متطابقات "ابو السرجين"
ا.د.
عبد الكاظم العبودي
بعد رطانات القمقم
والهلوسات المرضية والتبجح بالفذلكات اللغوية الفارغة من اي فهم لمضامينها تتوالى
اطلاقات لتسميات من اللهجة العراقية لمن يستحقها، فتلاحق المدعو ابراهيم اشيقر
الجعفري ملقبا هذه المرة انه :
(ابو سرجین الجعفري(
ومن جراء الاستياء
الشعبي وغضبه من تصرفات الجعفري تضع الذاكرة العراقية الشعبية له مواصفات ذميمة
اخرى كانت متداولة منذ عهد هولاكو والعهد العثماني الى زمن الاحتلالات منها ايام
المرحوم نوري السعيد :
)خرنگعي آم سختچی أم کعیبری(
وغيرها (سرسري وهتلي وکلاوچی ولوتی وطرطور...الخ ).
وقد اثارت هلوسات المدعو
ابراهیم الجعفری الاخيرة علی منصة الامم المتحدة، وخلطه الفج بمعلومات التاريخ ،
والاساءة الى حاضرة العالم بغداد المنصور والرشيد، وجهله بتاريخها سخرية العراقيين
والعالم.
وما أن اصبح الصباح
في اليوم التالي لخطاب الجعفري افندي، حتى اضاف له العراقيون لقبا منحوتا جديدا
فسموه: (ابو السرجين) حتى قال عنه فلاح امي بسيط: ( هذا الزلمه صار ايسرجن ) ، أي
صار سوية مثل بقية البقر، واضافوا فعلا لعمله فقالوا انه: ( يكرزل )، لانه بات
كالبقرة الوسخة التي تقف فوق برازها ملطخة ببرازها وغائطها المعروف شعبيا
"السرجين" .
هنا حضرت مفردات من
اللهجة الشعبية العراقية لاعادة توصيف ابراهيم اشيقر الجعفري، فهو ما بين ثلاث
متطابقات، تطابقت عليه ، واليكم السالفة المنقولة تعاريف مفرداتها عن التراث
اللغوي من اللهجة البغدادية :
( الخرنگعي ) و (الكعيبري) و
(السختچي) .
ولأن هناك الكثير من
العراقيين يستخدمون بعض الكلمات دون معرفتهم لمعناها الحرفي أو أصلها ومن أين جاءت
لابد من توضيحها وربطها باصل حوادثها الشائعة .
كلمة
(الخرنگعي):
يقال : عندما غزى التتار والمغول بغداد تعاون معهم من المحسوبين على أهل بغداد وأعانوهم على احتلال بغداد، فقتل أهلها وتم دمار تراثها ، ونهب ثرواتها، فنعتوهم أشراف بغداد بوصف يليق بهم وهو: ( أنهم نقاع خراء المحتل )، وهم كذلك بالفعل، حيث ينطبق ذلك على كل من يخون بلده وأهله، فهو عصارة نجاسة المحتل وخبثهم .
والقصة لم تنته بعد،
فقد كان تقدير وإكرام المحتل لهؤلاء العملاء، مخزي لهم أكثر، ولكون لغة المحتل
كانت أعجمية: (أي أجنبية) ، فانه كان يقدم ويؤخر بالكلمات، وكان يدعوهم بنفس
المسمى؛ لكن بصيغة:
"خره نقاع أنتيف" حتى أصبحت
منحوتة بكلمة واحدة وهي: "خرنگعي" .
أما
كلمة "إكعيبري"
أو "إكعيبر" : فيقال أنه عندما أصدرت حكومة نوري السعيد أمرها بعدم دخول زوار العراق لحدوده إلا بوثائق ثبوتية، حصلت مشاكل كثيرة من الزوار الغرباء وخاصة القادمين من جهة ايران والذين لا تزودهم حكوماتهم بالوثائق الرسمية المطلوبة، ويريدون دخول البلاد، فأصدرت الحكومة حينها أمرا لاحقا لذلك بان: (يعتبر هؤلاء كعابري سبيل)، وكان رجال شرطة الحدود، كلما جاء هؤلاء الى نقطة الحدود نادوا عليهم بعبارة : هؤلاء كعابر سبيل، وباللهجة العراقية المستريحة للسان أضحت:
"إكعيبر" فعممت بعد ذلك على كل من لا هوية له ، و لا انتماء له ( إكْعيبري ) .
أما
كلمة (السختچي): و جمعها (السختچيه)
وهي كلمة قديمة شاعت منذ أيام الحكم العثماني
للعراق، ففي مطلع القرن العشرين وإبان الحكم العثماني في العراق لاحظ أهل العراق،
وخصوصا أهل بغداد وجود موظفين أتراك يتواجدون في اروقة الدواوين أو الدوائر
الحكومية العثمانية، وهؤلاء الموظفون الجدد أذاقوا أهل بغداد الطيبين الأمَرَّين،
من جراء تلونهم وكذبهم ونفاقهم فقد كان هؤلاء الموظفين يتسمون باللسان الطويل
وتارة باللين والمجاملة الزائفة ، لكن فعلهم كان عكس ما يدَعُون، ومن شدة استغراب
أهل بغداد من سلوك هؤلاء المنافقين وعن ماهية وظيفتهم استفسروا من الدواوين
العثمانية عن هؤلاء فاخبروهم الاتراك بأنهم (سختچية).. ومفردها (سختچي).. ولأن
اغلب العراقيين لا يعرفون التركية فانطبع في عقلهم أن "السختچي" هو
الشخص المحتال أو المعتاش على الحيلة والمكر ، واخذ أهل بغداد خاصة يتداولون هذا
المصطلح، وأخذوا يسمون به الإنسان الغشاش مع معرفتهم لاحقا بأن كلمة... (السختچي)
في اللغة العثمانية تعني.. "المحامي" .. وجمعها "السختچيه"،
يعني المحامين.
اين يمكن وضع ابراهيم
الجعفري ورهطه، وقد تموضعوا وتجمعوا في اروقة دولة المضبعة الخضراء وتوزعت الادوار
في ما بينهم فهم ما بين :
خرنگعي و سختچی و إكعيبري
ولا نضيف بقية
الالقاب التي يستحقونها من مثل توصيفات بغدادية أخرى موروثة في اللهجة العراقية
تسمع في اسماء أخرى بين:
"سرسري" و "هتلي: و "سيبندي" و "طرطور" ، و "کلاوچی" و "لوتي".
"سرسري" و "هتلي: و "سيبندي" و "طرطور" ، و "کلاوچی" و "لوتي".
ولكل منها شرح وتعريف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق