الثلاثاء، 5 أبريل 2022

الحزب الثوري والنفس أمارة بالسوء / بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

الحزب الثوري والنفس الامارة بالسوء 

د- فالح حسن شمخي 



المثل العراقي يقول: (من شب على شيء شاب عليه)، وهناك امثلة كثيرة المقال لايتسع لذكرها ، لكنها معروفة وعلينا التذكير بها ومنها المثل العربي الذي يقول : (اذا شاب المرء شابت معاه خصلتان حب الدنيا وحب المال) .

ماتقدم من الامثال هي مقدمة لموضوع نعتقد بانه مهم جدا لاسيما ونحن نراقب ان البعض من اعضاء الاحزاب الثورية يريدون تغير الكون وهم يتصفون بصفات لا تنسجم مع احلامهم بالتغير ، ومن هذه الصفات الانانية ، وحب الذات ، والتسلط ، والعنجهية ، وبخس حق الاخرين ، والتامر ، يبدو ان هذه الصفات لازمتهم منذ سن مبكرة بسبب الظروف الموضوعية والذاتية التي واكبت تربيتهم البيتية والحزبية ، فهل يستطيع هؤلاء تغير انفسهم والانقلاب على الذات والتخلص من ادران الماضي قبل شروعهم بطرح انفسهم وكأنهم ملائكة هبطت من السماء لتغير العالم؟ 


ان الاخلاص والتضحية لاي فكرة هو الطريق الاقصر الى قلوب الناس ، وان من اولويات الاخلاص للفكرة هو الانقلاب على الذات ، فالذي لايستطيع الانقلاب على الذات لاتستطيع الانقلاب على الواقع وتغيره ، و الانقلاب على الذات كما هو معروف ياتي عبر نضال طويل وشاق ، فمكافحة النفس (اللوامة) ، والنفس(الامارة بالسوء) ، مقدمة للوصول الى النفس(المطمئنة)، الامر ليس بهذه السهولة والتي يعتقد بها هذا البعض ، والنفس المطمئنة هي الطريق لتغير الواقع.

يقول المفكر والمنظر العربي، القائد المؤسس رحمة الله عليه : (ان الذي يتأهب لدخول معركة -التغيير- له صدق الاطفال وصراحتهم ، فهو لايفهم مايسمونه سياسة ، ولا يصدق ان الحق يحتاج الى براقع والقضية العادلة الى تكتم) ،

ويقول ايضا : ( ان الصلابة في الرأي صفة من اجل صفاتهم فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة ، ولايعرفون المسايرة ، فاذا رأوا الحق في جهة عادوا من اجله كل الجهات الاخرى ، وبدل من ان يسعوا لارضاء كل الناس اغضبوا كل من يعتقدون بخطئه وفساده ، انهم قساة على انفسهم ، قساة على غيرهم ، اذا اكتشفوا في فكرهم خطأ رجعوا عنه غير هيابين ولا خجلين ، لان غايتهم الحقيقة لا انفسهم ، واذا تبينوا الحق في مكان انكر من اجله الابن اباه وهجر الصديق صديقه)، هل يحتاج هذا القول الواضح الى تفسير او تأويل ؟ انا شخصيا اعتقد بما قاله القائد المؤسس وقبله الله جلت قدرته في كتابه الكريم ، وادعوا الذين يريدون التغير بالعودة الى ماذكر اعلاه ، وان لم يستطيعوا ذلك فعليهم الجلوس في بروجهم العاجية وخوض الحرب الدونكوشوتية وحياكة المؤامرات والعمل على نشر الفرقة والتناحر والمناكفة ، ليعلم هؤلاء ان الواقع والناس واعضاء الحزب الانقياء ، سيتصدون لهم بالمتاح، والذي يتخلف عن التصدي له كالشيطان الاخرس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق