الاثنين، 23 يوليو 2018

ما هكذا تصنع الثورات والانقلابات يا د. أيمن السامرائي......بقلم الدكتور عبد الكاظم العبودي




ما هكذا تصنع الثورات والانقلابات
يا د. أيمن السامرائي



ا.د. عبد الكاظم العبودي


منذ فترات تشهد وسائط التواصل الاجتماعي تسريبات عن اخبار وسيناريوهات لانقلابات عسكرية تبشر بقرب تغيير محتمل في العراق.
ومن اشكال هذا التغيير المقترح ضمنيا في عديد المقالات والمنشورات يتم الحديث عن الانقلاب العسكري.

ويجهد البعض انفسهم بذكر اسماء ومواصفات وسيرة لهذا الضابط الانقلابي او ذاك...الخ.
وبمثل هذا التسويق الاعلامي ولاسماء محددة نقرأها في مقالات مكررة تصل الينا مسربة احيانا باسم د. ايهم السامرائي فتتناقلها قنوات التواصل الاجتماعي والبريد الخاص وكأنها باتت الخبر اليقين والمؤتمن حدوثه.

ونحن نتسائل وعلى قاعدة تعلمناها انه : (كل سر جاوز الاثنين شاع) وشيوع سرية اي خبر خطير يصل الى مواصفات خطوات ومواعيد واسماء لتنفيذ انقلاب عسكري في العراق سيعرض لا محالة اصحابه الى الاخطار ان لم نقل التصفية الجسدية .

ويقيننا ان مثل هذه اللعبة المتكررة في التسريبات الاعلامية الانقلابية باتت تفضح اهداف محددة لاصحابها او من يقف وراءها سواء جاءت من اشخاص او جهات عديدة.
ومن حقنا أن نتساءل لمن؟ والى متى تستغفل ارادة شعبنا ويستلب وعيه؟ والى متى تقدم له مثل هذه الاقتراحات والحلول الثورية والانقلابية علنا في التواصل الاجتماعي وبمثل بهذه الطريقة الفجة والمرفوضة

ولعلها المرة الاولى أن تقدم وتعلن مسبقا تباشير واسماء قادة الانقلابات او الثورات و بمثل هذه العروض الاشهارية والاعلامية السخية والمجانية وبالكشف العلني لخطط يفترض انها فوق السرية جدا جدا

وهناك من يرى ان عرض مثل هذه المخططات والاسماء المحددة بعينها لقيادة الانقلاب العسكري المنتظر واسم قائده ربما تقع ضمن خانة التكهنات عند هذا الكاتب او ذاك .

ولكن الاصرارعلى عرض الامر وبشكل واسع وكأنها صارت محاولة لاستحصال مبايعة مسبقة لهذا الشخص او ذاك ليقود العراق.

نرى أن الصمت والسكوت على مثل هذه الامور قد يفسر لدى البعض انه علامة من علامات الرضا عن ما هو مرسوم او مخطط قادم للعراق؟؟.

ونتساءل ايضا هنا هل كتب على الشعب العراقي وقواه الوطنية الحية ان ينتظر ذلك البطل المنقذ الذي تصنعه وتقدمه وتقترحه لها دوائر الاحتلال والارادات الدولية الاجنبية؟ ويمكن أن يختار من بين خدامها

ان مجرد قبولنا بمثل هذه الاقتراحات المسربة الينا من مراكز دراسات وبحوث معينة وبشكل مدروس تعبرعن مكنون خفي لدى نخبنا الوطنية او السياسية والاخطر من ذلك ان يكون صمتنا عنها معبرا عن حالة يأس وعدم ثقة من قدراتنا على التغيير المنشود.

ان المطلوب هو التفاعل والرد والتحليل في ما يطرح علينا من مشاريع افتراضية هنا وهناك.

وان غدا لناظره قريب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق