السياسة والعواطف وطوفان الاقصى
د- فالح حسن شمخي
هناك من قال ان السياسة ( عهر فكري )، وهناك من قال ان السياسة( مصالح )، وهناك من تحدث عن السمة الاخلاقية ، وحدثنا ميكافيلي الايطالي عن ان ( الغاية تبرر الوسيلة)، واعتبرت هذه القاعدة هي الانطلاقة الأولى التي ينطلق منها كل سياسي ، وهناك قاعدة فقهية تقول ( الضرورات تبيح المحظورات)، وقيد البعض هذه القاعدة بشروط ومعايير وضوابط شرعية .
مما تقدم اعلاه نرى ان ليس هناك في السياسة والعمل السياسي ماهو مطلق ، وكل شيء نسبي كباقي العلوم الانسانية اذا اعتبرنا السياسة علم ، وبالتالي فأن للسياسي الحق بكل مايريد قوله للتعبير عن موقفه والعقيدة التي ينتمي اليها ، ويستند الى ماتقدم اعلاه.
لكن الذي اراه كانسان بان كل ماتقدم يسقط امام الدم النازف وقتل الاطفال والنساء بدم بارد والضمير الانساني العالمي في سبات عميق ، يسقط امام من يضع كفنه بيد وبندقية باليد الاخرى دفاعا عن حريته وكرامته وعرضه وماله وعرضه ، امام كل ذلك تسقط السياسة ونظرياتها ، يسقط الانتماء الحزبي والعرقي والطائفي والفئوي والمناطقي .
انتقد ماشئت وحاجج وكفر وتجاوز ، لكن توقف امام المقاومة العربية الفلسطينية وانحني باحترام ، كائن من تكون ، ابو عبيدة وحماس والجهاد الاسلامي الذين يخوضون معركة الشرف والكرامة والعزة خط احمر غير مسموح التجاوز عليهم لاي سبب كان حتى وان كانت تصريحاتهم لاتعجبك ، هؤلاء الرجال تؤيدهم الملايين على امتداد الكرة الارضية ، فليس من المنطق ان تكون انت على حق بتجاوزك عليهم نتيجة رفضك لتصريح معين صدر منهم .
في قطر من الاقطار العربية حل حزب من الاحزاب نفسه من اجل هدف استراتيجي امن به وعمل على تحقيقه ، وهذا الهدف هو هدف الوحدة العربية ، فاذا كانت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ، واذا كانت الوحدة هي الطريق لتحرير فلسطين ، وفلسطين طريق الوحدة ، فعلينا كعرب بغض النظر عن الانتماء السياسي والعقائدي والحزبي ان نتجرد عن عن كل الرواسب التي علقت ، وان نقف مع من يعطي الدم لتحقيق اهدافنا ، ونقتدي بمن حل التنظيم الحزبي من اجل هدفه الاول .
المقاوم الشجاع ابو عبيد وهنية وغيرهم ممن ينتمون الى حماس وحركة الجهاد بشر ، وهم يتعاملون مع الحدث الكبير وفق الظرف الموضوعي والذاتي ، صحيح اننا نعتبرهم ملائكة في هذه المعركة ، لكنهم بشر ، القسوة عليهم وعلى تصريحاتهم ظلم كبير ، ، المثل العراقي يقول ( الي ايده بالنار مو مثل الايده بالماء البارد ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق