الاثنين، 27 نوفمبر 2023

طوفان الاقصى يعيد الذاكرة للأوربيين / بقلم د- فالح حسن شمخي

طوفان الاقصى يعيد الذاكرة للأوربيين 

د- فالح حسن شمخي 

ان بشاعة الاجرام الذي تمارسه الصهيونية في غزة بقتل الاطفال والنساء يعيد الذاكرة الى الشعوب الاوربية المسيحية التي تختزن في وعيها الجمعي صورة بشعة لليهودي وهذه الصورة مرتبطة تاريخيا  باليهود الذين كانوا حاضرين باغتيال السيد المسيح ، فاليهود في نظر الاوربيين والامريكان يتحملون  خطيئة القتل الديني اليهودي وهذا الامر يقف وراء  الكراهية والعنف ضد اليهود وقتلهم في أوروبا وأمريكا.

انعكست صورة اليهودي البشعة في الثقافة الاوربية في الاعمال الادبية ومنها مسرحية ( تاجر البندقية ) للكاتب وليم شكسبير ، الذي قدم شخصية هذا التاجر والمرابي اليهودي  خلال الفترة ما بين عامي 1596 و1598، المسرحية التي جمعت  بين الكوميديا والتراجيديا.

المسرحية تدور احداثها  في مدينة فينيسا «البندقية» في إيطاليا، كان اليهودي الجشع«شيلوك» قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام. فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش، وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين. من بينهم تاجر شاب اسمه«انطونيو.

تجسدت كراهية الأوربيين لليهود في مايلي :

١- أصدر الملك إدوارد الأول في 1290 قرارًا بطرد كل اليهود من إنكلترا، ألغي القرار بعد أكثر من 350 عامًا وذلك في 1656. لم يكن القرار استثنائيًا بل حصيلة أكثر من 200 سنة من سوء المعاملة.

٢- إصدار مرسوم الحمراء في 31 مارس عام 1492، طرد بموجبه اليهود من إسبانيا .

٣-  استند هتلر الى لسببين في موقفه من اليهود وهما :

أ - أن اليهود الألمان خانوا ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى وكانوا مسؤولين عن هزيمتها.

ب- أن اليهود كانوا مسؤولين عن بؤس ألمانيا الاقتصادي خلال فترة الكساد في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينيات.

٤- خطاب بنيامين فرانكلين الذي حذر فيه من مخاطر قبول اليهود في الولايات المتحدة حديثة النشوء.

على العكس من الاوربيين فقد  تعامل  العرب معهم استنادا الى القرآن الكريم الذي ذكر بنى إسرائيل الذي اعتبرهم من سلالة نبى الله إسرائيل (يعقوب)، أما اليهود الذين ذكرهم القرآن والذين خانوا عهد الرسول (ص) فى المدينة فهم من سلالة يهوذا أحد أبناء إسرائيل (يعقوب).والبعض منهم يعيش الان في فلسطين المحتلة ، ولم يأت فى القرآن الكريم على الإطلاق.

لقد اطلق مصطلح السفارديم اليوم على اليهود الذين لا ينتمون إلى أصل أشكنازي غربي في المجتمع اليهودي داخل فلسطين المحتلة ، والسفارديم هم  يهود المشرق العربي والعالم الإسلامي الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة واستوطنوا به.

بالاضافة الى التقسيم اعلاه فقد خرج اليهود المتدينين في اوربا وامريكا وفي الارض العربية المحتلة ليعلنون البراءة من الصهيونية على اعتبارها  حركة سياسية عنصرية ، ظهرت في  أوروبا  أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من  الاضطهاد والكراهية التي وقعت عليهم في اوربا ، ان اليهود المتدينين يريدون القول ان هناك فرق بين الصهيونية واليهودية وهذا الفرق يتجلى في ان  اليهودي هو من يدين بالديانة اليهودية. اما الصهيوني فهو من يدعم الأيديولوجيا الصهونية التي تؤيد تأسيس حكم يجمع اليهود من جميع انحاء  العالم لاستيطان أرض فلسطين بالقوة، وإقامةِ دولة يهودية مزعومة بها تسمَى زورًا بـ"إسرائيل".

اخيرا اشير الى ان هناك علاقة بين الحركة الصهيونية والحركة الماسونية التي هي حركة سرية عالمية عرفت بغموض النشأة والأهداف وسعة الانتشار والنفوذ، حيث  يرى الكثيرون أنها يهودية أو ذات ارتباط وثيق بالصهيونية العالمية وتهدف للسيطرة على العالم بالتدريج والسعي لإعادة بناء ما تعتقد أنه "هيكل سليمان" على الرغم من ان  زعماؤها ينفون  ذلك ويؤكدون أنها "جمعية خيرية تسعى لتآخي البشرية ورفاهيتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق