الاثنين، 23 يوليو 2018

ماقل ودل ....الحجامة واليتامة ....بقلم الدكتور عبد الكريم الوزان





ماقل ودل    

                                        
د.عبدالكريم الوزان    

           
 الحجامة واليتامة !!.
-------------------------
يتعلم ( الحجامة بروس اليتامة ..)

ورد في الأمثال الشعبية العراقية حكاية أحد الدجالين الذي لم يجد فرصة للعيش فاتجه لصنعة الحجامة في وقت هو لايفقه شيئا عنها ولتحقيق ذلك  اضطر للانتقال بعيدا عن منطقة سكناه وأعلن للناس بأنه حجام . وخلال توافد الناس عليه كان يسأل من يأتيه ..هل والدك حي ؟. فاذا أجابه بالايجاب يعتذر له واذا أكد أنه يتيم وليس لديه من يؤويه ويحميه يجري له الحجامة على اساس أنه اذا ماحدث له مكروه فليس هناك من يطالب له بحقه . وهكذا فإن المثل يضرب لمن يتحايل في الرزق ويستخدم الحيلة والخداع لتحقيق مآربه .

جال هذا المثل بخاطري وأنا أراقب وأعايش نفسيا التظاهرات الأخيرة التي حصلت وماتزال في العراق بكل تداعياتها والظروف المسببة لها والمحيطة بها بعد ان لم تنفع ( العيني والأغاتي ) طيلة خمسة عشر عاما  للساسة والحكام من الجماهير الغاضبة..
وبعيدا عن الولوج بالتفاصيل المملة المعروفة للقاصي والداني سأركز على بعض حلول الحكومة التي قدمتها في محاولة منها لايقاف التظاهرات ( الثورية )  ( وإسكات الوادم ) وخصوصا أبناء مدينة المدن البصرة الفيحاء ولاأقصد بالطبع حملة جمع ( التايرات والجوابة من البنجرجية ) ، بل تخصيص مبلغ ثلاثة مليارات دولار للمحافظة ومنح مجلسها صلاحية تعيين عشرة الاف من أبنائها للعمل في وظائف مختلفة  وايفاد وزير الكهرباء وآخرين الى دول مجاورة( لآستجداء الطاقة ) وإجراء تدابير أخرى .

السؤال المطروح ( والممدد واللي يشكك هدومه ) ، أين كنتم أيها المسؤولون قبل اندلاع الاحتجاجات الأخيرة وماقبلها وسقوط العديد من المتظاهرين شهداء وجرحى ،  أقول أين كنتم  من منح هذه الاستحقاقات خلال السنوات العجاف التي تلت  احتلال العراق عام 2003 وآستمرت لحد الآن ؟!. ولماذا تركتم الفاسدين وهم منكم ينهشون في جسد االشعب وينخرون بل يدمرون اقتصاد البلاد طيلة السنوات الماضية واهملتم تحسين الخدمات وتفعيل التنمية وصيانة السيادة؟. وهل كنتم غافلين عن ( طوفان الشعب وسيله العرم ) الذي طالما حذرناكم منه في كل مقالاتنا السابقة ؟. وهل تظنون ان بني جلدتكم قد انطلت عليه ( حجامتكم ) الترقيعية هذه ؟.

لعمري انها الفرصة الأخيرة  ان ظلت سانحة لكم وأنتم على شفا حفرة  وليس أمامكم الا الركون الى رأس الحكمة وهي مخافة الله فاتقوه في حقن دماء العراقيين واتقوه في تحقيق الحياة الحرة الكريمة لهم وفصدوا الدم الفاسد وطهروا نفوسكم وأبدانكم وتخلصوا مما علق بكم من أدران وانقلبوا على أنفسكم كليا واعلموا ان عيون الحكم العدل ، الجبار المنتقم  تراقبكم وفي الوقت نفسه تتولى رعاية عباده أهل الحق  فتتولاهم برحمته وعنايته بعد أن طفح بهم كيل الصبر وهبوا ثائرين ينشدون أسباب الحياة الحرة ومقومات العيش الكريم ..فيا أرباب السلطة  لن يعصمكم بعد هذه العاصفة عاصم ، وإياكم أن تحاولوا عبثا مرة أخرى تعلم  ( الحجامة بروس العراقيين)!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق