الخميس، 27 سبتمبر 2018

الملتقى العراقي للثقافة والفنون بعمان يفتح ملف الحداثة في النحت العراقي من خلال استذكار رحيل الفنان محمد غني حكمت والنحات علي الجابري




 
الملتقى العراقي للثقافة والفنون بعمان يفتح ملف الحداثة في النحت العراقي من خلال استذكار رحيل الفنان محمد غني حكمت والنحات علي الجابري


عمان – افاق حرة الثقافية ٢٦ أيلول ٢٠١٨م

ضمن اماسي برامجه الاسبوعية نظم الملتقى العراقي للثقافة والفنون في عمان ندوة حوارية في الساعة الثامنة من مساء يوم الثلاثاء 25 سبتمبر‏‏ 2018 بعنوان الحداثة في النحت العراقي من محمد غني حكمت الى علي الجابري تحدث فيها نخبة من الفنانين والنقاد التشكيلين العراقيين والعرب.

وشارك في الحوار والمناقشات التي ادارها الفنان ضياء الراوي رئيس الملتقى العراقي للثقافة والفنون وكل من الفنان الاستاذ ابراهيم العبدلي الفنان سلام الشيخ، والاعلامي مجيد السامرائي، والفنان والناقد محمد العامري، والناقد مؤيد البصام والنحات وليد البدري والفنان عمر حمدان.

في بداية الامسية قدم الفنان حسين المصري عزفا منفردا على الة الكمان لمقطوعتين من الموسيقى الكلاسيكية عربية وعالمية نالت استحسان الجمهور.

ثم رحب رئيس الملتقى بالفنانين الضيوف معرفا بهم ومرحبا بالجمهور الذي حياهم، ثم تحدث عن الفنانين الراحلين حكمت والجابري ومنجزهما الابداعي بإيجاز مختصر وعن مسار حركة النحت المعاصر في العراق ذاكرا أكثر من 60 نحاتا عراقيا معاصرا من عدة اجيال ينتشرون في العراق والعالم عملوا وانجزوا اعمالهم الحديثة على مدى 7 عقود لفترة محمد غني وانتهاء لأخر معرض للنحت شارك فيه عراقيان في عمان قبل ايام من وفاة الجابري، وتأثيراتهم الحداثوية في مسيرة النحت في العراق. مشيرا الى مؤثرات وسمات النحت الرافديني التاريخي القديم ومحاولاتهم تطويعه لاتجاهات النحت وتجارب الفنون العالمية المعاصرة.

ثم بدا الحديث الفنان سلام الشيخ بالإشارة الى محور النحات ومسيرته متناولا المدرسة النحتية الحديثة. وتعدد التقنيات والاساليب وارتباطها بالهندسة المعمارية وتخطيط المدن وفي محور النحات والمدينة اشار الشيخ الى اشتراطات العمل الفني على المتغيرات الحضرية وتوسعاتها على المدينة القديمة

وفي محور المؤسسة الرسمية والنحات استعرض دور الدولة كراعي وصاحبة القرار التنفيذي للمشاريع والنصب النحتية من خلال اعلان المسابقات والتكليفات واعداد اللجان والتحكيم، وتطرق بإسهاب الى استهداف الاعمال الفنية والشواهد النصبية والمعمارية والاعمال الفنية الوطنية في ظل ظروف تهميش واقصاء دور الفنان والتخريب المتعمد للذاكرة الفنية باعتبارها ذاكرة ثقافية وجمعية عراقي.

اما الفنان الاستاذ ابراهيم العبدلي فتحدث عن تجربة زميله الفنان الكبير محمد غني حكمت في بغداد وتطور هذه العلاقة خلال اقامتهما في عمان بعد اقامه الفنان محمد غني في الاردن نتيجة للأوضاع بعد احتلال العراق كما تحدث عن الفنان على الجابري ومنجزه النحتي وكيفية اعادة تمثال الملك فيصل الاول الى مكانه الاصلي في الصالحية ببغداد. مذكرا بجمعية التشكيليين العرب في ايطاليا التي تراسها الفنان الجابري في روما.

ثم تحدث الاعلامي مجيد السامرائي، عن حواره مع الفنان محمد غني ومشروع كتاب عنه يتضمن المقابلة والحوار الذي اجراه معه مستعرضا بعض المحطات الغير معروفة في مسيرته الفنية والعملية والشخصية. واشار الى طريقة عمله واراءه في اعماله ومنجزه من نصب كبيرة واعمال فنية اخرى كالميداليات والابواب. مشيرا الى مكانته عراقيا وعربيا ودوليا.

اما الفنان والناقد محمد العامري فقد استعرض المؤثرات السومرية والاشورية. والتجارب المعاصرة على مسار حركة النحت في العراق وتشكيلها لخصائصها المتميزة والمتفردة التي يمثل محمد غني أحد ابرز علاماتها. حيث اثرت هذه التجربة على حركة النحت عربيا. مشيدا لتجاوز فناني النحت المعاصر في العراق تابوهات ومعوقات ادارية وتنظيرية لموضوع اقامة النصب والتماثيل والاعمال الفنية الاخرى في ساحات المدن والواجهات. واشار الى ما يعانيه الفنان العربي والاردني بالأخص من هذه القيود والصعوبات التي تقف في طريق تنفيذ مشاريع فنية كبيرة على غرار ما كان يجري في العراق .

وقدم الناقد مؤيد البصام قراءته للمشهد الفني في العراق اليوم وما تتعرض له المدينة من تجاوز على الذوق الفني والثقافة العراقية الاصيلة من خلال فرض وضع نصب تافهة وهجينة وعشوائية في ساحات ومدن العراق وتحديدا في بغداد ذات التقاليد الاصيلة في الاهتمام بالواجهات والساحات وانشاء النصب والصروح منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة حتى غزو العراق في 2003- حيث جرى طمس مبرمج ونهب وتخريب للموروث الفني العراقي وبالذات النحوت والنصب الحضارية الوطنية تحت لافتات سياسية او رؤى سلطوية تتسم بالعدوانية والسلبية تجاه الجمال والتنوير والابداع – ترافقها ادارة لمؤسسات تدعي الثقافة او الفنون غارقة بالفساد المادي والفكري والخواء الحسي والذوقي. مشيدا بدور الفنان العراقي وبالذات النحاتين بإصرارهم على العطاء برؤى فكرية وفنية حديثة رغم ان اعمالهم ماتزال حبيسة القاعات والمشاغل ولا امل لها لن ترى النور في ظل العقيلة الرجعية والتراجعية الحالية للإدارة السياسية للثقافة ولإدارة عموم البلاد.

وأشار النحات وليد البدري الى منجزه في النحت المعاصر المعتمد على تقنية تنفيذ الاعمال بواسطة المعادن ذاكرا علاقتهبالفنان الجابري وأشار الى تجربة الجابري من خلال دراسته في معهد الفنون الجميلة ببغداد وبعد سفره للدراسة في روما وتقنية استخدامه للخامات المتعددة ومنها المعادن والخشب والزجاج.

اما الفنان الاردني عمر حمدان الذي زامل الجابري في محترفه في روما وزامل الفنان محمد غني في محترفه في عمان بعد 2003. فقد اشاد بإخلاص الفنانين الراحلين لعملهما وجهدهم المتواصل لتطوير مهاراتهم على مستوى الشكل والفكرة وصولا الى الاحدث والأكثر حداثة.

وفي الختام تداخل بعض الكتاب والفنانين الحاضرين بمناقشات واسئلة اغنت اهداف الندوة التي استمرت اكثر من ساعتين. حيث اشاروا الى ضرورة تفعيل مثل هذه الندوات والدراسات البحثية والنقدية لتوسيع افاق المعرفة الفنية لتصحيح مسارات وحماية المنجز الفني العراقي المتميز في المنطقة وخصوصا شواهد النحت العراقي المعاصر.

































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق