيم تبعا لاعتبارات وقتية كأن يقدم العدو مثلا تسهيلات معينة، يجب على الحزب إن يقوم على تنظيم سريته وبشكل دقيق وحذر في الأيام التي يسلك فيها العدو سلوكا ماكرا في ابدأ مرونة وتسهيلات معينة وتحت إي ظرف، على أن ذلك لا يعني عدم الاستفادة من هذه المرونة، بشرط أن تتم الاستفادة تكتيكيا ضمن شروط سرية التنظيم وسرية التحرك والمجابهة.

 من المعروف أن حزب البعث العربي الاشتراكي يعمل وفق مبدأ معروف وهو(الديمقراطية المركزية)، فالمبدأ هذا يأخذ سياقات اخرى غير السياقات المعمول فيها أيام النضال الايجابي، فزيادة المركزية على حساب الديمقراطية أيام العمل السري ضرورة لا بد منها، بمعنى إن الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات العامة الشاملة لا يمكن الوصول إليها في فترة تعرض الحزب للقمع والإرهاب والمطاردة بهدف الاجتثاث، غير إن تقلص حدود الديمقراطية الاضطراري يقود إلى ممارسات ديمقراطية هامة تستطيع التعويض إلى حد كبير عن نقصان الديمقراطية وزيادة المركزية، ومن هذه الممارسات تثبيت مبدأ القيادة الجماعية مع ما يحمله هذا التثبيت أحيانا من مواقف تؤدي إلى مبادرة الكادر المسؤول في حالات انقطاع الصلات بفعل ظروف طارئة أو اعتقال أعضاء التنظيم... الخ، وبسبب القسوة والبطش تلجأ القيادة إلى الاتصال بقواعد الحزب بطريقة الاتصالات الفردية والثنائية فلا مجال في هذه الظروف لعقد اجتماعات منظمة لخلايا الحزب.

 إن أساس الديمقراطية أيام العمل السري هو الثقة الحزبية الناجمة عن صواب الموقف السياسي للقيادة والاحترام المتبادل بين القواعد والقيادة وتوافر الكادر القيادي الموثوق فيه، لذلك لا ينبغي لنا الخوف على الديمقراطية داخل التنظيم في ظل ظروف العمل السري، مادام خط الحزب العام سليما فالضرورة الكبرى التي تدعو الحزب إلى الحفاظ على أقصى السرية فوق بقية الضرورات التنظيمية الأخرى، فهدف السرية هو حماية الحزب لاسيما وهو يتعرض لا بشع هجمة امبريالية صهيونية عرفها التاريخ المعاصر، لنأخذ مثل حي على ذلك:

إن عقد مؤتمر قطري للحزب بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ضرورة ملحة لكن القيادة لم تعقد هذا المؤتمر والسبب في ذلك هو حماية الحزب، فلا الوقت مناسب ولا الظرف الموضوعي مناسب ولا الأرض تسمح لانعقاد مثل هذا المؤتمر وبالطريقة التي يريدها الحزب، فانعقاد مثل هذا المؤتمر بنجاح يتطلب حضور مندوبين من الداخل والخارج ويتطلب مكان امن ويتطلب أمور كثير أخرى فهل تتوفر مثل هذه الظروف في ظل الاحتلال؟ اعتقد إن الجواب كلا، إن إي دعوة لانعقاد مؤتمر تعني تصفية للمؤتمرين.

 هناك الكثير من المخاطر الناجمة عن استخدام المركزية علينا توخيها في داخل القطر وعلينا إن نتجنبها وكذلك ونحن نخوض نضالا سياسيا خارج القطر لاسيما في أوربا فالمؤتمرات والاجتماعات العلنية وإمام وسائل الاتصال الحديثة لا تفرض على أعضاء الحزب مركزية (انضباط) كما هفي الداخل وهذه المخاطر وهي:

1 ـ إن تقلص الديمقراطية في الحزب قد تقود إلى البيروقراطية التي تؤدي إلى إشكالا متباينة في السلوك، كالفردية والغرور ونزعة عدم الاكتراث لرأي القواعد، فالبعض يعتقد إن البيروقراطية هي جزء من العمل السري وهذا من الأخطاء الفادحة، فالبيروقراطية تضعف إرادة الحزب وتهمل أراء القواعد.

 2 ـ نشوء عزلة مزدوجة تشكل خطر كبير على الكادر، فالعزلة عن القواعد الحزبية والعزلة عن الجماهير تقود إلى انحراف البعض من الكادر الحزبي وبالمقابل فإنها تقود إلى عدم ثقة القواعد والجماهير بالكادر المحترف، لذلك فان قيادة الحزب تعمل على إلزام الكوادر الحزبية بضرورة العودة بين الحين والأخر إلى القواعد وتطوير العلاقة مع الجماهير بما يتناسب مع المرحلة المعاشة وكذلك تعمل القيادة على إصدار عقوبات مختلفة بحق العضو الحزبي الذي لا يستجيب للنقد وتكون هذه العقوبات متناسبة مع الخطأ الذي اقترفه.

 3 ـ عدم اشتراك القواعد مع القيادة في القضايا المهمة التي قد تتطلب اشتراك القواعد بها أو فهمها على الأقل، وهذا خطر يؤول بالأخير إلى عدم الثقة بالقيادة تركيبا ونهجا.

 4 ـ إن المغالاة في استخدام حجة سرية التنظيم تقود في الكثير من الأحيان إلى خطأ في انتقاء العناصر القيادية وتقيمها، الأمر الذي يقود إلى صعود عناصر غير مؤهلة وإهمال عناصر تتصف بصفات القيادة مما يوصل إلى نتائج تؤثر على بناء الحزب وتطوير عمله.

 5 ـ إن سرية التنظيم قد تدفع بنا إلى عدم الالتفات إلى التثقيف الحزبي والبرامج المعدة لهذا الغرض الأمر الذي يقود إلى التخلف الثقافي الحزبي والعام بالنسبة للبعض، علينا إن نعمل بالممكن في معالجة مثل هذا الأمر المهم بالاستفادة من مواقع الانترنيت ووسائل الاتصال الحديثة وضمن سرية العمل، فالتوعية المستمرة ضرورية من اجل الحد والقضاء على الميول الارتزاقية والتسلق الوصولي الذي قد يتعرض له البعض من الأعضاء خلال العمل السري، إن النقد والممارسة العملية كفيلان بتهيئة فرصة جيدة لمعالجة الأخطاء، أما الأعضاء الذين يثبت تلونهم فيجب إقصاؤهم عن الحزب مهما كانت مستوياتهم الحزبية ودوافع الموافقة على وجودهم في الحزب.

 6 ـ قد يتولد من ظاهرة الانكماش بفعل العمل السري نوع من اللامبالاة في الحفاظ على السرية، وكرد فعل إزاء ذلك فكثير ما تقع النفوس الغير منصهرة بالعمل الجهادي في نزعة عدم تحمل تبعات النضال السري فتكون ميالة للاجتماع في المحلات العامة والثرثرة بما يؤثر على سرية العمل. إن النضال ضد ذلك من شروط العمل السري الحقيقي.

 7 ـ هناك مخاطر الاندساس وتسرب العناصر التخريبية الى التنظيم الحزبي، فالمجالات المتوفر في العمل العلني لانتقائها قد لا تتوفر أثناء العمل السري، لذلك يجب إن يكون الحزب أكثر حذرا في اختيار عناصره وكوادره.

 8 ـ إن أجهزة العدو توجه ضربات للحزب من خلال الثغرات الداخلية كثغرات الانهيار والعناصر المشترات، لذلك فأن قطع الطريق إمام العدو يحصل بمكافحة تلك الثغرات.

 9 ـ إن الضربات التي وجهها العدو للحزب بعد الاحتلال قد أفقدته خيرة مناضليه ، فقيادات وكوادر الحزب التي استشهدت او توفاها  الله او التي وقعت في الأسر وضعت التنظيم الحزبي أمام صعوبات جمة، لهاذا السبب قام الحزب على انتقاء كادر احتياطي للقيادات  تلافيا لعواقب ضربات العدو المتوقعة دائما، وهذا من ضروريات العمل السري، لهذا الامر يجب ان يكون ضمن حدود الدستور والنظام الداخلي وموافقة القيادة القومية باعتبارها مرجعية وهي اعلى سلطة في الحزب