العقد الاجتماعي أولا
ليكون شريعتنا الى المستقبل
هناء ابراهيم
حركة الاحتجاج التي تمثل
شباب العراق وشعبه صاغت بالشهادة والدم برنامجها الانتقالي إلى بوابة المستقبل وما
كفت على الأقل منذ 2011 تفعل وراكمت حراكها
بعناد ووعي سبق وعي النخب السياسية والثقافية والوطنية واسقط الطبقة المتسلطة أخلاقيا
وسياسيا وعرّى تمظهرها الديني والمذهبي والمناطقي في سياق مهمتها لتدمير العراق وتفتيته
ونهب مقدراته ومقدرات شعبه وكسر إرادة مجتمعه وإذلاله دافعة به إلى الإذعان وإماتة
ضميره الجمعي وتخدير وعيه بسلوكات عفّ عنها تاريخ المجتمع البشري حتى وصل بها الانحطاط
الأخلاقي الى استخدام المخدرات والأمراض كوسائل
تدميرية عن ترصد وسابق إعداد لأبشع جريمة ضد شعب ووطن...
من هنا نستطيع رصد أهم
ركائز إنجازات حركة الاحتجاج في بلورة مشروعها للتغيير العميق وسعيها الشاق للانتقال
الى المستقبل تنمويا وحضاريا واخلاقيا حيث بذلك أسست لانبثاق عقد اجتماعي يجسد الضمير
الجمعي لمجتمعنا:
- كرست وعيها بشرط فصل الدين والمذهبية عن السياسية
شرطا للتغيير رابطة استغلال الطائفية والعنصرية في تمرير الفساد ...أي كرست حتمية قيام
الدولة العلمانية كمؤسسة محايدة ترعى مجتمع
المواطنة بعيدا عن الهويات الضيقة القاتلة
- فضحت ارتباط الفساد بالسمسرة لحساب العلاقات الفئوية
مع القوى الإقليمية والدولية وشركاته اعلى
حساب مصلحة الشعب والبرامج التنموية ومشاريعها
- طالبت بتغيير الدستور إلى دستور يكتب بأصابع الاقتدار
العراقي عقلا وحبرا وبدم الشهداء الذين قضوا من اجل العراق لا ليكونوا وقودا لهذه الطائفة
او تلك ولصالح أنبوب الغاز او النفط لهذه الدولة او تلك
- طالبت بسيادة مشاريع التنمية والتنمية الإنسانية
للنهوض بالمجتمع في كل اركانه ولمحاربة البطالة والفقر
- طالبت بحماية الحرية الفردية والحريات العامة دستورا
وقانونا
- طالبت بفصل السلطات وتقديس استقلال القضاء والجيش
- طالبت بتوفير حقوق المواطن في الخدمات على رأس
الأولويات وحمايتها دستورا وقانونا
- طالبت بحق الشعب العراقي في انهاء الفقر نهائيا
لاسيما انه المالك الحقيقي لثرواته الطبيعية ظاهر الأرض وباطنها....
- طالبت بحق الطفولة المقدس في الحماية والرعاية
والصحة والتعليم والسعادة
- طالبت بتكريس حق أبناء المجتمع في التعليم والعمل
والحرية الفكرية وحرية الاختيار...
ثمة ما يضاف لكني ركزت
على اطار مطاليب حركة الاحتجاج التي تمثل حاجات المجتمع العراقي وحاجات شعبه بغض النظر
عن الدين او المذهب او العرق او الجنس او التبعية الحزبية والعقائدية أي طالبت بنهوض
مجتمع المواطنة على قواعد حقوق الانسان الأولى وعلى رأسها حقوق : الحياة والحرية والكرامة
أي أن شعبنا الشاب صاغ
عبر حركة الاحتجاج صوت ضميره الجمعي في رؤاه لعقده الاجتماعي....
من هنا وليصنع العراق
تغييره التاريخي بإرادة شعبه وضميره ودمائه حيث لم يفعل في تاريخه هذا التغيير بسبب
الوصاية الفوقية لعقائد وأدوات فرضت عليه من فوق رأسه ووعيه خارج أي عقد اجتماعي الذي
هو أساس نهوض المجتمعات نهوضا معافى تاريخيا ....من هنا لا بد من ان ينبثق عن حركة
الاحتجاج آليات ومبادرات تبدأ بصياغة العقد الاجتماعي لترتكز عليه اية عملية سياسية
وأي نظام يمثلها ...وليكون الدستور هو شريعتها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق