الجمعة، 5 أبريل 2019

7 نيسان مولد لإنسان جديد و متحرر أ . د . أبو لهيب




7 نيسان مولد لإنسان جديد و متحرر

أ . د . أبو لهيب   
                                                                             
بعد الحرب العالمية الاولى كانت الدول العربية تعيش عيشة الفقر والذل بيد الاقطاعيين وأصحاب الاملاك والتجار الكبار، كانت ألامية وألامراض متفشية بين ابناء الوطن العربي  ، وكانوا تحت رحمة الاستعمار والمحتل الغربي ، رغم الامكانيات الاقتصادية العالية فى الوطن العربي وخصوصاً بعد إكتشاف النفط فيها ، لان الدول الغرب بأمس الحاجة لها وخصوصاً بعد حدوث الثورة الصناعية فى الغرب ، كما انهم بحاجة إلى أسواق لصرف منتوجاتهم فيها لذلك كانت عين الطمع دائماً على البلدان العربية ، مرة بأسم الوصاية ومرة باسم الحماية ، المهم تواجدهم فيها تحت أي ذريعة لسلب ونهب خيراتها ، وهم يختارون ألْمَلِكْ و الأُمَراءْ و رؤساء لتلك البلدان العربية ، كما إنهم يحمون هؤلاء الملوك والرساء والامراء لقاء تنفيذ ما يطلبون منهم .   
                                         
لقد برز بين تلك التناقضات فكرة البعث ، عندما عاد كل من الرفيق المرحوم ميشيل عفلق و صلاح الدين البيطار من فرنسا الى سورية بعد إكمال دراساتهما الجامعية ، إن هذين الرفيقين كانوا يحسون بآلام شعبهم والثقل الذي على كاهلهم ، فانهم بحاجة الى من يمد يد العون لإنتشال الشعب العربي من المستنقع الذي صنعه لهم الغرب ، وهذا العمل الشاق بحاجة الى جهود الطيبين من المثقفين لوضع اول لمسة لهذا المشروع العظيم ، وهذا حدث آبان سنوات الثلاثينيات ، وبعد تبلور الفكرة وأخذ القالب النهائي عقد المؤتمر الاول للقيادة القومية فى ( 7 نيسان 1947 ) وتم تاسيس الحزب ، وأول ما قام به الحزب المواجه وإثارة ضد التدخل الفرنسي فى الشؤن الداخلية للبلدان العربية وخصوصاً فى سورية ، وسرعان ما إنتشرت الفكرة فى جميع البلدان العربية وأصبح بركاناً حارقاً على رؤوس المحتلين والاستعمار الغربي ، منذ بداية نشوء الحزب ، فكرة الوحدة القومية من أولويات عمله معتمداً على الشعار الذي وضعه الحزب منذ تاسيسه وهو ( أُمَةٌ عَرَبِيَةٌ واحِدَة ... ذَاتْ رسالَة خَالِدَة ) إن هذا الشعار أصبح ثقلاً مخيفاً على أعداء الامة ، لأن وحدة الامة العربية يعني انبثاق قوة كبيرة فى الشرق الاوسط ، وهذه القوة تمتلك ثلاثة أرباع منابع الطاقة فى العالم لذلك بأستطاعتهم التصرف بالاقتصاد العالمي حسب مايرون مناسباً مع سياساتهم الاقتصادية العربية عدى ذلك ضياع اكبر سوق فى الشرق الاوسط لتصريف انتاجاتهم الصناعية ، وبهذا الغرب يكون تحت رحمة العرب إقتصادياً ، هذا الموضوع أشغل فكر الغرب وامريكا ، واصبح خوفاً حقيقياً على مصالحهم ، لذلك بدأوا بالتفكير لوضع الخطط والمؤامرات ضد هذا المشروع العملاق ، وبعد الحرب العالمية الثانية وانتصار دول الحلفاء على دول المحور ، وتقسيم البلدان التي كانت تحت سلطة دول المحور على دول المشاركة فى دول الحلفاء ، وبهذا اصبحت جميع الدول العربية تحت وصايا دول الحلفاء الغربية ، وهذه فرصة ذهبية للغرب لضرب وقتل فكرة البعث من بكرة ابيها ، ولكن خاب أمل الغرب لانهم تصادموا مع الثورات الشعبية ، ورفض الشعب العربي لذلك الاحتلال الجديد ، وفى عام 1948م أي سنة واحدة بعد تاسيس حزب البعث واحتلال الدول العربية من قبل دول الحلفاء ، نشبت حرب كبير بين عصابات الصهاينة المحتلين والجيوش العربية فى فلسطين ، ولكن هذا لم يرضي الدول الغربية لذلك أمروا الملوك ورؤساء و أُمراء الدول العربية المشاركة بإنسحاب جيوشهم فوراً وإلا ستكون النتيجة سلبية عليهم ، وبهذا التهديد سحب جميع الجيوش العربية المشاركة ولم يبقى فى ساحة القتال الا الشعب الفلسطيني الابي قاتل ببسالة ضد المحتل الصهيوني المدعوم من كل قوى الامبريالية الغربية ، وبهذا تم إحتلال فلسطين واصبحت محمية أمريكية فى قلب الامة العربية ، وهذا يعتبر اول خطوة للغرب الاستعماري لتفتيت الوحدة العربية .  
                                 
إن فكرة الوحدة العربية فكرة قديمة تعمد الى آلاف سنين منذ ظهور الدين الاسلامي الحنيف ، ولدت هذه الفكرة وتبلورت وتكاملت فى جميع مراحل الحكومات الاسلامية بداءً من حكم خلفاء الراشدين وانتهاءً بحكم العباسيين ، فى تلك الحقبة الزمنية لحكم الدول الاسلامية كانت جميع الدول العربية موحدة تحت راية الاسلام والحكم العربي الاسلامي ، ولكن بعد مجيئ الدولة العثمانية العنصرية التركية والدولة الصفوية الفارسية العنصرية المجوسية انتهت الوحدة العربية وبداء عصر جديد وتفتت جميع الدول العربية واصبحت تحت رحمة المبراطورية العثمانية والفارسية الصفوية ، الى ان جاء العصر الحديث أي قرن التاسع عشر و بداية قرن العشرين عصر النهضة القومية وانهاء الامبراطورية العثمانية العنصرية والامبراطورية الفارسية الصفوية ، وتوزيع جميع الدول التي كانت تحت حكم الامبراطورية العثمانية على الدول المنتصرة فى الحرب ، وكانت اتفاقية سايكس بيكو أساس لإنهاء الوحدة العربية واحتلال الدول العربية تحت عناوين مختلفة منها الوصايا ومنها الحماية ومنها الولاية ... إلخ ، وذلك ربط الدول العربية بتلك الاتفاق لمدة مائة عام ، وتعتبر هذه ضربة قاضية للوحدة العربية ، ولم يبقى أثر للوحدة العربية رغم أن يحصل بين حين وحين شيئ يؤدي الى الوحدة العربية بتحريك جماهيري الذي يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي ، ولكن الاستعمار والمحتل لن يسمحوا بذلك بل يضعون أمامهم عراقل وصعوبات تؤدي الى إفشالها ومنها :-    
                                        
1 – الثورة العربية الكبرى عام 1916 م .                                                           
2 – التضامن العربي مع مصر بتصديها للعدوان الثلاثي عليها عام 1956م .               
3 – الجمهورية العربية المتحدة ( سورية ، مصر ) عام 1958م .                              
4 – اتحاد الجمهوريات العربية ( سورية ، مصر ، ليبيا ) 1971م .                           
6 – التقارب مع الاردن ( سورية والاردن ) 1974 .                                              
7 – ميثاق العمل المشترك بين سورية والعراق عام 1978م .                                  
إن كل ما ذكرناه محاولات من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي وجماهيره البطلة ولكن الحزب كان مصراً على تنفيذها فى اي لحظة تسمح لها الظروف السياسية والاقتصادية والموضوعية ، لذلك سعى العراق بعد وصول حزب البعث الى السلطة الى الاستمرار فى تطوير القدرات الوطنية كأنشاء شركة ناقلات للنفط مما سنح للعراق قدرات النقل الخاصة بها . وبعدها خطى الحزب خطوة جريئة وجبارة وهي إعلان تأميم النفط فى 1 / حزيران / 1972 ، وهذه تعتبر الخطوة الاولى للتحرير الاقتصادي الذي يعتبر الشريان الاساسي للتطور فى العراق ، وهنا برز البعث كفكرة قومية منيرة لصنع إنسان جديد مؤمن بوطنه مخلص لمبادئه ، وبداء العراق بالتطور منها التصنيع العسكري ، تأميم النفط ، إعلان قانون الاصلاح الزراعي ، وإنشاء الجمعيات الفلاحية ، انشاء حملة محوالامية بحيث لم يبقى مكان مهما بعيد داخل العراق لم تكن فيها المدارس أو لم يصل الكهرباء إليها ، ومن خلال تشكيل المنظمات الجماهيرية والحزبية تم تثقيف الجماهيري عن طريق الاعلام وفتح الدورات ، وتوزيع اجهزة التلفزيون فى الارياف والقرى مجاناً على المواطنين حتى يستطيع المواطن الاطلاع على مايجري حوله عن طريق الاعلام ، وبهذا تقدم التنمية الصناعية والزراعية بشكل ملحوظ ، وتسمى تلك الفترة بالفترة الذهبية فى حياة الشعب العراقي ، وبدأت قيادة الحزب فى العراق بالتحرك على بيقية الدول العربية لفتح باب الوحدة العربية إن هذا التطور أصبح موضع التخويف للغرب وامريكا لذلك فكروا بايقاف هذه العجلة فى العراق ، لانهم هم القدوة المثالية لجميع الدول العربي ، أول خطوة للغرب ضد العراق وحزب البعث هو ضرب المفاعل النووية بحجج واهية ، ولكن هذا لم يوقف عجلة التقدم العراقي ولم يؤثر على فكرة البعث للوحدة العربية ، وبداء الغرب من جديد وضع الخطط والمؤامرات مستمرة لايقاف عجلة التقدم والتطور الذي يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي فى العراق ، خطى أعداء الحزب خطوة أخرى وهي إشعال نار الفتنة والحرب بين العراق وايران الذي دام ثمانية سنوات ، وبهذا حققت جزء من خطة الاعداء وهي اضعاف أكبر دولتين فى الشرق الاوسط عسكرياً واقتصادياً ، لقد خرج العراق من هذا الحرب المفروض عليه منتصراً وشرٌّب العدو الفارسي كؤساً من السم ، وفى وقت قياسي قام العراق بإعادة التنظيم جماهرياً وعسكرياً واقتصادياً ، و وضع الخطة الكفيلة بتقوية البنية التحتية للعراق ، هذا خَوَّف أعداء البعث ، وخططوا مرة اخرى لاسقاط العراق وحزبه القائد ، ودخل العراق بحرب الكويت ، وبعد ذلك اتهموا الغرب وامريكا العراق بارهاب فى المنطقة وجمع الاعداء جيشاً لايعد ولا يحصى من ثلاثة وثلاثون دولة فى العالم ، وبداء الهجوم ، والجيش العراقي الباسل قاوموا وكذلك الشعب كانت ظهيرة قوية لهم وافشل الهجوم وعاد العدوا الى مخابئهم الخلفية فى الكويت ، ولم يقفوا أعداء الحزب مكتوفي الايدي وقرروا انهاء الحكم فى العراق وهذا يعني بالنسبة لهم انهاء حزب البعث ، لذلك فى عام 2003م جمع الغرب بقيادة امريكا جيشاً كبيراً بحيث لايعد ولايحصى وهجموا على العراق ، رغم مقاومة بطلة من قبل الجيش والشعب ، ولكن لم يقاوموا تلك القوة الكبيرة والاسلحة المتطورة وبهذا سقط الحكم فى العراق ولكن لم يسقط حزب البعث ، لان البعث فكرة نابعة من روح الامة لذلك لن يموت ، ويتجدد بين حين واخرى ، وبدأت طليعة البعث وقادتها الحكيمة بمقاومة الاعداء والمأجورين ممن باع ضميره وشرفه لاعداء الامة ولاتزال المقاومة والجهاد مستمرة تحت قيادة حكيمة للحزب ، هذا هو حزب البعث العربي الاشتراكي ، الحزب القائد فى كل الدول العربية ، اليوم شباب البعث يذكرون حزبهم العملاق الذي ارهب العدو فى كل زمان و مكان ، ولايزال عدو الحزب يخطط لهم ولكن بفضل قيادته الحكيمة نبقى أقوياء ، واليوم السابع من نيسان رمز للتحرر وتجديد الانسان العربي ، نحتفل اليوم ونظهر للعالم بأن البعث لايزال شامخاً كشموخ الجبال ، وصلداً بوجه الاعداء كالفولاذ لايلين أبداً فى هذا اليوم المجيد نعاهد الشهداء وقيادتنا الحكيمة أن نكون مشروع الاستشهاد لاجل بقاء الحزب شامخاً ورايته عالياً ويكون الجهاد والمقاومة مستمرة الى تحقيق النصر المبين .                                                                  
ودمتم للنضال والرسالة الخالدة                                     





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق