تجربة البعث العربي الاشتراكي
نموذجية بين التجارب العالمية
الدكتور المهندس اكرم
ان ايديولوجية البعث العربي الاشتراكي نقيض تام للواقع المستعبد
الفاسد المجزء المحتل عسكريا وسياسيا واقتصاديا ونقيض العام الغير المرتبط الواقع
العام الثابت للعرب في التاريخ والحضارة والمدعاة بعناوين التطور والتقدم الكاذب
لكن البعث رفضها باسبابها رفض المعايير التي امن بها بعد الاستنباط للواقع من
الماضي المجيد المشرق في السلوك العام للعرب حيث طرح اذناب الاستعمار الاستيطاني
الصهيوني الفارسي الصفوي في المجتمع العربي شعار الوحدة الاسلامية كفكرة على
الساحة العربية من قبل الاحزاب الاسلامية التي لاتمت الى الاسلام في حقيقة الامر
بصلة والمرتبطة بالفكر الفارسي الصفوي الذي بهم اخترق العروبة والاسلام وقد ظهرت
وهو نقيض الوحدة العربية الشاملة الذي اعتبره البعث الحل الامثل لكل المشاكل
العربية في الحياة العامة السياسية والاقتصادية باطار وعمق الاشتراكية ليكون
الدواء الشافي للمشاكل العربية في الثروات والحقوق للمواطن العربي وحق المواطنة
فيها لكن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني جعل الخاص كمفهوم مسيطر على المفهوم العام
في المجتمعات كما في مجتمعنا العربي التي كانت عليها السيطرة العسكرية والسياسية
والاقتصادية مع التدخل في تغيير الخاص والعام ومن هنا اتضح نموذجية ايديولوجية
البعث العربي الاشتراكي في تحقيق التوازن بين العام والخاص مع العلاقة الجدلية بين
الطرفين واما المعيار الاساس للبعث في الايديولوجية العربية هي الاصالة والحداثة
حيث ان البعث وفكره العربي الثوري الديمقراطي الاشتراكي الوحدوي العلمي الانقلابي
الاخلاقي جاء من خلال البعد التاريخي من غير انقطاع عن الماضي وجذوره الحضاري
الممتد الى اكثر من اربعة الاف عام في حضارة بابل واشور وفي البعث العربي
الاشتراكي الاصالة تعني الارتباط التام الغير المنقطع بالجذور الحضارية وهي معاصرة
جديدة وافاق وابعاد مفتوحة على كل الافكار والتجارب دون الانغلاق وتتفاعل من موقع
الاصالة بالتعامل معها في الجذور الحضارية في العمق التاريخي للعرب في سنوات سحيقة
ومن موقع المعاصرة لخطوات يخطوها البعث العربي الاشتراكي نحو المستقبل بثبات في
التطور التاريخي وبحركة مستمرة لغرض توظيف الافكار في التغيير ضمن اطار الكل
والخاص الى العام بنظرة البعث المعاصرة من غير التبعية والتقليد وان المعيار في
الابداع والتجديد لم يأتي من عدم بل هو الممثل للماضي الخاص والعام لنضوج المستقبل
المشرق في الصورة البعثية الشعبية بضوء فهمنا الحديث في العلاقة بين الاصالة
والمعاصرة والعام والخاص والكل والجزء وان انطلاق الايديولوجية العربية جاء
بالموقف النقدي لكل التجارب العالمية الفكرية من خلال استيعاب صورة العالم الحالي
والمستقبلي المتطور وتلعب يقظة شعبنا العربي من معاناة السيطرة الاستعمارية
الصهيونية الفارسية الصفوية الجاثم على صدر شعبنا العربي وفرض واقع التخلف والامية
والجهل وترسيخ التجزئة والاستغلال والهامشية التاريخية وايديولوجية البعث العربي
الاشتراكي الجواب الشافي في سياق نهضة العرب التاريخي الحديث لبناء المجتمع العربي
الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي الثوري الجديد في اطار الثورة والتحرر الشامل مع
التحرر العالمي وشعوبها المقهورة وان الاشتراكية في البعث مع عصر الجماهير العربية
الحضارية التاريخية وهو العامل الاساسي في الانبعاث الحضاري لثورة الانسان العربي
الجديد الثورة الانسانية ضد الظلم والقهر والامية والتخلف واعادة الكرامة العربية
من جديد واثبت ذلك البعث العربي الاشتراكي في وجوده الثوري وفكره في النضال الثوري
الوطني لمجابهة الافكار الهدامة المخربة في العراق وعلى الساحة الوطنية والقومية
والتصدي بالمقاومة الوطنية في العراق مع فرض السيطرة السياسية والاعلامية على
الشارع العراقي المطالب بعودته الى صدارة الحكم في العراق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق