الجمعة، 30 مارس 2018

الليلة الكبيرة .... بقلم الشيخ محمود الجاف





بسم الله الرحمن الرحيم

الليلة الكبيرة 

محمود الجاف 



الليلة الكبيرة : هو أوبريت كتبه صلاح جاهين وعُرضَ على مَسرح العرائس في مصر في 1 مايو من عام 1961م . يَصف المولد الشعبي بشكل رائع ومُمتع من خلال شَخصيات حقيقية من واقع المُجتمع .
شاهدتهُ في طفولتي وأحبُ أن أراه دومًا للتنوع القصصي والصور الجميلة فيه . وكُلما حصلت انتخابات أتذكرهُ ... فما يحصل في بلادنا يُشبه تلك المَسرحية آنفة الذكر فالناس هم الدُمى والشخصيات التي رأيناها في الأوبريت كما هي ... الأراجوز ( المهوال ) وبائع الحُمُص ( أل لبلبي ) وقارئ الكف والقهوجي والمُعلم الذي لم يُعلِم والعُمدة الذي اشترى منصبهُ بعد أن قدم فروض الطاعة والولاء والراقصة التي تدعم وترفع وتُقدم وتُورط وتمنح القُوة أو تَسحبها وهي الشخصية الأخطر والأقرب إلى سياسيوا كُل زمان ... ثم مُدرب الأسود الذي عن أسياده يذود والأطفال الذين تنتظرهُم شركات التَسول ويجمعون للكبار النقود . يقودهم فاسد مُتجول كتبَ على باب داره الحَسود لايسود . وهذا من فضل ربي . والله يعلم من ربه ... والمُصور الذي ينقل لنا الأحداث المُملة التي لم تعد تُؤذي الذين تعودوا على الذلة ... والأمر لايخلو من مُطربٍ ينوح وشاعرٍ بالقصائد يبوح والفلاح الذي ترك الزراعة ومُلأ قلبهُ بالجُروح ...
ومِسا التَّماسي ... مِسا التَّماسي ... مَسؤول ولازك على الكَراسي
المُشكلة أنهُم يتصَورون إن أصواتهُم فعلًا هي التي تُحدد النتيجة وإن تثبيت أو طَرد أحدهُم كان بإرادتهُم ومهازل في الشوارع والمَنازل . ولا أدري ما الذي كسبوه وهل يرقصونَ على ما نُهبَ وَضاع ؟
نُعيبُ زَماننا والعيبُ فِينا ... وما لِزمانِنا عيبٌ سِوانا
2018 . 03 . 30
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق