الجمعة، 29 أبريل 2022

البحث عن حقيقة الصراع / بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

البحث عن حقيقة الصراع 

د  ـ فالح حسن شمخي 

يقول الشاعر  (أبو الطيب المتنبي ) :

“كم تطلــــبون لنا عيـــــبًا

فيعجزكم

ويكره المجد ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي …أنا الثّريا  وذان الشيب والهرم ).

المنطق يقول؛ ( اذا احتدم الصراع بين فئتين ، لابد ان تكون احداهما باغية ).

 الصراع يثير  مجموعة من التساؤلات ومنها :

1 ـ ما الذي قدمناه نحن الذين نعيش في ألخارج إلى رفاقنا في الداخل؟

2 ـ كيف يتجاسر إي منا ويعطي لنفسه الأفضلية على رفاقنا في الداخل؟

3 ـ ما هي انعكاسات أفعالنا السلبية والايجابية على رفاقنا في الداخل؟

4 ـ متى نتخلص من ترفنا الفكري وتفكيرنا البرجوازي ونقارن أفعالنا بما قدم ، ويقدم رفاقنا في الداخل من تضحيات جسام وان نحترم أنفسنا ونبتعد عن المناكفات والتنظير الذي لا يستند إلى ما هو شرعي أو واقعي؟

عدت لمطالعة رد الرفيق الأمين رحمة الله عليه على البعض من الذين اصابهم مرض داء العظمة والشطط الفكري  بتمعن  ،  وتوصلت إلى ما يلي:

1ـ أعلن إنا العربي ، العراقي ، البعثي  وبإرادة حرة واعية من المريدين والمؤمنين بنهج وفكر حزب البعث العربي الاشتراكي وقائدة الحزب المفكرين المناضلين المجددين ، لا طمعا بموقع أو جاه ، ولان الله إعطاني أكثر مما اطمح اليه ، وانأ لله من الشاكرين وان إعلاني هذا لن يأتي من عبث أو نتيجة لهبة عاطفية  ، بل جاء نتيجة التمعن بخطاب المرحوم في مناسبة تأسيس الحزب ، وفي الرد على من زلت قدمه .

2 ـ مثلما كان الخطاب التاريخي بمناسبة الذكرى 71 لتأسيس الحزب شاملا وموضوعيا في تلخيصه للنظرية والتطبيق والحياة الداخلية للحزب وتناوله  لواقع العراق وأقطار الأمة العربية المجيدة وتأثرها سلبيا وإيجابيا بالمحيط الإقليمي والعالمي ، فان الرد كان درسا بليغا في مبدأ (النقد والنقد الذاتي ) ، وفي التفرقة بين الفكر (أيدلوجية وإستراتيجية وتكتيك)  وبين (الشعارات) التي يطلقها الحزب ومنها الشعارات المرحلية.

  أشار القائد رحمة الله عليه  إلى موضوع غاية في الأهمية يرتبط بالأهداف الإستراتيجية للحزب وبالخصوص هدف الاشتراكية  (المنطلقات النظرية للحزب ) التي كانت من مقررات المؤتمر السادس للحزب وكيف تعامل معها القائد المؤسس والقائد الشهيد ومصير من تبناها ، إضافة نوعية تجديدية علينا الوقوف عندها طويلا في دراستها والتمعن فيها. 

4 ـ الرد كان درسا في كتابة التاريخ على أسس علمية ومنطقية بعيد عن الأهواء والأمزجة والرجم في الغيب.

5 ـ الرد لخص الأسس والمستلزمات التي تستند إليها المقاومة ، وأدب المقاومة زاخر بذلك.

6ـ أكد القائد في رده على ثوابت الصدق والشفافية والنقاء النفسي والفكري الذي يجب إن يكون عليه رفاق البعث ، والابتعاد عن الكذب والتزوير والتدليس والادعاءات الجوفاء.

7 ـ استغرب شهيد الصبر والمطاولة في رده ، إن يصل البعثي إلى درجة كادر متقدم وهو لم يطلع بالشكل المطلوب على تاريخ حزبه ونظام الحزب الداخلي لذلك ارجع الأمر إلى زلت القدم والشطط الفكري والتلقين. 

8 ـ الرد اظهر حكمة وقوة وشجاعة في قول كلمة الحق وكما يقول المثل العراقي (على عينك يا تاجر ) ، فالرد جاء مزلزلا صاعقا لمن زلت قدمه ومن يفكر بالتجاوز مستغلا الظروف الموضوعية الذاتية  التي يعيشها الحزب وأعضاءه  في ظل حملة الاغتيالات والتشريد وقطع الأرزاق وقانون الاجتثاث اللعين.

9 ـ الرد جاء ليؤكد على إن الحزب ومقامته الباسلة نهضت من بين الركام وان ادعاءات البعض بان الدولة الوطنية العراقية و شهيد الحج الاكبر رحمة الله عليه قد رصد للحزب وللمقاومة أموالا طائلة تكفيهم عشرات السنين ( جيش جرار تحت الأرض مجهزا تجهيزا كاملا تسليحا وتدريبا وتمويلا  ) ،هو محض افتراء ومبالغة مقصودة أو غير مقصودة .

10ـ النكرة الذي تحدث المرحوم عنه والذي يعيش في لندن معروف ببيعه مخطوطات عراقية مسروقة وبحياة عائلية مضطربة وبدعم خليجي بهدف التخريب من الداخل ، فهو لحد سنة 2003 لم يعرف عنه بأنه بعثي .

11 ـ ا ن إي عودة لتاريخ التمرد والانشقاق في الحزب يقودنا إلى إن ما قاله الامين العام رحمة الله عليه في هذا الموضوع ، هو عين الصواب فالقائد أصاب كبد الحقيقة فيما ذهب إليه.

عاشت الأمة العربية المجيدة وطليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق