الثلاثاء، 15 مايو 2018

ذكريات مع الدكتور حامد ربيع الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي



ذكريات مع الدكتور حامد ربيع

الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي


رحم الله الدكتور حامد ربيع فقد شاركت معه في ندوة قومية هامة في العاصمة الليبية طرابلس بمناسبة ذكرى 23 يوليو 1984 مثلت فيها حينها الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية (جوقد) فاكتشفت بنفسي نفاق مرتزقة المعارضة العراقية وبعض الشخصيات والقوى القومية والشيوعيين والاكراد  من جماعة جلال الطالباني ممن حضروا تلك الندوة والمؤتمر وحينها اصطدمت مباشرة مع عبد السلام جلود نائب القذافي في وقفة اعترضت  بها على شتائمه بحق الشعوب العربية في عبارات مسيئة وردت في خطابه الاستفزازي واسلوبه المنحط في اهانة رموز قومية  منها مصرية وعربية اخرى ولعلي كنت  الوحيد من بين العشرات من المجتمعين في  تلك الخيمة الخضراء التي كانت أقرب الى مشاهد السيرك والتهريج من ان تكون قاعة ومكان للمؤتمرات القومية .

 نعم كنت الوحيد  ممن وقف وخرج من وسط الخيمة ممتعضا عن ذلك الاسلوب الليبي الاستفزازي في ادارة الندوة فكان جزائي ان اترك الفندق ليلتها و ان أبيت ليلتين في قاعة المطار الفارغة تماما من الركاب ،  لعل اجد فرصة للعودة الى دمشق فقد احتجزت مخابرات القذافي جواز سفري والتذكرة وحقيبتي من غرفتي في فندق طرابلس. وعندما عدت الى المطار كان مرتزقة المعارضة العراقية بكافة عناوينهم السياسية انذاك يستجدون و يجمعون المال ويطلبونه من معمر القذافي وعبد السلام جلود  مقابل تقديمهم تقارير تجسسية كاذبة عن حجم تنظيماتهم وعن مخططاتهم لقلب النظام الوطني في العراق ليعودوا  بعشرات الالوف من الدولارات بعد كل سفرة  الى دمشق لصرفها في البارات والمطاعم في الزبداني وفنادق دمشق ذات الخمسة نجوم
تلكم صفحات من ذكرياتي عن تلك الندوة التي حضرها وادارها حينها الدكتور حامد ربيع و التي اراد استغلالها النظام الليبي حينها للاسف  بالاساءة حتى لعبد الناصر ولمصر لتبرير  فكرة طرح مبايعة سياسية وقومية  فارغة للقوى القومية للقذافي باعتباره وريث وامين القومية العربية. لقد رفضت  شخصيا فكرة تلك المبايعة وقلت رأيي في مداخلة لي في  تلك الندوة فكان جزائي العودة الى المطار مغادرا الفندق من دون الجميع ولم امتلك يومها  معي فلسا واحدا ولا حتى دينار ليبي يعيدني بسيارة اجرة الى المطار ولا مصاريف او تذكرة العودة الى دمشق بسبب احتجاز جواز سفري العراقي المزور  واحتجازه بين ايادي السلطات الليبية وتسليمه مباشرة الى امن مطار دمشق عند الوصول ذلك الامر جعلني ادرك مدى الثمن الذي علي ان ادفعه حتى من قبل انظمة عربية كانت ترفع شعارات القومية العربية في الوقت الذي كانت تتجسس فيه على كل صوت عربي قومي وتقدمي ولم تتوان اجهزة تلك الانظمة عن العمل على تصفيته او اقصاءه فكان علي بعدها الاضطرار الى مغادرة سوريا لتصاعد المضايقات ضدي حيث تعرضت للاغتيال لاغادرها  مجبرا بعد اقل من سنة من الاقامة فيها واضطررت أن اترك وظيفتي كاستاذ  في جامعة دمشق بقسم الفيزياء وبفقدت بعضا من بحوثي التي كنت احضرها  في لجنة الطاقة الذرية السورية  وكان علي أن اتوجه بشكل متكتم وسري الى الجزائر وبمغامرة سفر خطيرة ليلة 5/10/1984
.
قررت الاقامة نهائيا في الجزائر  منذ ذلك الوقت والى يومنا هذ ، رغم عشرات الفرص المتاحة لي للاقامة والعمل في افضل بلدان وجامعات العالم.

تواصلت مع المرحوم د. حامد ربيع بعدها والتقيت به بمؤتمر قومي نظم في الجزائر واستذكرت معه ما حدث لي حينها في ليبيا وسوريا لاني كنت حسب ما أخبرني جريئا عندما وقفت وقلت لعبد السلام جلود  والنظام الليبي ما ازعجه حينما قلت له امام الجميع 
( ...ايها الاخ تذكر ان ليس كل من جاء الى القصر الملكي او الجمهوري بدبابة انقلاب ثوريا ، فاغلب الانقلابات مشبوهة حسب وجهة نظري . وعليك ان تستمع بتواضع الثوار ان كنت حقا كذلك لما يقوله مناضلوا حركة التحرر العربي هنا  وتكف ان تلقي علينا  هنا محاضرات حول النضال الوطني والقومي فوجود قامة مثل حامد ربيع والمناضل جورج حبش وعشرات الاسماء القومية تكفي لتكون مدرسة عليك ان تتلمذ فيها
 فانزعج عبد السلام جلود وقال كلاما جاؤحا  وخرج من القاعة وسط صمت القاعة دون ان يرد احد ،  وخاف المرتزقة من دعاة  القوميين والشيوعيين مما جرى؛  لانهم قد يحرمون من استلام مخصصاتهم بالاف الدولارات والدنانير الليبية.

رحم الله د. حامد ربيع المفكر القومي الاستراتيجي وشكرا للاخ الاستاذ عباس ابو نور على نشره مثل هذه الوثيقة التاريخية الهامة.

وللحديث بقية ربما سانشره بما يتعلق بالتامر على العراق خلال فترة الحرب التي شنها نظام خميني على العراق من قبل نظام حافظ اسد ومعمر القذافي على العراق خلال فترة الحرب العراقية الايرانية خصوصا عندما اصدرت جوقد بيانا في دمشق ساهمنا في اعداده وكتابته وتحريره وتوزيعه بذكرى 6 كانون الثاني1984  عيد الجيش العراقي واستذكرنا تاريخه المجيد ومواقفه القومية وشارك في الاشراف على اعداد ذلك البيان المناضلون عوني القلمجي وجواد دوش وعبد الجبار الكبيسي والصحفي الراحل جياد تركي ابو وثبة حيث اعلنا فيه تحية اعتزاز بجيش العراق ودوره في صد الهجوم والعدوان الايراني حينها  وهو ما ازعج النظام السوري .وقد نقلته مخطوطا سرا ليطبع ويوزع انطلاقا من عواصم  عدة لدول اوربية شرقية فانزعج السوريون حينها وبذعر شديد  واجروا معنا تحقيقا امنيا لمعرفة دوافع ذلك البيان الذي ادانت فيه جوقد اي نظام عربي يسكت عن استمرار  العدوان الايراني على العراق ويدعم ايران  في تلك الحرب وهي اشارة ضمنية لدور  نظامي سوريا وليبيا.
جميع هذه الاحداث موثقة عندي ولم انشرها بعد.
تقبلوا تقديري     

اخوكم
ا.د. عبد الكاظم العبودي
------------------------------------------------------

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وثيقة للتاريخ: رسالة المرحوم الدكتور حامد ربيع
الى حافظ الاسد في ثمانينات القرن الماضي!!؛
شبكة البصرة
د. حذيفه المشهداني - برلين
لكي يعرف البعض من الساذجين اننا كنا ومنذ اكثر من ثلاثين عاما ندرك خطورة مؤامرة الاسد عندما ادخل ايران على خط النزاع العربي الصهيوني، الأمر الذي حوّل قضية فلسطين من قضية مقدسة في نفوس ابناء الامة الى مجرد عنوان للمتاجرة مما افقدها رمزيتها حتى صارت رافعة يختبئ وراءها الاعاجم لتفريس بلادنا وتفريس عروبتنا.
هذه الرسالة كتبها البروفيسور حامد ربيع الى حافظ الاسد ايام كان يقيم في بغداد في ثمانينات القرن الماضي، فمنذ ذلك التاريخ ادرك شرفاء العرب عهر نظام الاسد وسفالة المدافعين عنه، من سدنة هيكل ولاية الفقيه قومجية الخامنئي.
واليكم نص الرسالة:
السيد الرئيس: اسمح لنفسي أن أفتح صدري وأحدثكم بلغة صريحة واضحة لامواربة فيها:
الى متى تظل تلعب هذا الدور غير الايجابي والمخرب في الوطن العربي؟؟ هذا الدور الذي ظل خافياً علينا والذي كنا نتساءل عن حقيقته حتى بدا واضحا للعيان لاغموض فيه؟؟؟
دعني سيدي أحدد مجموعة من النقاط الاساسية:
اولا: قيادة الطائفة العلوية، عقدت مؤتمرها في 18/يوليو/1963 في حمص وقررت ضرورة التخطيط على المستوى البعيد لتأسيس الدولة العلوية وجعل عاصمتها حمص.
ثانيا: عندما منعتني سلطاتك من الدخول الى سوريا بدعوى ان جواز سفري المصري يحمل تأشيرة عراقية، هل تعلم سيدي ظروف ذلك؟؟
لقد دعتني الحكومة الليبية لكي أقوم بالاعداد لمحاكمة دولية للمسؤولين الاسرائيليين عن مذابح صبرا وشاتيلا، وبعد ان درست الموضوع وناقشت تفاصيله مع كبار رجال القانون العالميين، وجدنا انه من المحتمل أن تثار اثناء المحاكمة مسؤليتكم عن مجازر تل الزعتر، ولذلك رأيت من المناسب عقد اجتماع مع المسؤولين لديكم في دمشق وابلغتهم بذلك، وكان معي ايضا نائب محكمة (رسل الدولية) واثنان آخران من كبار المسؤولين، ووصلت الى دمشق في الوقت المحدد ولكنني وجدت الباب مغلقا في المطار وكان علي أن أعود عقب ليلة قضيتها في المطار..
من يدري لماذا؟ هل هو التهرب من المسؤولية، ام انه الخجل الذي صبغ وجوه رجال حزبكم الذين يتحدثون عن القومية العربية؟
كل هذا اتركه وأقتصر على رصد الوقائع التي لاتستطيع سيدي الرئيس ان تتخلى عن مسؤوليتك بخصوصها، وهي :
* لماذا تم التخلي عن الجولان عام 1967، ولماذا جرى احباط الهجوم العراقي على اسرائيل عام 1973
* لماذا سمحت بمذابح تل الزعتر عام 1976
* ماهي حقيقة اهدافك من تفتيت الحركة الوطنية اللبنانية
* اين حدود اللعبة مع اسرائيل بخصوص اقتسام لبنان
* كيف تفسر الطعنة التي وجهتها للعراق في حربه مع ايران
* ماهي حقيقة اللعبة التي مارستها في مواجهة المقاومة الفلسطينية أثناء حصار طرابلس؟؟
وكيف كنت تخطط لقواتك بالاتفاق التام مع البحرية الاسرائيلية لأستئصال الوجود الفلسطيني في لبنان
ان سياستك سيدي قد حققت جميع اهداف اسرائيل بما لم بفوق حلم بن غوريون.
ان سياستك سيدي قد ادت الى ثلاث نتائج اكثر خطورة:
اولا: انك اضعفت الجسد العربي في جميع اجزاء المنطقة.
ثانيا: ادخلت قوى غريبة في المنطقة لتكون لها كلمتها في الصراع حول مستقبل المنطقة، فهل تستطيع ان تنكر ان الوجود الايراني يمثل متغيرا جديدا، وهو ليس في صالح الامة العربية؟؟
ثالثا: فرضت على القومية في سوريا الانكفاء على الذات، حيث اصبحت الشعوبية هي المحور الحقيقي في التعامل مع المستقبل العربي، فهل هذا ماتريده سيدي في الزمن البعيد؟
معذرة سيدي الرئيس من قسوة اللغة فأيماني بهذه العروبة، هو وحده الذي جعلني اسطر هذه الكلمات.
ــــــــــــــ
رحم الله الاستاذ الدكتور حامد ربيع واسكنه فسيح جناته.
شبكة البصرة
http://www.albasrah.net/pages/mod.php?mod=art&lapage=../ar_articles_2018/0518/mshhdani_130518.htm


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق