بيان
صادر عن ملتقى العقد الوطني للوحدة والاستقلال
بسم
الله الرحمن الرحيم
إدراكا لخطورة التحديات التي تواجه العراق،
وطنا وشعبا ودورا تاريخيا، وتهدد وحدته وحاضره وتضعه امام مستقبل مجهول مخيف،
تنادت الشخصيات الوطنية الدينية والسياسية والاكاديمية والثقافية والحقوقية
والادبية والاعلامية العراقية التي قيض لها الباري جلت قدرته ان تكون عفيفة اليد
واللسان والقلب فلم تتلوث بالانحدار الى منزلقات الاحتلال الاميركي ووهاد احابيله
وبرامجه الشيطانية، ومكثت في ضمير الشعب الرافض للاحتلال وجميع آثاره وافرازاته،
لمناقشة ما آل اليه العراق في ظل العملية السياسية الكسيحة في عدة لقاءات موسعة في
العاصمة الحبيبة بغداد.
ان الشخصيات الموقعة على هذا البيان، اذ
تؤكد ان الاحتلال الاميركي هو جذر البلاء الذي اصاب وطننا حين انتج عملية سياسية
تواطأ فيها اعداء العراق وعملاؤهم على تحويل العراق الى بقرة حلوب لمشاريع تدميره
كجزء من مشروع خطير يبغي تدمير المنطقة بأسرها لإطفاء نورها، وتحويل شعب العراق
المتجانس المتآلف الموحد على مر التاريخ الى فئات وطوائف تتنابز بالضغائن وتتربص
الواحدة بالأخرى، واذ تؤكد على ان العملية السياسية الاحتلالية المنشأ والكينونة
والاهداف قد قامت على دستور مفخخ فيه من عوامل تفجير الوطن وتشظيته اكثر مما فيه
من عوامل الحفاظ على وحدته، وتعكزت على سياسة توافق غير نزيهه ولقاءات وترضيات بين
الكتل الحاكمة، وشتان ما بين التوافق والصيغ التمثيلية النيابية الحقيقية، وبلغت
مساوئ فسادها حدا لم يبلغه اي مكان في الارض والتاريخ اذ لم تترك ثروة الا هدرتها
وضيعة الا اضاعتها ونعمة إلا شوهتها وحرما الا انتهكته وعزيزا الا ذلته وآمنا الا
ارعبته، وصناعة الا محتها ، وزراعة الا اماتتها، وكان هدفها تحويل شعبنا المتحلي
بعناصر القوة وعناصر التقدم والرقي الى شعب مستهلك للخرافات والبدع وهرطقات
التاريخ ومدونات مؤرخي وكتبة الملك العضوض لتشويه صورة الحق والدين، واذ تشير الى
ان الحرية الحقيقية ليست حق التعبير المشوه ولا حق الاقتراع المزعوم فقط بل هي
مشاركة الشعب في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، واذ تلفت
عناية شعبنا الى ان الانتخابات التي جرت سابقا قد انتجت طبقة سياسية صانعة للازمات
فما ان تنتهي ازمة حتى تستولد اخرى لإبقاء الشعب في دوامة لا فكاك منها بينما تمضي
تلك الطبقة في تنفيذ البرامج المحددة لها من ولاة امرها بغاية قطع الوشيجة الروحية
بين المواطن ووطنه، والمواطن واخيه، واذ توضح ان المفهوم الحقيقي للاقتراع الانتخابي
ان يضع الموطن من يمثله في موطن تمثيله، لا ان يصادر حقه ويضيع صوته في خضم منظومة
اجراءات لا علاقة لها بالديمقراطية النزيهة كما يقولون من قريب او بعيد، واذ تدرك
المخاطر العظيمة لبقاء قوات الاحتلال الاميركي والاطلسي في عدة قواعد بالبلاد
وهيمنة دولها وعلى رأسها دولة الارهاب الاولى اميركا على القرار السياسي والعسكري
والاقتصادي ، واشرافها على آليات الانتخابات والتحكم في نتائجها ، تؤكد على ما يلي:
اولا: التزامها الكامل بالموقف الذي اعلنته
المرجعية الدينية الوطنية العليا في العراق برفض الانتخابات وسائر العملية
السياسية وآثارها وافرازاتها.
ثانيا: تحذير المواطن من مغبة المشاركة في
الانتخابات التي تديرها السفارات الاجنبية وانتاج اربع سنوات اخرى من المآسي
والكوارث والفساد، بسبب ان الانتخابات تفتقر الى عوامل النزاهة الاساسية في كل
عملية اقتراع ومنها:
1. عدم اعتمادها على صيغة الترشيح الفردي الذي يمكن المواطن من اختيار من
يمثله بشكل مباشر، واعتمادها على صيغة القوائم التي تمنح الكتل فرصة ابعاد من
يختاره المواطنون، ومصادرة اصواتهم لصالح من لم ينتخبوه.
2.عدم اعتمادها على صيغة (العراق دائرة انتخابية واحدة) لان النائب
يمثل الشعب كله ولا يمثل مجموعة معينة حسب، فتحويل الشعب الى فئات وطوائف وتكريس
مفهوم ان الشعب مكونات وليس مكونا واحدا، له مخاطر جمة على وحدته ووحدة الوطن
مستقبلا.
3. تفاوت العدالة في وسائل الدعاية الانتخابية، فالمرشح الممول من جهات
اجنبية او جهات رأسمالية له حظوة كبرى في دعاية واسعة بينما المرشح الفقير يجد
نفسه في حيز ضامر لا يوفر له فرصة الفوز ولو كان الوطن والشعب احوج ما يكون الى
دوره وامكانياته الوطنية والتخصصية وعفته واخلاصه.
4.عدم استقلالية المفوضية العليا المشرفة على الانتخابات فمفوضوها
ممثلون للكتل السياسية الحاكمة، ومعينون بموافقة وتأثير جهات خارجية.
5. توفر النظام الانتخابي على اختلالات عضوية وفرص لسرقة فوز اي كان،
فالكتل الخاسرة تتمكن بعد اعلان النتائج من التحالف فيما بينها وتكوين كتلة اكبر،
وسرقة الفوز من الكتلة الفائزة كما حصل في دورتي الانتخابات البرلمانيتين
السابقتين وفي احدى دورات انتخابات مجلس محافظة كربلاء.
6. تغييب المؤسسة القضائية والعدلية العراقية عن الاشراف على الانتخابات
واحكام نزاهتها.
لكل ما مر ، ولتفصيلات اخرى غيرها يعرفها
شعبنا اللبيب، ندعو المواطن الى عدم التورط في الانتخابات المقبلة، فالفاسدون
وامراء حرب الطوائف مازالوا في صدارة المشهد الانتخابي، ولا يغرنكم تفرقهم في
قوائم مختلفة واسماء شتى، فبرنامجهم لم يزل واحدا، لكنه متعدد الادوار وفق ما
يحدده لهم المخرج المتخفي وراء الكواليس.
وتيقن ايها المواطن الكريم ان تصويتك يعني
مبايعتك والمبايعة تعني تحملك امام الله والناس مسؤولية الشراكة في كل اثم يرتكبه
من بايعته في السر والعلن.
اللهم انا بلغنا.. اللهم فأشهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق