الخميس، 27 يونيو 2019

شيخ الضيعة حول مفهوم السلطة والوطن بقلم: د. نزار محمود


شيخ الضيعة
حول مفهوم السلطة والوطن

بقلم: د. نزار محمود

في رحلة التطور الإنساني ظهرت الحاجة إلى التنظيم الاجتماعي للحياة وم ثم تحول ذلك التنظيم الى أشكال وصيغ وهيئات سياسية عرفية وقانونية ودستورية ووصلت الى ما نعرفه اليوم من سلطات ودول.
هذه الهيئات تأسست وأخذت أشكالاً متنوعة وحكمها وأدارها أشخاص بطرق وأساليب مختلفة.
فقد عرفت الاسرة رئيسها رب الاسرة أو ربتها ومن ثم كبير العائلة بعدما توسعت ورئيس العشيرة والقبيلة ومن ثم قواد الشعب ورؤساء وملوك الدول لابل وقياصرياتها وامبراطورياتها.
وبالطبع حكمت العلاقات والتراتبيات الاجتماعية ومن ثم السياسية عوامل مختلفة خضعت لأعراف وتقاليد وقوانين ودساتير، لا بل وقوانين وأنظمة دولية.
وكانت أن حاكت الشعوب والأمم بعضها البعض في تطور تشكيلات علاقاتها الاجتماعية أو السياسية، ولم تكن تلك المحاكاة، أحياناً، بالصحيحة بسبب اختلافات اشتراطات وعوامل تشكلها وظروفها وشخصياتها، فظهرت متناقضة تارة ومنفصمة تارة أخرى.
وشيخ الضيعة هو صيغة ونموذج حكم وادارة عرف عنها كثير من الصفات ومنها السلبية، مثل البقاء غالباً شيخاً للضيعة مدى الحياة، الاستئثار بعوائد الضيعة، المنسوبية والمحسوبية، الجهالة والتجهيل، التعاون مع الاجنبي، الاستحواذ على الاراضي الخصبة، اعتماد بطانة فاسدة، الزواج بالنساء الجميلات،
وهكذا حال رؤساء وملوك دولنا العربية!
ازاء هذه الاحوال تكنى الضيع ودولنا باسماء ملوكها ورؤسائها وتنطبع بخصوصياتهم، فلا يعد للوطن من معنى ويتحول الى سلطة الضيعة أو المشيخة. فلا غرابة اذن من اضمحلال للشعور بالمواطنة ومحبة الوطن والاستعداد للتضحية من أجله، لا بل يصبح من الجهل والاستغفال غير ذلك.

برلين، ٢٢/٥/٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق