قـصيـدة قـردة قـد إسـتـكـبـرت ..... قصيدة بقلم الرفيق مؤيد الجبوري

قـصيـدة قـردة قـد إسـتـكـبـرت 

------------------------------------------

ألقصيدة مهداة إلى مدينة ألموصل ألجريحة و إلى كل مدن ألعراق ألمستباحة
و لسان حالي يقول لأهلي و أبناء وطني : -
عذرا ً ، ليس عندي لكم غير آلامي و آهاتي و كلماتي

--------------------------------------------------------
( 1 )
هـي أعـجـاز نخـيل خـاوية غـفـلنا عـنها فـكـبـرت
و هـي نـفـوس مـتـنـاهـية ألـصغـر فـأسـتـكـبـرت

هـي قـامات قـذرة مـهـمـا تـطـاولـت و أرتـفـعـت
مـصـيـرهـا مـحـتـوم ، إن هـي أقـبـلـت أو أدبـرت

مـصـيـر أسـود بإنـتـنـتـظـارهـا إذا ألأيـام أقــبـلـت
و ألـمـحـتـم أن جـحـافـل ألـتـحـريـر قـد سُـيّـرت

ذُكـر في ألـقرآن ألكـريم بأي ذنـب ألمـوؤدة قـتـلت
سـلـوا ألـدنـيـا بأي ذنـب ألمـوصل ألحبيبة دمـرت

سـلـوا ألـبـيـوت ألـعـامـرة بـأي وحـشـيـة قـصـفـت
و سـلـوا ألـمـسـاجـد و ألـكـنـائس لماذا هي هـدمـت

سـلـوا ألـقـتـلـة لأي قـبـلـة صلاتـهـم قـد تـوجـهـت
و ســلـوهـم أ ليس أيـديهم بـدماء ألأطفال تـوضأت

أيـا مـوصـل ألـحـدبـاء لـم لـيس لك أمـة إنـتـفـظـت
يـا دار يـونس ألا مِـن شـريـف إلى وجعـك يلـتـفت

يأ دار صباح الحـبيب ، هل إبنتـك أنـوار قد نـجـت
وهـل أمهـا وصال حـبيبتـك إلى أوصال تـقـطـعـت

يـا رفـيـق العـقـيـدة و الـسـلاح كـم أنـا بـك تـألـقـت
و لـن انـسـى اني في ضيافـة بـيــتـك قـد تـكـرمـت

و كـم جـمـيـلُ لـقاء عـائـلتكـم التي بـهـا تـشـرفـت
و هـل مـديـنـتــكـم الـزهـور هي ألأخـرى نـزحـت

قـصـف و صواريخ من مدافع و طائرات تـوافـدت
و كـإنـهـا ألحـرب ألعـالـمية ألـثالـثـة حـقا ً إنـدلعـت

هـذه بـطـولاتـكـم يا قـردة عـلى مـديـنـة نــطــقــت
بـإسـم الـرسـول ألأعـظـم و عـلى نهـجـه تـوسـدت

أي ألــوجـوه ألـتي تـولـونـهـا لـو مـنـكـم جـردت
عالي الـمـراكـز و ثم عـديد اسلحتكم عـنكم نزعـت
( 2 )
كيف لكم ألنوم على جثث تحت ألأنـقـاض تكـدست
و كيـف يـطيـب لـكـم طعـم العـيش بدماء غـمسـت

حـتى ألحـيوانات عـافـت أفـعالكـم و منكم تأسـفـت
لأنها لم تألـف وحـشية زمرتكـم هـذه ألتي خـسأت

ألـموصل صرخـت ، أين ألملايـيـن ألتي صـدحـت
بـإلـروح بإلـدم نفـديك ، و ثم عـن هـتافها نـكـصـت

أ ليست ألموصل بلـدة قريبة ، أو تعـتقدون إبتعـدت
عـن حـلب ألمحـبة وعـن عاصمة ألأمويين فـرقـت

كلا و ألـف كلا فألقاتل واحد و إن وجوهه تعـددت
وألساكت هـنا وهـنالك وكلهم بإلسحاجي أمه نُكِحت

نـكـاح ألـصـيغـة و ألـمـتـعـة أمهاتكم عـليه تعـودت
أنـتم و آباؤكـم لـن تتطابقوا لأن نـطـفكـم إخـتـلـفـت

ضـاقـت بكـم ألدنـيا و ضاقـت ألأرض بما رحـبـت
فأنتشر دبيبكم ألقذر كألوحوش على فريسة إجتمعـت

أنتـم زرع لا نعـرف له أصل ولا كـيف تـكـاثـرت
تـفـرعاتكم ؟ ولكننا نعـرف أساس خـبيث ألـمنـبـت

هي إيـران ألتي في الـقـادسيـتـيـن نـارها إنـطـفـأت
وألقـادسية ألثالثة لو تعـرفـون كيف نيرانها سُعِـرت

هي نـاركم ألـتي حـرقت قـلوبنا ولفلذاتنا فـجـرت
لن تصلـون بنار مثلها ، بل بسعير من جهنم جلبت

عـلى أيـدي رجـال لـم تألـفـوهم في أزمان سـبـقـت
هـم أولاد مـدن ألـعـراق ألتي أعـراضها قد هـتكـت

سيـردون لكـم حـصاد ما أيديكـم في بلـدي زرعـت
لا تـستهـينوا بهم فـلا مستـقـر لكـم إذا ألأيام أزفــت

سـتـتمنـون ألموت ، ولـن نكـتـفي برقـاب قـطـعـت
ستـعـلـقـون عـلى المشانـق ولن تكـفي لو أحـصيت
( 3 )
وسنـنـتـقـم بعـدد أشجـار ألكون لـثارات إنـطـلـقـت
بـعـد مـئآت ألسـنيـن عـن فـتـنة كانـت قـد خـمـدت

ما هـو ذنبنا إن بلادنا مع حـجـارة سوء تـجـاورت
جـارة كـافـرة و عـلى شـرف الـنـبي قـد تـطـاولـت

ماذا ننتظر من جـارة لم تراعٍ حـشمت ما وعـدت
أ لـيـس ألإسلام ديـن أمـتـه عـلى ألسلام تـعـاهـدت

دار الـرمـاح ، يا أم ألـربـيـعـيـن و إن تـكـالـبـت
عـلى ربـيـعـك وحـوش ألمجـوس و حـشود هـلـلت

أ حـقـا ً أرى ألدواسة تداس بأجساد لم تكن تطهرت
و أرى باب ألبيض هي و زلال أهـلها قـد تـلـوثـت

و ألمجـوعة ألثـقافية عـمادها عن ألثقافة إنـحـرفـت
لـتصبح مرتعـا للغاصبين ومجمع لإشراقـة فـسـدت

صـبـرا جـمـيلا فـألـبـراعـم ألجـمـيـلـة و إن دفـنـت
فـدمـاؤها ألـطـاهـرة فـي الـتـربة هـي قـد أنـبـتـت

زرع بـهـيـج ، إرتـوى بـإلـتـربـة ألـتـي تـعـفـرت
بـدمـاء ألـشـهـداء و دمـوع ألـثـكـالى و إمـتـزجـت

لـخـلـق ولـيـد قـادم ألـيـوم أو بعد غـد وإن تـأخـرت
ألـولادة ، فـهـي ولادة حـتـمـيـة حتى و لو تعـسرت

تـنـتـظرها شـيـبـتي و تـنـتـظـرها كل مـن حـلـمـت
بـجـيل للعـراق يـعـيد كفـة ألموازين ألتي إنـقـلـبـت

و يـلـقـن ألـقـردة ألـمستـكـبـريـن دروسا قـد لـقـنـت
فـي الـقـادسـيتـيـن بإلـظـن مـن هـؤلاء قـد نـسـيـت

درسا مـضـاف لـه ديـن جـرائـمهـم ألـتي أقـتـرفـت
بـحـق شعـبي و حـرائـر العـراق ألـتي أغـتـصـبـت

وسـنـرد ألـصاع بـعـشـرة أمثاله لـقـردة قـد شـردت
من مفاقس مواخير إيران عـندما ألحـدود شُـرِعـَـت
( 4 )
قـد كانت بينـنـا جـبال من نار مـواقـدها اشـتـعـلـت
في الـقـادسيـة ألـثانـية تـحـقـيقا لجملة قـد تـنـاقـلـت

سنـعـيـد هـذه الجـبـال و مـواقـد ألـنار ألتي رفـعـت
إنـهـا دورة ألـحـياة ألتي عـلـيـها ألـخـلـيـقة جـبـلـت

أن دوام ألحال دوما ًمن ألمحال ، و مـنـه تـعـلـمـت
أن ألـصـبـر و ألإيـمـان حـليـفي و بهـما تـسـلـحـت

و أفـهـمـت ألذي من بإذنه صمم ، و له أسـمـعـت
أن لـن يـضيـع حـقـنـا حـتى لـو ألسنـيـن تـقـادمـت

أمـا عـهـدنـا بأمـة ألـعـرب ألـتي بـذلـهـا تـمـرغـت
و بـمـن يـظـن أن ألأحـلام بعـد صدااااام تـمـزقـت

لا تستهـونوا ألأمر فـألـحـقـيقـة تماما قـد وضـحـت
أن إبن صـبـحة ألطاهرة صدام ومصطفى لم يـمـت

فـفي كـل بيـت و في كـل رحـم مـثلـهـما تـكـاثـرت
نـطـفـة شـريـفـة آن لـهـا ألـبـزوغ بعـد أن نضجـت

لـيـبـزغ بهـم فجـر ألحـرية الـتي بإلـقـردة إنـتهـكـت
و لـنـزع جـذور خـبـيثة لـتـراب ألوطن قـد لـوثـت

و لـتـتـعـالى أصـواتـهـم ، أن ألأمـة قـد نــَصــُحـت
و مـن كـبـوتـها وقـفت وعن سبات الكهف قد تخلت

و لـلـدرس الـبـلـيغ ألـذي أثـمانـه ، منـا قـد دفـعـت
بأرواح الحرائر و ألرجال و ألأطفال ألتي زهـقـت

لا تقنطوا يا بنو وطني بفعل قلوب رحمتها صرمت
فـألموصل وشلالاتها عـند رب مليك قد أستودعـت

طـوبى لأضلاع مثلث وطني العراق لو تعـاضدت
عـلى قاعـدة ألعـراق ولـفتنة ألطائـفـية هي دحـرت

سـتـشرق شمس تـمـوز عـلى صباحـات تـبـسـمـت
رغـم ألجراح ، و ستنطلق الزغاريد ألتي إنعـدمـت

شعـر ألرفيق
مـؤيـد ألـجـبـوري
مـمـلـكـة ألـسـويـد
19 مايس 2018