الجمعة، 2 مارس 2018

هل كان النظام الوطني بوليسياً ؟؟؟ نزار العوصجي




هل كان النظام الوطني بوليسياً ؟؟؟

نزار العوصجي

تعقيباً وليس رداً ... على ماورد عن خطيب جمعة الكوفة الشيخ صادق الحسناوي ...
ساوضح واجيب على ما تفضلت به حول ( ادارة النظام الوطني للسلطة ) باعتبارها تساؤلات ليس اكثر ، ولن اتطرق الى منجزات المؤمنين قطعيا كونك عافاك الله قد اوفيتها قدرها وحقها ...
لم يكن النظام ( قبل 2003 ) بوليسياً بل كان وطنيا يحمي الشعب والوطن ويفرض الأمن ويردع العابثين ويعلمهم كيفية احترام القانون ... وقد ظهر ذلك جليا بعد الاحتلال البغيض وما آلت اليه النتائج في ظل غياب سلطة وهيبة الدولة ... 
أما عن الغاء الاخر فلم يلغي النظام الوطني دور أي مواطن شريف سعى لخدمة وطنه وشعبه بعيدا عن التفرقة والتمييز على أسس دينية أو مذهبية ... ولنا في ذلك شواهد كثيرة لا تحصى ولا تعد ، لمواطنيين عملوا باخلاص وتفاني في خدمة العراق دون ان يفرق احد بين هذا او ذاك ... ( ممكن تذكر ان أغلبية الكوادر القيادية كانت من المذهب الجعفري بدون تمييز طائفي )
أما ( العمى الارادي ) فقد جاء به من رفض ان يرى الحقيقة كما هي , وان بغداد هي الاجمل , وان الحياة فيها تتطور وتزدهر في جميع المجالات , وان هنالك المئات من منشأت الدولة الصناعية بالاضافة الى ألالاف المصانع الاهلية والخاصة , واغلبها ان لم نقل جميعها اصبح في عداد المفقود والمنتهي في زمن الحرية والديمقراطية ... 
ان الفعل الوطني يحتم على قيادة الدولة النظر الى المواطن على انه جزء اساسي في بناء المجتمع , لذا يتوجب عليها اصدار القوانين التي من شأنها الاسهام في توفير مستلزمات الحياة الحرة الكريمة لهذا المواطن ( بغض النظر عن عرقه اودينه او مذهبه ) من صحة وتعليم وضمان إجتماعي وخدمات كانت في اغلبها مجانية و بأعلى المواصفات ( في زمن النظام الذي اسمه بوليسيا )..
ان السبب في كوننا لم نكن نرى مواكب واساطيل لوزير او نائب او محافظ , هو وجود حكومة وطنية حريصة على أمن وسلامة الوطن والمواطن ، بما يمنع بروز المظاهر المسلحة وتكوين الميليشات بأي شكل من الاشكال وتحت أي مسمى كان ... 
ان القائد الوطني هو من يتحمل اعباء المسؤولية بامانة وشرف حين ينظر الى ابناء الشعب على انهم اخوته وابناءه وهم جزء لا يتجزأ منه ، وعليه رعايتهم وتوفير احتاجاتهم ، وبذلك يكون قد صان الامانة الملقاة على عاتقه وحفظ القسم الذي أداه عندما تولى المسؤولية ... ولنا في ذلك المئات ان لم تكن الالاف من الأمثلة ، عندما نتحدث مثلا عن وزير التجارة في زمن النظام الوطني ( الدكتور محمد مهدي صالح ) لأمانته واخلاصه في اداء عمله وواجبه , يسانده في ذلك كادر وزاري كفء ومخلص , مشكلين خلية نحل لا تهدء ولا تستكين لتوفير مستلزمات البطاقة التموينية للمواطنيين في موعدها و في ظل ظروف حصار جائر كان مفروضا على شعبنا الابي ... 
لقد حرص النظام الوطني على تبني سياسة الرجل المناسب في المكان المناسب والاعتماد على الكفاءة التي تعكس مكانة العراق الدولية وخير دليل على ذلك تعين المرحومين ( الدكتور سعدون حمادي والاستاذ طارق عزيز ) وزراء للخارجية ... وكذلك اعتماد سياسة اقتصادية رصينة تحفظ حقوق العراق في موارده بتعيين وزراء مهنيين ووطنيين من أمثال ( الاستاذ عصام الجلبي والدكتور عامر محمد رشيد ) وزراء للنفط ... 
لم يسعى الشهيد صدام حسين  لتوسيع مساحة الوطن بل اراد ان يحافظ عليها من شرور الاشراء والتصدي لمخططاتهم واحلامهم التوسعية المريضة الرامية الى احتلال العراق واذلال شعبه , وامام انظاركم الدليل الملموس فيما حصل بالامس ويحصل اليوم ... 
لقد حرص النظام الوطني في العراق على ان تكون المرجعية الدينية عربية عراقية , على عكس ما تخطط له قوى الشر القادم من الشرق , لذا قاموا باغتيالهم بالتخطيط مع عناصر موالية لهم على عكس مما يشاع , وخير دليل على ذلك ردة فعل السيد مقتدى الصدر عندما ثأر لوالده بالقصاص منهم بعد الاحتلال , ( واظن انك خير من يعلم الحقيقة )
ان الواجب كان يحتم على قوات الجيش في حينها  التصدي للميليشات التي عبرت الحدود لغرض القيام باعمال غوغائية تمس سيادة الوطن وامنه , ومن الطبيعي انها سترد على مصادر النيران الموجهة ضدها بنفس القوة مما يؤثر عليهم فيسقط منهم قتلى وجرحى , الا ان ما يثير الانتباه ان اغلبهم لم يتم اخلائهم من قبل الاهالي والسكان لتلك المناطق ، حتى بعد انسحاب الجيش ، وهذا يعني انهم لم يكونوا عراقيين ، مما دفع السلطات المحلية الى تبني عملية  دفنهم خشية تفشي الامراض ( وهذه الحقائق موثقة اممياً ) ليطلق عليها فيما بعد باكذوبة المقابر الجماعية !!! تذكرني هذه الحالة بمسرحية ضرب حلبجة بالكيماوي والتي نفت التحقيقات الدولية مسؤولية العراق عنها ، وتوجيه اصابع الاتهام الى ايران ... 
ودعني اتطرق للمرأة العراقية التي هتف رافعة العملة النقدية التي تحمل صورة صدام حسين قائلةً ( صدام خلافك ذلينا ) بعد ان رأت ان دولة اللجوء تسقيهم الماء من الآبار , فعفا الشهيد صدام عمن يعود الى العراق بعد أن سمع بقصة هذه المرأة , لانه يعي جيدا ( ان من خرج من داره يقل مقداره ) وان العزة هي في الوطن والذلة في الغربة , وهذا ديدن الوطنيين ... 

هل وصلت الرسالة ياشيخنا العزيز ؟؟؟
لله درك ياعراق الشرفاء ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق