بسم الله الرحمن الرحيم
البعث حركة تاريخية ماضي وحاضر ومستقبل.
تعضيد لمقالة الاستاذ فالح حسن شمخي بعنوان / البعث وحركة التاريخ.
حركة البعث حركة تاريخية تعمل لمئات السنين فتعتبر النضال هو الاصل والاساس لان فكرها يتجسد بفكر بطولي ماضي وحاضر ومستقبل ، عكس التيارات والاحزاب التي سبقت بالنشاة الرسمية كالاحزاب الشيوعية والاخوان , فالحركات اليسارية الشيوعية ركزت على المستقبل الذي ليس له جذور ، واما حركات الاسلام السياسي بشقيها ركزت على الماضي واعتبرته صنم يتعبدون به واعتبروه نقطة اتكاء.
أما نحن البعثيون نعتبر الماضي نقطة ارتكاز للحاضر وبناء المستقبل , ويقول طيب الذكر احمد حسن البكر رحمه الله لمجلة افاق عربية بعددها الاول " انفتحوا على العالم من اول نقطة مضيئة في تاريخكم وكونوا معاصرين بشرط ان تكونوا اصيليين ، لان المعاصرة لاتعني الانقطاع عن الجذور " .
فتلك الاحزاب التي ظهرت معه او بعده او قبله ، البعض منها اختفى واصبح شيء من التاريخ , وتخلوا من اللحظة الاولى عن قضايا الوطن والشعب والامة بسبب تبعيتهم , الا ان البعث كانت فلسفته هي : " ثقة الامة بنفسها واعتمادها على قواها " لان فكره قوة تاريخية لاتقدر بثمن ، ولدت من نظرة فكرية ممتزجه بمعاناة وجدانية .
انظروا الى مصير الحزب الشيوعي العراقي جماعة حميد ( وطواطة ) كما يسمونه الشيوعيون الوطنيون الذين رفضوا الاحتلال والحصار كما رفضوا العملية السياسية المخابراتية الجارية في العراق وفي مقدمتهم المناضل باقر ابراهيم الموسوي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الذي توفاه الاجل العام الماضي 20 نيسان 2024. " ثم انظروا الى حركة الاخوان في العراق اولا وفي بعض اقطار الامة كيف تهاوت وتدحرجت الى اسفل السافلين , أملنا كبير ان تتراجع هاتيين الحركتين عن الانحرافات والارتدادات , لاننا واثقون بان هناك رجال مناضلون صادقون ومؤمنون وقادرون على تصحيح تلك الانحدارات والعودة الى خط البداية " .
وعلى ضوء ذلك هناك دعوة منذ عام 2017 من الرفيق الامين العام للحزب رحمة الله عليه ورضوان الذي دعى فيها المثقفون الثوريون في العراق والوطن العربي الى الكتابة للمقارنة بين فكر البعث ونظريته في الحياة وبين النظريات السائده اليوم مثل النظم والعقائد الراسمالية ثم الشيوعية وتطبيقاتها ثم النظام الاقتصادي الاسلامي كما جاء في فكر الاخوان المسلمين او ما يسمى بالحكم الاسلامي او الحكم الشرعي.
" لاننا نحن في البعث نعيش في بحر من هذه النظريات الثلاث وفكرها وثقافتها
واخلاقها وتطبيقاتها والترويج الاعلامي والثقافي الهائل لها وذلك كي تظهر عقيدتنا ومبادئنا وفكرنا بكل صفائها ونقائها وأزدهارها وتعبيراتها عن روح الامة وأصالتها وعن أرادتها ونزوعها الى الحياة الحرة الكريمة والى التطور والتقدم الحضاري والانساني , ولكي نقول ونؤكد ان حزبنا يلتقي مع الاحزاب الشيوعية في موضوع النضال التحرري ضد قوى الاستعمار وكل ذيوله وخيوطه في المجتمع رغم ان بعض الاحزاب الشيوعية قد تخلت عن هذا الهدف المبدئي والاستراتيجي المعروف لها كالحزب الشيوعي العراقي الذي سقط في حضن الامبريالية والاستعمار ".
واخيرا نقول : ليست مهمة البعث محاربة الشيوعية بل هذه مهمة الاحزاب الرجعية المتخلفة الظلامية اي احزاب الاسلام السياسي المغطاء بغطاء الدين .
الكاتب السياسي والباحث
جابر خضر الغزي
22 نيسان 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق