الاول مِنْ كانون الاول رمز للتضحية والفداء
يوم الشهيد – يوم اكرم منا جميعاً
أَ . د . أبولهيب
( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا ُهم ْيَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )
صدق الله العظيم
يعتبر الاول من شهر كانون الاول من كل عام ، مناسبة وطنية لتخليد ذكرى الشهداء الابطال ، من الذين روت دمائهم الطاهرة الزكية أرض الرسالات الخالدة ، انه يوم سجل فيه اسماء كوكبة مِن شهداء العراق الابطال مِن الجيش العراقي الباسل .
ان هذا اليوم هو جزء من مسيرة الكفاح والدفاع عن العراق والامة يوم سطر فيه الشهداء اروع الملاحم البطولية في التضحية والفداء للدفاع عن وطنهم ضد حقد الطغمة الفارسية التي ارادت النيل من العراق وكرامته وارادوا ان يحولوا امراضهم الخبيثة واورامهم السرطانية لتنخر جسد العراق والامة لكنها اصطدمت بجدار من الموانع المؤمنة بالدفاع عن العراق والامة العربية والاسلامية .
هذا اليوم الخالد في ذاكرة العراقيين والعرب ، والذي يستذكر فيه كل عام ابناءه الشهداء ويستذكرون بطولاتهم وامجادهم وقصص البطولة والتضحية والفداء . هذا اليوم الذي سجل في سفر العراق الخالد ، هذا اليوم الذي ارتكبت فيه الطغمة الفارسية ابشع جريمة عرفتها الانسانية جمعاء بحق الاسرى العراقيين وخلافا لكل المواثيق الدولية لحماية اسرى الحرب وخلافا لكل المواثيق الاخلاقية والانسانية . وارتكبت فيها ميليشيات الحقد الفارسي للحرس الثوري الايراني بقتل الاسرى العراقيين والتمثيل بجثثهم وتقطيعهم وحرقهم وسحل جثثهم بالعربات بعد ان امر ط،،،،اعون البشرية ( خميني الدجال ) ، وارتكبت ابشع الجرائم بحقهم لحقده على العراق التاريخي ، واليوم ترتكب ذات الجرائم التي ارتكبت بحق الاسرى في السابق وبعد الاحتلال لعبت الميليشيات الفارسية المرتبطة بايران وبالاحزاب والتيارات التي جاءت من ايران وفتكت بالعراق والشعب العراقي ، وقتلت مئات الالوف من العراقيين بنفس اسلوب بلاد فارس بالجريمة .
وفي الوقت الذي تعمدت فيه حكومات الاحتلال من عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا ، بتجاهل هذه المناسبة الجليلة الشريفة ، إرضاءً لنظام الولي الفقيه ، نجد ابناء وبنات العراق العظيم يَصُرونَ بوعيهم المُتطلع بإخلاص وحماسة الى معرفة الماضي والافادة من قيّمهِ ومآثرهِ كنتيجة حتمية لِصدقِ الانتماء للعراق نسباً وجذراً وتراثاً ، تجدهم يحتفون سنوياً بشهداء القادسية الثانية ويوم النداء العظيم ، وأم المعارك وشهداء يوم الزحف العظيم ..إنتهاءً بشهداء اليوم الذين تغتالهم يد الغدر والخسة والخيانة بحججٍ وتهم مختلفة انتقاماً لعرش كسرى ونار المجوس التي اطفأها نور الاسلام برجالات العراق الاشاوس .
لذلك تنطلق مشاعر الفخر بالشهداء من عقيدة راسخة وعزيمة لا تلين بأن الأوطان تبنى بسواعد الرجال وأصالة المبادئ وشهامة المواقف ، ومن هنا فإن الشهيد ليس ابناً لأسرة عراقية واحدة ، وإنما هو ابن لكل بيت ، وكل عائلة لما بذله من عطاء ، وما قدمه من تضحية وفداء ليبقى الوطن شامخاً منيعاً ، حيث ان سفر التاريخ مليء بماْثر العراقيين في ساحات الوغى من بطولات لا تثنيها رياح الموت ، فهم في المعارك جبالَّ رواسِ ، وهذا ما يجعل شهداؤنا مصدر فخرنا وعزنا ، نستلهم من بطولاتهم وتضحياتهم عشق الوطن والاخلاص له ، والتفاني في سبيله والتضحية لأجله ولهذه الاسباب اصبح من الواجب الانساني والاخلاقي والاعتباري ان يكون للشهيد يوماً خالداً في نفوس العراقيين وقد ولد هذا اليوم في الاول من شهر كانون الاول عام ١٩٨١ يوماً للدماء العراقية الطاهرة التي اريقت مِن أجل الوطن ، بأثر رجعي ويتزامن استذكار العراقيين بـ ( يوم الشهيد ) من هذا العام مع منظر المجازر البشعة والمريبة التي ارتكبتها حكومات متلاحقة من ذيول ايران واميركا ضد ابناء العراق المنتفضين السلميين من ثوار تشرين الذين خرجوا لِإزالة الظلم والقهر والجور الذي لحق بهم طيلة عقد ونيف من سنوات الحكم العجاف على يد ثلة من المرتزقة والمأجورين الذي جاء بهم المحتلين ( الاميركي والايراني ) فعاثوا بالعراق فساداً ورعباً وظلماً ومصداق كلامنا على ذلك يتجلى في قطار الشهداء الذي انطلق في الاول من تشرين الاول عام ٢٠١٩ ، على يد احفاد كسرى ورستم وعملائهم ممن خانوا خبز العراق وملحه بعد ان خانوا شرفهم في المقام الاول وشاءت الاقدار ان يتجدد قتل ابناء العراقيين الابرار هذا اليوم على يد نفس القتلة الذين سفكوا دماء اباؤهم واخوانهم في معركة القادسية الثانية وهذا ما لا يضع مكانا للشك ان جمهورية الشر ( ايران ) لا تريد للعراق واهله الا مزيداً من الخراب والدمار .
رحم الله الأرواح الزكية التي ضحت من اجل الوطن لتبقى خالدة عبر الاجيال والازمان تستحق الاجلال والاكبار والاعتزاز من قبل جميع العراقيين ... وسلاما طأطأت حروفه رؤوسها خجلة وتحية تملؤها حسرة القلوب التي تعتصر الما وحزنا ويسموها الافتخار لكل شهيد قدم روحه ليحيا العراق ،
طوبى للشهداء الأكرمين ...ولهم المجد والخلود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق