الأحد، 30 أبريل 2023

نحو استراتيجية لتعزيز الوعي القومي التضحيات المادية والمعنوية لشعب العراقي العظيم وبعثه الرسالي . اعداد / جابر خضر الغزي

بسم الله الرحمن الرحيم 

نحو استراتيجية لتعزيز الوعي القومي

التضحيات المادية والمعنوية لشعب العراقي العظيم وبعثه الرسالي .

اعداد / جابر خضر الغزي

المقدمة : 

بات من الضروري والواجب النضالي توضيح الحقائق كما هي للرفاق العرب وجماهير شعبنا الابي والانسانية بما قدمه الشعب العراقي العظيم وبعثه الرسالي من تضحيات مادية ومعنوية طيلة اكثرمن عشرين سنة وهذه التضحيات . " لايحده حد , ولا يعده عد , ولا يستوعبه التاريخ جملة واحدة لازمانا ولا مكانا ولا هضما واستساغه , وسيبقى المؤرخون اصدقاء واعداء ومحايدون يختصمون في كتابته وتدوينه كما وقع وحصل لاجيال قادمه , وسيخطى الكثير منهم ويظلم نفسه ويظلم التاريخ , ويظلم شعب عظيم ومجيد ينتمي الى امة هي خير امة اخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله  ". .

لذا بادرنا على تقديم اهم التضحيات التي قدمها شعبنا العراقي العظيم ومناضلي البعث في القطر العراقي وبلغة الارقام والموثقة لدى الجهات الرسمية للمنظمات الدولية الرسمية وغير رسمية ولكي نعلنها الى الملا على ما يجري على ارض العراق , لكي نحجم التضليل والتدجيل والنفاق والتزوير الذي يمارسه العدو ومن لف لفه من العملاء والخونة والجواسيس والمنافقين والمرتدين , ولكي نضع امة العرب امام مسؤولياتها سواء اكانوا حكاما ومحكومين تجاه شعب العراق جمجمة العرب ورمح الله في الارض وقلب العروبة النابض وعزها وزهوها وبوابتها الشرقية الحصينة , كما نضع العالم كله امام مسؤوليته الانسانية والاخلاقية والقانونية على ما يجري في العراق من غزو واحتلال وقتل وتدمير وتخريب وتشريد وتهجير واعتقال وتغييب وشيطنة وغش وخديعة وتضليل لم يعرفها التاريخ البشري , بل لما يجري من ابادة جماعية لشعب العراق . 

" واعلموا ايها الرفاق ان اخطر ما يواجهنا اليوم في المعركة ويهدد نصرناالمبارك باذن الله او قد يؤخر استثمارنا لهذا النصر , هو التضليل والتدجيل والتزوير والكذب الذي يمارسه اعلام العدو وحلفائه والذي يغطي بفعله المسموع والمقروء والمرئي كل ساحة الكرة الارضية حيث يتواجد الانسان " .

وعلى ضوء ذلك نضع امام رفاقنا وشعبنا العربي واحرار العالم اهم التضحيات لشعب العراقي العظيم وبعثه الرسالي لكي نعزز الوعي القومي لابناء شعبنا العربي وللانسانية جمعاء لاننا نؤمن بان الحرية لا تتجزء سواء في العراق ولبنان واليمن وسوريا وفي امريكا اللاتينية واسيا وافريقيا : 

ومن هذه التضحيات هي :

1_ قدم شعب العراق العظيم مليونيين ونصف مليون شهيد . 

2_ قدم البعث اكثر من  172 الف شهيد من اعضائه بعد الاحتلال وعلى راسهم قائد الحزب واولاده وحفيده وقيادته التاريخية . 

3 _ دمر الفرس حياة عشرين مليون عراقي تدمير كامل وشامل وعميق وهدم دورهم . 

4 _ دمر مصالحهم الزراعية والتجارية والصناعية ولم يبق لهم اي وسيلة عيش في العراق مما اضطرهم للنزوح خارج العراق . 

5 _ ادخلوا الى العراق اربعة ملايين ايراني وافغاني وباكستاني ومنحوهم الجنسية العراقية واسكنوا ثلاثة ملايين منهم في بغداد . 

والبعث في العراق وشعبه الابي ينزف دما ليل نهار ولا يمر يوم واحد ليس فيه مخطوف ومقتول ومعتقل ومسجون منذ اليوم الاول الذي طرد فيه داعش المجرم الى اليوم . 

6 _ بلغ عدد المخطوفين من قبل المليشيات الصفوية الفارسية المجرمة اكثر من مائة الف عراقي من البعث وجماهيره . 

7 _ في السجون والمعتقلات السرية والغير سرية اكثر من ربع مليون مسجون ومعتقل وكل هذه الارقام معلنة ومنشورة من قبل جهات دولية رسمية معنية بهذا الشان . 

ومع الاسف الشديد " ان هناك تيار قومي عربي عميل وخائن ومرتزق موالي الى ايران ويبدوانه اصبح يؤثر او يشوش ويغيب على بوصلة التيار القومي العام الاصيل " . حيث كانت ايران المجوسية الصفوية الفارسية حققت نتائج رهيبة في الوطن العربي بعد ان سلمت الادارة الامريكية في عهد اوباما العراق على طبق من ذهب الى ايران واحتلت اربع عواصم عربية , وقتلت الملايين من العرب خدمة للكيان الصهيوني وكل القوى الطامعة في امتنا وقيادة هذا التيار يعتبرونه دولة مقاومة وممانعة . 

8 _ ثلاثة ملايين واربعمائة الف مهجر من العراقيين موزعين على 64 دولة . 

9 _ مليون وسبعمائة الف يعيشون في مخيمات مختلفة .

10 _ خمسة ملايين وستمائة الف يتيم ( اعمارهم بين شهر و17 عاما ). 

11 _ اثنان مليون ارملة ( اعمارهم بين 15 _ 52 عاما ). 

12 _ستة ملايين عراقي لا يجيد القراءة والكتابة . 

13 _ 35 % من العراقيين تحت خط الفقر ( اقل من 5 دولار ) . 

14 _ 6 % معدل تعاطي الحشيش والمواد المخدرة . 

15 _ 9 % نسبة عمالة الاطفال دون 15 عاما . 

16 _ انتشار 39 مرض ووباء ابرزها الكوليرا وشلل الاطفال والكبد الفايروسي وارتفاع نسبة الاصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية مع العلم كان في زمن النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال قضى على كافة تلك الامراض وبشهادة المنظمات الدولية ( منظمتي اليونسكو واليونسيف ). 

17 _ توقف 13 الف و328 معملا ومصنعا ومؤسسة انتاجية للقطاع الحكومي والمختلط والخاص . 

18 _ تراجع مساحة الاراضي المزروعة من 48 مليون دونم الى 12 مليون دونم 

19 _ استيراد 75 % من المواد الغذائية و91 % من المواد الاخرى .

20_ التعليم الاساسي في اسوا حالاته ( 14 الف و658 مدرسة تسعة الاف منها متضررة و800 طينية والحاجة الى 11 الف مدرسة جديدة ) . 

21 _ الديون العراقية 124 مليار دولار من 29 دولة . 

22 _ مبيعات النفط ( 2003 _ 2016 ) الف مليار دولار لم تسهم في حل اي مشكلة من مشاكل العراقيين بسبب الفساد المالي والاداري والطائفية والمحاصصة الناتجة عن العملية السياسية المخابراتية.   اهم المصادر المعتمدة هي :

_ : رسائل الرفيق المناضل عزة ابراهيم الامين العام للحزب رحمه الله

_: منظمة حقوق الانسان " هيومان رايتس .

الأربعاء، 19 أبريل 2023

بعض أبعاد الصِراع المُسلّح في السودان والانعكاسات العَربيّة والإقليميّة لَه/ مكتب الثقافة والاعلام القومي لحزب البعث العربي الاشتراكي

 بعض أبعاد الصِراع المُسلّح في السودان

والانعكاسات العَربيّة والإقليميّة لَه

شهد السودان في الأيام الأخيرة نزاعاً مسلحاً اندلع بين أكبر قوتين عسكريتين تحاول كل منهما فرض سيطرتها، ولكل منهما اسبابها المُعلَنة ومَن يدعمها ويقف وراءها، وسط رفض واسع من القوى المدنية التي كانت وما تزال تقود النضال الشعبي من اجل تحقيق نظام ديمقراطي حر.

ورغم الصعوبات التي يواجهها المسار الديمقراطي، فقد برز في الأفق مؤخراً احتمال توقيع اتفاق مع بعض القوى السياسية سُمّيَ (بالحل الإطاري) وبرعاية دولية، وذلك من أجل مواصلة مرحلة الانتقال إلى الممارسة الديمقراطية التي توقفت بعد الانقلاب العسكري في عام 2021، رغم عدم توافق كل القوى الوطنية عليه، حيث خرجت بعض الأطراف الفاعلة من قوي الحرية والتغير والرافضة لهذا الاتجاه لأسباب موضوعية.

وفور اندلاع الاقتتال باشرت الحركات والقوى المدنية السودانية برفضه وببذل جهوداً لوقفه وعدم التسليم بما ينجم عنه من نتائج. وخاصة في ظل اعتقاد سائد افرزته التجارب الماضية أن حاملي السلاح لا يأبهون بالنقاش مع القوى المدنية، ربما لاعتقادهم متوهمين، بأن المدنيين ممكن اخضاعهم في النهاية بقوة السلاح، فور انتهاء الحرب.

ونتيجة للتداعيات الخطيرة للأوضاع في القطر السوداني الشقيق على أمن الأقطار العربية الاخرى ومنها مصر وفلسطين وليبيا واليمن والسعودية، لذا فان السودان يخضع الى شتى التدخلات الاجنبية، اقليمية منها ودولية، لتأجيج تلك التداعيات والاستفادة منها وخاصة في مجال تحقيق الاهداف التالية:

الأهداف الأجنبية المعادية في السودان

يمكن تلخيص أهم الاهداف التي تسعى القوى الأجنبية، دولية منها وإقليمية إلى تحقيقها في السودان بما يلي:

أولاً: تحقيق مصالح أجنبية جيوسياسية، كالسيطرة على منطقة القرن الافريقي، وما يعنيه ذلك المجال الحيوي البالغ الأهمية من موانئ وسواحل وسيطرة على التجارة والملاحة الدوليتين، وعلى وجود القواعد الاجنبية.

 ثانياً: تهديد الأمن القومي العربي من باب الأمن المائي لمصر والسودان، والتحكم به من خلال سد النهضة في اثيوبيا.

ثالثاً: السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية التي يزخر بها السودان والعمل على نهبها.

رابعاً: تحقيق مصالح مادية تتعلق بإنعاش العصابات والمافيات المعنية بتهريب الأسلحة والإتجار بالبشر وغيرها من خلال اشعال فتيل الفوضى.

خامساً: إضعاف اي دور استراتيجي عربي للسودان كقطر اساسي لدعم ونصرة قضايا الأمة العربية.


 لذا تشهد هذه الآونة نشاطاً دولياً واقليمياً باتجاهين رئيسيين. فمن هذه الدول من يدعم الاستقرار الحقيقي والصادق في السودان وذلك ادراكا منها لحجم وخطورة تداعيات الفوضى والاقتتال فيه على امنها واستقرارها.

أما الاتجاه الآخر فإنه يمثل الدول والقوى العالمية والأطراف التي من مصلحتها تحقيق كل او جزء من الاهداف المذكورة اعلاه على حساب ابناء شعبنا العربي في هذا القطر العزيز. لذا فان مثل هذه الدول تزدهر في ظل استمرار النزاع، ساعية الى عدم الاستقرار فيه ولا في الوطن العربي والقرن الافريقي.

وفي أثناء هذه التطورات المتسارعة نرى المشهد يزدحم بالمواقف المعلنة من اجل وقف القتال، الا انها ليست كلها تعكس حقيقة النوايا، او انها تصب في النهاية لمصلحة الشعب السوداني الشقيق، بل تهدف في اخر المطاف الى تحقيق مصالح خاصة خفيّة.

 وعليه تحاول دول ومنظمات إقليمية ودولية التدخل للحد من إراقة الدماء في هذا القطر العربي، داعين الى وقف فوري للقتال وعودة الطرفين إلى المحادثات، وإنهاء التصعيد العسكري. فقد دعت الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية التي تهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

بعض الأبعاد والانعكاسات العربية للصراع المسلَّح الدائر:

عربياً دعت جامعة الدول العربية واقطار عربية منها المملكة العربية السعودية الى وقف القتال وانهاء التصعيد.

 أما مصر فإنها تميل بطبيعة الحال إلى المؤسسة العسكرية الرسمية ممثَلة بالجيش السوداني لأسباب متعددة لعل واحد منها أنه يمثل المؤسسة الرسمية، باعتبار أن قوات الدعم السريع هي ميليشيات مسلحة. 

ولأن قيادة قوات الدعم السريع تتمتع بعلاقات قوية مع إثيوبيا، لذا فإن اعتلاءها السلطة في السودان قد ينجم عنه تأثيرات على الامن القومي المائي لمصر بسبب سد النهضة في اثيوبيا. ولذلك أكدت مصر استعدادها للعب دور الوساطة للوصول إلى تهدئة في السودان.

أما دولة الكيان الصهيوني فان اي فرصة تحول دون قيام نظام ديمقراطي هو الافضل لها، لأن النظام الديمقراطي سيثير التوجه القومي التحرري للسودان في دعم واسناد النضال الفلسطيني والقضية الفلسطينية كما اكدت تجربته النضالية الوطنية ومواقف شعبه وجيشه وقواه السياسية، وبالتالي فانه سيمثل خطر على كيان دولة الاحتلال، لذلك وبمجرد قيام الانقلاب العسكري في السودان عام 2021، الذي اوقف مراحل المسار الديمقراطي في البلاد، شرعت بالتوجه نحو اقامة علاقات للتطبيع مع قيادته وبمباركة امريكية.  لذا فان العلاقات التي أقامتها مع قيادات الجيش السوداني يمكن أن تجعلها تأمن اي امداد لفصائل الثورة الفلسطينية او اي دور للسودان لنصرة قضية الامة العربية في فلسطين مستقبلاً. 

قومياً ومحلياً يقف حزب البعث العربي الاشتراكي " الاصل" في قطر السودان ضد أي تدخل خارجي في الحياة السياسية السودانية ووضع أي خارطة طريق للشعب السوداني، "لأن الشعب السوداني قادر على التخلص من الأنظمة الشمولية الديكتاتورية والشعب السوداني لديه تجارب في السابق ضد هذه الأنظمة".

ويرى الحزب أن "الجميع يتصارع على مصالحه داخل السودان، الدولة ذات الموارد الغنية، فالكل يعمل على أن يجد حصته من خيرات السودان"، مؤكداً "عدم القبول بأن تأتي قوة في الأرض لتملي على الشعب السوداني أي شيء".

والبعث متيقن من أن ما يحدث في السودان الان هو صراع حول السلطة والمصالح استخدم طرفية القوة المسلحة لحسمِه. ويؤكد الحزب على أن التدخلات الإقليمية والدولية في المشهد السياسي السوداني لها تأثير لا يستهان به، لذلك دعا في بيانه بتاريخ 15/4/2023 ان " تبادر القوى السياسية والمدنية بالتوحُّد للوقف الفوري للاقتتال، والتعبئة لإعلان الإضراب السياسي والعصيان المدني لملء الفراغ وانفاذ ارادة الشعب " لإن استمرار الحرب، يعني أن الأمور ستكون وبالاً على الجميع، خصوصاً من يزيدون نار الحرب اشتعالاً والتي ستؤثر على المحيط الإقليمي بأكمله. خاصة وأن "السودان لديه حدود مفتوحة مع الكثير من الدول، وبالتالي فإن وجود فوضى في السودان يعني تحريك كثير من الخلايا الارهابية الساكنة بأيدي مؤسسات مخابراتية عالمية، تضر السودان وبعض دول الجوار، لإغراقه في نشاط الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وهذا سيؤثر على القرن الإفريقي وعلى المحيط الإقليمي والعربي خاصة".

 وعليه، وفي الوقت الذي يعاني فيه السودان بالفعل من انهيار اقتصادي مستمر، فان اي تطور للصراع يفضي الى ان تؤول الاوضاع الي مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين، سيؤدي إلى انزلاق هذا القطر العربي المهم بموارده البشرية الكبيرة، وثرواته الغزيرة، وموقعه الجيوسياسي الخطير، إلى صراع واسع النطاق، واشتعال العنف (الاهلي)، وانتهاز هذه الظروف من قبل القوى الاستعمارية والصهيونية لتحقيق المزيد من اضعافه وتقسيمه وفق مخطط التطبيع، واعادة رسم خرائط الاقطار العربية لتحقيق ما يسمى (بالشرق الاوسط الجديد).

 وبالإضافة الى كل هذه التداعيات البالغة الخطورة فانه سيؤدي الى عرقلة الانتقال الديمقراطي الحقيقي واجراء انتخابات عامة نزيهة للولوج في مرحلة تأسيس النظام الديمقراطي الذي يُعَد الهدف الأساسي للانتفاضة الشعبية المستمرة، التي تناضل من اجل تحقيق الاستقرار فيه، لان استقرار السودان وأمنه، هو استقرار لمحيطه الافريقي، وامن البحر الاحمر، وهو استقرار وقوة للأمة العربية برمتها. 

مكتب الثقافة والإعلام القومي

19/4/2023







الثلاثاء، 18 أبريل 2023

كلمة الهدف لشهداء رمضان المجد والخلود

كلمة الهدف 

 لشهداء رمضان المجد والخلود

ونحن نترحم على شهداء رمضان، الأكرم منا جميعا، نلحظ بعين الأسف، ارتباط الشهر الحرام بالعنف وسفك الدماء، وامتزاج فرحة العيد لدى المئات من الأسر الصابرة، بالحزن الممض على فقد أحباء أعزاء، وبالحسرة والمرارة، لأن القصاص من قاتليهم لم يتم بعد.

ومنذ أول تدخل عسكري في السياسة السودانية، إثر انقلاب 17 نوفمبر 1958، أصبح التنافس على الحكم، في بلادنا، خلافا لما يحدث في البلدان المتقدمة، قرين المجازر والانتهاكات الفظة لحقوق الانسان، الأمر الذي جعل الحركة الجماهيرية تُعلي من قيمة الوسائل السلمية في نضالها من أجل بلوغ أهداف النضال الوطني، وحقوقها المشروعة، لتجريد قوى القمع والكبت والاستبداد من أي ذريعة لاستخدام العنف في مواجهتها، وحسم الخلاف والصراع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

وعلى الرغم من عدم اكتمال إجراءات القصاص لشهداء حركة 28 رمضان 1990، واستمرار التحقيق للعام الرابع تواليا، في مجزرة 29 رمضان، مجزرة فض اعتصام القيادة، 2019، فإننا نطالب بالتحقيق في الاقتتال الذي جرى يوم الخامس والعشرين من رمضان الجاري، وأودى بحياة ما يقارب المئات من المواطنين والجرحى، إضافة لتعريضه أمن وسلامة البلاد وسيادتها للخطر، وتدمير البنى التحتية ومساءلة كافة أطرافه.

إن افلات القتلة من العقاب، ظل يشكل حافزا جديا لارتكاب المزيد من سفك الدماء والاستهانة بحياة المواطن السوداني وبالتناوب السلمي للسلطة، وإهدارهما، خلال الصراع التناحري على السلطة، مثلما شكّل، بالمقابل، دافعا قويا لإعلاء هدف ومبدأ العدالة، بجانب أهداف ثورة ديمسمبر المجيدة، في الحرية والسلام.

في ذكرى شهداء رمضان الأكرم منا جميعا، نجدد العهد على مواصلة النضال بلا هوادة حتى بلوغ الغايات الوطنية النبيلة، التي دفعوا حيواتهم الغالية من أجلها.

سنكثف الجهد من أجل تعبئة كل القوى الحية وسط جماهير شعبنا السياسية والاجتماعية، من أجل التعبئة لوضع الإضراب السياسي والعصيان المدني، موضع التتفيذ، لإسقاط الوضع الانقلابي الراهن، وإنفاذ برنامج الثورة والانتقال الديمقراطي، وفي مقدمته، العدالة لشهداء رمضان، ولكل شهداء الحرية والديموقراطية والسلام والسيادة الوطنية واستدامة الديمقراطية.

 إن لجوء حملة السلاح (قوات نظامية وحركات مسلحة)، للقوة حال اختلافهم، يلحق الضرر بالبلاد والشعب، الأمر الذي يتعارض مع التوجه للتحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، ويحتم إبعادهم عن المشهد السياسي في الفترة  الانتقالية إلى حين توفيق أوضاعهم بدمج كافة القوات في قوات مسلحة موحدة حديثة بدءا بالحركات المسلحة وتحولها إلى أحزاب سياسية، وصولا، سواء في الفترة الانتقالية أو بعدها، للجيش الواحد. وإذ جاءت أحداث الخامس والعشرين من رمضان المؤسفة لتؤكد ذلك، فإنه يتعين على قوى الثورة السياسية والمدنية الأخرى، بكل فصائلها على امتداد القطر، في هذه اللحظة المفصلية، أن تأخذ زمام المبادرة بالتوحد بإدانة الاقتتال الجاري والمطالبة بإيقافه فورا، وعدم التسليم بأي نتائج تنجم عنه والتعبئة لإعلان الإضراب السياسي والعصيان المدني، سلاح شعبنا المجرب، لإنفاذ إرادة الشعب في بناء سلطة مدنية انتقالية، لإحداث تحول ديمقراطي يتوج بانتخابات عامة خلال عام، تخضع لها كل أجهزة الدولة النظامية والمدنية، وتحقق بالتوازي ما يمكن تحقيقه خلال الفترة الانتقالية من برنامج التغيير الديمقراطي، على أن يستكمل من السلطة التي تنبثق عن جمعية منتخبة)، كما جاء فى بيان القطر 2023/4/15م،

فبسقوط ما يُسمى بالعملية السياسية، وسقوط المكون الانقلابي، أهم طرف في مشروع الشراكة الذي تستبطنه، في مستنقع الحرب، كقمة للصراع التناحري للاستحواذ على السلطة، بات لزاما على قوى الثورة كافة، المبادأة بملء الفراغ، والمبادرة بطرح مشروعها للانتقال الديموقراطي، بدءا من إعلان الوحدة بين  مكوناتها، وانتهاءً بإعلان الإضراب السياسى والعصيان  المدني، لإسقاط الوضع الانقلابي القائم. ونتطلع، في هذا الإطار، لاستجابة كافة مكونات الحراك الثوري الانضمام للجبهة الشعبية العريضة لإسقاط الانقلاب، وإخراج العسكريين كافة والقوات النظامية، من المشهد السياسي، نهائيا، وخضوعها مع المؤسسات المدنية للسلطة المدنية الديمقراطية.

المجد والخلود لشهداء رمضان، الأكرم منا جميعا.

النصر والظفر حليف الجماهيرالمتحفزة للنضال من أجل وقف الاقتتال والحرية والعدالة والسلام.

كلمة الهدف

2023/4/18

حزب البعث العربي الاشتراكي مكتب الثقافة والاعلام القومي العدد ٧١

 حزب البعث العربي الاشتراكي

مكتب الثقافة والاعلام القومي

العدد ٧١ 

١٨ نيسان ٢٠٢٣