‏إظهار الرسائل ذات التسميات نزار محمود. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نزار محمود. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 16 سبتمبر 2019

الآثار السلبية للعنتريات وقصص ألف ليلة وليلة وقراءات مقتل الحسين ومنهجيات السلفية الجهادية في عقول ونفوس الناس في العراق وغيره من بلدان العرب والمسلمين بقلم : الدكتور نزار محمود



الآثار السلبية للعنتريات وقصص ألف ليلة وليلة وقراءات مقتل الحسين ومنهجيات السلفية الجهادية في عقول ونفوس الناس في العراق وغيره من بلدان العرب والمسلمين
        

   بقلم : الدكتور نزار محمود

في البدء أود التنويه الى:
  إن موضوعاً كهذا لا يمكن أن تكفيه كلمات مقال حتى لو بلغت من البلاغة والبيان والتبيين شأناً عالياً!
  عندما تناولت الآثار السلبية لم أرد بها نفياً لايجابيات كثيرة حملتها العنتريات في أدبياتها وقيم الفروسية والشجاعة، وقصص ألف ليلة وليلة في أدبها وخيالها وهييام حكاياتها وعبرها، وقراءات مقتل الحسين في عبرها وقدسياتها، وهكذا السلفية في نسكها ونقائها.
  سأعمل على أن أتبع هذا المقال بمقال آخر يتناول الجوانب والآثار الايجابية لتلك الأعمال الخالدة المؤثرة.

العنتريات؛
قصدت بها حكايات وبطولات عنترة بن شداد العبسي، بكل ما تعنيه من شجاعة وإقدام وخوض للأهوال في سبيل تحقيق أحلامه والظفر بإبنة عمه عبلة.
كما قصدت بها الأعمال الأدبية لأبي فراس الحمداني وسيف بن ذي يزن في بطولاتهم وأشعارهم في الفخر والحماسة والشجاعة.
إن هذه الأعمال الخالدة التي تناقلت روايتها الأجيال المتعاقبة والتي شغف بها ملايين المستمعين لها، كانت قد رويت، غالباً، بأساليب إثارة عاطفية وبصورة مبالغة غير واقعية، ما حولها الى أعمال خيالية مشوقة، تركت آثارها وطبعت بصماتها في عقولنا ونفوسنا وانعكست في أساليب تفكيرنا وتحديد سلوكنا ومواقفنا وزرع قيم لبطولة وشجاعة منفلتة، في أحيان كثيرة، من لجام العقل والمنطق والحكمة.

حكايات ألف ليلة وليلة:
إنه عمل أدبي جبار في خياله وبنائه وعبره وأثره التشويقي، لكنه في ذات الوقت محاكياً للخيال المليء بالغرائز والعواطف الجياشة للمستمعين إلى تلك الحكايات في ساعات الليل الهادئة ودفىء الفراش، وربما نشوة الخمرة.
إنها حكايات عبر وحكمة يلفها عبق الرغبة والنشوة!.
لقد ملأت حكايات ألف ليلة وليلة، وربما هم أرادوها كذلك، رؤوس الآخرين ورسمت لهم صورة الشرق وفي مقدمته العرب في تعبيرات تلك الحكايات من حياة وأحلام سلاطين وخلفاء وأمراء وملوك ولياليهم الماجنة. فلا يكاد معرض عن الشرق والعرب يخلو من لوحة أو لوحات لحكايات ألف ليلة وليلة وبالطبع لا تخلو تلك اللوحة أو اللوحات من حسناء وحسناوات وغلمان وسلطان وخمرة وموسيقى...
لقد وجدت تلك الأجواء حاجتها في نفوسنا وعقولنا الباطنة نحن العرب أولاً، ملوكاً وأثرياء وحتى العوام، رغبة وحلماً وتمتعاً!

قراءات مقتل الحسين:
القفز على الواقع مسألة خطيرة أحياناً وقاتلة أحياناً أخرى، عندما يكون ذلك الواقع قد قام على أسس عقائدية وروحية وأصلبت بنيانه مئات السنين وتهيأت له شروط ديمومته ومصالح أطرافه.
وقضية الشيعة في الإسلام والاثني عشرية منها بالخصوص، لم ولن تكون مسألة عابرة في تأثيراتها القيمية والسلوكية ثقافة وسياسة واجتماعاً، لا سيما عندما ترتبط بالسلطة والثروة.
وأود في هذا المقال التركيز على جانب بعض الممارسات التي غدت طقوساً وشعائر تقام بالمناسبات الكثيرة للأئمة وما مرت بهم من أحداث، كما وصلتنا عن رواة ومحدثين وكتابات. وبالطبع فإن قراءة مقتل الحسين (ع) هي أبرز تلك الطقوس والشعائر وما يرافق مناسبتها.
إن قراءة المقتل بمحتواها المأساوي وهدفها وابداعات طرائقها وفنون أشخاصها تترك آثارها البليغة في نفوس وعقول المريدين والتابعين للمرجعيات الشيعية وتنعكس سلبياً في جانبين نفسيين وسلوكيين، هما:
  زرع نوع من تأنيب الضمير الدائم وتبرير الحاجة الى ماسوخية متمثلة بلطم الصدور وشق الجيوب، كما يقال، وضرب الأجساد بالسلاسل والسكاكين وقطع المسافات الطويلة مشياً على الأقدام والنوح على الحسبن وغيرها.
  اذكاء روح الثأر من "قتلة" الحسين ومن يمثلهم، حسب إعتقادهم، من نواصب العصر، وبالتالي ممارسة سادية ضدهم.

السلفية الجهادية:
إن عبارة: السلف الصالح، تترك في النفس أثراً طيباً عند سماعها. فالسلف الصالح هم أصحاب رسول الله (ص) والتابعين من الأخيار. وهم بقربهم زمانياً ومكانياً من صاحب الرسالة قد تمثل بهم الايمان والعمل الصالح والسلوك القويم. لكن الزمن يتغير وكذلك فقهه وأهله! وحتى الرسول الكريم كان قد أعطى لنا أمثلة كثيرة على أخذ حيثيات الحوادث وخصوصيات الناس بنظر الاعتبار. ولعل ما أقره عمر (رض) من مواقف بحكم الضرورة ما يؤيد ذلك.
من هنا فإن منهج السلفية المتشدد وجهاديتها لا يمكن أن يكتب لها النجاح وأن تكون أساساً لإسلام عصور لاحقة تغير فيها الزمان وتباعد فيها المكان. فاكراه السلفية الجهادية ضرب من سفه وقسوة وخيال.

ختاماً الخص ما أردته في مقالي:
لما كانت عقول الناس وسلوكياتهم ومواقفهم وأناهم العليا والسفلى تبنى على ما يطمر في عقولهم الباطنة ويتمخض تأثراً عن عقولهم الظاهرة، وتتشكل قيمهم بما يتربو عليه وبما يتأثروا به من  محيطهم، وتصاغ سلوكياتهم في القوالب  والأنماط الاجتماعية البيئية، يصبح أمر بحث وتدبر  ما ذهبت اليه من تأثيرات العنتريات وحكايات ألف ليلة وليلة وقراءات مقتل الحسين وأفكار وممارسات السلفية الجهادية هاماً لا بل وكبير الاهمية، اذا ما أردنا لشعوبنا وعياً متحضراً وسلاماً هانئاً وخلقاً انسانياً رفيعاً.
بغداد، ١٥/٨/٢٠١٩

الثلاثاء، 2 يوليو 2019

اشكالية الحوار مع أتباع الآلهة البشرية بقلم: د. نزار محمود



اشكالية الحوار
مع أتباع الآلهة البشرية

بقلم: د. نزار محمود

في البدء أود التنويه إلى إنه مردود علي كل ما قد أشطح به من مسلمات في نظر أي طرف من الأطراف. لأن هدفي هو حوار وتفاعل مع الآخرين وليس درس موعظة، لا سمح الله.

يختلف البشر ويتخالفوا في شعور وفهم ومصلحة، وقد تقود خلافاتهم هذه الى نزاعات وحروب، والى عداوات وأحقاد قد تمتد الى آجال طويلة.

ولعل الاختلافات والخلافات الروحية هي أكثرها غوراً وتعقيداً في نفوس البشر لارتباطها، غالباً، بمسائل غيبية وغير محسوسة، ولا تخضع إلى مقاسات مادية صريحة وواضحة. ومما يزيد في الطين بلة هو ان كثيراً من المصالح المادية والذاتية وبالتالي الاختلافات والخلافات بشأنها  يجري تعليبها في إطارات روحية أو أشبه بالروحية وتصبح بالنسبة للغالبية مقدسة وغير قابلة للنقاش والمساومة.

والآلهة، وببساطة شديدة، هي قوى ينظر لليها ويتعامل معها أتباعها كونها قوى خارقة، حكيمة وعزيزة وجبارة في تأثيرها في الكون وحياة البشر.، بتعبير آخر، هي مصادر الخير والشر، ومراجع الثواب والعقاب.

ولقد عرفت البشرية، في ما وصلنا عنها من تاريخ، مئات وربما آلاف الأديان والمعتقدات الروحية. كما ذهبنا الى تقسيمها بين وضعية، أي بشرية في أشخاصها ودنيوية في تعاليمها، وبين سماوية في رسلها وأنبيائها وشرائعها. وبناء على ذلك يشيع بين الناس، عموماً، سماوية الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام، حيث تراجعت كثيراً من الديانات والوثنيات الاخرى، لكنها لم تختف تماماً بل راحت تظهر بأشكال ودرجات وتأثيرات مختلفة. فالمدارس الروحية والفكرية والعقائدية والاثنية والطائفية، لا بل والسياسية والاقتصادية التي تخرج بها شخصيات بشرية مؤثرة تقنع وتجمع من حولها من مؤمنين وأتباع ومناصرين ومريدين مستعدين أحياناً بالتضحية بأرواحهم من أجلها.

وتكمن المشكلة في الايمان الأعمى بتلك الشخصيات وما جاءت به ويصير كل حوار حديث طرشان بين أطراف لا تفهم ولا تقبل غير ما تؤمن به.

فإذا كان الماركسي لا يؤمن أساساً بصحة ما يقوله الديني والقومي، والعكس بالعكس صحيح، فإن الماركسي والقومي في هذه الحال، مؤمنين بالتالي بما يشبه بآلهة المتدينين في واقع وناتج الأمر.

من هنا فقد تحولت تلك الشخصيات المفكرة الى آلهة بشرية، وطروحاتهم الى شرائع غير منزلة، يصعب معها اقناع مناصريهم بخطأ ما يعتقدون أو مناقشتهم في ما هم به مؤمنون، وعندها لا ينفع حوار  أو لا ينفع!.

لكنه بقي علي أن أقول: إنه لا ينبغي لنا أن نبخس حق ومكانة مفكرينا وعلمائنا وقادتنا الى النهوض وإنارة سبل الحياة. فالأمم والشعوب المتقدمة لم تكن لتنهض دون مفكريها وعلمائها، لكننا لا يجب تأليههم!.
برلين، ١/٧/٢٠١٩

الخميس، 27 يونيو 2019

نهاية التاريخ في أفول حكم السلاطين بقلم: د. نزار محمود


نهاية التاريخ
في أفول حكم السلاطين

بقلم: د. نزار محمود

تتلبس الناس، أحياناً، رغبات وهواجس شيطانية أو عدوانية تشكل مخاطر على حياة هؤلاء الناس ذاتهم وكذلك على المحيطين بهم.
وتزداد خطورة ذلك عندما يكونوا هؤلاء الناس حكاماً أو ملوكاً أو رؤساء وسلاطين.
وكان التاريخ قد حدثنا عن الكثير منهم، وما انتهت اليه مصائر شعوب بسبب نوازعهم وطيشهم.
فالملوك والرؤساء والحكام الذين لاتردعهم قوانين ولا تلجم شطحاتهم هيئات ينتهي بهم المطاف الى استبداد وطغيان، إلا من رحم ربي وهم صفوة قليلة من الحكماء والأخيار.
وكان دهاقنة السياسة بحق قد قالوا: من أمن العقاب أساء الأدب!
ومنذ القدم دأب الناس على التفكير في ضوابط حكمهم وضحوا من أجلها حتى إنتهوا إلى أنظمة حكم تكون سلطة الشعب مصدرها، وممثلوهم مشرعوا قوانينها ومتولين أمر مؤسساتها.
فمجالس الشورى والحل والعقد والبرلمانات وهيئات الخبرة والاستشارة والمحاكم الدستورية والمؤسسات والقوانين الديمقراطية وغيرها هي نماذج من محاولات وصيغ وأساليب تحقيق حكم الشعوب لأنفسها ومنع طغيان أحد أفرادها أو مجموعة من أبنائها. وهكذا راحت صيغ مشايخ القبائل والفرسان وممالك الاقطاع والكهنوت والقادة العسكريين وأنبياء الايدولوجيات والقياصرة والسلاطين ورؤساء الخلود تتلاشى مع مرور الزمان لتحل محلها الانتخابات والتكليفات المرحلية وتداول السلطات، حتى ان ذلك دفع بالبعض الى تكنية هذا العصر بنهاية التاريخ!

لكن بساتين الياسمين التي حلم بها الانسان عدلاً ومساواة ورخاء لا تخلو من أشواك النصب والاحتيال واللف والدوران، فلا يزال يدور في أروقة هذه البساتين نفر من شياطين الإنس والجان.
فقد عاد ترامب، شيخ ديمقراطية الغرب، سلطاناً وأي سلطان!!!

برلين، ٢٣/٦/٢٠١٩

شيخ الضيعة حول مفهوم السلطة والوطن بقلم: د. نزار محمود


شيخ الضيعة
حول مفهوم السلطة والوطن

بقلم: د. نزار محمود

في رحلة التطور الإنساني ظهرت الحاجة إلى التنظيم الاجتماعي للحياة وم ثم تحول ذلك التنظيم الى أشكال وصيغ وهيئات سياسية عرفية وقانونية ودستورية ووصلت الى ما نعرفه اليوم من سلطات ودول.
هذه الهيئات تأسست وأخذت أشكالاً متنوعة وحكمها وأدارها أشخاص بطرق وأساليب مختلفة.
فقد عرفت الاسرة رئيسها رب الاسرة أو ربتها ومن ثم كبير العائلة بعدما توسعت ورئيس العشيرة والقبيلة ومن ثم قواد الشعب ورؤساء وملوك الدول لابل وقياصرياتها وامبراطورياتها.
وبالطبع حكمت العلاقات والتراتبيات الاجتماعية ومن ثم السياسية عوامل مختلفة خضعت لأعراف وتقاليد وقوانين ودساتير، لا بل وقوانين وأنظمة دولية.
وكانت أن حاكت الشعوب والأمم بعضها البعض في تطور تشكيلات علاقاتها الاجتماعية أو السياسية، ولم تكن تلك المحاكاة، أحياناً، بالصحيحة بسبب اختلافات اشتراطات وعوامل تشكلها وظروفها وشخصياتها، فظهرت متناقضة تارة ومنفصمة تارة أخرى.
وشيخ الضيعة هو صيغة ونموذج حكم وادارة عرف عنها كثير من الصفات ومنها السلبية، مثل البقاء غالباً شيخاً للضيعة مدى الحياة، الاستئثار بعوائد الضيعة، المنسوبية والمحسوبية، الجهالة والتجهيل، التعاون مع الاجنبي، الاستحواذ على الاراضي الخصبة، اعتماد بطانة فاسدة، الزواج بالنساء الجميلات،
وهكذا حال رؤساء وملوك دولنا العربية!
ازاء هذه الاحوال تكنى الضيع ودولنا باسماء ملوكها ورؤسائها وتنطبع بخصوصياتهم، فلا يعد للوطن من معنى ويتحول الى سلطة الضيعة أو المشيخة. فلا غرابة اذن من اضمحلال للشعور بالمواطنة ومحبة الوطن والاستعداد للتضحية من أجله، لا بل يصبح من الجهل والاستغفال غير ذلك.

برلين، ٢٢/٥/٢٠١٩