الخميس، 26 يوليو 2018

الثورة أم الغوغاء..... بقلم محمود الجاف






بسم الله الرحمن الرحيم

الثورة أم الغوغاء


محمود الجاف

تطوّرت الشعارات التي رفعها المُحتجون من المُطالبة بماء الشرب والكهرباء إلى إلغاء مجالس المحافظات وإخراج مقرات الأحزاب والفصائل المُسلحة إلى خارج المدن والإنتقال إلى النظام الرئاسي وإلغاء ما يسمى بالخدمة الجهادية ومرتبات مُخيم رفحاء وإقالة مسؤولين وسياسيين وإحالتهم إلى القضاء مروراً بحرق صور خامنئي والخميني . وعلى الرغم من مرور أسبوعين إلا أن الحكومة تجزم بأنها لا تعرف من يقودها فالوفود التي استقبلتها هاجمها المُتظاهرون لإعتبارهم من الطبقة الأرستقراطية التي خلقها النظام بعد الإحتلال ويُقصد بهم رجال الدين وأعضاء الأحزاب وزعماء قبائل مُوالون . والمُضحك إن عملاء المُحتل الذين شاركوا بالغوغاء وقتلوا وانتهكوا الأعراض يوصمون الخارجين عليهم الآن من أبناء البلد الوطنيين بالدواعش الذين ينفذون أجندات أجنبية ونسوا جرائمهُم عندما أحرقوا الحرث والنسل . نحن نعرف ما تعني الثورة والغوغاء والجيل الذي سمع ورأى وفهم مازال حيًا وكل شيء مُوثق ...
والثورة : هي عملية قيام الشعب بقيادة نُخب وطلائع من مُثقفيه لتغيير نظام الحُكم . وقد تكون عسكرية مثل الإنقلابات أو حركة ضد مُستعمر كما في فلسطين العربية أو ثورة التحرير الجزائرية ( 1954م ) أو المقاومة العراقية ...

أما الغوغاء : فقد عرَّفهم الإمام علي رضي الله عنهُ في نهج البلاغة بقوله : هم الذين إن اجتمعوا أضرُّوا ‏وإذا تفرقوا نفعوا .‏ ومن خصائصهُم كما جاء في سيكولوجية الجماهير : قابلية التحريض وسرعة التصديق والمُبالغة في العواطف طيبة كانت أم سيئة . يتشجعون بكثرة العدد وليس لهم خصومة مُباشرة مع من يخرجون عليه ويطالبون بعزله أو سفك دمه ولكنهُ التحريض الذي ينتج عنهُ جرائمهُم مع اقتناعهُم ساعتها بأنهم يُؤدون واجبهُم .

يقول العقاد : ليست الخُصومة شرُ ما يُبتلى به الناس فشرٌ منها الخسة التي ترضى بالدون والوفاق على الغش والمهانة وشلل الأخلاق الذي لا يبالي صاحبهُ ما يُحسن وما يُقبح وما يُرضي وما يسوء . ويمتاز اليهود عبر تاريخهُم بصناعة وإخراج الغوغاء واستخدامهم في أغراضهم المشبوهة . شباب ضاعوا ومُجتمعات خُربَت وبلاد دُمرت بصيحة لله ؟! كذبوا على الله ! لأنه لا يأمر بالفحشاء والمُنكر . والطائفية أخت الغوغائية بل هُما وجهان لعملة واحدة . والحروب الأهلية إحدى تجلياتها وهي ملعونة وملعونٌ من أيقظها . وما يفعلهُ المجوس في سوريا والعراق واليمن من مجازر ومذابح ما هي إلا البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر !

سنروي لكم بعضا ما جرى عام 1991م حين دنسوا بلادنا بعد توقف العدوان الثلاثيني مُؤقتًا حيث أرسلوا خنازيرهُم للعبث بأمن الوطن والمُواطن . كانت جريمة نفذها العُملاء بمُشاركة وإيواء من قبل المُستوطنين الفرس الذين حملوا الجنسية العراقية زورًا وبهتانًا ومنهُم عدو الحكيم وبحر الخيانة وبيت الكفنويز وبيت الخرسان وبيت الطريحي وبيت الخوئي وبيت النقشواني وبيت اللبان وبيت السبزواري وبيت الأديب والقائمه طويلة . وبعض من حملوا ألقاب العشائر وهم من أصول إيرانية . ولكن العرق دساس

كانت تدخل سيارات تحمل أكياس الدقيق وتتوقف قرب الأحياء القديمة في مركز المدينة وتفرغ حمولاتها من السلاح والقنابل اليدوية واستمر هذا الحال حتى يوم 2 من آذار حيث خرجوا من جهة محلة ألعماره والحويش والمشراق وفتحوا النار على الشرطة الموجودين قرب مرقد الإمام علي ودارت الإشتباكات مع الأجهزة الأمنية استمرت إلى اليوم التالي وأدت إلى انسحابهم فقد بدأت عناصر التخريب تطلق النار من سطح المرقد ثم امتدت إلى مديرية الشرطة واستشهد مديرها هارون ومعاونه الكردي سردار أثناء مُقاومتهم . وبعدها تدفق المُجرمون إلى المدينة بأعداد هائلة ودار القتال في المقرات الحزبية ومديرية الأمن والمُخابرات حتى سقطت النجف . قادوا المجاميع التي أخرجوها من السجون ونهبوا مخازن الغذاء والدواء بأمر السيد ! لكن من هو (السيّد) لا أحد يعرفه؟ وقسم آخر اتجهوا لحرق دوائر الجنسية والتسجيل العقاري والمدارس والمُستشفيات وبدأت مُداهمة الدور وقتل من فيها على الهوية السياسية والوظيفية حتى طالت فرّاش المدرسة . كانوا يُخرجون الضحية إلى الشارع ويضعون إطارات السيارات في عنقه ويسكبون البنزين عليه ويحرقونهُ واغتصبوا بعض النساء وبقروا بطون أخريات لأنهُنَّ من عوائل الأجهزة الحكومية .

الذين يدّعون أنهم مُسلمون ويحبون أمير المُؤمنين كانوا يقفون صفين من باب المرقد الرئيسي إلى الغرفة التي يجلس فيها السيد وعندما يأتون ببعثي أو موظف أو شُرطي أو ضابط يصلون على (محمد)..! ثم تنهال عليه الخناجر والقامات حتى يصل إليه فإذا كان حيًا يطلق عليه الرصاص داخل الصحن . قطعوا أيادي الدكتور يونس الشمري مدير التربية وانهالوا عليه بالقامات ثم أطلقوا عليه الرصاص وجاءوا بالشاعر فلاح عسكر وقطعوا لسانه ثم صبوا البنزين في بطنه وأشعلوا فيه النار . كانت تمتلئ باحة المرقد بالدماء ثم يأتوا بسيارة الإطفاء لتغسل الصحن يوميًا حتى يتهيئوا لليوم الثاني والجثث ترمى في الشوارع لتصبح طعامًا للكلاب ومنعوا دفنهم وأمروا بإطلاق النار على من يفعل ذلك !

استخدمت مدرسة الحكيم كمُعتقل للأطباء والمُهندسين والشُعراء والفنانين والعُمال وكان حُراسها من الفُرس الذين لا يُجيدون اللغة العربية . وفي شهادة لأحد الناجين قال : كنا بحدود 400 شخص يعطونا فردة تمر وشربة ماء في اليوم وقد وزعونا على شكل وجبات تتكون كل واحدة من عشرة أفراد ينادون علينا بالأسماء ثم نسمع أصوات الإطلاقات النارية ويتكرر الأمر في اليوم الثاني . كنا ننتظر دورنا فقد بقيت وجبتان ولكن سقطت قذيفة مدفع أحدثت دويًا هائلًا وساد المكان صمت رهيب فخرجنا إلى ساحة المدرسه ولم نجد أحدًا فدخلنا غرفة الإعدام ووجدنا إخواننا من الوجبة التي نفذوا بهم ولم يرموا جثثهم وكان بينهم شخص جالس لا يتكلم تبين إن الرصاصات أصابته في بطنه ولم يكن لدينا ما نسعفهُ به فقمنا بلف جرحه بواسطة شماغ وخرجنا ... حالة من ملايين الحالات وصور كثيرة مازالت مخزونة في الذاكرة لتلك الجرائم والظلم .

وعندما دخل الجيش البطل الذي كان سور الوطن الحقيقي وحاميه هربوا باتجاه السعودية التي قدمت لهُم المأوى وهي اليوم تحصد آثار جريمتها . إن أسلوب أحزاب الملالي ومُؤيدوه واحد في كل مكان وزمان وإذا خرجت تظاهرة في العراق يقولون إنها مدعومة من البعثيين أما في إيران هي مدعومة من إسرائيل . هناك تظاهرات الآن يقوم بها الشعب الشيعي في إيران . هل تجرأون على تأييدها والوقوف ضد الإجرام الذي يتعرضون له مثلما تؤيدوهم في البحرين واليمن والقطيف؟

إذا لم تدعموهم فهذا يعني إنك مع النظام وليس مع المذهب كما تقول ... وسبحان الله الآن أيضا عثر على بعض المتظاهرين يُعذبون في مرقد المقبور محمد باقر الحكيم . وصدق من قال الولد على سر أبيه ... وفعلًا تبين إنها مراقد للشرك والإحتيال والتسول والقتل .

بيوتكم من زجاج فلا ترموا من هم اشرف واطهر منكم بالحجارة
حولتم حقوق الشعب إلى أحلام

ولم يروا منكم سوى الأوهام .
2018 . 07 . 26



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق