‏إظهار الرسائل ذات التسميات شيخ محمود الجاف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شيخ محمود الجاف. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 18 فبراير 2019

التاريخ الاسود ...بقلم محمود الجاف





بسم الله الرحمن الرحيم



التأريخ الأسود

محمود الجاف

نشر زلماي خليل زاد كتابًا بعنوان (الموفد) قال فيه : أنه نشأ في قرية أفغانية عتيقة هي ( مزار شريف ) ودخل البيت الأبيض في إدارة بوش وعُينَ سفيرًا لأمريكا في الأمم المُتحدة ثم أفغانستان ثم العراق في الفترة بين 2003م حتى نيسان 2007م . وكشف عن لقاء جمع بين مسؤولين من الولايات المتحدة مع جواد ظريف عندما كان سفيرًا في الأمم المتحدة في 2003م . تضمن طلبًا بعدم التعرض للمقاتلات الأمريكية عند اختراقها الأجواء الإيرانية حال بدأ عملية غزو العراق . قابله ظريف . وزير الخارجية الحالي بالموافقة . وعرضًا آخر برغبتهم أن يتبوأ كبار السياسيين الموالين لهم مقاعد في الحكومة التي ترغب تنصيبها .

كما رتب ابن العلقمي مع هولاكو بمُعاونة نصير الدين الطوسي على قتل الخليفة واحتلال بغداد . تمكنوا من تسخير الصليبيين لتحقيق أهدافهم باحتلال العراق عام 2003م والقضاء على جيشه وأسقاط نظامه بعد أن عجزوا عن الإنتصار عليه طوال حرب شاملة بدأت مُنذُ مجيء الخُميني رغم ادعائهُم العداء للولايات المتحدة واعتبارها الشيطان الأكبر؟

سخروا الجيش الروسي لصالحهُم بعدما عجزوا عن القضاء على الثورة السورية . وبهذا استخدموا أكبر جيشين لتحقيق مآربهم وأهدافهم التوسعية في المنطقة .

سجل حافل بالحقد والدم وعُقدة الثأر وشَهوة الإنتقام . غَزونا مئات المرات وخلفوا ملايين الضحايا وألوانًا لا تُحصى من الدمار الموجود آثارهُ في أعماقنا من تراكُمات الماضي . لذا نتأثر بالنغمة الحزينة . ولما عرفوا ذلك عنّا صاروا يقتلوننا من جهة وينوحون علينا من جهة أخرى حتى يقودونا لما يُريدون . والقراءات الفلكلورية المُسماة بـ(الحسينية) ومظاهرها ما هي إلا إحدى تلك الوسائل . سرقوا ثرواتنا وخربوا الدين والاخلاق والثقافة ومزقوا الاسرة ونشروا الأمراض والأُمّية والمُخدرات ودمروا الزراعة والصناعة وقادوا عمليات تصفية وإبادة جماعية مُنظمة . يقول الكاتب الإيراني أجوداني : إن العدو الحقيقي للثقافة الإيرانية وسبب مشاكلها هو الإسلام والعرب . فهم ( موبوءون . قذرون . بشعون . أغبياء . جلودهم سوداء ) ويصفهُم الكثير من الكُتّاب الفُرس بأنهُم مُتعطِّشين للدماء ومُتوحشين قُساة ...

إن من يطَّلع على التأريخ يجده يتكرر ويعود من حيث بدأ . وأحداثه مليئة بالجرائم والخيانة التي يندى لها الجبين . كما حصل عام (2322) ق . م حين دخل العيلاميون عاصمة الأكديين في اليوسفية الحالية وأحرقوها ثم عادوا بعد (316) سنة ليدخلوا مدينة (أور) عاصمة السومريين وخربوها لتزول كما زالت أكد من الوجود وإلى الأبد . وبالطريقة ذاتها دمروا المراكز الحضارية مثل بابل عام (539) ق . م . على يد كورش وآشور عام 612 ق . م . والحضر عام 240 م . ووقع العراق من يومها تحت الإحتلال الفارسي ولمدة (1180) عام .

التفوا على الحيرة وأخرسوا فيها الصوت العربي حين قتلوا النعمان بن المنذر . حتى جاء الإسلام وحرره سعد بن أبي وقاص في عهد الفاروق رضي الله عنهما . لكنهم قاوموهُم وتآمروا عليهم ولما فشلوا عسكرياً كادوا لهُم وكانت البداية عام (21) هـ حيث عقد الإمبراطور المهزوم يزدجرد مؤتمر نهاوند وقرروا دخول الإسلام ظاهرياً وتخريبهُ من الداخل . وبعد سنتين حققوا أول أهدافهم وقتلوا الخليفة عُمر رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي

أثاروا الفتن التي أسفرت عن قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه عام (35) هـ . ثم قادوا مُؤامرة شملت قادة الأمة الثلاثة (علي ومعاوية وعمرو ابن العاص ) رضي الله عنهم وفي يوم واحد وهو السابع عشر من رمضان سنة (40) للهجرة . والتي انطلقت من الكوفة على يد الفارسي شيرويه . أسقطوا الخلافة الأموية بالثورة العباسية الأشد تنظيماً في التأريخ والتي احتاج إعدادها إلى سنين طويلة من التخطيط والتآمر . أباد قائدها أبي مسلم الخراساني أكثر من ستُّمائة ألف نفس ( وفي رواية مليونين ) وشوهوا تأريخ الأمويين الذين كان شغلهُم الشاغل الجهاد من أجل نشر الإسلام حتى بلغت الدولة في زمانهم من غرب الصين إلى جنوب فرنسا .

شكَّل اجتياح المغول مدينة بغداد وقتلهم أهلها كارثةً كُبرى بعدَ أن أحرقوا المُؤلَّفات القيِّمة والنفيسة وأضرموا النار في بيت الحكمة وألقوا الكُتب في نهر دجلة وفتكوا بأهل العلم والثقافة ونقلوا آخرين إلى إلخانيَّة في فارس ودمَّروا المساجد والقصور والمدارس والمُستشفيات . وكان دُخولهم بِخيانة الوزير ابن العُلقُمي ومُساعدة الصليبيين في الشَّام الذين كانوا على اتصالٍ معهُم فقد بعث البابا بنفسه رُسلاً إلى قادة المغول يحُثّهم على ذلك ولهذا أمَّنوا السكان المسيحيين على حياتهم بِتوصية من زوجة هولاكو النسطوريَّة دوقوز خاتون وكذلك اليهود ومن التجأ إلى دار ابن العُلقُمي .

ثم جاء الصفويون ودخل حسين بك لاله إلى بغداد وأخرج محمد كمونة ( نقيب النجف الذي يعدل السيستاني الآن ) من السجن ورحب به وعظمهُ وأعلى مقامه ثم زار كربلاء والنجف وأكرم أهلها وعمَّرها بالذهب والفرش والسجاد الثمين . وأعتدي على بعض عشائر الجنوب وذهب مع الوالي إلى الشاه إسماعيل ليبشره بإحتلال بغداد

وبعد مجيء الخميني الدجال صرّح وزير خارجيته بأن العراق أحد الأقاليم التابعة لإيران وطالب بضمه إليها ! علمًا إنهم لم يعترفوا به منذ تأسيس الدولة عام (1921) م ومع هذا يدّعي الفرس أن الحرب أثارها العراق الذي اضطر إلى الرد الشامل في ( 22 . 9 . 1980 )م وهو اليوم الذي هزم فيه رُستم أمام جيوش الفتح الإسلامي ... مارس دور المُنسق للمؤامرة اليهودية الأمريكية واستغل ذلك لصالح مشروعه الإمبراطوري وتظاهر بغيره من الشعارات وعمل مع الروس الذين غزوا أفغانستان البلد الذي يجاورهم وبدل أن يقاتلهم توجه خميني ليغزو العراق المسلم في حرب مُستعرة لثماني سنين ! وفي سنة (1991) م وبدل أن يقاتل الشيطان الأكبر الذي غزا بلادنا . أدخل أفاعيهم ليعيثوا في الأرض الفساد .

قومٌ يدينونَ ديناً ما سمعتُ بهِ
عنِ الرسولِ ولا جاءتْ بهِ الكتبُ
إن كنتَ تسألُني عن أصل ِدينهمُ
فإن دينَهمُ أن تُقتلَ العربُ

تسللوا بين صفوف المقاومة من خلال تنظيمات تدين لهم بالولاء وأوهموا العالم أننا الخطر الذي لايستطيع التصدي له وتدميره سواهم من خلال ارتكابهم جرائم يندى لها جبين الإنسانية وقد نجحوا . وانتهكوا أعراض الرجال قبل النساء وخطفوا الآلاف مع إفقار وإذلال مقصود لمن يقف في طريقهم وإغناء مواليهم وعندما اقترب البريطانيون من إيران اندلعت ثورة العشرين بفتوى من المرجعية التي سكتت عند غزو العراق عام 2003م فكان شعبه كبش الفداء فهل سنرى ثورة جديدة عندما تقترب أمريكا أكثر ؟

أم سيطلقون كلابهم من أجل احتلال مدينة اخرى لإشغال الأمريكان وإنقاذ وكر الشياطين والرذيلة ؟

لابد من القضاء على إخطبوط الموت وعمائم الشياطين وإنقاذ الإنسانية منهم فهم جند الأعور الدجال والله أعلم . الذين لم ولن يسلم منهم كائن حي على وجه الأرض .

قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ثُمَّ تَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الرُّومِ فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ وَيَقُولُ أَلَا غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَكُونُ الْمَلَاحِمُ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْكُمْ فَيَأْتُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً مَعَ كُلِّ غَايَةٍ عَشْرَةُ )


أهُو الزَمانُ الذي أُخبِرنا بِه ؟


2019 . 02 . 18

السبت، 9 فبراير 2019

توقف ...stop .... بقلم محمود الجاف




بسم الله الرحمن الرحيم



توقف
(stop )

محمود الجاف
 
توقف الآن
...
واسأل نفسك . من أنا ؟
 
إلى أين امضي في حياتي ؟ وإلى متى سأبقى هكذا ؟
 
ألا يجب أن أتغير وأضع نفسي في المكان الذي يليق بها ؟ أم اخرج من الدنيا وأنا مجرد جثة هامدة لا أحد يهتم لها ... العناوين هي التي تمنح الإنسان الصفة وليست آدميته فقط . فيقال : مات الدكتور أو الوزير أو الأمير . أو الأستاذ أو رجل الدين أو . صفر ... فمن أنت ؟

لو سألوك عن أيٍ من المُحيطين بك . أهلك . أصدقائك . ستكتشف انك تعرف كل شيء عنهم . وقد يكون أكثر مما يعرفوه عن أنفسهم لأنك تهتم بكل من حولك . حتى الحيوانات والنباتات . لكن هل جلست مع نفسك يوماً ؟ وقومتَ وقيمتَ مسيرتك في الحياة . ما الأخطاء التي يجب أن تتجاوزها والإيجابيات التي عليك تطويرها . ماهي الطرق والوسائل التي تعينك على الوصول إلى أهدافك بأسرعً وقت واقل جهد . كيف نُصبح أفضل من الآخرين دينيا وأخلاقيًا وعلميًا واجتماعيًا وسياسيًا . وفي كافة المجالات . مع أنفسنا أولا ثم مع المحيطين بنا . كيف أحب نفسي وأضعها في المكان الذي يليق بها . بدل أن انسب إليها كل هفوة واجهتها في حياتي وأدفع بها إلى مُستنقع الرذيلة .
أولى خطوات النجاح هي مواجهة النفس والتصالح معها . والتعرف على قدراتها ثم اختيار الأهداف وابدأ من الآن بالتحرك والعمل فمازال هنالك المزيد من الوقت ...
قد تجد نفسك في مكان غير ملائم . فقر وصراخ وعويل وإهانة وذُل وألم ومُشاجرات الوالدين وحُزن شبه دائم وألفاظ غريبة عجيبة من الصباح حتى المساء . غبي . حيوان . فاشل . حقير ... الخ . رددوها حتى صار أطفالهم كما وُصفوا بالضبط . وأحيانا الدعاء عليهم بالموت وسوء العاقبة . أو عدم الثقة وإلغاء الآخر والتحول إلى مُجرد جهاز آلي ينفذ الأوامر دون مشاعر . ولأنهم لايستطيعون الإنتقام من مُربيهم تراهم يزدادون عنادًا وانحرافًا بل وينقادون إلى الإجرام بسهولة . وحينها يُصاب الكبار بالحيرة بعد أن عجزوا عن قيادتهم رغم أنهُم استخدموا كل الوسائل ومنها الضرب المُبرح المُؤلم الذي قد يصل إلى الإعاقة الدائمة أو الموت أحيانا .

كل ما في عقولنا من أفكار وثقافات وعادات وتقاليد ونجاح أو فشل مُكتسبة من الأشخاص المُحيطين بنا . قد تكون نابعة من أحقاد ومُعتقدات غير صحيحة تكونت عبر صراع قديم بين المُجتمعات وجدنا أنفسنا مُضطرين لقبولها والتعامل معها مُجبرين . نحن لا نعرف عن المرأة سوى أنها خلقت من أجل الإفراغ الجنسي ؟ لاندري أنها بشر له أحاسيس ومشاعر وهي بحاجة إلى الحب والحنان والإهتمام . ما الرجل ؟ ما الطفل ؟ ولهذا نفشل في علاقاتنا حتى مع بعضنا وشخصياتنا ضعيفة واهية وأصبحنا مُقلدين لكل ما يُعجبنا مما نراه أو نسمعهُ من تفاهات الفنانين أو الفنانات . وحين نتوقف ونحاسب أنفسنا ونصحوا يومًا من غفلتنا سيتملكنا اليأس والحزن ونهوي إلى المزيد من الضياع وتصيبنا الكآبة .

دمرونا بأسلوب مُخطط له ومدروس بعناية وبرمجوا عقل الإنسان في العالمين العربي والإسلامي من خلال شاشات التلفاز وخربوا فيه كل المعتقدات والقيم الإيجابية .

ومن أساليب برمجة العقل الباطن هي :
1 : الخيال : تتخيل البنت أو الولد نفسها أو هو بدل الممثل أو الممثلة حتى تصل أو يصل إلى أن يقلده في كل شيء . فالأفكار يُترجمها السلوك .
2 : التكرار : وصول عدد المُسلسلات إلى المئات ولأجزاء عديدة والإستمرار بعرض أفلام الإثارة والقتل والرومانسية ولهذا ترى شبابنا يتنقلون بين الحب والاغتصاب وسفك الدماء والسرقات وربط هذه الأفعال بالرجولة والبطولة ولهذا يرتكبون الجرائم ويتلذذون بها والقادم أسوأ .

3 : حشد الحواس : تجد البعض عند مشاهدته لفلم أو مُسلسل ينسى الدنيا وما فيها وقد استنفر حواسهُ وانغمس في المادة وكأنهُ جزءًا منها . وهكذا تمكنوا من السيطرة على المجتمعات التي نخرها الجهل وحركوها بالطريقة التي تحقق مصالحهم وتطور بلدانهم وتركوهم يطبقون عروض الوهم التي يمكنك رؤية آثارها بسهولة .

قد يظن البعض أنها النهاية ولا أمل بالنجاة . ولكن ليس عيبًا أن نتعثر بل العيب أن نبقى نيام على الأرض . فإذا أردت وقررت التغيير فابدأ من الآن وافعل الآتي ...

خذ ورقة وارسم عليها جدول واكتب على جانب سلبياتك وفي الآخر الإيجابيات . دوُّن كل شيء سيء فيك وكل ما هو جيد . وما هي قدراتك . وهكذا ستكتشف ذاتك ثم طور الإيجابيات والغي السلبيات وستتحول إلى شخص آخر وعليك أن تفهم أن الإنسان مُنذ ولادته يتكون من ثلاث لبنات أساسية .

أ . العقل : الجهاز الذي ينمو ويتطور بالعلم والمعرفة ولهذا ترى الطفل منذ نعومة أظفاره يسأل عن كل شيء وإجاباتك وما ستسجله عيناه وأذناه وتجاربه من كل ما يحيط به ستكون القاعدة والخزين الأساسي لأفكاره في الحياة .

ب . الروح : التي تستقر وتطمئن بالعبادة الصحيحة السليمة وليس كما نتخيل أو يعجب النفس أو إتباع الهوى أو علماء الفساد وجرب كيف تكون قلقًا عندما تصبح بعيدًا عن ربك .
ج . الجسد : الذي ينمو من خلال الحفاظ عليه من المُؤثرات الخارجية والتغذية السليمة وممارسة الرياضة .

إن كان نموهم وتطورهم بشكل طبيعي ستكون إنسان رائع ولهذا أحيانا ترى أشخاص يملكون ثقافة جيدة لكن أجسامهُم مُخزية أو جسدًا جميلًا بلا ثقافة أو يمتلكون روحا تجعلك تتعلق بهم فورا أو تبغضهم . خطط حتى تصل إلى أهدافك ويمكنك الاطلاع على قصص وأخبار الناس وستجد الكثير . مثال ذلك . العالم ستيف هوبكنز البريطاني المُصاب بالشلل الرباعي الذي أصبح ثالث أعظم فيزيائي بالكون أو غابل برانت التي تخرجت من جامعة أنديانا أندرسون الأمريكية وهي بعمر 87 عام . أحبُوا أنفسهم ولهذا وضعوها بالمكان المناسب .
لو رأيت رجلان ينظران إلى قمة جبل . أحدهم يتخيل نفسه يتسلقه والآخر تحرك وبدأ بالصعود فمن الذي سيصل ؟ أكيد من حاول فلن ينجح إلا إذا حدد أهدافه فافعل ذلك وأنقذ نفسك واخرج من القوقعة التي أنت فيها لتكون مُؤثرًا وتكتب اسمك في سجل الخالدين فنحن عرفنا اديسون من خلال المصباح الذي اخترعه وليس من طوله الفارع أو جمال عينيه فجهاز الهاتف الذي بين يديك لو تعطل سيكون مصيره سلة المُهملات لكنك الآن تحافظ عليه وهذا يعني أن قيمة الشيء في وظيفته فما هي وظيفتنا ؟

وظيفتنا أن نتعلم ونعلم الناس ونصلح ونبدع وكي لا تندم على أي فعل تصرف وفق المُعادلة ( المثير * التفكير * رد الفعل ) والمثير هو كل شيء يجلب انتباهك كالمال أو الجمال أو المناصب . امنح نفسك الوقت للتفكير ومحاولة رؤية المُستقبل من خلال بصيرتك واستشر أهل العلم والفضل والإختصاص لتصل إلى القرار الصحيح وستنجح فكثيرون بدأوا متأخرين ومع ذلك وصلوا أهدافهم . على أولياء الأمور الإصغاء جيدًا إلى أولادهم وبناتهم وحاولوا مُساعدتهم في السيطرة على أنفسهُم والتغلب على المشاكل فهذا الجيل يفتقد القدوة والتشجيع فأجاثا كريستي كاتبة الروايات البوليسية المشهورة قالت في مذكراتها ( أنا صناعة أمي ) وعند سؤالها أجابت : عندما كنت طفلة قرأت والدتي قصة كتبتها فشجعتني وعلمتني أن أكون الأفضل ...
توقفوا الآن ...

وقرروا أن تكون بيوتكُم مصانع لإنتاج القادة والعُلماء والفلاسفة والمُفكرين 
وليس المُجرمين والسُرّاق والقتلة فأنتُم الوسيلة وعليكُم الاختيار
2019 . 02 . 08


الاثنين، 14 يناير 2019

التأطير...... بقلم محمود الجاف


بسم الله الرحمن الرحيم



التأطير



محمود الجاف

التَّأطير (Framing Theory ) نظرية اكتشفها غوبلز وزير الدعاية الألماني أبان حُكم هتلر واستُخدمت في السيطرة على العقول وأصبحت وسيلة مُهمة في تمرير السياسات فيما بعد ... وللتوضيح إليكم المثال التالي : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺭ أحدا ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻳﺴﺄﻟﻚ : هل ﺗﺸﺮﺏ ﺷﺎﻱ ﺃم ﻗﻬﻮﺓ ؟ من المُستحيل ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻋﺼﻴﺮ . ﻓقد حاصر ﻋﻘﻠﻚ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣُﺤﺪﺩﺓ ﻓﺮﺿها ﻋﻠﻴﻚ وخطط لها مُسبقا . ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳُﻤﺎﺭﺱ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ وآخر ﺑذكاء ﻭلكن ﺍﻟﻘُﻮﺓ الحقيقية هي ﻋﻨﺪﻣﺎ أنفذها ﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ . مثلا . ﺃﻡٌ تقول ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ : ﻣتى تُريد أن ﺗخلد إلى النوم ؟ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ؟ ﺳﻮﻑ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ . ويشعر بالزهو والانتصار ولكنهُ لايعلم إن هذا ما كانت ﺗُﺮﻳﺪﻩُ ﻣُﺴﺒﻘﺎً ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪُ ﻣُﺠﺒﺮ ﻟﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ وﻳظُنُ ﺃﻧﻪُ صاحب اﻻﺧﺘﻴﺎﺭ . ﻭﻧﻔﺲ الأسلوب ﻳُﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ . ومن الأمور التي تدعو إلى السخرية مثلا ما قام به نابليون بونابارت عندما حاول غزو مصر عام 1798 م . فقد ادَّعى أنه قدم لتحريرهم من الظلم وخلع على نفسه لقب حامي الإسلام . ثم قال أنهُ مُسلم ويُحارب النصرانية في روما . ولم يمض وقت طويل حتى كانت خيولهم تدوس الجوامع وتضرب الثوار بكل قسوة وعنف ولاحظوا نص المنشور الذي وجهه إلى الناس حين وطئت قدماهُ مدينة الإسكندرية وهو يُعطينا صورة واضحة عن أساليب الحرب النفسية ...

) بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله ولا ولد له ولا شريك له في ملكه ... من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية والسر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابرته . يعرف أهالي مصر جميعهم أن من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية ويظلمون تجارها بأنواع الإيذاء والتعدي . فحضر الآن ساعة عقوبتهم وآخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلد الأبازة والجراكسة يفسدون في الإقليم الحسن والأحسن الذي لايوجد في كرة الأرض كلها فأما رب العالمين القادر على كل شيء . فإنه قادر على انقضاء دولتهم يا أيها المصريون ...

قد قيل لكم أنني مانزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم . فذلك كذب صريح ...فلا تصدقوه وقولوا للمفترين : إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين وأنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترم نبيه والقرآن العظيم وقولوا أيضا لهم : أن جميع الناس متساوون عند الله وأن الشيء الذي يميز بعضهم عن بعض هو : العقل , والفضائل , والعلوم فقط , وبين المماليك والعقل والفضائل تضارب ... فماذا يميزهم عن غيرهم حتى يستوجبوا أن يتملكوا مصر وحدهم ويختصوا بكل شيء حسن فيها : من الجواري الحسان والخيل العتاق والمساكن المفرحة فإن كانت الأرض المصرية التزاما للماليك فليرونا الحجة التي كتبها الله لهم . ولكن رب العالمين رؤوف وعادل وحليم . وبعونه تعالى من ألآن فصاعدا لاييأس أحد من أهالي مصر عن الدخول في المناصب السامية وعن اكتساب المراتب العالية . فالعلماء , والفضلاء , والعقلاء بينهم سيدبرون الأمور وبذلك تصلح الأمة كلها وسابقا كان في ألأراضي المصرية : المدن العظيمة والخلجان الواسعة .... ومازال ذلك كله إلا الظلم والطمع من المماليك .
أيها المشايخ والقضاء وأئمة والجربجية وأعيان البلد ... قولوا لأمتكُم أن الفرنساوية هُم أيضا مُسلمون مُخلصون وإثبات ذلك أنهم نزلوا في رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة الإسلام ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكواللرية الذين كانوا يزعمون أن الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين ومع ذلك الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا مُحبين مُخلصين لحضرة السلطان العثماني وأعداء أعدائه دام الله ملكه ... ومع ذلك أن المماليك امتنعوا من إطاعة السلطان غير ممتثلين لأمره فما أطاعوا أصلا إلا لطمع أنفسهم ,, طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير فيصلح حالهم . وتعلى مراتبهم . طوبى أيضا للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين . فإذا عرفونا بالأكثر تسارعوا إلينا بكل قلب . لكن الويل ثم الويل للذين يعتمدون على المماليك في محاربتنا فلا يجدون بعد ذلك طريقا إلى الخلاص ولا يبقى منهم أثر (
تحريرا بمعسكر إسكندرية 
في 13 شهر سيدور من إقامة الجمهور الفرنساوي
ومما يُؤسف لهُ أن بعض المُرتزقة من العُلماء ساعدوهُ في كتابة هذه الافتراءات بعد أن امتلأت بطونهُم من يد المُستعمر البغيض .

مهما كان غرض المُحتل خبيث شرير . قد يتخذ شكل الحمل الوديع أو حمامة السلام وهو ليس إلا حية تحمل سموم الفتك والدمار . ويسعى دائما قبل المعركة المُسلحة وفي أثنائها إلى أضعاف موقف الطرف الآخر عن طريق شن هجوم عنيف على القوى الروحية والنفسية لديه وفي الوقت نفسه إلى تقوية موقفه والأمريكان وعملائهم خبراء في هذا المجال الذي نفتقر له ولم تجد شعوبنا من يُوجهها الوجهة العلمية الصحيحة حتى الآن فالكثير من القادة يعتقدون أن المُقاومة يجب أن تقتصر على الجانب العسكري فقط . ورغم وجود مواقع إعلامية لكنها لا ترقى للطموح وغفلوا عن الجانب المخابراتي . وهو العمود الفقري الذي يمنحهُم الرؤيا الواضحة لكشف الألاعيب والخطط الآنية والمُستقبلية من أجل اتخاذ القرارات الصائبة لتجنب الوقوع في فخاخ المُحتل وعُملائه .
ﻓﻲ الحرب ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ هي الفاصلة . ولهذا ﻘﺎﻣﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃنها ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ . وبدأ الجميع يترقبها ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ تم احتلال ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺷﻌﺮوا ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ انتهى ﻭﻣﺎﺗﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ رغم ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻘﻂ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻭﺍﻵﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻣُﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤُﻨﻬﻜﺔ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ وانعدام ﺍﻟﻮﻋﻲ . وهذا الأسلوب هو ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ الأساليب ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻧﺎ ... ﻭﻫﻮ ناجح ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺗُﻘﻴِّﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻡ . ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺎ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻳﺪﻋﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ .

فانتبه ﻟﻜﻞ ﺳﺆﺍﻝ . ﺃﻭ ﺧﺒﺮ . ﺃﻭ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺗﺼﻠك . لأنهم ﻗﺪ ﻳﺴﻠﺒوﻚ ﻋﻘﻠﻚ ﻭﻗﺮﺍﺭﻙ ﻭﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ . وﻛُﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻭﻋﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪُ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃُﺮ ﻭﺍﻟﻘُﻴﻮﺩ وﻫي ﻟُﻌﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳيين لقيادتك ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻳُﺮﻳﺪﻭﻥ . ﻻ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗُﺮﻳﺪ ﺃﻧﺖ . .

فتوقف . ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻭﺍﺻﻨﻊ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻚ ﻻ ﺍﻟﻘﻴﺪ
لأن من ﻳﻀﻊ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
14 . 01 . 2019


الخميس، 20 ديسمبر 2018

اللعبة الكبرى ....بقلم محمود الجاف



بسم الله الرحمن الرحيم

اللعبة الكبرى


محمود الجاف


ذكرت في مقالتي ( يهود إيران ودولة الخزر ) أن الطبقة الحاكمة من اليهود غادروا دولة الخزر مع أموالهم وأنشئوا شركات هيمنت على التجارة في البحر المُتوسط ثُمّ انتقلوا إلى إسبانيا ودعموا أمرائها مادّيًا في حُروبهم ضدّ المُسلمين في الأندلس والبُرتغاليين في رحلاتهم البحرية . وأسّسوا بنك إنكلترا بعد أن انتقلوا إليها اثر هيمنتها على التجارة الدولية وجمعوا فيه مُعظم احتياط العالم من الذهب . وبعدها نقلوه إلى الولايات المُتحدة أوائل القرن العشرين وأسّسوا الخزينة الفدرالية تحت إدارتهم . وإذا حاول أيّ رئيس إعادتها إلى يد الدولة يتم تصفيته أو عزله عن الحكم . لقد عمل أحفادهُم على تأسيس الحركة الصهيونية واشترَوا قادة الدول الكبرى من اجل نقل اليهود من أوروبا إلى فلسطين وتعاملت البنوك الدولية التابعة لهم مع الفاشيين في ألمانيا وموّلت حملة هتلر الانتخابية وأوصلتهُ إلى الحكم عام 1933م ودفعوا الأموال ليقوموا بمجازر ضد اليهود (الذين ليسوا يهودًا حقيقيين بمفهومهم إنّما من أم خزرية وأب يهوديّ ) في أوروبا لإجبارهم على الهجرة . ولأن الولايات المُتحدة الآن هي دولة خزاريا المخفيّة التي يحكُموها سرًّا تعددت الأساليب التي يستخدموها لإخضاع الحكومات التي ترفض أن تكون جزءًا من إمبراطوريتهم ودأبوا على إغرائها بمشاريع اقتصادية كبيرة تستوجب أموالًا طائلةً يمكن الحصول عليها من صندوق النقد الدولي وهذا يعني تبعيتها للولايات المُتحدة . وإذا رفضوا شنوا عليهم حملات إعلامية واتهموهم بالدكتاتورية وفرضوا عليهم عقوبات اقتصادية من أجل زعزعة الوضع الداخلي ودعم الثورات التي تُؤدي إلى حُروب أهلية تمزّقها وتطيح بحكامها كما جرى في العالم العربي .

وحين تخطَّت المسيحية النطاق لجئوا إلى تمزيقها بالتظاهر باعتناقها فقد كتب شامور حاخام اليهود في مدينة أرل . إلى المجمع اليهودي العالي في الأستانة يَستشيره في مشكلة الفرنسيين في مدن أكس وأرل ومرسيليا الذين يُهدِّدون معابدهم فكان الجواب : أيها الإخوة الأعزاء بموسى : تلقَّينا كتابَكم الذي تُطلِعونا فيه على ما تُقاسونه مِن الهموم والبلايا وكان وقع هذا الخبر شديد الوطأة علينا وإليكم رأي الحكام والربانيِّون : بمُقتضى قولكم : إن ملك فرنسا يُجبركُم على اعتناق المسيحية فافعلوا ولا يَسعكم أن تُقاوِموا ولكن يجب أن تُبقوا شريعة موسى راسِخة في قلوبكم . وذكرتُم أنهم يأمروكُم بالتجرُّد عن أملاككم فاجعلوا أولادكُم تجارًا ليتمكَّنوا رويدًا رويدًا مِن تجريدهم من أملاكهم . وتقولون أنهم يعتدَّون على حياتكم فاجعلوا أولادكم أطباء وصيادلة ليَحرِموهم من حياتهم وقلتم : إنهم يَهدِمون معابدكم فاجعلوا أولادكم كهنة واكليريكيين ليهدموا كنائسهم وذكرتم أنهم يَعتدون عليكم فاجعلوا أولادكم وكلاء دَعاوى وكُتَاب عدل حتى تستولوا على زمام السلطة وبذلك يتسنى لكم الانتقام . سيروا بموجب أَمرِنا هذا وتعلموا من ذُلِّكم وضعفكُم حتى تصلون إلى ذروة القوة العُظمى . في 21 نوفمبر 1489م كاسلو . التوقيع : v.s.s.v.F.F. )

هكذا بذروا في المسيحية عوامل ضعفها وعلَّموهم القسوة والوحشية بأصولها الموجودة في التوراة والتلمود مع أنهم يؤمنون بأن ( مَن ضرَبك على خدِّك الأيمَن فأدرْ له خدَّك الأيسر ومَن سخَّرك ميلاً فامشِ معه مِيلينِ ) وعلَّموهم الحقد وحبَّ الانتقام مع أنهم يدعون إلى المحبة والخير وفيها ( أَحبُّوا أعداءكم وأَحسِنوا إلى مُبغضيكم ) وعلَّموهم الجشَعَ والطمعَ والربا وفنون جَمعِ المال بالطرُق الغير مَشروعة وفي أعلى هيئة دينية في الكنيسة وهي الصرح البابوي ولم تكن فكرة صُكوك الغفران إلا فتنة لعبوها ولَبسوا مسوح الرهبان وشرعوا في رسم خطط تخريبها بعد أن تولّوا أعلى المناصِب الكهنوتية فلم يكن من تعاليمها أن يَبيع البابا الصكوك كما تُباع أسهم الشركات التجارية فهي ليسَت سوى مُستندات مالية مُعجَّلة الثمن مؤجَّلة التسليم تُباع في بورصة الأطماع والشهوات ولعبة لإفساد الناس لأن مَن اشترى الجنَّة بغفران ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر لا يتورَّع عن ارتكاب أكبر المعاصي والذنوب . واليهود هُم الذين بثُّوا في الأديان أن على المرء أن يُخطئ حتى يتمكَّن من طلب غفران الله . وانتشرت هذه الفكرة عند التشيع الصفوي فهم يدَّعون أن مُواليهم تُغفر جميع خطاياهُم مهما ارتكبوا من معاصي .

وتبدو رُوح اليهودية التجارية واضِحة حين تقرأ صيغة الصك الذي كان مِن أهمِّ عوامل انقسام الكنيسة في القرن الخامس عشر . يقول ( ربنا يَسوع المسيح يرحمك يا . فلان . ويُحلِّل باستحقاقات آلامه الكلية القداسة وأنا بالسلطان الرسولي المُعطى لي أُحلِّك من جميع القصاصات والأحكام والطائلات الكنسية التي استوجَبتها وجميع الإفراط والخطايا والذنوب التي ارتكبتَها مهما كانت عظيمة وفظيعة ومِن كلِّ عِلة وإن كانت محفوظة لأبينا الأقدس البابا والكرسي الرسولي وأمحو جميع أقذار الذنب وكل علامات الملامة التي جلبتَها على نفسك وأرفع القصاصات التي كنت تَلتزم بمُكابدتها وأردُّك حديثًا إلى الشركة في أسرار الكنيسة وأقرنك في شركة القدِّيسين وأردُّك ثانية إلى الطهارة والبرِّ اللذَين كانا لك عند معموديتك حتى إنهُ في ساعة الموت يُغلَق أمامك الباب الذي يَدخُل منهُ الخُطاة إلى محل العذاب والعقاب ويُفتح الباب الذي يُؤدي إلى فردوس الفرح وإن لم تمتْ سنين طويلة فهذه النعمة تَبقى غير مُتغيِّرة حتى تأتيك ساعتك الأخيرة باسم الآب والابن والروح القدس ) وقد فعل الخميني نفس الفكرة حيثُ منح مُعتنقي أفكاره ما يسمى مفتاح الجنة .

شرَعوا في محاربة كنيسة روما وإبراز العهد القديم الذي كان حبيس الأديرة والصوامع ولا يَطَّلع عليه إلا قِلَّة مِن رجال الأكليروس الذين يَعرفون العبرية واللاتينية . كما تظاهرت جماعة شهود يهوه بالمسيحيَّة فلبسوا مسوح الرهبان أو كما فعل الدونمة بالإسلام وارتدوا العمامة والجبَّة والقفطان . والدونمة : هي طائفة من اليهود من أتباع سباتاي زيفي المولود في يوليو 1626م في مدينة أزمير من أبوين يهوديين مُهاجرين من أسبانيا وادعى أنه المسيح لكنه أسلم بعد أن قبض عليه في عهد السلطان محمد الرابع فتبعه قسم من الذين عرفوا لاحقاً بالسبتيين أو Dönmeh : تزامن ذلك مع أوقات حرجة كانت تمر بها الدولة العثمانية واليهود مُضطهدون وكبرت في أذهانهم دعوى المسيح المُنتظر حتى أنّ كهنتهُم يعتقدون بظُهور المُخلِص . وأخذ يضفي لنفسه ألقابا مثل : ابن الله البكر . أبوكم إسرائيل! وألغى الدعاء للخليفة وأمر بالدعاء له كملك لليهود . إن جلَّ المذاهب والفِرَق نشأت في أحضانهم بفعل يهود متمسِّحين أو مسيحيِّين مُتهوِّدين وكلاهما يُؤمن بالتوراة قبل الإنجيل . واستشرى الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت يُغذِّيه مكر اليهود وعَطفُهم على البروتستانت الذين آمنوا بنبوءات التوراة المزيَّفة ونشَروها ووقعت الحروب وابتلعَت أكثر مِن نصفِ مليون مسيحي .

إن اليهودي لا يغيِّر دينَه مهما تظاهَر بعكس ذلك وخير مثال هو اللورد بيكونسفيلد الذي اعتنق المسيحيَّة ووصل إلى منصب رئيس الوزراء البريطاني زمن الملكة فكتوريا عام 1875م وخدم اليهود وقال عنهم في مقالٍ نشره بكتاب حياة لورد جورج بنتنك سنة 1852م ( شعب الله يتعاون مع الكفَرة المُلحِدين وهم أمهر الناس في جمع المال ويتحالَفون مع الشيوعيِّين . الجنس المُختار يُصافِح يد الجنس الواطي مِن حثالات البشر وكل ذلك مِن أجل تحطيم المسيحية الناكرة للجميل والتي تَدين لليهود حتى باسمها ولم يعد بالإمكان تحمُّل طغيانها ) وفي كتاب حقيقة بروتوكولات صهيون صور الكاتب السلافي غويغوري بوستونيش الأفعى الشيطانية الرمزية وقد أحاطَت بأوربا ونظرها إلى القسطنطينية جنوبًا .

لهذا رفض مسيحيوا المشرق وقياداتهم الدينية والسياسية إعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني والتأكيد على الهوية العربية الإسلامية المسيحية للقدس وأنها عاصمة دولة فلسطين وحافظوا على تعاليم دينهم بينما حاول اليهود مرارا شدهم للغرب بذريعة المُشترك الديني ودق إسفين الكراهية بينهُم وبين المُسلمين ولهذا تجسدت المُؤامرة في مُحاولات إفراغ المشرق منهُم وتذويب مسيحييه في بودقة الغرب للقضاء على النصرانية نهائيا . لقد ظل اليهود في نظرهم أمة ملعونة لمدة ألف وخمسمائة عام لأنهم اعتقدوا أنهم قتلوا السيد المسيح . لكن القرن الخامس عشر الميلادي أظهر تحولات عميقة في النفس المسيحية الغربية مع بزوغ ما عرف بحركة الإصلاح وما تبعه من انشقاق سياسي وعقائدي داخل الديانة بشكل عام والكاثوليكية الغربية بشكل خاص وكان من نتائجها أن صار للتوراة أهمية أكبر في نظرهم من الإنجيل وبدأت صورة اليهود تتغير في أذهانهم . وقد ظهر هذا التحول في كتاب القس مارتن لوثر عام 1523م المسيح ولد يهوديا . الذي قدم فيه رؤية تأصيلية للعلاقة معهم من منظور مغاير تماما لما اعتاده المسيحيون من قبل وقال : إن الروح القدس شاءت أن تنزل كل أسفار الكتاب المُقدس عن طريق اليهود وحدهم . وأنهم أبناء الرب ونحن الضيوف الغرباء وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل من فتات مائدة أسيادها . ثم عاد وألف كتابا آخر في ذمهم سماه ( ما يتعلق باليهود وأكاذيبهم ) بعدما يئس من دفعهم لاعتناق المسيحية . وقال جيمي كارتر : إن علاقة أميركا بإسرائيل علاقة فريدة لا يُمكن تقويضها لأنها مُتأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومُعتقدات الشعب الأميركي .

لقد تحولوا من أمة ملعونة إلى أبناء الرب . ومن أمة مدنسة إلى أمة مُقدسة يظلم بها المسيحيون شعوبا أخرى لا صلة لها بتاريخ التدنيس والتقديس هذا . ويلاحظ أن المذاهب تفاوتت في استيعابها لهذا التحول تفاوتًا كبيرًا فالبروتستانت الأميركيون والبريطانيون أصبحت اليهودية جزءا من لحمهم ودمهم والكاثوليك في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ظلوا أكثر تحفظا ولذلك لم يبرئهم الفاتيكان من دم المسيح إلا عام 1966م أما الأورثوذكس الأوروبيون الشرقيون فلا يزالون يحتفظون بتلك النظرة المُتوجسة تجاههُم . وهذا ما يفسر التفاوت في المواقف السياسية مع إسرائيل في أميركا وبريطانيا وأخيرا في ألمانيا البروتستانتية والتحفظ في أوروبا الجنوبية خصوصا في فرنسا وهي أكبر الأمم الكاثوليكية الغربية والريبة في أوروبا الشرقية وخصوصًا روسيا . لقد أصبح اليهود في هذه الأيام يمثلون جزءاً رئيسياً في تاريخ وسياسة العرب والمُسلمين بسبب احتلالهم لأرض فلسطين وصدامهُم الدائم معهُم بالأساليب العسكرية المُباشرة أو عبر مُحاولات الهيمنة الاقتصادية والسياسية .

تغلغلوا بيننا بعد أن درسوا الإسلام والقرآن وفهموا ما تعني كلمة السنة والشيعة وكما فعلوا مع النصارى سيطروا على المرجعيات الدينية والأحزاب التي تعود جذورها إليهم فهم ذيولا لهذه القوة الكبرى أو تلك وكلا يعمل وفق مصلحتها وإستراتيجيتها ونحن نقاتل ونقتل ونكفر بكل شيء من اجل دعم إمبراطوريات السلاح التي قادتنا إلى أودية الظلمات وأقبية الشياطين . الأحزاب والمُنظمات الدولية والعربية بدأ تاريخها بعد سيطرتهم . منها حزب الدعوة ومنظمة بدر أو المجلس الأعلى ولهذا تراهم يهرعون إلى الاختباء تحت العباءة الروسية عندما يشعروا بالخطر لأنهم يعلمون أن استهدافهم يعني اعتداء الكنيسة الغربية التي يتحكم بها اليهود على الكنيسة الشرقية وهذه هي اللعبة الكبيرة التي تدور حولها كل البيادق الموجودة على رقعة الشطرنج .

المصادر 
كتاب القوى الخفية : انيس منصور 
كتاب الأفعى اليهودية : عبد الله التل 
كتاب دولة خزاريا المخفية للكاتبة تاتيانا غراتشوفا 
كتاب مصطلحات سياسية للكاتب الصحفي عادل حمودة
كتاب السلطان عبد الحميد بين الإنصاف والجحود محمد الهلالي

2018 . 12 . 20


الخميس، 13 ديسمبر 2018

يهود ايران ودولة الخزر...بقلم محمود الشيخ



بسم الله الرحمن الرحيم 

يهود إيران ودولة الخزر



محمود الجاف




الخزر : دولة حكمت من القرن السابع إلى الحادي عشر الميلادي . امتدت حدودها من بحيرة وان والبحر الأسود إلى كييف . ومن بحر آرال إلى المجر الشرقية . يرى بعض مؤرخي الإتحاد السوفيتي أنهم من السكان الأصليين لشمال القوقاز لأنهم ذكروا في السجلات باسم الإيجور البيض وفي المصادر المجرية باسم الإيجور السود . ويقول المؤرخ اليوناني تيوفان بأنهم من الأتراك القادمين من الشرق . ويرى ابن حوقل والإصطخري أن الاسم كان لدولة عاصمتها اتيل وليس لشعب .

بعد إسقاط الإمبراطورية الفارسية تحرك المُسلمون باتجاه القوقاز وبدأت المواجهات بينهم وبين الخزر وكان أول هجوم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 651-652 م بقيادة عبد الرحمن بن ربيعة الذي استولى على مدينة دربنت لكنهم استعادوها بعد ذلك وقتلوا حوالي 40 ألف جندي مسلم . ونقلوا عاصمتهم إلى اتيل وتقدموا نحو الجنوب ودخلوا أرمينيا . ولم تستطع إمبراطورية بلغاريا الكبرى مواجهتهم وإعاقة تقدمهم فوصلوا إلى سهول نهر دنيبر وأغلقوا الطريق في وجه المُسلمين المُتقدمين إلى القوقاز واستولوا على القرم وسيطروا على منطقة بحر آزوف . وبعد استشهاد الخليفة عُثمان بن عفان وتولي سيدنا علي بن أبي طالب توقفت المُواجهات .

وفي عام 731 م هاجم حوالي 300 ألف مقاتل منطقة أذربيجان تحت قيادة بارجليم ابن خاقان الخزر الذي اقتحم مضيق داريل ( حاليا نقطة بين حدود جمهوريات أنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وجورجيا) وعبر الران حتى وصل إلى إقليم أذربيجان شمال إيران الحالية وكان الوالي هو الجراح بن عبد الله الحكمي ومعه 25 ألف مُقاتل فقط . لكنهُ قرر مُواجهتهُم في معركة غير مُتكافئة قرب أردبيل استمرت يومين أبيدت فيها القوات الإسلامية وفي اليوم الثالث استشهد الجراح وقطع القائد الخزري رأسهُ ورفعهُ على رُمح ودخلوا المدينة وقتلوا من فيها ثم انطلقت وحدات للقيام بغارات وصلت إلى مُحيط الموصل فتصدى لهم المُسلمون بقيادة سعيد بن عمرو الحرشي وأعادوهم إلى حدودهم مرة أخرى . وفي عام 732-733 م عُين مروان بن محمد على ولاية أرمينيا وأذربيجان فحقق المسلمون الإنتصارات وحطموا جيش الخزر وطلب الخاقان السلام مُقابل الاحتفاظ بعرشه كما وعد باعتناق الإسلام ولكنهُ ارتد فيما بعد .

في كتابها دولة خزاريا المخفية قالت الكاتبة تاتيانا غراتشوفا المسئولة في قسم الأبحاث السياسيّة في أكاديمية العلوم العسكرية لقيادة الأركان العامّة في الجيش الروسي . والحائزة على شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية ولها العديد من الكتب والبحوث حول الأمن القوميّ وكيفية تطويره . ذكرت : أن الأبحاث الجينية التي تم إجراؤها على كروموسومات واي الخاصة بيهود الأشكيناز عام 1999م أظهرت أن بنية الأحماض النووية للغالبية العظمى هي لليهود المتأصلين من بني إسرائيل وقلة قليلة لبنية الخزر . التي كان قد دخلها عدد من التجار اليهود الإيرانيين بزعامة الحاخام عبادي ونجحوا في إقناع حاكمها باعتناق اليهودية وإعلانها الدين الرسمي للبلاد بدل المسيحية والإسلام حتى لاتكون تبعيته للدولة العباسية في بغداد أو القيصر البيزنطي فاعتناق اليهودية سيبقيه مُستقلًّا دون تبعية لأحد . لكن الحاخام رفض اعتناق جميع السكان لها وجعلها حكرًا على طبقة النبلاء من كبار التجار وقادة الجيش ووجهاء القوم وشكّلوا مجلسًا استشاريًا يتمتع بالسلطتين التشريعية والتنفيذية يرأسهُ أحدهُم ليتحوّل الخاقان إلى ألعوبة بأيديهم . لقد حكموا بطريقة وحشية لم يعرف التاريخ مثيلا لها وقمعوا بشدة ودموية أيّ ثورة مطالبة بالحدّ من هيمنتهم ومع الزمن أصبح المُجتمع يتألف من عدة طبقات :

الأولى : الطبقة الحاكمة من اليهود الإيرانيين الغرباء والخاقان الخزريّ وحاشيته . والثانية : من الذين ولدوا من أم يهودية إيرانية وأبٍ خزريٍّ وشكّلوا كبار ضباط الجيش وموظفي الدولة . أما الطبقة الثالثة : فهم من الذين ينتمون لأبٍ يهوديّ وأم خزرية واعتبروا يهودًا من الدرجة الثانية وعملوا كضبّاطٍ ميدانيين صغار وشغلوا الوظائف الحكومية المتواضعة . أما الرابعة : فهم عامّة الشعب الخزري والمقيمون فيه من المُسلمين والمسيحيين الشرقيين والوثنيين . ويُؤكّد العالم السوفييتي غوميلوف أنهُم استطاعوا فرض سيطرتهم بتأجيج الخلافات الدينية والعرقية بين الطوائف .

لقد كان موقع خزاريا استراتيجيًا فهو الطريق الذي يصل الصين بآسيا الوسطى وسيبيريا بالشرق العربيّ الإسلاميّ من جهة وببيزنطة وأوروبا الشرقية من جهة أخرى الأمر الذي سهّل السيطرة على تجارة الحرير والفرو إذ كان حُكامها اليهود يجبون ضريبة المرور على كلّ قافلة تمرّ مُقابل حمايتها من هجمات القبائل التي كانت تعيش في المنطقة . ولهذا استطاعوا جمع أموال طائلة والكثير من الذهب واستمرّ الوضع على هذا الحال حتى هاجمهُم الروس عام 965م بقيادة سفيتيسلاف ونهبو مدينة ايتيل وسبَوْا أهلها ليظهر اليهود بعد ذلك في أوروبا وبولونيا وهنغاريا ومنها إلى ألمانيا وسائر دول أوروبا الشرقية والوسطى . لكن اللافت للنظر أنّ يهود الطبقة الحاكمة اختفوا مع الكنوز التي جمعوها قبيل سقوطها . وحسب المراجع الروسية القديمة : عندما دخلوا عاصمة خزاريا لم يجدوا فيها أحدًا من حكامها أو شيئاً في الخزينة .

أما الطبقة الثانية من السكان فقد سمحت لهم إمكاناتهم المادية وثقافتهم أن يعيشوا في المجتمعات الأوروبية بعد اعتناقهم المسيحية ظاهريًا لأنهم كانوا بحاجة لهم ولأموالهم فيما لم تتمكن الطبقة الثالثة من الاندماج إمّا لرفض يهود الطبقة الثانية أو لأنّ الأوروبيين رفضوهم بسبب فقرهم وجهلهم وعدم الحاجة لهم ما أدى إلى عيشهم في كانتونات خاصة بهم وكانوا لايتزوجون إلا من بعضهم ولم يُسمح لهم بدخول المدن الأوروبية الكبرى وأقيمت بحقهم مذابح عدّة بعد أن ثارت الشعوب عليهم وتلك الطبقة بالتحديد هي التي عملت الحركة الصهيونية على تهجيرها إلى فلسطين ولذلك نجد معالم وجوههم تختلف عن اليهود الساميين وهم أشبه بالقوقازيين وبسكان حوض بحر قزوين كالداغستانيين والأذريين وغيرهم .

لقد أكدت الكاتبة على أن الطبقة الحاكمة غادرت خزاريا بأموالها مُعتمدة بذلك على مراجع تاريخيّة تؤكّد أنّهم انشاوا شركات هيمنت على التجارة في البحر المتوسط ثمّ انتقلوا إلى إسبانيا ودعموا الأمراء مادّيًا في حروبهم ضدّ المسلمين في الأندلس والبحّارة الإسبان والبرتغاليين في رحلاتهم البحرية . وتؤكد أنَّهم كان لهم نفوذ سريّ واسع رغم المُحاكمات الدينية المرعبة التي جرت بحقّ المسلمين . وبعد وبزوغ فجر إنكلترا كدولة مُهيمنة على التجارة الدولية انتقلوا إليها وأسّسوا بنك إنكلترا المركزي الذي جمع فيه مُعظم احتياط العالم من الذهب وسيطروا عليه .

وفي أواسط القرن التاسع عشر ركّزوا نشاطهُم على الولايات المُتحدة ثمّ نقلوا أموالهم إليها أوائل القرن العشرين وأسّسوا الخزينة الفدرالية تحت إدارتهم وتؤكّد الكاتبة أنّ أيّ رئيس أميركي حاول إعادتها إلى يد الدولة اغتيل أو عُزِل عن الحكم ثم عملوا فيما بعد على تأسيس الحكومة العالمية السريّة التي تحكم العالم حاليًا . وتشرح مُستندةً إلى وثائق تاريخية وملفّات رُفعت عنها السرية كيف عمل أحفاد حكّام خزاريا على تأسيس الحركة الصهيونية وكيف اشترَوا قادة الدول الكبرى حينها للموافقة على نقل اليهود من أوروبا إلى فلسطين وكيف تعاملت البنوك الدولية التابعة لها مع الفاشيين في ألمانيا وموّلت حملة هتلر الانتخابية وأوصلتهُ إلى الحكم عام 1933م وتذكر حقائق تؤكّد دفعهم الأموال ليقوموا بمجازر ضد اليهود (الذين ليسوا يهودًا حقيقيين بمفهومهم إنّما من أم خزرية وأب يهوديّ ) في أوروبا لإجبارهم على الهجرة ووثقت جميع تلك المعلومات بمصادر تاريخية مع أسماء الأشخاص الذين نسّقوا بين جميع الجهات . وأكدت أنّ الولايات المُتحدة هي دولة خزاريا الثانية المخفيّة ويحكُمها أحفادهم سرًّا وتتعدد الأساليب التي يستخدموها حاليًا لإخضاع الحكومات التي ترفض أن تكون جزءًا من إمبراطوريتهم ودأبوا على إغرائها بمشاريع اقتصادية كبيرة تستوجب أموالًا طائلةً يمكن الحصول عليها من صندوق النقد الدولي التابع للخزينة الفدرالية الأميركية وهذا يعني تبعيتها الاقتصادية للولايات المُتحدة .

أمّا إذا رفضوا تلك العروض فتشنّ عليهم حملات إعلامية تتهمهُم بالدكتاتورية والفاشية لتفرض عليهم عقوبات اقتصادية وتزعزع الوضع الداخلي عن طريق تنظيم الثورات التي تُؤدي إلى اندلاع حُروب أهلية تمزّقها وتطيح بحكامها كما يجري في العالم العربي . أو كما جرى في روسيا بداية القرن العشرين حيث عملت البنوك اليهودية الموجودة في بريطانيا وأمريكا على تمويل الأحزاب الروسيّة المعارضة للقيصر بهدف الإطاحة به وأدى في النهاية إلى نشوب حرب أهلية دمّرت البلاد وانهيار الإمبراطورية الروسية المنافس الأكبر لهم في حينها . وفي حال لم تنجح في إحكام سيطرتها بتلك الوسائل فإنها تلجأ إلى تدمير المُجتمعات بنشر الدعارة والمُخدرات وتدمير الحضارات والعمل على محو الثقافة الوطنية حتى تنهار فكريًا وبالتالي تسهل السيطرة عليها وضمها إليهم كما حدث مع الاتحاد السوفييتي الذي لم يستطيعوا القضاء عليه عسكريًا ولا السيطرة عليه اقتصاديًا فدمروا مُجتمعه ما أدى إلى انهياره .

2018 . 12 . 13