الاثنين، 27 نوفمبر 2023

العراق وطوفان الاقصى / بقلم د- فالح حسن شمخي

العراق وطوفان الاقصى

د- فالح حسن شمخي 

عندما نتحدث عن العراق لانتحدث عنه جغرافيا او مناخيا كما تناولة الكاتب جبرا ابراهيم جبرا او اقتصاديا ، حديثنا عنه اليوم وبعد الانتصار العربي الفلسطيني في معركة طوفان الاقصى ، سيكون اجتماعيا وسياسيا في المجال الاجتماعي لانستطيع ان نزيد او نزايد على ماقاله الدكتور علي الوردي بحق المجتمع العراقي ، لكن لدينا اكثر من سؤال ، السؤال الاول هو من قتل علي والحسن والحسين … وبالطريقة المعروفة ؟

السؤال الثاني لماذا وصف الفرزدق  اهل العراق بقوله (تركت الناس قلوبهم معك وسيوفهم عليك ؟ 

ولماذا  وصفهم الامام الحسين وهو يرد على الفرزدق بالقول (ما أراك إلا صدقت يا أخا تيم، الناس عبيد المال، والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم، فإذا محصو بالبلاء، قل الديانون)؟

السؤال الثالث هل يختلف ابناءالعراق اليوم عن اجدادهم ايام الامام الحسين ؟

الاسئلة ليس المقصود منها الاساءة لشعب عمره الاف السنين ، شعب اخترع العجلة ، واول من دون ، ووضع القوانين ، شعب فيه ومنه العلماء والادباء والمبدعين ، لا ادري لماذا وصفهم الامام الحسين والفرزدق والدكتور علي الوردي  بصفات تتناقض مع صفاتهم الجيدة والمعروفة ، هذا سؤال اضيفه لتساؤلاتي؟ 

مما تقدم اخذ من دراسة ووصف المجتمع العراقي ما سوف اسقطه على الجانب  السياسي الحالي ، اسقط القول الاول وهو ماقاله الامام الحسين (الناس عبيد المال، والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم)، والثاني هو ماكتبه الدكتور علي الوردي في كتاب( وعاظ السلاطين) والذي تناول فيه أولئك الذين اعتادوا على دعوة الناس إلى مُثل عليا وتخويفهم من غضب الله لانحرافهم عن تلك المثل، دون أن يقفوا قليلا ليتبينوا مقدار ما يتناسب منها مع الطبيعة البشرية .

الوضع السياسي في العراق ليس بعيدا عن وصف الامام الحسين وعن ماجاء في كتاب الوردي ( وعاظ السلاطين )، احزاب وتيارات دينية طائفية وعرقية ومناطقية ، كلهم عبيد المال ، وكلهم يستخدمون الدين استخدام سياسي ، احزاب وتيارات تابعين لايران الفارسية ، وتركيا العثمانية والبعض منهم تابع للرجعية العربية ، وكل هذه التسميات تدور في فلك الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية .

اذا اخذنا الاحزاب والتيارات التي تدور في فلك ايران والتي تهيمن على السلطة والقرار والتي تعمل بتوجيه مركزي من ايران ، حاولت استعراض عضلاتها بعد طوفان الاقصى وهي لاتعرف مثل مالا يعرف غيرها ان هناك مؤامرة دولية تهدف الى تهجير الشعب الفلسطيني وايران لها دور في هذه المؤامرة والايام ستكشف ماهو خافي ، فايران اعلنت البراءة من ماحصل في ٧ اكتوبر في فلسطين ، واعلنت البراءة عن ذيولها بعدما شعرت بأن كيانها مهدد  هي من دفع الذيول في العراق والى استخدام العضلات على طريقة ( ابو جاسم لير)، وهم اندفعوا دون ان يعرفوا  حجم المشكلة التي دفعتهم ايران اليها واصبحوا مثل ( بلاع الموس ) ، فظهر تناقضهم الى العلن فمنهم من يريد الاستمرار بضرب المصالح الامريكية في العراق ومنهم من يريد التوقف والاعتذار من امريكا ، المشكلة كما يقول المثل العراقي ( الفاس وكع بالراس )، فامريكا لايمكن ان تغض الطرف عن مافعلوه والبداية كنت قصف جرف الصخر ، وهناك مثل عراقي يقول ( جابك بختي وحطك تحتي )، يبدو ان امريكا مبخوته ، او ان الشعب العراقي مبخوت ، فالخلاص من هؤلاء بان قاب قوسين او ادنى ، لذا نراهم يتخبطون من جهة في تصريحاتهم ويصدرون بيانات تهدئة ومن جه يلغون قرار المسألة والعدالة ومن جهة يحذرون  من حزب البعث  وقوته في العراق ، المهم هم الان لايعرفون ماذا  يريدون ، ايران سحبت نفسها مثل ماسحبت نفسها من المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الاقصى .

الوضع السياسي القائم في العراق مثل ( شليلة وما لها راس)، اذا شمرنا الحذاء اليوم يقع على رأس ١٠٠ زعيم وقائد وشيخ ، على العكس من اليمن ولبنان ، فكل منهم تابع لرأس واحد وهذا الرأس مرتبط بايران ، ان تعدد الشيوخ والمرجعيات  من الظواهر السلبية ، وهذا الامر بديهي لكن في العراق وكما يقول المثل العراقي ( كل ديج يعوعي على مزبلته)، وهذه الظاهرة هي التي قتلت علي والحسن والحسين… ، وهي التي سوف تقضي على هؤلاء ، المثل العراقي يقول ( لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي)، فهؤلاء سوف لن يبقوا بالسلطة التي مكنتهم من سرقة المال العام ، ولاهم سوف يستمرون بالعنجهية والبوزات وتحقيق  شعارهم  وهو ( الموت لامريكا واسرائيل).

المعطيات تشير الى ان نهايتهم قريبة اقرب من النتائج التي ستتحقق نتيجة طوفان الاقصى ، وان فايق الشيخ علي افضل في استشراف المستقبل من ابو علي الشيباني ، والاخوة الاعداء رايحين بالرجلين نتيجة الغباء والتبعية لايران الفارسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق