بسم الله الرحمن الرحيم
ما عايزَه غير حصان ؟
مَحمود الجاف
جُموع غفيرة تُردد الصَلوات أمام صُورَة السَّيد ( س ) أو السَّيدة ( ص ) طَلبًا للبركَة والتوفيق قبل البدء في مِهرجان الهَرولة خلفَ اللصوص ... تنطلق الحُشود الهائجة مُتجهة إلى حلبة المُصارعة الرئيسية في قاعة الإنتحابات ( نعم هي ليست الإنتخابات ) فخلفَ كَواليسها يَعلو نَحيب الشُعوب وأنين المُعتقلات وتضجُ دماء الشهداء في القبور حزنًا على حال الأمة ...
وترى في نَفس المَشهد
... السياسي الذي يقف خَلف الحَواجز المُحصَّنَة والجماهير المُشاركة تركُض أمامهُ
في منظر مليء بالإثارة والألم ومع هذا يَجدون مُتعة فريدة من نوعها في فضاء الدم
قراطية ...
الأمر الذي لَم أجد
لهُ تفسيرًا غير أنهم كالأنعام . بل أَضل سبيلًا
وجالَ بَصري بدهشةٍ
في ذلكَ الطَريق الذي بدا وكأنهُ ساحةُ مَعركة خلفت جَرحى وقتلى وإذا بيَ أرى
صحيفة مُلقاة على الأرض التي كانت تعج بالجَهلَة وعلى صفحتها الرئيسية المثل
الشعبي الذي يقول ( ماعايزَه غير حصان وثَلث نعوله ) وأنا أرى إن حالنا يُشبهُ هذه
القصة ...
إذ يُحكى أَنَّ رجلًا
وَجدَ حذوةَ حِصانٍ واحدة فالتَقطها وعندَ وصولهُ البَيت أظهَر الفَرح
وبشَّرَ أهلهُ وقال :
لم يبقَ إلا ثَلاث من هذهِ والحِصان .
وأنا أعتقد أنهُ
سيَجد الثلاثَة وَيشتَري دابتهُ ونحنُ لَن نرى الحرية
2018 . 04 . 28
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق