السبت، 4 أغسطس 2018

هذه الوثيقة ومحاولات ايران فرض الامر الواقع بقلم ا.د. عبد الكاظم العبودي الامين العام للجبهة الوطنية العراقية




هذه الوثيقة ومحاولات ايران فرض الامر الواقع


ا.د. عبد الكاظم العبودي
الامين العام للجبهة الوطنية العراقية

احد وثائق الحركة الوطنية العراقية وصلتني اليوم من مكتب السيد أحمد الحسني البغدادي للتذكير بواقع مر تعيشه زعامات القوى الوطنية العراقية.
 هذه الوثيقة تعد تذكارا  هاما وهي تصادف تاريخ هذا اليوم تتحدث حول جوهر القضية التي لا زلنا نعاني منها كقوى وطنية عراقية مشتتة ومتباعدة تحول بين فرص التقاءها خلافات هامشية رغم ان جميعها تعلن منذ أولى سنوات الاحتلال 2003 وما بعدها :  انها تسعى للتحرير واسقاط العملية السياسية برمتها لكونها عملية سياسية مشبوهة فرضت على الشعب العراقي، فقد أسسها ورعاها وحماها الاحتلال الامريكي ودعمها النفوذ الايراني ايضا .
 علما ان ذلك المؤتمر الوطني العراقي الذي  يتحدث عنه السيد احمد الحسني البغدادي في مقابلته مع الاستاذ سلام الشماع وجريدة الصوت حينها.
 لقد اجهض المؤتمر بقرار ايراني وتم تأجيله في اللحظات الاخيرة قبيل افتتاحه؟ وبشكل تدخل وقح  من تلك التدخلات الايرانية وبالتنسيق مع حكومة ونظام سوريا. وقد انكشف للجميع تواطؤ وخضوع النظام السوري للامر الواقع الفارسي،  وعكس أيضا ضعف مبادرة  القوى الوطنية العراقية وتقاعسها،  بسبب تشتتها وتناحر قياداتها على الزعامات والشخصنة والولاءات الفردية لهذا الطرف أو ذاك .
اتذكر  جيدا  ذلك الأمر الصعب،  حينها  عندما توجهت من الجزائر والتقيت بدمشق بالسيد احمد الحسني البغدادي وتوجهنا معا لحضور اعمال ذلك المؤتمر في مكانه المحدد له في دمشق. والتقينا هناك ببقية ممثلي القوى الوطنية العراقية وعدد من الشخصيات التي حضرت،  وقد فوجئ الجميع بقرار تأجيل المؤتمر دون سابق انذار وحتى اشعار آخر  .
اترك لهذه الوثيقة التاريخية ان تفصح من جديد عن علة هامة لازالت مستشرية  وعن مرض القوى الوطنية العراقية المزمن رغم مرور عقد من السنوات العجاف ومرارة الدروس وتعاظم التضحيات التي قدمها شعبنا وهو ينتظر ميلاد جبهة وطنية عراقية شاملة تقود نضال الشعب العراقي لانجاز مهمة التحرير .

....  في مثل هذا اليوم 4 اب 2007م حاور الصحفي سلام الشماع في صحيفة الصوت، عدد من المشاركين في ذلك المؤتمر ومنهم السيد احمد الحسني البغدادي تلمقيم انذاك في دمشق وابرز ما جاء فيه:

"هؤلاء أفشلوا المؤتمر"
الصوت»: من أفشل مؤتمر جبهة القوى العراقية المناهضة والمقاومة للاحتلال ؟
فأجاب السيد البغدادي:
**أحمد الحسني البغدادي: المعارضة العراقية تعيش بعقلية فوقية، وتتجذر فيها الشخصانية والفردانية، لذا نجدها تقع في تناقضات أيديولوجية وميدانية، فبعض هؤلاء يرون بأم أعينهم أن العراق حاليا يعيش التسيب والضياع، ومع ذلك فهم ينغمرون بهذه الشخصانية، ويتساقطون هنا وهناك للذهاب إلى بعض الدول الإقليمية بحجة أنهم يحتاجون إلى التمويل الإقتصادي، وبالتالي يدخلون الى اللعبة السياسية، ولو كانت هذه لصالح شعبنا و أهلنا بنحو أو بآخر لأمكنَ أن نقبل بها.. لكن بعضهم يدخل في اللعبة السياسية لصالح طيفه أو عشيرته أو مكونه الاجتماعي أو العنصري.
شعب العراق مذبوح ومجروح ومشرد ومقتول ومهجر، لكنَّ هؤلاء لا يتكلمون في سبيل انقاذ شعبي وأهلي، ويتاجرون باسمه.. الأمريكان اشتغلوا على الكرد وعلى «الشيعة» وعلى «السنة»، وفعلا جاءوا بهم على ظهور الدبابات الأميركية، ويمكن تصنيف هؤلاء... بعضهم جواسيس وعملاء، وبعضهم يمتلك قناعات وطنية وجاء مع الدبابة الأميركية.. هذه الحالة المرضية سائدة عند المعارضة العراقية. 
الأمريكان بعد فشلهم وفشل مشروعهم بسبب المقاومة الباسلة في العراق سيخرجون بين الفينة والأخرى، بينما نرى المعارضة في الخارج تتصارع فيما بينها من أجل المصالح الشخصانية والفردانية، وتلهث خلف بعض الدول الإقليمية للتنسيق مع جهة أجنبية.. لصالح من؟ لصالح كسب المناصب والوظائف، والشعب تسرق موارده الطبيعية، كالبترول والزئبق واليورانيوم، والإنسان يقتل على الهوية، تقتله فرق الموت، التي تمارس إِبادة جماعية ضد الشعب، كما مورست في فيتنام تحت شعار «نحن عاطشا للدماء الطازجة»، ومن هنا أكشف لك سراً.. إِنَّ  الشخصانيين وراء فشل مؤتمر دمشق.         
* «الصوت»: من تقصد بهؤلاء؟
** احمد الحسني البغدادي: أقصد، الذين أفشلوا مؤتمر الجبهة، جبهة القوى العراقية المناهضة والمقاومة للاحتلال، ممن يعيشون الشخصانية والفردانية من أجل منصب زائل على حساب وطن باق.. سيبقى الوطن، وهم سينكشفون والتاريخ سوف يحاسبهم، والتاريخ لا يرحم أحدا.. ولا ننسَ أن قوى خارجية تدخلت وضغطت باتجاه إفشال المؤتمر من خلال عملائها، وبعض هؤلاء إسلاميون تحت مظلة الاحتلال.).(انتهى نص الوثيقة)

والسؤال الذي نود طرحه مرة أخرى على الجميع: هل تغيرت عقليات واساليب الكثير من الشخصيات الوطنية المحسوبة على المعارضة العراقية.
الجواب نلمسه يوميا في ممارسات تكرس التقسيم وتؤجل اعلان وحدة القوى الوطنية المناهضة للاحتلال والعملية السياسية في جبهة وطنية عريضة.؟
 وسوف نسعى الى الكتابة عن هذا الموضوع وكشف دوافع  أمثال هؤلاء وخاصة بما يتعلق بالارتزاق السياسي والمالي عند البعض وخاصة تلك المتاجرة بالشعارات والشخصنة الفارغة لخلق زعامات من دون رصبد نضالي مستحق وتغلب الامزجة وتغلب الاهواء ....الخ. على حساب استمرار المأساة الوطنية لشعبنا في محنته  رغم تعاظم حركة الصراع واتساعها نحو تدخلات اقليمية ودولية لخدمة مصالح الدول الكبرى وتعاظم الدور الايراني وتدخله في العراق خاصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق