عذرا
لك فنانتنا ست مي أكرم ....وعذرا لأخيك جرير
مقال بقلمي
في مطلع الثمانينيات اكملنا دورتنا ذي
الثلاث سنين في الكلية العسكرية وتخرجنا برتبة ملازم وفور تخرجنا وفي اليوم التالي
مباشرة تم ارسال مجموعة صغيرة جدا لاتتعدى1% من حجم دورتنا الى مدرسة القوات
الخاصة للاشتراك بدورة القوات الخاصة المفتوحة هناك بغية تاهيلنا فيما بعد للعمل
كضباط في وحدات صنف القوات الخاصة هذا الصنف الذي كان يمثل الرقم الصعب في
قلب معادلات المعارك خاصة وان البلد كان في حالة حرب. وهناك انضم لنا بعض الضباط
ووجبة من المراتب مراتب فاكتمل عددنا جميعا 50 ضابط و 500جندي وبدأت الدورة منذ
الساعة الاولى من دخولنا باب النظام بشراسة ليس لها مثيل وحرب اعصاب دائمي وتمارين
تدريب عنيف بمعدل 14 ساعة في اليوم واحيانا اكثر وضرب وجلد بالهراوات
والانانيب البلاستيكية المعبئة بالحصى .وكانت عبارة (يا فدائي) هي عبارة مناداة
لكل مشترك بالدورة . وبعد اسبوع من الدورة تفشى بين المشتركين (الفدائيين) في
الدورة معلومة مفادها ان احد المشتركين في دورتنا واسمه (جرير ) هو شقيق
للفنانة مي أكرم والتي كانت في قمة مجدها الفني انذاك واتذكره حتى الان كان شابا
اسمرا ذو بنية صلبة قوية وكان مرحا ذو قدرة تحمل عالية في التدريب وذو خلق وضبط عالي
وكان برتبة جندي مكلف .في الاسبوع الثاني نما الخبر الى هيئة المعلمين من ضباط
الصف ولكنهم لايملكون للاعتراض من امرهم شيئا رغم نرفزتهم من الامروالضغط على
(جرير) في التدريب لغرض كسر احد اطرافه او اعاقته ومن ثم اخراجه من الدورة لكنه
صمد. وهكذا جاء الاسبوع الثالث من الدورة . وفي احد ايامه وكنا نتدرب على فعاليات
النزول من الميدان الجبلي حضر امر المدرسة ومعه بعض ضباط أجنحة المدرسة فسمع
فدائيا اثناء التدريب يقدم نفسه في فعاليات السقطات والرميات اثناء انتظار الدور
بالصعود للميدان الجبلي ...
(الفدائي جرير اكرم ) وهمس احد المعلمين باذن امر المدرسة قائلا:
سيدي تعرف هذا أخو منو؟؟ هذا اخو مي اكرم
فبدات عيون امر مدرسة تتطاير شررا واستدعاه
وساله :
ابني انت جندي؟؟؟ ...نعم سيدي
شسمك ؟؟؟؟ جرير اكرم
يعني فعلا مي اكرم اختك ؟؟ نعم سيدي
والله انعل ابو شارب الدزك النا ... ابني احنا
هنا ندرب رجال قوات خاصة تقاتل علجبهات مو حمايات لمي اكرم وكومها ... اركض ولي
انتظرني يم مكتبي .
لم نرى بعدها جرير ابدآ حيث تمت اعادته
فورا بكتاب رسمي موقع من امر المدرسة الى وحدته كمشاة .وسمعنا فيما بعد بسنة (سمعا
لايقينا والله اعلم)ان جريرا استشهد في احد قواطع العمليات .
الان ..وانا اطالع اسماء بعض المرشحات
للبرلمان الذي هو اعلى سلطة من الجيش بل الجيش يد من اياديه الضاربة فنانات
(السمعة الطيبة جدا) وبطلات (الافلام الثقافية)وراقصات (مساجد العولمة) وربات
(السمعة الحسنة جدا) يتقدمن وبكل فخر قوائم الاحزاب الدينية التي تكاد تدعي
الالوهية على فصائل كبيرة من جهلة وسفهاء الشعب فلابد ان اعتذر عن كل اخوتي في
القوات الخاصة في ذلك الوقت من امر المدرسة الى طاقم المعلمين بها الى الدورة التي
جعلت من جرير في حينها محطة راحة للتندر والتهكم والسخرية فاقول عن الميتين
والذين لازالوا احياءا وبعضهم يقرأ موضوعي هذا ويعلم القصة كما اعلمها وستقرئون
تعليقاتهم تصدق مقالي هذا ...اقول بحق :
ظلمناك ياست مي أكرم....
وظلمنا أخيك جرير فاقبلي عذرنا وأسفنا ...
ونحن وراءك الآن إن قررت الترشيح او قرر أخوك جرير ان لم يصح خبر
استشهاده ردا لظلمنا اياكم .فانتم اشرف وأطهر وأنظف مما نرى الان في حثالاتنا من
تجار الدين وتجار السياسة ذكر…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق