الثلاثاء، 21 يونيو 2016

انا لله انا اليه راجعون انتقل الى جوار ربه شهيدا في غربته اللواء الركن عبد الستار عزيز فندي الجبوري



انا لله انا اليه راجعون 

انتقل الى جوار ربه شهيدا في غربته 

اللواء الركن عبد الستار عزيز فندي الجبوري 






هكذا يترجل الفرسان

أخيرا ترجل فارس هصور من فرسان الجيش العراقي ،ومناضل لم يلق سيفه ،حتى
 
صعدت روحه الى بارئها،كما رمى غيره سيف النضال وفضل المنافي ، والحياة

 الرغيدة،إنه الفارس الشجاع اللواء الركن عبد الستار عزيز فندي الجبوري،آمر حرس

 الشرف لواء الحرس الجمهوري،يتقد ذكاءا وكفاءة عسكرية ،تعرفت على أبي كرم عام

 1970 عندما أدار ندوة طلابية لنا في الاعدادية الشرقية بحضور ابو حسن عبد الهادي

 الجبوري واسامةعبد الاحد،وتواصلت لقاءاتنا لاسيما ونحن من منطقة واحدة هي

 النمرود وعشيرة واحدة هي الجبور،وكان يتقدمنا سنا ودراسة،والتحق بعد تخرجه

 ضابطا في الجيش العراقي بلواء الحرس الجمهوري وآمرا للحرس الشرف ،التقينا في

 نهاية عام 1987 في مدينة الصديق وكان امين سر فرقة اللواء 96..وتفرقنا حتى

 التقينا

ثانية وبشكل يومي ،ولكن نازحين ،ولكن في الموبايل فقط فهو في مدينة اورفا التركية

 وأنا في ميرسين،امس وأنا اجلس مع اخي العميد جرجيس الراشدي ،في كافيتيريا حاج

 عصام وردتنا رسالة تخبرنا بوفاته في مستشفى تركي..يا للهول والفاجعة ابو كرم مات

 ، كيف يموت العراقي في غربته،دون ان يبكيه أحد،دون ان يدفنه احد ،وعبد الستار

 ابو كرم دكتوراه في العلوم السياسية ،وحينما اعتقلوه الامريكان لقنهم درسا في البسالة

 والصمود...واليوم اذ يرحل ابو كرم، ونحن مكبلين بسلاسل الغربة وآهاتها والامها،

 يعز علينا ان لا نزفه عريسا للشهادة ،في بلاد الغربة،رحم الله ابا كرم فارس ترجل في

 زمن الظلام،تحتاج لسيفه سوح النضال،نحتاج له كي يشد من أزرنا في غربة الشتات،

 لقد رحلت مبكرا، دون وداع سوى بعض كلمات ترن في آذاننا، ان يبقى العراق في

 عيوننا...
 
وهكذا يترجل الفرسان ويسلموا الراية لمن هم أهل لها.


الاستاذ عبد الجبار الجبوري


الخميس، 2 يونيو 2016

لمثل هذه العمامة فلتنحن الرؤوس....سلام الشماع





لمثل هذه العمامة فلتنحن الرؤوس

سلام الشماع

.."والله أنا سني.. والله أنا شيعي"
تلك هي المقولة الشهيرة التي ظل يرددها الإمام السيد عبد الكريم المدني.. إمام الوحدة الإسلامية واستاذ المراجع حتى قضى في مثل هذا اليوم الثاني من حزيران قبل 25 سنة الخامسة والعشرين، وكرر هذه المقولة أمام الرئيس الراحل صدام حسين يوم زاره في بيته بمدينة بعقوبة بعد أحداث صفحة الغدر والخيانة، التي يجمّلها العملاء بتسميتها (الانتفاضة الشعبانية).
كان الإمام المدني مسلماً متمسكاً بهذا العنوان العظيم غير ملتفت للعناوين الثانوية، فأكسبه هذا حب الجميع في محافظة ديالى كلها وخلق بذلك بيئة مجتمعية صحية في المحافظة سادها الإسلام الصحيح الخالي من الطائفية، ولم يكن مستغرباً أن يرافقه مشيعون إلى مثواه الأخير في النجف مسلمون وصابئة ومسيحيون، فهذا الإمام كان العلامة الفارقة الواضحة بين التشيع العربي والتشيع الفارسي، بين الإسلام الحقيقي والإسلام الذي أترعه الفرس بالبدع والأكاذيب والانحراف، فتأمل كم كان هذا الإمام شجاعاً ووطنياً وقومياً حين أعلن ذلك في وجه التشيع الفارسي في أوج قوته في خمسينيات القرن الماضي.
لم ألتق الإمام المدني في حياته الشريفة ولكني شاهدته متجسداً في سيرة عائلته وأبنائه الذين عرفني عليهم العلامة الدكتور الراحل حسين علي محفوظ عندما رافقته لزيارتهم، وتوطدت بيني وبين ولديه السيدين علي وعبد الحليم علاقة وثيقة، وزرتهم ثانية برفقة العلامتين الراحلين محفوظ والدكتور علي الوردي، يوم نظم له السيد عبد الحليم محاضرة ألقاها في مبنى اتحاد الأدباء في ديالى،.
نشرت دراسة للعلامة محفوظ في جريدة الجمهورية بعد وفاة الإمام يقول فيها: (كان رحمة الله عليه يدعو إلى المحبة والمودة والألفة والقرب والدعوة إلى التحاب والتواد والتراحم والتعاطف، وهي دعوة النبي العظيم ـ صلى الله عليه واله وسلم ـ وعترة النبي أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وعلماء الدين الطيبين، وهي من الدروس التي تلقاها في بيته المؤثل وبلدته المقدسة النجف الأشرف وأساتذته العقلاء الفضلاء، وهي من خصائص العراق الذي تعاطفت فيه الأديان واعتنقت المذاهب وتواصلت الآراء).
وإذا ظن الطائفيون أنهم، بعد الاحتلال، خربوا البيئة الصحية التي أنشأها ورعاها الإمام المدني حتى غدت منارة تشهق في سماء ديالى، بل العراق كله، بما أشاعته مليشياتهم من تقتيل وتهجير وإبادة وتفجير، فإن روح الإمام المدني هي المنتصرة في النهاية على الطائفية وجرائمها، وأن الطائفية مهزومة أمام روح هذا الإمام الذي بث روح الوحدة والتسامح والأخوة بين المسلمين وسائر الأديان والقوميات في ديالى وفي العراق كله.
سلام على الإمام المدني في ذكرى رحيلة الخامسة والعشرين
وتحية لأبنائه النجباء الذين ما زالوا يحملون شعلة دعوته الخالدة
وتحيات لمن تمسك بدعوته ولم تجرفه الطائفية بنتانتها.
ولمثل العمامة المدنية فلتنحن الرؤوس..
ولتخسأ عمائم الدجل والفرقة والفساد..