..... من ذاكرة المهمة الخطيرة ....
- مهمة الدفاع عن الرئيس الخالد صدام حسين ورفاقه -
عنوان الحلقة ( أوساخ السلطة....!!)
قبل ٢٠٠٣ لم نكن قريبين من السلطة ودهاليزها ،
والعاملين فيها لانعرفهم إلا من خلال الشاشة الصغيرة...
التقاليد العشائرية وربما البيئة التي كنا نعيشها في مدننا وفي قرانا ربما مان لها تأثير وبكل تأكيد هي من صقل شخصيتنا وطبائعنا على مانحن عليه....
بعد أن سقطت القيم وليس بغداد في ٩-٤-٢٠٠٣ كان لابد للنخوة أن تستنفر بأقصى حالاتها فلم يعد للحياة معناً ، فلسنا أفراخ دجاج نأكل كي نسمن أو نبقى على قيد حياة لاتساوي شيء تحت حراب الأجنبي....
حصل الذي هدانا الله إليه متوكلين على العزيز الجبار للدفاع والذود عن قيم نؤمن أنها في النصاب الصحيح ومهما كانت النتائج فلتكن....!
بعد عامين من المهمة حصلت علاقة من نوع خاص بيني وبين الرئيس صدام حسين رحمه الله ، علاقة من الثقة والإبوة والحمية مالم يكن بالحسبان لرجل كان من أقوى زعماء العالم بلا منازع .. الرجل نزع القدر عنه سلطانه وكل أمتيازات هذا السلطان .. فظهر جلياً على حقيقته .. لم أكن أتوقعه بهذا الخلق الكبير والتواضع والإنصات وسماع الآخر دون مقاطعة .. لم أكن مصدقاً كل تلك طيبة القلب التي يحملها لدرجة أنه أوصى عائلته بي وبعائلتي دون علمي وأوصى القادة والزعماء الذين قابلتهم لأستضافتي وعائلتي وكان يقول يمتدحني لهم ويصفني بإبنه...
في العام ٢٠٠٦ منت مبعوثاً عنه أحمل رسالتين خطية وشفهية في آن واحد لزعيم عربي ، وبعد مقابلتي للزعيم العربي وعودتي الى عمان في طريقي الى العراق حيث كنت وقتها لازلت في الأنبار .. كانت وقتها لدي مقابلة للرئيس صدام حسين رحمه الله .. كان ينبغي علي الذهاب مباشرةً الى مطار صدام الدولي عبر مطار الملكة علياء الدولي .. وصلت المطار ، كالعادة صعد الضابط الأمريكي المكلف بالحماية الشخصية وأبلغ أمن الطائرة بمنع نزول أي مسافر قبل نزولي من الطائرة .. ترجلت من الطائرة وبعد دخولي المطار وختم الدخول ، غادرت المطار بصحبة القوات الأمريكية ( كأمر واقع لابديل عنه) وإتجهنا بعربة عسكرية مصفحة لا أرى أي شيء خارجها ، كان يجلس الى جانبي الضابط الأمريكي ( كابتن مارينز حقوقي مايكل ماكوي ) مدير مكتب مايسمى ب " جرائم النظام السابق" ، وصلنا مقر قيادة قوات المارينز وأسترحنا قليلاً ثم طلب مني الجاني الأمريكي الصعود الى إحدى طائرتي البلاك هوك المروحية التابعة لقوات المارينز .. صعدت الى الطائرة بعد أن رفضت إرتداء خوذة وقاية الرأس الفولاذية وكذلك الدرع الواقي للصدر من الرصاص ، وفقط أخذت منهم كاتم صوت هدير محركات الطائرة...
التقاليد العشائرية وربما البيئة التي كنا نعيشها في مدننا وفي قرانا ربما مان لها تأثير وبكل تأكيد هي من صقل شخصيتنا وطبائعنا على مانحن عليه....
بعد أن سقطت القيم وليس بغداد في ٩-٤-٢٠٠٣ كان لابد للنخوة أن تستنفر بأقصى حالاتها فلم يعد للحياة معناً ، فلسنا أفراخ دجاج نأكل كي نسمن أو نبقى على قيد حياة لاتساوي شيء تحت حراب الأجنبي....
حصل الذي هدانا الله إليه متوكلين على العزيز الجبار للدفاع والذود عن قيم نؤمن أنها في النصاب الصحيح ومهما كانت النتائج فلتكن....!
بعد عامين من المهمة حصلت علاقة من نوع خاص بيني وبين الرئيس صدام حسين رحمه الله ، علاقة من الثقة والإبوة والحمية مالم يكن بالحسبان لرجل كان من أقوى زعماء العالم بلا منازع .. الرجل نزع القدر عنه سلطانه وكل أمتيازات هذا السلطان .. فظهر جلياً على حقيقته .. لم أكن أتوقعه بهذا الخلق الكبير والتواضع والإنصات وسماع الآخر دون مقاطعة .. لم أكن مصدقاً كل تلك طيبة القلب التي يحملها لدرجة أنه أوصى عائلته بي وبعائلتي دون علمي وأوصى القادة والزعماء الذين قابلتهم لأستضافتي وعائلتي وكان يقول يمتدحني لهم ويصفني بإبنه...
في العام ٢٠٠٦ منت مبعوثاً عنه أحمل رسالتين خطية وشفهية في آن واحد لزعيم عربي ، وبعد مقابلتي للزعيم العربي وعودتي الى عمان في طريقي الى العراق حيث كنت وقتها لازلت في الأنبار .. كانت وقتها لدي مقابلة للرئيس صدام حسين رحمه الله .. كان ينبغي علي الذهاب مباشرةً الى مطار صدام الدولي عبر مطار الملكة علياء الدولي .. وصلت المطار ، كالعادة صعد الضابط الأمريكي المكلف بالحماية الشخصية وأبلغ أمن الطائرة بمنع نزول أي مسافر قبل نزولي من الطائرة .. ترجلت من الطائرة وبعد دخولي المطار وختم الدخول ، غادرت المطار بصحبة القوات الأمريكية ( كأمر واقع لابديل عنه) وإتجهنا بعربة عسكرية مصفحة لا أرى أي شيء خارجها ، كان يجلس الى جانبي الضابط الأمريكي ( كابتن مارينز حقوقي مايكل ماكوي ) مدير مكتب مايسمى ب " جرائم النظام السابق" ، وصلنا مقر قيادة قوات المارينز وأسترحنا قليلاً ثم طلب مني الجاني الأمريكي الصعود الى إحدى طائرتي البلاك هوك المروحية التابعة لقوات المارينز .. صعدت الى الطائرة بعد أن رفضت إرتداء خوذة وقاية الرأس الفولاذية وكذلك الدرع الواقي للصدر من الرصاص ، وفقط أخذت منهم كاتم صوت هدير محركات الطائرة...
نصف ساعة تقريباً مابين إقلاع الطائرتان المروحيتان
ومابين هبوطهما في المكان المخصص للقائي مع الرئيس والمنطقة هي الرضوانية -
(بنايات جهاز الأمن الخاص) ، ترجلت من الطائرة وكان في إستقبالي داخل صالة
الإنتظار الكولونيل سات وهي أمرأة شقراء طويلة ومهذبة في تعاملها معنا ومع الرئيس
ومع المعتقلين...
تناولت الفطور والشاي من البوفيه المهيأة لنا .. وبعد أن جهزت أوراقي في هذه الأثناء وصل الرئيس صحبة فريق الحراسة المشددة له ، وصل مكان اللقاء وبعد أن أدخلوه ، فتحت الكولونيل الباب إيذاناً لدخولي ، فدخلت وإذا بالرئيس واقفاً خلف طاولة اللقاء الخشبية متوسطة الحجم وهو يحييني بأبهى عبارات التحية والإستقبال وبإبتسامة من الوجدان وكأن شيء لم يحدث له .. تصافحنا تعانقنا بكل معاني الرجولة وقيمها وبحرارة وإبوة وحنو بين القائد وأحد أبناء شعبه وبين أب وإبنه ، وبكل ود وتقدير وأحترام .. ماكان يفرحه كثيراً إنني كنت أتعامل معه وكأنه لازال في هرم السلطة وكان ذلك محط تعجب وإنبهار وإحترام الضباط الأميركان المرافقين للقاء .. وكان الرئيس يشعر ويراقب ذلك فيزيده فخراً وأعتزازاً .. حتى كتب ذلك في مذكراته...
جلسنا متقابلين نتجالب أطراف الحديث في كل شيء .. كان علي أن أخبره عمن ضعف في ذلك الموقف في التحقيق ، كي أكون أميناً على وضعه في صورة مايجري...
وعندما ذكرت له موقف أحد المقربين تألم لموقفه وقال ؛ وأقتبس ( لاتتعجب وليدي أبو علاء لاتتعجب لقد تعلقت به قذارة السلطة وأوساخها ....) إنتهى نص الإقتباس...
فقلت له وبحكم ماحصل بيني وبينه من رابطة قوية ومن ميانة ، قلت له (غريبة سيدي أبو عدي مواقف البعض والأغرب ما إذا كان في السلطة عوالق تترك أثرها على البعض لهذه الدرجة ...! ولم أتملك الجرأة وعدم اللياقة لأقول أو ألفظ عبارة ( أوساخ السلطة وقذارتها) إحتراماً مني للرئيس ولرمزيته .. فقال لا أبو علاء في السلطة أوساخ إن علقت بصاحبها ستنحرف به وتنعكس على تصرفاته ومهما تصنع غير ذلك إلا أنها ستظهر عليه من خلال تصرفاته .. الموقف الآخر من سيل مواقف ، هو مايتعلق بخيانة من أؤتمن فخان الأمانة وثقة القائد....!
وقد وجدنا كلام ووصف الرئيس رحمه الله في محله من خلال بعض من كان في السلطة ، بل وأسوأ من ذلك وجدناه في أبناء البعض منهم وبشكل لايوصف من تصرف وبذاءة وطول لسان ونكران مواقف ، لدرجة ان أحد الزملاء فرسان الهيئة شكى لي يوماً من أن أحد أبناء المسؤولين يمن عليه ويعايره بأنهم هم أصحاب فضل عليه لأنه أكتسب ال " الشهرة ...!" بسبب تطوعه للدفاع عن والده ...!! ، على الرغم من أن الزميل كان أيضاً متطوعاً دون مقابل ولكنه طلب فقط تأمين تذكرة طائرة للذهاب لزيارة والد هذا الإبن .. وموضوع المعايرة بمايسمى ب " الشهرة" هو الذي دفعنا لإعتزال مهنة المحاماة والى الأبد ، كي يبقى الموقف نقياً نظيفاً لوجه الله..
كثيرة هي المواقف التي لانود حتى التذكر بها لأنها مؤلمة وهي غيض من فيض .. ولكن كل شيء في وقته سيكون .. والتأريخ لايتجاوز كبيرةً ولاصغيرة..
وبالمقابل كان في جبهة الحق رجال صادقين ثابتين تحملوا كل شيء من أجل أن لاينكثوا عهد ولايخونوا وعداً وهؤلاء سيشار لهم أيضاً بالبنان وبمايستحقون إنصافاً لهم وفخراً وعزاً لأحفادهم..
فلاتستغربوا ولانستغرب أي تصرف يصدر مهما كان صغيراً أو كبيراً عمن علقت ولصقت به أوساخ السلطة وقذارتها وزواياها المظلمة..
-جزء من الذي دعانا لسرد هذه الحلقة الخاصة ، هو قيام أحد الأصدقاء قبل يومين بسرد وقائع مؤلمة عن قصة إختطاف وأغتيال أحد الزملاء فرسان الهيئة وأن يتاماه ويتامى وعوائل المحامين الذين أستشهدوا في هذه المهمة وحتى عوائل باقي المحامين لا أحد يسأل عنهم أو يقف معهم من قبل من كان بالسلطة أو ممن أودعت لديه أمانات ، وتركوا يواجهون قدرهم وأطفائلهم في ديار الغربة ... بل الأدهى والأمر إن البعض ممن علقت به أدران السلطة وأوساخها وقساوتها ، تدخل لدى الدول لمنع إستضافة فرسان الهيئة فكان جوابي له ، لاعتب على من كان في السلطة وعلقت به أدرانها وقذارتها وأوساخها..!! ...!
تناولت الفطور والشاي من البوفيه المهيأة لنا .. وبعد أن جهزت أوراقي في هذه الأثناء وصل الرئيس صحبة فريق الحراسة المشددة له ، وصل مكان اللقاء وبعد أن أدخلوه ، فتحت الكولونيل الباب إيذاناً لدخولي ، فدخلت وإذا بالرئيس واقفاً خلف طاولة اللقاء الخشبية متوسطة الحجم وهو يحييني بأبهى عبارات التحية والإستقبال وبإبتسامة من الوجدان وكأن شيء لم يحدث له .. تصافحنا تعانقنا بكل معاني الرجولة وقيمها وبحرارة وإبوة وحنو بين القائد وأحد أبناء شعبه وبين أب وإبنه ، وبكل ود وتقدير وأحترام .. ماكان يفرحه كثيراً إنني كنت أتعامل معه وكأنه لازال في هرم السلطة وكان ذلك محط تعجب وإنبهار وإحترام الضباط الأميركان المرافقين للقاء .. وكان الرئيس يشعر ويراقب ذلك فيزيده فخراً وأعتزازاً .. حتى كتب ذلك في مذكراته...
جلسنا متقابلين نتجالب أطراف الحديث في كل شيء .. كان علي أن أخبره عمن ضعف في ذلك الموقف في التحقيق ، كي أكون أميناً على وضعه في صورة مايجري...
وعندما ذكرت له موقف أحد المقربين تألم لموقفه وقال ؛ وأقتبس ( لاتتعجب وليدي أبو علاء لاتتعجب لقد تعلقت به قذارة السلطة وأوساخها ....) إنتهى نص الإقتباس...
فقلت له وبحكم ماحصل بيني وبينه من رابطة قوية ومن ميانة ، قلت له (غريبة سيدي أبو عدي مواقف البعض والأغرب ما إذا كان في السلطة عوالق تترك أثرها على البعض لهذه الدرجة ...! ولم أتملك الجرأة وعدم اللياقة لأقول أو ألفظ عبارة ( أوساخ السلطة وقذارتها) إحتراماً مني للرئيس ولرمزيته .. فقال لا أبو علاء في السلطة أوساخ إن علقت بصاحبها ستنحرف به وتنعكس على تصرفاته ومهما تصنع غير ذلك إلا أنها ستظهر عليه من خلال تصرفاته .. الموقف الآخر من سيل مواقف ، هو مايتعلق بخيانة من أؤتمن فخان الأمانة وثقة القائد....!
وقد وجدنا كلام ووصف الرئيس رحمه الله في محله من خلال بعض من كان في السلطة ، بل وأسوأ من ذلك وجدناه في أبناء البعض منهم وبشكل لايوصف من تصرف وبذاءة وطول لسان ونكران مواقف ، لدرجة ان أحد الزملاء فرسان الهيئة شكى لي يوماً من أن أحد أبناء المسؤولين يمن عليه ويعايره بأنهم هم أصحاب فضل عليه لأنه أكتسب ال " الشهرة ...!" بسبب تطوعه للدفاع عن والده ...!! ، على الرغم من أن الزميل كان أيضاً متطوعاً دون مقابل ولكنه طلب فقط تأمين تذكرة طائرة للذهاب لزيارة والد هذا الإبن .. وموضوع المعايرة بمايسمى ب " الشهرة" هو الذي دفعنا لإعتزال مهنة المحاماة والى الأبد ، كي يبقى الموقف نقياً نظيفاً لوجه الله..
كثيرة هي المواقف التي لانود حتى التذكر بها لأنها مؤلمة وهي غيض من فيض .. ولكن كل شيء في وقته سيكون .. والتأريخ لايتجاوز كبيرةً ولاصغيرة..
وبالمقابل كان في جبهة الحق رجال صادقين ثابتين تحملوا كل شيء من أجل أن لاينكثوا عهد ولايخونوا وعداً وهؤلاء سيشار لهم أيضاً بالبنان وبمايستحقون إنصافاً لهم وفخراً وعزاً لأحفادهم..
فلاتستغربوا ولانستغرب أي تصرف يصدر مهما كان صغيراً أو كبيراً عمن علقت ولصقت به أوساخ السلطة وقذارتها وزواياها المظلمة..
-جزء من الذي دعانا لسرد هذه الحلقة الخاصة ، هو قيام أحد الأصدقاء قبل يومين بسرد وقائع مؤلمة عن قصة إختطاف وأغتيال أحد الزملاء فرسان الهيئة وأن يتاماه ويتامى وعوائل المحامين الذين أستشهدوا في هذه المهمة وحتى عوائل باقي المحامين لا أحد يسأل عنهم أو يقف معهم من قبل من كان بالسلطة أو ممن أودعت لديه أمانات ، وتركوا يواجهون قدرهم وأطفائلهم في ديار الغربة ... بل الأدهى والأمر إن البعض ممن علقت به أدران السلطة وأوساخها وقساوتها ، تدخل لدى الدول لمنع إستضافة فرسان الهيئة فكان جوابي له ، لاعتب على من كان في السلطة وعلقت به أدرانها وقذارتها وأوساخها..!! ...!
طوبى لمن صان الأمانة وخاف في الله لومة لائم .. وطوبى
لمن أحسن الخلق مع الخالق وخلقه .. رحم الله الشهيد الخالد صدام حسين الذي ترك
إرثاً من القيم النبيلة .. ورحم الله كل شهداء العراق والأمة..
الدكتور
خليل الدليمي
رئيس هيئة الدفاع
خليل الدليمي
رئيس هيئة الدفاع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق