الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

رجل وملايين الضحايا......بقلم محمود الجاف




بسم الله الرحمن الرحيم

رجل وملايين الضحايا


محمود الجاف

القتل : هو عملية إنهاء حياة كائن حي عن طريق استخدام أدوات حادة أو ثقيلة أو سلاح ناري أو مواد سامة وهو على نوعين . القتل الخطأ والعمد . ولا يقتضي وجود صفة الجريمة إذ يمكن أن يكون إعدامًا مقصودًا لمُجرم .

وضعت حوّاء توأمين هما : هابيل وبنت وقابيل وبنت أيضا . وارتبط كلٌّ منهما بأخت الآخر حفاظاً على النّوع الإنساني وكانت توأم قابيل أجمل من الأخرى وعندما طلب آدم من أبنائه إتمام الزّواج أبى قابيل لأنه أراد توأمهُ ذات الجمال . ولحلّ القضيّة أمروا أن يقدّم كلٌّ منهما قرباناً إلى الله والّذي يُقبل منه سينال مرادهُ ومشتهاه فقدم هابيل جمل من أنعامه وقابيل قمماً من زرعه . نزلت نارٌ فأكلت قربان هابيل وتركت لقابيل قربانه فغضّب وقال لأخيه : لأقتلنّك . فأجابه : إنّما يتقبّل الله من المُتّقين . وكان رجلاً موفور الجسم والعقل وُهِبَ الحكمة وآثر طاعة والديه راضياً بقسمة ربّه وقد غلت نار الحسد والغيرة والحقد في قلب أخيه فقتلهُ وهو نائم ... ومن هنا بدأت حكاية إزهاق الأرواح ولأسباب مُختلفة فتارة من أجل النساء أو كراسي الحُكُم وأخرى من أجل المال وكثيرًا منها لأسباب عقائدية ... وأحيانا قد تندلع المعارك ويموت الناس بسبب حيوان كما حصل في حرب البسوس التي دامت حوالي أربعين عامًا وكانت من اجل جَمل أو لأسباب تافهة مثل حرب لايجار أو حرب المُعجنات أو حرب الكلب الضال وحرب الحطابين وحرب الدلو وحرب طائر الايمو وحرب الخنزير وحرب أذن جنكيز وحرب الايس كريم وحرب الحطابين وحرب الأصدقاء وحرب الملح وحرب الأرز وحرب سرطان البحر الأزرق وحرب السكر والتوابل ... وتبقى الشُعوب هي الضحية التي تُساق إلى الموت يوميًا من أجل أن تَقَرَ عينٌ شخص قد لا نعرفهُ .

في كل مرة فرد واحد يتسبب في إزهاق أرواح الملايين كما حصل في جريمة غافريلو برينسيب (Gavrilo Princip) الذي قام في حزيران 1914 باغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند وزوجتهُ صوفي وهو يتجول في سراييفو بسيارة مكشوفة . وأدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى التي كانت خسائرها حوالي 20 مليون إنسان . وتسبب وياكوبو جوون في نيجيريا في مقتل أكثر من مليون شخص ومانغيستو في أثيوبيا هلك بسببه 1.5 مليون وبول بوت في كمبوديا 1.7 مليون وهيديكي توجو في اليابان تسبب في إزهاق أرواح أكثر من 5 مليون وليبولد الثاني ملك بلجيكا حوالي 15 مليون وآدولف هتلر أكثر من 17 مليون وجوزيف ستالين أكثر 23 مليون وماوتسيتونغ في الصين الذي تسبب في مقتل 87 مليون والطيار الذي ألقى القنبلة النووية على هيروشيما وناكازاكي والخميني وبوش وقادة الكيان الصهيوني وغيرهم ...

كانت غزوات المغول خسائرها أكثر من 40 مليون إنسان في أوراسيا وتمرد تايبينغ أكثر من 20 مليون وحرب الممالك الثلاث حوالي 36 مليون والحرب العالمية الثانية تسببت في قتل أكثر من 40 مليون وغزو الأمريكيتين 8 مليون والحرب الصينية اليابانية 25 مليون وغزو سلالة تشينغ لسلالة مينغ 25 مليون وتمرد أن لوشان 13 مليون وتمرد دونغان 8 مليون وغزوات تيمورلنك 8 مليون والحرب الأهلية الصينية 8 مليون والحرب الأهلية الروسية والتدخل الخارجي 5 مليون وحرب الثلاثين عاما 3 مليون في أوروبا والحروب النابليونية 3 مليون وحرب الكونغو الثانية 2 مليون وحروب فرنسا الدينية 2 مليون وحرب تحرير بنغلاديش 2 مليون وغزوات شاكا 2 مليون في جنوب أفريقيا وحرب فيتنام 8 مليون والثورة المكسيكية 1 مليون والحرب الكورية 1 مليون والغزوات اليابانية لكوريا 1 مليون وحرب بيافرا 1 مليون في نيجيريا وحرب الإستقلال الجزائرية أكثر من مليون والحرب السوفيتية في أفغانستان 957،865 ألف وحرب السنوات السبع 868 ألف والحرب الأهلية الأمريكية 880 ألف والحرب الأهلية الإنجليزية 876 ألف والحرب البونيقية الثانية 770 ألف والحرب الأهلية الإثيوبية 500 ألف والحرب الأهلية الإسبانية 500 ألف والحروب الغالية 400 ألف والحرب الهندوصينية الأولى 400 ألف والحرب الأهلية في أفغانستان أيضا حوالي 400 ألف وكذلك حرب الحلف الثلاثي وحرب القرم حوالي 400 ألف وحرب كالينغا حوالي 300 ألف وحرب الشمال العظمى 350 ألف والحرب الأهلية البوروندية الثانية 300 ألف والحرب الفلبينية الأمريكية 234 ألف و 220 ألف في النزاع الكولومبي وأكثر من مليون في الحملات الصليبية وتمرد جيش الرب للمقاومة أكثر من 500 ألف وفي حرب المائة عام 3 مليون والنزاع الداخلي في ميانمار حوالي 300 ألف وفي حرب الألف يوم 120 ألف وفي حرب المكسيك على المخدرات حوالي 106 ألف وفي ثورة الهند حوالي 10 مليون وحوالي 500 ألف في حرب بوش الأوغندية وحوالي 100 ألف في التمرد في لاوس وحوالي 100 في حرب الفلاحين الألمانية و97 ألف في حرب آتشيه وحوالي 90 ألف في النزاع الثالث في حرب غوريو خيتان وأكثر من 80 ألف في نزاع كشمير وحوالي 80 ألف في الحرب الأهلية السريلانكية و60 ألف في حرب الإستقلال الموزمبيقية ومثلها في نزاع إيتوري و34 ألف النزاع العرقي في ناغالاند ومثلها تقريبا في ثورة الحزب الشيوعي الفلبيني وكذلك في حرب الأفيون الأولى وحوالي 17 ألف في الحرب الإنجليزية الأفغانية الأولى ومثلها في صراع بلوشستان وحرب المحيط الهادئ والحرب الأهلية النيبالية ونزاع الشريعة النيجيري وحرب جمهورية الكونغو الأهلية الثانية والتمرد الناكسالي الماوي والحرب في دونباس وتمرد جنوب تايلاند ونزاع كازامنس والحرب الأهلية التشيلية لعام والنزاع في دلتا النيجر واضطرابات أيرلندا الشمالية وتمرد الزنوج والحرب الأهلية الإيفوارية الثانية والحرب الإنجليزية الأفغانية الثالثة ... كم كانت الخسائر في حروب مصر القديمة‏ ؟ ومعارك الإمبراطوريتين الساسانية‏ والفارسية الأخمينية‏ والبابليين‏ والحيثيين‏ والرومان‏‏ والهياطلة‏ ومعارك اليونان القديم‏‏ والشعوب الجرمانية‏ وآشور‏ وأسرة زو‏ ومعارك سويبيون‏ والفينيقيون‏ وقرطاج‏ ومعارك مملكة هان‏ .

تنتهي حياة وأحلام ومستقبل ويموت الملايين . ولكن لماذا ومن اجل من ؟

ترك الكثير من الحكام بصماتهم في حصد أرواح الملايين لتظل أسماؤهم مقترنة بدماء وأحلام ضحاياهم الذين ماتت ذكراهم وهؤلاء خلدتهُم جرائمهُم . ومع هذا مازالت نيران الحروب مُستمرة وجميعها يجدها مُقاتليها شرعية تستحق الموت أو إزهاق الأرواح من اجلها وكل ماذكرت كان نتيجة إعطاب وتعطيل العقل والإتباع والفهم الخاطئ للنصوص الدينية الذي جعلتهم يصدقون إن الحق باطل والباطل حق ...
فضاعوا وضيعوا الناس وأوغلوا في دماء الأبرياء .
2018 . 10 . 02



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق