نهاية التاريخ
في أفول حكم السلاطين
بقلم: د. نزار محمود
تتلبس الناس، أحياناً، رغبات وهواجس شيطانية أو عدوانية تشكل مخاطر
على حياة هؤلاء الناس ذاتهم وكذلك على المحيطين بهم.
وتزداد خطورة ذلك عندما يكونوا هؤلاء الناس حكاماً أو ملوكاً أو رؤساء
وسلاطين.
وكان التاريخ قد حدثنا عن الكثير منهم، وما انتهت اليه مصائر شعوب
بسبب نوازعهم وطيشهم.
فالملوك والرؤساء والحكام الذين لاتردعهم قوانين ولا تلجم شطحاتهم
هيئات ينتهي بهم المطاف الى استبداد وطغيان، إلا من رحم ربي وهم صفوة قليلة من
الحكماء والأخيار.
وكان دهاقنة السياسة بحق قد قالوا: من أمن العقاب أساء الأدب!
ومنذ القدم دأب الناس على التفكير في ضوابط حكمهم وضحوا من أجلها حتى
إنتهوا إلى أنظمة حكم تكون سلطة الشعب مصدرها، وممثلوهم مشرعوا قوانينها ومتولين
أمر مؤسساتها.
فمجالس الشورى والحل والعقد والبرلمانات وهيئات الخبرة والاستشارة
والمحاكم الدستورية والمؤسسات والقوانين الديمقراطية وغيرها هي نماذج من محاولات
وصيغ وأساليب تحقيق حكم الشعوب لأنفسها ومنع طغيان أحد أفرادها أو مجموعة من
أبنائها. وهكذا راحت صيغ مشايخ القبائل والفرسان وممالك الاقطاع والكهنوت والقادة
العسكريين وأنبياء الايدولوجيات والقياصرة والسلاطين ورؤساء الخلود تتلاشى مع مرور
الزمان لتحل محلها الانتخابات والتكليفات المرحلية وتداول السلطات، حتى ان ذلك دفع
بالبعض الى تكنية هذا العصر بنهاية التاريخ!
لكن بساتين الياسمين التي حلم بها الانسان عدلاً ومساواة ورخاء لا
تخلو من أشواك النصب والاحتيال واللف والدوران، فلا يزال يدور في أروقة هذه
البساتين نفر من شياطين الإنس والجان.
فقد عاد ترامب، شيخ ديمقراطية الغرب، سلطاناً وأي سلطان!!!
برلين، ٢٣/٦/٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق