الثلاثاء، 10 يوليو 2018

تاريخ الحقد الفارسي..... بقلم محمود الجاف




بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ الحقد الفارسي


مَحمود الجاف

من يطَّلع على تأريخ العداء الفارسي للعراق يجده يتكرر ويعود في كل مرة من حيث بدأ . وأحداثه مليئة بالجرائم والخيانة التي يندى لها الجبين . وأولها كان عام (2322) ق . م حين دخل العيلاميون عاصمة الأكديين في اليوسفية الحالية وأحرقوها ثم عادوا بعد (316) سنة ليدخلوا مدينة (أور) عاصمة السومريين ويخربوها لتزول كما زالت أكد من الوجود وإلى الأبد . وبالطريقة ذاتها دمروا جميع المراكز الحضارية مثل بابل سنة (539) ق . م . على يد كورش وآشور سنة 612 ق . م . والحضر سنة 240 م . ووقع العراق من يومها تحت الإحتلال الفارسي ولمدة (1180) عام . ثم التفوا على الحيرة وأخرسوا الصوت العربي فيها حيث قتلوا النعمان بن المنذر ونصّبوا عميلاً لهم . حتى جاء الإسلام وحرره سعد بن أبي وقاص في عهد الفاروق رضي الله عنهما عام (636) م . لكنهم إعتبروهم مُحتلين وقاوموهُم وتآمروا عليهم . ولما فشلوا عسكرياً كادوا لهُم وكانت البداية عام (21) هـ حيث عقد الإمبراطور المهزوم يزدجرد مُؤتمره الشهير بـ(مؤتمر نهاوند) وقرروا دخول الإسلام ظاهرياً وتخريبهُ من الداخل . وبعد سنتين حققوا أول أهدافهم وقتلوا الخليفة عُمر رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي .
أثاروا الفتن التي أسفرت عن قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه يوم (18) ذي الحجة عام (35) هـ . ثم قادوا مؤامرة شملت قادة الأمة الثلاثة (علي ومعاوية وعمرو) رضي الله عنهم وفي يوم واحد وهو السابع عشر من رمضان سنة (40) للهجرة . إنطلقت من الكوفة على يد الفارسي شيرويه . وأسقطوا الخلافة الأموية بالثورة العباسية الأشد تنظيماً في التأريخ والتي احتاج إعدادها إلى سنين طويلة من التخطيط والتآمر . أباد قائدها أبي مسلم الخراساني أكثر من ستُّمائة ألف نفس ( وفي رواية مليونين ) وشوهوا تأريخ الأمويين الذين كان شغلهُم الشاغل الجهاد من أجل نشر الإسلام حتى بلغت الدولة في زمانهم من غرب الصين إلى جنوب فرنسا .

وشكَّل إجتياح المغول ودكِّهم معالم الحضارة وقتلهم أهلها كارثةً كُبرى بعدَ أن أحرقوا المُؤلَّفات القيِّمة والنفيسة وأضرموا النار في بيت الحكمة وألقوا بالكُتب في نهر دجلة وفتكوا بأهل العلم والثقافة ونقلوا آخرين إلى إلخانيَّة في فارس ودمَّروا المساجد والقصور والمدارس والمُستشفيات . وكان دُخولهم بِخيانة الوزير ابن العُلقُمي ومُساعدة الصليبيين في الشَّام الذين كانوا على إتصالٍ معهُم والبابا نفسه بعث رُسلاً إلى قادة المغول يحُثّهم على ذلك ولهذا أمَّنوا سُكَّان بغداد المسيحيين على حياتهم بِتوصية من زوجة هولاكو النسطوريَّة دوقوز خاتون وكذلك اليهود ومن التجأ إلى دار ابن العُلقُمي . ثم جاء الصفويون ودخل حسين بك لاله إلى بغداد وأخرج محمد كمونة ( نقيب النجف الذي يعدل السيستاني الآن ) من السجن ورحب به وعظمهُ وأعلى مقامه ثم زار كربلاء والنجف وأكرم أهلها وعمَّرها بالذهب والفرش والسجاد الثمين . وأعتدي على بعض عشائر الجنوب وذهب مع الوالي إلى الشاه إسماعيل ليبشروه بإحتلال بغداد .

وفي التأريخ الحديث وبعد مجيء الخميني صرّح وزير خارجيته بأن العراق أحد الأقاليم التابعة لإيران وطالب بضمه إليها ! علمًا إنهم لم يعترفوا به منذ تأسيس الدولة عام (1921) م ومع هذا يدّعي الفرس أن الحرب أثارها العراق الذي أضطر إلى الرد الشامل في ( 22 . 9 . 1980 ) م وهو اليوم الذي هزم فيه رُستم أمام جيوش الفتح الإسلامي ... ثم مارست دور المُنسق للمؤامرة اليهودية الأمريكية واستغلت ذلك لصالح مشروعها الإمبراطوري وتظاهرت بغيره من الشعارات وعملت مع الروس الذين غزوا أفغانستان البلد الذي يجاورهم وبدل أن يقاتلهم توجه خميني ليغزو العراق المسلم في حرب مُستعرة لثماني سنين ! وفي سنة (1991) م وبدل أن يقاتل (الشيطان الأكبر) الذي غزا بلادنا . أدخل أفاعيهم ليعيثوا في الأرض الفساد .

قومٌ يدينونَ ديناً ما سمعتُ بهِ
عنِ الرسولِ ولا جاءتْ بهِ الكتبُ
إن كنتَ تسألُني عن أصل ِدينهمُ
فإن دينَهمُ أن تُقتلَ العربُ

تأريخهم مُعبأ بالحقد والدم وعقدة الثأر وشهوة الإنتقام . غزونا مئات المرات وخلفوا ملايين الضحايا وألواناً لا تحصى من الدمار . وفي كل مرة يتركون بيوضهم تفقس في أعشاش بُنيت خصيصًا على أرضنا وتنموا على أحسن الموائد حتى يعودوا . الحزن الموجود في أعماقنا من تراكمات الماضي على امتداد القرون . لذا نتأثر بالنغمة الحزينة . ولما عرفوا ذلك عنّا صاروا يقتلوننا من جهة وينوحون علينا من جهة أخرى . حتى يقودونا إلى ما يريدون . والقراءات الفلكلورية المُسماة بـ(الحسينية) ومظاهرها ما هي إلا إحدى تلك الوسائل وسرقة ثرواتنا مع التخريب الديني والأخلاقي والثقافي وتفكيك المجتمع ونشر الأمراض والأُمّية والمُخدرات وتدمير الزراعة والصناعة وعمليات تصفية وإبادة جماعية مُنظمة ومُخطط لها بعناية ...

تسللوا بين صفوف المقاومة من خلال تنظيمات تدين لهم بالولاء وأوهموا العالم إننا الخطر الذي لايستطيع التصدي له وتدميره سواهم وقد نجحوا . وانتهكوا أعراض الرجال قبل النساء وخطفوا الآلاف مع إفقار وإذلال مقصود لمن يقف ضدهم وإغناء مواليهم وبعد كل هذا ولا نقاتلهم ؟

عندما اقترب البريطانيون من إيران اندلعت ثورة العشرين بفتوى من المرجعية التي سكتت عند غزو العراق في 2003م فكان شعبه كبش الفداء فهل سنرى ثورة جديدة عندما تقترب أمريكا أكثر ؟ وهل غليان الشارع الآن نتيجة صحوة حقيقية أم بيادق يُحركها خامنئي لنفس الغرض ...

لابد من قتل إخطبوط الموت وإسقاط عمائم الشياطين وإنقاذ الإنسانية منهم فهم جند الأعور الدجال والله أعلم . الذين لم ولن يسلم منهم كائن حي على وجه الأرض . قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ثُمَّ تَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الرُّومِ فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ وَيَقُولُ أَلَا غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَكُونُ الْمَلَاحِمُ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْكُمْ فَيَأْتُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً مَعَ كُلِّ غَايَةٍ عَشْرَةُ 
أهُو الزَمانُ الذي أُخبِرنا بِه ؟
2018 . 07 . 09



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق