السبت، 6 أبريل 2019

ألغرب و سياسة فرق تسد أ . د . أبو لهيب



            ألغرب و سياسة  فرق تسد 

أ . د . أبو لهيب                                                                                
كنا صغار فى المدارس الابتدائية نسمع من أستاذ درس التاريخ عندما يشرح لتا موضوع الاحتلال والاستعمار ، يقول استاذ التاريخ بأن الاستعمار دائماً يعتمدون على سياسة ( فرق تسد ) لتحقيق أهدافهم فى الاحتلال والاستعمار .       
                                            
فى ذلك الوقت ماكنا نفهم هذه المواضيع لاننا كنا صغار ، واستاذ التاريخ لا يوضح لنا بصورة تفصيلية بل يمر عليه مر الكرام ، ولكن بمرور الزمن كبرنا و وصلنا الى مراحل المتوسطة والثانوية وتوسعت مع ذلك أفق افكارنا ، كنا نفهم اكثر مما يجري حولنا ، مرة اخرى استاذ التاريخ بداء يشرح لنا نفس الموضوع ( فرق تسد ) ولكن بتوسع اكثر وتوضيح أفضل وكيفية قيام المحتلين والمستعمرين بأستعمال وتطبيق هذا السياسة الخطيرة بين الشعوب والمذاهب لتحقيق مآربهم فى الدول التي يستعمرونها أو يحتلونها .   رويداً رويداً تقشع الضباب أمام ناظرنا حول تلك المواضيع خاصة موضوع ( فرق تسد ) وعرفنا تأثيره الخطير على المجتمعات البشرية ، لان المحتل أو المستعمر دائما يحاول إشعال نار الفتنة بين الاديان والقوميات والمذاهب            
                                   
إفتهمنا آنذاك مدى خطورة هذه السياسة وتاثيرها على الشعوب بجميع عروقهم وأديانهم . لم يعالج هذا الموضوع من قبل أي حزب سياسي كانت تحكم العراق ، إلا بعد ما جاء حزب البعث العربي الاشتراكي وحكم العراق لمدة أربعون سنة ، ومن خلال مدة حكمه حارب بكل قوته هذه السياسة الخطيرة ، وثقف الجماهير ضد تلك السياسة الخطيرة وبداء بتحصينهم ضد تلك الافكار العفنة الخطيرة ، لان حزب البعث منبعثة من أعماق وضمير الشعب ويعتبر التغير أحد مبادئه الاساسية ، وكذلك كان ولايزال مدرسة الاجيال فى كل وطن العربي كما أن من شعاره توحيد ألامة العربية والوطن العربي بغض النظر عن انتماآته الدينية والقومية والمذهبية والطائفية                                                                        
 ولكن هذه الفكرة أزعجت الغرب وأخذت موقف ضد حزب البعث العربي الاشتراكي ، لانهم فكروا إذا استطاع هذا الحزب العملاق ان يطبق شعاره ( أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة ) يسبب تهديم فكرة و مؤامرات المحتلين والمستعمرين بكاملها ، ولن يستطيعوا أن يطبقوا ما يريدون لكي يصلون الى غاياتهم واهدافهم القذرة ، لذلك بداء الغرب وامريكا بوضع الخطط و مؤامرات لانهاء حزب البعث واعتبروه الحجر العاثر والعدو اللدود لهم .  

لذلك بداء التآمر منذ بداية عمل هذا الحزب العملاق وخاصة بعد تاميم النفط من قبل القائد ومهندس العراق الحديث الرفيق الشهيد صدام حسين ، الله يرحمه ، بصورة نهائية ، لذلك
فكر الغرب بوضع خطط تآمرية لإنهاء هذا التقدم والتطور من ناحية ، ومن ناحية أخرى الشعار الذي رفعه هذا الحزب العظيم وهي ( أُمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة ) اصبح الغرب يخاف منه أشد الخوف ، لانهم يعتبرونه أخطر سلاح ضد امريكا والغرب ، وان تحقيق هذا الشعار ينتهي مصالح الغرب فى الشرق الاوسط والدول العربية ، لان العرب والمسلمون هم يتحكمون بأقتصاد العالم ، لذلك أول ما فكر بوضع خطط تآمرية على العراق اليهودي المخضرم ( هنري ألفرد كسنجر ) و الاصح ( هاينز ألفرد كيسنجر ) أول شيئ فعله أشعال نار حرب مفتعل بين العراق وايران ، وبهذه الخطة يستطيعون ان يضعفوا أكبر وأقوى دولتين فى الشرق الاوسط من الناحية الاقتصادية والعسكرية ، ومع هذا الخطوة الثانية تقسيم البلدان الشرق الاوسط من جديد ويسمى الشرق الاوسط الجديد ، ولكن بعد الدراسة من ِقِبَلْ واضعيها تبين بعدم استطاعتهم التنفيذ فى الثمانينات ، وفي تلك الاثناء طال أمد الحرب بين العراق وايران ثمانية سنوات متواصلة ومن خلالها استشهد كثير من الطرفين عدى المعوقين والمصابين وتدمير البنية التحتية للطرفين ، وفى النهاية خرج العراق منتصراً على عدوهم وذاقهم كأس من السم ، هذا على لسان مرشدهم خميني فإن موافقته على إنهاء الحرب ، كأنه شرب قدحاً من السم ، وفعلاً لم تطل حياته بعد انتهاء الحرب ، انه مات .        
                                                                               
ولكن الغرب لم يقف مكتوفي الايدي بل وجدوا مؤامرة اخرى لايقاع العراق ، وهو موضوع الكويت ، رغم ان العراق لم يريد هذا ولكن فرض عليه مثل ما فرض عليه الحرب ثمانية سنوات مع ايران ، وبدخولها الكويت انقلب الكون على رؤس العراقيين واتهموهم بأتهامات كثيرة ومفبركة ، على اثرها جمعوا الغرب على العراق قوة عسكرية لاثنان وثلاثون دولة فى العالم , يعنى جيوش كل العالم جمعوا لاسقاط العراق ، رغم ان الجيش العراقي كانوا منهمكين في حرب دام ثمانية سنوات ومن ثم حرب الكويت ، الا أنهم قاموا مقاومة الابطال ، وكذلك الشعب العراق الابي اصبحوا الظهيرة القوية للجيش من خلال الجيش الشعبي العقائدي الابطال ، وبداء حرب القيامة ، ولكن دعات الشر رأوا إذا سقط العراق ، المد الشيعي يحتل شبه الجزيرة العربية وتكون جميع المنابع النفطية تحت سيطرتهم وآنذاك المد الشيعي يتحكم باقتصاد العالم من خلال النفط ، لذلك انسحبت القوات المهاجمة الى المواقع الخلفية فى الكويت ، وتقدم الجيش العراقي لإعادة جميع الاماكن وتنظيفه من الخونة والمؤجرين ، واستقر العراق مرة اخرى ، ولكن العقوبات التي فرضت عليها كبيرة جداً ومؤثرة ، ومع ذلك الشعب العراقي الابي تماسك بينهم تماسكاً كبيراً بحيث أرعب العدو وهكذا بداء حزب البعث بإعادة تنظياته وتقويتها وعقد مؤتمر لدراسة الوضع وكيفية تخطيها .    
                                                                                       
رغم كل ما ذكرناه سابقاً أن الغرب لم يكتفوا بما عملوا سابقاً من المؤامرات لتدمير العراق وإضعافه ، لكون العراق ليس مثل بقية الدول العربية الاخرى ، ان العراق كان يقوده حزب
قائد وقيادة حكيمة وهدفهم توحيد كل العرب ، وكذلك الشعب العراق شعب مبدأي متماسك ملتف حول قيادته ، لذلك الغرب فكر بتفتيت الشعب وإضعاف الدولة ، رغم كل ماقام به الغرب لن يستطيع تحقيق آماله خلال المدة مابين عام 1991م و 2003م ، لم يقفوا الغرب بقيادة امريكا بوضع خطط و مؤامرات ، لذلك اتهموا العراق بدولة ارهابية ، وكذلك اتهموا العراق بصنع الاسلحة الكيميائية واسلحة محرمة دولياً ، وارسلوا لجان عديدة بأمر من مجلس الامن فى الامم المتحدة ، علماً بأن هؤلاء اللجان كلهم ضمن سلسلة من الخطط التآمرية على العراق والامة العربية .    
                                                              
هنا سؤال يطرح نفسه ، من باع وزود العراق بالاسلحة الكيميائية ومواد تصنيع الاسلحة الكيميائية ؟                                                                                                  
لماذا باع الغرب تلك المواد للعراق لصنع الاسلحة الكيميائية ؟           
                        
كل هذه الاسئلة وكثير من أسئلة اخرى تدور فى مخيلة الموطنين الشرفاء ، نقول بان الغرب باع تلك المواد الكيميائية للعراق وهم ايضاً سمحوا للجيش العراقي باستعمالها ، وهم ايضا اصبحوا محامياً ضد العراق ، كل ذلك لاجل إيقاع العراق ، واخيراً جمع الغرب بقيادة امريكا وبعض الدول العربية العميلة جيشاً لايعد ولا يحصى على العراق وشعبه الابي ، واستعملوا فى ذلك الهجوم جميع انواع الاسلحة المحذورة و مسموحة ومنها الاسلحة النيوترونية والقنابل العنقودية الحارقة ، وبهذا استطاعوا ان يسقطوا العراق العظيم الذي كان حامي وحارس البوابة الشرقية للوطن العربي ، ، وان ذلك الهجوم على العراق جلب لهم كثير من المشاكل منها انتشار الامراض الخبيثة ، ولايزال الشعب العراقي يعاني من هذه المشاكل ، ولم يقف الغرب و سيدهم أمريكا بما عملوا فى العراق بل حركوا أذيالهم من الخونة والمؤجرين والذين باعوا ضمائرهم و شرفهم فى الوطن العربي تحت عنوان ( الربيع العربي ) لاسقاط الحكومات فيها وإنشاء حكومات جديدة الموالية لهم ، وفعلاً انتصروا فى خططهم و مؤامراتهم ودمروا الوطن العربي والامة العربية بشكل لن بستطيعوا ان يتوحدوا الى مائة عام اخرى ، ولم يتوقفوا على ارجلهم ، بل بدأوا بتطبيق مؤامرة سياسة ( فرق تسد ) وذلك عن تشجيع جماعات الاسلاميين المتشددين بقتل المسيحين أو اديان اخرى من ناحية ، ومن ناحية اخرى إشعال نار الفتنة بين المذاهب الاسلامية انفسهم وكذلك بين القوميات المتواجدة فى الوطن العربي بحيث لم يبقى مكان فى الوطن العربي آمن وما فيها الفتنة والانشقاق والمشاكل ، وبهذا استطاع الغرب وامريكا بسط سيطرتهم على جميع البلدان العربية مباشرةً او غير مباشرة عن طريق أذيالهم ، ولا تزال هذه التفرقة مستمرة ، وبهذا استطاع اعداء الامة ان يحققوا اهدافهم الخبيثة ، وهي تفتيت وحدة الامة والوطن معاً .                                                                       
لهذه المرحلة الحالية فكروا الغرب بتشجيع الحركات الدينية السياسية لتطبيق خطتهم 
ومؤامراتهم، على اثر ذلك برز موضوع داعش التي بنيت على اعقاب القاعدة و حزب النصرة فى سورية وخلق حرب شعبي أمده تسعة سنوات بدون انقطاع وتدمير البنية التحتية وتهديم اقتصادها واضعافها من الناحية العسكرية ، ولم تنتهي لحد الان ولم يقفوا أمريكا والغرب بكل ما تحدثنا عنه من المؤامرات وخطط اجرامية بل بدأوا بتاجير المجرمين للقيام بأعمال اجرامية واشعال نار الفتنة مثل ما حصل فى نيوزلندة ، قام مجرم مأجور بقتل خمسون مصلي وجرح اكثر من ستون مصلي ، وبالمقابل قام مجرم مؤجر آخر فى مصر بتفجير احد كنائس القبطيين وقتل ثلاثة من الرهبان فيها على اساس عمل انتقامي لهم ، وبهذا حققوا أمنيتهم بتفتيت الامة العربية والوطن العربي ، عدى ذلك الغرب وامريكا أعطى تصوراً خطيراً للغربيين بأن العرب والاسلام هم ارهابيين وقتلة وظلام وذلك عن طريق عرض بعض فديوهات لعمليات القتل وارهاب لداعش بطريقة غير مباشرة حتى المواطنين فى الغرب يكرهون العرب والمسلمين وهكذا المؤامرات مستمرة ضد العرب والمسلمين .                                                                                               





     






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق