غزة اسطورة الصمود العربي
أ .د . أبولهيب
فلسطين ارضَ الحشد والرباط ، ومعقل البِدايات والهِدايات ، على أرضها مَشى الأنبياء ، ومنها أُسرِي بالنبي محمد صل الله عليه وسلم الى علياء السماء ، وفي إحدى مغاراتها ولِد السيد المسيح عليه السلام مشعل النور والضياء ، وفيها غَزة محطة الصمود والعِزة ، وقلعة الشموخ والكبرياء، ونموذج الرفعة والنصر .
منذ سنوات يعاني قطاع غزة من حصار محكم غير مبرر، اشتد بعد عملية اسر الجندي الإسرائيلي ، منذ ذلك الوقت مستمرين ، مستمر بقسوة ظالمة وتحدي صارخ للمجتمع الدولي، حتى اليوم، وعبر تلك السنوات الطويلة ، لا يسعنا الا ان نقول وبنفوس مكلومة وقلوب مفجوعة وكرامة مجروحة ، عذرا يا أطفال وشيوخ ونساء غزة ،على عروبتنا التي ماتت ودفنت فوق التراب لا تحته خجلا من بسالة وبطولة شعب ، كله رجال مقاومة ، وهم يتصدون للعدو الصهي،،،،وني الغاشم بطائراتهم الورقية وحجارتهم البسيطة ولهيب غضبهم، عذرا يا مخيمات ، وبحر، ومسيرات غزة على أحاسيسنا ومشاعرنا التي انعدمت وتشوهت في ظل صمت قادة الأمة عن الكلام متناسين ما تمرون به من حصار وتجويع وإبادة جماعية ،علي يد اعتى فاشية واقصى آلة إره،،،ابية عالمية..
وعذرا يا شهداء وأسرى وجرحى ومصابي غزة ،على تخاذلنا إزاء نصرة قضيتكم ، والتي هي أمانة ومسئولية في عنق كل عربي ومسلم، وعذرا والف عذرا لبنادقكم وصواريخكم ومقاليعكم ودواليبكم المشتعلة بالدخان ، تخفيكم، فعالمنا العربي والإسلامي بات منهك ومتعب ومهزوم فالطغاة كثروا وسادوا والفساد عم وطغى والظلم أنتشر وسيطر فما لكم غير الله ينصركم ويثبت أقدامكم أمام الوحشية الصهيونية والمجازر الدموية التي تنهال عليكم قصفا وقتلا وحرقا وتدمير ،
اعذرونا فنحن الذين أصبح صمتنا عادة وضميرنا العربي أنتقل إلى رحمة الله بلا عبادة دفناه في ظلمة الليل حياءا بكل مراسم الذل والعار والهزيمة فإلى متى يعيش هذا الشعب الغزي المقاوم مقيدا بالقوة النازية ومحاصرا من أبناء وطنه وإخوان عروبته الذين باع بعضهم دينه وضميره وشرفه لأمريكا وحليفتها إسرائيل بأبخس الإثمان وأحط وانذل المواقف أما آن للواقع أن يتغير وأن يعيش هذا الشعب كباقي شعوب العالم بأمن وسلام .
ها هي غزة ارض الشهداء ومصنع الرجال في كل يوم تروي لكم حكايات الصمود والتحدي وتوزِع شهادات الفَخر والتميز وتضيء نور الكَرامة والعزة وتعطي دروسا متقدمة في المقاومة والشهادة والبطولة والكبرياء ومواجهة الحصار وآلة القتل والدمار بعدما أضحت قلعة للمقاتلين واستراحة للمجاهدين التي لن تنكسر شوكة قادتها أو ترضخ عزيمة شعبها وستظل صامدة عودها صلب وقوي في وجه العدوان القاهر والحصار الظالم مهما عظمت التضحيات وسالت الدماء وتوسعت المعاناة وطال أمد المؤامرات والخيانات والانتكاسات .
هذه غزة الصامدة والباسلة رغم الآلام و الجراح والمصاب الجلل تبني بدماء شعبها ومقاوميها جسور العبور إلى القدس وبيت المقدس وهي تودع الشهيد تلو الشهيد بزغاريد الفرح وبندقية الثائر وقبضات الانتقام شعبها يعشق الحرية وإرادته تهزم الجيوش ذنبها الوحيد أنها لم تعترف بوجود الكيان الص،،،،،هيوني الغاصب ولم تتنازل عن حقوقها التاريخية المشروعة ولم تترك الأرض فريسة للدخلاء ولم تتخلى عن مبادئها الراسخة المتوارثة وأنها ستظل تقدم الآلاف من الشهداء والجرحى على طريق النصر والتحرير المبين .
لك الله يا غزة فهو حسبك ومؤيدك وناصرك فتجملي ليومك القادم الذي لن يطول شروقه بإذن الله تعال للمضي قدما نحو المجد والسؤدد ولو كان هناك من يفهم ويقدر لاستفاد من دروس العدوان الصه،،،يوني المتوالية على غزة ولم يفكر إلا بطريقة واحدة وهي كيف ينحني لغزة وأهلها إكباراً وإجلالاً ، لا أن يبحث عن وسائل من أجل إرهابها وإخضاعها وقتل أهلها وخنقهم بالحصار والتهديد بالقصف والعدوان .
يا أهل غزة الباسلة شرف الامة وعنوان صمودها تحيتنا لكم وانتم في وسط الركام ودياجير الظلام والم الجراح وعمق الخطوب وذكرى أشلاء الضحايا الممزقة تحيتنا للطفل والشيخ والأم والأرملة واليتيمة والقادة والرموز والفدائيين والمجاهدين والشهداء تحيتنا لكم جميعا وانتم تصنعون الأنموذج الأروع في الصمود والتحدي على ارض الحشد والرباط تحيتنا لتراب غزة الطهور العبق بشذى الدماء الزكية ورائحة البارود وزفرات الموت المرعبة .
الرحمة والغفران لشهدئنا ، وندعوا من الله الشفاء العاجل لجرحانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق