الاثنين، 8 فبراير 2016

الاعلان القومي استجابة لدواعي المسؤولية القومية...في 8 شباط عام 1980



الاعلان القومي استجابة لدواعي المسؤولية القومية

وجه السيد الرئيس صدام حسين في الثامن من شباط عام 1980 الى الأمة العربية الاعلان القومي لتنظيم العلاقات القومية بين الأقطار العربية وعلاقاتها مع الدول المجاورة للوطن العربي ..
وفيما يأتي نص الاعلان القومي ..

بسم الله الرحمن الرحيم

في ضوء الأوضاع الدولية في الوقت الحاضر واحتمالات تطورها في المستقبل وما تنطوي عليه من احتمالات خطيرة تهدد السيادة والأمن القومي العربي من ناحية والأمن والسلام في العالم من ناحية أخرى  
واستجابة لدواعي المسؤولية القومية تجاه الأمة العربية شعبا وأرضا وحضارة وتراثا وتمشيا مع مباديء حركة عدم الانحياز يجد العراق نفسه مدعواً الى المبادرة باصدار هذا الاعلان ليكون ميثاقا لتنظيم العلاقات القومية بين الأقطار العربية أولا وتعهدا من الأمة العربية تجاه الدول المجاورة للوطن العربي التي تعلن احترامها لهذا الميثاق والالتزام به ثانيا..
أن الاعلان يقوم على المباديء التالية:

أولا : رفض تواجد الجيوش والقوات العسكرية وأية قوات وقواعد أجنبية في الوطن العربي أو تسهيل تواجدها بأية صيغة من الصيغ وتحت أية ذريعة أو غطاء لأي سبب من الأسباب وعزل أي نظام عربي لا يلتزم بهذا المبدأ ومقاطعته سياسيا واقتصاديا ومقاومة سياساته بكل الوسائل المتاحة.
ثانيا: تحريم اللجوء الى استخدام القوات المسلحة من قبل أية دولة عربية ضد أية دولة عربية أخرى وفض أية منازعات يمكن أن تنشأ بين الدول العربية بالوسائل السلمية وفي ظل مباديء العمل القومي المشترك والمصلحة العربية العليا.
ثالثا : ويطبق المبدأ الوارد في البند الثاني على علاقات الأمة العربية وأقطارها مع الأمم والدول المجاورة للوطن العربي فلا يجوز اللجوء الى استخدام القوات المسلحة في المنازعات مع هذه الدول الا في حالة الدفاع عن السيادة والدفاع عن النفس ضد التهديدات التي تمس أمن الأقطار العربية ومصالحها الجوهرية.
رابعا : تضامن الأقطار العربية جميعا ضد أي عدوان أو انتهاك يقوم به أي طرف أجنبي للسيادة الاقليمية لأي قطر عربي أو دخوله في حالة حرب فعلية معه وقيام هذه الأقطار بالتصدي المشترك لذلك العدوان أو الانتهاك واحباطه بكل الوسائل والطرق بما في ذلك العمل العسكري واجراءات المقاطعة الجماعية السياسية والاقتصادية وفي جميع الميادين الأخرى التي تقتضيها الضرورة والمصلحة القومية.
خامسا: تأكيد التزام الأقطار العربية بالقوانين والأعراف الدولية في ما يتعلق باستخدام المياه والأجواء والأقاليم من قبل أية دولة ليست في حالة حرب مع أي من الأقطار العربية.
سادسا : ابتعاد الأقطار العربية عن دوائر الصراعات أو الحروب الدولية والتزامها الحياد التام وعدم الانحياز ازاء أي طرف من أطراف الصراع أو الحرب ما لم ينتهك أحد أطراف الصراع أو الحرب السيادة الاقليمية العربية والحقوق الثابتة للأقطار العربية التي تكفلها القوانين والأعراف الدولية وامتناع الأقطار العربية عن اشتراك قواتها العسكرية كلا أو جزء في الحروب والمنازعات العسكرية في المنطقة وخارجها نيابة عن أية دولة أو جهة أجنبية.
سابعا: التزام الأقطار العربية باقامة علاقات اقتصادية متطورة وبناءة في ما بينها بما يوفر ويعزز الأرضية المشتركة للبناء الاقتصادي العربي المتطور والوحدة العربية وتحرص الأقطار العربية على الابتعاد عن أي تصرف يمكن أن يلحق الأذى بهذه العلاقات أو يعطل استمرارها وتطورها بغض النظر عن تباين الأنظمة العربية والعلاقات السياسية الهامشية التي تحدث بينها مادامت أطراف العلاقة ملتزمة بمباديء هذا الاعلان .. وتلتزم الأقطار العربية بمبدأ التكامل الاقتصادي القومي وتتعهد الأقطار العربية المقتدرة اقتصاديا بتقديم كل أنواع المساعدات الاقتصادية للأقطار العربية بالشكل الذي يصونها من احتمالات الاتكال على القوى .

ثامنا : إن العراق اذ يضع مباديء هذا الاعلان يؤكد استعداده للالتزام به تجاه كل قطر عربي وأي طرف يلتزم به وهو مستعد لمناقشته مع الأشقاء العرب وسماع ملاحظاتهم حوله بما يقوي من فاعلية مبادئه ويعمق مضامينه .. كما يؤكد العراق أن هذا الاعلان لا يشكل بديلا عن ميثاق الجامعة العربية وعن معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي القائمة بين دول الجامعة بل يعتبره تعزيزا للميثاق والمعاهدة وتطويرا لهما بما يتناسب مع الظروف الدولية المستجدة والمخاطر التي تهدد الأمة العربية والمسؤوليات القومية التي تترتب عليها في الظروف الراهنة وفي المستقبل.

أيها الشعب العراقي العظيم
يا جماهير الأمة العربية المجيدة
ان العراق اذ يقدم هذا الاعلان ينطلق من مسؤوليته القومية التي تعلو على كل مصلحة ذاتية وقطرية واننا اذ نتوجه بهذا الاعلان الى الحكومات العربية باعتبارها الجهة المسؤولة عن اقراره والالتزام به نؤمن أعمق الايمان بأن مباديء هذا الاعلان القومي لا يمكن أن تتحقق وتصبح ميثاقا للعلاقات العربية الا من خلال نضال الجماهير العربية ومساندتها له لأنه يضمن مصالحها الأساسية ويتجاوب مع مطامحها القومية في الحرية والاستقلال ويسهل الطريق أمام الوحدة العربية.

التوقيع 
صدام حسين 
رئيس مجلس قيادة الثورة 
رئيس الجمهورية العراقية
كتب في بغداد في 21/ ربيع الأول لسنة 1400 هجرية الموافق ليوم 8 / شباط 1980 ميلادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق